الأحد 10 نيسان 2022

الأحد 10 نيسان 2022

07 نيسان 2022
الأحد 10 نيسان 2022
العدد 15
الأحد الخامس من الصوم
اللَّحن الأوّل - الإيوثينا التاسعة

 
* 10: (مريم المصريّة)، ترانتيوس وبومبيوس ورفاقهما، * 11: الشّهيد أنتيباس أسقف برغامُس، * 12: باسيليوس المعترف أسقُف فاريا (Veria)، أكاكيوس الآثوسيّ، * 13: البارّ مرتينوس المعترف بابا رومية، * 14: أريسترخوس وبوذوس وتروفيمس وهم من الرُّسل السّبعين، * 15: الشّهيد كريسكُس، * 16: سبت لعازر، الشّهيدات أغابي وإيريني وشيونيّة الأخوات العذارى، القدّيسة غاليني. *
 
الصوم وقراءة الكلمة الإلهيّة
 
في فترة الصوم الكبير المقدّس تتغيّر كلّ طريقة حياتنا، ونبدأ في هذه الفترة المباركة بتكثيف اليقظة والانتباه على سلوكيّاتنا، ابتداءً من الطعام والشراب. في هذه الفترة نكثر من الصلوات والسجدات وأفعال المحبّة، من خدمة ومساعدة المحتاجين.
 
في هذه الفترة المباركة نقلّل من الأرضيّات ونكثر من السماويّات. نخفّف ممّا هو للجسد ونزيد ممّا هو للروح، نتدرّب ليصير، مع الوقت والجهاد الروحيّ، عيشُ الصوم طريقةَ حياتِنا الدائمة.
 
كذلك في هذه الفترة يجب أن نكثر ونكثّف القراءات الكتابيّة من العهدَين القديم والجديد، لأنّ كلّ ما نفعله من ممارسات كنسيّة يجب أن يتغذّى بالصلاة والكلمة الإلهيّة. لذلك في فترة الصوم نركّز أكثر فأكثر على قراءة الكتاب المقدّس، نقرأ الكلمة الإلهيّة لكي تكون لنا الحياة وتكون أفضل (يوحنا 10:10).
 
بداية نستطيع أن نقرأ ممّا تحدّده الكنيسة من قراءات يوميّة، وإن كنّا قد فعلنا هذا سابقا نستطيع أن نقرأ ما نشاء من الكتاب، وإن كان من إرشاد ستكون الفائدة أكبر. المهمّ أن نتغذّى يوميّا من الكلمة الإلهيّة لكي يكون الوصول إلى المسيح هو الهدف من هذا الجهاد الصياميّ وهذه اليقظة الروحيّة.
 
غذاؤنا الروحيّ هو بالكلمة الالهيّة. وطريقةُ حياةِ المسيحيّ الحقيقيّةُ تقومُ على التغذّي بالكلمة الإلهيّة يوميًّا. وينبغي أن تتكثّف هذه القراءاتُ في فترة الصوم، لأنّه يسعى ويعمل ويجاهد لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبديّة (يوحنا 6:27 ). والحياة الأبديّة هي أن نعرف يسوع وحلاوة يسوع (يوحنا 17:3).
 
فأين لنا أن نعرف يسوع إلّا في كلمته المقدَّسة والمقدِّسة، وفي خبرات أصفيائه الذين تغذَّوا من الكلمة التي وجدوا فيها الحياة واختبروها من خلال قراءة الكلمة أوّلًا وعيشها بصدق ثانيًا. (فَتِّشُوا الكُتُبَ لأَنّكُمْ تَظُنُّونَ أَنّ لَكُم فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيّة. وَهِيَ الّتِي تَشهَدُ لِي) يوحنا 5:39.
 
طروباريّة القيامة باللّحن الأوّل
 
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمت في اليوم الثالث أيها المخلِّص، مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا إليك يا واهب الحياة: المجد لقيامتك أيّها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محبّ البشر وحدك.
 
طروباريّة القدّيسة مريم المصريّة ّ باللحن الثامن
 
بكِ حُفِظَت الصورةُ باحتراسٍ وَثيق أيّتها الأمُّ مريم، لأنّكِ حملتِ الصليبَ وتبِعْتِ المسيح، وعَمِلتِ وعلّمتِ أن يُتغاضى عن الجسَدِ لأنّه يزول، ويُهتمَّ بأمورِ النفسِ غير المائتة. لذلك أيّتها البارّة تَبتهِجُ روحُكِ مع الملائكة.
 
القنداق باللحن الرابع
 
يا شفيعَةَ المَسيحيِّين غَيرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِقِ غيرَ المردودة، لا تُعْرِضي عَن أصواتِ طلباتِنا نحنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمَعونةِ بِما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارِخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَة، وأسرِعي في الطلبة، يا والِدةَ الإلهِ المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرّميكِ.
 
الرِّسَالة
عب 9: 11-14 
صَلُّوا وأَوفُوا الربَّ إلهَنا اللهُ
معروفٌ في أرضِ يهوذا

 
يا إخوة، إنَّ المسيحَ إذ قد جاءَ رَئيسَ كَهَنَةٍ للخيراتِ المستقبلةِ، فبمسكنٍ أعظَمَ وأكملَ غَيرَ مصنوع بأيدٍ، أي ليس من هذه الخليقة، وليسَ بدمِ تيوسٍ وعجولٍ بل بدمِ نفسِهِ دَخَلَ الأقداسَ مرَّة واحدةً فوَجَدَ فِداءً أبَديّا، لأنَّهُ، إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتيوسٍ ورَمادُ عِجلةٍ يُرَشُّ على المُنجَّسينَ فيُقَدِّسُهُمْ لتطهيرِ الجسد، فكَمْ بالأحرى دَمُ المسيح الذي بالروح الأزليّ قَرَّبَ نفسَهُ للهِ بلا عَيبٍ، يطَهِّرُ ضمائرَكُم منَ الأعمالِ الميتة لِتَعبُدوا اللهَ الحيّ.


الإنجيل
مر 10: 32-45

 
في ذلك الزمان، أخَذَ يسوعُ تلاميذَهُ الاِثنَي عَشَر، وابتَدَأ يَقولُ لَهُم ما سيَعرِضُ لَهُ: هُوذا نحنُ صاعِدونَ إلى أورَشليمَ، وابنُ البَشَرِ سَيُسلَمُ إلى رؤساء الكَهَنَةِ والكَتَبَة، فيحكُمونَ عَلَيهِ بِالموتِ وَيُسَلِّمونَهُ إلى الأمَم فَيَهزَأونَ بِهِ ويَبصُقونَ عَلَيهِ وَيَجلِدونَهُ وَيَقتُلونَهُ، وفي اليَومِ الثالثِ يَقوم. فَدَنا إليهِ يَعقوبُ ويَوحَنّا ابنا زَبَدى قائلينَ: يا مُعَلِّمُ نريدُ أنْ تَصنَعَ لَنا مَهما طَلَبنا. فَقالَ لهُما: ماذا تُريدانِ أنْ أصنَعَ لَكُما. قالا لَهُ: أعْطِنا أنْ يَجلِسَ أحَدُنا عَنْ يميِنكَ والآخرُ عَنْ يسارِكَ في مَجدِك. فقالَ لَهُما يسوعُ: إنَّكُما لا تَعلَمان ما تَطلُبان. أتستطيعانِ أنْ تشرَبا الكأسَ التي أشرَبُها أنا وأنْ تَصطَبِغا بالصِّبغَةِ التي أَصطَبِعُ بِها أنا. فقالا لَهُ نَستَطيع. فقالَ لَهُما يسوعُ: أمّا الكأسُ التي أشرَبُها فَتَشرَبانِها وبِالصِّبغةِ التي أَصطَبِغُ بِها فَتَصطَبِغان. أمَّا جُلوسُكما عَنْ يميني وَعَن يَساري فَلَيسَ لي أنْ أُعطِيَهُ إلاّ للذينَ أُعِدَّ لَهُم. فَلَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ ابتدَأوا يَغضَبونَ على يعقوبَ ويوحنّا، فدَعاهُم يسوعُ وقالَ لَهُم: قدْ عَلِمتُمْ أنَّ الذينَ يُحسَبونَ رُؤَساءَ الأمَم يَسودونَهَم وَعُظماءَهُم يَتَسلَّطون عَليهم، وأمّا أنتُم فَلا يَكونُ فيكم هكذا، ولكِنْ مَنْ أرادَ أن يكونَ فيكم كبيراً فليَكُنْ لَكُم خادِماً، وَمَن أراد أن يكونَ فيكُم أوَّلَ فَلْيَكُنْ للجميعِ عَبداً. فإنّ ابنَ البَشَرِ لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ. وليبذل نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين.
 
في الإنجيل
 
"هوذا نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن البشر سيسلم... فيحكمون عليه بالموت... فيهزأون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم" إنّ الربّ يسوع يتوجّه إلى تلاميذه ويطلعهم على ما سيحدث له في أورشليم. يهيِّئُهم لسرّ الفداء وخلاص الطبيعة البشريّة، ليس عبر الانقلاب العسكريّ والسيطرة على الحكم  وأخذ السلطة، كما اعتقد تلاميذه...كيف إذًا؟
 
عبر بذل ذاته محبّةً بالناس بموته على الصليب، وهذا سرٌّ كبير يخبرهم إيّاه الربّ حيث يقلب فيه كلّ المفاهيم البشريّة.
ما هو هذا السرّ؟
 
إنّه سرّ إخلاء الذات والطاعة لمشيئة الله حتّى الموت موت الصليب: "أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النّاسِ.  وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصّلِيبِ" (فيليبي 2: 6)
 
بداية لم يفهم التلاميذ رسالة الربّ يسوع وظنّوا أنّه يسعى إلى مملكة أرضيّة، لأنّ المفاهيم البشريّة كانت مستحوذة على أفكارهم، لذلك حاول اثنان منهم أن يسرعوا ويطلبوا الجلوس عن يمين السلطة ويسارها لئلّا يسبقهم الآخرون، فشهوة السلطة وقوّتها مغرية وشهيّة...
 
"أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟"
 
أنتما تطلبان السلطة بينما أنا أدعوكما إلى بذل الذات والخدمة! دعا يسوع صلبه بالكأس لأنّه كان ماضياً إليها طوعيّاً وبفرح. ودعا موته بالمعموديّة لأنّه بواسطتها سوف يُطهِّر العالم بأسره". (القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم).

ما هي إذاً السيادة الحقيقيّة؟
 
السيادة الحقيقيّة التي أرادها الربّ المتحنّن هي: بذل الذات من أجل الآخرين، فمن "أرادَ أن يكونَ فيكم كبيراً فليَكُنْ لَكُم
خادِماً، وَمَن أراد أن يكونَ فيكُم أوّلَ فَلْيَكُنْ للجميعِ عَبداً".
 
وأعطى نفسه مثالًا حيًّا إذ قال:" إنّ ابن البشر لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ. وليبذل نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين".
 
 
رسالة حبّ إلهيّ
 
 إنّ بذل الذات هو تعبير عن حبّ لا مُتناهٍ، وقد أشار الربُّ إلى ذلك بقوله:" ما من حبٍّ أعظم من هذا أن يبذل الإنسانُ نفسَه عن أحبّائِه" (يوحنا 15: 13)، إذاً فطريق الحياة الأبديّة تمرّ عبر بذل الذات أي عبر الصليب، لذلك علينا أن نَعي أنّ حديث يسوع عن الآلام هو انسكابٌ للحُبّ الإلهيّ علينا ومِن أجلنا، وأنّ تلقُّفَنا للحُبِّ الإلهيّ واشتراكَنا الطّوعيّ مع يسوع في مَسيرته نحو الصّليب هو الطّريق الّذي يفتح أمامنا باب الفردوس ويُعطينا أن نفهم سرّ الحياة الحقيقيّة.
 
والحياة الحقيقيّة هي في وَعينا لسِرِّ الحُبّ الإلهيّ.
 
وخير تعبير من وحي هذا المقطع الانجيليّ هي هذه الترتيلة من قطع الإينوس في صلاة الختن الأولى وفيها يقول المرنّم:
"إنّ الرّبّ لما كان آتيًا إلى الآلام الطّوعيّة، قالَ للرُّسُلِ في الطّريق:
 
ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وسيُسْلَم ابن البشر، حسبما كُتب عنه. فهَلُمّ إذًا معنا يا إخوة، لنصحبه بضمائر نقيّة ونُصلَب معه ونَمُتْ من أجله بلَذّات العمر، لكي نعيش معه ونسمعه قائلًا: لستُ صاعدًا إلى أورشليم الأرضيّة لكي أتألّم، بل إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم، وأرفعكم معي إلى أورشليم العلويّة، في ملكوت السّماوات".
 
الغضب وكيفيّة علاجه
حسب جان كلود لارشيه

 
أ‌-          تعريف
ينتج هوى الغضب من القدرة الجامحة للنفس ويتضمن جميع الوجوه المرضيّة للعنف. أُعطيت القدرة الجامحة للإنسان من قبل الله خلال الخلق، وهي جزء من طبيعته نفسه وهدفها حسب هدف الخالق ان تسمح للإنسان بمحاربة المجرِّب والتجارب وأن تمنع كلّ خطيئة أي الشّر، الاّ أنّ الإنسان بالخطيئة غيّر هدفها واستعملها ضدّ قريبه محوّلاً إياها ضدّ الطبيعة وصائرة اذ ذاك مرض من أمراض النفس.
 
يظهر العنف كهوى في كلّ مرّة يوّجه تجاه القريب فإنّه يجب ان يكون موّجهًا ضدّ الشرير وليس ضدّ الضحيّة إذ إنّ الرسول بولس يقول "فليس صراعنا مع اللحم والدّم، بل مع أصحاب الرئاسة والسلاطين وولاة هذا العالم، عالم الظّلمات، والأرواح الخبيثة في السموات" (أفسس 6: 12). وكما يقول القديس سنكليتيك: "إكره المرض وليس المريض".
 
ب‌-        علاج الغضب بالوداعة والصبر والصدقة والصلاة
إذا أردنا أن نُعالج هوى الغضب يجب أن نزيل السبب إلا وهو حبّ اللذة أي إماتة الرغبة الملحّة والأهواء الناتجة عنها كشهوة البطن وشهوة الجسد والرفاهية. يشدّد الآباء على ضرورة ممارسة الفضائل المضادّة لهذه الشهوات مطهرين ضرورة الصدقة والتبرّع للفقراء كدواء فعّال في هذه الحالة.
 
يكتب إيفاغر بأنّه يُحبّ التقرب من طبيب النفوس الذي يُداوي هذه الحالة العدائية بالصدقة. فإنّ الصدقة هي فعل للمحبّة الشيء الذي هو مضاد للعدائية في الغضب، فإنّ الغضب يحتوي في طيّاته كره للقريب بينما الصدقة هي ناتجة عن محبّة للقريب التي تدلّ على فعل رأفة، رحمة، وحسن النيّة.
 
وينصح القديس كليماك بجمع الرحمة إلى الوداعة والصبر فيؤكد فاعلية هكذا دواء. ويكتب القديس مكسيموس في هذا المضمار إذا امتلكتك الرحمة والإحسان للقريب، تُزيل في نفسك كل رواسب الأهواء. وينصح بشكل عام قائلاً: إنتصر على الكره بالرحمة.
 
ويأتي الغضب أيضًا من الكبرياء لذلك يجب أن يكتسب الغضوب الوداعة كعلاج مضاد ويقول القديس كليماك أنّ الوداعة تستطيع أن تُزيل من النفس كلّ تحركات النفس التي تؤدي الى الغضب. وكما أنّ الظلام يضمحّل عندما يظهر الضوء هكذا تفوح رائحة الوداعة وتُزيل كل آثار الحقد والغضب. يقول القديس غريغوريوس أنّ الوداعة هي أمّ التواضع.
 
وإذا أغلقت الباب على التكبّر، لا يجد الغضب طريقًا له. تتقوّى مفاعيل الوداعة عند الغضوب عندما تُقرن بالتوبة والندم، فإنّ الدموع التي تكسب ندمًا وتألمًا على الخطايا فهي قادرة أن تُطفىء لهيب الغضب والحنق.
 
بالإضافة إلى كلّ هذه الأدوية، يجي أن نُضيف الصلاة فيقول القديس كاسيان في هذا المضمار أنّ الغضب ككلّ الأهواء يُمكن أن يُشفى بتأمل القلب وخاصة الترتيل، فإنّ الترتيل يجعل النفوس هادئة، يُعطي السلام، ويُهدّء ثورة الأفكار مزيلةً توترات النفس ومقوّمة كل خلل.
 
يجب أن لا نغضب إلاّ عندما نكون على حقّ فإنّ المسيح يقول من غضب على أخيه يستوجب المحاكمة (متّى 5: 22). والتدريب على ذلك يكون بالتمالك ضدّ هذه القدرة العنيفة.
 
يقول القديس باسيليوس: عندما تُحسّون بأول علامات الانفعال، إلجموا أنفسكم وحكموا العقل كما يُروّض الحصان بالرسن. يجب على الغضوب أن يلجم لسانه وأفعاله ويصمت أمام أي انفعال في بادئ الأمر ويتدرّب على السيطرة على مشاعره. يقول القديس كليماك: "إنّ بداية البصر على الغضب هو صمت الشفاه.
 
ومن ثمّ يجب أن تروّض الأفكار والقلب، فإنّه في القلب تنبعث المقاصد السيئة، القتل، والزنى، والفحش، والسرقة، وشهادة الزور، والشتائم، التي تُنجّس الإنسان (متّى 15: 18- 19، مرقس 2: 21). ويُشدّد القديس كاسيان بأنّ الغضب لا يُشفى الاّ باليقظة المستمّرة. ويقول أيضًا أنّه لا يجب أن ننزع الغضب من أفعالنا فقط بل وأيضًا من صميم نفوسنا.
 
وترويض الأفكار هو شكل أساسيّ في العلاج خصوصًا عندما يأخذ الغضب شكل مبطن خفيّ وداخليّ إذ يتفاقم الحقد والكره. والأهم في هذه الحالة هي المسامحة كدواء لهذه الحالة.
 
والمصالحة مع القريب كما يقول القديس متّى: "فإذا كنت تُقرّب قربانك إلى المذبح وتذكّرت أن لا عليك شيء، فدع قربانك هناك عند المذبح، واذهب أوّلاً وصالح أخاك، ثمّ عُدّ وقرّب قربانك. سارع إلى إرضاء خصمك ما دمت معه في الطريق لئلا يُسلّمك الخصم إلى القاضي والقاضي إلى الشرطيّ فتُطرح في السجن" (متّى 5: 23- 25).
 
لذلك يجب أن نأخذ على عاتقنا أن نتصالح مع القريب عندما نعرف أنّه مزعوج بسببنا ويجب أن نلوم نفسنا أوّلاً ونطلب السماح منه. الصلاة من أجل العدوّ لها مفاعيل كثيرة، فإذا أحسست بالحقد اتجاه أحد الإخوة صلّي من أجله لكي تكسر حمية هذا الهوى في داخلك وأيضًا صلّي من أجل الذين يُسيئون اليك فتتحرّر.
 
أخبارنا
 
 قداس الشعانين في رعية كفرعقا 
 
تحتفل كنائس الأبرشية بعيد الشعانين المقدس صباح الأحد الواقع فيه 17 نيسان 2022، ويترأس راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس) قداس الشعانين في كاتدرائية القيامة في رعية كفرعقا.
تبدأ صلاة السحر الساعة الثامنة والربع صباحاً يليها القداس الإلهي التاسعة والنصف.
 
 أمسية مرتّلة في رعيّة شكّا
 
برعاية وحضور سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، تسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة فرع شكّا مع جوقة الرعية دعوتكم للمشاركة في أمسية مرتّلة بعنوان "كامل الأجيال تقرب التسبيح" وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 15 نيسان 2022 بعد صلاة غروب لعازر التي تبدأ الساعة السادسة إلّا ربعًا مساءً في كنيسة تجلّي الربّ- شكّا.