الأحد 22 حزيران 2025

الأحد 22 حزيران 2025

19 حزيران 2025

الأحد 22 حزيران 2025
العدد 25
الأحد الثاني بعد العنصرة
اللحن الأوّل، الإيوثينا الثانية

 
أعياد الأسبوع:


22: الشَّهيد آفسابيوس أسقُف سميساط، البارّ إيسيخيوس رئيس دير العلّيقة في سيناء، تذكار جامع للقدّيسين الأنطاكيّين، 23: الشَّهيدة أغريبينا ورفقتها، 24: مولد يوحنَّا المعمدان، تذكار لزخريَّا وأليصابات، 25: الشَّهيدة فبرونيَّة، الشُّهداء أورنديوس وإخوته الستَّة، 26: البارّ داوود التَّسالونيكيّ، 27: البارّ شمشون مضيف الغرباء، يونَّا امرأة خوزي، 28: نقل عظام كيرُس ويوحنَّا العادمي الفضَّة.
 
تركوا كلّ شيءٍ وتبعوه

"كان يسوع يطوف كلّ الجليل يعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كلّ مرضٍ وكلّ ضعفٍ في الشعب".
"يكرز ببشارةِ الملكوت" ₌ "يشفي كلّ مرض". كما لو كان "الشفاء" دعايةً propaganda لملكوت السماوات. في الحقيقة إنّ "الصحة" هي محتوى الوعد المنادى به. كلمة "صحّة" (salud) باللغة اللاتينية تعني في الوقت ذاته "خلاص"، والخلاص في المفهوم الكتابيّ ليس إلّا رديفًا لـ "الشفاء"، "ليس الأصحّاء بحاجة إلى طبيب بل المرضى. لم آتِ لأدعو صدّيقين بل خطأة إلى التوبة"، يقول الربّ (لو 5:32).
كلنا بحاجة إلى الشفاء وأيّ معالجة طبيّة تمرّ بالمراحل الثلاث التالية: التشخيص، المعالجة، العناية اللاحقة.

التشخيص يبدأ عندما يلاحظ المريض عارضًا غير اعتياديّ. فبالرغم من أنّ روتين حياته البشريّة يسير بطريقة اعتياديّة، لكنّه غير مرتاح في شعوره، يلاحظ نفسه عاجزًا عن أن يحلّ أموره بنفسه فيبحث عن الطبيب ليعرف ما حلّ به. جودة التشخيص تتعلّق بأمرين اثنين: صدق المريض في عرض حالته ومهارة الطبيب.

للمباشرة بالمعالجة لا بدّ أوّلاً من أن يربح الطبيب اقتناع المريض فيوحي له بالثقة، والإيمان، وإلّا فمسيرة العلاج تتوقّف. أمّا لو سطع هذا الشعاع البدئيّ، فيبدأ العلاج فورًا سواءٌ أكان على المدى الطويل أم عمليّة جراحيّة. مهمّة المريض هنا أن يعير انتباهه في الاستشفاء لثلاث فضائل: الصبر والرجاء والطاعة. بإذن الطبيب كلّ شيء يسير على ما يرام.

عندما ينتهي العلاج ويتحقّق الشفاء ويملأ الفرح الأجواء، فإنّ المريض السليم الآن أمام شعورين اثنين: انسحاق لدى ملاحظة كم من الهشاشة يحمل جسدُهُ (فهو يعرف أنّه معرّض في أيّة لحظة للانتكاس) وشكر عميق للطبيب الذي يدين له بكلّ شيء.

طوبى لهذا المريض! فقد لاحظ العارض الشاذّ، وبادر فدخل الكنيسة، مشفى النعمة، وفحص نفسه تحت نور كلمة الله، وتلقّى علاج التوبة بصبر ورجاءٍ وطاعة. إنّ ضعف بشرته قد تحوّل بالشكرِ عظمةً مهيبة.
أولئك الذين كانوا يصيدون في بحر الجليل أبهرهم ملكوت الصحّةِ هذا لدرجةِ أن "تركوا كلَّ شيءٍ وتبعوه".

+
إغناطيوس
متروبوليت المكسيك، فنزويلا أميركا الوسطى وجزر الكاريبي
 

طروباريّة القيامة باللحن الأوّل

إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفظ من الجند، قمتَ في اليوم الثالثِ أيّها المخلّص مانحًا العالم الحياة. لذلك، قوّاتُ السماوات هتفوا إليك يا واهب الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، المجدُ لمُلككَ، المجدُ لتدبيرك يا مُحبَّ البشر وحدك.
 
القنداق باللحن الثاني

يا شفيعة المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشفاعةِ وأسرِعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائمًا بمكرِّميك.
 
الرسالة رو 2: 1-16
لتكُن يا ربُّ رحمتُكَ علينا  
ابتهجوا أيُّها الصدّيقون بالربّ


يا إخوةُ، المجدُ والكرامَةُ والسلامُ لكلِّ مَن يفعَلُ الخيرَ من اليهودِ أوّلًا ثمَّ من اليونانيّين، لأنَّ ليسَ عندَ اللهِ محاباةٌ للوجوه. فكلُّ الذين أخطأُوا من دونِ الناموسِ فمن دون الناموس يهلِكُون وكلُّ الذين أخطأُوا في الناموسِ فبالناموسِ يُدانون، لأنَّهُ ليسَ السامِعونَ للناموسِ هم أبرارًا عندَ الله بل العامِلونَ بالناموسِ هم يُبرَّرون. فإنَّ الأممَ الذينَ ليسَ عندهم الناموس إذا عملوا بالطبيعة بما هو في الناموس فهؤلاء وإن لم يكن عندهم الناموس فهم ناموسٌ لأنفسهم الذين يُظهرونَ عمل الناموس مكتوبًا في قلوبهم، وضميرُهم شاهدٌ وأفكارُهم تشكو أو تحتَجُّ فيما بينها، يوم يدينُ الله سرائرَ الناس بحسَبِ إنجيلي بيسوعَ المسيح.
 

الإنجيل: متّى 4: 18-23 (متّى 2)

في ذلك الزمان، فيما كان يسوع ماشيًا على شاطئ بحرِ الجليل رأى أخَوَين وهما سمعانُ المدعوُّ بطرس وأندَراوسُ أخوهُ يُلقيانِ شبكةً في البحر (لأنَّهما كانا صيَّادَين). فقال لهما هلمَّ ورائي فأجعلَكما صيَّادي الناس. فللوقتِ تركا الشباكَ وتبعاهُ. وجاز من هناك فرأى أخَوَينِ آخرَينِ وهما يعقوبُ بنُ زبَدَى ويوحنَّا أخوهُ في سفينةٍ معَ أبيهما زبَدَى يُصلِحانِ شباكَهما فدعاهما. وللوقتِ تركا السفينَةَ وأباهُما وتبعاهُ. وكانَ يسوع يطوف الجليلَ كلَّه يعلّم في مجامعهم ويكرزُ ببشارةِ الملكوتِ ويَشفي كلَّ مرضٍ وكلَّ ضُعفٍ في الشعب.
 

في الإنجيل

في مشهد بسيط، يحمل في طيّاته بدء سرّ الخلاص الجماعيّ، عند بحر الجليل، يبدأ سرّ الكنيسة. الربّ الإله، المتجسِّد، لا يبدأ وحده، بل يدعو تلاميذ. المسيح لم يبدأ خدمته العلنيّة منفردًا، بل دعا إليه أناسًا عاديّين، صيّادين بسطاء. لا يصنع المعجزة وحده، بل يكوِّن جسدًا، جسدًا رسوليًّا حيًّا. "هلمّ ورائي"، قالها المسيح لا كمعلِّم فحسب، بل كإله يخلق شعبًا جديدًا، يبدأ من صيّادي سمك ليجعلهم صيّادي بشر. يقولها لا كدعوة اجتماعيّة، بل كأمر إلهيّ يغيّر مصير الإنسان. إنّه لا يدعوهم ليحسِّنوا حياتهم، بل ليغيِّرهم، ليجعلهم شركاء في عمل الله الخلاصيّ: "فأجعلكما صيّادين للنّاس".

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم يرى في التخلّي الفوريّ عن الشباك والسفينة وأبيهم، دليلًا على نار الدعوة الإلهيّة التي تلتهب في القلب متى مرّ المسيح. لا تفسير بشريًّا لهذه التبعيّة الكاملة، بل نعمةٌ، هي التي تحرِّك القلوب وتُنهض الإنسان من مهنته الضيّقة إلى شركة الملكوت. والقدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ يرى في هذه الدعوة تأسيسًا للكنيسة على قاعدة الشركة والخدمة، لا على الفرديّة والعُزلة.

لماذا لم يكتفِ الربّ بذاته؟ لأنّه أراد أن يربّي التواضع، وأن يُدخِل الإنسان في التدبير الخلاصيّ، فيعمل الروح القدس في الذين يُرسَلون. ولهذا اختار تلاميذ، لا ليتفرّجوا، بل ليشتركوا في التعليم والكرازة والشفاء، بقوّة الروح القدس. فالكنيسة ليست فكرة، بل جماعة مرسَلة، ورسالتها اليوم، كما البارحة، هي التعليم والكرازة والشفاء، لا بالجسد فقط، بل بالحقّ والنعمة.

واليوم، نحن أيضًا مدعوّون لنكون تلاميذ. لا نخَافنّ من الدعوة، فذاك الذي دعا سمعان وأندراوس، يدعونا اليوم أيضًا. فلنسمع صوته، ولنسر خلفه، كي نُصطاد ونَصطاد للملكوت. الكنيسة ما زالت تجوب "كلّ الجليل"، تُعلّم وتكرز وتشفي. لكنّها تحتاج إلى تلاميذ يتركون الشباك، أي هموم هذا العالم، ويتبعون الربّ بقلبٍ كامل. نحن مدعوّون بدورنا لنكون تلاميذ، لا بالاسم، بل بالفعل. لنجعل من قلبنا شاطئًا جديدًا، يقف عليه الربّ ويدعونا. ولنترك شباك الاهتمام المفرط بأنفسنا، ولنمضِ وراءه، كيما نكون له، ويكون هو فينا.

 
العمل والتعليم

أمّا من عمل وعلّم فهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات (مت: 5، 19).

العمل والحياة صنوان لا يفترقان، فحيث يوجد أحدهما يرافقه الآخر، أمّا البطالة والجمود فهما من صفات المائتين الرقود في القبور.
"أبي يعمل حتّى الآن وأنا أعمل"، هذه الآية ترد في إنجيل يوحنّا (5، 17)، هي تتكلّم على الآب مبدع الخليقة وواضع نواميسها ومسيِّرها في نظام دقيق لا يمكن إدراكه، ففي الصفحة الأولى من قانون الكتاب المقدّس يحدِّثنا كتاب التكوين (1: 1) عن خلق الله السماوات وكلّ ما فيها والأرض وكلّ ما عليها، وصولًا إلى خلقه الإنسانَ، وفي الإصحاح الثاني (2: 2، 3) يقول، "وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح من جميع عمله الذي عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدّسه لأنّه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل؛ وبارك الله اليوم السابع وقدَّسه لأنّه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا. يقول الكتاب، فرغ الله من عمله، فاستراح. هل يعني هذا أنّ الله تعِبَ من العمل! الله لا يتعب لأنّ التعب من خصائص الجبلة الساقطة "بعرق وجهك تأكل خبزًا" (تك 3: 19).

أيضًا هل تعني كلمة "استراح" أنّ الله توقّف عن العمل كليًّا؛ حتمًا لا. إنّ عمل الله ملازم لوجوده فكما أنّه هو أزليّ وأبديّ كذلك هو عمله، فهو لا يتوقّف عن العناية بخليقته والاهتمام بها وحمايتها. وكذلك الابن الذي قال "وأنا أعمل". لقد كانت السنوات التي قضاها متجسّدًا على الأرض عملًا مستمرًّا من أجل استرداد الإنسان وإعادته إلى الأحضان الأبويّة.

هل اقتصر نشاط الربّ يسوع الإله المتجسّد على الأرض على العمل مع الناس، وشفاء المرضى، وإطعام الجياع... نجد في متّى (9:35)، وكان يسوع يطوف المدن والقرى يعلِّم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت. إذًا لم يكتفِ ابن الله المتجسّد بالعمل على أشكاله؛ لكنّه جمع إلى جانبه التعليم الذي كان هدفه البشارة بالملكوت، إلى ذلك لم يكن تعليمه إملائيًّا تلقينيًّا، بل عمليًّا وتدريبيًّا، كم مرّة سمعناه يقول تعلّموا منّي (مت11: 29)، تعلّموا منّي لأنّي وديع ومتواضع القلب، إنّه يذكر هذه الصفة لكي يدلّنا على ما يجب أن نتعلّمه وكيف يمكننا أن نقتدي به لكي نعود إلى الصورة الأولى التي خلقنا عليها.

إنّ التعليم في المسيحيّة لا يكون في الكتابات والخطابات مهما علا شأنها وعظُمت بلاغتها، إن لم يحمل التعليم صورة تطبيقيّة يجسِّدها المعلّم سلوكًا عمليًّا يظهر في تصرّفاته. فهو ليس سوى نحاس يطنّ أو صنج يرنّ (1كو: 13، 1). وبالتالي لن يؤثّر في سامعيه ولن ينقل إليهم حرارة الشوق إلى طهارة الفردوس وصحبة القدّيسين.

المسيح نفسه كان الناس يدعونه "يا معلم"، هذه التسمية نجدها في أكثر من مكان في نصّ الإنجيل مثلًا لو. 11: 1 . 11: 45. 12: 13.  مر 10: 17. المسيح لم يؤلّف كتبًا وموسوعات ولم يسطِّر مقالات، لكنّه كان مثالًا حيًّا يحتذى به. لعلّ هذا هو القصد من كلمة تعليم، إنّه ليس سوى الإرشاد إلى الطريق الصحيح لبلوغ الهدف المدعوّ إليه كلّ مسيحيّ، ألا وهو اقتناء الروح القدس، غاية الحياة المسيحيّة كما يقول القدّيس سيرافيم ساروف.
إن كلّ ما هو خارج هذا الهدف لا معنى له ولا يحقّق الغاية المرجوّة من التعليم.

يقول القدّيس بولس في (1كو 9: 16) الويل لي إن لم أبشِّر، التبشير هو التعليم ونقل الإيمان ولكي نفهم أكثر لماذا يقول الرسول بولس هذا علينا أن نقرأ الجملة التي تسبق هذا القول "إذ الضرورة موضوعة عليّ"، ماذا يعني بالضرورة؟ ومن وضعها عليه؟ نقرأ في أعمال الرسل 9: 15. لقد اختار الله بولس شاول لأنّه رأى فيه إناءً مختارًا للخدمة والبشارة وحوَّل غيرته على إيمان آبائه إلى حماس كبير لخدمة الكلمة ونشر البشارة والتعريف بالمسيح والإيمان به.

هذه النقطة بالتحديد تُكسب التعليم قيمته الحقيقيّة وتجعل صاحبه مستحقًّا صفة عظيمٍ في ملكوت السموات. بالإضافة إلى أنّ القاعدة الأساسيّة التي تجعل التعليم صحيحًا هي منطلقه وغايته، فإن كان المنطلق متماشيًا مع تعاليم الكنيسة ومبادئها وعقائدها فهو سليم وصحيح، كذلك إذا كانت الغاية هي القيادة إلى الله في تحقيق إرادته في عيشة سليمة طاهرة تثمر محبّة وتقديسًا تكون هي أيضًا سليمة مقبولة ومباركة.

 لا يقدر المرء أن ينصِّب نفسه معلّمًا من دون دعوة تُعبِّر عنها حياته وسلوكه وإلّا فسيكون أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة (مت 15: 14)، كذلك لا يستطيع المرء أن يتّخذ له معلّمًا ما لم يعرف سيرته ويستدلّ منها على صحّة تعليمه.
يقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيّين ( 13: 7) اذكروا مرشديكم الذين كلّموكم بكلمة الله، انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثّلوا بإيمانهم


أخبارنا
جوقة الأبرشيّة أمسية تراتيل


ببركة وحضور صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام تُقدِّم جوقة أبرشيّة طرابلس للأولاد أمسية تراتيل وذلك نهار الخميس 26 حزيران 2025 الساعة السابعة مساءً في كنيسة القدّيس جاورجيوس، بشمزّين.

ببركة وحضور صاحِبَي السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) والمتروبوليت سابا (إسبر) الجزيلَي الاحترام تُقدِّم جوقة أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس بقيادة الأب أنطونيوس نصر بالاشتراك مع جوقة من الكهنة وطلّاب اللاهوت في أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة بقيادة الأب نيكولاس فاين أمسية تراتيل وذلك نهار الأحد 29 حزيران 2025 الساعة السابعة والنصف مساءً في كنيسة تجلّي الربّ - شكّا.