الأحد 9 تشرين الثاني 2025

الأحد 9 تشرين الثاني 2025

06 تشرين الثاني 2025
الأحد 9 تشرين الثاني 2025
العدد 45
الأحد 22 بعد العنصرة
اللحن الخامس، الإيوثينا الحادية عشرة

 
أعياد الأسبوع:

9: الشَّهيدان أونيسيفورس ورورفيريوس، البارَّة مطرونة، القدِّيس نكتاريوس أسقُف المدن الخمس، يوحنَّا القصير، البارَّة ثاوكتيستي، 10: الرَّسول أولمباس وكوارتس ورفقتهما، الشَّهيد أوريستس، القدّيس أرسانيوس الكبَّادوكيّ، 11: الشُّهداء ميناس ورفقته، إستفانيس، ثاوذورس الإسطوذيتيّ، 12: يوحنَّا الرحوم رئيس أساقفة الإسكندريَّة، البارّ نيلس السِّينائيّ، 13: يوحنَّا الذهبيّ الفم رئيس أساقفة القسطنطينيَّة، 14: الرسول فيلبُّس، غريغوريوس بالاماس، 15: الشُّهداء غورياس وصاموناس وأفيفس، بدء صوم الميلاد.

شفاء نازفة الدم
وإقامة ابنة يايروس


الموت راحةٌ في المسيح. قال الربّ للذين يبكون على بنت رئيس المجمع يايروس وهي في حال الموت:"لا تبكوا لم تمتْ لكنّها نائمة" (لوقا 8: 52).
الموت في المسيح أصبح رقادًا، تحرّر الإنسانُ المائت من كلّ اهتمام دنيويّ وهو في اتّحاد عميق مع المسيح. سبتَ سباتًا مع المسيح في راحة تأمّل، تذوّقٍ سابقٍ للملكوت. هذا معنى القبر في اللغات الأجنبيّة Cimetiëre Koimitiri  مكان النوم، الراحة.

أمّا بالنسبة إلى النازفة الدم hémorroisse قال "من لمسني؟!" (8: 45) إنّ "قوّة قد خرجت منّي" (8: 46). قال لهم الربّ...
ترى! كيف نلمس الربَّ؟! نلمسه في الأسرار، في الصلاة، في قراءة الكتاب المقدّس أي الإنجيل. هذا يتطلّب إيمانًا قويًّا كإيمان المرأة النازفة الدم التي بإيمانها برئت بالمسيح نلمسه أيضًا بالروح القدس: أوّلًا في المعموديّة. روح الربّ هو في قلوبنا منذ المعموديّة وأيضًا يأتي عن طريق الصلاة الحارّة: نلمس المسيح، نستنير بالروح القدس، بالاشتراك في الأسرار المقدّسة contact intime

هكذا نشترك في حياة الثالوث الأقدس حتّى ولو كان الجموع يضيّقون علينا في الكنيسة أو حتّى في العالم في وسطه contact intime كما جرى مع نازفة الدم.

هكذا نشترك في حياة الثالوث الأقدس. يقول القدّيس سيرافيم ساروف يتمّ ذلك عن طريق التواضع والسلام الداخليّ. هكذا نستطيع أن نخلّص مئات من القوم حولنا. "ضع نفسك في السلام وملايين حولك يخلصون".

هذا ما يحصل لا في الخارج المنظور بل في الداخل، في الحياة في المسيح نستطيع كالنازفة الدم أن نلمسَ المسيحَ حقًّا.
بالنسبة إلى النازفة الدم قال لها الربّ: "إيمانكِ قد شفاكِ اذهبي بسلام. أمّا بالنسبة إلى ابنة يايرس رئيس المجمع: "فأوصاهما أن لا يقولا لأحد عمّا كان" (8: 56). هذا لأنّ ساعة ابن الإنسان لم تأتِ بعد.

ماذا يعني كلُّ ذلك؟! يعني أنّ نعمة الله يمكنها أن تلمسنا وتشفينا في أيّ وقت وبقوّة الروح القدس. ممّا يُعطينا الرجاءَ على الدوام بأن نور الله يمكن له في أيّ وقت أن يسود على ظلمات الحياة.

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 

طروباريّة القيامة باللحن الخامس

لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الابتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.
 
قنداق دخول السيّدة إلى الهيكل باللحن الرابع

إنّ الهيكل الكلّيَّ النَّقاوة، هيكلَ المخلّص، البتولَ الخِدْرَ الجزيلَ الثَّمن، والكَنْزَ الطاهرَ لْمجدِ الله، اليومَ تَدْخُلُ إلى بيتِ الرَّبّ، وتُدخِلُ معَها النِّعمةَ التي بالرّوح الإلهيّ. فَلْتسِبِّحْها ملائكة الله، لأنّها هي المِظلَّةُ السَّماوية.
 
الرسالة: غلا 6: 11-18
خلّص يا ربُّ شعبَك وبارك ميراثَك                   
 إليكَ يا ربُّ أصرخ: إلهي

 
يا إخوة انظروا ما أعظمَ الكتابات التي كتبتُها إليكم بيدي. إنَّ كُلَّ الذينَ يُريدون أن يُرضُوا بحسَبِ الجسَدِ يُلزمونكم أن تختتِنوا، وإنَّما ذلكَ لئلّا يُضطهَدوا من أجل صليبِ المسيح. لأنَّ الذينَ يَختتِنون هُم أنفسُهم لا يحفَظون الناموسَ، بل إنَّما يُريدون أن تَختتِنوا ليفتخروا بأجسادِكم، أمَّا أنا فحاشا لي أن أفتَخِرَ إلّا بصليبِ ربّنا يسوعَ المسيح الذي به صُلبَ العالمُ لي وأنا صُلبتُ للعالم. لأنَّهُ في المسيح يسوعَ ليسَ الخِتانُ بشيء ولا القَلَف بل الخليقَةُ الجديدة. وكلُّ الذين يسلُكُون بحَسبِ هذا القانون فعليهم سَلامٌ ورَحمةٌ وعلى إسرائيلِ الله. فلا يجلِبْ عليَّ أحدٌ أتعابًا فيما بعدُ فإنّي حامِلٌ في جسدي سماتِ الربِّ يسوع. نعمةُ ربّنا يسوعَ المسيح مع روحِكم أيُّها الإخوة. آمين.

الإنجيل: لو 8: 41-56 (لوقا 7)

في ذلك الزمان، دنا إلى يسوع إنسانٌ اسمه يايرُسُ، وهو رئيسٌ للمجمع، وخرّ عند قدمي يسوع وطلب إليه أن يدخل إلى بيته، لأنّ له ابنة وحيدة لها نحوُ اثنتي عشْرَة سنة قد أشرفت على الموت وبينما هو منطلقٌ كان الجموع يزحمونه. وإنّ امرأة بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرَة سنة، وكانت قد أنفقت معيشتَها كلَّها على الأطبّاء، ولم يستطعْ أحدٌ أن يشفيَها، دنت من خلفه ومسّت هُدبَ ثوبه وللوقت وقف نزفُ دمِها فقال يسوع: "من لمسني؟" وإذ أنكر جميعهم قال بطرس والذين معه: يا معلّم إنّ الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول من لمسني؟ فقال يسوع: "إنّه قد لمسني واحدٌ لأنّي علمت أنّ قوّة قد خرجت منّي". فلمّا رأت المرأة أنّها لم تخفَ جاءت مرتعدة وخرّت له وأخبرت أمام كلّ الشعب لأيّة علّةٍ لمسته وكيف برئت للوقت فقال لها: "ثقي يا ابنةُ، إيمانُك أبرأكِ فاذهبي بسلام". وفيما هو يتكلّم جاء واحدٌ من ذوي رئيس المجمع وقال له: إنّ ابنتَك قد ماتت فلا تُتعب المعلّم. فسمع يسوع فأجابه قائلًا: لا تخف، آمن فقط فتبرأ هي. ولمّا دخل البيت لم يدَع أحدًا يدخل إلّا بطرس ويعقوب ويوحنّا وأبا الصبيّة وأمّها. وكان الجميع يبكون ويلطمون عليها فقال لهم: لا تبكوا إنّها لم تمت ولكنّها نائمة. فضحكوا عليهِ لِعِلْمِهم بأنّها قد ماتت. فأمسك بيدها ونادى قائلًا: يا صبيّة قومي. فرجعت روحُها في الحال. فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما أن لا يقولا لأحدٍ ما جرى.
 
في الإنجيل

تجمع معجزة شفاء النازفة الدم وإقامة ابنة رئيس المجمع بين معنيين متوازيين في الإيمان. حيث تتجسد رحمة المسيح وقدرته الفائقة على منح الحياة والخلاص.
الأولى آمنت، أنّها ستشفى بمجرّد لمس هدب ثوبه، فيشرح لوقا الإنجيليّ وهو الطبيب أنّ هذه المرأة أنفقت كلّ ثروتها على الأطبّاء خلال اثنتي عشرة سنة. وكذلك ابنة رئيس المجمع الوحيدة (فلا إخوة ولا أخوات لها.) عمرها اثنتا عشرة سنة، هنا إقامة من الموت وهناك شفاء من مرض عضال.
النازفة آمنت فكانت النتيجة شفاءها بسبب هذا الإيمان: "إيمانك شفاك اذهبي بسلام" أي بمعنى آخر أيضًا مغفورة لك خطاياك .
أمّا رئيس المجمع فكان ذا إيمان كبير، وهذا يظهر في تواضعه الذي جعله يأتي ساجدًا ليسوع متوسّلًا شفاء ابنته. هذا التواضع الذي ينعكس إيمانًا وثقة بأنّ يسوع هو الوحيد القادر على عجيبة كهذه .

لقد نسي مركزه وأنّ الناس هم من يأتون إليه وليس العكس. همّه الوحيد شفاء ابنته. وهما في الطريق إذا بأحدهم يخبره بموت ابنته فلا داعي ليتعب يسوع بالمجيء معه. هنا أسرع يسوع وقال له: "لا تخف". يسوع يقوّي ويشدّد عند الحاجة. هو يعرف ضعفنا لأنّه يعرف مكنونات قلوبنا. فلا يدع لحظة ضعف تطيح بإيماننا. لهذا أراد هنا أن يبقى هذا الرجل على إيمانه، على ثقته بيسوع، هذه الثقة التي هي ركيزة أساسيّة للإيمان.

يرافقها تصديق وعود الله والإيقان بأنّه يمكننا الاتّكال والاعتماد عليه اعتمادًا كلّيًّا . لهذا يسوع يقوّي رئيس المجمع، يطمئنه، يشجّعه ويطلب منه التسليم الكلّيّ لله. ونحن بدورنا علينا ألّا نخف في هذه الحياة مصدّقين وواثقين بأنّ الربّ يسوع هو صادق في كلّ كلمة قالها، وأنّه علينا أن تقول مع داوود النبيّ: "الربّ معي فلا أخاف".
 
موانع الزواج

1-        مانع قرابة الدم:

تعتبر القرابة مانعًا من موانع الزواج، إذا بلغت درجة معيّنة، والحكمة في ذلك هي أنّ زواج الأقارب يعتبر عاملًا من عوامل إضعاف النسل وإصابته بالعلل. فالدم بحاجة الى الاختلاط. وهناك سبب آخر يتعلّق بالآداب. فالحياة العائليّة كثيرًا ما تجمع بين الأقارب تحت سقف واحد، وقد يؤدّي توقّع إمكان الزواج إلى الفوضى بين أفراد الأسرة والأقارب. ثمّ أنّ آداب الأسرة تقتضي أن يرى الشخص في ذوي قرباه محارم له، فلا تراوده نفسه عنهم بغير تأنيب من ضميره.
والزواج بين غير الأقارب يجد قرابات جديدة ويبثّ المحبَّة ويقوّي أواصر الصلة بين الناس. وهذا كان معروفًا عند الرومان وفي الشريعة الموسويّة (لاو 18: 6)، "لا يقترب إنسان إلى قريب جسده ليكشف العورة".
  • قرابة الدم المباشرة:

قرابة الدم هي التي تجمع بين شخصين ينحدران من أصل مشترك واحد في حدود معيّنة أو يتفرّغ أحدهما من الآخر.

فقرابة الدم قد تكون ناشئة من أن أحد الطرفين يستمدّ حياته من الآخر وهذا ما يسمّى بالقرابة المباشرة. أو القرابة على خطّ مستقيم وهي العلّة بين الأصول والفروع. مثلًا: الأب وابنته والأم وابنها فالقرابة بينهما مباشرة وقد تنشأ من التقاء الطرفين في أصل مشترك من أصولهما وذلك بالصعود بعض الدرجات بسلسلة أصولهما من دون أن يكون أحدهما فرعًا للآخر. هذه القرابة تسمّى بقرابة الحواشي أو القرابة على الخطّ غير المستقيم، وذلك كالأخ وأخته، والعمّ وابنة أخيه، ويحسب عدد درجات القرابة في الخطّ المستقيم بعدد الأشخاص دون الأصل، وبعبارة أخرى يكون عدد الدرجات على قدر عدد الولادات التي تحدث.
قرابة الدم المباشرة تعتبر مانعًا مبطلًا للزواج في المذاهب المسيحيّة جميعها فمتى قامت هذه القرابة كان الزواج باطلًا، وعلى ذلك فإنّه يحرّم على الشخص التزوّج بأصوله وإن علوا وبفروعه وإن نزلوا. مهما يكن عدد درجات القرابة بين الطرفين.

ب- مانع قرابة الدم غير المباشرة:

أي على خطّ منحرف الجوانب وهي قرابة الحواشي، وقد نصت المادّة 17 من قانون الأحوال الشخصيّة على أنّ القرابة الدمويّة من الجوانب بين شخصين تمنع الزواج بينهما حتّى الدرجة الرابعة.

ولا بدّ من التفريق بين قرابة فروع الأبوين وقرابة فروع الجدّين.

فبالنسبة إلى قرابة فروع الأبوين وهم الإخوة والأخوات ونسلهم، يعتبر التحريم عامًّا لا يقف لدى درجة معيّنة من درجات القرابة. فليس للرجل أن يتزوّج أخته ولا ابنة أخته أو أخيه وإن نزلت لا فرق في ذلك بين أن يكون الأخ شقيقاً لأب أو لأمّ. وأمّا بالنسبة إلى قرابة فروع الجدّين، وهما الأعمام والعمّات والأخوال والخالات فيمنع الزواج بينهما حتّى الدرجة الرابعة. وبمعنى آخر تمنع القرابة من الزواج بالأعمام والأخوال والعمّات والخالات دون نسلهم. فيحرّم على الرجل أن يتزوّج بعمّته وعمَّة أصوله وخالته وخالة أصوله. ولكن تحلّ له بنات الأعمام والعمّات وبنات الأخوال والخالات لأنّهن من الدرجة الرابعة وعند الاقتضاء بإجازة خاصّة من الرئاسة الروحيّة العليا، وهذا بالنسبة إلى الرجل والمرأة على السواء.

2-  مانع قرابة المصاهرة:

تنشأ قرابة المصاهرة من الزواج الصحيح. والمصاهرة تربط كلًّا من الزوجين بجميع أقارب الدم للطرف الآخر، وهي لهذا تعتبر مانعًا من موانع الزواج. ذلك أنّه بالزواج يدخل كلٌّ من الزوجين في أسرة الآخر، وبذلك تتسنّى له الحياة بصحبة أقاربه، وهذا ما يقتضي حماية الروابط بينهم. ثمّ أنّه بالزواج يصير الزوجان جسدًا واحدًا يتشاركان المحبّة والصلات، ولذلك يمكن القول إنّ أقارب أحدهما يصيرون أقارب الآخر.

-          نظريّة المصاهرة تمنع زواج الرجل:

أ- بأصول زوجته وفروعها فلا يجوز له بعد وفاة زوجته أن يتزوّج بأمّها أو جدّتها وإن علت ولا بابنتها التي رزقت بها من زواج آخر، أو ببنت ابنها أو ببنت ابنتها وإن سفلت.

  • بزوجات أصوله وزوجات فروعه وأصول أولئك الزوجات وفروعهنّ ولا بزوجات أعمامه وأخواله. فلا يجوز له أن يتزوّج بزوجة والده أو جدّه أو بأمّها أو جدّتها أو ابنتها أو بنت ابنها أو بنت ابنتها، ولا بزوجة ابنه أو حفيده أو أمّها أو جدّتها أو بنتها أو بنت ابنها أو بنت ابنتها.
جـ- بأخت زوجته ونسلها وبنت أخيها ونسلها.
د- بزوجة أخيه وأصولها وفروعها.
هـ- بعمّة زوجته وزوجة عمّها وخالتها وزوجة خالها.
و- بأخت زوجة والده وأخت زوج والدته وأخت زوجة ابنه وأخت زوج ابنته. يراعى بالنسبة إلى ما سبق في كلّ البنود أنّ ما يحرّم على الرجل يحرّم على المرأة.

3- مانع القرابة الروحيّة بالمعمودية:

القرابة الروحيّة هي القرابة التي تنشأ عن العماد المقدّس والتي تقوم بين الإشبينين من جهة وبين الشخص المعمَّد ووالديه من جهة أخرى.
وذلك أنّ الإشبين يعتبر بالنسبة إلى الطفل المعمّد بمثابة الأب الروحيّ، وتنشأ بينهما قرابة روحيّة يترتّب عليها قيام صلة قرابة ومثلها بالنسبة إلى والدي الطفل الحقيقيّين وهذا بالإضافة إلى أن الإشبين يأخذ على عاتقه واجب السهر على تربية الطفل روحيًّا.

وقد رأت الشريعة المسيحيّة الأرثوذكسيّة أنّ زواج الرجل بامرأة يوجد بينها وبينه إخاء روحيّ ناشيء عن العماد يعتبر خطيئة كبرى، ولذلك فمن غير اللائق أن يقترن العرّاب بمن أصبح ولدًا له.

وهكذا اعتبرت الشريعة المسيحيّة الأرثوذكسيّة مغالاة منها في قدسيّة العماد أنّ القرابة لا تقلّ عن قرابة اقتران الأجساد، فقرّرت اعتبار القرابة الروحيّة بالعماد المقدّس من موانع الزواج بدرجتيه الأولى والثانية من الخطّ المستقيم. وقالت بأنّه لا يجوز للعرّاب أن يتزوّج بفليونته ولا بأمّها ولا بابنتها وهكذا لا يجوز للفليون.

2-        مانع القرابة بالتبنِّي الكنسيّ:

التبنّي نظام قانونيّ يقوم فيه شخص باتّخاذ آخر ولدًا له، ويتّخذه كابنه وينسبه إليه دون أبيه. وهو كما عرفت به المادّة (89) من قانون الأحوال الشخصيّة والمادّة(225) من قانون الحقّ العائليّ عمل شرعيّ ثمرته أنّ شخصًا راشدًا أو قاصرًا تحت ولاية غيره يصبح به بواسطة الرئاسة الروحيّة وبصلوات الكنيسة بمثابة الابن لزوجين شرعيّين أو أحدهما. يستلزم التبنّي:

أ‌-         تقديم طلب إلى المحكمة لإيضاح علّة التبنّي، وصدور حكم من المحكمة الروحيّة بقبول طلبه.
ب‌-       أن يكون المتبنّي أكبر سنًّا من المتبنَّى بنحو ثماني عشرة سنة على الأقل.
ت‌-       أن يكون المتبنّي من ذوي السيرة الحسنة وحالته الماديّة تساعده على إفادة المتبنّى.
ث‌-       موافقة المتبنّى الراشد أو موافقة أوليائه إن كان تحت ولاية أو وصاية.
ج‌-        أن لا يكون للمتبنّى أولاد ولا أمل بإنجابهم بسبب السنّ أو المرض أو أيّة علّة أخرى مؤيّدة بشهادة طبيّة وقانونيّة.
ح‌-        أن تحكم المحكمة الكنسيّة بقبول التبنّي رسميًّا، وأن تجري الرئاسة الروحيّة الصلوات المناسبة ويسجّل ذلك في سجّل الكنيسة والأحوال المدنيّة. هذا في الدول مثل لبنان بالنسبة إلى المسيحيّين واليهود فقط. وأمّا في سوريا فالتشريع الذي فيها لا يحلّ التبنّي ولا يجيزه. وفي القرابة بالتبنّي الكنسيّ يمنع الزواج في الأصول والفروع فقط.

3-        مانع تعدّد الزوجات والزواج السابق:

يتمثّل هذا المانع في عدم إمكان إبرام زواج ثانٍ طالما بقي الزواج الأوّل قائمًا. وهو من التعاليم الإلهيّة التي تحرّم تعدّد الزيجات (متّى 19: 4). فطالما بقي الزواج الأوّل قائمًا يحرّم على أيّ من الزوجين عقد زواج جديد مع شخص آخر، وإلّا كان زواجه الثاني باطلًا. "لا يجوز تعدّد الزوجات"
ومانع الزواج السابق يقوم على خاصّتين من خصائص الزواج هما الوحدة وعدم قابليّة الرابطة الزوجيّة للإنحلال.

4-        مانع اختلاف الدين:

لا بدّ من التفريق في بدء الأمر بين حالتين تختلفان فيما بينهما خاصّة وأنّه قد تترتب عليه نتائج مختلفة.

-          الحالة الأولى:
اختلاف المذهب وفي الحالة التي يتمّ الزواج بين مسيحيّين تابعين لطائفتين مختلفتين وهو ما يسمّى باصطلاح القانون العائليّ "الزيجات المختلطة".

-          الحالة الثانية:
اختلاف الدين وهي الحالة التي ينتمي فيها كلّ من الفريقين إلى دين غير دين الآخر.

والمقصود هنا الحالة الثانية وهي اختلاف الدين باعتباره مانعًا من موانع الزواج. إنّ قانون الأحوال الشخصيّة في المادّة الثانية عشرة منه في بحث شروط عقد الزواج كما نصّت المادة 68 على أنّ الزواج يفسخ بطلب أحد الزوجبن إذا اعتنق أحدهما دينًا آخر. فإذا كان اعتناق أحد الزوجين ديناً آخر، يستلزم طلب فسخ الزواج بسبب تغيير الدين، فمن باب أولى فلا يجوز عقد الزواج مع اختلاف الدين.
إنّ اختلاف الدين والحالة هذه مانع من موانع الزواج، وإنّ جميع الطوائف المسيحيّة متّفقة على أنّ الزواج الذي يتمّ مع قيام هذا المانع يعتبر باطلًا فلكي يتمّ الزواج صحيحًا لا بدّ من أن يتّحد الطرفان فيه من حيث الدين.
"بيتي بيت الصلاة يُدعى" (متّى 21: 13).

قدس الآباء الأجلّاء، مع مجالس الرعايا
وجميع أبنائنا في هذه الأبرشيّة المباركة


إنّي أعلم أنّ لكم غيرة مقدّسة على الكنيسة، وتتسابقون جميعًا في مشاركة الربّ يسوع نفسه في جعلها "كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدّسة وبلا عيب" (أف 5: 27).

لذلك أذكّركم أنّه غريب عن إيماننا وتقليدنا المسيحيّ الصحيح أن نفسح لروح العالم بتشويه كلّ هذا الجمال الذي تركه الربّ يسوع أمانة بين أيدينا.
لا يجوز مطلقًا أن تتحوّل ساحات الكنائس أو قاعاتها أو حرمها إلى مسارح للفنّانين والحفلات العالميّة التي فيها الكثير من الضجيج، والغريبة عن روح الصلاة التي نصلّيها في الأعياد، "مكمّلين بعضنا بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحيّة مترنّمين ومرتّلين في قلوبنا للربّ" (أفسس 19: 5).
لذا، يُمنع منعًا باتًّا استعمال الكنائس والقاعات وطرقها للغناء والصخب والضجيج، لكي لا تغيب عنّا رؤية المؤمنين يأتون في مواسم العيد للصلاة والتقوى والتضرّع للقدّيس المعيّد له.

بالنسبة إلى الأكل والشرب، المسموح به هو إقامة موائد محبّة للرعية، أو إقامة سوق خيريّ "كرمس" يعود ريعه لمساعدة المحتاجين من أبناء الرعيّة وللأعمال الخيريّة في الكنيسة، بعيدًا من إقامة كلّ ما له علاقة بالتجارة الشخصيّة، من بيع وشراء للأكل والشرب والألعاب، لئلّا نجعل بيت الربّ بيت تجارة. (متّى 21: 12).

أشدّد على ذلك وأعلم يقينًا أنّكم تمجّدون الله معنا دومًا، والإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يُخرج الصلاح. فما نقوم به يُعبّر عن حالة قلوبنا الداخليّة. وليعلم العالم أنّنا نعرف الربّ يسوع كما نعرف الآب ونحفظ كلامه. "وأنتم تشهدون، لأنّكم معي منذ البدء" (يو 15: 27) آمين، والمجد لله دائمًا.
هذا بشأنه مع تكرار الأدعية والشكر الجزيل.

طرابلس في 24/10/2025.
+  أفرام
مطران طربلس والكورة وتوابعهما

 
أخبارنا
رسامة الأخ أندريه نصّور شمّاسًا إنجيليًّا


نهارَ الأحد الواقعِ فيه السادس والعشرون من شهر تشرين الأوّل الفائت، ترأّسَ سيادةُ الميتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي أبرشيّتِنا صلاةَ السَّحَرِ والقُدّاسَ الإلهيَّ في كنيسة القدّيس يعقوب أخي الربّ في رعيّة كفرحزير، الكورة بمعاونةِ بعضِ الكهنةِ، وبحضورِ حَشْدٍ من المؤمنين. تمّت في هذا القدّاس رسامةُ الأخ أندريه نصّور شمّاسًا إنجيليًّا. الشمّاسُ الجديدُ متزوّجٌ ولَهُ ثلاثة أولاد.

جاءَ في العظةِ الّتي ألقاها سيادتُه:

لا بدّ من أن نقول كلمة أمامكم شهادة عن الخادم الجديد للكنيسة ولكنيستنا الجديدة مار الياس -رشعين، سوف يخدم هذه الكنيسة وهو الذي اعتادَ أن يكون خادمًا على مثال المسيح الذي قال: "جئت لأخْدُمَ لا لكي أُخْدَم".

 الشمّاس أندريه يستحقّ هذا اللقب لأنّه يتمتّع بعزم كبير لخدمة كنيسته ولخدمة كلّ إنسان، ولا بدّ من أن نقول لكم إنّنا بحاجة في كنيستنا اليوم إلى خدّام ليس فقط كهنة ولكنْ أيضًا شمامسة لأنّ الربّ يسوع كان خادمًا لنا، لذلك نحن بنعمة الربّ أعطينا أندريه هذا اللقب هذه النعمة الإلهيّة أن يستمرّ في خدمته ليخدمكم ويخدم كنيستنا. آمين