الأحد 11 شباط 2024

الأحد 11 شباط 2024

08 شباط 2024
الأحد 11 شباط 2024
العدد 6
الأحد (16) من متى
أللحن الثالث، الإيوثينا الثالثة
أعياد الأسبوع:



11: الشّهيد في الكهنة فلاسيوس ورفقته، الملكة ثاوذورة، 12: ملاتيوس أسقُف أنطاكية، 13: الرَّسولان برسكيلا وأكيلَّا، البار مرتينيانوس، 14: البارّ إفكسنديوس، البارّ مارون النَّاسك، 15: أونيسيموس أحد الرسل السَّبعين، البار أفسابيوس، 16: الشَّهيد بمفيلس ورفقته، 17: العظيم في الشَّهداء ثاورذورس التيروني.

«نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ»
(رؤ ٢٢: ٢٠)

ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الأيَّام الحاضرة صعبةٌ، وكأنَّ هذا الشيء أصبح بديهيًّا في حياتنا. 

فلا تغفل عن توسّلاتنا يا ربُّ! 

لماذا الإنسان، منذ مقتل هابيل، يهوى الموت والألم والمأساة، في حياته وفي حياة الآخرين؟! 

يا أيَّتها البشريَّة التعيسة، جاءَكِ المُخلِّصُ ولم تنتفعي، وما زلتِ تتخبَّطين في الأهواء جمَّة، غارقةً في الضَّعف ومكبَّلةً بالموت والانحلال! 

ما نعيشُه اليوم في العالم أجمع، هو فاجعةٌ بكلّ ما للكلمة من معنى، من كوارث ليست فقط طبيعيَّة، بل أخلاقيَّةٌ أيضًا، تمسُّ كلَّ مجتمعٍ وعائلة. 

ثمَّة إنحلالٌ دراميتكيٌّ أخلاقيٌّ وثقافيٌّ ومجتمعيٌّ لا مثيلَ لهُ. 

نعم، لقد فقَدَ الإنسان إنسانيَّته تجاه أخيه، والمآسي جعلَتْ من قلوبنا قاسيةً فاقدةً الرَّحمة والحبّ. 

هذا للأسف لا نَراهُ في مجتمعاتنا فحسب، بل أيضًا داخل الكنيسة. وأسفاه! ولكن لا يزال هناك رُكبةٌ لم تسجد بعدُ لبَعل (رو ٤:١١).

مطلوبٌ منَّا الكثير من ”الصمت“، لكنَّه صمتٌ يرافقه الكثير من الصلاة غير المنقطعة، من دون توقُّف. 

الذي لا يتألَّم بنَخسِ القلب على مآسي الآخرين، حاملاً إيَّاهم في صلاته أمام المذبح الإلهيّ - أتجرَّأ أن أقولها- عبادتهُ وإيمانهُ مبتوران وعقيمان! 

أقول هذا الشيء أوَّلًا لنفسي، طالبًا، وقبل أيِّ شيء، أن يُمطِرَ علينا الربُّ زخَّات نِعَمهِ ورحمتهِ، واهبًا إيَّانا تقويمًا لسقَطاتنا واستقامةً لسُبلنا! 

أطلب من الربّ أن يستبدلَ قلوبنا الحجريَّة بأخرى تنبضُ بالحبّ اللامتناهي، حتَّى لو انتهى الأمر بنا أن نشابِهَ مسيحَنا المذبوح، وثلَّةً من الشهداء الذين لم يكن لهم شيءٌ يخسرونه!

في العالم هناك حروبٌ وشرورٌ لا نستطيع وصفَها! ما هو دوري اليوم كمسيحيّ تجاه كلّ ما يحصل من حولنا؟

ما هو دورنا اليوم ككنيسة، أي كجماعةٍ مؤمنةٍ أمام المَذابح والدَّم المهراق؟! العالم يعيش انفصامًا أخلاقيًّا لا مثيل له! 

لديَّ صرخةُ ألمٍ على كلّ أمٍّ وأبٍ وطفلٍ وجدٍّ وجدَّةٍ يعيشون الخوف في كلّ لحظة، والعالم يتفرَّج عليهم! 

ما الفرق بيننا وبين المسيحيّين بالأمس، الذين رُموا طعامًا للأسود وكان العالم يتسلَّى بهم ويتنعَّم بمُشاهدة القتل والدَّم؟

ما الفرق بين ما يحصل وبين مائدة هيرودُس وقتل المعمدان على يَدِ راقصةٍ فاجرة! 

ها إنَّ راحيلَ لا زالت تبكي على أولادِها لأنَّهم ليسوا بمَوجودين! (مت ٢ :١٨).

في الختام، علينا نحن المسيحيّين أن نصبر بفرح، على الرَّغم من كلّ الظروف ومن قساوة الدهر علينا. 

علينا أن نعيشَ حضور الله المُعزّي في حياتنا دومًا، على الرَّغم من فقدان أيّ تعزيةٍ أخرى. 

حكَّامنا قساةٌ، وكلُّ ما حولنا بلا رحمة، ودول العالم تتناحرُ على مصالحها، دائسةً كرامة الشُّعوب التي كتبَت تاريخَها بالدَّم والشهادة! 

أجراسُ الكنائس ستبقى تقرع نشيد الفرح، مُنبئةً بالقيامة الآتية، في كلّ لحظة، على الرَّغم من اللَّيل والموت... ”تعالَ أيُّها الربّ يسوع“ (رؤ ٢ ٢: ٢٠). آمين! 

طروباريّة القيامة باللحن الثالث

لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.

القنداق باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيرَ المرْدودةِ، لا تُعرِضي عَن أصواتِ طلباتِنا نَحنُ الخَطأة، بَل تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة نَحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدةَ الإلهِ المتُشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.

الرسالة: 2 كو 6: 1-10
(16 بعد العنصرة)
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه
قدِّموا للرَّبِّ يا أبناءَ الله


يا إخوةُ بِما أنَّا معاوِنُون نَطلُبُ إليكم أنْ لا تقبلُوا نِعمةَ اللهِ في الباطِل لأنَّهُ يقول إنّي في وقتٍ مقبول استجبتُ لكَ وفي يومِ خَلاصِ أعنتُك. فهوذا الآنَ وقتٌ مقبول. هوذا الآن يومُ خلاص، ولسنا نأتي بمعثرةٍ في شيءٍ لئلّا يلحقَ الخدمة عيبٌ، بل نُظهِر في كلّ شيء أنفسَنا كخُدّامِ اللهِ في صبرٍ كثيرٍ، في شدائدَ، في ضروراتٍ، في ضيقاتٍ، في جلداتٍ، في سُجونٍ، في اضطراباتٍ، في أتعابٍ، في أسهارٍ، في أصوامٍ، في طهارةٍ، في معرفةٍ، في طول أناةٍ، في رِفقٍ في الروح القُدُس، في محبّةٍ بلا رياء، في كلمةِ الحقِّ، في قُوَّةِ اللهِ بأسلحةِ البِرِّ عن اليمينِ وعنِ اليسار، بمجدٍ وهوانٍ، بسُوءِ صِيتٍ وحُسْنِه، كأنَّا مُضلُّون ونحنُ صادقون، كأنَّا مجهولون ونحنُ معروفون، كأنَّا مائِتون وها نحنُ أحياء. كأنَّا مؤدَّبُون ولا نُقتَل، كأنَّا حِزانٌ ونحن دائماً فَرِحون. كأنَّا فُقراءُ ونحنُ نُغني كثيرين. كأنَّا لا شيء لنا ونحنُ نملِكُ كلَّ شيء.

الإنجيل: متى 25: 14-30

قال الربُّ هذا المثَل: إنسانٌ مسافرٌ دعا عبيدَه وسلَّم إليهم أموالَهُ، فأعطى واحدًا خمسَ وزناتٍ وآخرَ وزنتَيْنِ وآخَرَ وزْنةً، كلَّ واحدٍ على قَدْر طاقتهِ وسافر للوقت. فذهب الذي أخذ الخَمسَ الوزناتِ وتاجر بها وربح خمسَ وزناتٍ أُخَرَ، وهكذا الذي أخذ الوزْنَتَينِ ربح وزنتين أُخْرَييْنِ، وأمَّا الذي أخذ الوزنة الواحدة فذهب وحفر في الأرض وطمر فضَّة سيّدِه. وبعد زمانٍ كثيرٍ قدِم سيّدُ أولئك العبيدِ وحاسبهم. فدنا الذي أخذ الخمسَ الوزناتِ وأدَّى خمسَ وزناتٍ أُخَر قائلاً يا سيّدُ خمسَ وزناتٍ سلَّمتَ إليَّ وها خمسُ وزناتٍ أُخرَ رَبِحتُها فوقَها، فقال لهُ سيّدهُ نِعمّا أيُّها العبدُ الصالح الأمين. قد وُجِدتَ أميناً في القليل فسأُقيمُك على الكثير. أدْخُلْ إلى فرح ربّك. ودنا الذي أخذ الوزْنتَين وقال يا سيّدُ وَزنتينِ سلَّمت إليَّ وها وزنتان أُخْرَيان ربحتُهما فوقهما فقال لهُ سيّدهُ نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصالح الأمين. قد وُجدتَ أمينًا في القليل فسأُقيمُك على الكثير، أُدخلْ إلى فرح ربّك. ودنا الذي أخذ الوزنَةَ وقال يا سيّد علِمتُ أنَّكَ إنسانٌ قاسٍ تحصِدُ منْ حيث لم تزرَعْ وتجمعُ من حيثُ لم تبذُر فخِفتُ وذهبتُ وطمرتُ وزنتَك في الأرض. فهوذا مالك عندك. فأجاب سيّدُهُ وقال لهُ أيَّها العبدُ الشرّير الكسلان قد علِمتَ أنّي أحصِدُ من حيثُ لم أزرعْ وأجمعُ من حيثُ لم أبذُرْ فكان ينبغي أن تسلِّمَ فِضتَّي إلى الصيارفة حتَّى إذا قدِمتُ آخُذَ مالي مَعَ ربًى، فخُذوا منهُ الوزنةَ وأعطُوها للذي معَهُ العشْرُ الوزْنات (لأنَّ كلَّ من لهُ يُعطَى فيُزادُ ومَن ليس لهُ فالذي له يُؤخَذ منهُ)، والعبدُ البطَّال ألْقُوهُ في الظلمةِ البَّرانيَّة، هناك يكون البكاءُ وصريفُ الأسنان. ولمَّا قال هذا نادى: مَن لهُ أُذُنان للسمْعِ فليسمعْ.


في الإنجيل

إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في مثل الوزنات هي أنَّ الربّ يمنح جميع الناس مواهب وعطايا مختلفة.  

فواحد نال خمس وزنات، وآخر اثنتين، وآخر وزنة. 

ليس المهمّ عدد الوزنات أو العطايا الّتي يتلقّاها الإنسان، بل الأهمّ كيف يستخدمها.  

فالناس لا يتساوون في القدرات، لكنّهم كلّهم مسؤولون عن الجهد والاستثمار. 

كلّ واحدٍ منّا مدعوٌّ إلى أن يُثمر بموجب الهبات والمواهب والوزنات الّتي حصل عليها.

لكلّ إنسانٍ مواهب، وتوجّب على كلّ إنسان استثمار مواهبه الجسديّة والعقليّة والمهنيّة والفنيّة والروحيّة وعطايا الله في سبيل مجد الله وخدمة الإنسان على الأرض.  

وكلّ إنسانٍ يُكافَأ بحسب جهوده وتجاوبه مع مشيئة الله، وخطيئة صاحب الوزنة الواحدة هي أنّه اعتبر سيّده ظالمًا، فخاف، فعطّل الخوف إرادته ومنعه من العمل.  

وعندما يُحاسبه الربّ في يوم الدينونة، لا يُكافِئه على ما عنده من وزنات ومواهب، بل على مقدار ما بذل من جَهدٍ في سبيل إنماء هذه المواهب. 

أمَّا إذا استسلم إلى الكسل والخمول الروحيّ، كانت دينونة الربّ لـه شديدةً جدًّا في ظلام الهلاك الأبديّ. 

ومن هذا المنطلق، يهدف مثل الوزنات إلى ما يجب على المؤمنين عمله أثناء غياب الربّ عنهم ومجيئه الثاني.  

وقد أعطانا الله إمكانات لبناء وتوسيع ملكوته، ولذلك ينتظر الربّ يسوع منّا أن نستخدم المواهب حتّى تزداد وتتضاعف في سبيل الملكوت.

والإنسان المتخوّف الكسلان يذهب من فقرٍ إلى فقر، أمَّا الإنسان الجريء النشيط فيذهب من اغتناءٍ إلى اغتناء. 

وهكذا من لا يُلبِّي مشيئة الله ولا يعمل بوصاياه، يفتقر روحيًّا حتّى الفقر المطلق الذي هو الهلاك الأبديّ. 

أمَّا الذي يُلبِّي مشيئة الله، فإنّه يغتني روحيًّا حتّى الغنى المطلق وهو النعيم السماويّ. 

فصاحب الوزنات الخمس والوزنتين قدَّما كلّ شيءٍ لسيّدهما، الرأسمال والربح، وأرادا أن يعترفا بحقّ سيِّدهما المطلق عليهما، كما أرادا أن يتمجّد سيّدهما بأعمالهما.

لا يجوز أن نستخفَّ بعطايا الله ومواهبه كما فعل الخادم الكسلان الشرّير، "أنتَ الذي تدفنُ وزنتَكَ في الأرض، إنّما أنتَ حارس لتلك الوزنة (الخيرات) وما أنتَ بمالكها؛ أنتَ خادم ولست السيّد. والحال هذه فإنّك قد دفَنْتَ قلبَكَ مع تلك الوزنات. 

حَرِيٌّ بكَ أن تبيعَ ذهبك وتشتريَ به لنفسِكَ الحياة الأبديّة والخلاص في ملكوت الله، حيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُك".


ويجوز سيف في قلبك

عندما قدّمت مريم مع يوسف ابنها إلى الهيكل تمّ إعلان الخلاص المنتظر حسب قول سمعان الشيخ الذي حمل الطفل يسوع على ذراعيه وقال: 

"الآن أطلق عبدك أيّها السيد لأنّ عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام كلّ الشعوب". 

وفي الآية ذاتها أعلن سمعان الشيخ للعذراء أنّه سوف يجوز سيف في قلبها كاشفًا عن آلام المسيح المنتظرة، أعني آلام الصلب وموت الربّ يسوع نتيجة حسد اليهود وشرّهم. 

هذه الآلام لم تكن إلّا خلاصيّة لأنّها كانت مؤشّرًا  على قيامة المسيح الإله.

صحيح أنّ ألم فقدان الولد صعبٌ، وليس هناك أي تعزية يمكن أن تواسي مثل هذا الألم. 

الأمر الذي تعيشه كل امراة فقدت فلذة كبدها وعانت مثل هذا الألم، ولكن النساء الثكلى قلوبهن إذا تمثلْنَ بوالدة الإله العذراء، الأمّ التي فقدت ابنها البشري ولاقت ابنها الإله القائم من بين الأموات منتصرًا، أعني إذا تمثلْن بها وحاولن أن يعينَ أنّ فقدان الولد ليس سوى معبر إلى العيش مع المسيح في ملكوته أي إلى حياة أفضل. 

وبخاصّة إذا ربَّيْنَ أولادهنّ على الإيمان المستقيم والفضائل المسيحيّة ومحبّة الله. 

مثل هؤلاء الأبناء سيكونون في أجمل حياة في أحضان إبراهيم وحضرة الله.    

ليتنا نربّي أولادنا على محبّة الله، والرهبة في حضرته.

وأن يكون هو الأوّل في حياتنا وحياة عائلتنا لكي عندما نُجَرَّبُ بتجربة الموت نكون حاضرين لعيش الألم المفرح كما عاشته السيّدة والدتنا أجمعين. آمين


الأسرار المقدسة: الأفخارستيا (2)

عَدَمُ العداوةِ والمناولة:

المُصَالحة بين الإخوةِ شرط سابقٌ للاشتراكِ في القرابين الإلهيّة، فلا يجوز أن يشترِكَ في جسدِ الرب ودمِهِ الكريمين مَن كانَ على خصومَةِ أو عداوةِ مع إنسان آخر "فإذا قدّمت قربانكَ إلى المذبح وهناك تذكّرت أن لأخيكَ شيئًا عليكَ فدَع قربانَكَ هناك أمامَ المذبح وامضِ أوّلًا فصالح أخاك، وحينئذ تعالَ وقدّم قربَانك" (متّى 5::23-24). 

لهذا نقول في القدّاس "لِنحبّ بعضُنا بعضاً لكي نعترفَ بعزمٍ واحدٍ مقرّين" بآب وابن ورُوح قدس..." (القدّاس).

التوبة والمناولة:

يتناولُ القرابينَ الإلهيّة من كان في روح الانسحاقِ والتوبة، فمن كانَ على زلة أو وقعَ في خطيئةِ ثقيلة، عليه في هذه الحال أن يلجأ إلى الاعتراف بها لأبيه الروحيّ، وأن يتمِّمَ فروض التوبة.

الصوم والصلاة والمناولة:

يُهيّء الإنسان نفسَه للاشتراكِ في الإفخارستيّا أيضًا بالصوم الإفخارستيّ والصلاة والقراءةِ الروحيّة.

الصومُ الإفخارستيّ (أي الصومُ استعدادًا للمناولة) تراثٌ كنسيٌّ قديم ويكون بالانقطاع عن الطعام منذُ منتصفِ الليل السَّابقِ ليوم المناولة، يُستثنى من ذلكَ الأطفالُ والطاعنون في السنّ ومَن عليهم أخذ دواء أو طعام أو شراب بحسب وصفةِ طبيب. 

ويبقى لخادم السر تقديرُ بعض الأوضاع الخاصّة. 

وفي حال إقامة القداس الإلهيّ مساءً، وجبَ انقطاعُ المؤمن عن الطعامِ والشراب خمسَ ساعاتٍ قبلَ القدّاس الإلهيّ.

اللياقة والحشمة وحضور القدّاس الإلهيّ: 

يحضر المؤمنون إلى الكنيسة على الأقل من بدءِ القدّاس الإلهيّ ويبقون فيها حتّى انتهائه.

يُحافظ المؤمنون رجالاً ونساءً على الحشمة في ملابسهم ومظاهرهم "لا تكُن زينتكنّ الزينةَ الخارجيَّةَ مِن تجعيدِ الشعرِ والتحلّي بالذَّهبِ ولبس الحُلَل، بل زينةَ إنسانِ القلبِ المستترِ، الروح الوديع الساكن بعدم فسادٍ الذي هو كثيرُ الثمن أمام الله" (1 بط 3: 3-14).

يُعنى الكاهنُ بمناولةِ المرضى والعاجِزينَ عن القدوم إلى الكنيسة من القرابين التي تمّ تقديسها مباشرة بعد انتهاء القداس، أو مِنَ الذخيرة أي القرابين الإلهيَّةِ المحفوظةِ في الكنيسة في بيت القربان.

يُهيّئ الكاهن الذخيرة، أي القرابين التي ستُحفَظُ على المائدةِ في بيت القربانِ، يومَ الخميسِ العظيم.

المناولة هي الزادُ الحقيقيّ للمؤمن: جسدُ الربّ ودمه الكريمان هما الغذاءُ للذي اعتمدَ على اسم الثالوثِ الأقدسِ وخُتِمَ بالرّوح القدس. 

ولهذا يجبُ توعية المؤمنين دومًا على أهميّةِ هذا السرّ في حياتهم.

لا يبرّرُ امتناعَ المؤمنِ عن حضور الصلاةِ في الكنيسة أو عن المناولةِ المقدَّسةِ، لا مناسبة فرح ولا مناسبة حُزن مهما كانتا. 

لأنّ جسدَ الربّ ودَمَه الكريمين هما فَرَحُنا الحقيقيُّ في الأفراح وهما تعزيتنا الحقيقيّة في الأحزان.

الإفخارستيّا لا تنتهي عند انتهاء القدّاس أو الانصراف من الكنيسة، بل هي حقيقة مستمرّة. 

فإنَّه عندما يأخذ المؤمن زادَه الروحيّ في الكنيسةِ يكون قد كَسَرَ حائط أنانيّتهِ وانفتحَ على الإخوة. 

"سرُّ القربان هو سرُّ الأخ، والدينونة ستكون على مدى ربطنا بين سرّ المسيح الحاضر في القربانِ المقدّس وسرّه الحاضر في إخوته البشر" (الذهبيّ الفم، العظة 50 في إنجيل متّى).

فالقدّاس ينتهي وينصرف المؤمنون من الكنيسة، لكنَّ جسدَ الربّ ودمَهُ الكريمَيْنِ يبقيان مع المتناوِل ويُرافقانهِ في سائر نواحي حياته: 

"اجعل طرقنا قويمة، أيَّدنا جميعنا بخوفك، احفظ حياتنا وثبّت خطواتنا... (القدّاس).

يَحسنُ إتمام سرُّ المعموديّة وسرُّ الزواج أثناءَ القدّاس الإلهيّ، لأنّ ذلك يُوحّد المعمَّدَ والمتزوِّج بالكنيسةِ ويوثقُ رباطه بجسدِ الربّ ودمهِ الكريمَيْن.