الأحد 11 آب 2024

 الأحد 11 آب 2024

07 آب 2024
 الأحد 11 آب 2024
العدد 32
الأحد السابع بعد العنصرة
اللحن السَّادس، الإيوثينا السَّابعة

 
أعياد الأسبوع:

11: الشهيد آفبلُس الشمَّاس، نيفن بطريرك القسطنطينيَّة، 12: الشَّهيدان فوتيوس وأنيكيتس، 13: وداع التجلِّي، نقل عظام مكسيموس المعترف، دوروثاوس أسقُف غزَّة وتلميذه دوسيثاوس، تيخن زادونسكي، 14: تقدمة عيد الرُّقاد، النبيّ ميخا، 15: رقاد سيدتنا والدة الإله الفائقة القداسة، 16: نقل المنديل الشريف من الرَّها، الشَّهيد ديوميدوس، 17: الشَّهيد ميرن.
 
شفاء أعميين
(شفاء أخرس)


"كان يسوع يطوف المدن والقرى كارزاً بملكوت السموات وشافياً كلّ مرض وضعف في الشعب" (متى 9: 35)
السرطان أقلّ سوءاً من أيّة خطيئة يرتكبها الإنسان. لم يأت يسوع فقط للشفاء الجسدي بل بخاصّة لشفاء النفس من الخطيئة.
لقد قال يسوع للأعميين أتؤمنان أنّي أقدر أن أفعل هذا أن أشفيكما؟!
ولمّا قالا نعم، لمس أعينهما قائلاً: "بحسب إيمانكما ليكنْ لكما".
هل أنت مسيحيّ فعلاً؟! هل أنت أقررتَ أنّك غيرُ مُبصر؟! وأنك تحتاج إلى نور يضعه يسوع في عينيك حتّى تبصرَ خطاياك أوّلاً؟! أحدُ القدّيسين يقول: "من يعترف بخطاياه هو أعظم ممّن يُقيم الموتى".

مثل هذا الشفاء بالروح القدس يبدأ في سرّ المعموديّة يتناوله الطفلُ كعربون أوّل لنفسه Un Gage وهو يتناوله أيضًا وخصوصاً في سرّ الإفخارستيّة، هكذا نتدرّب على أن نرى كلّ شيء باستنارة الروح القدس.
باستنارة إيماننا بالمسيح يسوع. لذلك قال يسوع "أتؤمنان أنّي قادر أن أفعل هذا؟!" (متى 9: 28).
نطلب شفاءنا لا للجسد فحسب بل للكيان كلّه حين يستيقظ فينا نورٌ عميق ونرى الأشياءَ كلّها بمنظار آخر، منظار الروح الإلهيّ.

أمّا بالنسبة إلى الأخرس فالربّ، بشفائه إيّاه، يجعله يتكلّم مع الآخرين بمحبّة ويتّصل بهم.
يُعطيه أن يتكلّم كما ينبغي، أن يقول: المجد لك يا الله! Gloire à toi ارحم الآخرين! يا ربّ ارحم!
أن لا يحكم الإنسان بسرعة على الآخرين، بل أن يطلبَ من الله أن يحوّل كلّ شيء نحو الصلاح.
أن نردّد دائماً: "أيّها الربّ يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ".

  + افرام                                                                    
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
طروباريّة القيامة باللحن السادس
 
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ‏ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبْيتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة، فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.
 
طروباريّة التجلّي باللحن السابع

لما تجلَّيتَ أيُّها المسيح الإله في الجبل أظهرَتَ مجدَك للتلاميذ حسبما استطاعوا، فاشرقْ لنا نحنُ الخَطأة نورَك الأزليّ بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور المجدُ لك.
 
قنداق التجلّي باللحن السابع

تجلَّيت أيّها المسيحُ الإله في الجبل، وحسبما وسعَ تلاميذَكَ شاهدوا مجدَك، حتّى، عندما يعاينونَكَ مصلوباً، يفطنوا أنّ آلامَكَ طوعاً باختيارك، ويكرزوا للعالم أنَّك أنتَ بالحقيقةِ شعاعُ الآب.
 
الرسالة: رو 15: 1-7
خلّص يا ربُّ شعبَكَ وبارك ميراثك.     
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ: إلهي


يا إخوةُ، يجبُ علينا نحنُ الأقوياءَ أن نحتَمِلَ وَهَن الضُّعَفاءِ ولا نُرضِيَ أنفسَنا. فليُرضِ كلُّ واحدٍ منَّا قريبَهُ للخيرِ لأجلِ البُنيان. فإنَّ المسيحَ لم يُرضِ نفسَه ولكن كما كُتِبَ تعييراتُ معيّريكَ وقعَت عليَّ. لأنَّ كلَّ ما كُتِبَ من قبلُ إنَّما كُتِبَ لتعلِيمنا، ليكونَ لنا الرجاءُ بالصبرِ وبتعزية الكُتب. وليُعطِكُم إلهُ الصبرِ والتعزِيةِ أن تكونوا متَّفِقي الآراءِ في ما بينَكم بحسَبِ المسيحِ يسوع، حتّى إنَّكم بنفسٍ واحدةٍ وفمٍ واحدٍ تمجِّدون اللهَ أبا ربِّنا يسوعَ المسيح. من أجلِ ذلك فليتَّخذ بعضُكم بعضًا كما اتَّخذكم المسيحُ لمجدِ الله.
 
الإنجيل: متّى 9: 27-35 (متى 7)

في ذلك الزمان، فيما يسوع مجتازٌ تبعهُ أعميانِ يَصيحان ويقولان ارحمنا يا ابنَ داوُد. فلَّما دخل البيتَ دنا إليهِ الأعميانِ فقال لهما يسوع: هل تؤمنانِ أنّي أقدِرُ أن أفعَلَ ذلك؟ فقالا لهُ: نعم يا ربُّ، حينئذٍ لمس أعينَهما قائلاً: كإيمانِكُما فليكُنْ لَكُما. فانفتحت أعينُهما. فانتَهرَهما يسوعُ قائلاً: أنظُرا لا يَعلَمْ أحدٌ. فلَّما خرجا شَهَراهُ في تلك الأرضِ كلّها. وبعد خروجهما قدَّموا إليهِ أخرسَ بهِ شيطانٌ، فلمَّا أُخرِجَ الشيطانُ تكلَّم الأخرسُ. فتعجَّب الجموع قائلين لم يَظهَرْ قطُّ مثلُ هذا في إسرائيل. أمَّا الفريسيّون فقالوا إنَّهُ برئيسِ الشياطين يُخرج الشياطين. وكان يسوع يطوف المُدنَ كلَّها والقرى يعلِمُ في مجامِعِهم ويكرِزُ ببشارة الملكوتِ ويَشْفي كلَّ مَرَضٍ وكلَّ ضُعفٍ في الشعب.
 
في الرسالة

يجمعُ الرسول بولس ذاتهُ مع الأقوياء ويستنتج هذه النتيجة الجميلة الإيجابيّة ممّا سبق فأوضحهُ بخصوص الواجبات المتبادلة. لا بدّ من وجود أقوياء وضعفاء في كنيسة الله في كلّ حين.

والبرهان على أنّنا من الأقوياء، هو أنّنا نقدر أن نحتمل ضعف إخوتنا الضعفاء ولا نُرضي أنفسنا. مهما كان واحدٌ متقدّمًا في المعرفة لا نحسبهُ من الأقوياء ما لم يُظهِر علامات الوداعة والتواضع والرفق وطول الأناة نحو إخوتهِ.

لا شكّ في أنّنا نودُّ طبعاً أن نُحسَب بين المتقدّمين، ولكنّ الجائزة في هذا السباق الروحيّ ليست لمن يمدح نفسهُ بل للذي يتمثّل بالسيّد القدوة.
ليس المعنى أنّنا نُرضي إخوتنا في الأمور الجسديّة، بل يُرضي كلّ واحدٍ قريبهُ أي أخاهُ للخير، لأجل البُنيان لأنّهُ من الأمور الممكنة أنّ إخوتك يطلبون منك أن ترضيهم في ما يوافق أفكارهم وما لا أساس لهُ في كلمة الله. فإذّاك لا تقدر أن ترضيهم لأنّهُ للشرّ لا للخير.

المسيح ذاتهُ لهُ المجد هو قدوتنا في نكران الذات وطاعة الله ومحبّة الآخرين. كان هنا كإنسان يعيش بكلّ كلمةٍ تخرج من فم الله ومع ذلك كثرت التعييرات عليهِ.

ولا بدّ من أن يحدث ذلك لنا أيضًا إن سلكنا سلوك الطاعة والمحبّة. لأنّنا سائرون في وسط الناس المتمرّدين على الله الذين لا يطيقون مُشاهدتنا، كوننا عاملين أعمالنا الصالحة طاعةً لإرادة الله. الأعمال الحسنة بذاتها لا تُهيّج بُغضهم، لأنهم يُريدون أن ينتفعوا بها وإن عملناها لأجل غاياتٍ كالافتخار واكتساب أتباع لآرائنا الدينيّة لا يُعيّروننا، ولكن إذا عملناها طاعةً للربّ حقيقةً لا بدّ من التعييرات.

علينا ألّا نعطيهم سببًا آخر للافتراء علينا سوى طاعتنا لله. ثم عندما ذكر الرسول قدوة المسيح والتعييرات التي احتملها من الناس خاصّةً من الرؤساء، تذكَّر أيضًا حالتنا نحن من جهة هذا الأمر بعينهِ وبادر إلى ذكر مصدر تعزيتنا.
ما أشدَّ إلهنا شفقةً علينا! وما أوفر الوسائط التي رتّبها لتعليمنا وتعزيتنا! لو لم يُخبرنا بصريح اللفظ ما ينبغي أن ننتظر من الناس إن سلكنا في الطاعة والمحبّة لكنّا نسقط في حيرةٍ لا تُحتمل بحيث إنّنا لم نكن نظنّ أنّ العالم، لا سيّما العالم الدينيّ يُعيّرنا على سلوكٍ وديع وحسن.

طريقنا طريق المحبّة والامتثال بذاك الذي لم يُرضِ نفسهُ في شيء ومع ذلك نال البُغض لأجل محبّتهِ، والإهانة لأجل لطفهِ. ويكفي التلميذ أن يكون كمُعلّمهِ. الرجاء هنا رجاؤنا بأنّنا نخلص من الضيقات ونفوز بالراحة الكاملة عند مجيء الربّ.
يُقال عن الله هنا إنّه إله الصبر والتعزية، ما أعظم صبرَهُ معنا جميعًا! وما أليق لقبهُ: إله التعزية! أيضًا بالنظر إلى عطفهِ إذ يحتملنا كأبٍ حنون مع أنّنا كثيرًا ما نُظهر جهالة قلوبنا وغباوتها، نعم وينتهز فرصة من ضيقاتنا العديدة ليُعزّينا ويؤكّد لنا محبّتهُ الفائقة غير المنقطعة. يُطيل أناتهُ علينا حتّى ونحن عديمو الصبر على الآخرين.

ينهي الرسول بولس بهذا الكلام خطابهُ العمليّ الذي ابتدأ بهِ، حيث أشار إلى رأفة الله بنا بالمسيح وكما أبداهُ كذلك أنهاهُ. قبلنا المسيح ليس نظراً إلى استحقاقنا، بل إلى مجد الله. وعلينا نحن أيضًا أن نقبل بعضنا بعضاً على هذا القانون بعينهِ.
 
سيرة حياة القديس لوقا الطبيب الجراح
 
ولد فالنتين في السابع والعشرين من نيسان عام 1877، في مدينة كيرتس التابعة لمنطقة بنطس اليونانيّة الغربيّة، في الطرف الشرقيّ من شبه جزيرة القرم، وهو يتحدّر من عائلة ياسينينسكي العريقة، إلّا أنّ أباه كان منبوذاً بعض الشيء لأنّه كان كاثوليكيًّا في وسط عائلة أرثوذكسيّة، وقد كان تقيّاً ومتديّناً يمتهن الصيدلة، أمَّا أمّه فكانت نقيّة. ا

ضطر أبوه للانتقال إلى كييف (مؤول المسيحيّة الأولى في روسيا)، حيث كان يتردّد الطفل فالنتين على دير اللافرا يوميّاً، وقد تعلّم الرسم الذي كان موهبة مشتعلة في قلبه. دخل كليّة الطبّ كتعبير عن رغبته في العناية بالمرضى، سنة1898 في جامعة كييف، والمعروفة بمستواها العالي الرفيع.

بدأ مطالعة الكتاب المقدّس وقد نهل منه الكثير، بالتوازي مع دراسته الطبّ إلى أن تخرَّج بتفوّق سنة 1903م. وعيِّن الطبيب الشابّ في إحدى المستشفيات، في مدينة (نسيتا) في الشرق الأقصى، كي يجري العمليّات الجراحيّة للجنود. كان هناك إلى جانب ممرّضة تدعى آنا فاسيليفا، وكانت تُلقّب بالممرّضة القدّيسة، تبادلا الإعجاب إلى أن تزوّجا.

كان ينكبّ ليلاً على الأبحاث العلميّة والدراسات، ويعالج المرضى بالمداواة المجانيّة. لقد أعدَّ أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه سنة 1916، ونال الشهادة بدرجة ممتاز. كان موضوع الأطروحة (التخدير الموضوعيّ)، على إثر ذلك عيِّن رئيساً لأطباء مستشفى (بيروسلاف -زاليسكي) ما بين سنتي (1910-1917)، وفي سنة 1920 أنتُخب أستاذاً في كليّة الطبّ المُحدَثة جديداً في المدينة، وقد استحوذ على مكانة رفيعة في مجال علم التشريح الطوبوغرافيّ والجراحة.

وفي تلك الأثناء عصفت الثورة البولشفيّة، واندلعت بعدها بفترة وجيزة الحرب الأهليّة، ممّا أثقل كاهله بالعمليّات الجراحيّة المُكثّفة. ألقيَ القبض عليه في هذه الفترة مدّة ستّة عشرة ساعة، كادت أن ترديه قتيلاً لولا لطف الله الذي أنقذه.

مرضت زوجته بالسلّ، وقد ساءت حالتها الصحيّة باضطراد إلى أن رقدت بسلام، عن عمر الثامنة والثلاثين، تاركة خلفها أربعة أولاد وزوجاً. لحسن الحظّ أنّ الطبيب قد صادف في المستشفى ممرّضة أرملة، وقد طلب منها أن تعتني بتربية أولاده على أن تسكن معهم في غرفة لوحدها، فقبلت بفرح.

عُرف الطبيب وذاع صيته في جميع أنحاء المنطقة، لسعة اطّلاعه ودقّة عمله من جهة، وتعامله بإنسانيّة ورفعة خلق من جهة أخرى، لكنّ الشعور بالدعوة الكهنوتيّة قد انتابه، واضطرمت في قلبه الرغبة في أن يكون خادماً لمذبح الربّ، وقد شعر بذلك الميتروبوليت إينوكنديوس رئيس أساقفة طشقند، فرسمه شمّاساً في 26 كانون الثاني سنة 1921م، وكاهناً في الأسبوع التالي، يوم عيد دخول السيّد إلى الهيكل. وبعد شرطنته كاهناً لاقى فالنتين الكثير من الاضطهادات من قِبل طلاب الكليّة وأساتذتها، ومن تضييقات الحكومة الملحدة، إلّا أنّه استمرّ في القيام برسالته السامية.

وفي مؤتمر (إكليريكي –علمانيّ) انتُخب الأب فالنتين أسقفاً، من ثمّ تسمّى باسم القدّيس الإنجيليّ الطبيب والرسام لوقا. بعد أيّام قليلة من شرطنته أسقفاً، وفي مساء 7 حزيران1923، إذ كان يصلّي دخل عليه رجال الأمن، واعتقلوه لما قد ورد من وشاية عنه، ومن حينها بدأت جلجلة المنفى المرّ، ودرب العذاب المضني، فقد استمرّ سجنه حوالي الإحدى عشرة سنة تنقّل خلالها بين مدن وأصقاع عدّة، عُذّب واضطهد كأيّ سجين آخر، ورغم العذابات التي تعرَّض لها، إلّا أنّه بقي يبشّر ويشرطن ويقيم الأسرار كأسقف لشعب الله، ويجري العمليّات الجراحيّة ويطبّب المرضى والمعوزين دون أجر.

وصل طشقند في أواخر كانون الثاني من سنة 1926، وقد استقبلته الرعيّةُ بقرع أجراس الكنائس، وكان الفرح يعمُّ أهل المدينة، إلّا أنّ زعماء تلك المنطقة كانوا يكنّون له الكره الشديد وينتظرون الذريعة المناسبة، كي يتخلّصوا منه، فاتّهموه بجريمة قتل أستاذ جامعيّ لمادّة الفيزيولوجيا، فاعتُقل مرّة أخرى، وبعد عام من التحقيق والتعذيب، نُقِل إلى شمال روسيا ومن ثمّ إلى مدينة رئيس الملائكة (أرخانجيلس) وقد تحمّل هذه المسيرة التعذيبيّة الثانية بصبر ورَويّة، وفي لينيغراد طلب (كيرون) رئيس مجلس السوفييت في المدينة وعضو المكتب السياسيّ للحزب، من القدّيس أن يترك الكهنوت مقابل إعطائه أرفع مركز جراحيّ في مشافي المدينة لكنّه رفض ذلك، كما رفض نشر كتابه (المجلّد الضخم حول مرض السيلان القيحيّ)، إذا لم تُذكر صفته كأسقف.

وفي إحدى الأيّام من سنة 1937، هاجم ثلاثة من رجال الشرطة منزل القديس، وباشروا بتحقيق معه دام ثلاثة عشر يوماً، أُنهي بالتوقيع على (صكّ) يدلّ على اشتراكه في عمليّة مزعومة، للإطاحة بستالين الحاكم الديكتاتور، وقد استمرّ تعذيبه سنتين وهو محتجز، إلى أن صدر الحكم بنفيه إلى سيبيريا زهاء ثلاث سنوات، دأب فيها على مواصلة فعل الخير ومساعدة الآخرين، ونقل صورة المسيح الحقيقيّة للجميع.

وفي أيلول من العام 1943 التأم مجمع الأساقفة الروس المقدّس، والذي عيِّن فيه المطران سيرجيوس بطريركاً لسائر روسيا، وقد سُمِّيَ الأسقف لوقا رئيساً لأساقفة كراستوبارسك، لم يكن في المنطقة أيّ كنيسةٍ مفتوحة لممارسة الصلوات والخدمات، سُمح له في شهر آذار من العام1944 بتشييد كنيسة صغيرة، كانت خارج المدينة، وكان يقارب السبعين من العمر، إلّا أنّه كان يدأب على العمل الجاد والمتواصل في سبيل خدمة الرعيّة.

وبعد أن وضعت الحرب العالميّة الثانية أوزارها سنة 1943، ونيله ميداليّة حكوميّة تقديراً لأعماله الخيرية، من خلال التخفيف من آلام الجرحى، والدفع بمهنة الطبّ إلى الأمام، قرّر المجمع على إثر ذلك تعيينه رئيساً لأساقفة سمفر وبول وشبه جزيرة القرم سنة 1943، والتي وصلها في 26آيار 1946 بعد أن أطلقوا سراحه من المنفى. منذ الخمسينات توقّف عن ممارسة الجراحة، وبدأ بصره يضعف وحالته الصحيّة تسوء على إثر مرضه القلبيّ الذي أصيب به سابقاً،

وفي ربيع 1952 ذهب إلى موسكو وارتاد مكتباتها منكبّاً على القراءة حتّى منتصف الليل، فساء وضعه البصريّ إلى أن انتهى به الأمر إلى فقدان البصر.

عانى الروس من موجة اضطهادات جديدة، نتج عنها تهديم عشرة آلاف كنيسة ودير، خلال ثلاث سنوات، ممّا أَتعب الأسقف الجليل، ومن ذلك الوقت بدأت صحتّه بالتراجع أكثر فأكثر، إلى أن كان القدّاس الإلهيّ يوم الميلاد 1960، آخر قدّاس يخدم فيه، وأحد الغفران في السنة التالية هو آخر أحد يعظ فيه، فقد رقد بسلام الساعة السادسة من صباح الأحد 11 حزيران 1961، ذكرى الاحتفال بعيد جميع القدّيسين الروس، شُيِّعت جنازته سَيراً على الأقدام من الكنيسة إلى المقبرة، حوالي الثلاث ساعات ونصف، رغم التضييقات التي مارستها وفرضتها سلطات المدينة، متذرّعة بأنّ الموكب سيعيق حركة السير، وُضِعَ الأسقف في قبر بسيط، تزيّنه ورود الحجّاج، ويعبق بصلواتهم وأدعيتهم.
 

أخبارنا
قرار صادر عن دار المطرانية


أبناءنا الأحبّاء في رعية عفصديق المحبوبين بالربّ كثيراً
نعمة وسلام...

بعد انتقال الإيكونومس الأب أنطوان ملكي إلى ملكوت السماوات، وهو الذي كان مشهوداً له بالبّر والتقوى والإيمان في خدمتكم، والذي تعاونتم معه بكلّ غيرة وتقوى على خدمة الكنيسة ونشر كلمة الربّ، أرسل إليكم قدس الأب يعقوب حنين المعروف من قبلكم، وهو مسلّح بالعلم والمعرفة والتقوى والمحبّة والتمييز، ليكون كاهناً لرعيّة عفصديق يعمل معكم لخدمة كنيسة الرب وتتعاونون معه كخراف مطيعة باسم المسيح الراعي الصالح، وتكمّلون العمل الذي نشأتم عليه وتتحلّقون حوله عاملين بوصيّة المسيح لبطرس "ثابتة أزليّة تدوم الى الأبد".

مع كامل الثقة بمحبّتكم وغيرتكم على كنيسة المسيح، أدعو لكم بالتقدّم والسلام والأمانة لنبلغ جميعاً ملكوت الربّ ونحظى بوعده الصادق.
مع البركة والدعاء.

طرابلس في 23 تموز 2024.
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما      
                          
                                           

نشاط المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ:

ضمن نشاطات المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ الصيفيّة، زار طلاب المركز القدامى والجدد مع سيادة المتروبوليت أفرام، راعي الأبرشيّة، يوم السبت 27 تمّوز، دير السيّدة في عربايا (بينو) التابع لأبرشية عكّار

ابتدأ يومهم بالقدّاس الإلهي الذي أقامه رئيس الدير الأرشمندريت الأب نيقوديموس المشرقيّ. ثمّ التقوا حول موضوع عنوانه "هل تعيش ما تقول؟"، أيّ ما هو موقف المؤمن بين ما يعلّمه من جهة وما يطبّقه في حياته من جهة أخرى.

شكلّ الطلبة المشتركون فرقاً أجابوا فيها عن السؤال الرئيسيّ وهو: كيف نعيش نحن المسيحيّين وصايا المسيح الواردة في الإنجيل: "من أراد أن يكون فيكم أوّلاً فليكن للكلّ خادماً" (متّى 20: 26)؛ "إن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَمَ بل ليَخدُمَ وليبذل نفسه فداءً عن كثيرين" (متّى 20: 28)؛ "من عمل وعلَّم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السماوات" (متى 5: 19)؛ "كلّ من يسمع كلامي ويعمل بها يشبه رجلاً بنى بيته على الصخر" (متى 7: 24)؛ "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه" (مرقس 8: 36)؛ و"من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مرقس 8: 34).

ناقش المشتركون (1) كيف يجمع المسيحيّ بين النجاح في الحياة بكل مجالاتها والحياة في المسيح والعيش بحسب وصاياه، و(2) كيف يعيش المسيحيّ الذي يعلّم أو يعظ أو يشارك في الخدم الليتورجيّة الوصايا الإلهية.

توافق المشتركون أنّه على كلّ مسيحيّ أن يطرح على نفسه هذه الأسئلة، وبشكل مختصر "هل أنكر أنا نفسي؟" فالمسيح ذكر أنّ هذه هي الطريق ولا طريق آخر غير إنكار الإنسان نفسه. التحدّي الأكبر هو أن يعيش المسيحيّ الإنجيل وأن يطبّق وصايا المسيح الواردة في الإنجيل. المسيح كان يطوف القرى كارزاً، وبذلك يكون دورنا أن نطبّق الوصايا فنماثل المسيح، عندئذٍ نستطيع أن نطوف ونكرز (أي نعلّم) على غراره.
انتهى اليوم بزيارة معالم قرية بينو السياحية.