الأحد 9 تشرين الأوّل 2016

الأحد 9 تشرين الأوّل 2016

09 تشرين الأول 2016
 
الأحد 9 تشرين الأوّل 2016 
العدد 41
الأحد 16 بعد العنصرة
اللَّحن السابع الإيوثينا الخامسة

 
* 9: الرَّسول يعقوب بن حَلفى، البارّ أندرونيكس وزوجته أثناسيَّا، إبراهيم الصدِّيق ولوط، * 10: الشهيدان أفلمبيوس وأخته أفلمبية، * 11: الرَّسول فيليبّس أحد الشَّمامسة السبعة، البارّ إسحق السريانيّ (28 أيلول شرقيّ)، قاوفانس الموسُوم، * 12: الشُّهداء بروفوس وأندرونيكس وطَرَاخُس، سمعان الحديث، * 13: الشُّهداء كرْبُس وبابيلس ورفقتهما، * 14: الشُّهداء نازاريوس ورفقته، قزما المُنشئ أسقف مايوما، * 15: الشهيد في الكهنة لوكيانس المعلِّم الأنطاكيّ.

 
الإيمان والرّجاء والمحبّة
"أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ :الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ" (1كو 13: 13).
"الآن" هو كلّ لحظة نحياها، لأنّنا لا نحيا إلاّ في "الآن". لكنّ هذه اللحظة، "الآن"، تحوي فيها كلّ الوجود في الزمان والمكان. أنا "الآن" موجود، قبلُ لم أعد موجودًا وبعدُ لم أصل إليه بعد، ولا أعلم إن كنت سأصل إليه. من هنا، فاللحظة التي نحياها هي كلّ حياتنا، وبالتالي إمّا نكون "الآن" رابحين لحياتنا وإمّا نكون خاسرين لها.
 
* * *
 
الإيمان أساسُ وجودِي، إذ، من دون الإيمان بالله وبالحياة الأبديّة، لا معنى لوجودي. من يتعاطى الحياة في هذا الدّهر فقط لا حياة له، لأنّ الإنسان لا حياة له من ذاته بل هي عطيّة من الله. والإيمان يمنحني بُعدًا أُخرويًّا (dimension eschatologique) لكياني وكينونتي، وهذا ما يجعلني أُدركُ حقيقتي المخبوءة تحت الأقمصة الجلديّة التي ألبسها. ما يظهر منّي لنفسي وللآخرين لا يُحدِّدني ولا يَحُدُّني بل يشير إلى من أنا. من هنا أهمّيّة الشفافية بين المخبوء منّي والمنظور لكي أعرف نفسي على حقيقتها ويعرفني العالم على حقيقتي. لأنّ من عرف نفسه دَخَلَ في عمق الإيمان وفي عمق الوجود، لأنّه سيجد الله-المحبّة. من كُشِفَ له قلبه نظر سقوطه وجحوده وعدم أمانته ، لأنّه يعبد ذاته... هو قابع في أنانيّته... هكذا يُدرك أنّ الله محبّة لا متناهية لأنّه يقبله ويمنحه ذاته رغم كلّ ما فيه...
 
* * *
 
الإيمانُ سيتحقَّق ويَستَعلنُ، والرّجاءُ سيُنجَزُ ويُتمَّم، والمحبّة ستبقى حياة الدّهر الآتي... من هنا، من عرف الله-المحبّة عرف المحبَّةَ-الحياة وعرف الحياة-الله. ومن عرف الله عرف أنّ المسيح هو الكلّ في الكلّ والموجود في الكلّ ليكون حياة الكلّ في الواحد المثلّث الأقانيم بسَرَيَانِ الروح في جسده – الكنيسة – لكشف معرفة الآب في ابنه بروحه القدّوس في كلّ كلمة منطوقة بروح الله بمشيئة الآب...

 
+ أنطونيوس
متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما
 
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن السابع
حطمتَ بصليبك الموتَ وفتحتَ للّصّ الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله مانحاً العالم الرحمةَ العظمى.

 
القنداق باللحن الرّابع
يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطِّلْبَةِ، يا والدةَ الإلهِ المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.

 
الرِّسالَة
2 كو 6: 1-10
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه 
قَدِّموا للربِّ يا أبناءَ الله
 
يا إخوةُ، بِما أنَّا معاوِنُونَ نَطلُبُ إليكم أن لا تَقَبَلُوا نِعمَةَ اللهِ في الباطِل، لأنَّهُ يقولُ: إنّي في وقتٍ مقبولٍ استجبتُ لكَ وفي يومِ خَلاصٍ أَعَنتُك. فَهُوذا الآنَ وقتٌ مقبول، هوذا الآنَ يومُ خَلاص. ولسنا نَأتي بِمَعثَرةٍ في شيءٍ لئلاَّ يَلحَقَ الخدمَةَ عَيبٌ، بل نُظهِرُ في كلِّ شيء أنفسَنا كخدَّامِ اللهِ في صَبرٍ كثيرٍ، في شدائدَ، في ضَروراتٍ، في ضِيقاتٍ، في جَلدَاتٍ، في سُجونٍ، في اضطراباتٍ، في أتعابٍ، في أسهارٍ، في أصوامِ، في طَهارةٍ، في معرفةٍ، في طُول أناةٍ، في رفقٍ، في الروح القُدُس، في محبّةٍ بِلا رِياءٍ، في كلمةِ الحقِّ، في قُوّةِ الله، بأسلحَةِ البِرِّ عن اليَمين وعَن اليَسار. بمجدٍ وهَوانٍ. بِسُوءِ صِيتٍ وحُسنهِ. كأنَّا مُضِلُّون ونَحنُ صادقون. كأنَّا مَجهولون ونحنُ مَعروفون. كأنَّا مائِتونَ وها نحنُ أحياء. كأنَّا مؤدَّبونَ ولا نُقتَل. كأنَّا حَزانَى ونحنُ دائماً فَرِحون. كأنَّا فُقراءُ ونحنُ نُغني كثيرين. كأنَّا لا شَيءَ لنا ونحنُ نملِكُ كُلَّ شيءٍ.

 
الإنجيل
لو 7: 11-16 (لوقا 3)
في ذلك الزمان، كان يسوع منطلقاً إلى مدينة اسمها نايين، وكان كثيرون من تلاميذه وجمعٌ غفير منطلقين معه، فلمّا قرب من باب المدينة، إذا ميت محمول، وهو ابنٌ وحيد لأمّه، وكانت أرملةً، وكان معها جماعةٌ كثيرة من المدينة. فلمّا رآها الرَّبُّ تحنَّن عليها، وقال لها: لا تبكي. ودنا ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيّها الشابُّ، لك أقول قُم. فاستوى الميْتُ وبدأ يتكلَّم، فسلّمه إلى أمِّه. فأخذَ الجميعَ خوفٌ، ومجَّدوا الله قائلين: لقد قام فينا نبيٌّ عظيمٌ، وافتقدَ اللهُ شعبَه.
 
في الإنجيل
إنّ السيِّد فتح قلبه للغرباء، لهذا نرى في الإنجيل قائد المائة الرومانيّ يتقدَّم من أجل عبده الغلام ليحتلّ بإيمانه مركز الصدارة في عينَيِ الربّ، ويُحسَب صَديقًا أقربَ إلى الله من بني إسرائيل.
 
والآن نراه يترفَّق بأرملة فقدت وحيدها الشابّ، مظهراً أنّ محبّته جامعة تضمّ كلّ البشر. يرى الآباء أنّ قائد المائة يشير إلى الكنيسة القادمة من الأمم، أمّا الأرملة فتشير إلى البشريّة بوجه عامّ والتي صارت كأرملة ﻷنّها فقدت الله الذي هو رجلها الحقّ. أمّا وحيدها الشابّ الميْت فيُشير إلى كلّ نفس بشريّة أفقدتها الخطيئةُ حياتَها الفعليّة فصارت ميْتة. لذا الرجال يحملون النعش في الطريق ﻷنّه لم يعد لها موضع في بيت الربّ، أو في الفردوس الذي هو البيت الأوّل للإنسان.
 
لا شكّ في أنّه في أيّام السيِّد المسيح مات كثيرون ولا نعلم كم من اﻷموات أقام السيِّد أم هو اكتفى بإقامة لعازر، والشابِّ ابنِ أرملة نايين، والصبيّة ابنة يايرس. فالمسيح أصلاً لم يأتِ لينزع عنَّا موت الجسد، إنّما لكي يحطِّم موت النفس، ويرفعنا فوق سلطان الموت، فنجتازه معه غالبين ومنتصرين لنبلغ اللقاء معه وجهًا لوجه أبديًّا. هو لم يعِدْنا بطرد الموت عنَّا، وإنّما بموته معنا وعنَّا حوَّل الموت إلى جسر للعبور بنا إلى الملكوت بانتظار يوم الربّ العظيم. لذلك نسمع عن والدة القدِّيس غريغوريوس النزينزيّ أنّها ارتدت ثياب العيد عندما حضرت دفن ابنها قيصريوس.
 
تهتمّ الكنيسة أوّلًا بقيامة النفس، لأنَّ الجسد سيقوم حتمًا. فإذا كانت النفس متمتِّعة بالقيامة ينعم معها الجسدُ بالمجد الأبديّ. من هنا القول اﻵبائيّ: "إنّها لَمُعجزةٌ أعظمُ أن يقوم شخص ليحيا إلى الأبد من أن يقوم ليموت ثانية". وأيضاً قول آخر: "فرحت الأمّ الأرملة عند إقامة ابنها الشابّ، والبشر يقومون كلّ يوم بالروح، والكنيسة تفرح بهم كأمٍّ." ولكن، مع أنّ الكنيسة تركِّز على قيامة النفس بطريقة غير منظورة، إلاّ أنّها لا تتجاهل قيامة الجسد التي ينكرها البعض. لقد أقام الربّ هؤلاء الثلاثة ليُعلن أنّه واهب القيامة للنفس والجسد معًا. فقيامة النفوس هي بالاتِّحاد به ﻷنّه الحياة، وإقامة الأجساد هي بكلمته في اليوم العظيم.
 
نقطة أخرى ينبغي التوقّف عندها هي حنان الربّ الظاهر في قول الإنجيليّ "فلمّا رآها الربّ تحنَّن عليها". فالسيِّد لم يُقِمِ الشابّ استعراضًا لسلطانه على الموت وقدرته على وهْب الحياة، بل قام بذلك ليمنح حنانه. فالربّ يتعامل بسلطة وسيادة لأنّه الخالق وسيِّد الكلّ، لكنّه يتعامل معنا أيضاً بمحبّة ورحمة ﻷنّه الأب والعريس والصديق والحبيب لكلّ الناس الذين يقبلونه. والربّ، في تحنّنه، دفع الميْت إلى أُمّه عندما جلس وابتدأ يتكلَّم. والكنيسة هي هذه اﻷمّ التي أسّسها الربّ لنا بتحنّنه وهي لا تتوقَّف عن البكاء من أجلنا متضرِّعة إلى المسيح ليردّ لها أبناءها أحياءً ناطقين بكلمة الحياة. نختم بوصيّة للقدّيس أمبروسيوس: "إن أخطأت خطيئة مُميتة لا تستطيع أن تغسلها بدموعك، فاجعل أُمَّك تبكي عليك. أمّك هي الكنيسة، فإنَّها تشفع في كلّ ابن لها كما كانت الأرملة تبكي من أجل ابنها الوحيد. نحن أحشاء الكنيسة، لأنّنا أعضاء جسدها من لحمها وعظامها. لتبكِ إذن هذه الأمّ الحنون ولتشاركها الجموع لا الجمع وحده، حينئذ تقوم أنت من الموت وتخرج من القبر".

 
التّوحّد
غالباً ما نرغب في إلغاء المرض من حياتنا لأنّه يذكّرنا بهشاشتنا. يكشف المرض بؤس الإنسانيّة المنفصلة عن الله، اذ أتت الأمراض نتيجة الخطيئة والعصيان. ومن الأمراض الشائعة التي تؤثّر على الشّخص والمحيطين به مرض التوّحّد.
 
التّوحّد هو اضطراب في التطوّر النّفسيّ والعصبيّ، يظهر عادةً خلال السّنوات الثلاث الأولى من عمر الطّفل. تختلف أعراضه بين شخصٍ وآخر وتتراوح بين خفيفة وشديدة. لا نعلم، بشكلٍ دقيقٍ وحاسمٍ، ما هي أسباب الإصابة بالتّوحّد. لكنّ الدّراسات العلميّة الحديثة تشير إلى أنّ العوامل البيولوجيّة والوراثيّة لها دورٌ رئيسٌ في هذا المجال.
 
يؤثّر هذا الاِضطراب على التّطوّر في مجالات أساسيّة:
أ- على صعيد التّفاعل الاِجتماعيّ، نجد أنّ الطفل الذي يعاني التّوحّد يحبّ اللعب على انفراد، قليل الاِهتمام بالأشخاص المحيطين به، ليست لديه القدرة على معرفة مشاعر الآخرين، لا يرفع ذراعيه إلى الأعلى لكي يحمله أحد والديه، ويجد صعوبةً في القيام بمهامّ من حياته اليوميّة كتصفيف الشعر والاِستحمام....
 
ب- على صعيد التواصل، نلاحظ عنده خللاً في التّواصل والمهارات اللفظيّة وغير اللفظيّة كالتأخّر في تطوّر الكلام، الميل إلى تكرار الكلمات أو الأصوات نفسها، استعمال خاطئ للضّمائر، صعوبة في التّواصل البصريّ مع الآخرين. المتوحّد لا يلتفت عند مناداته باسمه، لا يوجّه نظره نحو الجهة التي يشير إليها الشخص، يستعمل يد شخص آخر للحصول على غرض معيّن...
 
ت- على صعيد السّلوك، يُظهر الطفل المتوحّد سلوكاً نمطيًّا متكرّراً واهتماماتٍ محدودة كَحُبّ ترتيب الأشياء وفرزها حسب معايير محدّدة، صعوبة في تغيير العادات اليوميّة والروتين، إظهار ردود فعل على المؤثّرات الحسّيّة...
 
ث- كما نجد عنده أعراضاً أخرى كعدم القدرة على التقيّد بمكان محدّد أو البقاء فيه، نوباتٍ من الغضب نتيجة أسباب بسيطة، الضحك أو البكاء دون سبب، عدم الخوف من المخاطر والعديد من الأعراض الأخرى. لكنّ الجدير ذكره هو أنّ كلّ هذه الأعراض قد لا تظهر مجتمعةً لدى كلّ طفل يعاني اضطراب التّوحّد.
 
إنّ التّشخيص المبكر، وتقديم العلاج المناسب وتطبيق خطّة التّدخّل الملائمة هي عوامل مهمّة قد تساهم في تطوّر الطّفل المتوحّد. فبما أنّ الأهل هم أوّل من يلاحظ علامات أو تصرّفات غير اعتياديّة عند الطّفل، وبما أنّ الكنيسة هي مركز شفاء الإنسان جسداً ونفسًا وروحاً، نرجو منكم، في حال ساورَكم أيّ شكّ، اللجوء إلى مركز النّجدة "بيت العائلةوالشّباب" عن طريق الاِتّصال على الرقم 320333/79 لكي يتمّ توجيهكم وإحالتكم إلى المؤسّسات المعنيّة والأشخاص المختصّين.
 
في النّهاية، كما أنّ المسيح شفى المخلّع بسبب إيمان الأشخاص الذين كانوا يحملونه، فلنحمل كلّ مريض وعائلته بحرارة صلواتنا كي يهبهم الله، نفسًا وجسدًا، نعمة الصبّر والشفّاء، له المجد إلى الأبد.

 
أخبارنا
تاريخ كنيسة أنطاكية 
بنعمة الله، وببركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر اليازجيّ، أنجزت مكتبة السائح- طرابلس- لبنان طباعة "تاريخ كنيسة أنطاكية" للمؤرّخ الكبير خريسوتوموس بابادوبولس. 
 
يقع الكتاب في 850 صفحة قياس 17×24 سنتم، وهو مجلّد تجليداً فنّيّاً.
 
يقول عنه معرّبه المثلّث الرحمات الأسقف استفانوس حدّاد إنّه يكاد يكون تاريخ الكنيسة جمعاء وليس فقط تاريخ أنطاكية.
تعميماً للفائدة وخدمة للمؤمنين، تباع النسخة بعشرة دولارات أميركية، وهذا سعرٌ خاصّ يُعمل به لفترة محدّدة، أي منذ قراءة هذا الخبر إلى نهاية شهر تشرين الثاني 2016. للمراجعة يُرجى الإتّصال على أحد الرقمين: 431549/06- 295751/03.
 
نشير، هنا، إلى أنّ هذه طبعة ثانية للكتاب، بعد طبعة أولى صدرت عن منشورات النّور.
 
ندرس على القاعدة نفسها طباعة كتاب مقدّس وسنكسار وأهمّ الكتب الطقسيّة الأرثوذكسيّة وغيرها.