الأحد 5 حزيران 2022 

الأحد 5 حزيران 2022 

04 حزيران 2022
الأحد 5 حزيران 2022 
العدد 23
أحد آباء المجمع المسكونيّ الأوّل
 اللحن السادس، الإيوثينا العاشرة
أعياد الأسبوع:


5: الشّهيد دوروثاوس أسقُف صور، 6: إيلاريون الجديد رئيس دير الدلماتن، الشّهيد غلاسيوس، 7: الشّهيد ثاودوتُس أسقُف أنقرة، الشّهيد باييسيوس (كفالونية)، 8: نقل عظام ثاوذورس قائد الجيش، الشّهيدة كاليوبي، 9: كيرلّلس رئيس أساقفة الإسكندريّة، 10: وداع الصعود، الشّهيدان ألكسندروس وأنطونينا، سبت الأموات، الرّسولان برثلماوس أحد الـ 12 وبرنابا أحد الـ 70، إيقونة بواجب الإستئهال.

 الكاهن أيضًا وأيضًا 
الراعي الصالح والرعاية


المطلوب من الكاهن، قبل كلّ شيء، الاِلتصاقُ بالمسيحِ في كلّ الأمور. هو أيقونةُ المسيحِ بِكُلِّ معنى الكلمة، في الكنيسة وفي الرعيّة وفي المجتمع.
لذلك، عليه أن يضعَ دائمًا نُصبَ عينَيه قولَ الربّ عن نفسِه في كتاب العهدِ الجديد، وتحديدًا في إنجيل يوحنّا: "أنا هو الباب. إن دخل بي أحدٌ يخلص ويخرج ويجد مرعى" (يو10: 9)؛ وكذلك قولَه الجميل: "قد أتيتُ لتكن لهم حياةٌ وليكون لهم أفضل" (يو 10: 10). 

والصفة الفضلى التي تحلّى بها المسيح كراعٍ، التي على الكاهن الراعي أن يتحلّى بها: "أنا هو الراعي الصالح، الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو 10: 11).

في العهدِ القديم أيضًا نجدُ توجيهاتٍ للرُّعاة. فعند حزقيال مثلًا نجد:
"فأطلبُ المفقودَ وأردّ الشاردةَ وأجبر المكسورة وأقوّي الضعيفة وأحفظ السمينةَ والقويّة وأرعاها بعدلٍ (حزقيال 34: 16).

أمّا عن الرُّعاة الفاسدين فيقول: "ويلٌ لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم... الضعاف لم تقوّوها والمريضة لم تداووها والمكسورة لم تجبروها والشاردة لم تردوها والمفقودة لم تطلبوها" (حز 34: 2 و4).

                                                                                                    + أفرام
                                                                                     مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروباريّة القيامة  باللّحن السّادِس
إنّ القوّاتِ الملائكيّة ظَهَرُوا على قبرِكَ الـمُوَقّر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وَقَفَتْ عندَ القبر طالِبَةً جسدَكَ الطّاهِر، فَسَبَيْتَ الجحيمَ ولم تُجرّبْ منها، وصادَفْتَ البتولَ مانِحًا الحياة، فيا مَنْ قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.

طروباريّة الآباء باللّحن الثّامِن
أنتَ أيُّها المسيحَ إلهُنا الفائِقُ التّسبيح، يا مَنْ أَسّسْتَ آباءَنا القدِّيسينَ على الأرضِ كواكِبَ لامِعَة، وبهم هَدَيْتَنَا جميعًا إلى الإيمانِ الحقيقي، يا جزيلَ الرّحمةِ المجدُ لك.

طروباريّة الصُّعود باللّحن الرّابِع
صَعِدْتَ بمَجْدٍ أيُّها المسيحُ إلهُنا، وفرّحْتَ تلاميذَك بموعِدِ الرُّوح القُدُس، إذ أيقَنُوا بالبَرَكَة أنّكَ أَنْتَ ٱبنُ اللهِ المنْقِذُ العالَم.

القنداق باللّحن السّادِس
لـمّا أَتْمَمْت َالتّدبيرَ الّذي من أجلِنا، وجعلتَ الّذين على الأرض مُتّحِدِينَ بالسّمَاوِيِّين، صَعِدْتَ بمجدٍ أَيُّهَا المسيحُ إلهُنا غيرَ مُنْفَصِلٍ من مكانٍ بل ثابتًا بغيرِ ٱفتِرَاق وهاتِفًا: أنا معكم وليسَ أحدٌ عليكم.


الرِّسَالَة:
أع 20: 16-18، 28-36

مُبَارَكٌ أَنْتَ يا رَبُّ إلهُ آبائِنَا
فإنّكَ عدلٌ في كلِّ ما صَنَعْتَ بِنَا

في تلكَ الأيّامِ ارتأَى بولسُ أنْ يتجاوَزَ أَفَسُسَ في البحرِ لِئَلّا يعرِضَ له أن يُبْطِئَ في آسِيَةَ. لأنّه كان يَعْجِلُ حتّى يكون في أورشليم يومَ العنصرةِ إِنْ أَمكَنَهُ. فَمِنْ مِيلِيتُسَ بَعَثَ إلى أَفَسُسَ فاستدعى قُسوسَ الكنيسة. فلمّا وصَلُوا إليه قال لهم: ﭐحذَرُوا لأنفُسِكُم ولجميعِ الرّعِيّةِ الّتي أقامَكُمُ ﭐلرُّوحُ القُدُسُ فيها أساقِفَةً لِتَرْعَوُا كنيسةَ اللهِ الّتي ﭐقتَنَاهَا بدمِهِ. فإنِّي أَعْلَمُ هذا، أَنّهُ سيدخُلُ بينَكم بعد ذهابي ذئابٌ خاطِفَةٌ لا تُشْفِقُ على الرّعِيّة، ومنكم أنفُسِكُم سيقومُ رجالٌ يتكلّمُون بأمورٍ مُلتَوِيَةٍ لِيَجتَذِبُوا التّلامِيذَ وراءَهُم. لذلكَ، ﭐسْهَرُوا مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي مُدّةَ ثَلاثِ سنينَ لم أَكفُفْ ليلًا ونهارًا أنْ أَنْصَحَ كلّ واحِدٍ بدموع. والآنَ أستَودِعُكُم يا إخوتي اللهَ وكلمةَ نعمَتِه القادِرَةَ أَنْ تبنيكُم وتَمنحَكُم ميراثًا مَعَ جميعِ القدِّيسين. إنِّي لم أَشتَهِ فِضّةَ أَحَدٍ أو ذَهَبَ أو لِبَاسَ أَحَدٍ، وأنتم تعلَمُونَ أنّ حاجاتي وحاجاتِ الّذين معي خَدَمَتْهَا هاتان اليَدان. في كلِّ شيءٍ بَيّنْتُ لكم أنّه هكذا ينبغي أن نتعبَ لنساعِدَ الضُّعَفَاء، وأن نتذكّرَ كلامَ الرّبِّ يسوعَ. فإنّه قال: إنّ العطاءَ مغبوطٌ أكثرَ من الأَخذ. ولـمّـا قال هذا جَثا على رُكْبَتَيهِ مع جميعِهِم وصَلّى.

الإنجيل:
يو 17: 1-13

في ذلكَ الزّمان رَفَعَ يسوعُ عَيْنَيْهِ إلى السّماءِ وقالَ: يا أَبَتِ قد أَتَتِ السّاعَة. مجِّدِ ٱبنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ٱبنُكَ أيضًا، كما أَعطَيتَهُ سُلطَانًا على كُلِّ بَشَرٍ ليُعطِيَ كُلّ مَن أعطيتَه لهُ
حياةً أبديّة. وهذه هي الحياة الأبديّةُ أن يعرِفُوكَ أنتَ الإلهَ الحقيقيّ وحدَكَ، والّذي أرسلتَهُ يسوعَ المسيح. أنا قد مجّدتُكَ على الأرض. قد أَتمَمْتُ العملَ الّذي أعطَيتَنِي لأعمَلَهُ. والآنَ مَجِّدْني أنتَ يا أَبَتِ عندَكَ بالمجدِ الّذي كانَ لي عندَك من قَبلِ كَونِ العالَم. قد أَعلَنتُ ٱسمَكَ للنّاسِ الّذِينَ أَعطَيتَهُم لي مِنَ العالم. هم كانوا لكَ وأنتَ أعطيتَهُم لي وقد حَفِظُوا كلامَك. والآنَ قد عَلِمُوا أنّ كُلّ ما أعطَيتَهُ لي هو منك، لأنّ الكلامَ الّذي أعطَيتَهُ لي أَعطَيتُهُ لهم. وهُم قَبِلُوا وعَلِمُوا حَقًّا أَنِّي مِنكَ خَرجتُ وآمَنُوا أنّك أَرسَلْتَنِي. أنا من أجلِهِم أسأَلُ. لا أسأَلُ من أجل العالم بل من أجل الّذينَ أَعطَيتَهُم لي، لأنّهم لك. كلُّ شيءٍ لي هو لكَ وكلُّ شيءٍ لكَ هوَ لي وأنا قد مُجِّدتُ فيهم. ولستُ أنا بعدُ في العالم وهؤلاء هم في العالم. وأنا آتي إليك. أيُّها الآبُ القدُّوسُ ٱحفَظْهُمْ بـٱسمِكَ الّذينَ أعطيتَهُم لي ليكُونُوا واحِدًا كما نحنُ. حينَ كُنتُ معهم في العالم كُنتُ أَحفَظُهُم بٱسمِكَ. إِنّ الّذينَ أَعطَيتَهُم لي قد حَفِظْتُهُم ولم يَهلِكْ منهم أَحَدٌ إلّا ٱبنُ الهَلاك لِيَتِمّ الكِتَاب. أمّا الآنَ فإنِّي آتي إليك. وأنا أتكلّمُ بهذا في العالَمِ لِيَكُونَ فَرَحِي كامِلًا فيهم.

في الإنجيل
يتضمّن هذا الفصل الإنجيليّ صلاة الربّ يسوع، فهو أمام الآب، وفي وحدةٍ تامّةٍ معه. الربّ يسوع كان يصلّي باستمرار، وفي بعض الأحيان كان يقضي الليل كله في الصلاة. وهذه الصلاة من أجلنا جميعاً، فهي نافعة لنا لتعليمنا ولتشجيعنا على الصلاة.

يتلى هذا الفصل الإنجيليّ في أحد آباء المجمع المسكونيّ الأوّل المجتمعين في نيقية والذين نقيم تذكارهم في هذا اليوم، إذ وضعوا، وبإلهام من الروح القدس، دستورَ الإيمان "أؤمن بإله واحد...وبربّ واحد...، وبالروح القدس الربّ المحيي...".

وبهذا رسّخوا عقيدة سرّ الثالوث الأقدس، التي تعلّمنا بأنّ الآب والاِبن واحد ولكنّهما متمايزان في الوقت نفسه. "أيّها الآب القدّوس احفظهم باسمك الذين أعطيتهم لي ليكونوا واحداً كما نحن" (يوحنا 17: 11).

صلوات الربّ يسوع لأجلنا، لكي نحصل على البركات السماويّة الروحيّة، لم يسأل لنا الغنى والمجد العالميّ، بل لكي نُحفظ من الخطيئة، ولكي نكون مؤهّلين لتأدية واجباتنا، وأن نعيش في وحدة تامّة فيما بيننا ومعه في الوقت نفسه.

إنّ شفاعة السيّد المسيح تناسب دائماً كلّ ظروف حياتنا. فشفيعنا لدى الآب يعرف كلّ تفاصيل احتياجاتنا وأثقالنا، وكلّ دقائق الأخطار التي نتعرّض لها، وخاصّة الشقاق والشرذمة وتمزيق جسده الكنيسة المقدّسة التي افتداها بدمه الكريم، وعندما طعن جنبه بحربة، فاضت الكنيسة المقدسة من جنبه المُحيي بالدم الإلهيّ المقدّس.
إنّ الربّ يسوع متّسع في طلباته لأجلنا، ويقدّمها لدى الآب، وذلك لكي يعلّمنا أن تكون صلواتنا حارّة وبلجاجة، وأن نكون نحن متّسعين في الصلاة، وأن نلحّ أمام عرش الربّ.

كان أوّل ما طلبه السيّد المسيح لأجل تلاميذه في هذه الآيات هو حفظهم، ومن أجل هذا استودعهم كلّهم بعناية الآب. إنّ الحفظ يعني ضمناً أنّ هنالك خطراً، وكان خطرهم ناشئاً "من العالم" العالم الذي كانوا يعيشون فيه، ومن أجل هذا طلب حفظهم من شرّ العالم. وهذا يتمّ:

1- بإبعادهم عنه وليس بإخراجهم منه "لست أسأل أن تأخذهم من العالم". لست أسأل أن يعفوا كلياً من متاعب هذا العالم، ويؤخذوا من وسط ضيقاته وأهواله، إلى مكان من الراحة والأمان ليعيشوا فيه دون أي إزعاج. لم يسأل المسيح أن ينعموا بالراحة والترف إذ يتحرّرون من كلّ تعب، بل أن يحفظوا بمعونة الله، وهم في وسط الخطر.

2- والطريقة الأخرى هي بحفظهم من الفساد الذي في العالم وهذا ما طلبه لأجلهم ولأجلنا جميعاً.

إنّها لتعزية كبيرة لنا أن يستودعنا الرب يسوع لعناية الله. والذين يحفظهم الله القدير لا يمكن إلا أن يكونوا آمنين.
فهل نحن نسلمه أنفسنا لنكون دائماً محفوظين من الشرير؟ ولننتصر على كلّ مخطّطاته الخبيثة، بقوّة الربّ يسوع القائم من بين الأموات، له المجد إلى الأبد. آمين.

سبب استدعاء مجمع مسكونيّ
 استقرّت بعض البدع في الكنيسة مؤقّتًا، لكنّ الوقت لم يكن مناسبًا لاِستدعاء مجمع مسكونيّ لإدانتها رسميّاً.

 ردّ الآباء على هذه البدع بإدانتهم إيّاها، ومع ذلك لم يكن هناك مجمعٌ يلتئم إلّا إذا كانت البدعة تهدّد بحدوث انشقاق في الكنيسة. على سبيل المثال، تمّ استدعاء المجمع المسكونيّ الأوّل، ليس لأنّ البدعة الأريوسيّة كانت أوّل بدعة تظهر في الكنيسة، ولكن لأنّ الإمبراطور قسطنطين، الذي بدأ في الإيمان بالمسيحيّة (ولم يكن قد اعتمد بعد) شعر أنّ آريوس يمكن أن يُحدث شرخاً في الإمبراطوريّة. بعد طرده وإدانة تعاليمه في مجمع الإسكندريّة برئاسة البطريرك البابا ألكسندروس عام 318 بعد الميلاد، غادر آريوس الإسكندريّة إلى نيقوميديا (والبلدان الواقعة على الحدود الغربيّة للبحر الأبيض المتوسّط، شرق مصر) حيث بدأ في نشر مفاهيمه وتمكّن من التأثير على أسقفَين وهما يوسابيوس من نيقوميديا ويوسابيوس القيصريّ.

 اشتدّ الصراع الآريوسيّ في الإسكندريّة بين آريوس وأتباعه من جهة، والبابا ألكسندروس ومن معه من جهة أخرى.  أمّا عن نفوذه خارج الإسكندريّة، فقد كان على وشك إحداث انشقاق في الإمبراطورية الرومانيّة، الأمر الذي دفع إلى استدعاء أوّل مجمع مسكونيّ في نيقية. لكنّ هذه لم تكن البدعة الأولى التي تظهر في الكنيسة.

 هناك الكثير من البدع التي لم تتسبّب في انعقاد مجمع مسكونيّ، حيث اكتفت الكنيسة بإدانتها أو تحريمها مع مبتكريها، سواء في المجامع المحلّيّة أو بطرق أخرى (تباينت الأساليب على مر السنين).  في كثير من الأحيان حرمت الكنيسة البدعة بعد وفاة مبتدعها.  

إذ ربّما لم تبلغ البدعة ذروتها في حياته، لكن تلاميذه أعادوا تنشيطها بعد وفاته، ممّا شكّل خطرًا على الكنيسة. تمّت إدانة مقدونيوس في مجمع القسطنطينيّة وتمّ تجريدُه من عرشه كبطريرك القسطنطينيّة، جنبًا إلى جنب مع اثنتَين من البِدَعِ الأُخرى من وقت قبل انعقاد المجمع: بدعة سابيليوس وبدعة أبوليناريوس.

اجتمع المجمع القسطنطينيّ في المقام الأوّل بشأن بدعة مقدونيوس ، ولكنّ الآباء اغتنموا الفرصة لتنقية الأفكار من البدع الأخرى التي من أجلها لم تعقد المجامع؛  فسابيليوس وأبوليناريوس أدينوا مع بدعهم.

أخبارنا
+ سيامة كاهن في رعية شكا

ترأّسَ سيادةُ الميتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشيّةِ القُدّاسَ الإلهيّ الذي أُقِيمَ في كنيسةِ تَجَلّي الربّ – شكّا وذلك صباحَ السبت الواقع فيه 14 أيار 2022 شاركَ في القُدّاسِ لَفيفٌ مِنَ الكهنةِ وَحَشْدٌ مِنَ المؤمنين، ورَسَمَ سِيادتُهُ الشمّاسَ نقولا الشامي كاهناً، وفي العِظَةِ هَنّأَ سيادتُه الكاهنَ الجديدَ مشيراً إلى دَورِ الكاهن  والتضحيات التي يقدّمُها لأبناء رعيّتِه. ومِمّا جاء في كلمته: "أيّها الأحبّاء، في هذا الموسم القياميّ وفي هذه الكنيسةِ المقدّسة، كنيسةِ التجلّي الإلهيّ، أقمنا هذه الرسامة الكهنوتيّةَ للأب نقولا الشامي على هذه الرعيّة المباركة من الله، وببركةِ كاهنِها ومجلسِ رعيّتِها... ما هو هذا السرّ العظيم، سر الكهنوت، ماذا وراءه ما هي قيمته السرّيّة؟  الرسامة تبدأ بهذه الجملة المميّزة التي فيها يصرخ رئيس الكهنة قائلاً: النعمةُ الإلهيّةُ التي في كلّ حين للمرضى تشفي وللناقصين تُكمّل، هي التي تنتدبُ هذا الإنسان الخادم لدرجة الكهنوت. القضيّةُ هي نعمةُ الله التي تنزل على الناسِ...

    مَن هو الكاهن؟ ولماذا يناديه الشعب المؤمن: أبونا؟ إنّهُ أبٌ، ولكنّه أبٌ روحيٌّ لا جسديّ... لديه النعمةُ الإلهيّةُ التي تشفي المرضى. يقولُ الذهبيُّ الفم: "الكنيسةُ هي مَشفى". ويقولُ القدّيسُ غريغوريوس اللاهوتيّ، "الذي لا يُطَبِّبُ نفسَهُ لا يستطيع أن يطبّبَ الآخَرين". الذي لا يُطَهِّرُ نفسَهُ لا يستطيع أن يُطَهِّرَ الآخَرِين. الكاهنُ أيقونةٌ للمسيح وليس لأحدٍ غيرِه. كما يقول الربُّ في إنجيلِ يوحنّا: "الرّاعي الصالحُ هو الذي يبذلُ نفسه من أجل الخراف".

    وعن الأُبُوّةِ يوضحُ لنا بولسُ الرسول: "وإنْ كان عندكم كثيرٌ من المُرشِدِين، ولكنْ ليسَ لكم آباءٌ كثيرون، لأنّي أنّا الذي ولدتُكم في المسيحِ يسوع". هذه هي المهمّة الأساسيّة للكاهن: أن يَلِدَ الآخرين بالمسيح وليس بغيرِ المسيح. يُوصي بولسُ الرسولُ تلميذَهُ تيموثاوس بأن يكونَ قُدْوةً للمؤمنين كما أنّ المسيحُ هو مِثالٌ لنا... لذلك أيّها الأحبّاءُ نحن نتوجّه إلى هذا الاِبنِ الحبيب ونقول له: لا تنسَ أحبّاءَك أوّلاً، قَبْلَ نفسِك، لا تنسَ مَن أوصانا بِك، الأبَ إبراهيم، رعيّتَك، عائلتَك كلّها، لا تنسَ المسيحَ أوّلاً وأخيرًا. أنا لا أُوصِيكَ أن تكون مُحِبًّا فقط، بل أن تكون أيضًا متواضعًا. تواضعْ تَنجَحْ وَتُثمِرْ وَتَخلُصْ بالمسيحِ يسوعَ مُخلِّصِنا الأَوحَد. آمين.

+ دراسة اللاهوت في جامعات اليونان
تعلن الكنيسة اليونانية بالتعاون مع الدولة اليونانية عن إعطاء منحة دراسيّة للراغبين في دراسة اللاهوت، وكذلك للراغبين في التخصص ونيل درجة دكتوراه في اللاهوت.

المنحة تشمل سنة دراسة اللغة اليونانية.
 نرجو ممن يرغب بالإستفادة من هذه المنحة مراجعة المطرانية قبل 20 حزيران على هذا الرقم 373807/70