الأحد 20 نيسان 2014

الأحد 20 نيسان 2014

20 نيسان 2014
 
الأحد 20 نيسان 2014 
العدد 16
أحد الفصح العظيم المقدس
 
*21: إثنين الباعوت، الشَّهيد في الكهنة يَنوّاريوس ورفقته، أنستاسيوس السينائي. *22:  ثاوذوروس السيقي، الرسول نثنائيل
* 23: العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر. * 24: البارة أليصابات العجائبية، الشَّهيد سابا. *25: ينبوع الحياة، الرسول مرقس الإنجيلي.  *26: الشهيد فاسيلافس أسقف أماسية.
 
 
الفصح الكونيّ
 
الفصح عبورٌ من الموت إلى الحياة، من الأرض إلى السماء.
 
يأتي الفصح بعد صوم، بعد رياضة روحيّة. والرياضة الصّياميّةُ لا تبغي إماتة الجسد، بل  تهذّبه، تُرَوحِنُه؛ لأنّ الجسدَ والنفس معًا يشتركان في الفرح 
 
الملكوتيّ: (1)
الجهاد البشريّ ينشأ ويرافَق دوماً بعمل النعمة. الإمساك دافعه الحبّ، (motivation of love) محبّة الله ومحبّة القريب. كلّ خطوة يخطوها المؤمن يرافقها الله بنعمته.
 
درب الصليب هو درب الفرح والقيامة.
 
الرياضة الروحيّة إمساكٌ عن الأرضيّات، إمساكٌ عن الخطيئة، لكنّها في الوقت نفسه تنطلق من رؤية الحبّ الإلهيّ، لأن الحضور الإلهي لا يغيب عنها أبداً.
 
هو البداية وهو المنتهى. الفصح عبور لأنّه حركةٌ دائمةٌ من الموت إلى الحياة، من الألم إلى الفرح، ومن الأرض إلى السماء.
 
*  * *
ماذا يوحي لنا الفصح في هذه الأيّام الشريرة؟ الدنيا مليئة بالأوجاع. الفصح يُعطينا رجاءَ القيامة. فنطلب للجميع نعمة الصبر والخلاص إنْ لَم يغادِرْنا الألم. المسيح نزل إلى الجحيم، خاض صراع الموت وانتصر في خضمّ واقعة الموت: "وطئ الموتَ بالموت".
 
إثبات القيامة قائمٌ على وجود القبر الفارغ من الجسد. بعدها ظهر القائم لأتباعه. غاية الصليب أن نحيا بالقيامة، كما أن المسيح حيٌّ. دان المسيح الخطيئة بجسده.
 
"ألا تعلمون أنّنا حين تعمّدنا لنتحّد بالمسيح يسوع، تعمدّنا لنموت معه، فدفنّا معه بالمعمودية وشاركناه موتَه، حتّى كما أقامه الآب بقدرته المجيدة من بين الأموات، نسلك نحن أيضًا في حياةٍ جديدة". (رومية 6: 3-4).
 
"يا فرحي! المسيح قام!"
 
بالموت من أجل المسيح أين نذهب؟
 
يقول القدّيس مرداريوس في الشهداء: "مَسُوقُونَ إلى الإعدام، بِمَوتِهم يَتَّحِدُونَ بِمُخَلِّصِهم ، يسوع المسيح القائم. هم في فرحٍ في طريقهم إلى الموت".
 
كيف تظهر القيامة فينا؟ عندما نلتمع ببهاء روحيّ نكون قد قمنا من خطيئتنا.
 
في آخر الأيّام  الكون يصبح ضياءً. عندها القيامة تنير المادّة في اليوم الأخير. أمّا الآن فقد دشّن المسيح بقيامته الكونَ الجديد.
المسيح يرتدي النُّور، والنور سوف يعمّ الكون بأسره.
 
(1)كان المسيحيّون اللاتين الأقدمون يقولون "نبشرّكم بالمسيح (القائم) رأساً وجسداً معًا".
 
- Rotus christus, caput ET corpus
- whole Christ (risen), head and body
  
               + أفرام                              
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريّة القيامة  باللّحن الخامس
 
المسيحُ قامَ من بينِ الأموات، ووَطِئَ الموتَ بالموتِ ووهبَ الحياةَ للَّذينَ في القُبُور.
 
الإيباكويي (الطاعة)  باللحن الرابع
 
سَبَقتِ الصُّبحَ اللَّواتي كُنَّ مع مريم، فَوَجَدْنَ الحجَرَ مُدحْرَجاً عَن القَبْرِ، وَسَمِعْنَ الملاكَ قائِلاً لهنَّ: لِمَ تَطلُبْنَ مع الموتى كإنسانٍ الذي هُوَ في النُّورِ الأزليّ، أُنْظُرْنَ لَفَائِفَ الأكْفَانِ وأسْرِعْنَ وَاكْرِزْنَ في العالَم بأنَّ الربَّ قَدْ قامَ وأمَاتَ الموتَ، لأنَّه ابنُ اللهِ المُخَلِّصُ جِنْسَ البَشَرِ.
 
القنداق  باللَّحن الثامن
 
وَلَئِنْ كُنْتَ نزَلتَ إلى قبرٍ يا مَن لا يموت، إلّا أنَّكَ دَرَسْتَ قُوَّة الجحيم، وقُمْتَ غالِباً أيُّها المسيحُ الاله، وَلِلنِّسْوَةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، وَوَهبتَ رُسُلَكَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
 
الرِّسالة
أع 1: 1-8
 
هذا هُوَ اليَوْمُ الذي صَنَعَهُ الربّ. 
فَلْنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ بِهِ
اعْتَرِفُوا للرَبِ فإنَّهُ صالحٌ، وإنّ إلى الأبدِ رَحْمَتَهُ
 
إنّي قد أنشأتُ الكلامَ الأوّلَ يا ثاوفيلَسُ في جميع الأمورِ التي ابتدأ يسوعُ يَعمَلُها ويُعلِّمُ بها، إلى اليومِ الذي صَعِدَ فيهِ، مِن بَعدِ أَنْ أَوْصى بِالرُّوحِ القُدُسِ الرُّسُلَ الّذِينَ اصطَفاهُم، الّذِين أراهُمْ أيضاً نفسَهُ حيّاً بَعْدَ تألُّمهِ ببراهينَ كثيرة، وهو يتراءَى لهم مدَّة أربعينَ يوماً ويُكلِّمُهُم بما يختصُّ بملكوتِ الله. وفيما هو مجتمعٌ معهم أَوْصاهُمْ أن لا تَبْرَحُوا مِن أورشليمَ بَلِ انتَظِرُوا مَوعِدَ الآبِ الّذي سَمِعْتُمُوهُ مِنّي، فإنَّ يُوحنّا عمَّدَ بالماء، وأمَّا أنتم فستعمَّدُونَ بِالرُّوحِ القُدُسِ، لا بعدَ هذه الأيّامِ بِكَثير. فسألهُ المجتمعونَ قائلينَ: يا ربُّ أفي هذا الزمانِ تَرُدُّ المُلْكَ إلى إسرائيل؟ فقالَ لهم ليس لكم أن تَعْرِفوا الأزمنة أو الأوقاتِ التي جعلَها الآبُ في سلطانِه، لكنَّكم سَتَنالُونَ قُوَّةً بِحُلُولِ الرُّوحِ القُدُسِ عَلَيكُمْ، وَتَكُونونَ لي شهوداً في أورشليمَ وفي جميع اليهوديَّةِ والسّامرة، وإلى أقصى الأرض.
 
الإنجيل
يو1: 1-17
 
في البدءِ كانَ الكَلِمةُ، والكَلِمةُ كانَ عندَ الله، وَكانَ الكَلِمَةُ اللهَ. هذا كانَ في البدءِ عندَ الله. كُلٌَ بهِ كانَ وبغيرِهِ لَم يكُنْ شَيءٌ ممَّا كُوّن. بهِ كانتِ الحياةُ، والحياةُ كانَتْ نُورَ الناس. والنُّورُ في الظُّلمَةِ يُضيءُ، والظلمَةُ لم تُدْرِكْهُ. كانَ إنسانٌ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يُوحَنَّا. هذا جاءَ لِلشَّهادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّور، لكي يؤمنَ الكلُّ بِواسطتِهِ. لم يكنْ هوَ النُّورَ بَلْ كان ليشهَدَ للنورِ. كانَ النُّورُ الحقيقيُّ الّذي يُنِيرُ كُلَّ إنسانٍ آتِياً إلى العالم. في العالَمِ كان، والعالَمُ بهِ كُوِّنَ، والعالمُ لَمْ يَعرِفْهُ. إلى خاصَّتِهِ أتى، وخاصَّتهُ لم تقبَلهُ. فأمَّا كلُّ الذينَ قَبِلوهُ فقد أعطاهُم سُلطاناً أن يكونوا أولاداً للهِ، الّذِينَ يؤمنون باسمِهِ، الذينَ لا مِن دَمٍ، ولا مِنْ مشيئةِ لحمٍ، ولا مِن مشيئة رَجُلٍ، لكنْ مِنَ الله وُلِدوا. والكلمَةُ صارَ جسداً وحلَّ فينا (وقد أبْصرْنا مجدَهُ مجدَ وحيدٍ من الآب) مَملُوءاً نِعمةً وحقّاً، ويُوحَنَّا شَهِدَ لهُ وصرَخَ قائلاً: هذا هُوَ الذي قُلتُ عَنهُ إنَّ الذي يَأتي بَعدي صارَ قبلي لأنَّهُ مُتَقَدِّمي. وَمِنْ مِلْئِهِ نحنُ كلُّنا أخَذْنا وَنِعمةً عِوَضَ نِعمة. لأنَّ الناموسَ بموسى أُعطِيَ. وأمَّا النِّعمَةُ والحقُّ فبِيسُوعَ المسيحِ حَصلا.
 
في الإنجيل
 
هذا النصُّ الـمأخوذُ من مطلعِ إنـجيلِ يوحنّا، نسمعُه كُلَّ سنةٍ في مثلِ هذا اليوم، يومِ عيد الفصحِ الـمجيد. فلـماذا اختيرَ لـهذه الـمناسبةِ العظيمة؟
 
السّببُ في ذلك هو كلامُ يوحنّا في هذا النّصِّ عن غَلَبَةِ الظّلمةِ أمامَ النُّور (والنُّورُ في الظُّلمةِ يُضيء، والظُّلمةُ لـم تُدرِكْهُ). ويقصدُ يوحنّا بالنُّورِ "الحياة" (والحياةُ كانت نُورَ النّاس).
إذًا، يكلّمنا الإنجيليُّ في الواقعِ عن غلَبَةِ الحياة على الموت.. عن إماتةِ الموتِ بقيامةِ المسيح.
 
قيامةُ المسيحِ كَشَفَتْ عن الحياةِ الحقيقيّةِ الأبديّة، وأظهَرَت أنّ حدودَ الحياةِ هي فعلًا أبعدُ مِن موتِ الجسد. هذه الحياةُ لا تبدأ لحظةَ الوفاة، بل لحظةِ المعموديّة. لأنَّ يسوعَ هو الحياةُ، وهو نُورُ العالَـم، فكلُّ مَن تقبَّلَ هذا النّور، وعرفَ يسوعَ، واشتركَ في حياتِه، وصرخَ "الربُّ نُورِي وخلاصي" و "لستُ أن أحيا بل المسيحُ يحيا فِيّ"، يبدأ منذ الآن يعيشُ الحياةَ الأبديّة. "الحياة الآتيةُ" صارت "حاضرة".
في هذه الحياةِ الحاضرةِ بإمكاننا أن نختبرَ نار الشّوقِ الإلهيّ، ونذوقَ طَعمَ الحياة. وَكُلُّ هذا صارَ ممكنًا لأنَّ المسيحَ قد قام. ولهذا نستطيعُ أن نفهمَ صرخةَ القدّيس سيرافيم ساروف: "يا فَرَحي! المسيحُ قام! حقًّا قام!". وَنُصَلِّي مَعَ القدّيسِ سلوان الآثوسيّ: "إجعَلْ يا رَبُّ كُلَّ النّاسِ يعرفونَك". ويقصدُ بذلك: إجعَلْ كُلَّ النّاسِ يَحيَون.
 
 
القيامةُ! نَصْرٌ وفَرَحٌ ِلـمَنْ؟
 
"... نحنُ الـمُنْشِدِينَ نَشِيدَ النَّصْرِ والظَّفَر". عِبارَةٌ نُرَدِّدُها في كُلِّ خِدَمةٍ ليتورْجِيَّةٍ فِصْحِيَّةٍ. "الـمُنْشِدُون" هم الشَّعبُ المؤْمِنُ. أمَّا "النَّصْرُ والظَّفر" 1- فَمَنْ هُوَ صاحِبُهُمَا؟ 2- ضِدَّ مَنْ كانا؟ 3- ومَنِ الـمُسْتَفِيدُ مِنْهُما؟
 
مِنَ المؤكَّدِ أنَّ نَصْرَ الفِصْحِ هُوَ للمسيحِ الَّذي حَقَّقَ، خلالَ حَياتِهِ بَيْنَنَا، ٱنْتِصَارًا ضِدَّ مُجْمَلِ قِوَى الشَّرِّ، وبالأخَصِّ ضِدَّ إبليس. هذا ما تُصَوِّرُه لنا إيقونة القيامة: إبليسُ مُكَبَّلٌ تحت قَدَميْ المسيحِ النَّاهِض من بين الأموات. غَلَبَةُ المسيح على إبليس هي الوجهُ الأوَّلُ مِن وَجْهَيِ النَّقْدِ الفِصْحِيِّ الظَّفَرِيّ. وَجْهُهُ الثَّاني هو غَلَبَةُ المسيح على الموت، "ليقضِيَ بموتِه على ذاكَ الَّذي يقدِرُ أن يُميتَ، أعْني به إبليس" (عب 2: 14). الظَّفَرُ على إبليس هُوَ، في نهايَةِ الَمَطَافِ، ظَفَرٌ على الموت. فإبليسُ هو مَصْدَرُ الموتِ وناشِرُه بين خَلْقِ الله. قيامَةُ المسيح تَحْقِيقٌ لهذا الظَّفَرِ وإعلانٌ له.
 
هذا النَّصْرُ ليس نَصْرًا ماورائيًّا، بل هُو حَدَثٌ وُجُودِيٌّ وبراغماتِيّ (أي عملانيّ). لأنَّ قيامَةَ المسيح لم تحْدُثْ في عالم آخَر، ولم تَكُنْ حَدَثًا مُرْجَأً إلى زمنٍ أُخْرَوِيٍّ. بَلْ هِيَ حَدَثٌ تاريخِيٌّ، وتاريخيَّتُهُ، بالرُغم من أنَّها مُغايِرَةٌ لتاريخيَّةِ أحْداثِ الزَّمن الحاضِر، تَحْمِلُ وَثَائِقِيَّتَهُ وبراهينَهُ: قبرٌ فارِغٌ، كَفَنٌ وجَسَدٌ غائِبٌ.
 
في قَوْلِنا أنَّ صاحِبَ النَّصْرِ هُوَ المسيحُ، وليس اللهُ أو الاِبنُ، نكونُ قَدْ مَيَّزْنَا بين المسيح وبين الله أو بَيْنَه وبينَ أُقنومِ الاِبنِ. التَّمَيُّزُ هُنا مَقْصُودٌ وفيه تَكْمُنُ أُسُسُ إِدْرَاكِنَا لأهمِّيَّة القِيامَةِ في حياتِنَا نحن البشرَ. في قَوْلِنا "المسيح" نَعْني يَسوعَ المسيحَ الإلهَ المُتجسِّد، الَّذي يحمِلُ في شَخْصِه الواحِدِ طبيعةَ اللهِ الكامِلَةَ وطبيعةَ الإنسانِ الكامِلَة. ففي شخَصِ يسوعَ المسيحِ لا يكونُ صاحِبُ النَّصِرِ ٱبْنَ الله وَحْدَه، بلِ الإنسانُ يسوعُ المسيحُ أيضًا. وهذا ما يُشَدِّدُ عليه تَعلَيمُ كنيستِنَا، بأنَّ طَبِيعَتَي المسيحِ الإلهيَّةَ والإنسانِيَّةَ لَمْ تَنْفَصِلا عن بَعْضِهِما مُنْذُ لحظةِ الحَبَلِ حتِّى لحظةِ الصُّعود، ولن تنفصلا إلى الأبد. إنَّ عيشَنَا لعقيدة التَّجّسُّدِ هُوَ في أساسِ إدْراكِنَا وعيْشِنَا لِفَرح القيامةِ وظَفَرِها. وهذا ما تُعَبِّرُ عُنْهُ خَيْرَ تَعبيرٍ الآيةُ الكتابيَّةُ:
 
"ولـمَّـا كانَ الأبناءُ شُركاءَ في الدَّمِ واللَّحم، شاركَهُم هُوَ فيهِما أيضًا ليقضِيَ بموتِه على ذاك الَّذي يَقْدِرُ أَنْ يُمِيتَ، أَعْنِي به إبليس، ويُعْتِقَ الَّذين ظَلُّوا طوالَ حياتِهِم في العُبودِيَّة مَخَافَةَ الموتِ". (عب 2: 14-15).
 
ما هُوَ جديدٌ في قِيامَةِ المسيح ليسَ ٱنْتِصَارَ اللهِ على الْـمَوْت، فهذا حاصِلٌ سَرْمَدًا وأَبَدًا، كَـوْنَ اللهِ ضابِطًا الكُلَّ وكُلِّيَّ القُدرة، وليس للموتِ عليه مِن سُلطانٍ أو أَثَرٍ. الجديدُ في فِصْحِ المسيحِ أنَّ إنسانًا جديدًا، وهو آدم الجديد، قدْ غَلَبَ الموتَ كَوْنَهُ مُتِّحِداً بالله. لذا، أَصَرَّ يسوع في ظُهوراته لتلاميذه بعد القيامةِ على أنَّهُ قامَ بجَسَدِه المَصْلُوب.
 
هنا نُجِيبُ عن التَّسَاؤُلِ الثَّالِثِ المذكورِ في مطلعِ هذه الكلمة . لِصالِح مَنْ؟ مَنْ هُوَ المستَفِيدُ مِن هذا النَّصْر؟ حاشا لنا أنْ نَرُدَّ المصلَحَةَ والإفادَةَ إلى الله! هو المُتَعَالي والمُكْتَفِي والمُنَّزَه عن أيَّةِ مَنْفَعَة. هُو المحبَّةُ الَّتي لا تَطْلُبُ شيئًا لذاتِها، "لأنَّ المسيحَ أيضًا لم يُرْضِ نفسَه" (روم 15 : 3). المُستفيدُ الأوَّل من هذه القيامة، مِن هذا النَّصْرِ هو الإنسانُ، "فإنَّهُ لم يَقُمْ لنُصْرَةِ الملائكة، بل قامَ لنُصْرَةِ نسلِ إبراهيم". (عب 2: 16). في شخص المسيح (الإله - الإنسان) تَحَقَّقَ أوَّلُ نصرٍ للإنسان على إبليس وعلى الموت، وفُتِحَ بابُ الإنتصارات الـمُغْلَق قَبْلاً، لِمَنْ أرادَ سُلوكَ دربِ الصَّليب والجِهَاد.
 
التَّمييزُ هنا بين فرح القيامة ونصرها من جهة، وقيامة الأجساد من جهة أُخرى، واجِبٌ وضروريٌّ. فقيامةُ الأجساد عطيَّةٌ مجَّانِيَّةٌ لكلِّ البشر، أمَّا النَّصْرُ والفرحُ النَّابِعَان من قيامَةِ المسيح فهُما أيضًا عَطيَّتَان مجَّانيَّتَان، لكنَّهُما لن تُعْطَيَا إلَّا لِمَنْ كَفَرَ بنفسِه وحملَ صليبَه وتَبِعَ المسيح. ففرحُ القيامةِ ونَصْرُهَا لنْ يتذوَّقَهُما الإنسان إلَّا بَعْدَ جهادٍ وأَلَمٍ نابَعَيْن من محبَّة باذِلَةٍ. سيتذوَّقُهُمُا بالجسَدِ في عُمرِه الحاضِرِ كعُربُونِ حياةٍ أبديَّة، وكحياة أبديَّةٍ بعد قيامةِ جسدِه في اليَوْمِ الأخير.
 
 
أخبـــارنــــا
 
اجتماع كهنة الأبرشيّة
 
نذكِّر كهنة الأبرشيّةِ بِمَوعدِ لقائِهم الدَّورِيّ الذي سيُعقَدُ في دير سيّدة البلمند- البطريركيّ نهار السبت الواقع فيه 26 نيسان 2014 . يبدأ اللقاء بصلاة السحريّة عند الساعة الثامنة صباحاً ويليها القداس الإلهيّ. بعد القدّاس يُعقَدُ اجتماعُ الكهنة مع صاحب السيادة راعي الأبرشيّة في  معهد البلمند، الذي سُيعالج فيه موضوع "البِدَع في الأبرشيّة وكيفيّة مواجهتها". ويُختَمُ اللقاء بمائدة محبّة.
 
عيد القدّيس جاورجيوس في رعيّة كفرقاهل 
 
لمناسبة عيد القدّيس جاورجيوس، يترأّس صاحبُ السّيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) صلاةَ الباركليسي وذلك مساء الجمعة 25 نيسان  في كنيسة القدّيس جاورجيوس –كفرقاهل، حيثُ تخدمُ الصلاةَ جوقةُ الأبرشيّة بقيادة المتقدّم في الكهنة نقولا مالك. يلي الصلاة مائدة محبّة.