الأحد 24 تمّوز 2016

الأحد 24 تمّوز 2016

24 تموز 2016
 
الأحد 24 تمّوز 2016 
العدد 30
الأحد الخامس بعد العنصرة
اللَّحن الرابع الإيوثينا الخامسة
 
* 24: الشّهيدة خريستينا، * 25: رقاد القدّيسة حنَّة أمّ والدة الإله الفائقة القداسة، * 26: الشّهيد في الكهنة أرمولاوس، الشّهيدة باراسكيفي، * 27: الشّهيد بندلايمون الشافي، البارَّة أنثوسة المعترفة،* 28: بروخورس ونيكانور وتيمن وبرميناس الشّمامسة، إيريني خريسوفلاندي، * 29: الشّهيد كالينيكوس، ثاوذوتي وأولادها، * 30: سيلا وسلوانس ورفقتهما.
 
الفقراء يجتاحون لبنان
حسب الإحصاءات الرسميّة، فإنّ عدد المهجَّرين، داخل الأراضي اللبنانيّة، يفوق 40% من سكّان الوطن، وأكثرهم من الفقراء.
ماذا نفعل؟ ماذا ستفعل الدولة؟ ماذا يفعل الشعب؟
 
من جهتنا، نحن المسيحيّين، سوف نقبلهم، طوعاً أم كرهاً.
 
يقول لنا الإنجيل: "كلّ ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي قد فعلتم" (متّى 25: 40).
 
أعرف أنّنا، نحن المسيحيّين، قد أصبحنا قلّة في بلدنا لبنان؛ لكن لا نَنسَ أنّ الخميرة القليلة الصالحة تخمّر العجين كلّه.
لا تنسوا ما يذكره الإنجيل: "أنتم ملح الأرض... أنتم نور العالم" (متّى 5: 13-14).
 
المسيحيّون الشرقيّون، في هذه الأرض التي نحن متمسّكون بها، يشكّلون مملكة سماويّة دامت أكثر من أيّة مملكة أرضيّة أخرى (أكثر من ألفي سنة)، ولن تنقرض؛ وقد شهدت، خلال سنين طوال، تعايشاً مباركاً سلاميّاً مع الأديان الأخرى، بخاصّة مع الإخوة المسلمين.
أمّا الذين عن اضطرار يغادرون الوطن، فهم يشكّلون أيضًا خميرة صالحة حيث يحلّون في الشرق والغرب.
 
إنجيلنا هو مقياسنا، هو مرجعنا في النهاية. يقول لنا صراحة:
"لا تخف أيّها القطيع الصغير لأنّ أباكم قد سرّ أن يعطيكم الملكوت" (لوقا 12: 32).
 
* * *
 
أعرف، أيّها الأحبّاء، أنّ البعض لن يشاطرني هذا الرأي، إلاّ أنّي مستند فيه إلى أقوال ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي هو الطريق والحقّ والحياة.
 
يشجّعنا أيضاً الرّسول بولس بقوله: "المحبّة لا تسقط أبداً... ثلاثة أشياء تثبت في النهاية: الإيمان والرجاء والمحبّة وأعظمهنّ المحبّة". (1كورنثوس 13: 8 و13).
 
اصبروا، آمِنُوا، أَحِبُّوا، لن تلقَوا إلاّ خيراً.
 
* * *
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
طروباريَّة القيامة  باللَّحن الرّابع
إنّ تلميذاتِ الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخِراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.
 
القنداق  باللَّحن الثاني
يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرِضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأَسرعي في الطلبةِ، يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.

 
الرِّسالَة
رو 10: 1-10
ما اعظمَ أعمالَك يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعت
بارِكي يا نفسي الربَّ
 
يا إخوةُ، إنَّ بغيةَ قلبي وابتهالي إلى اللهِ هما لأجلِ اسرائيلَ لخلاصِه. فانّي أشهدُ لهم أنَّ فيهم غَيرةً للهِ إلاَّ أنَّها ليسَت عن معرفةٍ. لأنَّهم، إذ كانوا يجهَلون برَّ الله ويطلُبون أن يُقيموا برَّ أنفُسِهم، لم يخضَعوا لبرِ الله، إنَّما غايةُ الناموسِ هي المسيحُ للبِرِّ لكلِّ من يؤمن. فانَّ موسى يصِفُ البِرَّ الذي من الناموسِ بأنَّ الإنسانَ الذي يعمَل هذه الأشياءَ سيحيا فيها، أمَّا البِرُّ الذي من الإيمان فهكذا يقولُ فيهِ: لا تقُلْ في قَلبِك مَن يصعَدُ إلى السماءِ، أي ليُنزِلَ المسيحَ، أو مَن يهبِطُ إلى الهاوية، أي ليُصعِدَ المسيح من بينِ الأموات. لكن ماذا يقول؟ إنَّ الكلمة قريبةٌ منكَ في فمِكَ وفي قلبِك، أي كلمةَ الإيمانِ التي نبشِّرُ نحنُ بها. لأنَّك، إن اعتَرفتَ بفمِكَ بالربِّ يسوع، وآمنتَ بقلبِكَ أنَّ اللهَ قد أقامهُ من بينِ الأموات، فإنَّك تخلُص. لأنَّه بالقلبِ يؤمَن للبِرِّ وبالفَمِ يُعتَرفُ للخلاص.

 
الإنجيل
متّى 8: 28-34، 9: 1 (متّى 5)
 
في ذلك الزمان، لمَّا أتى يسوعُ إلى كورةِ الجُرْجُسِيِّينَ، استقْبَلَهُ مجنونانِ خارجانِ مِنَ القبْورِ شَرِسانِ جدًّا، حتى إنَّهُ لم يكنْ أحدٌ يقدِرُ على أن يجتازَ من تلكَ الطريق. فصاحا قائلَينِ: ما لنا ولك يا يسوعُ ابنَ الله؟ أجئتَ إلى ههنا قبل الزمانِ لِتُعذِّبَنا؟ وكان بعيداً منهم قطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعى، فأخذ الشياطينُ يطلبون إليه قائلينَ: إنْ كنتَ تُخرجنا فَأْذَنْ لنا أن نذهَبَ إلى قطيعِ الخنازير. فقال لهم: اذهبوا، فخرجوا وذهبوا إلى قطيع الخنازير. فإذا بالقطيعِ كلّه قد وثبَ عَنِ الجُرْفِ إلى البحرِ ومات في المياه. أمَّا الرُّعاةُ فهربوا ومضَوا إلى المدينةِ وأخبروا بكلّ شيءٍ وبأمرِ المجنونَينِ، فخرجَتِ المدينةُ كلُّها للقاءِ يسوعَ. ولمَّا رأَوهُ طلبوا إليهِ أن يتحوَّلَ عن تخومِهم. فدخل السفينةَ واجتازَ وأتى إلى مدينتهِ.

 
حول الرّسالة
"الله يريد أن يخلص جميع الناس ويُقبِلوا إلى معرفة الحقّ" (1 تيمو 4:2). قلب بولس كقلب الله، فما يَسرّه ويُرضيه هو خلاص الجميع، ولا سيّما خلاص من سبق أن كانوا إخوته في الختان والنّاموس من بني إسرائيل، الذين لهم غيرة في ما لله شاركهم إيّاها قبل اهتدائه (غل 4: 15؛ كو 4: 13؛ فل 3: 6؛ أع 22: 3- 4). ولكنّها، بسبب الجهل والعصيان، ما استوفت غايتها. فرفضوا المسيحَ المصلوب الذي هو "غاية الشّريعة" وهدفها النهائيّ ومبتغاها.
 
لقد دعاهم الله إلى الإيمان بيسوع المصلوب مسيحًا وربًّا أقامه من بين الأموات وأجلسه عن يمينه في السّماوات. "المصلوب هو الرّبّ" قول يصعب دخوله في قناعة اليهوديّ والأمميّ؛ حقيقة يصعب قبولها إلاّ بالإيمان بالقيامة.
 
"البِرّ" هو طاعة الله. دعاهم الله إلى طاعة الإيمان بالقيامة، إلى طاعة الإنجيل الذي أعلنه الرّسول لهم. فيكون برّهم في طاعتهم وخضوعهم لبرّ الله المجّانيّ المعلَن في إنجيل الله. ولكنّهم "لم يخضعوا لبرّ الله".
 
وهنا يورد بولس شهادتين من النّاموس. فالنّاموس لا يتكلّم فقط على البرّ (وتاليًا هبة الحياة) الذي ينتج عن حفظ وصاياه (الشّهادة الأولى)، بل وعلى برّ الإيمان بالمسيح المصلوب المقام من بين الأموات (الشّهادة الثّانية).
 
"لأنّ موسى يكتب في البرّ الذي بالنّاموس: إنّ الإنسان الذي يعملها سيحيا بها» (حز 11:20). ويرد هنا اقتباس من سفر اللاويّين (18: 5): «احفظوا كلّ فرائضي وكلّ أحكامي. فالانسان الذي يعملها يحيا بها». وفي الواقع لم يستطع أيّ إنسان أن يتبرّر بأعمال النّاموس (فينال الحياة من الله)، إذ ما مِن أحد حفظه الحفظ التّامّ. فكان لا بدّ من طريق آخر للبرّ وهبة الحياة، سبق أن ألمح إليه موسى نفسه بحسب بولس.
فيورد بولس، في مجال شهادة النّاموس على البرّ الذي يتأتّى عن الإيمان بقيامة المسيح، شرحًا، بحسب طريقة تعاطي التفسيرات المدراشيّة لذلك العصر مع نصوص الكتاب المقدّس، لفقرة جاءت في سفر تثنية الاشتراع (30: 11- 14): "إنّ هذه الوصيّة التي أوصيك بها اليوم ليست عَسِرَةً عليك ولا بعيدة عنك. فلا هي في السماء لتقول من يصعد لأجلنا إلى السماء ويأخذها لنا ويُسمعنا إيّاها لنعمل بها؛ ولا هي في عبر البحر حتّى تقول من يعبر لنا إلى ما وراء البحر ويأخذها لنا ويُسمعنا إيّاها لنعمل بها. فالكلمة هي قريبة منك جدًّا، في فمك وفي قلبك لتعمل بها".
 
يقول سفر تثنية الاِشتراع، إنّه ليس عليك أن تبذل جهدًا للتفتيش عن وصيّة الرّبّ، لا بالصّعود إلى السّماء ولا بركوب البحار. فقد آتاك الله الوصيّة، بواسطة رجله موسى، إلى عندك. فما عليك إلاّ أن تعمل بها. فالعمل الأساسيّ - أي أن تعرف الشّريعة - قام به الله، فآتاك بها وعرّفك بأحكامها؛ وما عاد بمقدورك أن تتذرّع بالجهل. فاسلك كعاقل متمّمًا مشيئة الرّبّ، فيكونَ نصيبُك البرَّ والحياة.
 
واقتبس بولس هذه الفكرة ليقول، في البِرّ بالإيمان، إنّه ليس عليك أن تبذل جهدًا في إتمام عمل الله الخلاصيّ، لا بالصّعود إلى السّماء لإنزال المسيح منها إلى الأرض، ولا بالنّزول إلى أعماق الجحيم لإصعاد المسيح منها. فعمل الله الخلاصيّ قد أتمّه الله. والبشارة بهذا العمل قد أتّمها الله أيضًا بواسطة رسوله، إذ حمل إليك الإنجيل داعيًا إيّاك إلى أن تتقبّل هبة البرّ من خلال إيمانك بهذا الإنجيل، إنجيل إتمام عمل الله الخلاصيّ بالمسيح المصلوب. فما عليك إلاّ الإيمان في قلبك والاعتراف بهذا الإيمان بفمك، فتنال البرّ والخلاص من يد الله.
والبرّ يتمّ على مرحلتين: الأولى عند الإيمان بالإنجيل، فطاعتك لله من خلال الإيمان بإنجيله تجعلك بارًّا في نظر الله، وتهبك حياة جديدة تحياها في طاعة الإنجيل. ومتى أتممت سعيك ببرّ، يستعلن برّك لدى مثولك أمام الله في يوم الدّينونة العظيم، فتنال "إكليل البرّ" ويتحقّق بذا "رجاء البرّ".
 
وكذلك الخلاص يتحقّق عبر مرحلتين: فبالإيمان والمعموديّة يخلّصك الله من سلطان ظلمة هذا العالم وتصبح من أبناء النّور. ومتى سلكت في النّور، تنال الخلاص من غضب الله الآتي، على يد المسيح "مخلّصنا من الغضب الآتي"، وتنال نصيبًا في ملكوته.
فاسلكوا كـ "أبناء النّور".
 
سَلّة الفحمِ
"كانَ هناكَ رجلٌ متديِّنٌ يعيشُ في مزرعةٍ مع حفيدهِ الصغير. وكانَ الجدُّ يصحو كلَّ يومٍ في الصباحِ الباكرِ ليجلسَ و يقرأَ الكتابَ المقدَّس. وكانَ حفيدهُ يتمنّى أن يُصبحَ مثلهُ في كلِّ شيءٍ، لِذا، فقد كانَ حريصاً على أن يُقلِّدهُ في كلِّ حركةٍ يفعلُها".
 
ذاتَ يومٍ سألَ الحفيدُ جدَّهُ...يا جدي، إنّني أحاولُ أن أقرأَ الكِتابَ المُقدَّس مِثلما تفعلُ، ولكنّني، كُلَّما حاولتُ أن أقرأهُ، أجدُ أنّني لا أفهمَ كثيراً منهُ، وإذا فهمتُ منهُ شيئاً فإنّني أنسى ما فهِمتهُ بِمجرَّدِ أن أُغلِقَ الكتابَ المقدَّس!! "فما فائدةُ قراءةِ الكتاب المقدَّس إذن؟!! كانَ الجدُّ يضعُ بعضَ الفحمِ في المدفأةِ، فتلفَّت بهدوءٍ وتركَ ما بيدهِ، ثم قالَ: خُذْ سَلّة الفحمِ الخاليةَ هذهِ، واذهبْ بها إلى النهرِ، ثم ائتِني بها مليئةً بالماءِ! ففعلَ الولدُ كما طلبَ منهُ جَدّه، ولكنَّه فوجئَ بالماءِ كُلِّه يتسرّبُ من السَّلّةِ قبلَ أن يصِلَ إلى البيتِ، فابتسمَ الجدُّ قائلاً له: "ينبغي عليكَ أن تُسرعَ إلى البيتِ في المرَّة القادمةِ يا بُنيَّ"!! فعاودَ الحفيدُ الكَرَّة، وحاولَ أن يَجريَ إلى البيتِ ... ولكنَّ الماءَ تسرَّبَ أيضاً في هذه المرَّةِ!!
 
فغضِبَ الولدُ وقال لجدِّهِ: إنَّه منَ المُستحيلِ أن آتيكَ بسلَّةٍ من الماءِ، والآنَ سأذهبُ وأُحضِرُ الدَّلوَ لكي أملأَهُ لكَ ماءً.
 
فقالَ الجدُّ: "لا، أنا لم أطلبْ منكَ دَلواً من الماءِ، أنا طلبتُ سلَّةً من الماءِ... يبدو أنَّك لم تَبذلْ جَهداً كافياً يا ولدي"! ثم خرجَ الجدُّ مع حفيدهِ ليُشرفَ بنفسهِ على تنفيذِ عمليَّةِ مَلءِ السَّلّةِ بالماءِ!!! كانَ الحفيدُ موقِناً بأنّها عمليّةٌ مستحيلةٌ، ولكنّه أرادَ أن يُريَ جدَّه ذلك بالتجربةِ العمليّةِ؛ فملأ السَّلّةَ ماءً، ثم جرى بأقصى سُرعةٍ إلى جدِّه ليُريَهُ، وهو يلهثُ قائلا ً أرأيتَ؟ "لا فائدة"!!
 
فنظر الجدُّ إليهِ قائلا ً: " أتظنّ أنّهُ لا فائدةَ ممّا فعلتَ......؟"!!!!
 
تعالَ وانظرِ إلى السَّلّةِ". فنظرَ الولدُ إلى السَّلّةِ، وأدركَ، للمرّةِ الأولى، أنّها أصبحت مُختلفةً! لقد تحوّلت السلَّةُ المُتّسخةُ بسببِ الفحمِ إلى سلَّةٍ نظيفةٍ تماما ً من الخارجِ والداخلِ !!!
 
فلما رأى الجدُّ الولدَ مُندهشاً، قالَ لهُ: "هذا بالضّبطِ ما يحدثُ عندما تقرأُ الكتابَ المقدَّسَ، قد لا تفهم بعضَهُ، وقد تنسى ما فهمتَ أو حفظتَ من آياته..... ولكنَّك، حين تقرؤهُ، سوفَ تتغيّر للأفضلِ من الداخلِ والخارجِ، تمامًا مثلَ هذهِ السَّلّةِ.!!!