الأحد 27 آب 2023

الأحد 27 آب 2023

24 آب 2023
الأحد 27 آب 2023
العدد 35
الأحد 12 بعد العنصرة
اللحن الثالث، الإيوثينا الأولى


أعياد الأسبوع:

27: البار بيمن، الشهيد فانوريوس، * 28: البارّ موسى الحبشيّ، * 29: قطع رأس يوحنّا المعمدان(صوم)، * 30: القدّيسون الكسندروس ويوحنّا وبولس الجديد بطاركة القسطنطينيّة، * 31: تذكار وضع زنّار والدة الإله، * 1: ابتداء السنة الكنسيّة، البارّ سمعان العموديّ، النبيّ يشوع بن نون، الشهيد إيثالا والشهداء كاليستي وإيفوذس وهرمجان، * 2: الشهيد ماما، يوحنّا الصائم بطريرك القسطنطينيّة.

الشابّ الغنيّ

"ماذا أعملُ لأرثَ الحياةَ الأبديّة؟"، هذا السؤال يطرحُه كلُّ إنسان يتطلّعُ إلى حياة صالحة، للحصول على إكليل القداسة. 

إنّ الشابّ في إنجيل اليوم، لا يختلفُ عن غيره من الشباب الراغب في عيش حياةٍ صالحة، وهذه الرغبةُ في عيش حياة صالحة والشوق إليها زُرِعا فينا لأنّنا خُلقنا على صورة الله ومثاله. 

ذلك لأنّ يسوعَ ينتظرُنا جميعًا، مع ما نحملُه من تساؤلات وهموم وقلق، ويرغب في سماعها بمحبّة، مع العلم أنّه ليس طبيبًا نفسيًّا ولا معلّم أخلاق، بل هو الربُّ والمخلّص، ولأنّه كُلّه محبّة لا يعطي إلّا المحبّة.

كما أنّ فعلَ الخير والصلاح والرحمة، لا يعني تجنُّب الخطيئة، فهذه كلُّها، عليك أن تتجاوزَها وتتبعَ يسوع الذي ينتظرك، وأن تتحرَّر من اهتمامك بنفسك، من أنانيّتك، من كلّ شيءٍ أرضيّ وتتبع المعلم، وتكون جسرًا حـيًّا يربطُ بين الله والناس.
 
وهنا، يركّز يسوع على الوصايا التي تُنظِّم علاقتَنا بالقريب، ومنها العبادة التي تفترضُ أمرَيْنِ، أوّلًا نحو الله الخالق، وثانيًا نحو القريب. 

ولكي تسيرَ نحو الملكوت، عليك أن تتحرّرَ من الزنى وتحافظَ على حياتك وحياة قريبك، وألّا تمسّ مقتنى غيرك، وأن تلتزمَ باليتيم وتحترمَ والديك وتُعينهما. فأجابه الشابّ:

"هذه حفظتها منذ صباي، فما يعوزني بعد؟" فقال له يسوع "بِعْ كلّ ما لك وتعالَ اتبعني.

" يعني تخَلَّ عن كلّ شيء وسرْ وراء السيّد وتجنّد له والتزم طريق الكمال. ولكنّ الشابّ بسببِ تعلُّق قلبه بما تملك يداه مضى "حزينًا".

لذلك، عشْ حياةَ العطاءِ لتشعرَ بالسعادة الحقيقيّة، ولا تكنْ مثل هذا الشابّ الذي كان متعلّقًا بأمواله. وثقْ أنَّ كلَّ شيء مستطاعٌ عند الله، وهو وحده قادر أن يساعدَك ويساندَك ويرفعَك إليه. 

نعم! لقد مضى الشابّ حزينًا كأيِّ إنسانٍ عائشٍ على الأرض، فيما المسيحيُّ إنسانٌ مخلوقٌ للسماء. صحيحٌ أنّ المسيحيَّ يعيش على الأرض، ولكنّه ليس من أهل الأرض، هو إنسانٌ سماويٌّ مولودٌ من فوق، مولودٌ بالماء والرّوح، اهتمامه بالسماء وفكره في السماء. 

يترجم إيمانه إلى أعمال صالحة تُفيد الآخرين حتّى يرثَ الحياة الأبديّة؛ ولكن ها هنا، علينا أن نعيَ أنّ الحياة الأبديّة لا نرثها ونحن جالسون في أماكننا، بل عندما نعمل ونعمل بمحبّة؛ لأنّ ملكوت السماء لا يأتينا جاهزًا، الملكوت يُغتصب وعليك أن تستحقّه بجدارةٍ. 

هذه هي الحياة الأبديّة، ليست في طاعة القوانين والأنظمة وحفظ الوصايا الإلهيّة، فلا قيمة للوصايا العشر إن لم يقترن القول بالفعل، وإن لم يكن الإنسانُ الهدف الذي من أجله وُجدت هذه الوصايا. 

أخي القارئ، تذكّر دائمًا قول السيّد في عظته الشهيرة على الجبل "اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا." 

كنزنا الوحيد ليس في المصارف، ولا في الأرزاق والممتلكات، بل في السماء وهذا الكنز هو عملُ الخير والرحمة ومحبّة القريب، هو الإيمانُ بالله والعمل بمشيئته حتّى نرثَ الملكوت المشتهى.
 
  + الأسقف قسطنطين كيّال
رئيس دير مار الياس شويّا البطريركيّ

طروباريّة القيامة باللحن الثالث

 لتفرحِ السماويّات، ولتبتهجِ الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.

قنداق ميلاد السيّدة باللحن الرابع

إنّ يواكيم وحنَّة قد أُطلقا من عار العقر، وآدم وحوَّاءَ قد أعتقا من فساد الموت، بمولدكِ المقدّس أيّتها الطاهرة، فله أيضًا يعيّد شعبُكِ إذ قد تَخلَّص من وَصمة الزلاَّت، صارخًا نحوكِ، العاقر تلد والدة الإله  المغذية حياتنا.

الرسالة: 1 كو 15: 1-11
رتّلوا لإلهنا رتّلوا
يا جميعَ الأممِ صفِّقوا بالأيادي


يا إخوةُ، أُعرِّفكُم بالإنجيل الذي بشَّرتُكم بهِ وقَبِلتُموهُ وأنتمُ قائمون فيهِ وبهِ أيضًا تخلُصون إن كنتم تذكرون أيّ كلامٍ بشَّرتُكم بهِ إلاَّ أن تكونوا قد آمنتُم باطلاً. فإنّي قد سلَّمتُ إليكم أوّلاً ما تَسلَّمتُهُ أنَّ المسيحَ مات من أجل خطايانا على ما في الكُتب، وأنَّهُ قُبِرَ وأنَّهُ قامَ في اليوم الثالثِ على ما في الكُتب، وأنَّهُ تراءى لصَفا ثُمَّ للإثني عَشَر، ثمَّ تراءَى لأكثرَ من خمسِ مئةِ أخٍ دفعَةً واحدةً أكثرهُم باقٍ إلى الآنَ وبعضُهم قد رقدوا، ثمَّ تَراءَى ليعقوبَ ثمَّ لجميع الرسل، وآخِرِ الكلّ تَراءى لي أنا أيضًا كأنَّهُ للسِقط، لأنّي أنا أصغَرُ الرسُلِ ولستُ أهلًا لأنْ أُسمَّى رسولًا لأنّي اضطهدتُ كنيسة الله، لكنّي بنعمةِ الله أنا ما أنا. ونعمتُهُ المعطاةُ لي لم تكن باطلةً بل تعبتُ أكثر من جميعهم. ولكن لا أنا بل نعمةُ اللهِ التي معي، فسَواءٌ أنا أم أولئك هكذا نكرِزُ وهكذا آمنتُم.

الإنجيل: متّى 19: 16-24 (متّى 12)

في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ شابٌّ وجثا لهُ قائلًا: أيُّها المعلّمُ الصالحُ ماذا أعملُ من الصلاح لتكونَ لي الحياةُ الأبديّة؟ فقال لهُ: لماذا تدعوني صالحًا وما صالحٌ إلّا واحدٌ وهُوَ الله. ولكِنْ إنْ كنت تريد أن تدخُلَ الحياةَ فاحْفَظِ الوصايا. فقال لهُ: أيَّةَ وصايا. قال يسوع: لا تقتُل. لا تزنِ. لا تسرِقْ. لا تشَهدْ بالزور. أكرِم أباك وأمَّك. أحبِبْ قريبَك كنفسِك. قال لهُ الشابُّ: كلُّ هذا قد حفِظتُهُ منذ صبائي فماذا يَنقْصُني بعدُ؟ قال لهُ يسوعُ: إنْ كنتَ تريد أنْ تكونَ كامِلًا فاذْهبْ وبِعْ كلَّ شيءٍ لك وأعْطِهِ للمساكينِ فيكونَ لك كنزٌ في السماءِ، وتعالَ اتبعني. فلَّما سمع الشابُّ هذا الكلامَ مضى حزينًا لأنَّهُ كان ذا مالٍ كثير. فقال يسوع لتلاميذه: الحقَّ أقولُ لكم إنَّهُ يعسُرُ على الغنيّ دخولُ ملكوتِ السماوات، وأيضًا أقول لكم إنَّ مُرورَ الجَمَلِ من ثِقبِ الإبرةِ لأسْهلُ من دخولِ غنيٍّ ملكوتَ السماوات.
فلَّما سمع تلاميذهُ بُهتوا جدًّا وقالوا من يستطيع إذَن أن يخلُصَ؟! 
فنظر يسوعُ إليهم وقال لهم أمَّا عندَ الناسِ فلا يُستطاع هذا وأمَّا عند اللهِ فكلُّ شيءٍ مُستطاعٌ.

في الإنجيل

أتى هذا الرجل إلى يسوع وناداه بالمعلّم الصالح. تكفي صفة المعلّم لنعلم كم هي مكانة يسوع قويّة بالنسبة إليه. 

ومع صفة الصلاح تأخذ منحًى ذا قيمة كبيرة. كيف لا؟ 

وقد سمع الكثير عن يسوع، وآخرها عندما رآه يبارك الأطفال ويلوم الكبار لزجرهم إيّاهم؛
 فلهؤلاء قد أُعدّ الملكوت. 

فما كان من هذا الرجل الغنيّ إلّا أن اقترب من الرّب يسوع سائلًا إيّاه عن كيفيّة العمل للوصول إلى الملكوت كهؤلاء الأطفال.

بادره الربّ بأنَّ الصالح هو الله وحده، ولكن إن كنتَ تريد الملكوت فاحفظ الوصايا (الوصايا العشر). 

وردّد له أربع وصايا وآخرها إكرام الوالدَين. 
جواب الشابّ أنّه حفظها كلّها، أي أنّه يطبّقها. 

ومع هذا فإنَّ لديه قلقٌ وشعورٌ بأنَّ هذا ليس كافيًا للحصول على الحياة الأبديّة.

جواب يسوع كان صاعقًا ومفاجئًا له: اذهب بِعْ كلَّ شيء وأعطِ الفقراء وتعالَ اتبعني، فمضى حزينًا.

علّق الرّب يسوع أنّه صعبٌ على الغنيّ دخول ملكوت السماوات.

فالجمل يستطيع أن يدخل من ثقب الإبرة، والغنيّ لا يستطيع دخول الملكوت. 

يبدو وكأنَّ هذا الكلام فيه مبالغة؛ هذا كلامٌ ظالمٌ وقاسٍ ليس فقط بالنسبة إلى الأغنياء، وإنّما بالنسبة إلى الشعب أيضًا. أمّا التلاميذ فاستغربوا وتساءلوا: مَن يستطيع أن يخلص إذًا؟! 

هل الفقراء هم فقط يستطيعون الدخول إلى ملكوت السماوات؟! 

لقد سبق للرّب يسوع أن أعلن أنّ الله والمال لا يلتقيان: 

"لا تعبدوا ربَّين الله والمال". يعني إمّا الله وإمّا المال. 

المال ليس شرًّا بحدِّ ذاته، وإنما قد يكون ممرًّا وجسرًا إلى الشرّ، أو بكلام آخر المقرِّب إلى الخطيئة، وبالتالي المُبْعد من الله. 

وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ الرّب يسوع لم يؤكّد عدم دخول الغنيّ الملكوت، وإنّما صعوبة هذا الدخول:

"ما أعسر على الغنيّ دخول الملكوت". 

إنّها صعوبة، استحالةٌ، ولكنّها بالتأكيد ليست نفيًا قاطعًا.
 
كلّ القدّيسين ساروا على هذا المبدأ؛

 باعوا كلَّ شيءٍ ووزّعوه على الفقراء قبل أن يتّجهوا إلى الرهبنة، وهناك كثيرون ممّن لم يتركوا العالم، وتزوّج البعض منهم، واستعملوا المال في أشياء مفيدة وصالحة، فكانوا يطبّقون ما طلبه يسوع من مساعدة إخوته الصغار، محبّةً به وإيمانًا منهم بدخول الملكوت والجلوس عن الميامن.

ماذا يريد الربّ يسوع منّا؟

الربّ يسوع لا يريد شيئًا لذاته، الربّ يسوع المسيح أحبّنا أعظم الحبّ لدرجة أنّه افتدانا بدمه الكريم على الصليب، الربّ يسوع يريد سعادتنا وخلاصنا. 

يريد سلامتنا وراحتنا: 

"تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (متّى 11: 28).

فالواجب المفروض علينا إذًا أن نصنع إرادة الربّ يسوع لكي نخلص، أي علينا:

*أن نؤمن به إيمانًا شديدًا: 

"الذي يؤمن به لا يُدانُ والذي لا يؤمن قد دين لأنّه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يوحنّا 3: 18).

"الذي يؤمن بالابن له حياة أبديّة والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنّا 3: 36).

أن نتوب عن الخطيئة توبة صادقة: "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات" (متّى 4: 17). "إن لم تتوبوا فكذلك جميعكم تهلكون" (لوقا 13: 3).

أن نحيا حياة طاهرة: 

"الديانة الطاهرة النقيّة عند الله الآب هي هذه: 

افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم" (يعقوب 1: 27).

أن نحبّ بعضنا بعضًا: 

"وصيّة جديدة أنا أعطيكم أن تحبّوا بعضكم كما أحببتكم أنا تحبّون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا.

بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي إن كان لكم حبّ بعضًا لبعض" (يوحنّا 13: 34 و35).

هذه هي إرادة الرب يسوع، وبعبارة أخرى، يجب أن تكون أفكارنا وأقوالنا وأفعالنا بل وحياتنا كلّها متّفقة مع إنجيل المسيح.

يسوع يريد أن ينقلنا من الخطيئة إلى التوبة. 

من الحزن إلى الفرح، من الموت إلى الحياة، من الهلاك إلى الخلاص، لذلك يصرخ ويقول: 

أيّها المسيحيّون آمنوا بي، "توبوا وتنكّروا للخطيئة"، اتركوا أعمال الظلمة والشرّ، وتعالوا إلى جانبي فتطمئنّوا إلى خلاص نفوسكم.
ونحن ماذا نفعل؟ 

هل نفتح آذاننا لنسمع الربّ يسوع ونستجيب لدعوته؟

للأسف، نسمع ولا نجيب، نسمع الدعوة ونؤجل تلبيتها. 

دائمًا نؤجّل. نؤجّل اليوم، ونؤجّل غدًا، والوقت يمضي، والعمر يمرّ، والقبر يُعَدُّ، والموتُ يهدِّدُ، ونحن نؤجّل، دائمًا نؤجّل. 

لا توبة، ولا اعتراف، ولا أيّة محاولة جدّيّة للإصلاح.

فسبيلنا أن نكون عقلاء أي علينا أن نسمع أقوال يسوع ونعمل بها، أن نسير خلف يسوع ونحيا وفق إرادته ووصاياه، كي نسمع باستحقاق دعوته لنا يوم مجيئه الثاني العظيم قائلًا: 

"تعالَوا يا مباركي أبي رِثوا الملكوت المعدَّ لكم منذ تأسيس العالم" (متّى 25: 34). آمين.
 

أخبارنا

+ عيد القديس ماما في رعية كفرصارون

برعاية صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، تحتفل رعية كفرصارون بعيد شفيع البلدة القدّيس ماما الشهيد، وذلك بإقامة صلاة الغروب والخمس خبزات والقمح والخمر والزيت وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 1 أيلول 2023 عند الساعة السادسة مساءً ونهار السبت 2 أيلول 2023، يترأس سيادته صلاة السحر عند الساعة 8.30 يليها القداس الإلهي في كنيسة الشّهيد ماما- كفرصارون.