​2025 الأحد 26 تشرين الأوّل

​2025 الأحد 26 تشرين الأوّل

22 تشرين الأول 2025
​2025 الأحد 26 تشرين الأوّل
العدد 43
 الأحد 20 بعد العنصرة
اللحن الثالث، الإيوثينا التاسعة


أعياد الأسبوع:

26: العظيم في الشُهداء ديمتريوس المفيض الطِّيب، الزلزلة العظيمة، 27: الشَّهيد نسطر، بروكلا إمرأة بيلاطس، 28: الشُّهداء ترنتيوس ونيونيلا وأولادهما، إستفانوس السابويّ، 29: الشَّهيدة أنستاسيا الروميَّة، البارّ أبراميوس ومريم ابنة أخيه 30: الشَّهيدان زينوبيوس وزينوبيا أخته، الرَّسول كلاوبا، 31: الرَّسول سطاشيس ورفقته، 1: قزما وداميانوس الماقتا الفضَّة، البارّ داوود (آفيا).

الشيطان

حادثة جاءت أكثر من مرّة في الإنجيل تدلّ على أهمّيّة محاربة السيّد للشيطان: (لوقا 8: 26-39، متّى 8: 28-34، مرقس 5: 1-20).
المسيح بموته وقيامته تغلّب على الشيطان، تاركًا له قدرة الإساءة إلى البشر، ممّا يجعل الفترة بين قيامة المسيح ومجيئه الثاني فرصةً لمشاركة الإنسان في الجهاد ضدّ الأرواح الشرّيرة.

كتاب الرؤيا يشير إلى عمل الشيطان المتزايد في آخر الأيّام إلى أن يأتي المسيح ويقضي عليه نهائيًّا في القيامة العامّة.
الخطيئة هي الشرّ الوحيد الحقيقيّ، منها تأتي كلُّ البلايا إنّها تفتح المجالَ لعمل القوى الشريّرة وأذيّة البشر.
في عالمنا اليوم العلمانيّ Laïque كثيرون من الأطبّاء النفسانيّين ينفون وجود أرواح شرّيرة.
وحدها نعمةُ الله تجعلنا نستطيع أن نواجه سرَّ الإثم والظلمات، والقوى الروحيّة الشرّيرة المؤذية.
حينئذٍ نتجنّد مع الربّ في محاربة الشرّير حتّى الموت.

لقد ابتدأ هذا الصراعُ منذ سقطة آدم وحواء عندما توجّه السيّد نحو الشيطان (الحيّة) بالكلمات التالية:
"أجعل عداوةً بينكِ وبين المرأة... وقال للمرأة لأكثرنّ مشقّات حملكِ، بالألم تلدين البنين... وقال لأدم... بعرق جبينك تأكل خبزَك... لأنّك ترابٌ وإلى التراب تعود". (تكوين 3: 15 الى 19).

في رسالة بولس إلى أفسس(6: 12) يقول الرسول بولس: "احملوا سلاحَ الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرّير..." وينتهي بالقول "خذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله". (أفسس 6: 12-17)

اليوم في صحراء جنسارات يأتي السيّدُ ويشفي رجلًا كان فيه شياطين. بالنسبة إلينا هذا التحرّر قد حصل سريّا
Sacramentellement في المعموديّة. علينا أن نجاهد كما قلنا في التزاماتنا ومعونة العرّابين والآباء الروحيّين.
في تطبيق وعودنا وعيشها. عندها نبتعد عن الشرّ فنجد أنفسنا "لابسين عاقلين جالسين عند قدمي يسوع" (8: 35)، مرتدين النعمة والنور ملتفّين بحضور الروح القدس.

العودة إلى الله تتمّ عبر التوبة Repentir، والاعتراف والجهد الروحيّ: "هذا الجنسُ لا يخرج إلّا بالصلاة والصوم" بشفاعات أمّ الله والقدّيسين.

+
أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
   
طروباريّة القيام ةباللحن الثالث

لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.

طروباريّة القدّيس ديمتريوس باللحن الثالث

إنّ المسكونة قد وجدتك أقوى منجد عند الشدائد، وقاهرًا للأمم يا لابسَ الجهاد. فكما أنّك حطّمت تشامخ لهاوش وفي الميدان قد شجّعت نسطر، هكذا توسّل أيّها القدّيس ديمتريوس إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى.

القنداق باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المردودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ، يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرَّميك.

الرسالة: 2 تيمو 2: 1-10
يفرح الصدّيق بالربّ
استمع يا الله لصوتي


يا ولدي تيموثاوُسَ، تَقوَّ في النعمةِ التي في المسيحِ يسوع. وما سِمعتَهُ منّي لدى شُهُودٍ كثيرينَ استَودِعْهُ أُناسًا اُمناءَ، أكفّاء لأن يُعلِّموا آخرين أيضًا، احتَمِلِ المشقّاتِ كجُنديّ صالحٍ ليسوعَ المسيح. ليسَ أحدٌ يتجنَّدُ فيرتَبكُ بِهُموم الحياة. وذلك ليُرضي الذي جنَّدهُ. وأيضًا إن كانَ أحدٌ يُجاهِدُ فلا ينالُ الإكليلَ ما لم يُجاهِد جِهادًا شرعيًّا. ويَجبُ أنَّ الحارثَ الذي يتعَبُ أن يشتَركَ في الأثمار أوّلاً. إفهمْ ما أقول. فليُؤتِكَ الربُّ فهمًا في كلِّ شيء. أُذكُرْ أنَّ يسوعَ المسيحَ الذي من نسلِ داودَ قد قامَ من بين الأمواتِ على حسَبِ إنجيلي الذي أحتَمِلُ فيهِ المشقَّاتِ حتَّى القيودَ كمجرمٍ. إلّا أنَّ كلمةَ الله لا تُقيَّد. فلذلكَ أنا أصبرُ على كلِّ شيء من أجلِ المختارين لكي يحصُلُوا هم أيضًا على الخلاصِ الذي في المسيح يسوع مع المجد الأبديّ.

الإنجيل: لو 8: 28-39 (لوقا 6)

في ذلك الزمان، أتى يسوعُ إلى كورَةِ الجِرجِسييّنَ، فاستقبَلهُ رجُلٌ منَ المَدينَةِ بِه شياطينُ مُنذُ زَمانٍ طويلِ، ولم يكن يلبَسُ ثوبًا ولا يأوِي إلى بَيتٍ بل إلى القبور. فلمّا رأى يسوعَ صاحَ وخرَّ وقالَ بِصوتٍ عظيم: ما لي ولكَ يا يسوعُ ابْنَ اللهِ العليّ. أطلُبُ إليكَ ألّا تُعَذّبَني، فَإنَّهُ أمَرَ الروحَ النَجِسَ أن يَخرُجَ منَ الإنسانِ لأنَّهُ كانَ قد اختطفَهُ مُنذُ زَمانٍ طويلٍ. وكانَ يُربَطُ بسلاسِلَ ويُحْبَسُ بِقُيودٍ فيقطعُ الرُّبط وتسوقه الشياطين إلى البراريّ فسألَهُ يسوعُ قائلًا ما اسمُك. فقالَ لجيون، لأنَّ شياطينَ كثيرينَ كانوا قد دَخلوا فيهِ، وطلبوا إليهِ أن لا يأمُرَهُم بالذهابِ إلى الهاوية. وكانَ هُناكَ قَطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعَى في الجبلِ، فَطَلَبوا إليهِ أن يأذنَ لهم بالدخولِ فيها فأذِن لهم، فخَرَج الشياطينُ من الإنسانِ ودخَلوا في الخنازيرِ، فوَثبَ القطيعُ عَن الجُرْفِ إلى البُحَيْرةِ فاختنقَ. فلمَّا رأى الرُّعاةُ ما حَدَثَ هَرَبوا فأخبَروا في المدينةِ وفي الحقول، فخرجوا ليَروا ما حَدَث، وأتوا إلى يسوعَ فوَجدوا الإنسَانَ الذي خَرَجَتِ مِنهُ الشياطينُ جَالِسًا عندَ قدَمَي يسوعَ لابِسًا صحيحَ العقل فَخافوا. وأخبَرَهُم الناظِرونَ أيضًا كيْف أُبْرِئَ المجنونُ فسألَهُ جمِيعُ جُمهورِ كُورَةِ الجرجسِيّينَ أن ينصَرِفَ عَنهم لأنَّهُ اعْتَراهم خوفُ عَظيم. فدَخَلَ السفينةَ ورَجَعَ فسَألَهُ الرجُلُ الذي خرَجَت مِنه الشياطينُ أن يكونَ مَعَهُ. فَصَرَفهُ يسوعُ قائلًا ارجع إلى بيتِكَ وحَدِّث بما صَنعَ الله إليك. فذهَبَ وهُوَ ينادي في المدينة كُلِّها بما صَنعَ إليهِ يَسوع.

في الإنجيل

يُظهِر هذا الحدث سلطان يسوع على الأرواح النجسة وعلى قوى الشرّ التي تستعبد الإنسان. فالممسوس الذي كان يعيش بين القبور، عاريًا ومنعزلًا عن الناس، هو صورة رمزيّة للإنسان الذي تسيطر عليه الخطيئة وتُبعِده عن الحياة وعن الجماعة.

لكن عندما يلتقي بيسوع، يتحوّل مشهد الموت إلى مشهد خلاص، لأنّ كلمة الربّ تُعيد إليه إنسانيّته وكرامته. إنّ الشياطين نفسها تعترف بسلطان يسوع وتصرخ: "ما لنا ولكَ يا يسوع ابن الله العليّ؟"، فتُعلِن الحقيقة التي يجهلها البشر.

•             القبور تمثّل حالة الموت الروحيّ التي يعيشها الإنسان البعيد عن الله.
•             السلاسل والقيود تعبّر عن العادات والخطايا التي تُكبّل حرّيّة القلب والعقل.
•             الخنازير ترمز إلى ما هو نجس ومُرتبط بالغريزة، أي أنّ قوى الشرّ تندفع نحو الهلاك الذاتيّ عندما تُواجَه بنور المسيح.

يسوع لا يدمّر الإنسان بل يحرّره، أمّا الشياطين فهي التي تدفع الكائنات نحو الفناء.
عوض أن يفرح سكّان المنطقة بخلاص أخيهم، خافوا وطلبوا من يسوع أن يرحل عنهم. الخوف هنا ليس خوف إيمان، بل رفضٌ للتغيير وخشية من خسارة مصالحهم. فالإنسان أحيانًا يفضّل بقاء الشرّ على مواجهة النور الذي يُزعزع راحته الزائفة.

أعاد يسوع الممسوس إلى بيته وقال له: "ارجع إلى بيتك وحدّث بما صنع الله إليك". فصار هذا الرجل المبشِّر الأوّل في منطقته، شاهدًا على رحمة الله المحرِّرة.
إنّ دعوة المسيح لنا اليوم هي أن نسمح له بأن يُحرّرنا من قيود الخوف والعادات المظلمة، وأن نحمل إلى العالم شهادة حيّة عن خلاصه، لأنّ كلّ مَن يختبر قوّة يسوع الحقيقيّة يصبح رسولًا للنور بين إخوةٍ ما زالوا يسكنون القبور.
 
الولادة بالروح في العائلة

هناك نوعان من الولادة، أحدهما بحسب الجسد والآخر بحسب الروح: "المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح روح. لا تتعجّب أنّي قلت لك: ينبغي أن تولدوا من فوق" (يوحنّا 3: 6-7). إلّا أنّ الكثير من الوالدين في عصرنا فقدوا هذا الوعي العميق بضرورة الولادة بالروح، وبرؤية أولادهم كصورة الله الأزليّ، فأصبحوا يُنشّئون أولادهم أوّلًا بحسب الجسد، وبإهمال الولادة بالروح. وهذه التنشئة التي لا ترى في الحياة سوى الجسد والعقل تجعل أولادنا عاجزين عن الإيمان، وغير مدركين أنّ الحياة ليست فقط على الأرض، بل هي تهيئة للحياة الأخرى الأبديّة. هنا يذكر القدّيس المعاصر صفروني الذي من دير أسكس أنّ أعظم خطيئة في أيّامنا تكمن في أنّ الناس قد غرقوا في اليأس بسبب اقتناعهم بأنّهم فقط جسد مائت، ولم يعودوا يؤمنون فعليًّا بالقيامة. إنّهم يعتبرون موت الإنسان موتًا نهائيًّا، فناءً، بينما هو بحسب الإيمان المسيحيّ لحظة تغيير في شكل وجودنا؛ يوم ميلادنا إلى حياة أسمى، إلى ملء الحياة في المسيح. في الواقع، المؤمن "قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنّا 5: 24)... و"لن يرى الموت إلى الأبد" (يوحنّا 8: 51).

إنّ مسؤوليّة الوالدين، الآباء والأمّهات، تكمن في التعامل مع ولادة طفل جديد بجدّيّة إيمان، مُدركين أنّ المولود الجديد هو بحقّ مخلوق على صورة ابن الإنسان، أي المسيح، وأن هناك حاجة قصوى إلى الولادة بالروح، فيستعدّون لهذه الولادة روحيًّا، ويمتلئ أطفالهم بالروح القدس من رحم أمّهاتهم، كما حصل مع يوحنّا المعمدان وهو في رحم أليصابات. عندئذ يُصبح للأولاد الإيمان بالله كأب لهم، أمرًا طبيعيًا، لن تتمكن أيّة تجارب مستقبليّة، من زعزعة هذا الإيمان، لأنّ "المولود من الروح هو روح". لذلك، يرى بأنّ وجود الله وقربه منّا هو حقيقة واضحة وهو الضمانة لحياة أفضل.

الوالدان ليسا مجرّد المُعلّمَين الأوّلَين للطفل، بل يشكّلان أيضًا أعظم قدوة يحتذي بها. فشخصيّتهما، وأسلوب حياتهما، وإيمانهما المعبّر عنه بالسلوك بالروح يؤثّر مباشرة في تكوين نفسيّة الطفل وقيمه وإيمانه. إنّ أعظم تأثير يمكن أن يتركاه في أبنائهم لا يكمن فيما يقدّمونه من أمور مادّية، بل في الإيمان والمبادئ والروحيّة التي يغرسونها فيهم. فالطفل ينشأ وهو يمتصّ نماذج والديه، ولهذا فمن الضروري أن يُنشّأ في بيئة مليئة بالحبّ والاحترام والتفاهم. الإيمان والدفء والمحبّة التي تسكن جدران البيت العائليّ تملؤه بروح إيجابيّة ونظرة فرحة وتفاهم متبادل، وهذا هو أعظم هديّة يمكن أن يقدّمها الوالدون إلى أولادهم، فإنّ سعادة العائلة لا تعتمد على حجم البيت، أو على مظاهر الرفاهيّة فيه والبحبوحة المادّيّة. فمحبّة الوالدين لا تُقاس بما يقدّمانه من خيرات مادّيّة، بل بما يظهرانه من روح إيمانيّة تحمل تفهّمًا وصبرًا واحترامًا.

لا يوجد والدان مثاليّان. فجميعنا نرتكب الأخطاء، لكن ما يميّز الوالد الصالح هو قدرته على الاعتراف بأخطائه، وتصحيحها، وتعليم طفله فضيلة المسامحة والسعي نحو تغيير الذات والحبّ. ليس مطلوبًا من الوالدين أن يكونا كاملَين، بل أن يكونا مستعدَّين للتعلّم، والاعتراف بأخطائهما، وتقديم ما هو أثمن ما في الوجود إلى أطفالهما: الحبّ الصادق، والقدوة الحسنة التي تستحقّ أن تُتَّبع. والطفل الذي ينشأ في بيئة يسودها هذا السعي، يكتسب مقوّمات حياة سعيدة ومتوازنة. في النهاية، لن يتذكّر الأطفالُ أخطاءَنا، بل سيحتفظون في ذاكرتهم بالحبّ والدفء اللذين منحناهم إيّاهما. وهذا هو أعظم هديّة يمكن أن نقدّمها إليهم. إنّها الولادة بالروح.

لذا، فإنّ تنمية الحياة الروحيّة هو في الواقع طريق ذو اتّجاه واحد. الأمر يتعلّق أوّلًا بالزوج والزوجة، ويتطلّب تغييرًا جذريًّا مع الاقتراب من الحياة بالمسيح. الزواج هو السير معًا في طريق الروح، وهكذا نستطيع معًا الفوز بالحياة الأبديّة، لأنّنا نكون في المسيح يسوع في تربية أطفالنا، خاضعين بعضنا لبعض في مخافة المسيح (أفسس 5: 21). إنّ المثابرة في العلاقة، والصبر الواعي بمحبّة المسيح، يدفع الوالدين بلا شكّ إلى مسار تغيير مستمرّ.

ما يشكّل تحدّيًا حقيقيًّا، هو كيفيّة إقناع أنفسنا بأنّ كلّ واحد منّا هو ابن حقيقيّ للآب الأزليّ، وصورة الله الحيّ، وهيكل للروح القدس؛ كيف نُظهر للعالم أنّ هناك طريقة حياة أخرى، الحياة بالروح، الحياة مع المسيح، أو حياة الأنبياء والقدّيسين؟ ربّما يجب على الرعاة إعداد برنامج خاصّ بالأهل والعرّابين حول معنى سرّ المعموديّة، وكيفيّة تنشئة ذواتهم وأولادهم بالمسيح؟ العائلة المسيحيّة تُبنى على أساس الولادة بالروح.
 
أخبارنا
سيامة الشمّاس سيرافيم فارس كاهنًا

صباح الأحد الواقع فيه 12 تشرين الأوّل 2025، ترأّس سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، راعي الأبرشيّة صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في كنيسة السيّدة في بترومين-الكورة بمعاونة بعض الكهنة وبحضور حشد من المؤمنين. تمّت في القدّاس رسامة الشمّاس سيرافيم فارس كاهنًا مساعدًا لقدس الأب حنانيا القطريب في رعيّة بترومين، الأب الجديد متزوّج وله ابنة.

وفي العظة هنّأ سيادته الكاهن الجديد مُشيرًا إلى دور الكاهن والتضحيات التي يقدّمُها إلى أبناء رعيّته.

وجاء في كلمته: إذا انتبهنا للإنجيل اليوم رأينا أنّه يتكلّم على الزارع وواجباته. وكما تعلمون أنتم في هذه المنطقة في الكورة كيف يكون الزارع وكيف يجب أن يعمل حتّى يطلع الزرع ويعطي نتيجة جيّدة. كيف يجب على الأب سيرافيم أن يطلع زرعه زرعاً جيّدًا؟ هذا ما يساعده فيه بولس الرسول الذي يقول لابنه الروحيّ تيموثاوس: "كن قدوةً للمؤمنين..." في العالم وفي الكنيسة فيتمثّل به الآخرون: كيف يصليّ، كيف يتعامل مع الآخرين، كيف يخدم الآخرين؟ هذه هي واجبات الكاهن، الكاهن هو أب روحيّ ولكي يبقى أبًا روحيًّا ماذا عليه أن يعمل: أن يصليّ ليس فقط في الكنيسة ولكن أيضًا في بيته مع أهله، أن يصليّ ويقرأ ويتعلّم حتّى يستطيع أن يعلّم غيره وأن يخدم غيره. عليه أن يتعب كثيرًا. ويتابع بولس كلامه إلى تلميذه تيموثاوس: "اعكف على القراءة والتعليم".

هذا ما ينقصنا. على شعب الله والمسيحييّن أن يعرفوا إيمانهم، أن يعرفوا كلّ واجباتهم وكيف يصلّون، وكيف يعيشون مع عائلتهم، وكيف يخدمون الآخرين.
هذا الأب الجديد سيرافيم الذي هو أبوكم وأخوكم الروحيّ الذي يتعلّم ويعلّم، يساعدكم على الاقتراب بعضكم من بعض ومن الله. نسأل الله أن يعطيه القدرة والقوّة حتّى يستطيع أن يقوم بواجباته بكلّ إيمانٍ وبركة. آمين.