الأحد 11 آذار 2018

الأحد 11 آذار 2018

11 آذار 2018

 

الأحد 11 آذار 2018          
العدد 10
الأحد الثالث من الصوم (السّجود للصّليب المقدّس)
 
 
اللّحن السابع            الإيوثينا السابعة
 
* 11: صفرونيوس بطريرك أورشليم* 12: ثاوفانس المعترف، غريغوريوس الذيالوغوس بابا رومية، سمعان اللاهوتيّ الحديث، * 13: نقل عظام نيكيفورس بطريرك القسطنطينيّة، * 14: البارّ بنادكتس، البارّ ألكسندروس، * 15: الشُّهداء أغابيوس والسَّبعة الذين معه، * 16: الشّهيد سابينوس المصريّ، البارّ خريستوذولس، المديح الرّابع، * 17: ألكسيوس رجل الله. *
 
الصَّليبُ فرح كلِّ المسكونة 
 
أداة للموت هو منذ الأزمنة القديمة. صار رمزًا للحياة الفيّاضة بالحبّ الإلهيّ لمّا سُمِّر عليه ابن الله المتجسِّد مَن صار لنا بموته حياة وبآلامه إبادة للآلام.
 
تضع الكنيسة الصّليب، في هذا اليوم، بين الورود والرياحين لأنّه منه يفيض عبق القداسة بدم الَّذي افتدانا عليه. الصَّليب هو في وسط حياتنا، وحياتنا في وسط الأشواك، لكن، عندما يكون المسيح معلَّقًا على هذا الصّليب، تتحوَّل الأشواك إلى خضرة وورود وجمال لأنّ "الله يُطلِعُ من الظّلمة نورًا".
 
أحد السّجود للصليب المكرَّم هو ثالث أحد من آحاد الصّوم، رتَّبَتْهُ الكنيسة المقدَّسَة لكي تشدِّدنا في جهادنا ناقلة إيّانا إلى ناجمة الصَّليب بالمسيح يسوع أي القيامة والحياة الأبديّة، فتمدُّنا هكذا نحو غاية جهادنا، صليبنا، ألا وهي الغلبة على الموت والشِّرِّير واقتناء ملكوت السَّموات...
 
جهاد الصّوم والصّلاة هو الصَّليب الَّذي "به صُلِب العالم لي وأنا للعالم" (غلاطية 6: 14). الرَّبُّ يسوع هو من علّمنا، أوَّلًا، هذا الأمر في حياته وبذلِه نفسَه لأجلنا حاملًا عار خطايانا وهو البريء من العيب، لأنَّ "أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا (...) وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا  (...)  عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ (...) وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا (...) سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبينَ" (إشعياء 53: 4، 7، 9، 11 و12)
 
كلمة الرَّبّ يسوع لم تكن مرَّة سوى حياته، سوى شخصه منقولًا إلينا بالروح القدس. فمن يقتبلْ كلمة يسوع في قلبه ويتركْها تنقّيه يتحوَّلْ هو إلى هذه الكلمة فيصير الكلمة (ΟΛόγος) فيها حاضرًا وفاعلًا. بكلمات أخرى، بطاعة الوصيّة في المحبّة الإلهيّة تصير شجرة معرفة الخير والشّرّ الصَّليب الَّذي به ينتقل الإنسان، بهذا الجهاد الصياميّ الرّوحيّ الصّلاتيّ في صَلْبِ المعرفة الساقطة بالتواضع، إلى ترك كلّ ما في العالم من غذاء لطلب ثمرة شجرة الحياة فقط أي "الكلمة الإلهيّ".
 
آدم الأوّل سقط، بطُعم لذّة الطّعام، في خدعة وَهْم التألّه بعود معرفة الخير والشرّ، دون الله، من مشـروع ربّه له ولذريّته فأدخَلَ، بالمعرفة التي هي خارج المحبّة والتّسليم لله، الموت والألم والخراب للخليقة بأسرها. آدم الثّاني، الرّبّ يسوع المسيح حمل، بالطاعة في الحبّ للآب بجسده من خلال الإمساك، ثمرة سقوط آدم مع كلّ نتائجها ليُدخِل الإنسان في نور المعرفة الإلهيّة بواسطة خبرة إماتته للخطيئة على الصّليب وانتصاره عليها مع ما نجم عنها من نتائج على البشريّة والخليقة. 
 
بعبارات أخرى "بالصّليب قد أتى الفرح إلى كلّ العالم" لأنَّ الرَّبَّ "بالموت للموت أباد وحطم"، أي أنّ الصَّليب صار مطرح تحقيق وتجلِّي الغلبة الإلهيّة-البشريّة في المسيح يسوع الإله-الإنسان لكلّ الخليقة مع ذرّيّة آدم الأوّل على سقوطها، وإعادة خلق العالم بدم الحمل الَّذبيح منذ إنشاء العالم.
 
أيّها الأحبّاء، ”فَلْنَتَمَسَّكْ بالاعترافِ. لأنْ ليسَ لنا رئيسُ كهنةٍ غيرُ قادرٍ على أن يَرثيَ لأوهانِنا، بل مُجَرَّبٌ في كلِّ شيءٍ مِثلَنا ما خَلا الخطيئة" (عبرانيّين 4: 14-15). الرّبّ شاركنا ضعفنا ليمنحنا قوّته. لا بدّ لنا من العبور بضعف الصَّليب أي بأن نقبل الإقرار بعدم قدرتنا على احتمال الصّليب وحدَنا دون نعمة الله، لكيما، بقوّة صليب المسيح، ننتقل، بألم الموت عن عتاقتنا، إلى فرح الحياة الجديدة بالحبّ الإلهيّ الَّذي يُنير حياتنا بنور المعرفة الإلهيّة في رحاب بهجة لُقيا المسيح في قلوبنا وفي وجوه الآخَرين الَّذين ما زالوا قابعين في "بقعة ظلال الموت" جاهلين نورانيّة صورة الله فيهم.
 
نتشدَّد اليوم ونفرح لأنّنا نعلم يقينًا أنّ زمن سؤدد الظّلمة قد باد بصليب المسيح دون رجعة، لأنّ الخطيئة، وتاليًا الموت، قد غلبا في يسوع وفي من هو متَّحد بيسوع. أمّا من يرفض خلاص الله الممدودَ في العالم من خلال جسد المسيح، أي الكنيسة، بعد أن يلمس حبّ الله وحنانه، فيعود إلى سقطة آدم الأوّل وسيبقى في دوامة هذا السُّقوط في ألم الصّليب بعود معرفة الخير والشر...
 
فلنصلب عقولنا بالإيمان والاتّكال على الله ليزهر لنا عود الصّليب حياةً وغلبة أبديَّتَين للحبّ والفرح والسّلام...
 
+ أنطونيوس
متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما
 
 
طروباريّة القيامة باللّحن السابع
 
حطمتَ بصليبك الموتَ وفتحتَ للّصّ الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطِّيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحاً العالَمَ الرحمةَ العظمى.
 
طروباريّة الصّليب باللّحن الأوّل 
 
خلِّصْ يا ربُّ شعبكَ وبارك ميراثك، وامنح عبيدَكَ المؤمنين الغلبة على الشرّيـر، واحفظ بقوّةِ صليبِك جميعَ المختصّين بك.
 
القنداق باللّحن الثامن 
 
إنّي أنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُنديَّةً محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقِذةٍ مِنَ الشَّدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّةَ التي لا تُحارَب، أَعتقيني من صُنوفِ الشَّدائد، حتّى أصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها. 
 
 
الرِّسالة
عب 4: 14-16، 5: 1-6 
 
خلِّص يا ربُّ شَعبَك وباركْ ميراثَك
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ إلهي
 
يا إخوة، إذ لنا رئيسُ كَهَنةٍ عظيمٌ قد اجتازَ السماواتِ، يسوعُ ابنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بالاعترافِ. لأنْ ليسَ لنا رئيسُ كهنةٍ غيرُ قادرٍ على أن يَرثيَ لأوهانِنا، بل مُجَرَّبٌ في كلِّ شيءٍ مِثلَنا ما خَلا الخطيئة. فَلْنُقْبلْ إذاً، بثقة، إلى عرشِ النعمةِ لنِنالَ رحمةً ونجدَ ثِقةً للإغاثةِ في أوانها. فإنَّ كلَّ رئيسِ كهنةٍ مُتَّخَذٍ من الناسِ ومُقامٍ لأجلِ الناس في ما هو لله ليُقرِّبَ تَقادِمَ وذبائحَ عن الخطايا، في إمكانِهِ أنْ يُشفِقَ على الذينَ يجهَلونَ ويَضِلُّونَ لِكونِهِ هو أيضاً مُتَلَبِّساً بالضَّعْفِ. ولهذا يجب عليهِ أنْ يقرِّبَ عن الخطايا لأجلِ نفسِهِ كما يُقرِّبُ لأجلِ الشعب. وليس أحدٌ يأخذُ لِنَفسِهِ الكرامةَ بَلْ من دعاه الله كما دعا هارون. كذلكَ المسيحُ لم يُمَجِّدْ نَفْسَهُ ليَصيرَ رئيسَ كهنةٍ بلِ الذي قالَ لهُ: "أنْتَ ابني وأنا اليومَ ولدْتُكَ". كما يقولُ في مَوضِعٍ آخَرَ: أنْتَ كاهنٌ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ ملكيصادَق.
 
الإنجيل
مر 8: 34-38، 9: 1 
 
قال الرَّبُّ: مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني فَلْيَكْفُرْ بنَفْسِهِ ويَحمِل صَليبَه ويَتبَعْني. لأنَّ مَنْ أرادَ أنْ يُخَلِّصَ نفسَه يُهْلِكُها، ومَنْ أهلكَ نفسَهُ مِن أجلي وَمِنْ أجْلِ الإنجيل يُخَلِّصُها. فإنَّهُ ماذا يَنْتَفِعُ الإنسانُ لو رَبحَ العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نفسَهُ؟ أمْ ماذا يُعطي الإنسانُ فِداءً عن نَفْسِهِ؟ لأنَّ مَن يَسْتحيِي بي وبكلامي في هذا الجيلِ الفاسقِ الخاطئ يَسْتحيِي بهِ ابْنُ البَشَر متى أتى في مَجْدِ أبيهِ مَعَ الملائكةِ القِدِّيسين. وقالَ لهُمْ: "الحقَّ أقولُ لكم: إنَّ قَوْماً مِنَ القائمين ههنا لا يَذوقونَ الموْتَ حتّى يَرَوا مَلكوتَ اللهِ قد أتى بقُوّةٍ".
 
في الإنجيل 
 
إنّه منتصف الصّوم الأربعينيّ المقدّس، فيه تذكّرنا الكنيسة بأنّ رحلة الصّوم غايتها الاستعداد للفصح المجيد، لقيامة المسيح وانتصاره على الموت، وبالتالي قيامة كلّ إنسان يؤمن بيسوع، في اليوم الأخير. "كلّ من آمن بي وإن مات فسيحيا" (يوحنّا 11: 25).
 
ولكنّ طريق القيامة يمرّ بالصّليب، فلا يمكن أن نتبع يسوع ...حتّى القيامة من دون حمل الصليب في حياتنا، "إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (متّى 16 : 24).
 
فشرطا من يريد أن يأتي وراء المسيح ويتبعه هما أن ينكر نفسه، وأن يحمل صليبه، وهذان الشرطان مرتبطان بعضُهُما ببعضٍ. فالتخلّي عن شهواتنا وأهوائنا النابعة من أنانيّتنا والإنطلاق نحو الآخر والعناية به لخدمته ومحبّته ورحمته هي الصليب الحقيقيّ الذي يحمله كلّ من أراد أن يتبع المسيح. الصّليب هو بذل الذات محبّة بالآخرين، وهذا ما يجعل الصليب مرتبطاً بالمحبّة. " ما من حبّ أعظم من هذا: أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه" (يوحنّا 15: 13). وقد طبّق يسوع هذه المقولة عندما بذل نفسه على الصليب لأجلنا جميعًا. "لأنّه هكذا أحبّ الله العالَم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة" (يو3 :16).
 
صليب الإنسان المؤمن في هذه الأيّام قد يكون: تحمّل المرض والعناية بالمرضى، الجهادات الروحيّة والجسديّة، الأصوام والأسهار والصلوات، التغلّب على الأهواء والشهوات، ممارسة الفضائل، العمل في سبيل العائلة وتربيتها وتعليمها والعناية بها، محاربة الأفكار الغريبة التي يزرعها العدوّ وتنقلها، إلى أولادنا، الألعاب التكنولوجيّة عبر وسائل الإنترنت والتواصل، التمييز بين تعاليم الكنيسة المؤدّيّة إلى الحياة الأبديّة والتعاليم المندسّة المؤدّيّة إلى الهلاك...
 
هذا كلّه صليب الإنسان المؤمن الذي، إن حمله بإخلاص، فسيشعر في كيانه أنّه يشارك المسيح في حمل الصليب، "مع المسيح صُلبت، فلست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ" (غلاطية 2: 20).  ويكون عندئذ صليب المؤمن هو صليب المسيح، ولكن هذا يؤدّي حتمًا إلى إهلاك النفس وربّما الإستشهاد، في سبيل المسيح، ولكن لا تخف أيّها المؤمن فمع "المسيح نموت لكي نحيا معه". "...من يُهلك نفسه من أجلي يجدها..." (متّى 16: 25).
 
أمّا من تقاعس عن حمل صليب الحياة وفضّل أن يربح العالَم الزّائل وشهواته فماذا سيستفيد؟ إنّه سيخسر حتّى نفسه، "وماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟" يسألنا الرّبّ، الذي قدّم نفسه فداءً عنّا، بتعليقه على الصليب...
 
بالصليب تحقّق ملكوت الله، بعد أن خسرناه قديمًا بالعصيان. بالصليب صار الملكوت في داخلنا، بل قوّة الله كلّها في داخلنا، لأنّ قوة الله في محبّته اللّامتناهية، وقد ظهرت هذه المحبّة على الصليب. يبقى علينا أن نحمل الصليب بفرح... لأنّ من يحمله معنا سيقيمنا معه في اليوم الأخير، وسيُدخلنا إلى ملكوته السماويّ... آمين.
 
كنسيّّو المناسبات 
 
الكنيسة، كبناء، هي بيت الله؛ هناك يجتمع المؤمنون حول الكاهن الذي يقيم الأسرار الإلهيّة، التي رسمها لنا الرّبّ بواسطة رسله ومعلميّ الكنيسة، من أجل حياتنا الرّوحيّة وحصولنا على الغذاء الإلهيّ لصحّة النفس والجسد، استعدادًا للانتقال إلى الحياة الثانية، الحياة الأبديّة التي نحن مدعوُّون إليها بحسب التدبير الإلهيّ.
من التوصيف الموجز أعلاه، ندرك ضرورة الكنيسة وأهمّيّتها في حياة المؤمنين. إلّا أنّنا نلاحظ صورة لا تتناسب أبدًا وهاتين الضّرورة والأهمّيّة، ولا تعبِّر عن إدراك أبناء الكنيسة لهما. نتعامل مع الكنيسة وكأنّها نادٍ اِجتماعيّ نذهب إليه للقاء أصدقائنا، ولتأدية واجبات يطغى عليها الطابع الإجتماعيّ، من تعزية بوفاة أو تهنئة بفرح، لا للقاء ربّنا وخالقنا.
 
في أيّام عاديّة لا احتفالات فيها ولا أعياد كبيرة، نلاحظ وجود العدد نفسه تقريبًا من المؤمنين الذي نجده في الكنيسة عادة. لكنّ هذا العدد يتضاعف مرّات عدّة، يملأ الكنيسة وما حولها من قاعات وساحات، إذا ما حلّ عيد أو مناسبة يعتبرها الناس مميّزة، ويتعاملون معها على أنّها مهرجان، ويتفنّنون فيه بإظهار ما لديهم من ملابس وزينة....، بالإضافة إلى التغيير الكبير الذي يطرأ على جوّ الكنيسة نفسها من فوضى وعدم تقدير واحترام لِما يتمّ فيها من أسرار إلهيّة مقدّسة.
 
(كم يتمنّى القلب لو أنّ هذا العدد يُوجَد دائمًا، وقطيع المسيح كلّه يكون مجتمعًا حول الكأس المقدّسة، يشارك بالصلوات التي تستمدّ البركة والنعمة من لدن الرّبّ).
 
نحن الآن في فترة الصّوم الكبير، المسيرةِ التي تقودنا إلى الحدث الأهمّ والأعظم في دورة حياتنا الطقسيّة ألا وهو الاِحتفال بآلام ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح ومن ثمّ بقيامته المجيدة. انظروا إلى الأعداد الكبيرة التي تتوافد إلى الكنيسة يوم الخميس العظيم، ويوم الجمعة العظيمة صباحًا، عدد محدود. الجمعة مساءً أعداد كبيرة، منها للمشاركة الفعليّة في خدمة جنّاز المسيح، والعدد الطارئ والمفاجئ يأتي لحضور مناسبة لا يعرف منها سوى المظهر الخارجيّ، لذلك يتصرّف بسطحيّة واستخفاف. سبت النّور، أوّل السبوت وملكها وسيّدها، عندما نرتّل آيات الظفر والاِنتصار على الموت والجحيم "قمّ يا الله واحكم في الأرض"، يحضر عدد قليل جدًّا. وعندما تهتف الكنيسة بفرح كبير "المسيح قام" عدد كبير يشارك ب (الهجمة)، وللتوّ يغادر معظمهم لينصرف إلى الحفلات الدنيويّة الصاخبة ويترك قدّاس الفصح ليكتمل بحضور عدد قليل من المؤمنين.
 
نقول هذا بحرقة وألم، لا للانتقاد بل لتصوير واقع لا يخفى على أحد.
 
منذ زمن ليس ببعيد، ربّما ما يزال كبارنا يذكرونه، قبل وصول المياه إلى البيوت، كانت ينابيع المياه في أطراف القرى يقصدها الناس أكثر من مرّة في اليوم للتزوّد بالماء لسدّ حاجاتهم خوفًا من العطش، ويتردّدون إليها بهمّة ونشاط.
 
إن كان لدينا إيمان بكلمة المسيح "كلّ من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، ولكن مَن يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة" (يو 4 : 13- 14)؛ أقول، إن كان لدينا إيمان بكلمات المسيح هذه، أَلَن نتردّد على نبعه الحيّ (الكنيسة) حيث نسمع كلمته المانحة الحياة الأبديّة، بتواتر أكبر وفي كلّ مناسبة، لنشارك في الأحداث الخلاصيّة ونساهم في الأسرار الإلهيّة لنكون أهلًا لمعاينة مجده الإلهيّ مع الأبرار والقدّيسين؟ أهِّلنا يا ربّ.
 
 
أخبــارنــا
 
تعاونيّة النّور الأرثوذكسيّة للنّشر والتوزيع 
 
تعمل تعاونيّة النّور الأرثوذكسيّة للنّشر والتوزيع على إصدار كتب متنوّعة، آبائيّة، دراسيّة، رعائيّة وغيرها، كما تُعلن عن افتتاح الإشتراك بنادي الكتاب لعام 2018 برسم سنويّ قيمته 60000 ل.ل. ونُعلمكم، في هذا السياق، بأنّه صدر عن التعاونيّة الكتاب الأوّل لهذه السنة تحت عنوان "فيلوكاليا الآباء النُبهاء: الجزء الأوّل".
للاِستعلام أوِ الاِشتراك يرجى الاِتّصال على الرقم 445214/03.