الأحد 26 آب 2018

الأحد 26 آب 2018

26 آب 2018
 
الأحد 26 آب  2018              
العدد 34
 
الأحد الـ 13 بعد العنصرة  
 
اللَّحن الرابع        الإيوثينا الثانية
 
* 26: الشّهداء أدريانوس ونتاليا ورفقتهما، *  27: البارّ بيمن، الشّهيد فانوريوس، * 28: البارّ موسى الحبشيّ،* 29: قطع رأس يوحنّا المعمدان (صوم)،* 30: القدِّيسون ألكسندروس ويوحنَّا وبولس الجديد بطاركة القسطنطينيّة، * 31: تذكار وضع زنَّار والدة الإله، * 1: ابتداء السنة الكنسيَّة، البارّ سمعان العموديّ، النبيّ يشوع بن نون، الشّهيد إيثالا، كاليستي ورفيقاتها. *  
 
توصيات بولس الأخيرة 
 
تنتهي رسالة بولس إلى أهل كورنثوس بالسلام "ماران أتا" أي "تعالَ يا ربّ". يقول للجنديّ المسيحيّ: "اسهروا، تقوَّوا بالإيمان، لتصر كلّ الأمور بمحبّة"(1 كور 16: 13-14). 
 
لا نَنسَيَنَّ هذا النشيد العظيم في المحبّة الوارد في الإصحاح (1كورنثوس 13). 
 
هذا يلخّص توصيات بولس في الرّسالة كلّها. هذا يعكس القوّة الإلهيّة التي ينالها المؤمن بالرّبّ يسوع الذي "يتقوّى بالرّوح القدس" (راجع لوقا 1: 80 و 2: 40). 
 
"لتتشدّد قلوبكم" (مزمور 30 أو 31: 24).
 
كلّ ذلك يتحقّق إن توفّرت المحبّة التي هي نبع كلّ الفضائل. بعدها يذكر الرّسول أسماء معاونيه الذين أوّلهم استفاناس وبيته، الذين هم أوّل من بشّرهم في منطقة آخائية. هذه العائلة خدمت "القدّيسين" أي فقراء أورشليم.
 
يشمل كلامه في الرّسالة سلام أكيلا وبرسكلّة زوجته وهما معاوناه في تأسيس كنيسة كورنثوس وكنيسة أفسس (أعمال 18: 2 و18). 
 
يلحّ بولس على السلام بين الإخوة ويطلب أن يكون هذا السلام بينهم "بقبلة مقدّسة". هذه القبلة النابعة من المحبّة والحنان والرّحمة قد تسرّبت إلى اللّيتورجيّة الإلهيّة في القدّاس الإلهيّ تعبيراً عن الاِتّحاد بالمحبّة والإيمان، وهذا ما يشهد له القدّيس يوستينوس الفيلسوف الشهيد (القرن الثاني). 
 
اليوم يمارسها الأسقف والكهنة فيما بينهم في الهيكل.
 
أتباع المسيح يصرخون "ماران أتا" أي تعالَ أيّها الرّبّ يسوع تعالَ! آمين.
 
هلِّلويا! لقد جاء في رسالة بولس إلى فيلبّي "الرّبّ قريب" (فيلبّي 4: 5) وأيضًا في سفر الرّؤيا (22: 20): "أنا آتي سريعاً آمين. تعالَ أيّها الرّبّ يسوع".
 
هذا هو رجاء الآتي. 
 
لا تخافوا أيّها الأخوة! لا تخافوا أيّها البشر، الرّبّ قريب! لا تيأسوا أبداً: الرّبّ أتى، يأتي وسيأتي سريعاً. 
يأتي بمجدٍ. 
 
هو ملك هذه الدنيا الحقيقيّ الأخير، ملك أيضًا وخصوصاً على قلوبنا نحن المؤمنين به: 
 
هذا هو الملكوت الآتي! اطلبوه أوّلاً. يأتي عن طريق النعمة الإلهيّة، يأتي عن طريق الصلاة، يأتي عن طريق القريب، عن طريق خدمة هؤلاء الصغار أعني الفقراء. هو القريب الحقيقيّ من كلّ واحد منّا (1 كور 16: 23).
 
محبّة الرّسول هذه، المجسَّدة في سلامه الأخير، صورة عن محبّة الآب السماويّ. هذه المحبّة لا تسقط أبداً (1 كور 13: 8).
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الرابع 
 
إنّ تلميذاتِ الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.
 
 
قنداق ميلاد السيّدة باللَّحن الرّابع
 
إنّ يواكيم وحنَّة قد أُطلقا من عار العقر، وآدمَ وحوَّاءَ قد أُعتقا من فساد الموت، بمولدكِ المقدَّس أيّتها الطاهرة. فله أيضاً يعيّد شعبُكِ، إذ قد تَخلَّص من وصمة الزلَّات، صارخاً نحوكِ: العاقر تلدُ والدةَ الإلهِ المغذِّيةَ حياتَنا.
 
 
الرِّسالَة
1 كور 16: 13-24
 
ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعتَ
باركي يا نَفسيَ الربّ 
 
يا إخوةُ، اسهَروا، اثبُتوا في الإيمانِ، كونوا رِجالاً، تَشدَّدوا. وَلْتكُنْ أمورُكم كُلُّها بِالمَحبَّة. وأطلُبُ إليكم، أيُّها الإخوةُ، بما أنَّكم تعرِفونَ بيتَ استفاناس، وأَنَّهُ باكورَةُ آخائيَةَ، وقد خَصَّصوا أنفُسَهم لِخدمَةِ القدّيسين، أن تخضَعوا أنتم أيضًا لأَمثال هؤلاءِ ولكلّ مَن يعاوِنُ ويتَعب. إنّي فرِحٌ بِحُضُورِ استفاناس وفُرتوناتُسَ وأخائِكُوسَ، لأنَّ نقصانَكم هؤُلاءِ قد جَبروه فأراحوا روحِي وأرواحَكم. فاعرَفوا مِثلَ هؤلاء.ِ تُسَلّمُ عليكم كنائسُ آسِية. يُسَلّمُ عليكم في الربِّ كثيراً أكِيلا وبِرِسْكِلَّة والكنيسَةُ التي في بيتِهِما. يُسلّمُ عليكم جميعُ الإخوة. سلِّموا بعضُكم على بعضٍ بقُبلةٍ مُقدَّسة. السلامُ بِيدي أنا بولسَ. إن كانَ أحدٌ لا يُحِبُّ ربَّنا يسوعَ المسيحَ فليكُنْ مَفروزاً. ماران أثا. نِعمَةُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ معكم. محبَّتي مَعَ جميعِكم في المسيح يسوع. آمين.
 
 
الإنجيل
متّى 21: 33-42 (متّى 13) 
 
قال الربُّ هذا المثَل: إنسانٌ ربُّ بيتٍ غرسَ كرْماً وحوَّطهُ بسياجٍ وحفر فيهِ مَعْصَرَةً وبنى بُرجاً وسلَّمهُ إلى عَمَلةٍ وسافر. فلَّما قَرُبَ أوانُ الثمرِ أرسلَ عبيدَهُ إلى العَمَلة ليأخذوا ثمرهُ، فأخذَ العَمَلةُ عبيدَه وجلدوا بعضًا وقتلوا بعضًا ورجَموا بعضًا. فأرسل عبيداً آخَرين أكثرَ من الأوّلين فصنعوا بهم كذلك. وفي الآخِر أرسل إليهم ابنَهُ قائلاً سيهابون ابني. فلمَّا رأى العَمَلةُ الاِبنَ قالوا في ما بينهم: هذا هو الوارِثُ، هلمَّ نقتُلْهُ ونستولِ على ميراثهِ. فأخذوهُ وأخرجوهُ خارِجَ الكرم وقتلوهُ. فمتى جاءَ ربُّ الكرم فماذا يفعلُ بأولئِك العَمَلة؟ فقالوا لهُ: إنَّهُ يُهلِك أولئِك الأردياءَ أردأُ هلاكٍ، ويسلِّمُ الكرمَ إلى عَمَلةٍ آخَرين يؤدُّون لهُ الثمرَ في أوانهِ. فقال لهم يسوع: أمَا  قرأتم قطُّ في الكتُب: إنَّ الحجرَ الذي رَذَلهُ البنَّاؤُونَ هو صار رأسًا للزّاوية؟ مِنْ قِبَلِ الربِّ كانَ ذلك وهو عجيبٌ في أعيُنِنا.
 
 
في الإنجيل
 
في هذا المثل الإنجيليّ يشبّه الرّبُّ يسوع الله بربّ البيت. كيف لا؟! والله خلق هذا الكون (البيت الكبير) وحوّطه بعنايته، بروحه القدّوس الذي يسقي كلّ نفس عطشى من ينبوعه الحيّ.
 
وبعد أن أوجد فيه (في الكون) كلّ سبل الحياة سلّمه إلى الإنسان لكي يعيش ويشتغل بهمّة لكي يبقى هذا الكرم مثمراً معطاءً.
 
لكن، يبدو أنّ الإنسان طمع وطمع في الأكثر لمّا شاهد ثمار هذا الكون، فتناسى اللهَ مركز هذا الكون ووضع نفسه مكانه (مكان الله).
 
وذاتَ يوم أراد ربّ البيت (الله) أن يأخذ ثمار الكرم التي اشتغلها الإنسان مع أخيه الإنسان التي هي الفضائل أمثال الرّحمة والمحبّة والإحسان... فأرسل عبيده (وهم كلّ من يحبّون الله دون مقابل ويفعلون مشيئته وينادون باسمه القدّوس) ليأتوا بهذه الثمار.
 
ولمّا رأى الإنسانُ هؤلاء العبيد تذكّر أنّ الله ما زال يسأل عن كرمه ويفتقده، وبالتالي سيبقى (الله) مركز هذا الكون وعلّة وجوده. 
 
ولكي لا يخسر الإنسانُ المركز الذي نصّب نفسه فيه، أي محوريّة هذا الكون، قَتل هؤلاء العبيد، لعلّ الله يتراجع عن أخذ الثمار.
 
لكنّ الله، لفرط محبّته الغزيزة للكون، أرسل ابنه لعلّ الإنسان يتراجع عن شرّه فيصفو. لكنّ الإنسان لم يكترث إنّما ازداد شرًّا فعمد إلى قتل الاِبن الوارث لكي يغدو هو الوريثَ الوحيد لله.
 
وفي يوم لم يحسِبْ له الإنسانُ حسابًا، بسبب كبريائه، جاء ربّ الكون بنفسه وأقصى هؤلاء الفعلة الأردياء من كرمه وسلّمه إلى عملة يفعلون مشيئته، وهكذا خَسِر الإنسان موهبة الاِعتناء بالكون وخَسِر ميراث الاِبن معًا.
 
هذه الصورة عن الفعلة والعبيد والاِبن تمثّل اليهود الذين أرسل الله لهم الأنبياء ورجال الله لكي يشهدوا لهم عن كمال الله ومحبّته، فأبَوا أن يسمعوا لهم وقتلوهم. ثمّ أرسل لهم ابنه الوحيد لكنّهم صلبوه لكي يستولُوا على ميراثه جَراءَ حَسَدهم وعُجْبهم بأنفسهم.
 
فَقَطَعَهم الله وكره أعمالهم ودعا أناساً آخرين ليعملوا في كرمه.
 
هكذا يا إخوتي نحن، أبناءَ الله وأحبّاءَه، إن لم نعمل في كرمه، بمخافته ومحبّة الإخوة، سنجد أنفسنا، يوم الدينونة، في الجحيم، وكثيرون من المغارب والمشارق سيتّكئون في أحضان إبراهيم.
 
 
نحن والبدع 
 
لفتني في كتاب "بالقرب من الشيخ بورفيريوس" هذا النصّ:
 
"ذهبتُ مع صديق لإتمام عمل ما من أجل الدَّير، وكان الشيخ معنا في السيّارة. ولاحظت، في وقت ما، أنّنا نمرّ أمام أبنية تسكنها جماعة من الألفيّين. شعرت بالحزن والسّخط يغمرانني بسبب العمل المُفسد للنّفس الّذي يقوم به هؤلاء المبتدعون، إذ، عوض أن يتوبوا عن خطاياهم، يجاهدون كي يزعزعوا إيمان الناس بالمسيح، إيمان أنفسٍ " مات المسيح من أجلها" وقام.
 
كان الشيخ صامتًا. وفي لحظةٍ ناجيت ذاتي: تُرى، بِمَ عساه يفكّر؟ ألا يسخط عند رؤيته هؤلاء البشرَ وأعمالهم؟
 
في الحال سمعت صوت الشيخ يقول:" ليرحم الله هؤلاء الأشقياء أيضًا، شهود يهوه الكاذبين. بعض المسيحيّين يسخطون عليهم، وآخرون يتشاجرون معهم ويحنقون عليهم، وآخرون يشكونهم إلى المحاكم. ولكن لا يُحارَب الألفيّون هكذا. أتعلمون كيف يُحارَبون؟ عندما نتقدّس نحن".
 
أن نتقدّس نحن، يستلزم هذا الأمر أن نلتصق بالمسيح، أن نكون أمناء له، لا بالكلام ولا بالإعلانات. 
 
الأمانة للرّبّ أن يكون هو ألفنا وياؤنا، موضع ثقتنا الكاملة، ونسلك نحن بحسب وصاياه بصدق وإخلاص، مواظبين على الأسرار الإلهيّة وقراءة الكتب المقدَّسة وتعليم الآباء القدّيسين. 
 
لا نَدين، لا نتكبَّر، لا نؤذي أيّ فردٍ كائِنًا مَن كان، منفتحين، محبّين لأعدائنا، نرى الخشبة في أعيننا أوّلاً، نبذل أنفسنا وطاقاتنا في خدمة المحتاجين بفرح وابتهاج، ونكون صادقين وأمينين في تعاملنا مع الآخرين ... 
 
باختصار شديد أن نقتدي بالمسيح سيّدنا. أن نتقدّس يعني أن نكفر بأنفسنا ليكون السيّد حيًّا فينا ولتكون لنا الحياة الحقّ.
 
أمّا البدع والهرطقات فهي، أوّلاً، نتاج الشرّير، ونتاج سقطاتنا أيضًا. فلو كنّا ساعين بصدقٍ وتواضعٍ وإخلاص ومحبّة متفانية لَما آلت الأمور إلى ما هي عليه وإلى ما ستكون عليه لاحقًا. هذا من جهة.
 
أمّا، من جهة أخرى، فالوقاية خير من قنطار علاج، فالتآزر بين التعليم الدؤوب والرّعاية، وإقامة ندوات تعليميّة عقائديّة، وافتقاد المؤمنين تساهم في حفظ المسيحيّ في مسيرته الخلاصيّة. 
 
وليس المُوَلَّجون الرّعايةَ والتعليم فئةً دون الأخرى، لأنَّ الكلّ معنيّ بهذا الشأن، من رأس الهرم، إذا صحَّ التعبير، إلى قاعدته. 
 
ودون أن يكون اللّوم واقعًا إلّا على الذات، أن نفتّش عن سبل تخفيف الثقل والأعباء عن الآخرين لا العكس.
 
المؤسّسات الكنسيّة، كما المؤمنون، تؤدّي اليوم دورًا فاعلاً، إن من ناحية تشويه صورة المسيح وشرذمة أبناء الكنيسة أو من ناحية حفظ الأبناء وجمعهم، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحَيها، لتبعد عنهم كلّ خطر وأذيّة ولتساهم، إيجابًا، في مسيرتهم من أجل خلاص نفوسهم. وفي حال فشلنا باقتناء المحبّة الفاعلة وبقينا على دنيويّتنا فلا نلومَنَّ لا البدع ولا غيرها إن هيَ اقتنصت خراف المسيح.
 
 
أخبارنا
مدرسة الموسيقى البيزنطيّة  
 
تفتح مدرسة الموسيقى الكنسيّة في الأبرشيّة باب التسجيل للطلّاب القدامى والجدد (من عمر 12 سنة وما فوق). 
 
يتمّ التسجيل، عبر الاِتّصال بدار المطرانيّة، من 27 آب 2018 إلى 31 منه.
 
علمًا أنّ الدّروس تبدأ يوم السبت 1 أيلول 2018، في تمام السّاعة الرّابعة بعد الظهر، في ثانويّة سيّدة بكفتين الأرثوذكسيّة.