راعي الأبرشيّة

المطران أفرام (كرياكوس) متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس

 
المطران إفرام من مواليد بيروت 15 نيسان 1943، وهو ابن جميل كرياكوس وأليس منسى، وأقام مع العائلة في الأشرفية حتى التحاقه بمعهد اللاهوت.
 
درس في الإنترناشونال كولدج (IC) في بيروت ثم في كلية الهندسة في جامعة القديس يوسف، وتخصص في الإلكترونيات والإتصالات اللاسلكيّة (Telecommunication) في باريس وعمل في هذا المجال وشارك في تأسيس محطة العربانية للإتصالات.
 
مارس التعليم في جامعة القديس يوسف- اليسوعية وفي المعهد التقني في الدكوانة وفي الثانوية الوطنية الأرثوذكسية (مار الياس)- الميناء بطرابلس - يتقن العربية والفرنسية والإنكليزية واليونانية.
 
التحق بمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند عام 1972، وتخرج حائزاً في اللاهوت. ثم تسلم ادارة معهد القديس يوحنا الدمشقي عامي 1977 و1978. سيم شماساً في 15 آب 1974 وكاهناً في 15 تشرين الأول 1978 وصار راهباً في دير القديس بولس (Agios Pavlos) ونال الأسكيم الكبير الرهباني في جبل آثوس في اليونان في 16 تشرين الأول 1983، وأرشمندريتاً في 8 تشرين الثاني 1991 على يد المطران جورج خضر. أسس رهبنة دير مار ميخائيل – النهر في بسكنتا عام 1984 وتولى رئاسته. رئيس مركز بيروت لحركة الشبيبة الأرثوذكسية.
 
إنتخب مطرانًا على أبرشيّة طرابلس خلفًا للمثّلث الرحمة المتروبوليت إلياس (قربان) وذلك في جلسة المجمع الأنطاكي المقدّس المنعقدة صباح يوم الثلاثاء الواقع في 6 تشرين الأول 2009. تمَّت مراسم السيامة الأسقفيّة في الكاتدرائية المريمية بدمشق يوم الأحد الواقع فيه الثامن عشر من تشرين الأول 2009. دخل أبرشيّة طرابلس يوم الإثنين الواقع فيه التاسع عشر من شهر تشرين الأوّل 2009.
 

من ترجماته وكتاباته

 
كلمات آبائية، ستة أجزاء مواعظ آبائيّة لأناجيل ورسائل الآحاد والأعياد، القديس أفرام السرياني، إنجيل مرقس. كتب عن القديسين بالاماس ويوحنا السلمي ومريم المصرية، يعقوب أخو الرب، كاترينا وغيرهم، إضافة إلى كتاباته في النشرة السنوية التي يصدرها دير مار ميخائيل كلّ سنة. كتب، عمل وعلم كيف نحيا الملكوت على الأرض كيف ننطلق به من ذواتنا إلى كل آخر، كيف نرى الله في كل إنسان.
 

من تعاليمه في مواضيع عدّة

 
الأرثوذكسيّ متقشف في حياته، راهب في فرش بيته في عمله في لباسه، عفيف في أحاسيسه وأفكاره، هذا لأنّه عاشق للرب، محبّ للقريب، منفتح القلب والذهن لكلّ الأديان ولكلّ التيارات مع تمسّكه الشديد بعقيدته. هو منكّر لذاته. هنا ربّ معترض يُسرعُ ويسأل أليست هذه الفضائل متوفّرة عند كلّ مسيحيّ بل كل إنسانٍ صالح؟ نُجيب: في الأرثوذكسيّة تغلب هذه االروح. هي نزعة فوق كلّ نزعة.
 
عشق الله يغلب عشق الدنيا. لا يسمح الأرثوذكسيّ للمؤسسة الدنيويّة أو حتّى للشريعة والنظام أن يتغلّب عليه، أن يتسلّط ، أن يتفرّد. نزعة قويّة تستدر النعمة إلى القلب، تشعل ناراً في قلبه.
 
... حتى نعيش بالحكمة الإلهية أو الإنجيلية هذه علينا أن نتحدى العالم. وليقل كل واحد لنفسه أنا لن أعيش لنفسي فقط بل للآخرين ولله. هذه هي الفلسفة المسيحية العجيبة فلسفة الصليب، إذا أردتم القول، أو فلسفة المتناقضات. كل هذا المجتمع من أهل وعائلات ودول وراءهم االشيطان ليجعلهم يتقوقعون حول أنفسهم، في حين أن الله خلق الناس ليكونوا في شركة وكما يقول القديس باسيليوس "الإنسان هو كائن شركوي". يعني أنه يعيش مع الآخر، للآخر ومن أجل الآخر.
 

من كتاب "الروح القدس" للقديس سمعان اللاهوتي الحديث- ترجمة الأرشمندريت أفرام كرياكوس

 
"تعلموا جيّداً أيها الإخوة، طابع خَتم المسيح الحقيقي. أيها المؤمنون، أنتم تعرفون خصائصه. إنّ ختمه الفريد هو بالحقيقة إشراق الروح القدس، مع العلم أنه يتّخذ أشكالاً متعددة في فعله، ومعالم متعددة في فضائله. أوّلاً ومن حيث الضرورة يأتي التواضع، لأنه أساس الفضائل الأخرى كلّها وجوهرها: "إلى مَن أنظر، يقول الرب، إلاّ إلى الوديع، إلى المتواضع والذي يرتعد لكلماتي؟ "(أشعيا 66: 2)
 
لننظر إذاً، أيها الإخوة، إلى أنفسنا ولنفحصها بدقة ونتعرّف إلى حالتها. هل يوجد فينا هذا  الخاتم؟ فلتميّز من خلال العلامات المذكورة سابقاً إن كان المسيح فينا. أيّها الإخوة المسيحيّون أرجوكم إصغوا، تيقّطوا وابحثوا: هل أشرق النور الإلهي في قلوبكم؟ هل تمتعّتم بنور المعرفة العظيم؟ هل إفتقدنا من السماء الشمس المنيرة للذين في الظلام وظلال الموت؟ أن حصل ذلك فلنمجد السيّد الصالح باستمرار ولنشكرّه على الهبة التي منحنا اياها. ولنجاهد بواسطة عمل الوصايا (أي تطبيقها) من أجل أن نوقد في داخلنا الشعلة الإلهية، لكن إن لم نحصل بعد على المسيح أو على خاتمه، إن لم نميّز في أنفسنا العلامات المذكورة أعلاه، بل على العكس نرى العالم الباطل يحيا فينا، ونحن الأشقياء نحيا فيه ظانين أن الأمور العابرة لهي شيء عظيم جداً، وإن كنّا بعد نستسلم للشدائد، نحزن للمصائب، ونفرح للرفاهية والغنى، عند ذلك يا للتعاسة! يا للجهالة والعمى! يا للشقاء وعدم الإحساس! هذه السائدة علينا، التي تشدنا إلى الأرضيات وتعلقنا بها