الأحد 17 تمّوز 2016

الأحد 17 تمّوز 2016

17 تموز 2016
 
الأحد 17 تمّوز 2016 
العدد 29
أحد آباء المجمع المسكونيّ الرابع
اللَّحن الثالث الإيوثينا الرابعة

 
* 17: القدّيسة الشّهيدة مارينا، * 18: الشّهيد إميليانوس، البارّ بمفو، * 19: البارّة مكرينا أخت باسيليوس الكبير، البارّ ذِيُّس، * 20: النبيّ إيلياس التسبيتيّ، * 21: البارَّان سمعان المتباله ويوحنَّا رفيقه في النُّسك، * 22: مريم المجدليَّة المعادلة الرُّسل، الشّهيدة في العذارى مَركيلّا، * 23: نقل عظام الشّهيد في الكهنة فوقا أسقف سينوبي، النبيّ حزقيال.

 
شهادة الأيّام الأخيرة
 
عندما نتأمّل في شهادة قدّيسي القرون المسيحيّة الأولى، نقرأ عن ثباتهم وعزمهم دون أن نُقَدِّر معاناتهم. لأنّنا لم نعش خبرة العذاب الجسديّ الذي عانوه في عصرهم، وأيّامنا تختلف عن أيّام أولئك المغبّطين.
 
في هذه الأيّام تصل الكلمة المقدّسة إلى كلّ بيت، بواسطة القنوات التلفزيونيّة والإذاعيّة وأدوات التواصل الإجتماعيّ الإلكترونية. من جهة أخرى الكتب الروحيّة والكتاب المقدّس متوفّرة أكثر منها في أيّ وقت مضى، ولكن قَلَّ الذين يعيشون حياة جهاديّة وقليلون جدًّا هم الذين نرى فيهم الصورة المثاليّة الروحيّة.
 
من المؤكّد أنّ الله تعالى سيأخذ بعين الإعتبار، يوم الحساب، الظروف المحيطة بنا والعصر الذي عشنا فيه وسيسأل كلّ واحد منّا، وذلك حسب ناموسه كما يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية (12:2).
 
فنحن اليوم، إن جاهدنا وتعبنا ولو قليلاً، سنفوز بالإكليل مثل أسلافنا لأنّنا أولاد الأيّام الأخيرة. فإن عدنا إلى قراءة مَثل فعلة الحقل في إنجيل القدّيس متّى الإصحاح العشرين، نرى أنّ الفعلة الذين أتوا إلى العمل منذ الصباح أخذوا الأجرة نفسها التي أخذها الذين تعبوا قليلا وأتوا في آخر النهار.
 
فإن كنّا حكماء واستطعنا أن نستعمل كلّ هذا التقدّم التكنولوجيّ الحاصل حولنا في المكان المناسب لخلاص نفوسنا، نستفيد في وقت قليل بما تعب آخرون للحصول عليه بمدّة أطول بكثير. فآباؤنا القدّيسون يحيطون بنا اليوم ليس فقط بواسطة أيقوناتهم ورفاتهم المباركة ولكن حتّى بواسطة تعاليمهم التي صارت متوفّرة في أي مكان وُجدنا فيه. بالمقارنة مع هذه السهولة هناك صعوبات أكبر: فكما أحاطت بنا البركات، كذلك الخطيئة أصبحت أقرب إلينا منها قبلاً وأسهل بكثير، بحيث إنّ عملها أصبح شرعيّا وقانونيّا في الكثير من دول العالم.
التيّار العالميّ في أيّامنا هذه جارف وقويّ. كلّ من لا يريد أن يمشي مع هذا التيار سيعاني الكثير. إنّ من أراد أن يعيش بصدق ونزاهة بحسب الروح سيعاني الأمرّين لأن هذا هوالباب الضيّق. كما أنّ المسيح ليس من هذا العالم، (يوحنّا 14:17) كذلك نحن لسنا من هذا العالم، ولهذا سيقاومنا التيّار العالميّ ونقاومه، فلذلك نحن مبغَضون من العالم.
 
في الأيّام القديمة كان هناك الكثير من الخير والفضيلة والعديد من الأمثلة الجيّدة، حتّى إنّ الإضطرابات التي كانت تحصل في الأديار كانت غير مرئيّة وغير ضارّة.
 
أمّا اليوم فكلّ الأخبار السيّئة تنتشر كالبرق بواسطة أدوات التواصل الإجتماعيّ التي أدمن عليها الجميع. كذلك كاميرات المراقبة منتشرة في كلّ مكان و حتّى في هواتفنا الخَلَويّة لتنقل كلّ ما يُرى وما يجب أن لا يُرى، محاوِلةً التفوّق على عين الله التي ترى كلّ شيء.
لقد وصلت حالة التشريع اليوم، في معظم دول العالم، إلى حدّ جعل القوانين متساهلة مع كلّ شيء وتحاول فرض تساهلها حتى على الذين يريدون أن يعيشوا حياة صارمة و منضبطة. من الضروريّ لأولئك الذين يناضلون روحيًّا، ليس فقط مقاومة روح العالم، بل أن يقاوموا مقارنة أنفسهم بالعالم، وذلك لأنّهم قدّيسون.
 
يا إخوة، إن عملنا على اقتناء الفضائل و تأمّلنا حياة القدّيسين، سندرك، بسرعة، أنّنا لا شيء و لم نحقّق شيئًا ممّا يجب تحقيقه، وهذا الأمر سيدفعنا إلى التواضع، الذي هو الركن الأساس لكلّ الفضائل. وهكذا نكون قد بدأنا بالخطوة الأولى نحو ملكوت السّمَوات.
 
طروباريَّة القيامة  باللَّحن الثالث 
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالمَ الرحمةَ العُظمى.
 
طروباريَّة الآباء باللَّحن الثامن 
أنتَ أيّها المسيح إلهُنا الفائقُ التسبيح، يا من أسستَ آباءَنا القدّيسين على الأرض كواكبَ لامعة، وبهم هدَيتنا جميعاً إلى الإيمانِ
الحقيقيّ، يا جزيلَ الرحمةِ المجدُ لك.
 
القنداق باللَّحن الثاني 
يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرِضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ
بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأَسرعي في الطلبةِ، يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.
 
الرِّسالَة
غلا 3: 23-29، 4: 1-5
يا إخوة، قبل أن يأتي الإيمانُ كنَّا محفوظين تحتَ الناموسِ مُغلَقاً علينا إلى الإيمان الذي كان مزمَعاً إعلانُه، فالناموسُ إذنْ كانَ مؤدِّباً لنا يُرشِدُنا إلى المسيح لكي نُبرَّر بالإيمان. فبعدَ أن جاءَ الإيمانُ لسنا بعدُ تحتَ مؤدِّبٍ لأنَّ جميعَكم أبناءُ الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لأنّكم أنتم كُلَّكم الذين اعتمدتُم في المسيح قد لبِستُم المسيح. ليسَ يهوديُّ ولا يونانيٌّ، ليس عبدٌ ولا حرٌّ، ليس ذكرٌ ولا أنثى، لأنّكم جميعَكم واحدٌ في المسيح يسوع. فإذا كنتم للمسيح فأنتم إذَنْ نسلُ إبراهيمَ وورثةٌ بحسب الموعد. وأقولُ إنّ الوارِث ما دامَ طِفلاً فلا فرق بينَهُ وبين العبدِ مع كونِهِ مالك الجميع، لكنَّه تحتَ أيدي الأوصياء والوكلاء إلى الوقت الذي أجّلهُ الأب. هكذا نحنُ ايضًا حين كُنَّا أطفالاً كنَّا مستعبَدين تحتَ أركانِ العالم. فلمَّا حانَ مِلءُ الزمان أرسل الله ابنهُ مولوداً من امرأةٍ مولوداً تحتَ الناموس، ليفتدي الذين تحتَ الناموس، لننال التبنّي.
 
الإنجيل
متّى 5: 14-19
 
قال الربُّ لتلاميذه: أنتم نورُ العالَم. لا يمكنُ أن تَخفْى مدينةٌ واقعةٌ على جبلٍ، ولا يُوقَد سِراجٌ ويُوضَعُ تحتَ المكيال لكِنْ على المنارة ليُضيءَ لجميع الذين في البيت. هكذا فليُضئ نورُكم قدَّام الناس ليَروا أعمالكم الصالحةَ ويُمَجِّدوا أباكم الذي في السَّمَوات. لا تَظُنّوا أنّي أتيتُ لأحُلَّ الناموسَ والأنبياءَ، إنّي لم آتِ لأحُلَّ لكن لأُتممّ.
 
الحقَّ أقول لكم إنَّهُ إلى أن تَزولَ السماءُ والأرضُ لا يزولُ حَرْفٌ واحدٌ أو نُقطةٌ واحِدةٌ من الناموس حتّى يَتمَّ الكلُّ. فكلُّ مَن يَحُلُّ واحدةً من هذه الوصايا الصغار ويُعَلّمُ الناسَ هكذا، فإنَّهُ يُدعَى صغيراً في ملكوتِ السَّمَوات. وأمَّا الذي يعمَلُ ويُعلّم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السَّمَوات.
 
في الإنجيل
 
يُقرأ هذا المقطع الإنجيليّ في أحد الآباء المجتمعين في المجامع المسكونيّة الستّة الأولى. يشدّد الآباء القدّيسون على ضرورة شرح الكتاب المقدّس بطريقة صحيحة، كي يكون الإيمان حياة الناس. إنّ الإيمان يجب أوّلًا أن يُرى ويختبر. كيف نفهم في هذا السياق اختيار الكنيسة لهذا المقطع الإنجيليّ من العظة على الجبل، وقول الربّ يسوع إنّ تلاميذه نور العالم، ومهمّة النور أن يضيء ويظهر أعمالًا صالحة ليتمجّد الله الآب؟
 
الله خلقنا على صورته ومثاله، أي لنحيا بنوره. هذا ما نحن عليه: نور. للأسف، يتصوّر الإنسان نفسه اليوم بأنّه مجرّد كتلة مظلمة من الخطايا والضعفات، فيعيش على قاعدة: أنا إنسان خاطئ، ولا يوجد فيّ نور، ولن أستنير أبدًا. لذا يجنح إلى الظلمة أكثر منه إلى النور، وتطغى عليه روح اليأس والضياع والضلال. أمّا الحقيقة الكتابيّة الثابتة فهي: الله جعل نوره فينا، والظلمة لن تدركه. مبارك هو الذي ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم (خدمة سرّ المعمودية). هذا هو الرجاء المفرح الذي يكشفه لنا الربّ يسوع المسيح. "أنتم نور العالم": كم هو مأسَوِيٌّ أن يكون النور فينا محجوبًا عنّا، أو مجهولأ منّا!
 
كيف إذًا نستطيع أن نسلك طريق الرجاء: أن نعي أننا نور العالم؟ تشير كلمة "نور" في العهد الجديد إلى اقتناء الاستنارة، أو اليقظة والنباهة. الأمثلة كثيرة: المرأة التي فقدت الدرهم تشعل مصباحًا لتبحث عنه. العشر العذارى يُضئن سراجهنّ بانتظار مجيء العريس، وينبّهن إلى ضرورة اليقظة، إذ لا أحد يعرف اليوم ولا الساعة التي فيها يأتي العريس. العين سراج الجسد.... "وإن كانت عينك شريرة فجسدك كلّه يكون مظلمًا. فإن كان النور الذي فيك ظلامًا، فالظلام كم يكون؟!" (مت6: 23). كلمة النور تحمل في طيّاتها اقتناء الاستنارة. تعلّمنا الكنيسة أنّ هذه الطريق تتطلّب التطهّر أوّلًا بالصلاة والاعتراف والنباهة الكاملة أو اليقظة. هذه هي الحياة الروحيّة. يدعونا الربّ قائلًا: أضيئوه! أظهروا النور الذي فيكم. المشكلة أنّ أمرًا ما يحجبه.
 
هل هذا الأمر هو الخوف، الخوف من الفناء؟ هذا الخوف يدفعنا إلى الخطيئة وأجرة الخطيئة الموت. يقول القدّيس مكسيموس المعترف إنّ أصل كلّ خطيئة هو الخوف من الموت. هل أنا عبد للخوف؟ أم لديّ فرح الانتصار بالربّ يسوع المسيح المتجسّد والقائم دائسًا الموت بموته وقيامته؟ لقد كسر الربّ يسوع قوّة الموت والخطيئة، ولا يوجد سبب للخوف فيما بعد. هل أعيش بالخوف بسبب خطيئة التكبّر أو الأنانيّة أو حبّ السيطرة (العين الشرّيرة)؟ هل أريد أن أعرف ما إن كان نوري يضيء؟ فلأنظر كيف أردّ على مبغضيّ! أو كيف أنفعل أمام من يخالف رأيي! هل أُظهر محبّة واحترامًا؟ أم تقبّلًا ورحابة وصبرًا وشكرًا وحتّى فرحًا؟ المسيحيّة هي، أوّلاً، إيمان الفرح لأنّ يسوع قد انتصر وأعطانا فرحًا لا يُنتزَع. في الكثير من الأحيان نقول إنّنا نؤمن ولا فرح لدينا، إنّنا نحبّ، ولكنّ أعمالنا تكشف حقيقتنا.
 
كيف نزيل الخوف ونشعل النور الذي فينا؟ الطريق الوحيد هو تسليم حياتنا لله. أمّا الخوف فيردعنا عن ذلك. هنا تبدأ عمليّة التطهّر من الخطايا التي تقود الى مرحلة الاستنارة. هذه هي طريق الإيمان، طريق الآباء، وهذا ما علّموه وعاشوه واختبروه: أن يظهروا نور الله فيهم للبشر أوّلًا كحياة محبّة. التهَبوا بالصلاة كشمعة مضاءة تحترق من أجل أن تنير من حولها بالمحبّة والحقّ والفرح والتعزية (الأعمال الصالحة) لمجد الله. متى نظرنا النور فينا، ننظر إلى الآخرين بالنور ذاته.
 
الاتّحاد بالله هو الطريق الوحيد ليظهر النور الذي في الإنسان للعالم. ولهذا الاتّحاد دافع أساسيّ: رغبة الانسان بالحياة في لله وحبُّ الله للإنسان: نور المخلوق يلتمس بكلّ قدرته النور الحقيقيّ غير المخلوق. هكذا، نور الحقّ الخلاصيّ يملأ كياننا بالتطهّر والاستنارة والاتّحاد بالله. وهكذا، يفيض النور في الكون، ليضيء الشمس والكواكب والنجوم وكلّ الخليقة والكون، ويروّي البرايا بأسرها بالحياة المحيية.
 
نرتّل، مباشرة بعد المناولة الالهيّة: "قد نظرنا النور الحقيقيّ، وأخذنا الروح السماويّ، ووجدنا الإيمان الحقّ، فلنسجدْ للثالوث غير المنقسم، لأنه خلّصنا". لقد نظرنا النور، أي اختبرناه فينا حياةً! "ليضىء نوركم للناس": هذا ما يريده الربّ يسوع! هذا ما يشرحه الآباء القدّيسون! نحن نور! ونور المسيح يضيء للجميع (خدمة قداس البروجيزماني). المجد لك ياربّ!

 
ما هي الحياة الأبديّة؟
 
عندما قال الربّ :" أَعطوا ما لِقيصَرَ لقيصر، وما لله لله"، ظنّ كثيرون أنّ الحياة في ملكوت السموات هي أمر يأتي بعد حياتنا على الارض.
في الحقيقة يتعامل الكثيرون من المسيحيّين على أنّ الحياة عمومًا هي إطار نحيا فيه ههنا، وبعد الموت، نتخلّى عنه، بمفارقة النفس للجسد، كي نذهب إلى مكان آخر. ليس في المسيحيّة حياتان. هذه هرطقة. فأنت، عندما تعيش ههنا، عليك أن تعرف لماذا أنت موجود ههنا؛ وعندما تتوق إلى هناك، يجب أن تعرف الهدف من ذلك، وما هو الموجود هناك. عندما يعيش الاِنسان على الارض، لايكون ذلك كي يأكل ويشرب فحسب، فهذه عيشة تمارسها الحيوانات إيضا. المسيحيّ الحقيقيّ يحيا الآن على أساس يسوع المسيح. لا يعيش في الشهوات والملذّات، واعدًا نفسه بالتوبة بعد حين، فهذا قد لا يعطى له، وعلى الأرجح أنّه لن يعرفه. من يحيا بحسب ناموس الشهوات والملذّات سيبقى ههنا، وفي الأساس لا يستطيع أن ينطلق من ههنا، بل سيموت وتموت شهواته معه. عندما نقطع مسيرة العمر الحاضر ينبغي أن يكون ذلك بمحبّة المسيح ومحبّة الإخوة. ومن يَعِشْ للمسيح وللإخوة، ينطلق إلى هناك. المسيحيّ العائش في شرعة شهوات الجسد، والرازح تحت نير حبّ القنية، والطامع بالأمجاد الأرضيّة، لن يُعطى أن يكون هناك عندما ينتقل. فنحن، إن كنّا لا نعرف المسيح ههنا، لن نعرفه هناك: "من ينكرني قدّام الناس أنكره قدّام أبي الذي في السموات".
 
على هذا الأساس، المسيحيّة الحاضرة، كما تبدو لي، غارقةٌ في شرعة الأرض، ولا ترى السماء، غارقةٌ في أمور العالم ولا ترى المسيح. وهكذا، على هذا النحو، هي لا تسير إلى الهدف الحقيقيّ المنشود. نحن نعيش ههنا بمخافة الله، لأنّ حياتنا الأرضيّة يُفترض بها أن تكون للتوبة كما قال القدّيس غريغوريوس بالاماس للمتوحّدة كاسياني. وإن كنّا لا نتغيّر إلى الإنسان الجديد في المسيح، فنحن سنبقى على عتاقتنا ونشيخ ونموت على ما نحن عليه. ما هي الحياة الأبديّة؟
 
ليست الحياة الأبديّة نطاقًا أعلى من نطاق الحياة الحاضرة، ولا إطارًا فيه ما ليس هو ههنا. تفّاح السماء ليس أكبر من تفّاح الأرض، واخضرار السماء ليس أكثر اخضرارًا من اخضرار الأرض .صحيح أنّنا نسمع في صلاة التجنيز" حيث الراحة والانتعاش..."، ولكن هذه ليست أمورًا مادّيّة .ففي السموات لايزوّجون ولا يتزوّجون، ولا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون. ليس هناك طبيعة تتغيّر أشجارها بين موسم وآخر. هناك الله وأحبّاء الله. وجه الله هو عشق النفس وإليه يسعى كلّ من يجاهد في حياته داخل هذا العالم. فلنُقلع عن عتاقتنا، ونخلع الانسان العتيق بشهواته وكلّ ما فيه، ساعين ومجاهدين للقاء الربّ الفادي والمخلّص يسوعَ المسيح له المجد إلى الأبد آمين.
 
أخبـــارنــــا
عيد النبيّ إلياس 
لمناسبة عيد النبيّ إلياس يترأّس صاحب السيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) القدّاس الإلهيّ في كنيسة مار إلياس –رشعين، وذلك مساء الثلاثاء الواقع فيه 19 تمّوز 2016 الساعة السابعة مساءً؛ كما يترأّس سيادته خدمة السحريّة والقدّاس الإلهيّ نهار الأربعاء الواقع فيه 20 تمّوز 2016 عند الساعة 7.30 صباحاً في كنيسة النبيّ إلياس- المنية.