الأحد 14 تمّوز 2024 

الأحد 14 تمّوز 2024 

11 تموز 2024

الأحد 14 تمّوز 2024 
العدد 28
أحد آباء المجمع المسكونيّ الرابع
اللحن الثاني، الإيوثينا الثالثة


أعياد الأسبوع:

14: الرسول أكيلّا، نيقوديموس الآثوسيّ، يوسف رئيس أساقفة تسالونيك، 15: الشهيدان كريكس وأمّه يوليطة، 16:  الشهيد في الكهنة أثينوجانس ورفقته، الشهيدان الدمشقيان حبيب ونقولا، 17: القديسة الشهيدة مارينا، 18: الشّهيد إميليانوس، البارّ بمفو، 19: البارّة مكرينا أخت باسيليوس الكبير، البار ذيَّس، 20: النبيّ إيلياس التسبيتيّ.

المجمع المسكونيّ الرابع

نعيّد اليوم لآباء المجمع المسكونيّ الرابع المنعقد في خلقيدونيا Chalcédonine سنة 451.

بعد انتهاء زمن الاضطهادات سنة 313 بمجيء الإمبراطور قسطنطين، سُمح للأساقفة أن يتشاوروا معًا حول تعليم الرسل وتعليم المسيح يسوع نفسه، هذا كلّه في سبيل مقاومة الهرطقات المختلفة الناشئة آنذاك:

اجتمع المجمع المسكونيّ الأوّل سنة 325 وأدان هرطقة آريوس Arius الذي اعتبر المسيح الكلمة مخلوقاً. Le Logos
وأكّد المجمع على أنّ الثالوث القدّوس إلهٌ واحدٌ في ثلاثة أقانيم Hypostasas إلهيّة متساوية في الجوهر. 

المجمع المسكونيّ الثاني المنعقد في القسطنطينيّة سنة 381 أكّد على الإيمان بالثالوث الواحد في ثلاثة أقانيم.

في القرن الخامس اجتهد مجمع أفسس سنة 431 في التأكيد على ألوهيّة المسيح وإنسانيّته: إله تامّ وإنسانٌ تامّ.

هذا جاء ضدّ ما كان نسطوريوس يعتقده مدّعيًا أنّ العذراء مريم ليست والدة الإله بل والدة المسيح.
بينما أعلنها مجمع أفسس سنة 431 والدة الإله Théotokos.

في مجمع خلقيدونيّة سنة 451 Chalcédoine المجمع المسكونيّ الرابع أكّد الآباء الأعضاء على ما جاء في أفسس، وما جاء لدى القدّيس كيرلّس  الإسكندريّ، أكّد على طبيعتيْ المسيح كاملتين: 
طبيعة إلهيّة كونه ابنَ الله، وطبيعة إنسانيّة كون لديه جسد ونفس بشريّتان. وأدان ذوي الطبيعة الواحدة Monophysitai

الموضوع الرئيسيّ الذي أكّد عليه المجمع الرابع في خلقيدونية يختصّ بطبيعة المسيح. 

قال آباء المجمع المسكونيّ الرابع وأهمّهم البابا Léon الكبير أنّ طبيعة المسيح البشريّة الكاملة تألّهت ولبست وشاحَ الألوهة Périchorése

ممّا يشير أن شعاع الطبيعة الإلهيّة غير المخلوق قد اخترق طبيعة المسيح الجسديّة عن طريق القوى الإلهيّة غير المخلوقةEnergies divine non créées 

المسيح في حياته الأرضيّة لم يدع شخصه يظهر لابسًا شعاعَ الألوهة هذا لأنّه أراد أن يتّخذ الطبيعة الإنسانيّة الخاطئة التي تألّهت بعد صعوده إلى السماء وجلست عن يمين الآب. 

الرسل بطرس يعقوب ويوحنّا لمسوا شعاعَ الألوهة على جبل ثابور عند تجليّه كما شاهدوا طابع الألوهة عند فعله العجائب.

+ أفرام 
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروباريّة القيامة باللحن الثاني

عندما انحدرت إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك، وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ معطي الحياةِ، المجدُ لك.

طروباريّة الآباء باللحن الثامن

أنتَ أيّها المسيح الإله الفائق التسبيح، يا من أسّستَ آباءَنا القدّيسين على الأرض كواكب لامعة، وبهم هدَيتنا جميعًا إلى الإيمان الحقيقيّ، يا جزيل الرحمة المجد لك.

القنداق باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.


الرسالة: تيطس 3: 8-15

مباركٌ أنت يا ربُّ  إله أبائنا
لأنَّك عدلٌ في كل ما صنعتَ بنا

يا ولدي تيطُسُ صادقةٌ هي الكَلِمةُ وإيَّاها أُريدُ أن تقرِّرَ حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أما المُباحَثات الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوماتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنِبْها. فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلةٌ. ورجُلُ البدعَةِ بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى أعرِض عنهُ، عالِمًا أنَّ مَن هو كذلك قدِ اعتَسفَ وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتماسَ أو تِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتيَ هناك. أما زيناسُ معلِم الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهد في تشييعهما متأهبَيْن لئلّا يُعوزَهما شيءٌ، وليتعلَّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي، سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين.

الإنجيل: متى 5: 14-19

قال الربُّ لتلاميذه: أنتم نورُ العالَم. لا يمكنُ أن تَخفى مدينةٌ واقعةٌ على جبلٍ، ولا يُوقَد سِراجٌ ويُوضَعُ تحتَ المكيال لكِنْ على المنارة ليُضيءَ لجميع الذين في البيت. هكذا فليُضئ نورُكم قدَّام الناس ليَروا أعمالكم الصالحةَ ويُمَجدوا أباكم الذي في السماوات. لا تَظُنوا أني أتيتُ لأحُلَّ الناموسَ والأنبياءَ، إني لم آتِ لأحُلَّ لكن لأُتمّم.
الحقَّ أقول لكم إنَّهُ إلى أن تَزولَ السماءُ والأرضُ لا يزولُ حَرْفٌ واحدٌ أو نُقطةٌ واحِدةٌ من الناموس حتى يَتمَّ الكلُّ. فكلُّ مَن يَحُلُّ واحدةً من هذه الوصايا الصغار ويُعَلّمُ الناسَ هكذا، فإنَّهُ يُدعَى صغيرًا في ملكوتِ السماوات. وأمَّا الذي يعمَلُ ويُعلّم فهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات.


في الإنجيل

أنتم نور العالم، أنتم الودعاء، الرحماء، أنقياء القلوب، العطاش الى البِرّ، باختصار أنتم رسل الربّ المدعوّون إلى القداسة.
أنتم رسل الربّ، دوركم "إنارة العالم" أي إنارة البشر، البشر الّذين لم يعرفوا النور أو عرفوه بالاسم فقط دون أن يعيشوه. 

فأنتم الذين عرفتم المسيح واستنرتم بنوره تكونون كالمصابيح المشعّة بالنّور الذي يطرد الظلام ساعة طلوع الفجر.
النور أتى وسكن فينا بالمعموديّة، الربّ أصبح في أعماق قلوبنا وعقولنا، هو ينتظر منّا أن نُظهِرَه للعلن عن طريق الرحمة والوداعة ونقاوة القلب. 

هذا النّور الساكن فينا، مُغطّى بالجسد المادّيّ، يخنقه الإنسان عندما ينغمس بالملذّات والشهوات وبكلّ أمر أرضيّ فتصبح أعماله مُجرّد ظلام بعيدًا من النور الإلهيّ. 

في الحقيقة، عندما خلقنا الله، جعلنا على صورته ومثاله، أي على المحبّة والكمال. نحن أبناء الله وعلينا إيصال البشارة إلى الجميع، ولا يتمّ ذلك إلّا عندما نَستنير بنعمته الساكنة فينا فيراه العالم من خلال إيماننا وأعمالنا فيمجّدوه. 

الربّ لم يقل تستنيروا ويراكم الناس ويروا أعمالكم الحسنة ليمدحوكم، بل قال "ليُمجّدوا أباكم الّذي في السماوات"، الهدف ليس الشهرة أو إرضاء الآخرين بالأعمال الحسنة بل إرشادهم الى مصدر هذه الأعمال وواهبها، فيعرفوا الله ويمجّدوه ويؤمنوا به من كلّ قلوبهم طاردين ظلام الشهوات والأهواء متسربلين النور الحقيقي. 

نحن أبناء النور، علينا دائمًا أن نكون كالسراج الذي يوقد بالزيت محترقًا فتيله ليتوهّج مُشعًّا. 
الزيت هو (النعمة) والفتيل هو (الجسد)، وهذا الجسد يَجب أن يُقدّم لله وليس للملذّات، وبذلك يكون صاحبه كذبيحة حيّة أمام نعمة الروح التي تجعله يُضيء بنور المسيح. 

الربّ هو مصدر النور والغِنى وخير مثال لنا تلاميذه ورسله الّذين لم يكن معهم لا فضةٌ ولا طعامٌ، ولكنّهم آمنوا بالربّ يسوع المسيح وقمعوا أجسادهم وأهواءهم فصاروا آنية للروح القدس فاستناروا وأناروا العالم بالبشارة.

الأيّام شريرة، وبما أنّنا نور العالم، علينا أن نسعى دومًا لنكون مصابيح ملتهبة بالعشق الإلهيّ مترفّعين عن الأهواء والمصالح مؤمنين بربّنا وإلهنا خاضعين لنعمته، فنُشعّ مُعلنين مجد الله الذي يليق به كلّ إكرام وسجود إلى أبد الدهور، آمين. 


سرّ الأفخارستيّا والتقليد المقدّس (للقدّيس باسيليوس الكبير)

القدّيس باسيليوس الكبير، راعٍ ذو مهابة عظيمة، وكرامة سماويّة إلى الأبد، ما زالت أعماله وستبقى ذات تأثير فعّال في مواقع عديدة ومهمة من العالم المسيحيّ، في ميادين الثقافة والأخلاق والعلوم والعقائد الإنجيليّة ومؤلّفات الآباء والليتورجيّة والرهبنة. 

قبل التعمّق في بحثتا المختصر عن كتاباته فيما يخصُّ سرّ الأفخارستيّا، نذكر بأنّ القدّاس الإلهيّ للقدّيس باسيليوس يُقام في الأيام التالية من السنة، يوم عيده الواقع في الأوّل من كانون الثاني، آحاد الصوم الكبير الخمس، برامون وعيدي الميلاد المجيد والظهور الإلهيّ (الغطاس) يومي الخميس والسبت من الأسبوع العظيم. 

يُضاف إلى هذه القداديس العشرة حسب "تيبكون القدّيس سابا" يوم عيد الأقمار الثلاثة في 30 كانون الثاني ويوم عيد رفع الصليب الكريم المحيي في 14 أيلول.
يتميّز تعليم القديس باسيليوس الكبير عن الإفخارستيّا بالحرص على التمسُّك الشديد بالتعليم السيّديّ الوارد في الإنجيل، وعلى تقليد الكنيسة المقدّس. 
ونعني بكلمة تقليد كلّ الإيمان الذي تسلّمته الكنيسة من الرسل وعاشته في حياتها الأسراريّة، ودوَّنتهُ فيما بعد، بحسب وصيّة الربّ للرسل: 

وعلى هذا التقليد تعيش الكنيسة كلّ حياتها الداخليّة حافظة إلى الأبد كلّ ما أودعه الرسل القدّيسون في الكنيسة، فيما يختصّ بعقائد الإيمان والأسرار والطقوس الكنسيّة، والحياة الروحيّة.

يستخدم القدّيس باسيليوس الكبير صلوات الكنيسة وتسابيحها ليدافع عن ألوهيّة الروح القدس ضدّ هرطقة أعداء الروح وحين يواجه أخصامه بأنّ هذه التسابيح هي من التقليد غير المكتوب، يشدّد القدّيس باسيليوس على أنّ نواحي عديدة من الإيمان المسيحيّ تسلّمناها من تقليد غير مكتوب قائلًا: 

"فيما يتعلّق بالعقائد والتعاليم المحفوظة في الكنيسة، البعض استلمناه من التعليم المُدَوَّن، والبعض الآخر وصل إلينا من التقليد الرسوليّ في سرّ (أي في الأفعال المقدّسة للكنيسة أو أسرارها) هذه العقائد والتعاليم لها سلطان واحد وهو ذاته لأجل التقوى. ولا أحد حتّى من الذين هم أقلّ معرفة في تشريعات الكنيسة يعارض ما نقول". 

ثم يتابع بقوله: 

"أيّ من قدّيسينا ترك لنا كتابة كلمات الاستدعاء أثناء استحالة خبز الإفخارستيّا وكأس البركة؟ إنّنا لم نكتف بالكلمات المذكورة في الرسائل والأناجيل لكنّنا قبلها وبعدها نتلو غيرها (أفاشين) لأنّها تمتلك سلطة عظيمة لإتمام السرّ وقد استلمناها من التعليم غير المكتوب؟

أما السبب في استخدام الكنيسة هذه الممارسات الليتورجيّة غير المذكورة في الكتاب المقدّس فيكمن ببساطة في أنَّ الكنيسة كانت تمارس هذه الليتورجيا كما استلمتها من الرسل قبل أن يكتب الرسل العهد الجديد. هكذا يشهد أحد أباء القرن الرابع العظماء (باسيليوس) الذي كان له دور أساس في الدفاع عن عقيدة الثالوث القدّوس، على أهمّيّة التقليد وعلى أنّ ما هو مُدوَّن في العهد الجديد لا يحوي كلّ التعليم الذي سلّمه الرسل للكنيسة. 

لذلك يعتبر القدّيس باسيليوس أنّ لا تعارض بين التقليد والكتاب، لأنّهما معًا ثمرة عمل الروح القدس وفاعليّته في الكنيسة فما علّمه المسيح في الإنجيل، وما قبلته الكنيسة وعلَّمت به عن سرّ الإفخارستيّا يجب الإيمان به، وقبوله كحقيقة أكيدة، وكما علّم القدّيس عن الإيمان بأنّ كلّ كلمة إلهيّة هي صحيحة وبين هذه الكلمات الإلهيّة التي لا يمكن الشكّ فيها كلمات الرب إلى أهل كفرناحوم: 

"الحقّ الحقّ أقول لكم، إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير، لأنّ جسدي مأكل حقّ ودمي مشرب حقّ. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه (يو 6: 53-56). 

وقد شدّد على هذه النقطة في كتابه أخلاقيّات قائلاً: لنيل الحياة الأبديّة لا بدّ من تناول جسد المسيح ودمه هذا أمر سيّديّ وليس نصيحة". 
كان القدّيس باسيليوس يؤمن إيمانًا شديدًا بحضور المسيح في سرّ الإفخارستيّا. 
يقول في إحدى عظاته: أتجهلون من هو الذي تتناولونه؟ هو نفسه الذي قال في الإنجيل: إن أحبّني أحدٌ يحفظ كلامي، ويحبّه أبي، وإليه نأتي، وعنده نجعل مقامنا. (يوحنّا 14: 23). 

إنّ قدّيسنا يتخطّى حدود الإيمان بحضور المسيح في سرّ الإفخارستيِّا لكي يؤكّد أنّ الوحدة مع المسيح بواسطة المناولة المقدّسة هي مفيدة وضروريّة جدًّا. 
يقول في إحدى رسائله (رسالة رقم 93): "إنه جيّد ونافعٌ أن يقبل الإنسان على المناولة المقدّسة كلّ يوم، أو مرارًا كثيرة في حياته، لأنّ المسيح نفسه أوصى بهذا لنيل الحياة الأبديّة". 

ويعطي مثالًا على هذه المناولة المتواترة ما يجري في كنيسة قيصريّة كبادوكية حيث جرت عادة المناولة المتواترة. يقول في هذا الصدد: 
"إنّنا في هذه المدينة نتناول أربع مرّات في الأسبوع: نهار الأحد والأربعاء والجمعة والسبت، وفي الأيام التي نحتفل فيها بأعياد بعض القدّيسين". 
والمهمّ أن تكون المناولة المقدّسة عن استحقاق بعد الاستعداد الحسن والإيمان العميق. وقد دوّن هذا الكلام في إفشين التسبيح الشاروبيميّ: 
"ليس أحد من المُقيّدين بالشهوات واللذات الجسديّة، أهلاً لأن يتقدّم إليك أو يدنو منك أو يخدمك يا ملك المجد.."

لقد جسَّد القدّيس خدماته الاجتماعيّة والإنسانية ليس فقط بالأعمال من خلال بنائه المدينة الباسيليّة، إنّما في كتابته أيضًا ضمن القدّاس الإلهيّ الذي أضاف عليه عدّة أفاشين. 

ففي فقرة الأنافورا (مرحلة تقديس القرابين خلال القدّاس الإلهي)، كتب هذا المقطع المعبّر وتظهر فيه جليًّا محبته للجميع ونيله لقب "الرائد الاجتماعي والإنساني":"... أذكر يا ربّ الشعب الحاضر، والغائبين منهم لأسباب مستصوبة، وارحمهم وإيّانا بكثرة رحمتك، املأ خزائنهم من كلّ خير، احفظ زيجاتهم في سلام ووئام. ربّ الأطفال. هذّب الأحداث، شدِّد الشيوخ عزِّ صغيري النفوس، اجمع المتفرقين. رُدَّ الضالين وضمّهم إلى كنيستك المقدّسة الجامعة الرسوليّة، أعتق المعذّبين بالأرواح النجسة. 

رافق المسافرين، اعتن بالأرامل. اعضد اليتامى. أنقذ الأسرى. اشفِ المرضى واذكر يا الله الذين في المحاكم والمناجم والمنافي والعبوديّة المرّة، والذين في أيّ حزن وشدّة وضيق وجميع المفتقرين إلى تحنّنك العظيم، والذين يحبّوننا والذين يبغضوننا، والذين أوصونا نحن غير المستحقين أن نصلّي من أجلهم، أذكر أيّها الرب إلهنا".