الأحد 28 تموز 2024

الأحد 28 تموز 2024

26 تموز 2024

الأحد 28 تموز 2024
العدد 30
الأحد الخامس بعد العنصرة
اللحن الرابع، الإيوثينا الخامسة
 

أعياد الأسبوع:

28: بروخورس ونيكانر وتيمن وبرميناس الشَّمامسة، إيريني خريسوفلاندي، 29: الشَّهيد كالينيكوس، ثاوذوتي وأولادها، 30: سيلا وسلوانس ورفقتهما، 31: تقدمة عيد زيّاح الصَّليب، الصدِّيق أفذوكيمس، يوسف الرَّامي، 1: عيد زيَّاح الصليب، المكابيّين الـ 7 الشُّهداء وأمّهم صلموني ومعلّمهم لعازر، بدء صوم السيدة، 2: نقل عظام إستفانوس أوّل الشُّهداء ورئيس الشَّمامسة، 2: الأبرار إسحاقيوس وذلماتس وففستس، سالومة حاملة الطِّيب.
 
شفاء المجنونين

عندنا مجنونان يشفيهما السيّد. جاء ابن الله ليطرد الروحَ الشرّير من العالم، ليبيد مملكة الشيطان، فطرد الأرواح الشرّيرة من هذين المريضين حتّى طُلبَ من الأرواح أن تذهب إلى الخنازير.
لقد كلّف الربّ يسوع تلاميذه لمّا بعثهم أن يطردوا هذه الأرواحَ الشرّيرة قائلًا:
"دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة حتى يخرجوها ويشفوا كلَّ مرض وكلّ ضعف" (متّى 10: 1).
ولنا في الكنيسة صلوات مخصّصة ندعوها الاستقسامات لطرد الروح الشرّير.
كلّ محنة يمكن أن تجعلنا نذهب إلى الله، أن نلتجئ إليه لكي يشفينا.
الحزن أيضًا محنة والتعزية تأتي من الله عن طريق الصلاة. لذلك الحزن يمكن أن يصيرَ فرصةً للصلاة.
الملاحظ أن يسوع بكلمة واحدة أخرج الأرواحَ الشرّيرة الشياطين. "فقال لهم اذهبوا" هذا دليل على سلطان يسوع المطلق. (متّى 8: 32).

في موضوع آخر يقول الإنجيليّ متّى "أخرج الأرواح  بكلمة وشفى جميعَ المرضى" (متّى 8: 16).
هذا التصرّف يُظهر البعدَ الشاسع بين سلطان يسوع، وسلطان السحرة والمشعوذين الذين يستعملون العقاقير والرقى لطرد الأرواح الشرّيرة.
اليوم العالم كلّه مجنون فالإنسان فريسة المجد الباطل ينكبّ على هذه الأمجاد الفانية التي اصطنعها لنفسه تُرى من يؤمن بالطهارة؟! كلّ إنسان سيّئ لأنّه يؤمن بكثرة المال، بكثرة الجنس وبكثرة المجد الباطل كلّ ذلك فساد.
في هذا المقطع الإنجيليّ اليوم يقول: "وخرجت المدينة كلّها للقاء يسوع وطلبوا أن ينصرف عن تخومهم" (متّى 28: 34).
الإنطلاقة الخلاصيّة تأتي من الإيمان الذي كتب عنه الرسول في رسالته اليوم: "لأنّه قد ظهرت نعمةُ الله المخلّصة لجميع الناس، معلّمة إيّانا أن ننكرَ الفجور, والشهوات العالميّة ونعيش بالتعقّل والبرّ والتقوى في العالم الحاضر" (تيطس 2: 11-12).
الإيمان اليوم هو أن نثق بأنّ الطهارة هذه خيرٌ من الدنس، في الشخص، في المدينة وفي كلّ دوائ
 
+ إفرام                                        
 مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
طروباريّة القيامة باللحن الرابع

إنّ تلميذاتِ الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطبن الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالم الرَّحمةَ العُظمى.
 
القنداق التجلّي باللحن السابع

تجلَّيت أيّها المسيحُ الإله في الجبل، وحسبما وسعَ تلاميذَك شاهدوا مجدَك، حتّى، عندما يعاينونَكَ مصلوبًا، يفطنوا أنّ آلامَكَ طوعًا باختيارك، ويكرزوا للعالم أنّك أنتَ بالحقيقة شعاعُ الآب.
 
الرسالة:
رو 10: 1-10
ما أعظمَ أعمالَك يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صَنعت،
باركي يا نفسي الربَّ
 

يا إخوة، إنَّ بغيةَ قلبي وابتهالي إلى الله هما لأجلِ إسرائيلَ لخلاصِه، فإنّي أشهدُ لهم أنَّ فيهم غَيرةً للهِ إلّا أنَّها ليَست عن معرفةٍ، لأنَّهم إذ كانوا يجهَلون برَّ الله ويطلُبون أن يُقيموا برَّ أنفُسِهم لم يخضَعوا لبرّ الله. إنّما غايةُ الناموسِ هي المسيحُ للبرّ لكلّ من يؤمن. فإنّ موسى يصِفُ البرَّ الذي من الناموسِ بأنَّ الإنسانَ الذي يعمَل هذه الأشياءَ سيحيا فيِها، أمّا البرُّ الذي من الإيمان فهكذا يقولُ فيهِ: لا تَقلْ في قَلبك مَن يصعَدُ إلى السماءِ، أي ليُنزلَ المسيح، أو مَن يهبطُ إلى الهاوية، أي ليُصعِدَ المسيح من بينِ الأموات. لكن ماذا يقول؟ إنَّ الكلمة قريبةٌ منكَ، في فمِكَ وفي قلبك، أي كلمة الإيمان التي نبشّر نحن بها، لأنّك إن اعترفت بفمك بالربّ يسوع، وآمنت بقلبك بأنّ الله قد أقامه من بين الأموات فإنّك تخلص. لأنّه بالقلب يُؤمَن للبرّ وبالفم يُعتَرَف للخلاص.
 
الإنجيل:
متّى 8: 28-34، 9: 1 (متى 5)

 
في ذلكَ الزمانِ، لمَّا أتى يسوعُ إلى كورةِ الجِرجِسيِّينَ استقبَلهُ مجنونانِ خارجانِ منَ القبورِ، شرِسانِ جدًّا حتّى إنَّهُ لم يُكنْ أحدٌ يقدِرُ أن يجتازَ من تلكَ الطريق، فصاحا قائلَيْنِ: ما لنا ولكَ يا يسوعُ ابنَ الله؟ أجئتَ إلى ههُنا قبلَ الزمانِ لتعَذِّبَنا؟ وكانَ بعيدًا منهم قطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعى، فأخَذَ الشياطينُ يطلُبونَ إليهِ قائلينَ: إن كنتَ سُتُخرِجُنا فأذَنْ لنا أن نذهبَ إلى قطيع الخنازير. قال لهم: اذهبوا. فخرجوا وذهبوا إلى قطيع الخنازير. فإذا بالقطيع كلِّه قد وَثَبَ عن الجُرُفِ إلى البحرِ وماتَ في الميَاه، أمَّا الرُّعاة فهرَبوا ومَضوا إلى المدينةِ وأخبروا بكلِّ شيءٍ. وبأمر المجنونين، فخرَجَتِ المدينَةُ كُلُّها للقاءِ يسوع. ولمَّا رأوهُ طلبوا إليهِ أن يتحَوَّلَ عن تُخُومهِم، فدخَلَ السفينَةَ واجتازَ وأتى إلى مدينِتهِ.
 
في الرّسالة
              
نقرأُ في الرسالةِ قَولَ بولسَ الرَّسولِ عن اليهودِ "أنّ فيهم غيرةً لله إلّا أنّها ليست عن معرفة".
وهذا ما كان عليه بولسُ نفسُه قبلَ أن يَهتدي، لأنّه كان يَظُنُّ أنّه باندِفاعِه لاضطهادِ المسيحيّين يُرضي الله ويُدافِعُ عن الدّيانةِ الصحيحة.
وقد عبّرَ عن ذلك بِقَولِه "كنتُ أَضطَهِدُ كنيسةَ اللهِ بإفراطٍ وَأُدَمِّرُها".
 
وقَولُه "ليست عن معرفة" لا يعني أنّهم ما كانوا يعرفونَ الكتابَ المقدّس ووصايا الله، بل يعني أنّهم ما كانوا يعرفون ما هو المطلوب من وراءِ الكتاب والوصايا.
وبكلامٍ آخَر، كانوا يتمسّكونَ بِحَرفيّةِ النّاموسِ ويَجهَلونَ روحَه. لذلك يُتابعُ الرسولُ قَولَهُ: "كانوا يَجهَلونَ بِرَّ الله ويَطلبونَ أن يُقِيموا بِرَّ أنفُسِهِم".
عجبًا كيفَ يتحوّلُ الالتِزامُ الدينيُّ مِن شأنٍ روحيٍّ يَرمي إلى التَّواصُلِ مع الخالقِ والْتماسِ رِضاه، إلى شأنٍ مادّيٍّ يَخُصُّ الإنسانَ وحدَهُ دونَ الله، فيَنحَرِفُ الدّينُ عن مَسارِه، ويُنَصِّبُ الإنسانُ نفسَهُ قاضيًا ودَيّانًا.
 
يقعُ الإنسانُ في هذا الفَخّ عندما "يقتنع" بأنّه بمجرّدِ تسلُّمِه مسؤوليّةً معيّنةً في مجموعةٍ دينيّةٍ ما، صارَ منزَّهًا عن الخطأ، وينبغي على سائرِ النّاسِ أن يتبعوهُ ويُطيعُوه لأنّه ظِلُّ اللهِ على الأرض. هذا "جَهلٌ" بحسبِ تعبير الرَّسول. وبكلامٍ آخَر، يَنحرفُ الإنسانُ عن الدّرب الصحيح عندَما يسألُ "ماذا أُريد؟" ولا يسألُ "ماذا يريدُ الله الذي أَوجدَني وأَوجَدَ كُلَّ هذا؟".
              
ولو أنّ الفَردَ يَنحرِفُ وحدَهُ لَهانَ الأمر، إلّا أنّ الأمرَ يزدادُ سوءًا إذا كانَ هذا الشخصُ مسؤولًا عن جماعةٍ صَغُرَت أم كَبِرَت. والنتيجةُ نوعٌ من التعصُّبِ الجَماعيّ الذي يُنشِئُ فِئَويّةً تَمنَحُ أصحابَها الشُّعورَ بالرِّضا الذاتيّ والاستعلاءِ الفارغ. وهذا يُدَمِّرُ ولا يَبني.
              
المطلوبُ من المؤمنِ لا أن يَعرِفَ الكتابَ المقدَّسَ ويطبِقَهُ فحَسْب، بل أن يَعرِفَ الغايةَ منه. فإذا حَفِظْنا الكتابَ حتّى التّخصُّصِ، ووصَلْنا إلى هدفٍ مختلفٍ عَمّا يُريدُه اللهُ واضِعُ النّاموسِ وخالِقُنا، فماذا نكونُ قد فَعَلْنا؟
 
إنَّ غايةَ النّاموس، يقولُ الرَّسول، هي المسيحُ بشَخصِه. أنا أقرأُ وأتعلّمُ وأُصلّي وأَقومُ بنشاطات، لكي أقتربَ من المسيح، مِن حياتِه، مِن فكرِه. غايتي أن أربحَ المسيحَ وأتنازلَ عن كُلِّ شيءٍ آخَر. وأوَّلُ ما يجبُ أن أتنازلَ عنه هو "الأنا".
 
وأكثرُ ما يُعيقُني عن الاتّحادِ بالمسيح، غير الأنا، هو الاعتدادُ بذاتي وبمعرفتي الدّينيّةِ الواسعة، وإحساسي بأنّ معرفتي الزائدة عن معرفةِ إخوتي تُسلِّطُني عليهم وتُعطيني كرامةً خاصّة.
              
ما يريدُه الرَّبُّ هو الخلاص لِكُلِّ إنسان. هذا هو الهدفُ مِن كُلِّ ما أُوحِيَ وكُلِّ ما كُتِبَ وما صُنِعَ مِن بَدءِ الخليقة وحتّى المنتهى.
ويصنعُ الإنسانُ حسنًا إذا تبنّى هذا الهدفَ وسارَ في خطّةِ اللهِ الخلاصيّة، مُجاهِدًا لتطهيرِ نفسِه من الأنانيّةِ والأَثَرة، وفاهمًا ومُمارِسًا عدمَ التَّعالي وعدمِ التسلُّط. آمين.
 
 
تعرّف إلى إنجيل مرقس
 
إنجيل مرقس في الليتورجيا البيزنطيّ
تتلى فصول من إنجيل مرقس كما يلي:
 
1. فصول مختصّة بكرازة يوحنّا المعمدان وبمعموديّة يسوع: الأحد قبل الظهور الإلهيّ؛ الساعة الثالثة والساعة السادسة من برامون الظهور؛ سحر عيد الظهور
 
2. سبوت وآحاد الصوم الكبير (ما عدا الأحد الأوّل) والأحد بعد عيد الصليب
 
3. في بحر الأسبوع (من الاثنين إلى الجمعة): من الاثنين الثاني عشر بعد العنصرة إلى عيد الصليب ومن الاثنين الثالث عشر بعد عيد الصليب حتّى الجمعة من أسبوع مرفع اللحم (إنجيل صلب يسوع وموته).
 
4. الأناجيل المتعلّقة بموت يسوع وقيامته: الإنجيلان 6 و10 من سحر الجمعة العظيمة؛ الساعة 3 من سواعي الجمعة العظيمة؛ الإيوثينا 2 (بدءًا من صلاة الهجمة) والإيوثينا 3 على مدار السنة؛ الأحد 2 بعد الفصح (يوسف وحاملات الطيب).
 
القراءة الأولى المتتابعة لإنجيل مرقس
 
إنّ القراءة "الفصوليّة" المتقطّعة لإنجيل مرقس لا تكفي وحدَها، بل لا بدّ من قراءة متتابعة له بحيث نتعرّف إلى مضمونه كلّه، إصحاحًا بعد إصحاح؛ قراءة إن لم تتمّ في يوم واحد، فينبغي إنجازها في بضعة أيّام على الأكثر.          
هذه القراءة الأولى التعارفيّة، التي بها نتعرّف إلى إنجيل مرقس ونكتسب معرفة أوّليّة به، لا بدّ، لكي تؤتي ثمارها بشكل أفضل، من أن يرافقها ما يلي:
 
1. الاستناد إلى خارطة فلسطين وجوارها في زمن المسيح، لنتعرّف إلى مواقع الأماكن المذكورة في الإنجيل، فنتابع تجوّلات يسوع التبشيريّة على الخريطة. ويرافق ذلك، إنشاء فهرس جغرافيّ بهذه الأماكن مع تحديد الآية (أو الآيات) التي يرد فيها اسم المكان. ويتمّ ذلك على مرحلتين:
 
مرحلة تجميع أسماء الأماكن حسب ورودها. مثلاً: البرّيّة (1: 4)، بلاد اليهوديّة (1: 5)، أورشليم (1: 5)، ناصرة الجليل (1: 9)، (نهر) الأردنّ (1: 9)، البرّيّة (1: 12)، الجليل (1: 14)، بحر الجليل (1: 16)، الجليل (1: 18)، كفرناحوم (1: 20)، الجليل (1: 39)، كفرناحوم (2: 1)... وبعد ذلك تأتي مرحلة التبويب، إمّا على أساس أبجديّ، وإمّا على أساس مناطقيّ.
 
 فالتبويب على أساس مناطقيّ يتمّ هكذا. البدء بـ الجليل ومن ثمّ بحر الجليل ومسمّياته الأخرى: بحيرة طبريّا، بحيرة جنيسارت؛ ومن ثمّ الأماكن الواقعة في الجليل: ناصرة الجليل، كفرناحوم، أو على بحر الجليل: بيت صيدا، دلمانوثا. وبعد ذلك يأتي دور اليهوديّة وأورشليم، والأماكن الواقعة في اليهوديّة: أريحا، بيت عنيا، بيت فاجي، جبل الزيتون. وبعد ذلك الأماكن الواردة في شرقي الأردن:
 
 المدن العشر، جدرة. وبعد ذلك الأماكن الشماليّة: سوريّة، فينيقيّة، صور، صيدا. ومن ثَمّ الأماكن الجنوبيّة: أدوميّة.
وتُضاف إلى أسماء الأماكن العلم أسماءٌ أخرى لما قد تحمله من دلالات: البحر، الجبل، البيت، المجمع، الهيكل...
 
2. إعداد لائحة بعناوين المقاطع التي يتضمّنها كلّ إصحاح، مثلاً: الإصحاح 1: العنوان (1)، كرازة يوحنّا المعمدان (2ـ8)، معموديّة يسوع ونصرته على الشيطان (9ـ13)، يسوع يُباشر كرازته (14ـ15)، دعوة التلاميذ الأربعة الأوّلين (16ـ20)، يسوع يعلّم في مجمع كفرناحوم ويطرد الروح النجس من مصاب (21ـ28)، شفاء حماة بطرس (29ـ31)، إجمالة (32ـ34)، كرازة يسوع في الجليل (35ـ39)، شفاء أبرص (40ـ45).
 
3. وضع تعريفات ببعض أسماء الجماعات والأعياد في زمن يسوع: عظيم الكهنة (أو رئيس الكهنة)، المجلس (السنهدرين)، شيوخ الشعب، الكتبة، رئيس المجمع، الفرّيسيّون، الصدّوقيّون، العشّارون، بيلاطس (الحاكم)، هيرودس، الهيرودوسيّون، قائد المئة، لجيون، السبت، الفصح ـ الفطير...
 
4. وضع تعريفات ببعض المصطلحات اللاهوتيّة: المسيح ـ ابن داود، ملكوت الله ـ ملكوت السماوات، ابن الإنسان، إيليّا كـ سابق لمجيء المسيح...
 
5. وضع لائحة بالمعجزات التي أجراها يسوع، ومن ثمّ، في مرحلة تالية، إعداد جدول يبيّن أماكن ورود هذه المعجزات في الأناجيل الإزائيّة (مرقس ولوقا ومتّى).
 
وهكذا تكون قد دوّنت خبرتك الأولى مع إنجيل مرقس.
مرحلة بداية التعمّق في إنجيل مرقس
في هذه المرحلة، مع السعي لاستكشاف المعاني، لا بدّ من الاستعانة ببعض التفاسير. ومن هذه التفاسير:
 
1. إنجيل مرقس، قراءة وتعليق؛ يوحنّا كرافيذوبولوس؛ تعريب الأرشمندريت (المطران) upأفرام؛ 1987.
2. دليل إلى قراءة الإنجيل كما رواه مرقس؛ جان دلورْم؛ دار المشرق، 1989.
              
وفي هذه المرحلة لا بدّ من التشديد على كيفيّة توزيع المقاطع الإنجيليّة على وحدات أكبر، وهو ما يُسمّى هيكليّة (أو بنية، أو تصميم) الإنجيل.
كما من المستحسن الاطّلاع على بعض المواضيع المتعلّقة بإنجيل مرقس.
ومنها في اللغة العربيّة، محاضرات المؤتمر الكتابيّ العاشر (2007) الصادر عن الرابطة الكتابيّة.
 

أخبارنا
سيامة الشماس إلياس صافتلي كاهنًا

 
نهار الأحد الواقع فيه السابع من تموز 2024 ترأّس سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، راعي الأبرشيّة صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في دير سيدة الناطور- أنفه، وبحضور حشد من المؤمنين، تمّت في القدّاس رسامة الشمّاس إلياس صافتلي كاهنًا للدير، فالأب الجديد متزوّج وله ولدان.
 
جاء في العظة التي ألقاها سيادته:
 
باسم الآب والابن والروح القدس آمين
 
أيّها الأحبّاء أولًا نشكر الله الذي يجمعنا في هذا اليوم لكي نشترك في هذا القدّاس الإلهيّ ونتقدّس جميعًا.
 
هذا الأحد أوّل الأمر هو مخصّص للقدّيسين الذين اجتمعوا في المجمع المسكونيّ الرابع الذي انعقد في خلقيدونية في آسيا الصغرى في سنة 451 م وهذا شيء محبّب بالنسبة إلينا نحن الأرثوذكسيّين. في هذا المجمع أقرّ آباء الكنيسة المقدّسة الرسوليّة بأنّ الرب يسوع هو ذو طبيعتين:
 
طبيعة إلهية كاملة وطبيعة بشريّة كاملة، وطبعًا للأسف في التاريخ هذا ما يميزنا عن إخوتنا المسيحيّين الذين يؤمنون بالطبيعة الواحدة الإلهيّة  المؤمنين في مصر والأقباط والسريان والأرمن وهذا بمعرفتكم بما يفرّق بيننا في العقيدة المسيحيّة.
 
ونحن أيّها الأحباء سمعنا هذا المقطع الإنجيليّ الذي يتلى في هذه المناسبة، مناسبة المجمع المسكونيّ الرابع هو مقطع من عظة الربّ يسوع على الجبل:
 
"أنتم نور العالم" ولا بدّ من أن نقول كلمة حول هذه الجملة، أنتم نور العالم، أنتم الجالسين على هذه المقاعد يجب عليكم أن تكونوا نور العالم ليس فقط القدّيسين الذين اجتمعوا في المجمع. ولنتذكّر أنّ المسيح قال أيضًا في إنجيل يوحنا:
 
"أنا نور العالم" كيف يكون الربّ يسوع نور العالم ونحن أيضًا نكون نور العالم، إنّه انعكاس النور، كلّ إنسان ينكسر عليه نور المسيح يصبح هو نورًا.
هذا هو المعنى الرئيسي أيها الأحباء لهذا الإنجيل الذي سمعتموه.
من هنا أنطلق لأقول شيئًا عن هذا الابن الروحيّ الأب إلياس الذي أُعطي اليوم هذه النعمة أن يعرف ويعلّم كلّ ما قاله الربّ يسوع.
 
ونطرح السؤال عليه اليوم، هل يا ترى سوف يعكس نورَ المسيح؟!
وكيف يستطيع أن يعكس نور المسيح في العالم اليوم؟!
كيف يستطيع الإنسان اليوم أن يذكر المسيح في هذا العالم الصعب الذي ابتعد كثيرًا من إيمانه وممّا يقوله آباؤنا القدّيسون وما يقوله الإنجيل نفسه "من عِملَ وعلّم يدعى كبيرًا في ملكوت السماوات".
 
لا يكفي الواحد أن يعلّم ولكن يجب أن يعيش الكلام الذي يقوله. هذا شيء مهمٌ جدًّا بالنسبة إلى من يريد أن ينقل المسيح إلى الآخرين. وهذا أبونا يريد أن يساعد الكثيرين من الشباب اليوم ليعرفوا المسيح.
 
وأقول له ولكم إنّ الذي يريد أن ينقل المسيح إلى الآخرين يجب أن يعيش هو المسيح "من عمِلَ وعلّم"  لا يوجد تعليم من دون عمل، من دون أن يحيا الكلام الذي يقوله، هذا هو معنى الإنجيل اليوم.
 
لذلك نقول له إنّ عمله وقوله وتبشيره لا ينفع إلّا إذا كان هو يعيشه، يعيشه شخصيًّا في بيته. إذا تكلّم على الصلاة هو لا يصلي فهذا لا ينفع.
وإذا تكلّم على المحبّة وهو لا يحبّ حتّى أعداءه كما يقول الإنجيل لا يصل كلامه إلى الآخرين.
لذلك نطلب من الله أن يوفّق أبانا إلياس حتّى يستمرّ في عطائه وفي خدمته وليكون بفضل يسوع نورًا في هذا العالم. آمين.