الأحد 18 كانون الثاني 2015

الأحد 18 كانون الثاني 2015

18 كانون الثاني 2015
 
الأحد  18 كانون الثاني  2015     
العدد 3
الأحد 12 من لوقا (ال 10 برص)
اللَّحن السّابع   الإيوثينا العاشرة
 
* 18: تذكار أثناسيوس وكيرللس رئيسَي أساقفة الإسكندريّة* 19: البارّ مكاريوس المصريّ، مرقس مطران أفسس. * 20: أفتيميوس الكبير، الشهيد إفسافيوس. * 21: مكسيموس المعترف، ناوفيطوس الشّهيد. * 22: تيموثاوس الرّسول، الشّهيد أنسطاسيوس الفارسيّ * 23: إكليمنضس أسقف أنقرة، الشّهيد أغاثنجلوس. * 24: البارّة كساني، الشّهيد بابيلا الأنطاكيّ ورفقته. 
 
لقد عُرفتُم مِنَ الله (غلاطية 4: 1-11)
 
يخاطبُ بولسُ الرّسولُ أهلَ غلاطية بِقَولِه: "لقد عُرفتم من الله" (غل 4: 9). وهم إذ عُرفوا من الله عَرفوا من كانوا يجهلونه قبلاً، الإلهَ المحجوب إدراكه، الساكن في النور الذي لا يُدنى منه. هم إذًا لم يعرفوا الله بجهدهم أو بمجهودهم الفكريّ، فمعرفته تتحقّق فقط بِالْتِفاتَةٍ منه، بإعلان ذاته للإنسان. وليس من باب الصدفة أنّ كلام الرسول بولس عن معرفة الله لنا، ومعرفتنا له التي تليها، أتى في سياق تطرٌّقه إلى عمل الفداء الذي تحقّق بتجسد ابن الله (الآيات 4-5). لقد عُرفوا من الله لَمّا أرسل الآبُ ابنَهُ مولودًا من امرأة، وصار جسدًا. "لقد افتقدنا من العلاء مخلّصنا"، أتى إلينا جميعنا يطلبنا لكي لا نكون عبيدًا في ما بعد، نتوسّل الرموز الناموسيّة من عناصر العالم المخلوقة، لعلّنا نقترب من معرفته. أتى الابن إلينا لكي يجعل الذين يثقون به ويقتدون بمثاله ويحفظون تعاليمه أبناءً لله بالتبنّي. وهو لَمّا تجسّد منح الروح القدس، روحه، روح التبنّي (رو 8: 15)، بسخاءٍ وبلا مكيال (يو 3: 34) لكي يحقّق التبنّي للمؤمنين باسمه. وبروح الابن الساكن فينا صار بإمكاننا مخاطبة الله بجرأة كما يخاطبه ابنه الوحيد بالنداء: "أبّا –  يا أبي" (آية 4: 6، رومية 8: 15، راجع مرقس 14: 36). والأبناء لا يخاطبون الغريب كأبٍ، بل فقط أباهم الذي يعرفونه جيّدًا. بالله عليكم، أنّى لنا أن نعرف الله معرفة الأبناء إن لم يكشف الابن المتجسّد لنا هذه المعرفة؟
 
"أنا معكم طوال هذا الزمان ولم تعرفني يا فيلبس؟" هكذا أجاب ابن الله فيلبس عندما طلب الأخير معرفة الله الآب. ويستهلّ رسول المسيح يوحنّا إنجيله بالقول الأكيد: "لقد رأينا مجده". أي عرفنا أنّه الله الممجّد القدّوس، إذ شاهدنا أنّ جسد ابن الله كان مسكن الألوهة المقدّس وهيكل المجد. محبّة الخالق للإنسان الذي أبدعه كانت وراء سرّ التجسّد والخلاص بيسوع المسيح، السرّ المحجوب منذ الدهور، حتّى عن الملائكة. وهنا نطرح السؤال مجدّدا، كيف يمكن للإنسان أن يقف في الحضرة الإلهيّة وأن يدنو من مجد الله إن لم يتنازل ذاك ويقترب إليه؟
 
"وأمّا الآن وقد عَرفتم الله، بل بالحريّ عُرفتم من الله، كيف ترجعون مجدّدًا إلى العناصر الضعيفة الفقيرة التي تريدون أن تعبدوها من جديد؟" (غل 4: 9). بعد أن عرفنا الله الذي أتى إلينا وكشف لنا ذاته، تغيّرت حالنا. فالمعرفة تغيّر الإنسان وتجعله ناضجًا وعميق الفكر. كيف يعود من عرف المسيح إلى طيش الجهل؟ كيف يسقط من النور إلى ظلمة الخطيئة؟ كيف يحزن روح الله الساكن فيه. إن فعل ذلك فهو يسلك سبيل كوكب الصبح الساقط. أمّا تجسد الكلمة الخالق فقد جعل كلّ شيء جديدًا، ومذ ذاك نحن نعيش في الزمن الجديد، سنةً بعد سنةٍ نسلك على ضوء العهد الجديد الذي دشّنه المسيح إلهنا ومخلّصنا. في كلّ سنة نجدّد انتماءنا إليه بالبرّ والقداسة التي تليق بروحه الساكن فينا حتى يذكرنا في ملكوته، لا بالخطيئة والجهل حتى لا ينسانا فننساه.
 
طروباريّة القيامة باللحن السّابع
 
حَطَمْتَ بصليبِكَ الموتَ، وفتحتَ لِلِّصِّ الفِردَوس. وحَوَّلْتَ نَوحَ حاملاتِ الطِّيب. وأَمَرتَ رُسُلَكَ أن يَكرِزُوا. بأنّكَ قد قُمتَ أيّها المسيحُ الإله. مانحًا العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.
 
طروباريّة القدّيسَين أثناسيوس وكيرلّس  باللحن الثّالث، وزن: ثياس بيستيوس
 
عِشْتُما عَلى الرَّأْيِ القَوِيمِ، مُخْمِدَينِ لِلرَّأْيِ الوَخِيمِ، فَلَبِسْتُما الإكلِيلَ كَظافِرَين، حُسْنَ العِبادَةِ الكُلَّ عَلَّمْتُما، وَلِكَنِيسَةِ اللهِ زَيَّنْتُما، فَاسْتَحْقَقْتُما المَسيحَ الإلهَ مانِحًا، لِلكُلِّ بِكُما الرَّحْمَةَ العُظمى.
 
قنداق عيد دخول السيّد باللحن الأوّل
 
يا مَن بمولدِكَ أيّها المسيحُ الإلهُ للمستودع البتوليِّ قدَّستَ، وليَدَيْ سمعان كما لاقَ باركْتَ، ولنا الآن أدركْتَ وخلَّصْتَ، إحفظ رعيتَّكَ بسلامٍ في الحروب، وأيِّدِ المؤمنين الذين أحبَبْتَهم، بما أنّك وحدَكَ محبُّ للبشر.
 
 
الرِّسَالَة
عب 13: 7-16
كريمٌ بين يَدي الربِ موتُ أبراره
بماذا نكافئُ الربَّ عن كلِ ما أعطانا
 
يا إخوةُ، اذكُروا مُدَبِّريكُمُ الّذِينَ كلَّموكُمْ بكلمةِ الله. تأمَّلوا في عاقِبَةِ تصرُّفِهِم وَاقتَدُوا بإيمانهم. إنَّ يسوعَ المسيحَ هُوَ هُوَ أمسِ واليومَ وإلى مدى الدهر. لا تنقادوا لِتَعاليمَ متنوعَةٍ غَريبة. فَإنَّهُ يَحسُنُ أن يُثَبَّتَ القلبُ بِالنعمة لا بالأطعمة التي لم ينتَفعِ الذينَ تَعاطَوها. إنَّ لنا مَذبحًا لا سُلطانَ لِلَّذِينَ يَخدُمُونُ المَسكِنَ أن يأكُلوا منهُ. لأنَّ الحيواناتِ التي يُدخَلُ بدمِها عن الخطيئةِ إلى الأقداسِ بِيَدِ رئيس الكهنة، تُحرَقُ أجسامُها خارجَ المحلَّة. فلذلك يسوعُ أيضاً تألَّمَ خارِجَ البابِ لِيُقَدِّسَ الشَّعبَ بِدَمِ نفسه. فَلْنَخرُجْ إذنْ إلَيهِ إلى خارجِ المَحَلَّةِ حامِلِينَ عاره. لأنَّهُ ليسَ لنا ههنا مدينةٌ باقيةٌ بل نَطلُبُ الآتية. فَلْنُقَرِّبْ بِهِ إذَنْ ذبيحةَ التّسبيحِ كلَّ حينٍ، وهي ثَمَرُ شِفاهٍ معترِفَةٍ لاِسمِه. لا تَنْسَوُا الإحسانَ وَالمُؤاساةَ، فإنَّ اللهَ يرتضي مثلَ هذه الذبائح.
 
الإنجيل
لو 17: 12-19
 
في ذلك الزمان، فيما يسوع داخلٌ إلى قريةٍ، استقبلهُ عشرةُ رجالٍ بُرصٍ ووقفوا من بعيدٍ ورفعوا أصواتَهمْ قائلين: يا يسوع المعلّم ارحمنا. فلمَّا رآهم قال لهم امضُوا وَأَرُوا الكهنةَ أنفسَكم. وفيما هم منطلقون طَهُروا. وإنَّ واحداً منهم لمَّا رأى أنَّهُ قد بَرِئَ رَجَعَ يمجّدُ اللهَ بصوتٍ عظيم، وخرَّ على وجهه عند قَدَمَيه شاكراً لهُ، وكان سامريَّا. فأجاب يسوع وقال: أليس العشرةُ قد طَهُرُوا؟ فأين التِّسعة؟ أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرجِعُ لِيُمَجِّدَ اللهَ إلّا هذا الأجنبيّ؟! وقال لَهُ: قُمْ وَامْضِ، إيمانُكَ قد خَلَّصَك.
 
في الإنجيل
 
قد نلاحظ في أوّلِ قراءَتِنا للمقطع الإنجيليّ اليوم، أنّ هذا السامريّ الأبرص قد نال المدح من الرّبّ لأنّه شَكره على ما صنع به، أمّا أولئك فقد كانوا ناكري الجميل كونهم لم يلتفتوا إلى الذي صنع معهم هذه القوّة – كما نفعل نحن بعد أن ننال ما نطلبه من الله . 
 
لهذا الحَدَثِ الإنجيليّ بُعدٌ أكثرُ مِنَ الشُّكر، وهناك ما هو أَهَمُّ مِنَ الشُّكر يجب أن يأتي أوّلاً، خاصّة أنَّ الرّجلَ هو سامريٌّ، أي غريبٌ عن الشريعة وعن الناموس، وهو أبرص، ونحن نعرف من الكتاب أنّ البَرَصَ هو مرض له تأثيرٌ روحيٌّ في المفهوم اليهوديّ الناموسيّ. هو تعبير عن النجاسة والازدراء، فالأبرص ممنوع عليه في الناموس أن يحتَكَّ أو يُلامِسَ أحداً من الناس، طبعا بسبب العدوى، ولكن بالأحرى بسبب النجاسة.  ولهذا السبب كانَ يُطلَبُ مِمَّن يُشفى مِنَ البَرَصِ أن يذهَبَ إلى الكَهَنَةِ، وَينالَ منهُم شهادةً تُؤَكِّدُ أنَّهُ "طَهُرَ". وهذا ما طلَبَهُ الرّبُّ مِنَ البُرْصِ العشرة، أن يَمضُوا إلى الكَهَنَةِ لكي يكشفوا أنفسهم لهم، فينالوا تلك الشّهادةَ الّتي يطلبُها النّاموس. 
 
 المهمّ في الأمر أنّ هذا الإنسان كان مرضه الأصليّ هو: الخطيئة. فما قام به هذا السامريّ الأبرص أنّه رجع ومجّد الله. وهاتان الكلمتان تردانِ مُتتالِيَتَين متلازمَتَينِ في مقطعٍ صغير "رجع يمجِّد الله"، وما هذا سوى دلالة على ما هو الأهمّ.  هذه هي الدعوة "التوبة". هو سامريٌّ وأبرص، أي خاطئٌ بامتياز، عاد إلى الرب تائباً ومعترفاً بما هو عليه، ممجّداً الله. وهكذا قَبِلَهُ الرّبُّ أكثر من أولئك. 
 
ما حصل بالحقيقة لهذا التائب المتطهِّر برحمة الرّبّ، هو خلاصُه "إيمانك قد خلّصك". خلاصُهُ مِمَّ؟ خلاصُه مِن عبوديّة الخطيئة، والبَشاعةِ الّتي لَحِقَتْ نَفسَهُ بِفِعلِ الخطيئة، لا مِن بَشاعةِ جَسَدِە الّذي تَشَوَّە بِفِعلِ البَرَص.
 
كُلٌّ مِنّا أبرص. كُلٌّ مِنّا خاطئ. ولهذا كُلٌّ مِنّا عليه أن يَسعى لِأنْ يرتميَ تحت رِجلَيِ المخلِّص تائباً ومُمَجِّداً ايّاهُ لأنّه قَبِلَنا ونحن ما زلنا في بَرَصِنا. خَلَّصَنا ونحن في خطايانا. 
 
لِنَسْمَعْ ما قاله الرّسولُ بولس "مَجِّدُوا الله في أجسادِكم". فَلْنُمَجِّدِ اللهَ كُلَّ حين . آمين
 
 
السلام لكم
 
مَرّاتٍ كثيرةً في الصَّلَواتِ الكَنَسِيّةِ نَتَلَقّى السّلامَ مِنَ الكاهن، ولكن ربما كثيراً ما يكون هذا بلا وعي وبدون أن نفكّر بالسلام، مع أنّه ذو أهمّيّةٍ كبرى. فالمفروض أوّلاً أن نأتي إلى الكنيسة ونحن في سلام، وأن نصلّيَ صلاتنا بسلام. إنّها الطلبة الأولى، تتقدّم سائر الطلبات: "بسلام من الرّبّ نطلب". أَلَمْ يَقُلِ الرّبّ: "إذا قدَّمت قربانك إلى المذبح وذكرت أنّ لأخيك شيئاً عليك فدع قربانك هناك أمام المذبح وامضِ أوّلاً فصالح أخاك، وحينئذٍ ائتِ وَقَدِّمْ قُربانَك" (متى 5: 23-24)؟ هذا ليس من باب "ألأخلاق" والضمير الصالح فقط، بل لأنّك إذا كنت في حالة عدم سلام لا تستطيع أن تصلّي. ولكن في الأمر أكثر من ذلك، ألا وهو الوجه الإيجابيّ العميق لسلام الكاهن لنا... بل لكلّ تحيّة وسلام.
 
عندما أسرعت مريم إلى بيت زخريا "وسلّمت على اليصابات" امتلأت من الروح القدس وقالت: "عندما بلغ سلامك إلى أذنيّ ارتكض الجنين بابتهاج في بطني" (لوقا 1: 44). فسلام مريم لم يكن من باب المجاملة، لم يكن سلاماً باهتاً نكرةً لا فحوى فيه، بل كان يحمل كلّ غنى ما في قلب مريم وجسدها بعد أن بشَّرها الملاك وحلَّ الرب يسوع فيها: وإذ كانت ممتلئة بحضور الله فيها أفاض سلامها من هذا الملء الذي كان يفعم روحها ابتهاجاً ويجعلها تسرع لإشراك غيرها فيه.
 
فشعرت اليصابات فوراً "بنوعيّة" هذا السلام وما يحمله، وصاحت بصوت عظيم: "من أين لي أن تأتيَ أُمُّ رَبّي إليَّ" (لوقا 1: 43). سلام مريم حمل  روح مريم إلى روح اليصابات. هكذا يُفتَرَضُ بسلام الكاهن المُوَجَّهِ إلَينا أن يحمل إلينا روح الكاهن الأوحد، أعني روح المسيح.
ربّما تكون هذه أحياناً كثيرة شرعة التحيّة الواجبة بين الناس. فعندما نسلّم على قريبنا بلهفة من الروح ننقل محبّتنا له. فَبِقَدْرِ ما تكون لهفة قلبنا يكون قد تقبّل روحه لها. السلام لُغَةٌ، وهو لغةٌ بَليغة. إنّ بعضَ النّاسِ محبوبون من الجميع لِمُجَرَّدِ لَهفةِ سلامهم. وَبِوُسْعِ السَّلامِ أن يُغنِيَ مَن يُلْقِيهِ ومَن يُلقى عليه.
فهل ننتبه كفايةً لِسَلامِنا الّذي نُلْقِيهِ على الناس؟ وهل ننتبه كفاية لسلام الكاهن الّذي يُلقيهِ علَينا؟ وهل نَهتَمُّ بِنَقلِ السّلامِ الّذي نَنالُهُ إلى جميعِ الناس الّذين نُصادِفُهُم؟
 
تأمل في كلمات كتابية
 
حيّ هو الرب الذي وقفت امامه (أمثال:17-1)
 
يهدر النبيّ إيليّا التسبيتيّ بهذه الكلمات وهو واقفٌ أمامَ آخاب بن عمري ملك إسرائيل. كلمات توحي لك بأنّ قائلها أكثر ثقة بوجوده أمام الله من وجوده أمام الملك. تسمع كلماته فيتصوّرُ لكَ كياناً معجوناً في الحضرة الالهيّة، كلُّ خليّةٍ فيه تسكنها ثقة لا تتزعزع بأنّ الإله الذي يقف أمامه هو حيٌّ، وهذا يمنحه القوّةَ والشجاعةَ لمجابهة كلِّ ما يعترضه من عقبات في سبيل قول الحقّ والاعتراف به وتأنيب اللاهثين وراء الشهوات الأرضيّةِ والأمجاد الفاسدة، مهما علا شأنُهم واشتدَّتْ سَطْوَتُهم.
 
نقول هذا لا لنسرد حادثةً وقعت في الماضي السّحيق ونكتفيَ بأخبار أشخاصها، فَنُبدِيَ إعجاباً وحماسةً لِما قاموا به. 
حسنٌ أن نعجب ونتحمّس، وهذه خطوةٌ على الطريق الصحيح.
 
ولكنْ، أين نحن اليوم من قول النبيّ هذا؟ 
 
أيكون الله الواقفين أمامه حيّاً ونحن ندير ظهرنا لتعاليمه ووصاياه؟! أنراه حيّاً أمامنا ونحن ملتصقون بأفكارنا وأفعالنا بالعالم الأرضيّ وشهواته ومباهجه المزيّفة الزائلة؟!
 
أنراه حيّاً أمامنا ونحن نشيح بوجهنا عن أخوتنا البشر المحتاجين الذين دعاهم الربُّ إخوته؟
 
- هل هو حيٌّ فعلاً أمامنا ونحن نحوّل أسرار الكنيسة وأعياد سيّدِها وقدّيسيها إلى مهرجانات دنيويّةٍ بالكلّيّة، تأتي فيها التقليدات الاجتماعيّةُ والبشريّةُ قبل السّرِّ نفسه في الأهمّيّة، بل وَتَفُوقُه أحياناً؟!
 
- هل نراه حيّاً أمامنا ونحن نَنُوحُ وَنُعْوِلُ على موتانا كالأمم الذين لا رجاء لهم، ونقوم بتصرُّفاتٍ تتجاوز العقل والمنطق، وربّما نصل إلى حَدِّ الكُفْرِ به؟!
 
- هل هو حيٌّ أمامنا ونحن نغمض عيوننا عن الحقيقة ونتنازل ونساوم في إيماننا في سبيل تحقيق مصلحةٍ شخصيّةٍ ودنيويّة، والحصول على رِبحٍ مادّيٍّ رخيص، أو مركز أو مكانة تزول في لمح البصر؟!
 
- كُلٌّ مِنّا يهتمُّ بهندامه ومظهره عندما تكون لديه مناسبةٌ هامّةٌ أو مقابلةٌ مع أشخاصٍ ذَوِي شَأن، فهل نذهب إلى الكنيسة ونحن مؤمنون بأنّنا سنكون في حضرة الله الحيّ؟! انظروا بأيِّ مظهر ندخل إلى الكنائس. تَجَوَّلُوا بين الناس وستعرفون الجواب.
تطول اللائحة ولا تنتهي ونحن نسأل أنفسنا هل حقّاً نرى الله حيّاً أمامنا ونحن نطوي أيّامَ حياتنا على الأرض.
مهما كانت إجاباتُنا، فإنّنا بِكُلِّ تأكيدٍ سنراه حيّاً أمامنا عند عبورنا الى الحياة الأخرى.
 
رسالة من راعي الأبرشيّة
قدس الآباء الأجلّاء
وأعضاء مجالس الرعايا المحترمين
 
بعد خير الأدعية بحفظكم وتوفيقكم، نُذَكِّرُكُم بأنّنا سَبَقَ أَنْ كَلَّفْنا ابنَينا الرُّوحيَّين: المهندس نقولا الشّامي والسيّد فؤاد نعمة، لمتابعة العمل على وَضعِ برنامج الإحصاء على الكمبيوتر في كلّ رعيّة. فالرّجاء التّعاوُن معهما، لإنجاز مسيرتِنا الآيلةِ إلى مَكْنَنَةِ العمل في المطرانيّة والرّعايا.