الأحد 1 ايار 2011

الأحد 1 ايار 2011

01 أيار 2011

 

 
الأحد 1 ايار 2011    
العدد 18
أحد توما
الإيوثينا الأولى – اللحن الأول
 
1: إرميا النبي، البارة إيسيذورة. * 2: نقل جسد القديس أثناسيوس الكبير. *3: الشهيدان تيموثاوس ومفرة. * 4: الشهيدة بيلاجيا، البار إيلاريوس العجائبي. * 5:الشهيدة إيريني، الشهيد أفرام الجديد. *6: الصدّيق أيوب الكثير الجهاد، القدّيس الشهيد جاورجيوس اللّابس الظفر. *7: علامة الصليب التي ظهرت في أورشليم. *
إرتياب توما الرسول
 
الاضطرابُ في الإيمان يعتري كلَّ إنسانٍ منَّا، لأنَّنا لا نوطِّدُ إيمانَنا بالاقترابِ من الربِّ يسوع. فالذين لـهم عِشرةٌ مع الربِّ، لا يـخافونَهُ لأنَّهُ يكشِفُ لهم نفسَهُ في لقاءاتِه معهُم. لذلك عندما يتأمَّـلون في سرِّ المناولةِ المقدَّسة، ويستعدُّون له بشكلٍ أفضل، وعندما يقرأون الكلمةَ بمداومةٍ كلَّ يوم، تصبحُ الكلمةُ قريبةً منهم. تسكنُ قلوبَهُم وعقولَهم، ويكتشفون أن اللهَ قريبٌ منهم، فلا يشكِّكون في ما بعد، ولا ينتظرون الأعاجـيـب ليعرفوا أن الله معهم.
 
فاللهُ يريدُ أن تكونَ حياةُ الإنسانِ أفضل. ولكنَّ الإنسانَ يفتكرُ أنَّ الأفضلَ هو الصحةُ والمالُ والقدرة. واللهُ يعرفُ ما يناسبُ كلَّ إنسانٍ، لذلك لا يتـركُهُ في عوزٍ لأيِّ شيء. ويريدُ أن يعلِّمَهُ الصـبـرَ بالأكثر، حتَّى يـحتملَ الآلام، وبعد ذلك يأتي المجدُ والقدرة والسكنى في الفردوس مع الربّ.
وفي خضمِّ هذه التجاربِ والصعوباتِ والآلام، التي تعتـرينا، يتزعزعُ إيمانُنا قليلاً لأنَّ الإنسانَ يسألُ: "أين أنت يا ربُّ؟ لماذا تسمحُ بأنْ أكونَ وحدي؟ لماذا أشعرُ بهذا البعد؟"، ناسيًا أنَّ خطيئتَهُ هي التي تُـبعِدُ النعمةَ عنه، وينسى أنَّ انكبابَهُ على مسرَّاتِهِ وعدمَ احتمالِ التقشُّـفِ والصعوبة، تُـبعده عن النعمة، ويظنُّ دائمًا أن اللهَ هو الذي يبتعِدُ.
وتوما لم يكن شكُّه سلبيًّا لأنَّهُ لا يثـقُ بالربِّ، بل أرادَ أن يتأكَّـدَ بالأكثر، هل الذي رأيتمُوه هو ذاتُه الذي كابَدَ الآلام وماتَ وعرفنا أنَّه دُفِن؟ لذلك قرَّرَ أن يضَعَ إصبعَه في موضعِ المسامير، ليتأكَّـدَ أنَّهُ هو يسوعُ بذاتِهِ الذي صُـلب. والربُّ لم يرفضْ هذا التشكيكَ لأنَّهُ بهذا باتَ إثباتًا كبيرًا لكلِّ الذين يعتقدونَ أنَّ المسيحَ ماتَ صُوَرِيًّا. فلماذا إذًا أخذَ الجسدَ إنْ كانَ يريدُ أنْ يُـمثِّـلَ علينا أنَّهُ ماتَ بالجسدِ المتألِّمِ على الصليب؟ بالجسدِ المجروح، أكَّـدَ لتوما أنَّهُ هو ذاتُه الذي كابدَ الموت، وهو نفسُه الذي قام، ويظهر للتلاميذ ويعطيهم النعمة. ويأتي هذا الحدثُ كتأكيدٍ لكلِّ الكنيسة في ما بعد، أنَّ المسيحَ قام.
نحن لا نريدُ أن نؤكِّـدَ لأنفسِنا لأنَّنا متأكِّـدون، لكنَّ هذا التأكيدَ إنَّما هو استعادةٌ وتوضيحٌ أكثر، وتعييدٌ إضافيٌّ بأنَّ المسيحَ قام. فنحن كنّا نـنـتـظرُهُ في القيامة وننشدُ ونفرحُ، ولا زِلنا نخبـرُ تكرارًا ومرارًا كثيرةً عن قيامتِهِ وعن الحوادثِ التي أبرزَتْ هذه القيامة، ومنها هذا التفتيشُ الذي فتَّشَهُ توما في يديِ الربِّ وفي جنبِهِ. وفي النصِّ الإنجيليّ، لا يقول إنَّه فتَّشَ بل إنَّ الربَّ دعاه: "تعالَ، هاتِ إصبعَك وضَعْه في يدي، وهاتِ يدَك وضعْها في جنبـي. فصرخَ للحالِ ربِّي وإلهي"، دونَ أنْ يفتّش. وهكذا تأكَّـدَ أنَّ الربَّ يعرفُ خفايا قلوبِ البشر، فقد عبَّـرَ عن شكِّهِ أمامَ التلاميذِ، ولم يكنْ الربُّ ظاهرًا. لكنَّ اللهَ يَعْرِفُ قلوبَ الناسِ وكلَّ ما يطرأُ عليها. ولهذا جاءَهُ ودعاه مباشرةً لكيْ يتأكَّـدَ أنَّ القيامةَ حاصلةٌ حقًّا. فعسى أنْ نكون هذا ال"توما" التلميذَ المشكِّـك، لكنِ الباحثَ، فهو لا يشكِّـكُ ويلبثُ بعيدًا. فمعظمُ أولادِنا اليوم يشكِّكون ولا يقرأون ولا يكـلِّفون أنفسَهم بأنْ يسألوا الكاهن، أو أيَّ إنسانٍ عن الإيمانِ، حتَّى يعرِفوا ويلتصقوا بالربّ. هم يشكِّـكُونَ ويـبتعدون، ذلك أنَّ تشكيكَهم ناتجٌ عن أهوائهم، عن ملذَّاتِهم، عن ضعفاتِهم والخطايا. أمَّا توما، فكانَ شكُّهُ بحثًا عن الحقيقة. ولذلك طوَّبَهُ الربُّ وأعطاهُ النعمةَ أنْ يكونَ شاهِدًا لهذهِ القيامةِ المجيدة.
طروبارية الأحد الجديد         باللحن السابع
 
إذ كان القبرُ مختوماً أشرقتَ منه أيّها الحياة. ولمَّا كانتِ الأبوابُ مغلقة، وافيتَ التلاميذَ أيّها المسيحُ الإلهُ قيامةُ الكلّ. وجدّدتَ لنا بهم روحًا مستقيماً، بحسب عظيم رحمتك.
القنداق                     باللحن الثامن
 
ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلا أنَّك درستَ قوَة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الاله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
الرسالة
أع 5: 12-20
 
عظيم هو ربُّنا وعظيمة هي قوته
سبِحوا الربَّ فإنَّه صالِحٌ
 
في تلكَ الأيّام جَرَتْ على أيدي الرُّسُل آياتٌ وعَجائبُ كثيرةٌ في الشَّعب. (وكانوا كلُّهُم بِنَفْسٍ واحِدَةٍ في رِواقِ سُليمان، ولم يكُنْ أحَدٌ من الآخَرينَ يَجترِئُ أنْ يُخالِطَهُمْ. لكنْ كانَ الشَّعبُ يُعظِّمُهمُ. وكانَ جماعاتٌ مِنْ رجال ونِساء ينضَمُّونَ بِكَثَرَة مُؤمِنينَ بالربِ) حتى إنَّ الناسَ كانوا يَخرُجونَ بالمرضى إلى الشَّوارِع ويضعونهُم على فرُشٍ وأَسِرَّةٍ ليَقَعَ ولَوْ ظِلُّ بطرسَ عنِدَ اجتيازِهِ على بعْضٍ منهم. وكانِ يجْتمِعُ أيضاً إلى أورَشَليمَ جُمهورُ المدُنِ التي حوْلها يَحمِلون مرضى ومعذْبينَ مِنْ أرواح نَجِسة. فكانوا يُشفونَ جَميعُهُم. فقامَ رئيسُ الكهَنةِ وكلُّ الذينَ معهُ وهُمْ مِن شيعَةِ الصدُّوقِيّينَ، وامتلأوا غَيرةً، فألقوا أيدِيَهُم على الرُسُلِ وجَعَلوهُم في الحبسِ العامّ، ففَتَحَ ملاكُ الربِّ أبوابَ السِّجنِ ليلاً وأخرَجَهُم وقالَ امْضُوا وَقفِوا في الهيكلِ وكَلِّموا الشَّعبَ بِجميع كلِماتِ هذه الحياة.
الإنجيل
يو 20: 19-31
 
لمّا كانت عَشيَّة ذلِكَ اليومِ، وَهُوَ أوَّلُ الأُسبوع، والأَبوابُ مُغلَقةٌ حيثُ كانَ التلاميذُ مجتمِعينَ خوفاً مِنَ اليهودِ، جاءَ يسوعُ ووقفَ في الوَسْط وقالَ لَهم: السلامُ لكم. فلمَّا قالَ هذا أراهم يَدَيهِ وجَنبَهُ. ففرِحَ التلاميذُ حينَ أبصَروا الربَّ. وقال لهم ثانية: السلامُ لكم. كما أرسَلني الآبُ كذلكَ أنَا أرسِلُكم. ولما قالَ هذا نَفَخَ فيهم وقالَ لهم خذوا الروحَ القُدُسِ، مَن غفرتُم خطاياهم تُغْفَرُ لهم، ومَن أمسكتم خطاياهم أُمسِكَتْ. أمَّا توما أحَدُ الاثنيَ عشرَ الذي يقالُ لهُ التوأَمُ فلم يكنْ معَهم حينَ جاءَ يسوع. فقالَ لهُ التلاميذُ الآخرونَ إنَّنا قد رأيْنا الربَّ. فقالَ لهُم إنْ لم أُعايِنْ أثرَ المساميرِ في يدَيْهِ وأضَعْ إصبَعي في أثرِ المساميرِ وأضَعْ يدي في جَنبِهِ لا أُومنِ، وبعدَ ثمانيةِ أيّامٍ كانَ تلاميذهُ أيضاً داخِلاً وتوما معَهم، فأتى يسوُعُ والأبوابُ مُغلقَة، ووقفَ في الوَسْطِ وقالَ: السلامُ لكم. ثمَّ قالَ لتوما: هاتِ إصبَعَكَ إلى ههنا وعَاينْ يَدَيَّ. وهاتِ يَدَكَ وضَعها في جَنبي، ولا تَكُنْ غيرَ مُؤمنٍ بَل مؤمناً.
أجابَ توما وقالَ لهُ رَبِّي وإلهيِ. قالَ لهُ يسوعُ لأنَّكَ رأيتني آمنت. طوبىَ  للذينَ لَمْ يَرَوا وآمنَوا. وآياتٍ أُخرَ كثيرةً صَنَعَ يسوعُ أمامَ تلاميذِهِ لم تُكتَبْ في هذا الكتاب، وأمَّا هذهِ فقد كتبَتْ لتُؤمِنوا بأنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولكي تكونَ لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمِهِ.
في الإنجيل
 
الأحد الجديد، هكذا يسمى في أوساطنا، الأحد الأول بعد القيامة، هو جديد من نوعه، لأن البشرية دخلت في حياة جديدة لم تعد كما كانت، لأن خواصها البشري الأرضي تحول إلى محتوى الهي والإيمان به جديد، هو الإيمان بيسوع الناصري المصلوب قائماً من الأموات موجهاً البشر إلى هدف واضح. فمهما كانت حياتهم مأسورة أو مفرحة، معذَّبة أو مبتهجة، يصبح المسيح الإله القائم مبتغى وجودهم وحياتهم.
 
الأمور تغيَّرت لأنه أصبح لنا أرضٌ جديدة وسماءٌ جديدة. المسيح قام، وشهادة القيامة لم تعد مرتبطة بظهورات أو عجائب حتى نؤمن إنما نحن نؤمن لأننا عرفنا أنه الحق والحياة وانه طريق الخلاص. لم نبقَ كمشاهدين ومتفرجين بل كمشاركين ومختبرين. جعل نفسه في الوسط ومن الوسط يعطينا سلامه وسلامه ليس كما يعطي باقي الناس. هو ليس سلام الهدوء والسكينة إنما هو السلام الإلهي والذي يختبره يلمس ويتذوق السماويات. سلام المسيح هو الذي يعطينا القدرة لكي نؤمن، لكي نرى عمل الله في البشرية لأجل البشرية ومحبةً بالبشرية. نحن نعلم أن لفظة سلام في أصلها العبري يدل على وجود الشيء في وضعه السليم. فالسلام الكتابي ليس هو بميثاق ليتيح الحياة الهادئة، ولا زمن الصلح المقابل لزمن الحرب. ان السلام يدل على هناء الحياة اليومية وضع الإنسان الذي يسعى في وئام مع الطبيعة مع نفسه ومع الله. فهو بركة وراحة ومجد وخلاص وحياة مغموسة بالروح القدس.
 
فسلام المسيح يأتينا عندما نكون حوله هو في الوسط، لأن الوسط يحتم دائرة مجموعة ملتصقة نقاطها ببعضها البعض حتى تعطي شكلاً كاملاً. يسوع في الوسط يجعل من المحلقين حوله كمالاً إلهيّاً أخروياً.
القيامة للقديس سمعان اللاهوتي الحديث
 
ها الفصحُ قد أتى، اليوم البهج، المانحُ الفرح والسرور، يومُ قيامة المسيح الفصحُ العائد إلينا في كل سنة بل الصائر بالأحرى كل يوم وعلى الدوام في النفوس العارفةِ سرَّه. لقد ملأ قلوبنا فرحاً وبهجةً لا توصف وأنها في الوقت ذاته مشقة الصوم الوقور، لا بل أكملهُ وعزّى نفوسنا في آنٍ واحدٍ.
فلنشكر إذاً الربَّ الذي أهَّلنا لأن نجتاز بحرَ الصوم وهدّانا بفرحٍ إلى مرفأ قيامته. ليشكره كل من خاضَ الصوم بجدٍّ ونشاط، بهمةٍ وحرارة، بجهاداتٍ في سبيل اكتساب الفضيلة. وليشكرهُ أيضًا كل من تقاعسَ بسبب الإهمال وصغر النفس، لأنه يمنحُ أكاليل مُضاعفة للمجاهدين الأشداء.
لِنرَ كيف أن المسيح مدفون فينا كما في قبرٍ وكيف أنهُ، عندما يتحد بنفوسنا، يُنهض ويُنهضنا معهُ.. هكذا الآن أيضًا عند خروجنا من عالم الخطيئة ودخولنا على شبهِ آلام المسيح في قبرِ التواضع والتوبة، ينحدرُ هو بالذات من السماء ويدخلُ في جسدنا كما في قبرٍ، ولدى اتّحادهِ بنفوسنا يُنهضنا كونها مائتة بالحقيقة، ويؤهلنا نحن القائمين هكذا معهُ إلى رؤية نحن القائمين قيامته السرية.
قيامة المسيح هي قيامتنا نحن الواقعين في الخطيئة.
كثيرون هم الذين يؤمنون بقيامة المسيح، لكن قليلون هم الذين يرونها بوضوح. طبعاً الذين لم يروها بالروح لا يستطيعون أن يسجدوا ليسوع المسيح قدوساً ورباً. إن النص الشريف الذين نتلوه دائماً لا يقول: "إن آمنا بقيامة المسيح"، بل "إذ رأينا قيامة المسيح...".
كيف يُمكن للروح القدس القدس أن يحثنا، وكأننا رأينا ما لم نُشاهد فعلاً على القول: "إذ قد رأينا قيامة المسيح"... لأن قيامة المسيح تحصلُ فعلاً في نفس كل مؤمنٍ على حدة، وذلك ليس مرّة واحدة، بل في كل ساعة يقوم المسيح السيدُ فينا حاملاً الضياء ومشعاً بأشعة الألوهة وعدم الفساد.
هذه هي أسرارُ المسيحيين الإلهية، هذه هي قوّةُ إيماننا الخفية، القوة التي لا يعرفها الملحدون والمشككون وقليلو الإيمان، ولا يُمكنهم أن يروها.
فعلاً، الموت وأن نؤمن، حقّاً، بأنّه قد قام ونثق بأنّ أمانتنا له سترفعنا إلى حياة أبدية قائمة فيه وبه.
ففي زمن يسوده هذا الكمّ من العنف والموت والظلم والقهر، وتمسي فيه القوّة رديفة الحقّ، في عالمٍ يقدّم مشهد اغتصاب القدس، مدينة الربّ، عرضاً يوميّاً، في عالم يُشرَّع فيه اختلاس الناس ليصير كسباً مشروعاً ويُنظر إلى الانسان وسيلةً رخيصةً  لتسويق التفاهة والحثّ على الهوى، يكبر ما يُرتجى منّا نحن الأبناء الزاحفين خلف حمل الله إلى مملكة الحبّ في أورشليم.
  يُرتجى أن نُحرِّر أوساطنا من وصمة اللامبالاة وروح الكسب والأنا، ونبني فيها واحات شركة والتزام وخدمة وسلام نُطلّ بها على العالم مثالاً له وخلاصاً من أزماته. يُرتجى أن نتصدّر حملة استعادة أورشليم إلى مملكة الربّ وندلّ، باسم مسيحنا، على الظالم  ونكون للمظلومين ملاجئ عدالة وحقّ. يُرتجى أن نخلع عنّا علّة الصمت كُلّما علا، حولنا، عويل الموت. يُرتجى أن ننقض مفاهيم العالم ونفتح له، مع فتح الربّ لأورشليم، طريق الخلاص بالمسيح وفكره. يُرتجى أن لا تكون الصلاة في أفواهنا لغواً والسجود للربّ شكلاً بل استدعاءً ليحلّ خلاص الربّ علينا، وبنا، وعبر شهادتنا، على من يحوط بنا.
قد نَفرح ويفرح أطفالنا باستذكارنا، اليوم، دخول الربّ أورشليم حاملين الشموع وأغصان الزيتون. لكن إن كانت حياتنا كلّها زياحاً معيوشاً بفكر مسيحنا وعدله ونوره في العالم، فإن الربّ سيفرح كثيراً.
تعييد الفصح
 
كان المسيحيون، في السنين الأولى بعد صعود المسيح، يعيّدون الفصح مع الفصح اليهوديّ، على حسب قول الربّ "ما جئت لأنقض بل لأكمّل "الناموس اليهوديّ. وكان الفارق بين الفصحَين أن المسيحيين عيّدوه بفرحٍ عظيم، إذ أن العيد لا يعني ذكرى لخلاص حصل في التاريخ، بل هبة الحياة الأبديّة. وبقيت عادة تعييد الفصح مع الفصح اليهوديّ قائمة في بعض المناطق حتى القرن الرابع. إلا أنه منذ العام 51 م. حدّد الرسل، كما ينصّ قانون الرسل السابع، ألا يتمّ التعييد مع الفصح اليهوديّ في 14 من شهر نيسان، بل بعده، والذين استمروا بالتعييد مع الفصح اليهوديّ سُمّوا "الأربعة عشريين". أدان المجمع المسكوني الأول هذه الشيعة، وحدّد كيفية التعييد. فيصير يوم الفصح هو الأحد الأول الذي يقع بعد أول بَدّر يلي الإعتدال الربيعيّ (في 21 آذار) بحسب الرزنامة اليوليانيّة (التي اعتُمدت منذ 44 ق.م)، الذي عُرف شعبيًّا بالحساب الشرقي في وقت لاحق. أما إذا صدف وقوع الإعتدال الربيعيّ يوم أحد، فينتقل العيد إلى الأحد الذي يليه.
بقي المسيحيّون على تعييد الفصح وفق الترتيب الذي حدّده المجمع المسكوني الأول حتى عام 1582، حين استبدل البابا غريغويوس الثالث عشر الرزمانة اليوليانية بالرزنامة الغريغوريانية بسبب الإحتسابات الفلكيّة المستجّدة آنذاك. فقد اتّضح أن تراكم الأخطاء في الحسابات الفلكيّة أظهر أن الرزنامة المعتمدة متأخرّة، مضيفاً 13 يوماً. فجاء التقويم الغريغورياني يصوّب هذا الخطأ، مضيفاً 13 يوماً مباشرة على تقويم الرزنامة اليوليانيّة. فانشطر تعييد الفصح بين الشرق والغرب، واعتمد كلّ فريق رزنامته الكنسيّة إلى هذا اليوم في تعييد الفصح. هناك جداول فصحيّة تُظهر أيّام تعييد الفصح وفق الرزنامَتين المشار إليهما. ويتّفق وقوع عيد الفصح في الرزنامتين في حال وقع ظهور أوّل بدر ضمن فترة الـ 13 يوماً بعد الاعتدال الربيعيّ في 21 آذار وفق الرزنامة الغريغوريانيّة.
أخبـــارنــــا 
حديث روحي في رعية كفرقاهل
 
يسرّ رعية كفرقاهل أن تدعوكم للمشاركة في حديث روحي بعنوان : "تفسير ايقونة القيامة" (عرض مصوّر)، يلقيه قدس الأب أثناسيوس بركات (كاهن رعية بشمزين) وذلك مساء الجمعة الواقع في 6 أيار 2011 بعد صلاة الغروب التي تبدأ عند الساعة 6.00 مساءً.
عيد القديس جاورجيوس في دير القديس جاورجيوس الكفر- أميون
 
بمناسبة عيد القديس جاورجيوس العظيم في الشهداء واللابس الظفر الموافق في 6 أيار تقام سهرانية الخميس الموافق في 5 أيار وتبدأ الساعة السابعة مساءً صلاة النوم والغروب+ كسر الخبزات الخمس والسحر والقداس. ونهار الجمعة تبقى أبواب الدير مفتوحة من العاشرة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر للتبرك من البقايا المقدسة