الأحد 17 نيسان 2016

الأحد 17 نيسان 2016

17 نيسان 2016
 
الأحد 17 نيسان 2016 
العدد 16
الأحد الخامس من الصوم
اللحن الخامس الإيوثينا الثانية
 
* 17: (مريم المصريّة)، الشهيد في الكهنة سمعان الفارسيّ ورفقته، * 18: البارّ يوحنَّا تلميذ غريغوريوس البانياسيّ، * 19: الشهيد في الكهنة بفنوتيوس، * 20: البارّ ثاوذوروس الشعريّ، انستاسيوس بطريرك انطاكية المعترف، زكّا العشّار، * 21: الشهيد في الكهنة ينواريوس ورفقته، أنستاسيوس السينائيّ، * 22: ثاوذوروس السيِّقيّ، الرَّسول نثنائيل، * 23: سبت لعازر، العظيم في الشهداء جاورجيوس اللّابس الظفر.
 
 
مريم المصرية
السقوط حدث مستمرّ في حياة البشر. هو خروج الإنسان من ذاته الّتي خُلق عليها، هو تخلٍّ عن صورة الله الّتي فينا.
كلّنا دخلنا، وندخل باستمرار، في هذا الحدث الأنطولوجيّ في حياة الإنسان الأوّل. منّا من ينزلون إلى عمق الأعماق في انحدارهم الكيانيّ الوجوديّ، تغرُّبًا عن حقيقتهم الإلهيّة المزروعة في كلّ خلايا وجود الإنسان المنظورة منها وغير المنظورة.
جوهر سقوطنا هو الأنا (Ego). منه تتفرّع الإنشقاقات في شخصيّة الإنسان، مع أنّه قد يظهر أنّ الأنا يجمع الإنسان؛ هذا في الظّاهر لأنّ الأنانيّ يرُدُّ كلّ شيء إلى ذاته، أي أنّه يريده لذاته وفي ذاته.
 
* * *
 
مريم المصريّة، منذ طفوليّتها، سَلَبَها الأنا جرّاء ما تلقّته من تأكيد لوجودها عبر جسدها وجمالها من محيطها. بُثَّ فيها روح حبّ اللذة من خلال اعتيادها على تأكيد وجودها بحُسنها. لذلك، لمّا سنحت لها الفرصة تحرَّرت، برأيها، من قيود الأهل والمجتمع لتلحق هواها... هي، بالحقيقة، استُعبِدت في قلبها
للشهوة... والقلب هو من يقود الإنسان وليس العقل كما يظنُّ الكثيرون...
 
القلب في الإنسان هو المجهول الكبير وهو الربّان الخفيّ لحياته. أيها الإنسان أنت تجهل نفسك... إعرف نفسك لتعرف الله ولتتحرَّر...
 
* * *
 
كلّنا، في موقف من المواقف، كمريم المصريّة مسلوبُو الإرادة للشرّ أو، بالأحرى، مُفَعِّلون الإرادة باتّجاه الشّهوة والأنا.
الأمثولة الّتي نتعلّمها من مريم هذه هي أنّ الأنا يُدمِّر صاحبه؛ وكلّما استغرق الإنسان في هوًى من الأهواء كلّما خسر ذاته وزادت الهوّة بين حقيقته الداخليّة العميقة الّتي هي صورة الله فيه وبين حقيقته الخارجيّة الّتي هي حياته في عبوديّة الأنا.
 
فلنتب سريعًا لأنّنا غير قادرين، على الأرجح، أن نتخلّى، كمريم المصريّة، عن كلّ شيء لنربح حياتنا...
 
                                                                                                                                                    + انطونيوس
                                                                                                                                     متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما
 
 
طروباريّة القيامة  باللَّحن الخامس
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الإبتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.
 
طروبارية القدّيسة مريم المصريّة  باللَّحن الثَّامِن 
بكِ حُفِظَتِ الصورةُ بإحتراسٍ وَثيق أيَّتها الأمُّ مريم، لأنَّكِ حملتِ الصليبَ وتبِعْتِ المسيح، وعَمِلتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسَدِ لأنَّه يزول، ويُهتمَّ بأمورِ النفسِ غير المائتة. لذلك تَبتهِجُ روحُكِ مع الملائكة.
 
 
القنداق باللَّحن الرّابع
يا شفيعَةَ المَسيحيِين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المرْدودة، لا تُعْرِضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمَعونةِ بِما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارِخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسْرِعي في الطلْبَةِ يا والِدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بِمكرِّميك.
 
 
 
الرِّسالة
عب 9: 11-14
صَلُّوا وأَوفُوا الربَّ إلهَنا
اللهُ معْروفٌ في أرضِ يهوذا 
 
يا أخوة، إنَّ المسيحَ إذ قَدْ جاءَ رَئيسَ كَهَنَةٍ للخيراتِ المستقبَلةِ، فبمسكِنٍ أعظَمَ وأكملَ غَيْرِ مصنوع بأيدٍ، أي ليس من هذه الخليقة وليسَ بدمِ تيوسٍ وعجولٍ بل بدمِ نفسِهِ دَخَلَ الأقْداسَ مرَّة واحدةً فوَجَدَ فِداءً أبَديّا. لأنَّهُ، إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتيوسٍ ورَمادُ عِجلةٍ يُرَشُّ على المُنجَّسينَ فيُقَدِّسُهُمْ لتطهيرِ الجسد، فكَمْ بالأحرى دَمُ المسيح الذي بالروحِ الأزليِّ قَرَّبَ نفسَهُ للهِ بلا عيْبٍ، يطَهِّرُ ضمائرَكُم منَ الأعْمالِ الميتةِ لتعْبُدوا اللهَ الحيَّ.

 
الإنجيل
مر 10: 32-45
 
في ذلك الزمان، أخَذَ يسوعُ تلاميذَهُ الإثْنَي عَشَرَ وابْتَدَأ يَقولُ لَهُم ما سيَعْرُضُ لَهُ: هُوذا نَحْنُ صاعِدونَ إلى أورَشليمَ، وابنُ البَشَرِ سَيُسَلَّمُ إلى رؤساءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ فَيْحكُمونَ عَلَيْهِ بِالموْتِ وَيُسَلِّمونَهُ إلى الأمَم فَيَهْزَأُونَ بِهِ ويَبْصُقونَ عَلَيْهِ وَيَجْلِدونَهُ وَيَقْتُلونَهُ وفي اليَوْمِ الثالثِ يَقومُ. فَدَنا إليْهِ يَعْقوبُ ويُوحَنّا ابنا زَبَدى قائلَينَ: يا مُعَلِّمُ نريدُ أنْ تَصْنَعَ لَنا مَهْما طَلَبنا. فَقالَ لهُما: ماذا تُريدانِ أنْ أصْنَعَ لَكُما. قالا لَهُ: أعْطِنا أنْ يَجْلِسَ أحَدُنا عَنْ يميِنكَ والآخرُ عَنْ يساركَ في مَجدِكَ. فقالَ لَهُما يسوعُ: إنَّكُما لا تَعْلَمان ما تَطْلُبان. أتستطيعانِ أنْ تشرَبا الكأسَ التي أشرَبُها أنا وأنْ تَصْطَبِغا بالصِّبْغَةِ التي أصْطَبِعُ بِها أنا. فقالا لَهُ نَسْتَطيع. فقالَ لَهُما يسوعُ: أمَّا الكأسُ التي أشْرَبُها فَتَشْرَبانِها وبِالصِّبْغةِ التي أصْطَبِغُ بِها فَتَصْطَبِغان. أمَّا جُلوسُكما عَنْ يميني وَعَن يَساري فَلَيسَ لي أنْ أُعْطِيَهُ إلاّ للّذينَ أُعِدَّ لَهُمْ. فَلَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ ابْتدَأوا يَغضَبونَ على يعقوبَ ويوحنّا، فدَعاهُم يسوعُ وقالَ لَهُم: قدْ عَلِمْتُمْ أنَّ الذينَ يُحْسَبونَ رُؤَساءَ الأمَمِ يَسودونَهَم وَعُظماءَهُم يَتَسلَّطون عَليْهم وأمَّا أنْتُمْ فَلا يَكونُ فيكمْ هكذا، ولكِنْ مَنْ أرادَ أن يكونَ فيكم كبيراً فليَكُنْ لَكُمْ خادِماً وَمَن أراد أن يكونَ فيكمْ أوَّلًا فَلْيَكُنْ للجميع عَبْداً، فإنَّ ابنَ البَشَرِ لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ وليبذل نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين.

 
في الإنجيل
 
في هذا اليوم الذي هو الأحد الخامس من الصوم، نتلو هذا المقطع الإنجيليّ من بشارة مرقس الرسول، وفيه يتنبّأ السيّد، للمرّة الثالثة، عن آلامه وقيامته قائلاً: "هوذا نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن البشر سيسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت... ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم". وفي نهاية هذا المقطع يعلّم يسوع تلاميذه ويعلّمنا معهم أيضاً عن التواضع: "من أراد أن يكون عظيماً فيكم فليكن لكم خادماً"، لأنّه هكذا نستطيع أن نميت شهوة التسلّط الناتجة عن الكبرياء، ولعلّها أفتك شهوة فينا. كلّ هذا تكلّم به يسوع أمام تلاميذه كي يعوا طبيعة العمل الذي يقوم به لخلاص الناس.
 
أمّا يعقوب ويوحنّا ابنا زبدى فَهَمّهما كان أن يجلسا مع السيّد في مجده. ولكن هناك كأس يجب أن تُشرب وصبغةٌ يجب أن يُصطبغ بها.
 
أمّا كأس يسوع فهي كأس الآلام التي سيتكبّدها من البشر وعن البشر بغية خلاصهم. وأما الصبغة فهي الإنغماس في الموت واجتيازه إلى القيامة تتميماً للعمل الخلاصيّ. ابنا زبدى قاسَيا الآلام من أجل البشارة، ولكن، بعد قيامة الربّ يسوع، وبهذا المعنى، شربا من الكأس واصطبغا بصبغة يسوع. ولكنّ الخلاص تمّ بيسوع وحده ولم يشترك أحد من البشر فيه، لذلك لا يشترك معه في المجد إلّا من أدّى الشهادة واقتبل الصلب. أمّا القول إنّ الجلوس عن يمين المعلّم وعن يساره يعود فقط "للّذين أُعدّ لهم" فمفاده أنّ مشاركتنا في المجد الإلهيّ ليست ثمرة الجهاد مهما عظم ولكنّها عطاء النعمة في مجّانيّتها.
 
مجد البشر يأتي من السلطة والسيادة أي من التحكّم بمصائر الناس، وهذا ليس مدعاة للمجد في ملكوت الله، إذ أنّ المجد مرتبط بالخدمة والبذل والتضحية، وبكلمة واحدة: بالتواضع. الربّ أتى ليَخدُمَ لا ليُخدَم وغسَلَ أرجل التلاميذ وأعطاهم مثالاً حتّى، كما صنع هو، يصنعوا هم أيضاً. وهكذا صنعوا وهكذا يجب أن نصنع.
 
إنجيل اليوم يعكس وضع البشريّة كما هو منذ البدء: تهافتٌ على السلطة والمجد الباطل انطلاقاً من الأنانيّة والكبرياء؛ ويعكس إزاءه الرحمة والمحبّة الإلهيّتَين القائمتَين على التضحية والبذل حتّى الموت. هذا يوضح أنّ الله متألّم على الدوام مع البشر، ولا نهاية لهذه الآلام إلّا عندما تتروحن النفس البشريّة بروح الله وتسلك انطلاقاً من وحي الملكوت الآتي.
 
ألا اهَّلَنا الله أن نسلك هذا السلوك في هذا الصوم المبارك، آمين.
 
 
 
خبراتٌ في تلاوة المديح يوميّاً
 
اعتاد طفل صغير تلاوة مديح والدة الإله يوميّاً كما علّمته جدّته. كَبُر الصبيّ وعاشر قوماً أردياءَ فانحرف عن الطريق القويم وعاش في الخطيئة، وصار رئيس عصابة، ومع ذلك لم يتوقّف عن تلاوة المديح يوميّاً.
 
وإنّ والدة الإله التي تتشفّع بالجميع، إذ رأته يقدّم لها المديح يوميّاً، شاءت أن تخلّصه، فظهرت لناسك وقالت له: "لديّ شابٌّ أريد أن أخلّصه لأنّه ما زال يتلو مديحي يوميّاً، فاذهب أنت واستعده".
 
ذهب الشيخ ووضع نفسه في طريق العصابة التي طمِعت فيه، اذ كان يُظنّ أنّ الرّهبان يملكون الكثير من المال فاختطفته، فمثل أمام الشابّ رئيسِ العصابة.
هدّده الشابّ رئيس العصابة طالباً منه تسليم ما يملك من مال، إلّا انّ الشيخ فاجأه إذ قال له: "إنّ والدة الإله قد بعثتني إليك لكي أخلّصك من هذا الطريق الذي أنت سائر فيه، لأنّك ما زلت تتلو مديحها كلّ يوم".
 
صُعق الشابّ لعلم الشيخ بأمرٍ خاصٍّ كهذا. وتابع الشيخ: "ولكي أبرهن لك أنّ سيرتك غيرُ مَرضيّة لله، أطلب منك أن تدعو كلّ افراد العصابة لأجتمع بهم".
 
فقام الشابّ باستدعائهم. ولكنّ الشيخ قال له: "لم يأتِ الجميع". أنكر رئيس العصابة، فأصرّ الشيخ، عندها تذكّر رئيس العصابة أنّ الطبّاخ لم يحضر، فاستدعاه.
حضر الطبّاخ، فقال له الشيخ: "أستحلفك باسم الربّ يسوع المسيح أن تقول لنا من أنت"، فقال له الطّبّاخ: "أنا الشيطان، ولي زمان هنا أترقّب اليوم الذي لا يتلو فيه رئيسُ العصابة المديح حتّى أقبضَ على نفسه"؛ وإذ قال هذا اختفى من أمامهم.
 
تخشّع الشابّ وسجد عند رجلي الشيخ طالباً منه أن يصلّي من أجله ويرشده إلى طريق خلاصه، وهكذا فعل كلّ أعضاء العصابة.
هكذا تحفظ والدة الإله كلَّ من يقدّم لها المديح يوميّاً.
 
 
أخبـــارنــــا
سيامة الشماس بشارة عطالله 
 
لِمُناسبة رفع الصليب، الذي تحتفل الكنيسة بتذكاره في الأحد الثالث من الصّوم، والذي يصادف عيد جمعيّة نهضة السيّدات، ترأس سِيادة راعي الأبرشيّة المطران أفرام كرياكوس الجزيل الاحترام صلاة السَّحَر والقُدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة القدِّيس جاورجيوس الزاهريّة، بمعاونة قدس الآباء كهنة الرعيّة وحضور لفيف من الإخوة الحركيّين من الفروع كافّة ومؤمنين. خلال القدّاس تمّت سيامة الأخ بشارة عطالله شمّاساً إنجيليّاً. الشمّاس الجديد مُتزوّج وله ولدان آليو وماريو، وهو جنديّ مُتقاعد، حائز شهادةً من المركز الرعائيّ لِلتُراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ- الإعداد اللاهوتيّ، ومسؤول عن أُسرتي العاملين والعائلات في مركز طرابلس لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. وكانت لِسيادة المتروبوليت أفرام عِظة تطرّق فيها الى أهمّيّة الصليب في خلاص نفوسِنا، مُشدِّداً على الشمّاس عطالله بأن يتعلّم ويزداد غَيرة على الكنيسة كي تأتي خدمته لائقة وبه يتمجّد الربّ وكنيسته، وجاء في العظة:
 
"بِاسْم الآب والاِبن والروح القدس الإله الواحد آمين.
أيّها الأحبّاء، نحن بفرحٍ كبير نُقيم هذه الذبيحة الإلهيّة، أوّلاً لإعطاء هذه النعمة الإلهيّة للشمّاس الجديد بشارة عطالله وأيضاً للإحتِفال بِعيد جمعيّة نهضة السيِّدات وبخاصّةٍ للإحتفال بعيد الصليب. نحن نُردِّدُ في كلِّ أحدٍ، في كلِّ يوم قِيامةٍ وفي كلِّ عيدٍ لِلصليب المُقدَّس، نقول " وبالصليبِ قد أتى الفرحُ لِكُّلِ العالم". هل حقيقةً نحن المسيحيّينَ نؤمنُ بصليب ربّنا يسوع المسيح؟ هل صحيح أنّنا نفرحُ بهذا العود المُحيي، الذي أنجز المسيح عليه خلاصنا، إذ "بالصليب قد أتى الفرح لِكُلّ العالم"؟
معروفٌ، في الدُّنْيَا كُلِّها، أنّ المَسيحيِّين يسجدونَ للصليب ويُكرِّمونه، ولكن، في الوقت نفسه، نحن المَسيحيِّينَ نفتخِرُ بِصلِيبنا المُحيي. دِيانتُنا هي ديانةُ فرحٍ. هذا هو المُبتغى. هذا ما أراده إلهُنا المُتجسِّد المسيح بِموتِهِ عَنَّا على الصليب. هذا هو السِّرُّ الْعَظِيم، ولَنا اليوم، باختصار، أنّ واحِداً مِنَّا يتقدَّمُ في حياتِهِ لِيحمٍلَ هذا الصليب، في حياتِهِ وفي كَنيستِه. ونحن شِئْنَا أن نُبقِيَ على اسمِهِ "بشارة" لأنهُ سوفَ يَتكرَّسُ لإطلاق البِشارة في العالم، بِشارة الإنجيل. البِشارة هي بِدءُ الخَلاص، وَنَحْنُ في الصليب يطلبُ مِنَّا الربُّ يسوع أن نحمِلَ صليبنا. شهوة المسيح أن يُحبّنا حتّى الموت، أن يخدُمنا حتّى الموت، وشهوتُنا نحن أن نُحبَّ أنفُسنا قبل حبّنا لغيرِنا.
 
لِذلك يقول الإنجيل اليوم: "من أراد أن يتبعني فليُنكِر نَفْسَهُ ويَحملْ صليبَهُ ويَتبَعني".
 
ماذا يعني أن يُنكرَ الإنسان نفسَه؟ يعني، حسب قول أحد الآباء: "أن يَعتَبِر الإنسانُ نَفْسَهُ لا شي"، أن لا يعتبر الإنسان أنّه وسط الدنيا ومركزُها. نَحْنُ المسيحيّين، المسِيحُ فينا هو كلُّ شيء. نحن لا شيء أمام الربِّ يسوع. نَحْنُ خُدّام. هو الربُّ يسوع قال "جِئْتُ لا لِكَي أُخدَم بل لِأَخدُم ولِذَلِك، هذا الإنسان الذي ترونَهُ أمامكم -"بشارة"- نحن نطلبُ مِنه، اليوم، أن يَتعهّد التبشير بِالمسيح، أن يُبشّر بالإنجيل.
 
نحن بِحاجة، في الكنيسة، الى من يُبشِّر ومن يُعلّم ومن يَعرِفُ الإنجيل حتّى تنجح البشارة. إذاً، نحن بِحاجةٍ إلى مُعلّمين حتّى لا يختطِفَنا الهراطِقة، ويأخذوا أولادنا. ولكن نحن، أيضاً، بِحاجةٍ إلى شمامِسة.
 
الشّمّاس هو خادم وعليهِ أن يفتقِد المساكين، وبِنِعمةِ اللهِ أن يكون لهم شِفَاءً. كذلك نحن، اليوم، بِحاجةٍ الى خُدَّام، شمامِسة، ونحن نرجو أن يكون بشارة مِن أوائلِهم لأنهُ حاصِلٌ على روح الخِدمة.
 
لِذلك، نحن اخترناهُ بِنعمةِ الله، ولكن نطلب مِنْهُ أن يتعلّم ويزدادَ غيرةً وخدمةً وعِلماً، حتّى تكونَ خِدمتُهُ خِدمةً لائقة وبِهِ يتمجّدَ الله وكنيستهُ. آمين" وعند انتهاء القدّاس انتقل الجميع إلى قاعة الرعيّة حيث تقبّل الشمّاس الجديد وذووه التهنِئة مع التمنّي له بِخِدمة مُباركة في حقل الربّ.

 
الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر. أقيمت خدمة الجنازة يوم السبت الفائت في 9 نيسان 2016 في كاتدرائية القدّيس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في اللاذقيّة.
وستُقبل التعازي في دير سيّدة البلمند البطريركيّ أيّام الثلاثاء والأربعاء والخميس 19، 20، 21 نيسان 2016، يوميّاً من الساعة الحادية عشرة ق.ظ. حتّى الواحدة ظهراً، ومن الساعة الخامسة عصراً حتّى الثامنة مساءً.
 
المسيح قام ....حقًّا قام.
 
 
برنامج صلوات صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) خلال الأسبوع السادس من الصوم الكبير
الرعيّة الصلاة الزمان
مجدليّا صلاة النوم
الإثنين في 18 نيسان الساعة 6,00
ددّه صلاة النوم
الثلاثاء في 19 نيسان الساعة6,00
دير الناطور أنفه
قدّاس السابق تقديسه
الأربعاء في 20 نيسان الساعة6,00
بصرما صلاة النوم
الخميس في 21 نيسان الساعة 6,30
مار الياس رشعين سبت لعازر
السبت في 22 نيسان الساعة 8,30 (السحرية)
كفرعقّا - القيامة أحد الشعانين
الأحد في 24 نيسان الساعة 8,00 (السحريّة)