الأحد 18 أيلول 2022

الأحد 18 أيلول 2022

14 أيلول 2022

الأحد 18 أيلول 2022
العدد 38
الأحد بعد رفع الصليب
اللحن الخامس، الإيوثينا الثالثة


أعياد الأسبوع:

18: إفمانيوس العجائبيّ أسقُف غورتيني، 19: الشُّهداء طروفيمس وسبّاتيوس ودوريماذُن، 20: الشُّهداء أفسطاثيوس وزوجته ثاوبيستي وولديهما أغابيوس وثاوبيستوس، 21: وداع عيد الصليب، الرّسول كُدْراتُس، النّبيّ يونان، 22: الشّهيد في الكهنة فوقا أسقُف سينوبي، 23: الحبل بيوحنّا المعمدان، 24: القدّيسة تقلا أولى الشّهيدات المعادلة الرُّسل، البارّ سلوان الآثوسي.


من أراد أن يتبعنيّ

الدعوة هنا موجّهة الى كلّ مسيحي، حسب قول الربّ في إنجيل يوحنّا (12: 24) إن لم تقع حبّةُ الحنطة في الأرض وتَمُتْ فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت فهي تأتي بثمر كثير".

المسيح هنا لا يُعِدُّ تلاميذَه لِمَوتِه فحسب، بل لموتهم أيضًا، لذلك يقول: "من أراد أن يتبعني".

لا يُجبر أحداً على التشبّه به بل يُعطي الحرية في اتّخاذ القرار.

هل يستطيع كلّ واحد منّا نحن المسيحييّن أن يُنكرَ نفسه؟! القضيّة هذه صعبة ومؤلمة.

هل يستطيع كلّ واحد منّا أن يموتَ كما مات المسيح؟! أن نتشبّه به في كلّ شيء؟!

وحدها المحبّة له تجعل إنكارَ الذات ممكنًا.

الخطيئة تكمن في تعلّق الإنسان "بالأنا" ! Le moi، اعتبار الإنسان نفسه محورَ الوجود.

 يدعونا الربّ يسوع إلى أن نكفرَ بأنفسنا ونحملَ الصليب ونتبعه أي نتمثّلَ به في كلّ شيء. محور الحياة هو في البذل والعطاء والتضحية حتى الموت.

لقد أوصى لنا الربُّ يسوع بأنّ الصليب وحده هو الدرب الذي يقودنا إلى النصر، إلى الخلاص. "من يُهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلّصها" (مرقس 8: 35).

لا يمكن لنا أن نفرحَ بالحقيقة إلاّ عن طريق الصليب. القويُّ ليس هو ذاك الذي يجمع الأموال لنفسه ويتنعّم.

هذا كلّه ليس بشيء. في النهاية، المحبُّ والمتواضعُ والباذِلُ نفسّهُ مِن أجل الآخَرين هو السيّدُ الحقيقيّ، هو الحرُّ في الحقيقة، هو الذي سيَخلُص. "مَن يموت قبل أن يموتَ فلن يموت عندما يموت" 

هذا هو الصليب الحقيقيّ الذي يقود إلى الخلاص، إلى القيامة.

+ أفرام 
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


    
طروبارية القيامة باللحن الخامس
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الإبتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.

طر وبارية عيد رفع الصليب باللحن الأوّل
خلِّص يا ربّ شعبَكَ وبارك ميراثك، وامنح عبيدَكَ المؤمنين الغلبة على الشرير، واحفظ بقوّة صليبك جميعَ المختصّين بك.

قنداق عيد رفع الصليب باللحن الرابع
يا من ارتفعتَ على الصليبِ مختاراً أيّها المسيحُ الإله، امنح رأفتكَ لشعبك الجديدِ المسمّى بك، وفرِّحْ بقوّتك عبيدكَ المؤمنين، مانحاً ايّاهُمُ الغلبةَ على مُحاربيهم. ولتكن لهم معونتُكَ سِلاحاً للسّلامة وظفَراً غيرَ مقهور.


الرسالة: 
غل 2: 16-20
ما أعظم أعمالكَ يا ربُّ كلّها بحكمةٍ صنَعتَ.   

باركي يا نفَسي الرب

يا إخوة، إذ نعلم أنّ الإنسان لا يُبرّر بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنّا نحن أيضاً بيسوع لكي نُبّرر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرّر بأعمال الناموسِ أحدٌ مِن ذَوِي الجسد. فإنّ كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضاً خطأة، أفيَكون المسيح إذاً خادماً للخطيئة؟ حاشا. فإني إنْ عدتُ أبني ما قد هدمتُ أجعلُ نفسي متعدّياً، لأنّي بالناموس متُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا لا أنا بل المسيحُ يحيا فيّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه بابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عني.

الإنجيل:
مر 8: 34-38، 9: 1


قال الربُّ: من أراد أن يتبعَني فليكفُرْ بنفسِه ويحمِلْ صليبَهُ ويتبَعْني. لأنّ من أراد أن يخلِّصَ نفسه يُهلكها، ومن أهلك نفسه من أجلي من أجل الإنجيل يخلِّصها. فإنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أم ماذا يعطي الإنسانُ فداءً عن نفسه؟ لأنّ من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القدّيسين. وقال لهم: الحقَّ أقولُ لكم إنّ قوماً من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتّى يرَوا ملكوتَ الله قد أتى بقوّة.

في الإنجيل

عندما نسمع دعوةَ الربّ في الإنجيل، تخطر في بالنا عدّة أمور، منها صعوبات الحياة وآلامها، أو الخطوات التي يتوجّب علينا القيام بها تجاه أنفسنا أو الآخرين، والتي تفوق قدراتنا النفسيّة أو الروحيّة أو حتى الماديّة.

أن تتبع المسيح يعني أن تسير على طريق المسيح. وما معنى طريق المسيح؟ 

يعني طريق موته وقيامته، هذه هي النقطة الأساسيّة، المحور الأساسي. اتّباع المسيح والسير على طريقه، هذا الطريق الذي أدّى به إلى الموت والقيامة.

في عالم اليوم لا يمكننا أن نفهم يسوع بمنطق النجاحات والسلطة وتحقيق الأعمال الكبرى. فبهذا المنطق لا نستطيع أن نفهم المسيح.

فلكي نفهم المسيح علينا أن نعود ونكتشف أنّه هو المسيح المتألّم، ومن خلال هذا الوجه نفهمه. إنّه المسيح المتألّم الذي يتخطّى كلّ المقاييس والمعايير البشريّة المعاصرة. فإذًا نحن أمام مواجهة.

ولكن، هل الدعوة إلى حمل الصليب تتوقّف عند حدود هذه الأمور؟ هل من صليب مميّز نُدعى إلى حمله وراء يسوع ربّنا؟

نحن ننظر إلى وجه المسيح الذي أتى ليتمّم إرادة الآب وهو يحقّق رسالة الخلاص للّذين يؤمنون به ويحبّونه ليس بالكلام فقط بل بالواقع الحياتيّ أيضًا. إذا كان الحبّ هو الشرط لاتّباع المسيح، فالتضحية هي التي تبرهن وتمتحن هذا الحبّ.

أولى واجبات المسيحيّ أن يكفر بنفسه. ومعنى الكفر بالذات هو أن نُقلِعَ عن عاداتنا الرديئة ونُخرِجَ من القلب كلّ رباطات العالم، وألا نرحّب بالرغبات الباطلة والأفكار الشرّيرة، بل أن نطردها خارجًا.

 معنى الكفر بالذات هو كما يراه بولس الرسول: أن نموت عن الخطيئة لنحيا لله.

الحياة تُعاش ويتحقّق معناها بالعطاء. فالمسيح لا يطلب نكران الحياة.

 "فليكفر بنفسه" لا تعني نكران الحياة بل استقبال الحياة في جديدها وملئها، وهو وحده قادر أن يمنحها بملئها. والإنسان في عمق أعماقه يميل إلى التفكير بذاته.

أمّا ثاني واجبات المسيحيّ فهو أن يحمل صليبه، والصليب هو الآلام والأحزان والتجارب. وهو على نوعين: صليب خارجيّ وصليب داخليّ. أمّا ما يقصد بحمله فهو قبول واحتمال كلّ ما هو غير سارّ ومحزن وصعب، وذلك بلا تذمّر. 

فقد يقاومك إنسان أو يسخر منك أو يتعبك أو يؤلمك أو يحزنك أو يغضبك أو يقابل معروفَك معه بالجحود؛ وقد لا تجد طريقةً لإتمام عمل الخير الذي تريد أن تعمله، إذ قد يحلّ عليك سوء أو مرض أو احتياج رغم أتعابك في الحياة؛ أو قد تتورّط في صعوبة وتقع في مأزق حرج، فاحتمل كلّ هذا بلا حقد ولا تذمّر أو انتقاد أو اعتراض، أي بدون أن تعتبر نفسك أنّك قد اضطُهدت، وبدون انتظار جزاءٍ أرضيّ، بل تحمَّلْ كلَّ شيءٍ بمحبّةٍ وفرحٍ وثبات.

طريق الحياة هو أيضًا طريق الصليب، طريق الثقة بالمسيح، طريق الخلاص والسعادة الذي لا يأبى من الفشل والصعوبات والوحدة، لأنّه الطريق الذي يملأ قلب الإنسان من حضور يسوع. إنّه طريق السلام وضبط النفس والفرح العميق.

قد تكون الصلبان الداخليّة ثقيلة الحمل حتى أنّك تظنّ أنّه لا سبيل للعزاء. ولكن مهما كانت حالتك ومهما كانت آلامك النفسيّة لا تيأس ولا تعتقد أنّ الله تخلّى عنك، لا بل إنّه يقوّيك دائمًا من الداخل عندما تفكّر أنّه لا عون لك. ولا يسمح قط بأن تجرّب أكئر مما تحتمل.  سلّم نفسك إليه كليًّا واصبر وصلّ لأنّه أبٌ محبٌّ يَعلَمُ ضعفات كلّ واحدٍ منّا ولا يلقي صلبانًا على الإنسان إلا ليشفي قلبه وينقّيه حتى يتحوّل إلى مثاله.


إِلى أَين نذهب.؟!.
كلامُ الحياةِ الأَبديّةِ عندكَ.!!.


    أَكتبُ اليومَ وأَنا مُطأطِئَ الكيان بكلِّيّتِه.!!.

    "قالَ الرّبُّ: مَن أَرادَ أَن يتبعَني فليَكفُرْ بنفسِهِ ويحمِلْ صليبَهُ ويتبعني" (مرقص 8: 34).!!.

    دَعوةٌ مفتوحةٌ للمؤمنِ في كنيستي – إِذا أَرادَ عِشرةَ السّيّدِ الرّبِّ – لأَن يُلقي على الأَرضِ حِمْلًا كان يحملُهُ، وأَن يتمنطَقَ، ليحملَ حِمْلًا آخرَ جديدًا اختاره الرّبُّ له، ويتبعُهُ.!!.

    في الصّوم ينتصبُ في وسطِ الكنيسةِ الصّليبُ عالِيًا للمؤمنين كي يتقدّموا منه خاشِعينَ راكعينَ مُقبِّلينَ.!!. فإمّا أَن يكونَ هذا السّعي والتّقبيل حركةً عاديّةً يتبعُ فيها الفردُ الآخَرينَ مَسوقًا في المسيرةِ العامّةِ للجماعةِ، أو تكون حركتُهُ باتّجاهِ الصّليبِ تبرُّكًا وطلَبًا منَ الرّبِّ، أَو تكونُ قبلةَ تَسَلُّمٍ للصّليبِ، لإِعلائِهِ على الكتفِ وحَملِهِ في النّفْسِ والكيانِ والقلبِ والحياةِ.!!.

    ... وأَنتَ تَخطو نحوَ الصّليبِ لتُقبِّلَهُ، فإِمّا أَنتَ مقبِّله لتقبلَه علامةَ حياةٍ كما أَرادَها الرّبُّ أَو لا يكون.!!.

    مشكلةُ البشرِ، كلُّ البشرِ، حولَ العالمِ، أَنّهم بإِزاءِ ما ليس بمقدرتِهم فهمُهُ أَو تفسيرُهُ أَو ضبطُهُ، فيقبلونَه راضخينَ، مُكرَهينَ، مُلْزَمينَ، أَو ثائرينَ، غاضِبينَ، شاتمينَ، أَو واعينَ أَنّهُ لا يمكنُهم حمْلُ ذاك الحِمْلِ إِلّا بالرّبِّ وحدَه، ذاك الصّليب، وتحويلُهُ إِلى نعمةٍ نحياها للفرحِ بطاعةِ الثّالوثِ المحيي.!!.

    "...ولكن، لتكن مشيئتُكَ لا مشيئتي". أَنتَ، في الدّرجةِ الأُولى، مدْعُوٌّ إِلى معرفةٍ أَساسيّةٍ... لمَن أَنتَ تحيا.؟!... مَن تُخاطِب في هدأَةِ ليلِكَ.؟!... على مَن تتّكِل.؟!... لمَن أَسلَمْتَ حياتَكَ.؟!... مَن تُحب ومَع مَن تود أَن تتّحِد بعَظْمِكَ ولحمِكَ ودمْعِكَ ودمِكَ وكيانِكَ.؟!...

القضيّةُ هي أَن تعرفَ وأَن تختارَ... أَنتَ حرٌّ.!!. في الحرّيّةِ وُلِدْتَ.!!. نشأتَ وترعرعتَ.!!. وإِذ تعرفُ أَنّ ربّكَ يدعوكَ إِليهِ... فإنِ ارتضيتَ أَن تدخلَ معه في سرِّ زواجٍ كان عليكَ أَن تتقدّمَ منه. 

وإِذ تقفُ لديه، تسجدُ لتقبِّلَ صليبَهُ فيرفعُكَ إِليهِ عاريًا من ماضيكَ، من بيئتِكَ، من عائلتِكَ، ممّا ورثتَهُ وطُبِعتَ عليه، من محدوديّتِكَ، من نفسِكَ، من أَناكَ، من تفاهتِكَ في الرّكضِ وراءَ الدّنيويّاتِ والعالميّاتِ، والمراكزِ والسّلطاتِ، والموائدِ والدّعواتِ، والتّرتيباتِ، والاجتماعيّاتِ، والكذِبِ الحلوِ المنسّقِ، والذّكاءِ والتّذاكي، والتّشاطرِ لتكونَ محبوبًا مقبولًا.!!. 

يحرِّرُكَ مِنَ الوِصالِ الاجتماعيِّ السّخيفِ، ومِنَ التّهذيبِ الكاذبِ، لتصبحَ أَنتَ صليبًا، عصًا تضربُ لتشقّ عمقَ النّفسِ وتفتحَها أَمام خالقِها ليطهِّرَها من كلِّ دَنَسٍ.!!.

    إِن تقدّمتَ مِنَ الصّليبِ وارتضيتَ بكلِّ عقلِكَ وقلبِكَ ونفسِكَ أَن تقبِّلَه، فتقبلَهُ وترتفعَ لتعلِّقَ نفسكَ عليه، فإِنّكَ ترتضي أَن تكونَ غيرَ مقبولٍ من غالبيّةِ البشرِ الّذينَ يُحيطونَ بكَ، حتّى من جماعتِكَ المؤمنةِ، ومن كنيستِكَ.!!.

    حَمْلُ الصّليبِ ثلاث.!!. أَن تعرفَ نفسَكَ.!!. وأَن تعرفَ أَنكَ بالخطيئةِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ وبالأَنانيّةِ ترعرعتَ وبالتّسلُّطِ وتنفيذِ الهوى والمشيئةِ الشّخصيّةِ بلَغْتَ.!!.

    وحَمْلُ الصّليبِ أَيضًا أَن تقبَلَ بأَن تَعْرى أَمام ربِّكَ والعالمِ، فلا تُداهن ولا تَكذِب ولا تنمِّق ولا تُساير ولا تقول كلمةً واحدةً، أَو تُفكِّر فِكرًا واحدًا، أَو ترضى بمشيئةٍ بشريّةٍ واحدةٍ خاطِئةٍ، أَو عملٍ واحدٍ لا تكونُ فيه على حرّيّةِ أَبناءِ اللهِ.!!. وإِذا استحالَ عليك ذلك، وحتّى يمكنُكَ الاستمرارَ في العيشِ ضمن هذا المجتمعِ حيث يُجبرونَكَ فيه على أَن لا تقولَ كلّ الحقيقةِ، وحتّى تتكوّنَ شركةُ المؤمنينَ الصّادِقينَ فتركض لتحيا معهم وتؤَلِّفوا عائلةَ الله.!!. حتّى ذلك الحين، تأَمّل في الحِكمةِ الصّينيّةِ الّتي رسمت ثلاثةَ قرودٍ، واحدًا مُغمِضًا عينيهِ والثّاني سادًّا أُذنَيهِ والثّالثَ مُطبِقًا فمَهُ حتّى لا ينطقَ.!!.

    وحمْلُ الصّليبِ أَيضًا هو هذا القبولُ الواعي لواقعِ الحياةِ، المجزوءِ المهشّمِ، المريضِ، الحاملِ الخطيئةَ والموتَ في كلِّ ثناياه، فإِمّا أَن تختارَ الصّمتَ حيث لا خَطَرَ فيه عليكَ وعلى نفسِكَ، أَو تحمل صليبَ الرّبِّ وتمشي وراءَهُ لتصبحَ من مختاريهِ فتعرفَ بذلك الحقّ والحقُّ يحرِّرُكَ، فتصرخُ الحقّ عارِفًا بأَنّكَ ستُضطّهَدُ من كلِّ مَن حولَكَ وحتّى من أَحبّتِكَ.!!.

    هل أَطعمتَ كنيسةَ المسيحِ من لحمِكَ وسَقيتَها من دمِكَ وقطَرْتَ عليها عرقًا كالدّمِ وسفحتَ قلبَكَ ووقتَكَ من أَجلِ أَحبّتِها.؟!... هل سهرتَ وتعبتَ ونطقتَ وعلّمتَ وتعلّمتَ ورَعَيتَ ثمّ انكفَأتَ ثمّ غُيِّبتَ نَسْيًا منسِيًّا.؟!... هل صرختَ في وجهِ العالمِ غَيرَةً على كنيسةِ المسيحِ.؟!... هل صُمْتَ وصلّيتَ وركعتَ وتُبْتَ واحترقتَ بلهيبِ الحبِّ الإِلهيِّ.؟!... 

هل تتعمّد، كلّ يومٍ، بالشّوقِ إِلى الله وبوجعِ محدوديّتِكَ من جسدِ الخطيئةِ هذا وفي السّعي والجهادِ لضبطِ النّفسِ وكَبْتِ الهوى كلّ لحظةٍ حتّى تبقى مرسومًا، معلّقًا، حامِلًا الصّليبَ.؟!... لأَنّكَ إِن قبِلْتَ وارتضيتَ أَن تُساوِمَ تُخطئ، يَلْفُظُكَ الصّليبُ لتسقطَ وتَهوِيَ إِلى جحيمِ ذاتِكَ، جحيمِ هذا العالمِ.!!. هل بكيتَ وغسلْتَ قدمَي السّيّدَ، كلّ يومٍ، بدموعِ المرأَةِ الخاطئةِ التّائبَةِ فاستحْقَقْتَ قولَةَ الرّبِّ: "مغفورةٌ لكَ خطاياكَ".؟!... هل وقفتَ عاليًا كالصّليبِ في وسطِ العالمِ مضمّخًا بالطِّيبِ الإِلهيِّ، معتَمِدًا بالنّورِ، مكَلّلًا بالحقِّ، بالنّعمةِ، متَسرْبِلًا بالدّمعَةِ والتّواضعِ والانسحاقِ والوداعةِ، حتّى تستَحِقّ أَن تصرخَ في وجهِ كلِّ أَخٍ في المسيحِ حقيقةَ الصّليبِ.؟!... هل انكسرتَ بالحبِّ حتّى عرفتَ أَنّ لا كمالًا إِلّا كمالُ الله، ولا نورًا وإِن كان مولودًا في البَشرَةِ – كان مَن يكون – أَبوكَ، أُمُّكَ، سيِّدُكَ، أُسقفكَ، كاهنُكَ، رفيقُكَ، رفيقتُكَ على دربِ المسيحِ.؟!. كلُّ إِنسانٍ هو ابنُ الخطيئةِ والهوى والإِرادةِ الذّاتيّةِ حتّى يكفرَ بنفسِهِ ويحمِلَ صليب الرّبِّ الّذي اختارَهُ هو لهُ، ويجهَدَ ويُجاهِد كلّ يومٍ، ليتخلّصَ ممّا علَقَ عليه من دَنَسِ البشرَةِ والأَنا فيتبعَ المسيحَ، لتحلّ عليه النّعمةُ من فوق ويذوقَ طَعْمَ الصّليبِ، طَعْمَ الخلاصِ مِنَ الموتِ الجسديِّ والنّفسيِّ والكيانيِّ، حتّى يرى القيامةَ ويسكنَ فيها.!!.

أخبارنا
+ رعيّة كفرصارون، عيد القدّيسة تقلا


لمناسبة عيد القدّيسة تقلا المعادلة الرسل، تحتفل رعيّة كفرصارون بعيد شفيعتها في كنيسة القدّيسة تقلا وفق البرنامج التالي: مساء الخميس 22 أيلول صلاة البراكليسي الساعة السادسة مساءً.

ومساء الجمعة صلاة غروب العيد مع خمس خبزات الساعة السادسة مساءً.

 ونهار السبت الواقع فيه 24 أيلول يترأس راعي الأبرشية سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، خدمة السحرية وقداس العيد الساعة الثامنة والنصف صباحاً في كنيسة القدّيسة تقلا – كفرصارون.