الأحد 30 آب 2020

الأحد 30 آب 2020

30 آب 2020
 
الأحد 30 آب 2020 
العدد 35
الأحد 12 بعد العنصرة
اللحن الثالث، الإيوثينا الأولى
 
أعياد الأسبوع:
30: القدّيسون ألكسندروس ويوحنّا وبولس الجديد بطاركة القسطنطينيّة، * 31: وضع زنّار والدة الإله، * 1: ابتداء السنة الكنسيّة، البارّ سمعان العموديّ، الصدِّيق يشوع بن نون، الشَّهيد إيثالا، * 2: الشّهيد ماما، يوحنّا الصّائم بطريرك القسطنطينيّة، * 3: الشّهيد في الكهنة أنثيمُس، البارّ ثاوكتيستوس، القدّيسة فيڤي، نقل عظام القدِّيس نكتاريوس، * 4: الشّهيد بابيلا أسقف أنطاكية وتلاميذه الثّلاثة، النّبيّ موسى *، 5: النّبيّ زخريّا والد السّابق.
 
الجسد، النفس والروح (2)
يكتب الرسول بولس إلى أهل تسّالونيكي: "وإله السلام نفسه يقدّسكم بالتمام ولتُحفظْ روحُكم ونفسُكم وجسدُكم كاملةً بلا لوم عند مجيء ربّنا يسوع المسيح" (2 تسالونيكي 5: 23).
 
مُنطَلَقُ هذا الكلام أنّ الرّوحَ هديّةٌ وهَبَتْها النعمةُ الإلهيّةُ للإنسان الصالح؛ وهذا ما يجعلُ النفسَ البشريّةَ تَرنُو إلى الله ولا ترتاحُ إلّا بعطيّة نعمة الروح القدس. وكأنّ نفسًا ثانيةً تنضمُّ إلى النفس الطبيعيّة وتطعّمُها se greffe. يقول القدّيسُ مكاريوس المصريّ في هذا الصدد: "كما أنّ الجسد بدون يد أو رِجْلٍ أو عَينٍ يجعل الإنسانَ عطيلاً، كذلك النفسُ الطبيعيّة المنفصلةُ عن النفس السماويّة القدس هي أيضًا عطيلة mutilée، أي محرومة من نعمة الروح.
 
لقد شاء السيّد حسناً أن يكون للمسيحيّ الحقيقيّ نفسان: واحدة مخلوقة طبيعيّة والثانية غير مخلوقة سماويّة، آتية من الروح القدس. هكذا يصبح الإنسان كاملاً أهلاً لدخول ملكوت السموات، يطير بأجنحة الروح القدس". (راجع العظات الروحيّة للقدّيس مكاريوس المصريّ 52: 5).
 
* * *
هكذا فإنّ بعضًا من آباء الكنيسة يعتبر العنصرَ الثالث في الإنسان، أعني الروح، يعتبرونه عطيّةً من الروح القدس، أي إنّ النعمة الإلهية بحسب قول الرسول بطرس "تجعلنا شركاءَ الطبيعة الإلهيّة هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة" (2 بطرس 1: 4).
 
النعمة الإلهيّة هي حياة الله بحدّ ذاتها، تأتي إلى النفس البشريّة المخلوقة. عن طريقها يتسرّب الله إلى داخلنا، نحيا فيه وهو فينا كما أنّ الحديد المُحمَّى بالنار يشترك مع طبيعة النار، يشعّ بالنار لكنّ الحديدَ يبقى حديداً والنار تبقى ناراً.
 
هكذا نصبح "أبناء الله" بالنعمة الإلهيّة لا بالجوهر، نصبح أعضاءَ حيّة في جسد المسيح، متألِّهين. هذا هو سرّ القداسة بالنعمة. هكذا نتقدّس ونَخلُص: هذا هو أعظم عملٍ لله فينا نحن البشر.
                                                                                     + أفرام
                                                                        مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروبارية القيامة باللحن الثالث
  لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعده، ووطئ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.
 
قنداق ميلاد السيدة باللحن الرابع
إنّ يواكيمَ وحنَّةَ من عار العُقرِ أُطلقا، وآدمَ وحوَّاءَ من فساد الموت، بمولدكِ المقدَّسِ يا طاهرةُ أُعتِقا. فَلَهُ يُعيّدُ شعبُكِ، وقد تَخلَّص مِن وَصمةِ الزلّات، صارخاً نحوكِ: العاقرُ تَلِدُ والدةَ الإله المغذِّيةَ حياتَنا.
 
الرسالة: 
 1 كو 15: 1-11
رتّلوا لإلهنا رتّلوا
يا جميعَ الأممِ صفِقّوا بالأيادي
 
يا إخوةُ أُعرِّفُكم بالإنجيلِ الذي بشَّرتُكم بهِ وقَبِلتُموهُ وأنتمُ قائمون فيهِ، وبهِ أيضاً تَخلُصون إن حافظتم على الكلام الذي بشَّرتُكم بهِ، إلّا أن تكونوا قد آمنتم باطلاً. فإنّي قد سلَّمتُ إليكم أوّلًا ما تَسلَّمتُه، وهو أنَّ المسيحَ ماتَ من أجلِ خطايانا على ما في الكتب، وأنَّه قُبِرَ وأنَّهُ قامَ في اليومِ الثالثِ على ما في الكُتب، وأنَّهُ تراءَى لصَفا ثمَّ للاِثنَي عَشَر، ثمَّ تراءَى لأكثرَ من خمسِ مئةِ أخٍ دفعَةً واحِدةً أكثَرُهم باقٍ إلى الآن وبعضُهم قد رقدوا. ثمَّ تَراءى ليعقوبَ ثمَّ لجميع الرسل، وآخِرَ الكُلِ تَراءى لي أنا أيضاً كأنَّهُ للسِّقط لأنّي أنا أصغَرُ الرسُلِ، ولستُ أهلاً لأنْ أُسمّى رسولاً لأنّي اضطهدتُ كنيسةَ الله، لكنّي بنعَمةِ الله أنا ما أنا. ونعمتُهُ المعطاةُ لي لم تكن باطِلةً، بل تعبتُ أكثرَ من جميعهم. ولكن لا أنا بل نعمةُ اللهِ التي معي، فسَواءٌ كنتُ أنا أم أولئكَ هكذا نكرِزُ وهكذا آمنتُم.
 
 
الإنجيل:
متى 19: 26-34 (متى 12)

 
في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ شابٌّ وجثا له قائلاً: أيُّها المعلِّمُ الصالحُ ماذا أعملُ مِنَ الصلاح لتكونَ لي الحياةُ الأبديَّة؟ فقال لهُ لماذا تدعوني صالحاً وما صالحٌ إلّا واحدٌ وهُوَ الله. ولكِنْ إنْ كنتَ تريد أن تدخُلَ الحياة فاحْفَظِ الوصايا. فقال لهُ: أيّةَ وصايا. قال يسوع: لا تقتُلْ. لا تزنِ. لا تسرِقُ. لا تشَهدْ بالزور، أكرِمْ أباك وأمَّك. أحبْب قريبَك كنفسِك، قال لهُ الشابُّ: كلُّ هذا قد حفِظتُهُ منذ صبائي، فماذا يَنقُصُني بعدُ؟ قال لهُ يسوعُ: إنْ كنتَ تريد أنْ تكونَ كامِلاً فاذْهَبْ وبِعْ كلَّ شيءٍ لك وأعْطِهِ للمساكين فيكونَ لك كنزٌ في السماءِ وتعالَ اتبعني. فلمّا سمع الشابُّ هذا الكلامَ مضى حزينًا لأنَّه كان ذا مالٍ كثير. فقال يسوعُ لتلاميذهِ: الحقَّ أقول لكم إنَّهُ يعسُرُ على الغنيِّ دخولُ ملكوتِ السماوات. وأيضاً أقول لكم إنَّ مُرورَ الجَمَلِ مِن ثَقْبِ الإبرةِ لأسْهلُ من دخولِ غنيٍّ ملكوتَ السماوات. فلَّما سمع تلاميذهُ بُهتوا جدًّا وقالوا: مَن يستطيع إذَنْ أن يخلُصَ؟ فنظر يسوعُ إليهم وقال لهم: أمّا عندَ الناسِ فلا يُستطاعُ هذا، وأمَّا عند اللهِ فكلُّ شيءٍ مُستطاع.
 
في الإنجيل
 
يقول الرّبُّ يسوع في نهاية هذا المقطع الانجيليّ "أمّا عندَ الناسِ فلا يُستطاعُ هذا، وأمَّا عند اللهِ فكلُّ شيءٍ مُستطاع". هذا الكلامُ يفتحُ بابَ الأملِ أمامَنا من جهة الخلاص، رغم تقصيرِنا وعدم استحقاقِنا. ولكن، إذا قرأنا المقطع ككلّ، لا نسمعُ كلامًا مُريحًا، بل نسمعُ كلامًا يدعو إلى الحُزن. فكيف نسمع "اترك كلّ شيءٍ واتبعني" مُدرِكينَ المقصودَ منها ولا نحزن؟! لذلك، لا نستغرب الحزنَ الّذي اعترى الشابَّ المذكور.
 
هذا الشابُّ جاءَ ليستفسر عمّا يمكنُ أن يفعله ليرث الحياة الأبديّة، فأجابه يسوع أنّ عليه أن "يحفظ" الوصايا كلّها، أي عليه أن يعمل بها ويطبّقها. فكان جواب الشابّ له أنّه كان يعمل بها كلّها منذ صغره.
 
ما هي أبعاد كلام الشاب؟ فهو أوّلاً يظنّ أنّه يستطيع أن يرث ملكوت السموات لقاء فعلٍ "صالح" يقوم به؛ وثانياً هو يظنّ نفسه كامِلاً إذ يتفاخر أنه استطاع بقواه الخاصّة تطبيق كلّ الوصايا. وما الذي فعله يسوع؟ لقد استنبط من الشابّ كلّ هذه الأمور ليقول له إنّ المرءَ لا يكسبُ ملكوت السماوات بالأفعال الصالحة، ولا يكون كاملًا بتطبيق الوصايا. وبكلامٍ أوضح، الأعمالُ الصالحةُ يفعلُها المؤمنُ تلقائيًّا، ولا ينتظرُ عليها ثوابًا، بل يعتبرُ نفسَه مجرّدَ عبدٍ بطّال لأنّه يفعل ما يتوجّبُ عليه. وكذلك حفظُ وصايا الله هو أقلُّ ما يفعله المؤمن. 
 
يسوع هنا، يغيّر مجرى المقاربة بشكلٍ كُلّي. يطلب منه أن يترك كلّ مقتنياته وممتلكاته ويتبعه، ويعلّمُه أنّ اتِّباعَهُ هو الطريقُ لدخول ملكوت السماوات. هذا الكلامُ جعلَ الشابَّ يحزن، وهذا بَدَهِيٌّ، لأنَّ كلَّ مَن يتمسَّكُ بهذه الدّنيا يحزن.
 
ما معنى اتّباع يسوع؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب علينا أوّلاً طرد كلّ فكر وتخّيل رومانسيّ يرافق فكرة اتّباع يسوع. وعلينا تاليًا أن نقبلَ فكرةَ التخلّي عن كلّ شيء، وفكرةَ الالتفاتِ إلى الآخَرِ المحتاج وإعطائه ممّا لدينا، مهما افتقرنا ومهما قسَتْ علينا الأيّام. 
 
كلمة "اتبعني" قد تحملُ في طيّاتِها الموت؛ لأنّ تابعَ المسيحِ مصيرُه كمصير المسيح. المسيحُ صُلِب، وأنا سأُصلَب. ما مِن طريقٍ أمامَنا غيرُ طريقِ الجلجلة. ولكن.. بعدَ الصليبِ والموتِ جاءتِ القيامة. وهذا رجاؤُنا الوطيد. 
 
لقد دخَلنا في العهدِ الجديدِ عبرَ المعموديّة. والعهدُ الجديدُ وقّعَهُ الربُّ يسوعُ بدمِه المسفوكِ مِن أجلِنا. لذلك سنموتُ مِن أجلِه كما ماتَ مِن أجلِنا. لذلك قُلنا إنّ هذه الفكرةَ لا علاقةَ لها بالرومانسيّة، بل بالعيشِ والتطبيق. سنصلب الأهواء، أي سنتخلّى عنها رغم إصرارها علينا. سنكونُ شُهَداءَ أحياءَ للمسيح وَمِن أجله، لنقومَ معَهُ في النهاية. لا قيامة لنا قبل الموت. 
 
لذلك، صلب موضوع هذه القراءة الإنجيليّة اليوم هو التّرك، الموت، التخلّي عن الارادة، اتّباع يسوع من دون أن نكون متعلّقين بمادّة، بمال، وحتّى بأهل وأصدقاء وأحبّاء وزوجات وأزواج. الطريق التي سار عليها يسوع هي طريق الأبرار، طريق عدم الهوى، طريق الجلجلة. فإذا فعَلْنا ذلك ننجو من الفساد، وننتصر على كلّ حزنٍ تثيرُه الدّنيا في وجهنا.
 
الكنيسة (بيت الله)
 
لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة. (يو2: 16)، (مت 21: 13)، (مر 11: 17)، (لو19: 46).
ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحقّ. (يو 4: 23)
لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر، بل أُريكم مِمّن تخافون، خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنّم. (لو12: 4-5 ).
 
   دَرَجَتْ العادة أن يطلق الناس على الكنائس والمعابد، بشكل عامّ، صفة (بيت الله) أو (بيوت الله). نحن نقيم في بيوتٍ مبنيّةٍ مِن حجر أو خشب، وما إلى ذلك، ونسمّي ذلك المكان بيتنا، لأنّنا نبيت فيه. ولكن! الله، هل يقيم... هل يسكن... في الكنائس المشيَّدة بيد البشر؟! هل هو موجود بين جدرانها حصرًا؟ هناك فقط نلتقي به؟ نتكلّم معه؟ نصلّي؟ نرتّل؟... وإذا ما خرجنا خارجًا، لا وجود له...؟!!
 
   يجيبنا الرب على أسئلتنا من خلال حديثه إلى السامريّة، أين نجد الربّ؟ أين نلتقي به؟ بالروح والحقّ. يعني لا مكان جغرافيًّا محدَّدًا. 
   إذا كان السجود والصلاة هو اللقاء بالربّ، فإنّ هذا اللقاء الذي يتمّ بالروح والحقّ يمكن أن يتمّ في أيّ مكان وزمان، لأنّ الروح يرافقنا أنّى ذهبنا. بالتالي فإنّ بناء الكنيسة مهما بلغت قدسيّتُه وتاريخيّتُه وعظمتُه وتقديرُنا له، إلّا أنّه ليس المكان الأوحد، حصرًا، الذي إذا ما فقدناه لسبب ما تنتفي علاقتنا بالله، وتنقطع صلتنا بمن هو مصدر الحياة، ومالك الحياة الأبديّة.
 
   منذ نشأة الكنيسة وحتّى اليوم تقلّبت الأيّامُ والأحداث، واندثرت دول وجاءت أخرى، برزت امبراطوريّات وغابت أخرى. هذه التبدُّلات والتغيُّرات التاريخيّة، لم تحدث بشكل سلميّ، طبعًا، بل جاءت نتيجة حروب طاحنة وغارات، نشرت الخراب والدمار يحرّكها الحقد والكراهية، فكانت الإبادة الكاملة أو الجزئيّة لما يميّز الحضارة المهزومة، وقد طالت يد التخريب والكراهية الكنائس والأديار، فاندثرت أعداد كبيرة منها، وغدا معظمها أثرًا بعد عين. ولكن... هل اندثر الإيمان بالله باندثارها؟ 
 
إنّ التاريخ الّذي نعيشه حتّى أيّامنا هذه يجيبنا عن هذا السؤال. إيماننا لا يتوقّف على وجود وبقاء هياكل عظيمة وأبنية تاريخيّة هائلة، ربما ارتبطنا بها عاطفيًّا ورسخت في أذهاننا مثالًا على عظمة وجلال انتمائنا، ولكن في الحقيقة هل هي عماد إيماننا بالله وعلاقتنا به؟!!
 
   لا ريب البتّة في أنّ إيماننا وعلاقتنا بالله لا ينحصران في إطار الأبنية والكنائس وإلّا لَكُنّا فقدناهما في حال تهديمها أو الاستيلاء عليها، إنّهما في أعماق قلوبنا كما أشرنا إلى ذلك في مقال سابق بعنوان (القلب). 
 
   نشكر الربَّ إلهنا الكُلّيّ المعرفة والمحبّة، الّذي جعل مقامه في قلوبنا، حيث لا حروب ولا تهديم، ولا نفي، ولا سبي... يمكن أن يبعدنا عنه، إنّه معنا في كلّ حين ومكان، إذا ما كانت قلوبنا مستعدّة لاستقباله.
 
   ما نودّ أن نقولَه هنا هو أنّ استيلاء المحتلّين على كنيسة ما وتغيير وجهة استعمالها حسب مشيئته وميوله لا يمكن أن نسمّيه تدنيسًا، ولا يصحّ البتّة مع الإلهيّات ، أي أمر يمكن أن يدنّس سمو الله ورفعته عن كلّ ما هو أرضيّ. لذلك تدعو الكنيسة المؤمنين دائمًا إلى التخلّي عن الأرضيّات وطلب السماويّات، الجملة التي نردّدها في القداس الإلهيّ "لنطرح عنا كلّ اهتمام دنيويّ"، لماذا؟ " كوننا مزمعين أن نستقبل ملك الكلّ".
 
   إنّ إدراكنا العميق والحقيقيّ لهذه الدعوة يسمو بنا عن الأرضيّات (لأنّه ليست لنا ههنا مدينة باقية لكنّنا نطلب العتيدة) عب 13: 14.
   شعوب كثيرة اقتُلعت من أوطانها ومدنها وقراها ونُقلت إلى أماكن أخرى غريبة عنها، طبعًا لم يكن بالإمكان نقل كنائسها معها. لكنها نقلت إيمانها في قلبها ووجدانها، وواصلت عيشه وشيّدت كنائس جديدة في الأرض الجديدة.
 
   هنا نفهم جيدًا ماذا يقصد الربّ بقوله، لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ... خافوا من الذي بعد أن يقتل له سلطان أن يلقي في جهنّم.
   وأمّا قوله بيت أبي بيت صلاة ... فيعني أنّ دخولنا إلى هذا البيت يكون للصلاة... للمناجاة... للتواصل... للتأمّل، ولا شيء غير ذلك، لا ندخل إليه لاستعراض أزيائنا وزينتنا وتبادل الأحاديث، هنا تكون الإساءة ، بالاستخفاف بقيمة هذا البيت. هنا يصير من يظنّون أنفسهم، أو من يسمّيهم الآخرون أبناء الكنيسة، هم المسيئين الحقيقيّين. نعم نحن نسيء إلى بناء الكنيسة، إنّها إساءة وليست تدنيسًا، لأنّ التدنيس لا يمكن أن يطال الإلهيّات، وأمّا الإساءة فهي تمسّ وتلوّث من يقوم بها. إنّها تطال هيكل الله الحيّ وهو الإنسان، الإنسان الذي خُلق على صورة خالقه، ودُعي للعودة إليه ثانية، بالتوبة والإيمان.
 
    إخوتي...نحن الهيكل الحيّ الذي يسكن فيه الله، فلا تخافوا ولا تنكسر قلوبكم إذا ما خسرتم بناء كنيسة مهما كانت تاريخيّته وأهمّيّته والتصاقنا العاطفيّ به...
 
لننكفئ إلى أعماقنا، ولنهتمّ بتنظيف خفايانا لكي يجدها فاحص القلوب مهيّأة ومستعدّة لاستقباله. 
لندع الأرضيّات للأرضيّين.
 
أخبارنا
+ عيد القدّيس ماما في رعية كفرصارون
برعاية صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) تحتفل رعيّة كفرصارون بعيد شفيع البلدة القدّيس ماما الشهيد، وذلك بإقامة صلاة الغروب والخمس خبزات والقمح والخمر والزيت عند الساعة السادسة من مساء الثلاثاء الواقع فيه 1 أيلول 2020. ونهار الأربعاء 2 ايلول يترأس سيادته صلاة السحر عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً، يليها القداس الإلهيّ.