الأحد 1 تشرين الأوّل 2023

الأحد 1 تشرين الأوّل 2023

27 أيلول 2023
الأحد 1 تشرين الأوّل 2023
العدد 40
الأحد 17 بعد العنصرة
اللحن الثامن الإيوثينا السادسة


أعياد الأسبوع:

1*: الرسول حنانيا أحد السبعين، رومانوس المرنّم، 2: الشّهيد في الكهنة كبريانوس، الشّهيدة إيوستينة، 3: الشّهيد في الكهنة ديونيسيوس الأريوباغيّ أسقُف أثينا، 4: إبروثاوس أسقُف أثينا، البارّ عمُّون المصريّ، 5: الشّهيدة خاريتيني، البارّة ماثوذيّة، 6: الرسول توما، 7: الشّهيدان سرجيوس وباخوس، الشّهيد بوليخرونيوس.*

قوّة الصلاة

العالم الحاضر عالمٌ تسوده قوى ماديّة طبيعيّة قَوِيَت عليه قدرات الخطيئة والشيطان.

في الوقت ذاته لا شكّ أنّ قوّةَ القيامة، قيامة المسيح أخذت تعمل هي أيضًا مع قوى الروح القدس. نتساءل أحيانًا: لمَ العجائبُ يا ترى؟! ألا يستطيع الله أحيانًا أن يعرقل القوى الطبيعيّة؟

العجيبة، عجيبةُ الله، ما هي إلّا ظهور المعنى العميق الحقيقيّ للخليقة، لعالمٍ يسير نحو الخلاص، خلاص القيامة.
هنا باستطاعة الصلاة أن تجعل العالمَ يخضع لقوّة الروح القدس، وهكذا يجعل العالم يتخطّى القوى الطبيعيّة. هنا تكمن قوّةُ الصلاة. راجع مثلًا متّى 21: 22 "وكلّ ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه".

الآن نصلّي من أجل التوازن الطبيعيّ للخليقة.
القدّيس سيرافيم ساروف Séraphim de Sarov كان يقول: إنّ الصلاة من شأن قوّتها أن تجذب الروح القدس نفسه لكي بقوّته يحوّل الخبزَ والخمر إلى جسد المسيح ودمه الكريمين.

إذًا من شأن الصلاة أن تجعلَ العالمَ يحافظ على توازنه équilibre du monde ولا يتزعزع ويتأثّر من خطايا البشر.
نعم إنّ في الصلاة قوّةً تحافظ على توازن الكون بأسره Équilibre de l’univers  دون أن يتأثّر بخطايا البشر. هي الصلاة الحارّة، الصلاة القلبيّة المعروفة باسم صلاة يسوع. من الأعماق صرخت إليك يا ربّ فاستمع لي" (مز 129: 1).

لا شكّ أنّ مثل هذه الصلاة القلبيّة تمرّ بجهاد الصوم، بالاشتراك بحمل صليب المسيح، جهاد الجسد والنفس معًا. الصليب ممهِّد للقيامة بإستطاعته أن يحوّل مصيرَ العالم بأسره.

لقد سأل أحدٌ من الأبناء الروحيّين واحدًا من آباء الصحراء: لماذا الصوم؟ لماذا الحياة النسكيّة والتقشّف؟! فأجابه الأب الروحيّ: هذا يُعطينا مزيدًا من وداعة وتواضع يجعلنا لا نعتمد فقط على قوانا الخاصّة، هو السلاح الفاعل ضدّ القوى الشريرة، الأعداء غير المنظورين "هذا الجنس لا يخرج إلّا بالصلاة والصوم" (متّى 17: 21).

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروباريّة القيامة باللحن الثامن

إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامَتنا، يا ربّ المجد لك.

القنداق باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المردودةِ، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.

الرسالة: 2 كو 6: 16-18، 7: 1

صلُّوا وأَوْفُوا الربَّ إلهَنا
اللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا


يا إخوةُ أنتمُ هيكَلُ الله الحيّ كما قالَ الله إنّي سأسكُنُ فيهم وأسيرُ فيما بينَهم وأكونُ لهم إلهًا وهم يكونونَ لي شعبًا. فلذلك اخرُجوا من بينِهم واعتزلوا يقولُ الربُّ ولا تَمَسّوا نَجِسًا، فأقبَلَكم وأكونَ لكم أبًا، وتكونوا أنتمُ لي بنينَ وبناتٍ يقولُ الربُّ القدير، وإذ لنا هذه المواعِدُ أيُّها الأحبَّاءُ فلنُطهِّر أنفُسَنا من كلّ أدناسِ الجسَدِ والروحِ ونكمِّلِ القداسةَ بمخافةِ الله.

الإنجيل: لو 6: 31-36 (لوقا 2)

قال الربُّ: كما تريدونَ أن يفعلَ الناسُ بكم كذلك افعلوا أنتم بهم. فإنَّكم إنْ أحببتُم الذين يُحبّونكم فأيَّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضًا يُحبُّون الذين يحبُّونهم. وإذا أحْسنتم إلى الذين يُحسِنون إليكم فأيّةُ منَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضًا هكذا يصنعون. وإن أقرضْتم الذينَ تَرْجونَ أن تستوفوا منهم فأيّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأة أيضًا يُقرضونَ الخطأة لكي يستوفوا منهم المِثلَ. ولكن، أحبُّوا أعداءَكم وأحسِنوا وأقرضوا غيرَ مؤَمِّلين شيئًا فيكونَ أجرُكم كثيرًا وتكونوا بني العليّ. فإنَّهُ منعِمٌ على غير الشاكرينَ والأشرار. فكونوا رُحماءَ كما أنّ أباكم هو رحيمٌ.

في الإنجيل
                         
مقطعنا الإنجيليّ اليوم، جزءٌ من موعظة المسيح على الجبل. 

هنا، الخالق أعطانا نوعًا من الوصايا، وهو العارف بقدُراتنا، الجابل طبيعتنا، لم يُعطِنا شيئًا لا نستطيع تنفيذه لأنّه جَبَلَ طبيعتنا وِفقًا لوصاياه "إقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخَلّص نفوسكم" (يع 1 : 21)، فالفضيلة المغروسة فينا، بقدر محافظتنا عليها وتنميتها، تحفظُنا بالربّ يسوع المسيح.
إن أهمّ وصيّتين هما "أحبب الربّ إلهك وقريبك كنفسك". 

في هذا المقطع يُركّز الربّ على الوصيّة الثانية، مُريدًا تعليمنا كيفيّة التعامل مع الآخرين بطريقَةٍ بسيطة واضحة، فما تتمنّاه لنفسك افعلْه لأخيك. 

يظهر الأمر سهلًا ولكنّ التطبيق صعبٌ جدًّا، فالملكوت يُغصَبُ غصبًا (متّى 11 : 12)، وهذا لا يكون إلّا بالمحبّة، المحبّة القائمة على إنكار الذات وكُره الخطيئة والتمسّك بالتوبة.

حتى لا نَقَعَ في أيّ التباس، الربّ أوضَحَ لنا، عندما تكلّم عن القريب في مَثَل السامريّ الشفوق، أنّ المحبّة الحقيقيّة لا تظهر في النطاق الضيّق لحياتنا أي في تعاملنا مع الأهل والأصدقاء وفق مصالحنا الشخصيّة وأهوائنا، وهو ما لا يكفي لخلاصنا، بل في التعامل مع الجميع كما لو كانوا أهلنا وأحبّاءنا دون أن نطلب أيّ مكسب من وراء ذلك، نعاملهم بكلّ تواضع، بكلّ فضيلة غرسها الخالق فينا. 

ليس هذا وحَسب فإنّ الربّ طَلَبَ أن نحبّ أعداءنا، علّمنا درسًا في المحبّة، في التضحية وإنكار الذات، عندما قدّم ذاته بإرادته وارتضى أن يُذبح من أجلنا لنرث الحياة الأبديّة غافِرًا لجلّاديه وصالبيه، ولم يكتفِ بذلك بل أرسل رسله، بعدما قتلوه ليبشّرهم، فهو الطبيب العارف بحاجتهم إلى الشفاء والتحرّر من سلطان الشرير، الطبيب العارف بأنّ الشتيمة إنّما تأتي بحجم المرَض.

أن نعيش المحبّة الحقيقيّة، مَهمّةٌ صعبةٌ جدًّا لذلك نقول عنها محبّةً قاسية. 

مع السقوط ظَهَرَ حُبّ الأنا، فتقوقعنا على ذواتنا ورَفَضنا الآخر وأمَتْنا محبّة القريب. 

الربّ يطلب منّا تنقية ما اتّسَخَ، وإصلاح ما فَسُدَ عند السقوط، فلا نكون بعدُ خطأةً بل نسلُك بحسب الإنجيل فتكون علينا نعمة الربّ إن حفظنا وصاياه.

عندما نُدرك كُنْهَ المحبّة السليمة، نعيش بحسب وصايا الربّ، نحن الشبيهين به، مؤمنين أنّ الوقت وقت الزرع، فنحبّ، نتّضع، نسامح ونبارك لاعنينا، منتظرين بكلّ صبرٍ وقت الحصاد، سالكين سُبُلَ البرِّ، كما يليق بأبناء المسيح له المجد إلى أبد الدهور، آمين.

مَن لم يولدْ مِنَ الماء والروح...

جاء نيقوديموس معلّم الشريعة إلى يسوع ليلًا، كما يُخبرنا الإنجيليّ يوحنّا في الإصحاح الثالث، واعترف بأنّ يسوعَ صانعَ المعجزات هو مرسلٌ من الله. فكان كلام يسوع إليه دخولًا مباشرًا في لبّ القضيّة:

 إنّ ناموسَ موسى غيرُ كافٍ، فدخول ملكوت الله يتطلّب ولادة من العلى.

لم يفهم نيقوديموس المقصود بهذه الولادة الثانية، فأوضح له يسوع: «من لم يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخلَ إلى ملكوت الله».

هذا القول قصَدَ به يسوعُ حثَّ نيقوديموس على السعي للحصول على هذه الولادة الجديدة. 

فهذا هو التعاطي الأوّل السليم مع هذا القول: 

أن يحثّ به المبشِّرُ سامعَه على قبول الإنجيل الذي يُبشِّر به وعلى قبول ولادة ثانية بهذا الإنجيل من الماء والروح، أي أن يتقبّل المعموديّة والدخول في عداد أبناء الله.

وحين ضمّنَ الإنجيليُّ يوحنّا إنجيلَه هذا القول موردًا إيّاه ضمن السياق الذي قيل فيه، فإنّما أراد حثّ تلاميذِ يسوع، أبناءِ المعموديّة، أن يبذلوا، حين سماعهم هذا القول، أقصى جهدٍ ممكن في سبيل إيصال "كلام الحياة الأبديّة" إلى بني البشر داعينَ إيّاهم إلى قبول الولادة من الماء والروح.

هذا هو التعاطي الثاني مع هذا القول: 

أن يُحَثُّ به تلاميذ يسوع، ونحن منهم، الذين وُلدوا من الله في الروح القدس، ألّا يعرفوا راحة ولا نومًا في سبيل كلمة الحياة والتبشير بها، ليتذوّق الآخرون حلاوة الحياة كأبناء الله كما يتذوّقونها هم.

أمّا أن يُبادر تلاميذُ يسوع عند سماعهم قوله هذا إلى اتّخاذهم إيّاه ذريعةً للحكم على الذين في الخارج بالهلاك الأبديّ، وإلى استخلاص عقيدةٍ تنصّ على أنّه "لا خلاصَ خارج الكنيسة"؛ 

فهذا، لعمري، ذروة الانحراف في التعاطي مع هذا القول.

ملاحظة: قد يُفهم استعمال مقولة "لا خلاصَ خارج الكنيسة" في سياق معيّن وفي مقصد رعويّ لحثّ هراطقة ومنشقّين على العودة إلى الكنيسة؛ ولحثّ أبناء الكنيسة على عدم تركها. 

ولكن لا يُمكن اعتماد هذه المقولة كعقيدة مُطلقة يُحكم بها بالهلاك على الذين في الخارج جميعًا.

أفلم يُجِبْ يسوع حينما سأله تلاميذُه: «من يستطيع إذن أن يخلص؟»، بأنّ «غير المستطاع عند الناس مُستطاع عند الله» ؟ (مرقس 10: 27 وما يوازيه). 

فإذا تقاعس أبناء المعموديّة عن حمل كلمة الحياة وإيصالها إلى إخوتهم بني البشر، أو فشلوا في ذلك، "فالروحُ يهبّ حيث يشاء" (يوحنّا 3)، والله قادر بروحه أن يلج قلوب متقبّليه الذين في الخارج. 

فَهُمُ "الخرافُ الأُخَر" الذين يعتبرهم الله من قطيعه، والذين سيأتي بهم في اليوم الأخير ليكونوا مع أبناء المعموديّة "رعيّةً واحدة وراعيًا واحدًا" (يوحنّا 10).

ألم يُجِبْ يسوعُ تلميذَه يوحنّا حين أخبره: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِدًا يُخْرِجُ شَيَاطِينَ بِاسْمِكَ وَهُوَ لَيْسَ يَتْبَعُنَا، فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُنَا»، ناهيًا إيّاه وقائلًا: 

«لاَ تَمْنَعُوهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَصْنَعُ قُوَّةً بِاسْمِي وَيَسْتَطِيعُ سَرِيعًا أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ شَرًّا. لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا.»؟ (مر 9: 38ـ40، لو 9: 49ـ50)

ومن ثمّ تابع يسوع بحسب إنجيل مرقس قائلًا: «41 لأَنَّ مَنْ سَقَاكُمْ كَأْسَ مَاءٍ بِاسْمِي لأَنَّكُمْ لِلْمَسِيحِ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ.»

فإذا كان ربّنا لن يُضيّعَ أجرَ الذي يسقي "كأس ماء" كعمل محبّة وإحسان، فكيف لنا أن نضيّعه نحن؟ أوَهَلِ الحكمُ لنا أم لله؟

أخبارنا

رسامة الأخ جورج داود عطيّة شمّاسًا إنجيليًّا 

ترأّس سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشيّة صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ نهار الأحد الواقع فيه 10 أيلول 2023  في كنيسة القدّيس نيقولّاوس- حقل العزيمة- الضنيّة، بمعاونة بعض الكهنة ومشاركة حشدٍ من المؤمنين. 

وقَدْ تمّت في هذا القدّاس رسامة الأخ جورج عطيّة شمّاسًا إنجيليًّا وقد تسمّى باسم القدّيس نكتاريوس. والشمّاس الجديد متزوّجٌ وله ابنتان.
جاء في العظة التي ألقاها سيادته:

  لا بدّ من أن نقول كلمة بمناسبة هذه الرسامة، إنّ أخانا الشمّاس الذي أُعْطِيَ شفيعًا القدّيس نكتاريوس العظيم حتّى يقتدي به إذا عرفه وقرأ حياته، الشماس نكتاريوس الذي تعرفونه أكثر منّي قد ظهر لنا خادمًا أمينًا سواءٌ في الكنيسة أم في الدروس التي اتّبعها في المطرانيّة وكذلك أيضًا في عائلته الأولى والثانية معًا، وهذا أقوله بحسّ داخليّ بإيمان أنّ هذه النعمة التي أُعطيت له وفيرةٌ بفضل صلوات (الله يرحمه) الأب جورج الذي كان خادمكم مدّة طويلة، فهو بنعمة الله وبصلوات الأب جورج سوف يستمرّ في خدمة الكنيسة والرعيّة. 

ما لا بدّ أن نقوله في هذا اليوم الأحد اذا سمعتم الإنجيل واليوم هو الأحد الذي يسبق عيد رفع الصليب والإنسان الخادم لا بدّ له أن يحمل صليب المسيح أن يقتدي بالمسيح ماذا يقول الإنجيل يقول:
 
"من أراد أن يتبعني، أن يتبع المسيح، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني"، أيستطيع الإنسان أن ينكر نفسه، أن يضحيّ بنفسه هذا شيء صعبٌ جداً ولكن بنعمة الله وبقوّة الله يستطيع أن يخدم الجميع، وفي الإنجيل الذي سمعتموه يقول "ليس من حب أفضل من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبائه، الإنسان الخادم الأمين المؤمن المصليّ المجاهد المحبّ طبعًا يضحي ولكن هذه التضحية تعطيه فرحًا  كبيراً له ولعائلته، لأننا نقول بالكنيسة كل أحد نقول بالصليب قد أتى الفرح لكل العالم ونحن نصلي من أجل الشماس نكتاريوس حتى يعطيه الرب هذه النعمة الكبيرة ليخدم الجميع ويحمل صليب ربه بفرح كبير والسلام. آمين.

النشاط الثاني الصيفي للمركز الرعائي للتراث الآبائي

يوم السبت الفائت ٩ أيلول 2023، بحضور راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، إلتقى طلاب المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ في نشاط ثانٍ لهذا الصيف تحت عنوان "العمل الرعائي"، في بلدة دوما.

إستهّل النهار بالقداس الإلهي، وبعد القدّاس رحّب المتروبوليت أفرام بالمُشاركين، كهنة وطلاّب، ولفت إلى أهميّة الجمع بين الحياة الروحية الرعاية، كون الرعاية هي إصطياد النفوس. 
شارك بعضٌ من كهنة الأبرشية:مخائيل رزوق، أثناسيوس بركات، جورج يوسف، نقولا داود، يعقوب حنين والشماس لاوندويس أنطون. 

كما شارك الآباء بسام ناصيف وسمعان سمعان مدير المركز الرعائي، وحوالي ثلاثين طالباً من كلّ أنحاء الأبرشية. 

المداخلات الأولى شدّدت على أهميّة الصلاة في العمل الرعائيّ لهدف خدمة الإنسان من ناحية، وحاجة المؤمنين اليوم خصوصاً الشباب منهم إلى آباء ومرشدين روحيين. 

كما أنه تطرّق الحديث عن أهمية "بيت العائلة والشباب" التابع للأبرشية وعمله، والتنسيق المستمرّ مع كاهن الرعية ومجلس رعيتها. 

ثمّ ناقش المجتمعون أسئلة عن الرعاية وسبلها في مجموعات مختلفة تناولت: 

كيف الجمع بين التعليم والكرازة والشفاء الروحيّ والعمل الإجتماعيّ، العلاقة بين الصلاة والخدمة الإجتماعية، العلاقة بين الدير والرعية وكيف أن الكنيسة قائمة على عامودين وهما الرعية والدير، ما هي السبل لجذب الشباب الى الكنيسة والى الصلاة والإيمان بالمسيح، وما هي العراقيل التي تبعد الشباب عن حياة الكنيسة. 

وقد تمّ مناقشة ما هو الخطر الأكبر في الرعاية اليوم، هل هو اللامبالاة أو الإهمال الروحي، هل هو الغرق في الإدارة والنشاطات، هل هو إهمال التقليد الليتورجيّ أو التساهل به، هل هو إهمال الإيمان والعقيدة، أم هل هو إهمال الوعظ والتعليم؟ 

استمرّ النقاش اليوم كلّه، وقد لخّص الأب ميخايل رزوق أن العمل في الكنيسة، خصوصاً العمل الرعائيّ مرتبط بحياة الصلاة وحياة روحية مشتعلة. فبالمحبة يتمّ كلّ عمل في الكنيسة. 

وكما أنه طلب من طلاب المركز التعاون من أجل مساعدة الرعايا في رعايتها للمؤمنين، "فالعمل كثير والفعلة قليلون". 

في آخر النهار، دعا المتروبوليت أفرام أن يكون أعضاء الكنيسة واحدًا في المسيح، كلٌّ يعمل بحسب مواهبه لأنّ المسيح أتى "ليجمع الكلّ إلى واحد"، وهذا هو هدف المشاركة في هذه النشاطات. 

ثمّ شكر المشاركين على حضورهم، طالبًا أن يكون الجميع، إكليريكيّين وعلمانيّين، أعضاءً فاعلين في الكنيسة التي هي جسد المسيح.