الأحد 18 تشرين الثاني 2012

الأحد 18 تشرين الثاني 2012

18 تشرين الثاني 2012

 

 
الأحد 18 تشرين الثاني 2012
العدد 47
 
 
الأحد (24) بعد العنصرة
اللحن السابع   الايوثينا الثانية
 
* 18: الشهيدان بلاطن ورومانس * 19:  النبي عوبديا، الشهيد برلعام. *20: تقدمة عيد الدخول، غريغوريوس البانياسي، بروكلس بطريرك القسطنطينية. *21: عيد دخول سيدتنا والدة الإله الى الهيكل *22:  الرسول فيليمن ورفقته، الشهيدة كيكيليا ومن معها * 23: أمفيلوخيوس أسقف إيقونية، غريغوريوس أسقف أكراغندينون *24: الشهيدان كليمنضوس بابا رومية وبطرس بطريرك الاسكندرية.
 
 
عظيم هو سرُّ التقوى أَلله ظهر في الجسد (1 تيمو 3)
 
في هذه الفترة تأتي الكنيسة لتذكِّرنا بأقدس وأسمى الأسرار الإلهية وهو سرُّ تجسد الله الكلمة من العذراء الكلّية الطهارة بحلول الروح القدس.
إِنه عجبٌ يعجز وصفه رهيب، لا تدركه صفوف الملائكة ولا أجناس البشر.
تخيَّل الله الذي لا بداءة له، الذي منه كل شيء بدأ وكان، وبدونه لم يكن شيء من العالم المنظور وغير المنظور.
اتَّخذ بداءة بشرية، أي لبس البشرة، والذي لا تحويه السماء اتخذ من بطن العذراء مكاناً له، وولد من العذراء مريم وحُمِلَ على ساعديها واغتذى منها وهو الذي يغذِّي الخليقة كلها.
الله حلّ بيننا ليعلِّم الجنس البشري الساقط معرفة الله، ليعمل عددًا لا يُحصى من المعجزات، ليبشّر بالتوبة التي بواسطتها نحصل على غفران خطايانا، ليتألم
ويموت كضحيّة، كذبيحة مقدسة عن خطايا العالم، ليقوم بقوة ألوهيته من بين الأموات ويذيب الموت ولِيَهبَ الجنسَ  البشريَّ قُوَّ ةَ القيامة.
لماذا أُعطيت الأرض كل هذا المجد! لماذا ظهر الله متخذاً جسداً على الأرض؟! انه لسرٌ إلهيّ عظيم، سرٌ محبّة الله التي لا تقاس وتَنازُله لخلاص البشر. 
الله ظهر على الأرض بالجسد. افرحوا وابتهجوا. ايتها الأرض افرحي بالمولود الجديد. الخالق أتى اليكِ ليجددكِ ويصلحكِ. ها قد أتاكِ الطبيب العظيم ليشفيك من آلام النفس وخطايا الجسد.
لذلك هلمُّوا جميعاً يا مؤمنون لننقّي ضمائرنا وقلوبنا بفرح مع الجسد من خلال الصيام المقدس الذي وضعته الكنيسة المقدسة بعناية قبل هذا العيد الكبير من أجل أن نكون جديرين لملاقاة الملك السماوي الذي أتى إلى العالم ليسكن في داخلنا. آمين.
 
 
طروبارية القيامة 
باللحن السابع
 
حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّصّ الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيحُ الإله، مانحاً العالمَ الرحمةَ العظمى.
 
قنداق دخول السيدة  إلى الهيكل باللحن الرابع
 
إنّ الهيكل الكلّيَّ النَّقاوة، هيكلَ المخلّص، البتولَ الخِدْرَ الجزيلَ الثَّمن، والكَنْزَ الطاهرَ لِمجدِ الله، اليومَ تَدْخُلُ إلى بيتِ الرَّبّ، وتُدخِلُ معَها النِّعمةَ التي بالرّوح الإلهيّ. فَلْتسِبِّحْها ملائكة الله، لأنّها هي المِظلَّةُ السَّماوية.
 
الرسالة
أف 2: 14-22
 
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه   قدِّموا للربِّ يا أبناءَ الله
 
يا إخوةُ، إنَّ المسيحَ هو سلامُنا. هو جعلَ الإثنينِ واحداً، ونقَضَ في جَسدِه حائطَ السِياجِ الحاجزَ أي العداوة، وأبطلَ ناموسَ الوصايا في فرائِضِه ليخلُقَ الإثنينِ في نفسِهِ إنساناً واحِداً جديداً بإجرائِه السلام، ويُصالِحَ كلَيْهما في جَسدٍ واحدٍ معَ الله في الصليبِ بقَتلهِ العداوةَ في نفسِه، فجاءَ وبشَّركم بالسلامِ البعيدِينَ منكُم والقريبين. لأنَّ بهِ لنا كِلَيْنا التوصُّلَ إلى الآبِ في روحٍ واحد. فلستُم غرباءَ بعدُ ونُزلاءَ بل مواطِنو القديسينَ وأهلُ بيت الله. وقد بُنيتم على أساسِ الرسل والأنبياءِ. وحجرُ الزاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُهُ الذي بِه يُنسَقُ البُنيان كُلُّهُ، فينمو هيكَلاً مقدَّساً في الربِّ، وفيهِ أنتم أيضًا تُبنَونَ معًا مَسِكنًا للهِ في الروح.
 
الإنجيل
لو 12: 16-21 (لوقا 9)
 
قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أخصبَتْ أرضُهُ فَفكَّر في نفّسِه قائلاً: ماذا أصنع؟ فإنَّه ليْسَ لي موضِعٌ أخزنُ فيه أثماري. ثمَّ قال هذا، أصنع هذا، أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ منها، وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غلاّتي وخيْراتي، وأقولُ لِنفسي: يا نْفسُ، إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً، موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ فاستريحي وكُلي واشْربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلبُ نَفسُكَ منْكَ، فهذه التي أعدَدتها لِمن تَكون؟ فهكذا مَنْ يدَّخِر لنفسِهِ ولا يستغني بالله. ولمَّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ أُذنانِ للسمْع فَلْيسْمَع.
 
في الرسالة
 
ينفرد هذا المقطع الرسائليّ في الجمع بين صورتين مألوفتين في العهد الجديد، في الكلام على الكنيسة، وهما صورة الجسد وصورة البيت ـ الهيكل. فالكنيسة هي جسد المسيح، وهي هيكل الله الحيّ.
سأتناول في هذه العجالة الكلام على الكنيسة كـ "هيكل الله الحيّ"، كونَ هذه الصورة غيرَ راسخة في أذهاننا كما ينبغي، مع أنّها في صلب العهد الجديد وركن أساسيّ من أركانه.
في الرسالة (الأولى) إلى كنيسة التسالونيكيّين، وهي أولى أسفار العهد الجديد تدوينًا، يخاطب الرسول بولس التسالونيكيّين الذين قبلوا إنجيله، مؤمنين بالمسيح يسوع المصلوب والمقام من الأموات، وصاروا أعضاء في "كنيسة التسالونيكيّين في الله الآب والربّ يسوع المسيح" (1:1)، بقوله: "... وكيف رجعتم إلى الله من الأوثان لتعبدوا الله الحيّ والحقيقيّ ..." (9:1). وعبادة إله ما، كما هو معلوم، إنّما تتمّ أساسًا في هيكل (ناووس باليونانيّة) هذا الإله، الذي بناه له عابدوه. وكذا عبادة يهوه، إله إسرائيل، في هيكل أورشليم. فأين كانت "كنيسة التسالونيكيّين" تؤدّي عبادتها لله الحيّ الحقيقيّ؟ وأين هو مسكن الله الأرضيّ في تعليم العهد الجديد؟
خاطب استفانوس، أحد السبعة الذين أقيموا كخُدّام للكنيسة في أورشليم، رؤساء اليهود بقوله: "... ونال داود حظوة عند الله، فالتمس منه أن يجد بيتًا لبيت يعقوب. ولكنّ سليمان هو الذي بنى له بيتًا. لكنّ العليّ لا يسكن مصنوعات أيدٍ" (أعمال 46:8 ـ 48). وعندما طرحت السامريّة على يسوع مشكلة التنازع على موضع العبادة بين اليهود والسامريّين بقولها: "تعبّد آباؤنا في هذا الجبل وأنتم تقولون إنّ المكان الذي فيه يجب التعبّد هو في أورشليم". (فالسامريّون كانوا، تبعًا لسفر تثنية الاشتراع (4:27 ـ 8)، يقولون بوجوب إقامة مذبح الله على جبل جرزيم، وقد أقام السامريّون هيكلاً هناك، تمّ تدميره على يد ملك اليهوديّة عام 129 ق. م.)، قال لها يسوع: "صدّيقيني يا امرأة، تأتي ساعة فيها تعبدون الآب لا في هذا الجبل ولا في أورشليم ... ولكن تأتي ساعة، وقد حضرت الآن، فيها العباد الحقيقيّون يعبدون الآب بالروح والحقّ" (يوحنا 20:4 ـ 24). وهكذا أعلن يسوع انتهاء زمن الهياكل التي حددتها التوراة لعبادة الله. وعلى ضوء هذه الأسس نعاود طرح السؤال: أين هو هيكل الله الأرضيّ، غير المصنوع بيد، والذي يُعبد فيه الآب بالروح والحق؟
يُقدَّم لنا الإنجيليّان مرقس ويوحنّا في طيّات إنجيليهما جوابًا على هذا السؤال؛ ولكنّنا سنكتفي هنا بإيراد الجواب البولسيّ. فبولس يخاطب أعضاء كنيسة كورنثوس بقوله: "أما تعلمون أنّكم هيكل الله؟" (1 كو 16:3)، وكذلك: "فإنّكم أنتم هيكل الله الحيّ" (2 كو 16:6). إذًا، الكنيسة، المجتمعة تلبية لنداء الله، هي هيكل الله، حيث تُقدَّم العبادة الشكريّة (الإفخارستيّة) لله "ذبيحةَ تسبيح"، وحيث تبسَط مائدة ذبيحة الصليب وتتمّ الشركة في المسيح الذبيح، في جسده المكسور ودمه المهراق.
الفرّيسيّ والزارع
 
ونحن نقترب من فترة التحضير لعيد ميلاد ربّنا ومخلِّصنا يسوع المسيح، عيد تحقيق التجسّد الذي وُعِدنا به، عيد بشارة السيّدة العذراء، يحضرني مثل الفرّيسيّ والعشّار الذي به نستهلّ فترة تحضيريّة مماثلة ألا وهي فترة الصوم الأربعينيّ المقدّس. تستوقفني اليوم في هذا المثل، وفي معرض الكلام على التجسد، شخصيّة الفريسيّ ليس بما هي عليه تاريخيًّا، بل بما تمثّل كنموذج غير بعيدٍ عن ما نشهده اليوم في أوساطنا.
الفريسيّ شخص أصوليّ، بالمعنى الحرفيّ للكلمة، يهتمّ بالناموس شكلاً وفحوًى. الفريسيّ هو أيضًا رجل صلاة يشدّد على التقوى ولا يزعجه حتى التباهي بها، ورجل صوّام  لا يتنازل عن حرف ممّا جاء في الشريعة. فبالرجوع إلى هذه المقاييس لا يسع المرء إلا أن يغبّط الفريسيّ على ما هو عليه. لكنّنا لا نلحظ ذلك في المثل الذي أعطاه الربّ، وذلك لسببين: أوّلهما متعلّق بشخص الفريسيّ، وهذا أمر يحكم فيه الربّ وحده الذي يفحص القلوب والكلى، والذي له وحده أن يدين سرائر الناس. لكنّ السبب الثاني موضوعيٌ، خاضعٌ للتقييم لأنّه يتعلّق بالآخر، وهو العشّار في هذه الحالة. لقد تميّز الفريسيّ، رغم تقواه، ومعرفته بالشريعة، ومحافظته على الطقوس، بالتكبّر على الآخر وباطلاق الحكم عليه.
"ذهبَ هذا مبرّرًا أكثر من ذاك"، هو استنتاج السيّد في آخر المثل. تنجم عن ذلك أسئلة كثيرة  يمكن أن تُساق اليوم على العديد من المواقف التي نشهدها في كنيستنا. فكيف يمكن لمن تهمّه المحافظة على الكنيسة وعلى الطقوس أن يحكم على علاقة أيّ شخص بربّه، ويقرّر مدى بعده عنه أو قربه منه؟ كيف يمكن لمن له معرفة على مقدار محدوديّته البشريّة، أن يصنّف من هو في الكنيسة ومن هو خارجها، أو أن يقرّر كيف ومتى  يفتح الربّ قلوب الناس وأذهانهم لتقبُّل كلمته ؟ أن يفعل الفريسيّ ذلك في زمن الناموس وحكم الشريعة، أمر مفهوم وغير مقبول. أمّا أن نفعل ذلك نحن في زمن المحبّة، فأمر غير مفهوم وغير مقبول.
ألم يقل الربّ أن الراعي الأمين يترك التسعة والتسعين خروفًا ليفتّش عن الخروف الضالّ خارج الحظيرة؟ أيُعقَل أن نغلق باب الحظيرة بوجه كلّ من قرّرنا مسبقًا، وباسم من تجسّد من أجلنا، أن قلبه ليس لله لأنّه لا يقول قولنا؟ ذهب الربّ عند العشّارين والخطأة  ليخاطبهم ويأتي بهم إلى الحظيرة، ألا يجدر بنا أن لا نغلق باب الحوار بوجه من اعتمد على اسم الثالوث وتناول جسد السيّد ونال مواهب الروح القدس؟ أليس الأحرى بنا أن نسأل أنفسنا عن مدى مسؤوليتنا في إغلاق الحظيرة بوجه الكثيرين باسم التقوى والروحانية التي وضعناها على قياس محدوديّة بشريّتنا؟
 يحضرني هنا مثل آخر وهو مثل الزارع. لم يطلب المسيح من الزارع أن يسأل أين يزرَع. المطلوب منه أن يزرع الأرض كلها، أن يعمل ويصلي حتى ينبت الزرع. أن يجتهد كي يلملم ما وقع على الطريق حتى لا يُداس، أن يسقي حتّى الصخر لتثبت الجذوع، أن ينقي الأرض من الشوك حتى لا يختنق النبات. الأكيد أنّه ليس لأحد الحقّ في أن يكفّ عن الزرع في أيّ أرض وضعها الله بتناوله، وإلاّ تكُنْ شهادته للمسيح ناقصة.
فكيف لنا أن نلتزم الأرض وشجونها، ومشاكلها، ونحن ننغلق على أنفسنا ومن يقول قولنا؟ كيف لنا أن نزرع إذا لم نخرج إلى الطرقات ونضع أيدينا بيد كل زارع آخر على قدر ما أعطاه الله من مواهب؟ كيف لنا أن نكتشف مواهب الله في الآخرين ونحن نصدر عليهم أحكامًا مسبقة؟
يقدّم مثلا الفريسيّ والزارع أمثولات عدّة نحن بحاجة أن نستوعبها بتواضع حقيقيّ، فنفحص أنفسنا تجاه الأحكام التي نطلقها على الآخرين. نفحص مواقفنا بصدق على ضوء ما يتطلبه منّا اليوم عالم بحاجة إلى رحابة المسيح وليس إلى أصوليّة الفريسيّين. نفحص أنفسنا على ضوء محبّة العهد الجديد وليس على ضوء ناموسيّة العهد القديم.
ألا جعل الله فترة التحضير للميلاد فترة نتشبه بها بتواضع من أتى في مزود ولم يفاخر بألوهيّته، فترة نتوب فيها عن فريسيّة معشعشة في قلوبنا، فترة نستعيد فيها فرح الزارع لأنه يزرع على الرجاء.
 
 
أخبـــارنــــا
 
دير سيدة الناطور- انفه: عيد دخول السيّدة إلى الهيكل
 
ببركة ورعاية صاحب السيادة راعي الأبرشية المتروبوليت افرام (كرياكوس) ولمناسبة عيد دخول السيّدة إلى الهيكل، تقام صلاة غروب العيد نهار الثلاثاء الواقع فيه 20/11/2012 الساعة الخامسة مساءً في كنيسة دخول السيدة في دير الناطور. كما سيحتفل بالقداس الإلهي نهار الأربعاء الواقع فيه 21/11/2012 الساعة التاسعة والنصف صباحاً. يلي القداس ضيافة.
 
حلقة دراسة إنجيل يوحنّا مع راعي الأبرشية
 
يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية، مركز طرابلس، فرع الميناء، دعوتكم للمشاركة في حلقة "تفسير إنجيل يوحنا" مع سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشية، وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 23/11/2012 الساعة السادسة في بيت الحركة- الميناء.