الأحد 21 أيلول 2025

الأحد 21 أيلول 2025

18 أيلول 2025
الأحد 21 أيلول 2025
العدد 38
الأحد بعد رفع الصليب
اللحن السادس، الإيوثينا الرابعة


أعياد الأسبوع:

21: وداع عيد الصَّليب، الرَّسول كُدْراتُس، النبيّ يونان، 22: الشَّهيد في الكهنة فوقا أسقُف سينوبي، 23: الحبل بيوحنَّا المعمدان، 24: القدّيسة تقلا أولى الشَّهيدات المعادلة الرُّسل، البارّ سلوان الآثوسيّ، 25: البارَّة آفروسيني ووالدها بفنوتيوس، 26: انتقال الرَّسول يوحنَّا الإنجيليّ الثاولوغوس، 27: كليستراتُس والـ 49 المستشهدون معه.


ألْعِبادَةُ الأُرْثوذُكسِيَّةُ 

إنَّ القِراءةَ الرَّسولِيَّةَ المُحَدَّدَةَ لِهذا اليَوْمِ تَخُصُّ الـمَسيحِيِّينَ الَّذينَ كانوا مِنْ أصْلٍ عِبْرانيٍّ .وغايَةُ الرَّسولِ هِيَ أنْ يُوضِّحَ الفَوارِقَ بَيْنَ عِبادَةِ اللهِ في العَهْدِ القَديمِ وَبَيْنَ عِبادَتِهِ في كَنيسَتِه (كلمة الله الـمُتَجَسِّدِ) في كَنيسَتِنا. لِهذا السَّبَبِ يَشْرَعُ الرَّسولُ في سَرْدٍ مُفَصَّلٍ لِـ«الْمَسْكِنِ الْمَصْنُوعِ بِالْأَيْدِي»، أيْ خَيْمَةِ الشَّهادَةِ، الَّتي شَكَّلَتْ عَلَى الدَّوامِ أَقْدَسَ مَوْضِعٍ في الدِّيانَةِ الـيَهودِيَّةِ.

المسيحُ الـمُقَدَّمُ ذَبيحَةً والمُضَحَّى بِهِ – ثُمَّ يَنْتَقِلُ الرَّسولُ إلى الحَديثِ عَن «الْمَسْكِنِ غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِالْأَيْدِي» الخاصِّ بِعِبادَةِ اللهِ، حَيْثُ يَدْخُلُ رَئيسُ الكَهَنَةِ العَظيمُ – أيْ المسيحُ – مَرَّةً واحِدَةً وإلى الأبَدِ، مُقَدِّمًا ذَبيحَةً دائِمَةً، لا بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ بَلْ بِدَمِهِ هو، ذلِكَ الَّذي يَضْمَنُ لِلبَشَرِ الخَلاصَ الأبَدِيَّ. إنَّ هذه الصُّورَةَ، صُورَةَ المسيحِ الـمُقَدَّمِ باستِمْرارٍ ذَبيحَةً والـمُضَحَّى بِهِ مِن أَجْلِ مَحَبَّتِهِ لِلبَشَرِ، هِيَ أَساسُ العِبادَةِ الـمَسيحِيَّةِ الأرثوذُكسِيَّةِ، وَهِيَ مِحْوَرُ الحَياةِ اللِّيتورجِيَّةِ في كَنيسَتِنا، حَيْثُ يَتَبَوَّأُ "القُدّاسُ الإِلهِيُّ" وَ"سِرُّ الإفخارِسْتِيَّا المُقَدَّسُ" الـمَكانَةَ المُهَيْمِنَةَ فيها .

يُوضِحُ المسيحُ –في حديثِهِ مَع السَّامِرِيَّةِ في القِصَّةِ الإنْجِيلِيَّةِ الـمَعْرُوفَةِ– أنَّ اللهَ "روح"، وهو الإلهُ الذي يُسْجَدُ لهُ ويُعْبَدُ في كُلِّ مَكانٍ وزَمانٍ . أي أنَّ كُلَّ مسيحيٍّ يَسْتَطِيعُ أنْ يُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِ عِبادَتِهِ للهِ بِالصَّلاةِ حَيْثُما وُجِدَ وفي أيِّ وَقْتٍ شاءَ. وفي الوَقْتِ نَفْسِهِ، فإنَّ جَميعَ الـمَسيحِيِّينَ يُؤَلِّفُونَ مَعًا جَسَدَ الكنيسةِ الواحِدَ، ويُشارِكُونَ في حَياةِ العِبادَةِ الجَماعيَّةِ الّتي تُقامُ يَوميًّا في رِحابِ الهَيْكَلِ الـمُقَدَّسِ، حَيْثُ نُقَدِّمُ سَوِيَّةً إلى اللهِ عِبادَتَنا السَّاجِدَةَ. وهذه العِبادَةُ، عَلى الرَّغْمِ مِن أنَّها تُقامُ بِعَناصِرَ مادِّيَّةٍ، إلّا أنّها تَتَجاوَزُ الحُدودَ الأَرْضِيَّةَ وترفَعُ الـمُؤْمِنِينَ إلى مُعايَنَةِ خَيْراتِ مَلَكُوتِ السَّماواتِ. لأنَّ العبادةَ الأرثوذُكسِيَّةَ هي، بِالضَّبْطِ، تَصْوِيرٌ واسْتِباقٌ لِمَلَكُوتِ السَّماواتِ.

وهكذا يُفَسَّرُ البَهاءُ الذي تُشِعُّ به هَياكِلُنا الـمُقَدَّسَةُ وحُلَلُ الكهنوتِ. إنَّ ما يُمكِنُ أنْ يُعْتَبَرَ في حالاتٍ أُخْرى تَرَفًا فائِضًا لا حاجَةَ لهُ أو حَتَّى مُسْتَفِزًّا، أو حَتَّى مُجَرَّد بَقِيَّةٍ مِن البيزنطِيَّةِ الـمَجِيدَةِ، لا يُظْهِرُ في واقِعِهِ سوى الصُّورَةِ الأُخْرَوِيَّةِ لِمَجْدِ اللهِ ومَلَكُوتِهِ. إنَّ كنائسَنا تُشِعُّ بِبَريقِ السَّماواتِ. وبِناءً عليه، يَنبَغِي أنْ نَفهَمَ هذه الصُّورةَ الـمُشْرِقَةَ الـمُتَلَأْلِئَةَ لِلعِبادَةِ الإلهِيَّةِ؛ ففيها تَتَحَوَّلُ كنائسُنا إلى قُصُورٍ سَماوِيَّةٍ، ويُصْبِحُ كَهَنَتُنا –الـمُرْتَدُونَ السَّوادَ في حَياتِهِم اليَوميَّةِ– مَلائِكَةَ نُورٍ يُمَجِّدُونَ عَظَمَةَ الإلهِ السَّماوِيِّ .

ولكن، ولأنَّهُ كثيرًا ما تُحاوِلُ أصواتٌ لم تَتَذَوَّقْ شيئًا مِن الحَياةِ الرُّوحِيَّةِ والخِبْرَةِ الكَنَسِيَّةِ أنْ تُسَبِّبَ لنا العَثْرَةَ وتُزَعْزِعَ إيمانَنا، مُتَذَرِّعَةً بِما تُسَمِّيهِ تَرَفًا في العبادةِ الإلهِيَّةِ، فَلْنَضَعْ نُصْبَ أَعْيُنِنا ما قالَهُ أحدُ القدِّيسينَ المُعاصِرينَ :

”لا تَتَصَوَّرُونَ كيفَ تَسْمَحُ الكنيسةُ الأرثوذكسيَّةُ بِهذا القَدْرِ مِن البَهاءِ الدّاخِلِيِّ: الأيقوناتِ النَّفيسةَ، والقَناديلَ الفِضِّيَّةَ، والكُؤوسَ الذَّهَبِيَّةَ، والحُلَلَ الفاخِرَةَ، وغيرَها مِن الأشياءِ الثَّمينةِ. لأنَّها تُريدُ أن يُذَكِّرَ كُلُّ هذا البَريقِ الأَخَّاذِ النّاسَ بِالبَريقِ الأبَدِيِّ لِلسَّماواتِ. وأنْ يَجْتَذِبَهُم –ولو لَحْظَةً واحِدَةً– مِن بُؤْسِهِم الأَرْضِيِّ، ويُنبِّهَهُم إلى ذلِكَ العالَمِ الآخَرِ، وطنِهِم السَّماوِيِّ، أيْ مَلَكُوتِ السَّعادَةِ الأبَدِيَّةِ والفَرَحِ الأبَدِيِّ. وأنْ يَعْرِضَ أمامَهُم -بقدرِ ما يُمْكِنُ عَلى الأَرْضِ– بِطَريقَةٍ مادِّيَّةٍ ورَمْزِيَّةٍ، تِلْكَ الفَخامَةَ وذاكَ الغِنَى اللذَيْنِ يَفيضُ بِهِما العالَمُ الرُّوحِيُّ، واللذَيْنِ يَجِبُ أنْ تَمْتَلِئَ بِهِما نَفْسُ الـمَسيحيِّ –الـمَحْبوسَةِ في الجَسَدِ– كما حُبِسَ ذلِكَ البَهاءُ كُلُّهُ بَيْنَ جُدْرانِ الهَيْكَلِ الحَجَرِيَّةِ“.

فلْنَشْتَرِكْ في حَياةِ العِبادَةِ في كَنيسَتِنا بِهذا الفَهْمِ، بِمُواظَبَةٍ وبِحَماسٍ داخِلِيٍّ مُتَّقِدٍ، مُتَذَوِّقِينَ مِنْ خِلالِها خَيْراتِ مَلَكُوتِ السَّماواتِ. آمِينَ.

طروباريّة القيامة باللحن السادس

إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّبْ منها، وصادفتَ البتول مانحًا الحياة، فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.


طروباريّة عيد رفع الصليب باللحن الأوّل

خلِّص يا ربّ شعبَكَ وبارك ميراثك، وامنح عبيدَكَ المؤمنين الغلبة على الشرير، واحفظ بقوّة صليبك جميعَ المختصيّن بك.

قنداق عيد رفع الصليب باللحن الرابع

يا من ارتفعتَ على الصليبِ مختارًا أيّها المسيحُ الإله، امنح رأفتكَ لشعبك الجديدِ المسمّى بك، وفرِّحْ بقوّتك عبيدَكَ المؤمنين، مانحًا إياهُمُ الغلبةَ على مُحاربيهم. ولتكن لهم معونتُكَ سِلاحًا للسّلامة وظفَرًا غيرَ مقهور.


الرسالة: غلا 2: 16-20
ما أعظمَ أعمالكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ
صنَعتَ باركي يا نفسي الربّ


يا إخوة، إذ نعلم أنّ الإنسان لا يُبرَّر بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضًا بيسوع لكي نُبَّرر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحدٌ من ذوي الجسد. فإنّ كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضًا خطأة، أفيَكون المسيح إذًا خادمًا للخطيئة؟ حاشا. فإنّي إنْ عدتُ أبني ما قد هدمت أجعل نفسي متعدّيًا، لأنّي بالناموس متُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحيَاهُ في إيمان ابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عنّي.

الإنجيل: مر 8: 34-38، 9: 1

قال الربُّ: من أراد أن يتبعَني فليكفُرْ بنفسِه ويحمِلْ صليبَهُ ويتبَعْني. لأنَّ من أراد أن يخلِّصَ نفسه يهلكها، ومن أهلك نفسه من أجلي من أجل الإنجيل يخلِّصها. فإنّه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه، أم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ لأنّ من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحي به ابن البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القدّيسين. وقال لهم: الحقّ أقول لكم إن قومًا من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتّى يروا ملكوت الله قد أتى بقوّة.

في الإنجيل

يدعونا يسوع في هذه القراءة من إنجيل مرقس إلى أن نقوم بثلاثة أشياء أساسيّة لكي نخلص كمؤمنين؛ أوّلاً: أن نكفر بأنفسنا، ثانيًا: أن نحمل صليبنا وثالثًا: أن نتبعه. لكلّ من هذه الأمور الثلاثة معنًى وأهمّيّة. 

فالأمران الأوّلان، الكفر بالذات وحمل الصليب، يُفسّران في الآية التالية بإهلاك الذات بهدف الاتّحاد بالمسيح وتحقيق البشرى السارّة.
الكفر بالذات هو نفسه نكران الذات. وهذا عكس ما يبشّر به مجتمعنا اليوم، وبخاصّة علم النفس الذي يدعو إلى حبّ الذات والقيام بكلّ ما ترغب فيه أنفسنا بحجّة أنّنا نعيش مرّة واحدة. فهذا الفكر الدهريّ والعالميّ هو الذي يسيطر على البشر اليوم، كبارًا وصغارًا.

أمّا دعوة المسيح والكنيسة للمؤمنين فهي دعوةٌ نسكيّة إلى الزهد في العالم والممتلكات وتجنّب الرغبات الشهوانيّة والإعراض عن الأهواء. 
حتّى إنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة تحثّ مؤمنيها على ترويض الفكر وضبطه عن الجنوح إلى أفكارٍ ملتوية مشبعة بالغرائز والأهواء الشهوانيّة وعدم محاورتها ولا محاججتها، بل إلى محاربتها حربًا ضروسًا بسلاح الصلاة القلبيّة والسجدات والأصوام.

إنّ إشباع الرغبات والشهوات الذاتيّة والسعي وراء المال والممتلكات هما ما يقول عنه المسيح هنا بأنّ الإنسان يربح العالم، ولكنّه بالحقيقة يخسر الملكوت، إذ إنّ المسيح وضع شرطًا لكي نخلص، وهو أن ننكر العالم وكلّ شهواته وممتلكاته.
وأمّا حمل الصليب الذي يدعونا إليه المسيح فهو أن نصلب إرادتنا مع أهوائنا ورغباتنا وشهواتنا وجموحنا الخاصّ. 

وهذا يعني الموت عنها ونكرانها ورفضها ورذلها ووضعها في قمامة هذا الدهر. لماذا هذا كلّه؟ 
لأنّ كلّ هذه تجذب الإنسان إلى التراب وإلى كلّ ما هو أسفل. وأمّا حمل الصليب، فيرفعنا كما ارتفع المسيح على صليبه الخاصّ من الأرض إلى السماء. 

إنّ نكران الذات ورفض كلّ ما يخصّ الجسد من شهوات ورغبات هما ليسا عملًا روحيّا رومانسيّا نقوم به لنتبجّح به ونتعالى على باقي البشر لكوننا نُسكيّين. بل إنّه عملٌ محفوفٌ بالآلام، لأنّها حرب ضدّ أنفسنا، ضدّ كلّ ما نرغب فيه ويريحنا.
كلّ ما سبق ذكره لا يكتمل من دون الشرط الثالث، ألا وهو اتّباع المسيح. 

كلّ البشر حملون صلبانًا بأشكال وألوان ومضامين مختلفة. ما يميّز المسيحيّ هو القدرة على تلبية دعوة الله إليه وبالتالي أن يقبل صليبه ويحمله ويتحمّله وأن يتبع المسيح، أي أن يحبّه ويطيع أوامره ويعتمد ويصوم رغبة فيه ويسير بحسب تعاليمه ويناجيه ويخاطبه ويتناول جسده الطاهر ودمه الكريم ويعيش حياة الكنيسة والجماعة والأسرار ويشترك بما له ويعطي من دون أن ينتظر من الآخرين مقابلًا. 

أن يتبع المسيح هو أن يسير وراءه على درب الجلجلة المؤدّي إلى القبر والقيامة. 
هذا هو الإنجيل الذي يذكره يسوع في هذه القراءة، أي البشرى السارّة، بشرى القيامة والخلاص.


القاضي الرحيم

منذ فترة قصيرة رقد قاضٍ عُرِف برحمته وتعاطفه مع المخالفين الماثلين أمامه في المحكمة. كانت محكمته واحة سلام وأمان للجميع، كانوا يدخلون قاعة المحكمة وهم خائفون ممّا ينتظرهم من حكم أو من قيمة الغرامة التي يمكن أن تقع عليهم، لكنّهم ما إن ينطق بحكمه حتّى يتبدَّد خوفهم وتنفرج أساريرهم، ويخرجون وهم راضون وفرحون بالحكم الرحيم والإنسانيّ، قبل كلّ شيء.

كان هذا القاضي إنسانًا بكلّ ما تحمله الكلمة من معاني اللطف والإحساس بالآخر، كان ينظر إلى الأطفال الحاضرين مع ذويهم ويجدهم خائفين مرتبكين فيدعوهم إلى أن يصعدوا إلى حيث هو، يلاطفهم ويتبادل معهم الرأي حول الحكم الذي يجب أن يفرضه، لا يخالفهم أبدًا، فيكون لهم كما قالوا، وينزلون مطمئنّين راضين.

كان ودودًا مع الجميع، لا تفارق البسمة شفتيه، في قسمات وجهه سلام يوحي إلى المتهمّين بالأمان والاطمئنان، كم من مرّة أغلق الجلسة بكلمة "رُفعت الجلسة" من دون أن يغرِّم المرتكبين، ليس لشيء سوى لأنّه أحس بإنسانيّته الجمّة بضرورة العفو حسب وضع الشخص الماثل أمامه.

بالرغم من شهرته وانتشار صيته، إلّا أنّ ما صدر بعد رقاده من تعليقات من كافّة أطياف البشر سواءٌ أَعرفوه، أم مثلوا أمامه أم لا، قد أضاف الكثير إلى الصفات والمواقف التي عُرفَ بها، وما نُشِر على صفحات التواصل الاجتماعيّ بكافّة فروعها، قد كشف مواقف اتّخذها على مدى خدمته من منصة القضاء، أكّدت إنسانيّته ورحمته الكبيرة.
   
في إحدى مقابلاته التلفزيونيّة وردًا عن سؤال الصحفيّة حول مصدر رحمته التي تتجلّى في أحكامه، قال: "الطريقة التي أتعامل بها مع الناس تعود إلى تربيتي، لقد كبرتُ في بيت فيه الكثير من الحبّ والتعاطف، وتعلّمتُ منذ صغري أن أعامل الناس باحترام وكرامة وعدل، ولا أظنّ أنّ تلك المبادئ تُشكِّل ظروفًا استثنائيّة؛ فالجميع يستحقّ مثل هذه المعاملة. 

لسوء الحظّ هناك أناس يمثلون أمامي في المحكمة وهي مكان مثير للرهبة، والطريقة التي سيعامَلون بها يكون لها تأثير على حياتهم كلّها، وبخاصّة إذا كانوا حاضرين مع أطفالهم، عندما يكون هناك أطفال في قاعة المحكمة، هل تتصوَّرين كم سيكون التأثير على الأطفال عندما يرون آباءهم يعنَّفون؟ 

لو كان القاضي يؤنِّب الآباء، يحقِّرهم أو يتصرّف معهم بلؤم فالتأثير على الطفل يمكن أن يستمرّ مدى حياته وسيصبح معارضًا للقوانين ومتمرّدًا.
"طوبى للرحماء لأنّهم سيُرحَمون" (مت: 5 - 7).
"كونوا رحماء كما أنّ أباكم أيضًا رحيم" (لو6: 36).
"إنّي أريد رحمة لا ذبيحة" 
(هو 6 : 6).

هذا القاضي يستحقّ تطويب الربّ بجدارة لأنّه مارس الرحمة فعليًّا في تصرّفاته وأحكامه. ليرحمه الربّ ويُدِمْ ذكراه، ويزِدْ من أمثاله.
لو كان البشر جميعهم على مثاله، فكيف ستكون حياتنا على الأرض؟

أخبارنا

عيد القدّيسة تقلا في رعيّتي عابا وكفرصارون

- رعيّة عابا


لمناسبة عيد القدّيسة تقلا أولى الشهيدات والمعادلة الرُّسل تحتفل رعيّة عابا بعيد شفيعتها وتُقام للمناسبة صلاة غروب العيد مع كسر الخبزات الخمس برئاسة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام راعي الأبرشيّة وذلك مساء الثلاثاء الواقع فيه 23 أيلول عند الساعة السادسة مساءً في كنيسة مار تقلا في عابا.

- رعيّة كفرصارون

كما تحتفل رعيّة كفرصارون بعيد شفيعتها عبر إقامة صلاة براكليسيّ القدّيسة تقلا يوم الاثنين في 22 أيلول عند الساعة السادسة مساءً. 
وتقام يوم الثلاثاء في 23 أيلول صلاة غروب العيد مع كسر الخبزات الخمس عند الساعة السادسة مساءً.
ويترأّس سيادة راعي الأبرشيّة خدمة السحريّة وقدّاس العيد في رعيّة كفرصارون يوم الأربعاء الواقع فيه 24 أيلول عند الساعة الثامنة والربع صباحًا.


المركز الرّعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ
 
تعلن إدارة المركز الرّعائيّ للتراث الآبائيّ عن انطلاق دورته الدراسيّة، خريف 2025-2026،
تبدأ الدروس يوم الثلاثاء 30 أيلول، وتمتدُّ على 10 حصّص لكّل مادَّة على الشّكل التالي:

. مادّة ليتورجيا "خدمة المعموديّة والحياة في المسيح"، مع قدس الأب المتوحّد سيرافيم معلوف
أيّام الثلاثاء ابتداءً من 30 أيلول لغاية 2 كانون الأوّل 2025، من السّاعة الخامسة والنصف حتّى السابعة والنصف مساءً.

-  مادّة "تفسير إنجيل مرقس" مع الأستاذ فادي شاهين
أيّام الخميس 2 تشرين الأوّل لغاية 4 كانون الأوّل 2025، من السّاعة الخامسة والنصف حتّى السابعة والنصف مساءً.
-  تسبق كلّ حصّةٍ صلاةُ الغروب عند الخامسة مساءً.
- يتمّ التسجيل لغاية نهار السبت 27 أيلول عبر هذا الرابط الإلكترونيّ 
ttd.archtripoli.org

- رسم المادَّة الواحدة هو 25 دولارًا أميركيًّا، ورسم المادّتين 40 دولارًا أميريكيًّا، تُدفع لدى أمين السرّ عند بدء الدروس.

شروط الاِنتساب للطُّلَّاب الجُدُد:

• رسالة توصية من كاهن الرعيَّة أو من الأب الرُّوحيّ.
• أن يتجاوز عمر طالب الانتساب الـ 18 سنة.
• مَلء طلب الانتساب عبر هذا الرابط الإلكترونيّ ttd.archtripoli.org
• دفع رسم التَّسجيل عند أوّل صفّ.

العنوان: مطرانيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، شارع المعرض، بجانب طوارئ مستشفى النيني.

وصف المادّتين:

مادّة: خدمة المعموديّة والحياة في المسيح يعتبر سرّ المعموديّة المدخل إلى الحياة في المسيح، به يشترك المعمَّد في موت المسيح وقيامته وفي كلّ نتائجهما، كما يحصل المعمَّد على سرّ الميرون ختم الروح القدس، وسرّ المناولة المقدّسة.  
تشرح المادّة هذه الخدمة ليتورجيًّا وعقائديًّا. 

ثمّ تنتقل إلى شرح الحياة في المسيح عبر تفعيل هذا السرّ، وتجديده في تقليد الكنيسة الأرثوذكسيّة: التوبة، الأسرار (سرّ الاعتراف، سرّ الكهنوت، سرّ الزيت، إلخ...)، الصوم والجهاد النسكيّ، سرّ الصليب والقيامة، الحياة الروحيّة، الصلوات اليوميّة، الدورة الليتورجيّة مع أهمّ الأعياد، صلاة يسوع...

مادّة: تفسير إنجيل مرقس
تقدّم المادّة تفسيرًا آبائيًّا ومعاصرًا ضمن تقليد الكنيسة لإنجيل مرقس، مع ربطه بالأناجيل الأخرى. 
تبرز المادّة كيفيّة تطبيق إنجيل مرقس في حياة الإنسان المعاص.