الأحد 4 شباط 2024

الأحد 4 شباط 2024

30 كانون الثاني 2024
الأحد 4 شباط 2024
العدد 5
أحد زكّا العشّار
 اللحن الثاني، الإيوثينا الثانية

أعياد الأسبوع:



4: زكّا العشّار، البارّ إيسيذورس الفرميّ، 5: الشّهيدة أغاثي، 6: الشّهيد إليان الحمصيّ، بوكولوس أسقُف أزمير، فوتيوس بطريرك القسطنطينيّة، 7: برثانيوس أسقُف لمبساكا، البارّ لوقا، 8: ثاوذورس قائد الجيش، النبيّ زخريّا، 9: وداع عيد الدخول، الشّهيد نيكيفوروس، 10: الشّهيد في الكهنة خارالمبوس، البارّ زينون.                                                         


القدّيس أفرام السريانيّ

التوبة مع دموع تولّع المؤمنون بكتابات القدّيس أفرام الروحيّة. 

ما يُلفت النظر أوّلًا هو دعوته إلى التخشّع والتوبة. 

والتوبةُ عنده مرتبطة بالدينونة والدموع، بذكر الدينونة وذرف الدموع.

هذا لا من أجل تعذيب الذات بل من أجل بلوغ الملكوت حسب الوصيّة الإنجيليّة. "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات" (متّى 4: 17 و3: 2). 

فيحذّر الخاطئين من الوقوع في اليأس بل يحثّهم على التوبة غيرَ فاقدين الرجاء برحمة الله. فيقول لهم: 

"أرجو من كلّ الذين يعذّبهم ضميرهم بسبب خطاياهم أن لا ييأسوا... 

بل أن يُقبلوا بلا خوف نحو الله، أن يبكوا أمامه. وأن لا يفقدوا الرجاء لأنّ الربّ يُسرُّ كثيرًا بالتائبين ويقبل بفرح عودتَهم إليه لأنّه يقول على لسان هوشع "بعد كل هذا عدْ إليّ" وأيضًا بواسطة الإنجيليّ متّى: 

"تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم" (متّى 11: 28). إذًا لا تيأس أبدًا ولو خطئت".

لكن كيف نتوب؟

التوبة هي الرجوع إلى الله. هذه المسيرة، مسيرة العودة، تتطلّب بُغضَ الخطيئة حتّى بغضَ النفس الخاطئة؟؟، نبذ الذات: "إن كان أحدٌ يأتي إليّ... ولا يُبغض حتّى نفسه أيضًا فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا" (لوقا 14: 26).

ومن ثمّ، فالتوبة تتطلّب حفظ محبّة الإخوة، وبخاصَّة الضعفاء، لأنّ من عنده محبّةٌ عنده الله، وأيضًا تتطلّب التواضعَ لأنّ المتواضع شبيه بالله إلى حدّ أنّه يحزن ويتألمّ مع الخاطئ ولا يزدريه وهكذا يظهر نفسه الخاصة. 

كلّ هذا وفقًا لما قاله الربّ:"كلّ ما فعلتم بإخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه" (متّى 25: 40). 

المسألة، مسألة التوبة، تتطلّب بالطبع جهدًا لأنّ ملكوت السماوات يُغتصب اغتصابًا والغاصبون يأخذونه بالقوّة، الحرب مُعلنة ضدّ الأهواء والشهوات وضدّ مكائد إبليس لذا يقول القدّيس. 

"لقد ارتبطنا بشهواتنا كبسلاسلَ حديديّة ولا يجاهد أحدٌ لكي يتحرّر منها، بل ينشرح صدره وهو مُقيّد بها. يا لها من مكائد شريرة يحيكها الشيطان الخبيث! كيف استطاع أن يُظلم أذهاننا لكي نهتمّ بكلّ ما هو معاكس ونفضّل ما يؤذينا على الخيرات المستقبلة".

لقد سار أفرام على خطى القدّيس يعقوب نصيبين أسقفه (302-338) فعرف مثله الثقافة والنسك. ومتى تحوّلت الأهواء فرغ القلب من الأنانيّة والفرديّة البشعة متّجهًا نحو المحبّة اللاأنانيّة التي لا تطلب شيئًا لذاتها.

جهادُ التوبة هذا سوف يؤهّلنا لرؤية المسيح القائم في المجد إمّا جزئيًّا كما في مرآة عن طريق الصلاة القلبيّة، صلاة يسوع وإمّا مباشرة بعد الاستنارة. 

هذا يجعلنا أيضًا نتذوّق الملكوت ونحن على الأرض، الذي هو مجدُ المسيح وهو السماءُ للّذين أدركوا المحبّة الخالصة فيُرى بشكل نور غير مخلوق، والذين باتوا في الأنانيّة المُدقعة، يرون مجد الله كنار غير هيوليّة مُحرقة. هذا هو الجحيم.

حقًّا إنّ الخطيئة مدمِّرة وصَدَق من قال في التراتيل "رديء هو التهاون عظيمة هي التوبة".

من يحفر قبره في قلبه يهشّم إنسان الخطيئة ويفتح بابَ القيامة. 

القدّيس أفرام يغسل خطاياه بدموعه فيفرّح قلبه بنعمة الله.
                                                                                          + أفرام                                                                            مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروباريّة القيامة باللحن الثاني

عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.

قنداق دخول السيّد إلى الهيكل باللحن الأوّل

يا مَن بمولِدَك أيّها المسيحُ الإلهُ للمستودع البتوليِّ قدَّسْتَ وليَدَيْ سمعانَ كما لاقَ باركْتَ، ولنا الآن أدركْتَ وخلَّصْتَ، إحفظ رعيَّتَك بسلامٍ في الحروب، وأيِّدِ المؤمنين الذين أحبَبْتَهم، بما أنّك وحدَكَ محبٌّ للبشر.

الرسالة: 1 تيمو 4: 9-15 (32 بعد العنصرة)
الربُّ يُعطي قوَّةً لشَعبِه
قدّموا للربِّ يا أبناءَ الله


يا إخوةُ، صادقةٌ هي الكلمةُ وجديرةٌ بكُلِّ قبُولٍ. فإنَّنا لهذا نتعَبُ ونُعيَّرُ، لأنَّنا ألْقَينا رجاءَنا على اللهِ الحيّ، الذي هو مخلِّصُ الناسِ أجمعين، ولا سِيَّما المؤمنين. فَوَصِّ بهذا وعلّمِ بهِ. لا يَسْتَهِنْ أحَدٌ بِفُتُوَّتِكَ، بل كُنْ مثالًا للمؤمنينَ في الكلامِ والتصرُّفِ والمحبَّةِ والإيمان ِوالعَفاف، واظِبْ على القراءةِ إلى حينِ قدومي، وعلى الوعظِ والتعليم، ولا تُهمِل الموهبَةَ التي فيكَ التي أُوتيتَها بنبوَّةٍ بوضع أيدي الكهنة، تأمَّل في ذلك وكُنْ عليهِ عاكِفًا، ليكونَ تقدُّمُك ظاهرًا في كلِّ شيءٍ.


الإنجيل: لو 19: 1- 10

في ذلك الزّمان، فيما يسوع مجتاز في أريحا، إذا برجل اسمه زكّا كان رئيسًا على العشّارين وكان غنيًّا، وكان يلتمس أن يرى يسوع مَنْ هو فلم يكن يستطيع من الجمع لأنّه كان قصير القامة. فتقدّم مسرعًا وصعد إلى جمّيزة لينظره لأنّه كان مزمعًا أن يجتاز بها. فلمّا انتهى يسوع إلى الموضع رفع طَرْفَهُ فرآه فقال: يا زكّا أسرع انزل، فاليوم ينبغي لي أن امكث في بيتك. فأسرع ونزل وقَبِله فرحًا. فلمّا رأى الجميع ذلك تذمّروا قائلين إنّه دخل ليحلّ عند رجل خاطئ. فوقف زكّا وقال ليسوع: هاءنذا يا ربُّ أُعطي المساكين نصف أموالي. وإن كنت قد غبَنْتُ أحدًا في شيء أردُّ أربعة أضعاف. فقال له يسوع: اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت لأنّه هو أيضًا ابنُ إبراهيم، لأنّ ابن البشر إنّما أتى ليطلب ويخلِّص ما قد هلك.

في الرسالة

تتناول رسالة بولس الرسول اليوم ثلاثة مواضيع أساسيّة: 

أوَّلاً نور الله الذي يشرق في قلوب المؤمنين بيسوع المسيح، ثانيًا الاضطهاد والعذابات التي يكابدها الرسل باسم يسوع المسيح لتظهر حياة المسيح فيهم وذلك من أجل البشارة وثبات مؤمني كورنثوس، وثالثًا القيامة ونعمة الله للمؤمنين. 

فلماذا يذكر الرسول بولس هذه الموضوعات وما الرابط بينها؟

بولس يكتب هنا رسالة ثانية إلى مؤمني كورنثوس تبدو وكأنّها ألطف وقعًا من سابقتها. 

ففي الرسالةِ الأولى إليهم كانت لهجته قاسية بسبب انحرافات المؤمنين على المستوى الأخلاقيّ وعلى مستوى الإدارة الكنسيّة. 

كان بولس قد اتُّهِمَ من قبل بعض الرسل الدجّالين أنّه يبّشر بذاته وأنّه يريد أن يقتات من خيرات المؤمنين. 

وأمّا في الرسالة الثانية فكانت الأمور قد ترتّبت بعد زيارة تيطس وتيموثاوس لأهل كورنثوس وقد ساعداهم في تطبيق التعليم المسلَّم في الرسالة الأولى. 

فمن بعد التشكيك برسوليّته، يعود بولس ويكسب ثقتهم. 

فيذكر أنَّ بشارته لم تكن من أجل نفسه بل ليعلن إنجيل المسيح. 

فهو الذي قدّم المسيح لهم لكي يشتركوا بواسطته في حياة الثالوث القدّوس. 

فلمّا ذكر المجد كان يعني به شركة المؤمنين بنعمة الروح القدس في نور المعرفة الإلهيّة المكتسبة بسبب علاقتهم بشخص المسيح. 

فالنور الذي يشرق في القلوب المظلمة هو دليل على القيامة؛ فكما أشرق النور في ظلمة القبر عند نهوض المسيح من الموت، هكذا يقوم الخطأة عند التوبة. 

النور هو الختم والبرهان أنّ الخاطئ قد تاب وبات شريكًا في البعث بفعل ونعمة الروح القدس، القوّة الإلهيّة.

بعد ذلك يذكر الرسول بولس المضايقات التي تكبّدها من أهل البيت أنفسهم. 

لكنّ هذه لم تحطّمه. بل في كلّ ما تعرّض له كانت تظهر حياة المسيح فيه. يذكر أيضًا تعرّضه للموت. 

كان يقصد ما كابده في آسية الصغرى من اضطهاد وجلد وحبس. 

ولكنّ هذا حصل برهانًا للمؤمنين على أنّ بولس لا يتبجّح بنفسه بل إنّه يمرّ بكلّ ذلك من أجل ثبات الكنائس في الإنجيل بيسوع المسيح، لتكون الحياة في المؤمنين. 

وهكذا أيضًا يذكر في نهاية هذا المقطع الإنجيليّ القيامة كنتيجة لتوبة مؤمني كورنثوس. 

ولتعزيتهم قال لهم هذا ليزدادوا من النعم الإلهيّة نتيجة توبتهم، فلا يعودون يصدّقون الدجّالين فيقوّمون حياتهم ويصيرون إلى هدفٍ واحدٍ ألا وهو رفع الشكر لله.


توبة زكّا العشّار.

التوبة فعلٌ شخصانيٌّ محض، لا وجود لها إلّا في شخصٍ تائب. لذا هي تختلف باختلاف الشخص. 

فعل التوبة وديناميّته وأدواته ليسوا واحدًا عند كلّ التائبين بسبب فرادة الشخص، رغم ميّزاتٍ عديدةٍ مشتركةٍ تجمع هذا الفعل. 

يعرض الإنجيل لنا نماذج مختلفة من التائبين ليكونوا قدوة في مسيرة توبتنا. 

التعرّف إلى شخصيّة التائب وأخلاقيّته وبيئته يعيننا في إدراك مضامين توبته وصدقها وترجماتها السلوكيّة، فنتعلّم ونقتدي. 

التعلّم والاقتداء هما غاية قراءتنا للكتاب المقدّس، دونها نحوّل الأخير إلى حروف ميّتة.

إن أردنا أن ندرك صدق توبة زكّا وأصالتها وعمقها علينا أن نتعرّف إلى من كانوا يُسمَّون عشّارين. 

دون هذه المعرفة نبقى على سطحيّة كلمات هذا المقطع الإنجيليّ ونتيهُ في التأويلات والرموز والتأمّلات التي، على أهميّتها، لا تقودنا إلى البشرى الخلاصيّة التي لأجلها دوِّنت هذه الحادثة.

ما كان جباة الضرائب (العشّارون) موظّفين رسميّين بل أشخاصًا يشترون الضرائب من الدولة بالمزاد. 

تفيدنا معلومات قديمة جدًّا حول هذه المهنة أنّ الضرائب، في حينها، كانت عبئًا كبيرًا على الناس وبخاصّة عندما كانت يجبيها المحتلّ. 

زمن السيطرة الرومانيّة على فلسطين، كان الإسرائيليّون، بحسب المؤرّخ إيوسيبوس ومصادر أخرى، يدفعون الضرائب على الشكل التالي: 

10بالمئة من دخل الفرد إلى رئيس الكهنة ودرهمين عن كلّ فرد في العائلة، 10بالمئة من الدخل ضربية للدولة الرومانيّة، 10 بالمئة ضريبة الأرض، 5 بالمئة للجابي إضافة إلى ما سمِّي ضريبة الرأس. كان يدفع ما يقارب نصف ثروته ضرائب.

كان العشّارون يعانون الكثير خلال تحصيلهم الضرائب. 

فالأخيرة كانت مبالغ ضخمة وكان العشّار قد سبق ودفعها مسبقًا للحاكم الرومانيّ عند شرائها منه بالمزاد. 

لذا كانوا يمارسون ضغوطات كبيرة على الشعب لتحصيل ما دفعوه إضافة إلى ال5 بالمئة حصّتهم، زد على ذلك ما كانوا يفترون به على الشعب لتحصيل مكاسب إضافيّة. 

وغالبًا ما كانوا يلجأون إلى طرق وحشيّة. يروي فيلون، فيلسوف معاصر للرسل، أنّ بعض العشّارين، بغية تحصيلهم ضريبة الرأس عن أشخاص توفّوا دون أن يسدّدوها، كانوا ينبشون قبورهم ويجرّون جثثهم في الطرقات ويجلدونها. 

وإذا سئلوا عن سبب هذا التصرّف، وبخاصّة وأنّ الميت لا يمكنه أن يسدّد، كان جوابهم أنّ هذا التصرّف يلزم أهله الأحياء بتسديد الضريبة عنه ويجعلونه عبرة لمن لا يدفع ضريبته قبل وفاته. 

لهذا كره الإسرائيليوّن العشّارين فهم عملاء للمحتلّين وخونة لوطنهم ومدنّسين لاختلاطهم بالوثنيّين. وتساءل الفيلسوف ثيوكريتوس: 

أيّ وحوش هي الأكثر وحشيّة؟" قال:

"في الجبال الدببة والأسود وفي المدن العشّارون والوشاة".

زكّا كان يهوديًّا وغنيًّا ورئيسًا للعشّارين، فالأخيرون كانوا يشكّلون شركات publicanorum يرأسها عشّار يسمّى رئيسًا. 

فأريحا، وبحسب إيوسيبوس أيضًا، كانت من أكبر خمس مدن في فلسطين ومن أغناها إذ كانت تحتكر صناعة العطور الثمينه والعقاقير الطبّيّة.
    
إذا قرأنا، على ضوء ما ذُكر، سلوك هذا الإنسان المنتمي إلى الطبقة الغنيّة الراقية وذي المكانة السياسيّة والاجتماعيّة البارزة، ندرك، أكثر فأكثر، حجم توبته وأهميّة ما التزم به أمام الجمع كتجسيد لصدق توبته وندرك أيضًا سبب استعجال يسوع الإقامة  في بيته.

زكّا العشّار "طلب زكّا أن يرى يسوع من هو" (لوقا 19: 3).

لقاء يسوع مع زكّا يخصّ كلّ واحد منّا. لم يكن في البداية باستطاعته فعل ذلك. 

يقول القدّيس مكاريوس المصري: علينا بالرغم من ضعفنا نحن أيضًا أن نستميتَ من أجل هذا اللقاء. 

عندها وفجأة نرى المسيح يزورنا. 

عندها نرحّب نحن أيضًا بمثل هذا اللقاء، عندها تحصل عندنا التوبة Repentir لمّا رأى يسوع زكّا العشّار قال له: 

"يا زكّا أسرع وانزل لأنّه ينبغي أن أمكثَ اليوم في بيتك" (لوقا 19: 5).

هذه الكلمة الموجّهة إلى زكا تذكرنا بكلمة الربّ في سفر الرؤيا: "هاءنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحدٌ صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي" (رؤيا 3: 20).

عندها أيضًا يحصل تبدّلٌ داخليّ كبير، رؤيةٌ داخليّة اتّحادٌ مع الربّ  Communion avec Lui

في البداية جمعٌ كبير من الأهواء يحول دون هذا اللقاء، دون هذه الرؤيا، دون هذه الخبرة الداخليّة. 

مكوث الربّ في بيتي رمزٌ للعشاء السريّ، زواجٌ سريّ، union nuptiale التصاق في لمعان الروح بأعين التواضع
اكتشاف محبة المسيح لنا، محبّتنا للآخرين، رؤية وجه الخالق، رؤية نور القيامة.

ترى ماذا حصل بعد هذا التحوّل الداخلي؟! 

ها إنّ زكّا قد أصبح مستعدًّا لإعطاء نصف أمواله للمساكين، ولتصحيح كلّ شرّ فعله تجاه الآخرين، وتوزيع كلّ خير اقتنصه من الناس، كلّ ما كسبه من خير بعد هذا اللقاء العجيب مع السيّد والتحوّل الداخليّ. 

الآية الأخيرة من النصّ الإنجيليّ "لأنّ ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك" (لوقا 19: 10).

تذكّرنا بأنّ يسوع قد أتى ليبحث عن الصالحين ويخلّصهم. إشارة إلى ما يقوله الله عن نفسه في حزقيال 34: 11 و16.

حيث يصوّر نفسه كراعٍ يبحث عن قطيعه إسرائيل الذي تشتّت ليخلّصه يقول:

"هاءنذا أنشد غنمي وأفتقدها أنا...
فأطلب المفقودة وأردُّ الشاردة وأُجْبر المكسورة وأقوّي الضعيفة وأحفظ السمينة والقويّة وأرعاها بعدلٍ".