الأحد 6 كانون الأول 2013

الأحد 6 كانون الأول 2013

06 كانون الأول 2013

 

الأحد 6 كانون الأول 2013
العدد 1
الظهور الإلهي المقدّس
 
 
* 6: الظهور الإلهي المقدّس. * 7: تذكار جامع للنبي السابق يوحنا المعمدان. * 8: البارة دومنيكة، البار جرجس الخوزيبي 
* 9: الشهيد بوليفكتوس، البار افستراتيوس. * 10: غريغوريوس أسقف نيصص، دومتيانوس أسقف مليطة. *  11: البار ثاودوسيوس رئيس الأديرة، البار ﭬيتاليوس. * 12: الشهيدتان تتياني و آفستاسيا، فيلوثاوس الانطاكي. *
*
المعموديَّة المقدَّسة
 
لم يُرِد الربُّ يسوع أن يكتفيَ بالتجسُّد، لكنَّه رَسَمَ لنا أيضاً طريقًا أدقّ، حيث اقتبلَ المعموديَّة في الأردنّ، لكي يُعيدَ تركيبَ هذه الجبلَّةِ التي انكسرت بالخطيئة، ويجعل الشفاء والتنقية يأتيان من هذه المعموديَّة، لأنَّ روحَ الربِّ كان قديمًا يرفُّ على الخليقة حينما أبدَعَها، واليوم يجعله من طبيعةِ المياه أيضًا يظهر، فيرفُّ على الخليقة الجديدة التي يُعيدُ تكوينَها.
وقد كنَّا في العهدِ القديم نسلكُ دون وعي، أمَّا الآن فإنَّ المعموديَّة تجعلنا في الطريق القويمة، وتجعلنا مجبولين جديدًا، لا عيب فينا ولا تشوُّه، ولكنَّنا نصبحُ عروسًا نقيَّةً للمسيح. هنالك بالمياه قد أوجد الطبيعة قديمًا، واليوم يجدِّدُها. ولهذا نحتفظُ في بيوتنا بالماءِ المقدَّس، حتَّى نتباركَ به في كلِّ ظروفِ حياتنا، عندما نعطشُ إلى المسيح، عندما يُدركُنا الكسلُ والتهاون، عندما تمتلئُ حياتُنا بالآلامِ والصعوبات والتجارب، إذ ننظرُ إلى هذه العلامة ونمتلكُها بين أيدينا ونأخذُها في متناولِنا، عند ذاك تُقدِّسنا وتباركنا وتُجدِّدُ فينا فاعليَّةَ المعموديَّة. وهذه ميزةُ الحياةِ المسيحيَّة، أنَّك لا تتوقَّف.
نحن نؤمنُ بأنَّ هذه المعموديَّةَ واحدة. فكما أنَّ الإنسانَ يولدُ مرَّةً واحدةً من والديه، كذلك المعموديَّة
هي واحدةٌ، إذ نولد من حضنِ الكنيسةِ ونتمجَّدُ مع الربِّ يسوعَ القدُّوس. لا تُعاد المعموديَّة، ولكنَّها تتجدَّدُ وتتنشَّط، لا بل نحن ننشطُ من خلال تذكُّرنا لهذا الحدث.
المعموديَّةُ وكلُّ الأحداثِ الخلاصيَّة، ليست مجرَّدَ تذكُّرٍ عقليّ، لكنَّها تحدثُ بالفعلِ كلَّ لحظة، دون أن تتكرَّر، وتأتي إليك الآن فتعيشها بنفس اللَّحظة وتتقوَّى وتتنشَّط. في تلك الآونة، قد رَفَضَ عنك العرَّابون الشيطان، وقبلوا الإله القدُّوس يسوع المسيح المخلِّص. اليومَ بِتَّ أنت مسؤولاً عن معموديَّتك. كلَّ لحظة، عندما يأتي فكرٌ رديءٌ إلى عقلك، يجب أن تقول: إنِّي أرفضُ الشيطان وأعماله وكلَّ أباطيله.
هذا العيدُ له كرامةٌ عظيمة، لأنَّه كالقيامة، كحدثِ الميلاد. حينذاك وُلدَ المسيحُ في الجسد، واليوم نحن نُولد بالروح من المياه التي تتقدَّسُ  في الكنيسة. وعندما نولد في الروح، هذا يعني أنَّنا أصبحنا أبناءً لله، ونؤكِّدُ هذه البنوَّة عندما نستمرُّ في طاعةٍ لكلمةِ الربّ.
فليحفظْ حياتَكُم الربُّ القدُّوسُ بنعمته الإلهيَّةِ من دون دنسٍ ومن دون خطيئةٍ إلى اليوم الأخير، حتَّى نظفرَ جميعُنا بالنورِ واستعلان مجده. آمين.
* * *
 
طروبارية الظهور         باللحن الأول
 
باعتمادكَ يا ربُّ في نهرِ الأردنّ، ظهرَت السجدةُ للثالوث، لأن صوتَ الآب تقدَّمَ لكَ بالشهادة، مسميّاً إيّاكَ ابناً محبوباً، والروح بهيئة حمامة، يؤيِّدُ حقيقةَ الكلمة. فيا مَن ظهرتَ وأنرتَ العالم، أيها المسيح الإله المجد لك. 
قنداق الظهور         باللحن الرابع
 
اليوم ظهرتَ للمسكونة يا ربّ، ونورُكَ قد ارتسمَ علينا، نحنُ الذينَ نسبِّحكَ بمعرفةٍ قائلين: لقد أتيتَ وظهرتَ، أيُّها النور الذي لا يُدنى منه. 
الرسالة
تيط 2: 11-14، 3: 4-7
مباركٌ الآتي باسم الربّ إِعترفوا للربِّ فإنَّهُ صالحٌ
 
يا ولدي تيطُس، لقد ظهَرت نعمةُ اللهِ المخلِّصَةُ لجميعِ الناس، وهي تُؤَدِّبنا لِنُنكِرَ النفاقَ والشهواتِ العالميَّةَ فنَحيا في الدهرِ الحاضِر على مقتَضى التعقُّلِ والعدلِ والتقوى مُنتَظِرينَ الرجاءَ السعيدَ وظهورَ مجدِ إلهِنا العظيمِ ومخلِّصِنا يسوعَ المسيحِ الذي بذلَ نفسهُ لأجلِنا ليفتَديَنا من كلِ إثمٍ ويُطهِّرَ لنفسِه شعبًا خاصًا غيوراً على الأعمالِ الصالحة. فلَّما ظهَرَ لُطفُ اللهِ مخلِّصَنا ومحبَّتهُ للناس خلَّصَنا هوَ لا لأعمالٍ في البرِّ عَملناها نحنُ بل على مقتضى رحمَتهِ بغَسلِ الميلادِ الثاني وتجديد الروحِ القدُس الذي أفاضَهُ علينا بِسخاءٍ بيسوعَ المسيحِ مخلِّصِنا حتَّى إذا تَبرَّرنا بِنِعَمتِه نَصيرُ وَرَثة على حسَبِ رجاءِ الحياةِ الأبديَّة.
الإنجيل
متى 3: 13-17 
 
في ذلك الزمان أقبل يسوع من الجليل إلى الأردنّ إلى يوحنا ليعتَمِد منهُ، فكان يوحنّا يمانعهُ قائلاً أنا محتاجٌ أن أعتمد منك أَوَ أنت تأتي إليَّ. فأجابهُ يسوع قائلاً: دَعِ الآن فهكذا ينبغي لنا أن نُتِمَّ كلَّ برٍّ. حينئذٍ تركهُ. فلمَّا اعتمد يسوعُ صعِد للوقت من الماءِ وإذا السماواتُ قد انفتحت لهُ فرأى روح الله نازلاً مثلَ حمامةٍ وحالاًّ عليهِ وإذا صوتٌ من السماءِ قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي بهِ سُررت.
في الإنجيل
 
في ذلك الزمان أقبل يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنّا ليعتمِدَ منهُ، فكان يوحنّا يمانعهُ قائلاً: أنا محتاجٌ أن أعتمد منك أوَأنتَ تأتي إليّ. فأجابه يسوع قائلاً دَعِ الآن فهكذا ينبغي لنا أن نُتمّ كل برٍّ. حينئذ تركه، فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامةٍ وحالاًّ عليه وإذا صوتٌ من السماءِ قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. (متى 3: 13-18)
   نرى في هذا المقطع الإنجيلي يسوعَ آتياً من الجليل أي من الشمال قاصداً نهر الأردنّ في الشرق، لكي يعتمد من يوحنّا الذي كان ينادي بالتوبة ويعمّد في الماء كلّ إنسان يأتي إليه معترفاً  بخطاياه وتائباً. ونرى أنّ يوحنا يمانع يسوع، لأنه أدرك أنّه حَمَلُ الله البريء من العيب بل الرافع خطيئة العالم، فكيف يعمِّد إنساناً لا توجد فيه خطيئة، بل أكثر من ذلك إبناً حبيباً لله؟ وهو المحتاج أن يعتمد منه. كيف يضع العبد يده على السيّد؟ وكيف يستضيء النور من المصباح؟ (من خدمة العيد)
ولكن يسوع يقول له بلطف دع الآن. هنا يكشف يسوع عن سرّ تدبيره وأن عليه أن يتمم كل سر خلاصنا، ويجعل يوحنّا شريكاً بإتمام هذا السر، فهكذا ينبغي لنا أن نتمم كل بر، ينبغي ليسوع أن يتمم الشريعة كلها ليمحو اللعنة التي ألصقتها الشريعة بالبشر، لذلك تبقى  له هذه المعمودية. حينئذ تركه.
كان المعمَّدون قديماً يغطَّسون بالماء وقتاً طويلاً ليعترفوا بخطاياهم. لكن يسوع المنزه عن الخطيئة، صعد للوقت من الماء، فهو اعتمد كمطهِّر للخطايا ومقدِّسٍ للمياه: 
كمطهِّر للخطايا: " أيها المسيح الملك قد أتيت إلى النهر كإنسان، فأنت تبادر أيها الصالح لتتقبَّل المعمودية كعبد من يدَي السابق لأجل خطايانا أيها المحب البشر". (من خدمة العيد)
كمقدِّس للمياه:" اليوم طبيعة المياه تتقدّس والأردنّ ينشقّ وتمسك مياهه عن الجري إذ يشاهِد السيّدَ فيه مغتسلاً". (من خدمة العيد)
" ليتَكَ تشُقُّ السَّماواتِ وتنزِلُ فتَميدَ الجبالُ مِنْ وجهِكَ" (اشعيا 63 : 19). قد أتمّ يسوعُ الشريعةَ باعتماده، قد ألغى الحاجز ما بين الأرضيين والسماويين، الحدود بين السماء والأرض تزول، تنفتح السماء على الأرض والأرض على السماء، السماء تحتضن الأرض والأرض تصبح مرشحة لتكون سماءً. باعتماد يسوع وصعوده من الماء انفتحت له السماوات. إنّ اعتماد يسوع وصعوده من الماء هو إشارة مسبقة إلى موته وقيامته.
نزل الروح القدس مثل حمامة وحلّ عليه، مؤيداً حقيقة الكلمة. لقد حلّ السلام ما بين الله والبشر، نزل الروح القدس معلناً رحمة الله إلى المسكونة، كما كانت الحالة في فلك نوح قديماً. حلّ عليه الآن، ولكنه سيحلّ على جميع المؤمنين بعد موته وقيامته، يوم العنصرة. 
صوت الآب من السماء هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، مقدِّماً له الشهادة. لقد طلب الله من ابراهيم قديماً أن يضحّي بإسحق ابنِهِ الحبيب، قائلاً :" خُذْ إسحَقَ ا‏بنَكَ وحيدَكَ الّذي تُحِبُّهُ وا‏ذهبْ إلى أرضِ مُوريَّةَ‌، وهناكَ أصعِدْهُ مُحرقةً‌ على جبَلٍ أدُلُّكَ علَيه" (تكوين 2:22). الإبن الذي سيضحى به يسمى الإبن الحبيب ولكنه سينقذ من الموت. وهنا ينادي الآب يسوع: هذا هو ابني الحبيب، كأنه يقول أنت هو الابن الحبيب الذي سيضحَّى به سيموت، ولكنه سيقوم، ما كان رمزاً في القديم يصبح حقيقة اليوم.
باعتماد يسوع تكشّفت حقيقته، لقد عرّف عن نفسه بأنه ثالوث، ظهرت حقيقة الله: الآب في الصوت، الابن في المعتمد، الروح القدس في الحمامة. إنه الإله الذي لا يوصف، الذي خلق ويجدد الخليقة، الذي يخلص ويعطي الحياة. الذي تسجد له الخليقة كلها، لقد ظهرت السجدة للثالوث. يا له من تواضع رهيب! 
"عزُّوا وقولوا لمتضجري القلوب تقووا ولا تخافوا ها إن إلهنا يأتي ويخلّصنا" (اشعيا 35:5)، أنه ظهور إلهي يعبّر عن تنازل إلهي بهي بجماله، فالله يأتي إلينا ويلبس صورة الإنسان لكي يفتح السماوات فيجعل طريقها سالكة أمامنا نحن البشر. فإذاً باعتماده يكشف الله عن كامل محبته لنا نحن البشر وعن سرّ خلاصه. وكأنه يقول لنا أنتم إذا اعتمدتم بالمسيح، على اسم الثالوث، الآب والابن والروح القدس، تلبسون المسيح، وتصيرون أبناء أحبّاء لله يسرّ بكم، وتنالون قوة الروح القدس، التي تخلّصكم وتعطيكم الحياة الأبدية، وتهبكم: روح حكمة، روح فهم، روح مخافة الله.
نحن مدعوّون اليوم للمشاركة في عيد الظهور الإلهي، فلنجعل هذا العيد يشعّ على كل المسكونة المحتاجة إلى نور الرب ولنهتف إليه: "أيها الربّ، لقد دوَّى صوت أبيك مسمياً إياك ابناً محبوباً، أهلنا يارب أن نسمع هذا الصوت في أعماق ضمائرنا، ونتصرف بمحبة، فيخرج نورك، من خلال أحبائك، إلى كل المسكونة لنؤكّد أن ملكوت محبة إبن الله الأزلي لا نهاية له".
في غمــرة النّــور
 
  "إن رئيس الظّلام يتنهّد وحده، لأنّ الخليقةَ قد أصبحت متحرّرة، والّذين كانوا قديمًا في الظّلمة، قد حصلوا بنين للنّور، فلذلك قبائل الأمم جميعها الشّقيّة قبلاً، تُبارِك الآن بغير انقطاع المسيحَ العلّة."
يلاحظ كلّ من يواظب على صلوات الكنيسة بين مقدّمة عيد ميلاد السيّد المسيح في مغارة بيت لحم وظهوره في مجاري نهر الأردنّ معتمدًا من يوحنّا السّابق ومجدّدا الخليقة كلّها، أنّنا كثيرًا ما نردّد كلمة "النّور". الميلاد "أطلع نور المعرفة في العالم" والعماد "أظهرَ الربّ للمسكونة، وجعل نوره يرتسم علينا". الفترة كلّها نورانيّة ويصحّ أن نعتبرها عيدًا نذكر فيه النّور الإلهيّ غير المخلوق الّذي، بتنازل المسيح، حلّ فينا وسكن قلوبنا ناثرًا الضياء في كياناتنا، وتغلغل في الكون والطبيعة ساطعًا ومقدِّسًا المادّة ممكّنًا إياها  أن تصبح متجلّى للثالوث الكليّ قدسه.
ولـمّا نعيّد في الكنيسة إنّما نفعل ذلك لنجعل الحدث الّذي نعيّد له يعود إلينا الآن، اليوم: "اليوم البتول تلد الفائق الجوهر... اليوم المسيح يولد في بيت لحم... اليوم ظهرت للمسكونة يا ربّ... اليوم المسيح وافى إلى الأردنّ ليصطبغ...". ليست أعيادنا ذكريات ماضية إنّما هي وقائع حاضرة نعيشها اليوم. كلّ عيد من أعياد الكنيسة إنّما هو سرّ نذوقه الآن. السرّ هو أننا نعيش الآن حدثًا وقع منذ ألفي سنة!
نعود إلى الفترة النّورانيّة الّتي تغمرنا الآن، نعود لنتأمّل تلك الصلاة الّتي نرتّلها في صلاة السّحر والمدوّنة أعلاه. في هذا النّصّ الصغير تعليم ودعوة.
 التعليم أنّ الإله لـمّا تنازل وظهر فيما بيننا غلب رئيس الظلام لأن النّور الإلهيّ أقوى. تنهدّت الظلمات لأنّ نور الله بدّدها وعطّل عتمتها. "الشعب السّالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا" فاطمأنّ قلبه وخلد إل الرّاحة لأن طريق السّماء أضحت سالكة أمام العطاش إلى البهاء والغبطة والحضرة. ما كان مستحيلاً صار ممكنًا.  ونتعلّم أيضّا أنّ الخليقة الّتي كانت الشّرور تستعبدها والخطيئة تقيّدها قد حرّرها الإله الّذي صار جسدًا وغمر نوره العالمين. ما عدنا عبيدًا بل صرنا أبناء، والأبن يرث ملك أبيه. صرنا ورثة الموعد. الخلاص الّذي حقّقه الإله بتجسّده يمكنني أن أحصل عليه إذا حرّرت نفسي من الأهواء على أنواعها ورفعتها بالتّوبة إلى ملاقاة الربّ الّذي سكب ذاته إلينا وهو يقرع على أبواب قلوبنا لنفتحها له فيدخل ونصير إليه بعدما صار إلينا.
وفي الصلاة نفسها دعوة "للأمم الشقيّة قبلاً أن تبارك بغير انقطاع المسيح العلّة"، أي المسيح الّذي هو السّبب الأوّل والأخير للنّور الّذي يبهرنا ويعمّدنا، ولحرّيّة أبناء الله الّتي نذوق. والمقصود بالأمم كلٌ منّا، لأنّنا لولا التجسّد الإلهي لكنّا باقين على الشّقاء والموت والظلام. وفيما نبارك المسيح، وهو المبارَك والممجَّد وحده والّذي لا يحتاج إلى بركتنا، نرفع ذواتنا إلى العتبات الإلهيّة ببركته تعالى فنستجيب لدعوته تعالى ونحقق التجسد بالمحبّة والتّواضع والتوبة المستمرّة. نحقّق التجسد إذا كان لنا الفكر الّذي للمسيح يسوع، علّة استنارتنا وحرّيّتنا، الّذي أحبّ وبذل نفسه عن أحبّائه، ووضع نفسه وأخذ صورة عبد، ولم يحسب مساواته لله غنيمة، بل أطاع حتى الموت، موت الصّليب.
نصبح أبناء للنّور إذا فتحنا قلبنا للسيد فيقذف نوره في صدرنا، وهكذا نصير "نور العالم"، ونحقق التجسّد نحن المؤمنين إذا جعلنا الله نزيل قلوبنا وتمكّنّا أن نقول مع الرّسول: "لست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ"، وبخاصة إذا رأينا الربّ وقرأنا وجوده في وجوه الفقراء المساكين والمضطهدين والمهمّشين والمرميِّين المعذّبين. نحبّه في هؤلاء الّذين يشكون الشّقاء أو لا نحبّه ابدًا. يغمرنا نوره الأزلي إذا التقطناه من هذه الوجوه البائسة أو نبقى في الظلمة وظلال الموت. هكذا فقط نحيا في النّور وإلا يبقى ظهور نور الله ذكرى.
أخبـــارنــــا
 
عيد الظهور الإلهي 
لمناسبة عيد الظهور الإلهي، يترأس راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس) قدّاس العيد وصلاة تقديس الماء وذلك نهار الأحد الواقع فيه 6 كانون الثاني 2013، الساعة التاسعة صباحاً في كاتدرائية القديس جاورجيوس- طرابلس.
                                         
إصدارات جديدة 
تم إعادة إصدار CD "الأسبوع العظيم المقدس"  و"الصوم الأربعينيّ المقدّس" للمثلث الرحمة المطران الياس (قربان). يحتوي الأوّل على تراتيل من الأسبوع العظيم بصوت صاحب السيادة، والثاني على مقاطع من صلاة النوم والمديح. تطلب هذه التسجيلات من دار المطرانية بسعر 10000 ل.ل.