الأحد 24 أيلول 2023 

الأحد 24 أيلول 2023 

20 أيلول 2023

الأحد 24 أيلول 2023 
العدد 39
الأحد 16 بعد العنصرة
اللحن السابع، الإيوثينا الخامسة


أعياد الأسبوع:

24: القدّيسة تقلا أولى الشّهيدات المُعادلة الرُّسل، البارّ سلوان الآثوسيّ، 25: البارّة إفروسيني ووالدها بفنوتيوس، 26: إنتقال الرسول يوحنّا الإنجيليّ الثاولوغوس، 27: كليسترانُس والـ 49 المستشهدون معه، 28: خاريطن المعترف، النبيّ باروخ،البارّ إسحق السوريّ 29: كرياكوس السائح، 30: الشهيد غريغوريوس أسقُف أرمينيّة العظمى، الشّهيد ستراتونيكس.

الأحد الأوّل من لوقا والسادس عشر بعد العنصرة

المقطع الإنجيليّ اليوم يتكلّم على"حادثة الصيد العجيب ودعوة التلاميذ الأوائل" والقراءة الإنجيليّة من (لوقا 5: 1- 11). يبدأ المقطع الإنجيليّ حيث "الجمع كان يزدحم على يسوع ليسمع كلمة الله".

لقد كان الشعب متعطّشًا ليسمع تعليم الربّ يسوع عن "ملكوت السموات". لقد كَرزَ يسوع وبشّر على شاطئ بحر الجليل حيث كان الصيّادون يعملون ليعتاشوا.

لم يذهب إلى مدارس الفلسفة والمدن الكبيرة، بل اختار التلاميذ من بين الصيّادين البسطاء.  لقد جعل من شاطئ بحيرة جنيسارت مركز عمله وبشارته.

"لقد رأى سفينتين واقفتين على شاطئ البحيرة" وقد انحدر منهما الصيّادون يغسلون الشباك".  لقد كان الصيّادون قد انتهوا من عملهم، وهم يُصلحون الشباك ويغسلونها لتكون جاهزة لليوم التالي.

يرى البعض أنّ "السفينتين" ترمزان إلى كلٍّ من الشعبَيْن العبريّ والأمم (الوثنيّين غير المؤمنين). لقد احتشد الجمع مع يسوع على شاطئ البحيرة ففضّل الابتعاد قليلًا حتّى تتسنّى له مخاطبتهم ورؤيتهم. دخل يسوع سفينة سمعان الذي سُمّي لاحقًا "بطرس" وجلس على مقدّمة السفينة يُعلّم الجموع.

لقد استعمل الربّ يسوع سفينة سمعان بطرس "كمنبر للوعظ".  منذ بدء المسيحيّة استُعملتِ السفينة كإحدى رموز الكنيسة، فالكنيسة هي "سفينة الخلاص". لما انتهى يسوع من التعليم "طلب من سمعان بطرس قائلًا:"

تقدّم إلى العمق وألقوا شباككم للصيد"، يشيرالعمق هنا إلى أعماق روح الإنسان. لا بدّ للإنسان أن يلج إلى العمق حتّى يحصل على الصيد الثمين
.
تجتمع على الشاطئ أعشاب البحر وما ترميه الأمواج من بقايا، أمّا الكنوزالثمينة فهي في عرض المحيط، ويبقى على الإنسان أن يلج في أعماق ذاته، وأن يعرف ذاته وضعفه حتّى يكتشف عظمة الله وقدرته وقداسته.

لقد أجاب بطرس:
"يا معلّم إنّا قد تعبنا الليل كلّه ولم نصب شيئًا".

بكلمات أخرى أراد بطرس أن يقول ليسوع:

يا معلّم أنت خبير في النجارة أما نحن فخبراء في الصيد، ونعرف الزمان والمكان المؤاتِيَين، والظرف المناسب لصيد السمك، وهو الليل وقد تعبنا طوال الليل الفائت من دون نتيجة.  إذا كان صيد الليل (الوقت المناسب للصيد) فاشلًا فماذا سيكون نصيب صيد النهار؟

جواب بطرس ليسوع يُظهر أمله الضئيل جدًا في الحصول على صيد ما.  ورغم هذا كان الرسول بطرس مستعدًّا للطاعة والإيمان: "لكن بكلمتك ألقي الشبكة".  يقول أشعياء النبيّ عن فعاليّة وقوّة كلمة الربّوأمره: "هكذا تكون كلمتي الّتي تخرج من فمي. لا ترجع إليَّ فارغة. بل تعمل ما سُررت به وتنجح في ما أرسلتها إليه" (أشعياء 55: 11).

وهذا ما حدث فعلًا: أمر الربّ فأطاع السمكُ وأتى وملأ شباك الصيّادين.  هذه هي ثمار الطاعة والثقة (الإيمان) بالربّ. فلما فعلوا ذلك، "احتازوا من السمك شيئًا كثيرًا حتّى تمزّقت شبكتهم".

حيث بَركةُ الربّ هناك الكثرة والوفرة. لقد تمزَّقت الشباك فأشاروا إلى شركائهم أن يأتوا ويعاونوهم فأتوا وملأوا السفينتين "حتّى كادتا تغرقان". لقد أدرك سمعان بطرس محبّة الربّ لشعبه فهو لا يكتفي فقط بإشباع حاجاتهم الروحيّة عبر "الكلمة" ولكن أيضًا يهتمّ بحاجاتهم المعيشيّة.

يتردّد صدى هذه الخبرة في رسالة بطرس الرسول عندما يقول:  "فتواضعوا تحت يد الله القويّة، ملقين كلّ همِّكم عليه لأنّه هو يعتني بكم" (1بطرس 5: 7). لقد كان بطرس حاضرًا عندما شفى الربّ يسوع حماته قبل حدوث هذه المعجزة (لوقا4: 38- 39).

ولكن يبدو أنّ هذه المعجزة قد هزّت أعماق كيانه في الصميم كونه يعرف أمور الصيد والبحر فرأى ضحالة وضعف خبرته ومنطقه البشريّ أمام عظمة الربّ وقدرته وسلطانه، فخرَّ عند ركبتي يسوع قائلًا "اخرج عنّي يا ربّ فإنّي رجل خاطئ".

لم يعُد يسوع بالنسبة إلى بطرس "معلّمًا" بل أصبح "الربّ" هذا التبدّل كان سببه معاينة المعجزة وإدراك ضعفه أمام عظمة الربّ يسوع.  لقد "اعتراه الذهول" أمام هذه المعجزة فعبّر عن إيمانه وضعفه بالسجود أمام الربّ له المجد.

لقد غيّرت هذه المعجزة مسار حياة سمعان ورفيقيه يعقوب ويوحنّا ابني زبدى "لا تخف من الآن تكون صائدًا للناس" سوف يستبدل سمعان الشبكة بالإنجيل والسفينة بالكنيسة حتّى يصطاد الناس إلى ملكوت السموات.

في إنجيل اليوم درس عن الإيمان والثقة بالله "الذي يريد الجميع أن يخلصوا وإلى معرفة الحقّ أن يقبلوا" (1تيموتاوس 2: 4).  موضوع الطاعة والإيمان ليس فقط في الأمور التي نراها منطقيّة وممكنة ولكنّه بالأحرى في الأمور التي تبدو غير منطقيّة بشريًّا ومستحيلة.

هنا يأتي دور الإيمان والطاعة لشخص الربّ يسوع.

نحن نقول:
"العبد في التفكير والربّ في التدبير" أو بحسب سفر الأمثال "في قلب الإنسان أفكارٌ كثيرةلكنّ مشورة الربّ هي تَثْبت" (أمثال 19: 21). المهمّ في كلّ ما نخطّط له أن نطلب مشورة الربّ وبركته.

يا ربّ قد تعبنا الليل كلّه ولم نحصل على شيء ولكن على كلمتك، أي إيمانًا وثقة بك، سوف نمضي في مهمّتنا ونتابع عملَنا طالبين بركتك ورحمتك.

آميــــــــــن

+ باسيليوس
متروبوليت أوستراليا، نيوزيلندا والفيلبّين

طروباريّة القيامة باللحن السابع

حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّص الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحًا العالم الرحمةَ العظمى.

القنداق باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المردودةِ، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.

الرسالة: 2 تيمو 3: 10-15
عجيبٌ هو اللهُ في قدّيسيه     
في المجامع بارِكوا الله


يا ولدي تيموثاوس، إنّك قد استقريت تعليمي وسيرتي وقصدي وايماني وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي وآلامي، وما أصابني في أنطاكية وإيقونيّة ولسترة، وأيّةَ اضطهاداتٍ احتملتُ وقد أنقذني الربُّ من جميعها. وجميع الذين يُريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون، أمّا الأشرار والمُغوُون من الناس فيزدادون شرًّا مُضِلّين ومُضَلّين. فاستمرَّأنت على ما تعلّمته وأيقنت به، عالمًا ممّن تعلّمت وأنّك، منذُ الطفوليّة، تَعِرف الكتب المقدّسة القادرة على أن تُصيّرك حكيمًا للخلاص بالإيمان بالمسيح يسوع.

الإنجيل: لو 5: 1-11 (لوقا 1)

في ذلك الزمان، كان يسوعُ واقفًا عند بحيرة جنيسارت، فرأى سفينتين واقفتين عند شاطئ البحيرة وقد انحدر منهما الصيّادون يغسلون الشباك. فدخل إحدى السفينتين، وكانت لسمعان، وسأله أن يتباعد قليلًا عن البَرّ، وجلس يعلّم الجموع من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: تقدَّمْ إلى العمق وألقُوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له: يا معلّم إنّا قد تعبنا الليل كلّه ولم نصب شيئًا، ولكن بكلمتك ألقي الشبكة. فلما فعلوا ذلك احتازوا من السمك شيئًا كثيرًا حتّى تخرّقت شبكتهم، فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم. فأتَوا وملأوا السفينتين حتّى كادتا تغرقان. فلمّا رأى ذلك سمعانُ بطرسُ خرّ عند ركبتي يسوع قائلًا: أُخرُج عنّي يا ربّ فإنّي رجل خاطئ، لأنَّ الانذهال اعتراه هو وكلَّ من معه لصيد السمك الذي أصابوه، وكذلك يعقوب ويوحنّا ابنا زبدى اللذان كانا رفيقين لسمعان. فقال يسوعُ لسمعان لا تخف فإنّك من الانَ تكون صائدًا للناس. فلمّا بلغوا بالسفينتين إلى البَرّ تركوا كلّ شيء وتبعوه.

في الإنجيل

الإنجيل هو كتاب الحياة، وهو يعطينا غذاء لأرواحنا.  كلمّا قرأنا الكتاب وجدنا فيه أفكارًا جديدة وتعاليم جديدة. فهو كتاب متجدّد يلامس كلًّا منّا في حياته اليوميّة، ويغيّر طريقة رؤيتنا للعالم وأسلوب عيشنا.

في إنجيل اليوم أفكارٌ عديدة سنركّز على ثلاث منها.

  • أوّلًا: "ولكن بكلمتك ألقي الشبكة"، هكذا قال بطرس للمعلّم، لقد عبّر عن طاعته لكلمة السيّد بالرغم من أنّ ما طلبه منه يبدو غريبًا فقد تعبوا الليل كلّه ولم يصطادوا سمكًا، فكيف سيلتقطون سمكًا وقد انتصف النهار؟!
والمعروف أنّ الصيد في الليل أفضل منه في النهار. نتعلّم من موقف بطرس أن نستمع إلى كلمة الله مهما خالفت أفكارنا، ووزعزعت الثوابت التي نتمسّك بها، فمنطق الله يختلف عن منطق الناس، وحكمة الله أعمق من حكمة البشر.
 
  • ثانيًا: "ولمّا فعلوا ذلك أمسكوا من السمك شيئًا كثيرًا حتّى تخرّقت شبكتهم".  عندما يعطي الله فإنّه يعطي بوفرة، ويرزق الإنسان أكثر من حاجته.  فالله مصدر كلّ خير في هذا الكون، وعطاياه ليس لها حدّ، ونعمه التي يغدقها على عبيده لا يمكن حصرها. ما على الإنسان إلّا أن يطلب بثقة والله سيستجيب له ويعطيه ما يوافقه.
 
  • ثالثًا: "أخرج عنّي يا ربّ فإنّي رجل خاطئ"، عندما رأى سمعان الخيرات التي أعطاها لهم المسيح، رأى أنّه لا يستحقّها فقد قارن نفسه بمعلّمه فاكتشف أنّه إنسان خاطئ لا يحقّ له أن يكون في حضرة المسيح.

 
هل نرى نحن خطايانا عندما نتأمّل عظمة الربّ؟!  هل نغيّر حياتنا وأفكارنا حتّى نستحقّ أن نكون في حضرة السيّد؟! بعد هذه الحادثة تحوّل بطرس إلى صائد للناس يجذبهم بقوّة الرب إلى الإيمان الحقيقيّ لكي ينالوا الحياة الأبديّة.
اللهمّ يا من تألّم من أجلنا، وقام من القبر، هَبْنا القوّة والنعمة لكي نغيّر أذهاننا وحياتنا، فنستحقّ أن نكون في حضرتك حيث الفرح الذي لا يفنى آمين


نداء الصَّليبْ.!!.

"لصَليبِكَ" يا رَبّي نَسْجُد، ولقيامَتِكَ المقدَّسَةِ نُسبِّح ونُمجِّد... لأَنّكَ أَنتَ هو إِلـهُنا... وآخرَ سِواكَ لا نَعرِف واسمَكَ نُسَمِّي... (سواعي الفصح).
    
"هَلُمّوا يا مَعشَرَ المؤمنين "نَسجُدْ" لقيامةِ المسيحِ المقدَّسَة، لأَن هوذا "بالصَّليبِ" قد أَتى الفَرَحُ لكلِّ العالم... لنُبارِكِ الرّبَّ في كلِّ حين ونُسبِّحْ قيامتَهُ... لأَنّهُ إِذ احتَمَلَ الصَّلْبَ من أَجلِنا، بالموتِ للموتِ أَبادَ وحَطَمْ"... (سواعي الفصح).

اليومَ، وبعدَ مَولِدِ "مريمَ" البتولِ، من أَبوَينِ شاخا، يحقُّ للإِنسانِ المُؤْمِنِ، الّذي كانَ وما زالَ مُنتَظِرًا إِتمامَ وَعْدِ الإِلهِ الآبِ: "لا أَترُكُكم يَتامى"...

أَن يَصرُخَ إلى الابنِ لينْقِذَهُ من دونيَّتِهِ.!!. وضَياعِهِ.!!.

يا أَحبَّةُ... اليومَ يتَحقَّقُ هذا الوَعْدُ لخَلاصِنا نحنُ، ولكلِّ البَشريَّةِ، بالأَلمِ، وبالتَّجارِبِ، لمَعرِفَةِ خَطايانا، والنُّزوحِ عنها، إِلى وَجْهِ الإِلهِ، صارِخينَ إِليهِ "وَجْهَكَ يا ربُّ أَنا أَلتَمِس".!!... وهو على الصَّليبِ.!!...

اليومَ يَصيرُ "وَجْهُ" يسوعَ المسيحِ الإِلهيِّ، المَوْلودِ من بَطْنِ "مريمَ العذراءِ"، والمعَلَّقِ على الصَّليبِ، حقيقةَ وجودِ الإِنسانِ، وهَربِهِ من اسْتِحْلاءِ خَطيئيَّتِهِ، باقْتِبالِهِ العَيشَ في وَجْهِ مَسيحِهِ المُسمَّرِ على صَليبِ الخَطأَةِ، ليَرفَعَ كلَّ الكلِّ إِلى راحتِهِ، إِلى تابوتِ عَهْدِ خَلاصِهِ، وهو الإِلهُ الإِنسانُ الرّبُّ يسوعُ المسيحُ.

اليومَ يُدْرِكُ إِنسانُ السُّقوطِ، أَنّهُ لا عَوْدَةَ لهُ إِلى إنسانيَّتِهِ البِكْرِ الّتي نَفَخَها فيهِ إِلـهُه، إِذ تأنَّسَ الرّبُّ منهُ، ليُدْخِلَهُ إِلى فَرَحِهِ، ولكن، بالصَّليبِ، إذ "بالصَّليبِ وَحدَهُ أَتى الفَرَح إِلى كلِّ العالم".

وَنُسائِلْ: أَيُّ فرحٍ هو هذا الّذي يأتي بهِ أَلَمُ الوِلادَةِ الجديدةِ إِلى الدَّهرِ، إِلى المجيءِ الثّاني للرّبِّ، ليَجْمَعَ الكلَّ إِلى حَضْرَتِهِ؟

رَبُّكَ يُفرِزُ الكلَّ، يُمْنَةً ويُسْرَةً، بنَهْرِ النّارِ، ويقول، وهو جالسٌ على كُرْسِيِّ مجدِهِ: 

"تَعالَوا إِليَّ يا مُبارَكي أَبي... رِثوا المُلْكَ الّذي أَعدَدتُهُ لكم، لأَنّي كنتُ بينكم غَريبًا فآوَيتُموني، جائِعًا فأَطعَمتُموني، عَطشانًا فسَقَيتُموني، عُريانًا فكَسَوتُـموني"... (متّى 25: 34 – 36).

ويُجيبُ الإِلهُ ابنَه الإِنسانَ...
اليومَ، أُكافِئُكُمْ لأَنَّكم عَرَفتُموني، إِذ رَفَعتُم حِسَّ قَلْبِكم بالتَّوبةِ والوَداعَةِ، وأَنا على صَليبِ خَلاصِكُمْ، من عِبادَتِكُمْ لِغِنى هذا العالم، الّذي أَفسَدَهُ الشِّرّيرُ، ليُبعِدَكُمْ عَنّي، ويَفْصِلَكم عن روحِ خَلاصِكُمْ، عن حُبِّي لكم وحُبِّكُم لي.

اليومَ أَصرُخُ بكم، يا شَعبي... يا شَعبي... تَعالَوا إِليَّ، أَنا المُسمَّرَ على الصَّليبِ لأَجلِكُمْ، لأَنَّ الّذينَ لا يَشتَرِكونَ في آلامِ الصَّليبِ الخَلاصيَّةِ، لا نَصيبَ لهم معي، لا في هذا الدَّهرِ ولا في الآتي.
آمين...

أخبارنا

المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ:
 السنة الدراسيّة 2023-2024، الفصل الأوّل

يذكر القديس نيقوديموس الآثوسيّ في مقدّمته للفيلوكاليا أنّ التجدّد أو النهضة في الكنيسة تعني:

-  أوّلًا، دراسة النصوص الليتورجية وفهمها وعيشها؛
-  ثانيًا، حياة روحيّة عميقة وجدّيّة مؤسسَّة على الهدوء والصلاة القلبيّة وبخاصّة صلاة يسوع؛
-  ثالثًا عمل الأبوّة الروحيّة والاعتراف؛
-  رابعًا، العودة إلى المناولة المستمرّة؛
-  خامسًا اتِّباع قوانين الآباء وتعاليمهم؛
-  وسادساً، دراستهم بجدّيّة.

أمّا بالنسبة إلى القدّيس إغناطيوس بريانشانينوف فإنّ كتابات الآباء هي التراث والكنز الثمين المتروك لنا منهم، وهي تشكّل المصدر الوحيد التي تعطش إليه النفس وترتوي منه لتحصل على معرفة في الجهاد الروحيّ.

نستلخص من القدّيسَيْنِ المذكورَين أنَّ دراسة تقليد الكنيسة وتراثها، من خلال الآباء القدّيسين، هي سلاحٌ رئيسيّ في حياتنا الروحيّة الشخصيّة، وفي نهضة الكنيسة بشكل عامّ.

ضروريّ أن نعرف ما هي الكنيسة وما هو إيمانها.  أساسيّ أن نفهم صلواتنا بشكل عميق، لكي نتفاعل معها. مهمٌّ جدًّا أن نقرأ، بل أن ندرس الإنجيل المقدّس والرسائل والعهد القديم بشكل جدّيّ.

واجب علينا أن نعرف آباء الكنيسة.  تَوجّهُ هذا المركز، أو بالأحرى هاجس هذا المركز هو أن يثَقّف كلّ المؤمنين بلا استثناء. هو من أجل الشباب والكبار، النساء والرجال، العلمانيّين والإكليريكيّين، المتعلّمين وغير المتعلّمين.

الكلّ مدعوٌّ أن يتعلّم إيمان الكنيسة الأرثوذكسيّة. هدف المركز تثقيف من لا يعرف، وتنشيط ذاكرة من يعرف، وتدريب من يعمل في حقل الخدمة الكنسيّة.
إنَّ الدروس التي تُقَّدَم في هذا المركز مبرمجة لتُّسَهّل للطلاب متابعتها. فالبرنامج ليس برنامج مدرسة، فالمركز ليس مدرسة لاهوت، ولكنّه ممنهج بشكل موادّ منفصلة عن بعضها البعض، تسمح لمن يرغب أن يشارك إمّا مع امتحان أو بدونه.

نقدِّم في الفصل الأوّل مادّتين حسب البرنامج التالي:
يوم الثلاثاء، من 10 تشرين  الأوّل الى 28 تشرين الثاني:
مادّة العقائد (القداسة والأيقونة).
 يوم الخميس، من 12 تشرين الأوّل إلى 30 تشرين الثاني:
مادّة العهد القديم (مدخل وتفسير)
يبدأ الدرس الساعة 5:30 مساءً ومدّتُه ساعتان ونصف.  تعطى الدروس في قاعة المركز في طرابلس (قرب المطرانيّة)، والمواصلات مؤمَّنَة لمن يرغب.

هذا المركز لكم، اشتركوا به، فنحن وأنتم نستفيد.
للاستفسار، نرجو الاتصال بأمانة السرّ: 03 720 310

للتسجيل عبر:
 ttd.archtripoli.orgمن 25 أيلول لغاية 6 تشرين الأوّل
بدل المادة الواحدة = 10 د.أ. في الفصل.