تعريف

تسمية طرابلس

إتخذت طرابلس أسماء عديدة ومختلفة منذ أن أنشأها الفينيقيون قبل الميلاد. ومن المتعارف عليه لدى كثير من المؤرخين أن طرابلس اتخذت اسمها الأغريقي تريبولي بعد أن اتحدت أحياؤها الثلاثة التي أسسها أهل صور وصيدا وأرواد وأصبحت عاصمة الاتحاد الفينيقي كما حملت لقب "المدينة المقدسة" والمستقلة في زمن الامبراطور الروماني هادريانوس واشتهرت باسم "دار العلم" في القرن الحادي عشر كما أورد المؤرخ ابن فضل الله العمري.


موقع المدينة وأهميته

كان لموقع طرابلس أهميته الحربية والاقتصادية والتجارية على مرّ العصور فالميناء جزء من سلسلة الموانئ الفينيقية إذ استغل الفينيقيون الساحل على أحسن وجه وأسسوا مدنهم عند الرؤوس.

هذا عدا عن أن طرابلس هي باب آسيا نحو حلب وتدمر وبغداد والموصل وبلاد الخليج العربي. ومما زاد في أهمية الموقع كون طرابلس قريبة من غابات الأرز حيث كانت أخشاب تلك الغابات تُستغل في صناعة السفن في ميناء المدينة وغدت بذلك من المدن الحربية والصناعية المهمة إذ كانت ترسانات السفن تقوم على الأخص عندها.
 

لمحة تاريخية

دخلت المسيحية طرابلس في وقت مبكر من القرن الأول للميلاد. فقد دخل المدينة "القديس بطرس" وهو في طريقه إلى أنطاكية والتقى بأسقفها "مارون" الذي نُصب فيها قبل مدة ودخل مدرسة كان فيها 12 راهباً وشماساً.
 
وحظيت طرابلس في زمن الامبراطور هادريانوس بالتفوق على عدد كبير من المدن الفينيقية وتفيد مسكوكات نقدية ضُربت فيها على أنها تحمل الألقاب التالية: "مدينة مقدسة، مستفيدة من حق الوحدة (مستقلة) وتنعم بسلطة بحرية. وقد حسدتها مدن كثيرة على هذه الامتيازات.
  
ولكنها شهدت في عهده اضطرابات دينية راح ضحيتها كثير من أتباع المسيحية أبرزهم القديسون لاونتيوس، إيباتيوس، تريبوتوس وتوادولوس.
 
وفي عهد الامبراطور كاراكالا (211- 217م) ابن سبتيموس سفيروس المولود في عرقة قرب طرابلس كانت المدينة مركزاً دينياً مهماً يحتوي على معابد رومانية ضخمة البناء منها لعشتاروت وزيوس.
 
في عهد الامبراطور ديوكليسيانوس (245- 313م) شهدت طرابلس حركة اضطهاد واسعة ضد المسيحية وأتباعها وقُتل في هذه الحركة عدد كبير من أساقفتها ُعرف منهم لوسيان وبولس ومتروبيوس زيتوبيوس وحُمل ديونيسيوس إلى قيصرية فلسطين حيث قُطع رأسه في السنة 254م.
 

في عهد البيزنطيين

منذ أن تأسست القسطنطينية في عهد الامبراطور قسطنطين الأول الأكبر 306- 337م. اصبحت طرابلس تابعة للإمبراطورية البيزنطية. وفي عهده أصبحت الديانة المسيحية مباحة بعد أن أصدر مرسوم ميلان سنة 313م. وحققت المسيحية انتشاراً أوسع في طرابلس حتى أصبح لها أسقف مثّلها في المجمع النيقاوي الأول هو الأسقف هيلانيقوس السنة 325 ولكنه تعرض للنفي بعد أن وشي به الأريوسيون وتولى بعده الأسقفية توادوسيوس ثم ايريناوس الذي كان متعاوناً مع جيورجيوس بطريرك الاسكندرية واكاشيوس أسقف قيصرية وغيرهما من أساقفة الأريوسييين.
 
وشاركت طرابلس في مجمع أفسس الأول الذي دعا اليه الامبراطور ثيودسيوس الثاني عن طريق ممثلها الأسقف كومدس الذي حضر صحبة يوحنا بطريرك أنطاكية وكان أسقف طرابلس من المشايعين لقرار المشيئة الواحدة والطبيعة الواحدة.
 
وفي السنة 451 شارك ثيودوروس أسقف طرابلس بمجمع خلقيدونيا الذي أصدر قراراً يقول بالطبيعتين والمشيئتين للمسيح مخالفاً بذلك الموقف الذي اتخذه سلفه مما يدل على أن طرابلس عادت إلى المذهب الأرثوذكسي
 

موقع مبنى المطرانيّة

احترق مبنى المطرانية القديم في حي الزاهرية خلال الحرب اللبنانية وإنتقل مركز المطرانية إلى الميتم في الميناء وبقي هناك من أواخر سنة 1985 إلى أول تموز 1992 حيث شيد بناء جديد في طرابلس الجديدة قرب مستشفى النيني.
 

امتداد سلطتها

يحدّ أبرشية طرابلس والكورة من الشمال عكار ونهر عكار ونهر موسى، من الجنوب نهر العصفور ومن الشرق سلسلة الجبال الغربية الشمالية وغرباً البحر الأبيض المتوسط.