الأحد 12 حزيران 2011

الأحد 12 حزيران 2011

12 حزيران 2011

 

 
الأحد 12 حزيران 2011    
العدد 24
أحد العنصرة المقدَّس
 
 
12: البار أنوفريوس المصري ، بطرس الآثوسي، صلاة السجدة *  13: اثنين الروح القدس، الشهيدة أكيلينا. * 14: النبي أليشع ، مثوديوس رئيس أساقفة القسطنطينية. * 15: النبي عاموس ، البار ايرونيمُس. * 16: تيخن أسقف أماثوس. * 17: ايسفروس الشهيد ورفقته، مانوئيل وصابل  واسمعيل الشهداء. * 18: وداع عيد العنصرة، الشهداء لاونديوس ورفقته.
 
نعمةُ الروحِ القدس
 
إنَّ الاستعدادَ للبشارةِ ليسَ مجرَّدَ استعدادٍ بشريّ. هنالِكَ أناسٌ يعتقدونَ أنَّهُم بالعلمِ يَستطيعونَ أن يَخدِموا أو أن يُديروا الكنيسةَ، أو حتَّى أشغالَهم. هنالك متخصِّصونَ كُثُر، لكنَّهُم لا يمتلِكُونَ نعمةَ الروحِ القدس. ولذلكَ دائمًا يفشلون، لأنَّهُم ليسوا بموهوبين، أو هُم منشغلونَ في أمورٍ أخرى، تجعَلُ عقلَهُم شاردًا، فلا يستطيعون أن يُفلحُوا ويُنتِجُوا في عملِهِم. ينجحونَ في شتَّى المجالاتِ التي يُريدُونَها، لكنَّهُم في الروحِ مُخفِقُون، أي إنَّ موهبَتَهُم تَضيعُ بسببِ كسَلِهِم، وتوانِيهم وعدمِ تركيزِهِم. ذلك أنَّ الاستعدادَ الشخصيَّ وحدَهُ لا يَكفِي، ولكنَّ نعمةَ الروحِ القدسِ تَجعَلُ الإنسانَ مستعدًّا ومتأهِّبًا، فتُفَرِّغُهُ من أنانيَّتِه، من أخطائِه، من صعوباتِه، من رخاوَتِه، وتجعَلُهُ بطلاً متشدِّدًا وتملأُهُ بالنعمة، فيصبحُ فعَّالاً.
 
والأجدرُ بنا أن نُوَفِّقَ بينَ استعداداتِنا الشخصيَّة ومَلكاتِنا الخاصَّة، وبين نعمةِ اللهِ التي تنزِلُ عَلينا، حتَّى نكونَ على أفضلِ ما يُمكِنُ في خِدمَتِنا وحياتِنا. فنحنُ في الحقيقةِ نحتاجُ هذه النعمةَ، ولا نستطيعُ أن نعمَلَ شيئًا من دونِ نعمةِ الروحِ القدس، الذي يؤهِّلُنا، لا بل يَجعَلُنا مستعدِّينَ أكثرَ فأكثَر.
 
إنَّ الروحَ هُوَ هُوَ، أمسِ واليومَ وغدًا، سلسلةٌ لا تنقَطِع، يُعلِّمُ باستمرارٍ بِنفسِ النهجِ وبنفسِ القدرة. ولكن، هل نتقبَّلُهُ نحن؟ هل عندَنا الاستعدادُ لأَنْ نُفرِّغَ أنفسَنا من خطايانا، من أنانيَّتِنا، من شهواتِنا، ومن كلِّ ما يُعوِّقُنَا عن أن نُحبَّ المسيح؟
فإذا ما جاءَ الروحُ القدس، ووجدَ قلوبَنا مملوءةً من كلِّ هذه الاهتمامات، لا يدخُل. لكنَّه، إنْ وجدَنا على استعدادٍ أن نتغيَّر، لأَنْ نُفرِّغَ أنفسَنا في تضحيةٍ، في محبَّةٍ، في مسامحةٍ، في تقبُّلٍ للآخرِ وللصعوباتِ التي تُواجِهُنا، عندَ ذاك يملأُنا بنعمتِه. واللهُ لا يعمَلُ ذلك غصبًا، بل عندما نقبَلُهُ بمحبَّةٍ وصبرٍ وتقبُّلٍ، يملأُنَا ويُغدِق علينا من نِعَمِه.
 
لهذا أيُّها الأحبَّاء، بالتوبةِ، ولعلَّهُ بالتوبةِ فقط، نستطيعُ أن نرجِعَ إلى اللهِ، فَنُفرِغُ ذواتِنا ونجعَلُ أنفسَنا في محبَّةٍ مستقيمةٍ للمسيح. وهُوَ لا ينتَظِرُ إلاَّ أن ندعُوَه: "أيُّها الملكُ السماوي المعزِّي، روحُ الحقِّ، هلمَّ واسكُن فينا، وطهِّرنا من كلِّ دنسٍ، وخلِّص أيُّهَا الصالحُ نفوسَنا". هكذا نفتتِحُ كلَّ صلاةٍ، لأنَّنا إن كُنَّا لا نمتَلِكُ الروحَ القدس، لا نعرفُ أن نُصلِّي، ولا نشعُرُ حتَّى بالصلاة.
 
فَلْيُعطِنا الربُّ القدُّوس أن نمتَلِكَ نعمةَ الروحِ القدس، حتَّى لا نعودَ إلى الخطيئة، بل نثبُتَ في محبَّتِهِ، ونَرفَعَ لهُ التسبيحَ مع الملائكةِ والقدِّيسين، آمين.
طروبارية العنصرة               باللحن الثامن
 
مباركٌ أنتَ أيّها المسيحُ  إلهنا، يا من أظهرتَ الصيّادينَ غزيري الحكمة، إذ سكبتَ عليهم الروحَ القدس، وبهم اصطدتَ المسكونة، يا محبَّ البشرِ، المجدُ لك.
  قنداق العنصرة                 باللحن الثامن
 
عندما نَزَلَ العليُّ مبلبِلاً الألسنَة كان للأُمم مقسِّمًا. ولمَّا وزَّع الألسنةَ النارّية دعا الكُلَّ إلى اتِّحادٍ واحد. لذلك، باتفاقِ الأصوات، نمجِّدُ الروحَ الكليَّ قدسُه.
 
الرسالة
أعمال 2: 1-11
 
إلى كلِّ الأرضِ خرجَ صوتُهم
السّماواتُ تُذيعُ مَجْدَ الله
 
لمَّا حلَّ يومُ الخمسين، كانَ الرسلُ كُلُّهم معًا في مكانٍ واحد. فحدثَ بَغتةً صوتٌ من السماءِ كصوتِ ريحٍ شديدةٍ تَعصِفُ، ومَلأَ كلَّ البيتِ الذي كانوا جالسين فيهِ، وظَهَرَتْ لهم ألسنةٌ منقسِمةٌ كأنَّها من نار، فاستقرَّتْ على كلِّ واحدٍ منهم، فامتلأوا كلُّهم من الروح القدس، وطفِقوا يتكلَّمون بلغاتٍ أخرى، كما أعطاهُم الروحُ أن ينطِقوا. وكانَ في أورشليمَ رجالٌ يهودٌ أتقياءُ من كلِّ أمَّةٍ تحتَ السماءِ. فلمّا صارَ هذا الصوتُ اجتمعَ الجُمهُورُ فتَحَيَّروا لأنَّ كلَّ واحدٍ كان يَسمعُهم ينطِقون بلغتِه. فدُهِشوا جميعُهُم وتعجَّبوا قائلين بعضُهم لبعضٍ: أليس هؤلاءِ المتكلِّمونَ كلُّهُم جليليّين؟ فكيفَ نسمَعُ كلٌّ منَّا لغتَه التي وُلد فيها، نحن الفرتيينَ والماديينَ والعيلاميينَ، وسكانَ ما بين النهرين واليهوديةِ وكبادوكيةَ وبنطسَ وآسيةَ وفريجيةَ وبمفيليةَ ومصرَ ونواحي ليبيةَ عند القيروان، والرومانيين المستوطنين، واليهودَ والدخلاءَ والكريتيِّين والعرب، نسمعهم ينطقون بألسنتِنا بعظائمِ الله!
الإنجيل
يوحنا 7: 37-52
 
في اليوم الآخِر العظيم من العيد، كان يسوعُ واقفاً فصاح قائلاً: إنْ عطِش أحد فلْيأتِ إليَّ ويشرب. من آمن بي، فكما قال الكتاب، ستجري من بطنه أنهارُ ماء حيّ. (إنما قال هذا عن الروحُ الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه إذ لم يكن الروح القدس قد أعطيَ بعدُ، لأنَّ يسوع لم يكن بعدُ قد مُجِّد). فكثيرون من الجمع لمّا سمعوا كلامه قالوا: هذا بالحقيقة هو النبيّ. وقال آخَرون: هذا هو المسيح، وآخرون قالوا: ألعلَّ المسيحَ من الجليل يأتي! ألم يَقُلِ الكتابُ إنَّه من نسلِ داودَ، من بيتَ لحمَ القريةِ حيثُ كانَ داودُ، يأتي المسيح؟ فحَدَثَ شِقاقٌ بينَ الجمع من أجلِهِ. وكانَ قومٌ منهم يُريدونَ أن يُمسكوهُ، ولكِن لم يُلقِ أحدٌ عليه يداً. فجاءَ الخُدَّامُ إلى رؤساء الكهنَةِ والفَرِّيسيّينَ، فقالَ هؤلاءِ لهُم: لِمَ لم تأتوا بهِ؟ فأجابَ الخُدَّامُ: لم يتكلَّمْ قطُّ إنسانٌ هكذا مثلَ هذا الإنسان. فأجابَهُمُ الفَرِّيسيّون: ألعلَّكم أنتم أيضاً قد ضلَلتُم! هل أحدٌ مِنَ الرؤساءِ أو مِنَ الفرِّيسيينَ آمَنَ بِهِ؟ أمَّا هؤلاء الجمعُ الذينَ لا يعرِفونَ الناموسَ فَهُم ملعونون. فقالَ لهم نِيقودِيموس الذي كانَ قد جاءَ إليه ليلاً وهُوَ واحدٌ منهم: ألعلَّ ناموسَنا يَدينُ إنساناً إن لم يسمَعْ مِنهُ أوَّلاً ويَعلَمْ ما فَعَلَ! أجابوا وقالوا لهُ: ألعلَّكَ أنتَ أيضاً من الجليل! إبحثْ وانظرْ، إنَّهُ لم يَقُم نبيٌّ منَ الجليل. ثُمَّ كَلَّمهم أيضاً يسوعُ قائلاً: أنا هوَ نورُ العالَم. من يتبَعْني لا يمشِ في الظلامِ، بل يَكُنْ لهُ نورُ الحياة.
في الرّسالة
 
هذا المقطع من أعمال الرُّسُل، الّذي يُتلى في يوم العنصرة، يَروي لَنا تمامًا ما حدَث في اليوم الخمسين لقيامةِ الرَّبِّ يَسُوعَ المسيحِ مِن بينِ الأموت، والعاشرِ لِصُعُودِهِ إلى السَّماء.
   لقد تحقَّقَ وَعدُ الرَّبِّ لِتَلامِيذِه عند صُعُودِه: "يُوحنّا عَمَّدَ بالماء، وأمّا أنتم فستُعَمَّدونَ بالرُّوحِ القُدُسِ لا بَعدَ هذه الأيّامِ بِكَثير" (أع 1 : 5). وَلا نَنسَ كلامَهُ لَهُم قَبلَ آلامِهِ: "لكنّي أقولُ لكُمُ الحقَّ إنّه خيرٌ لَكُم أن أَنطَلِقَ، لأنّه إنْ لَم أنطَلِقْ لا يأتيكُمُ المُعَزّي، ولكنْ إنْ ذهبتُ أُرسِلُهُ إلَيكُم" (يو 16: 7). وأيضًا: "ومتى جاءَ ذاكَ فهو يعلِّمُكم ويُرشِدكم إلى كلّ الحقّ" (يو 16: 13). وأيضًا: "أسألُ الآبَ أن يرسلَ لكم معزّيًا آخَر، روحَ الحقّ الّذي من الآب ينبثق" (يو 15: 26). وبعد الآلامِ أيضًا، قُبَيلَ صُعودِه إلى السّماء: "فامكُثوا أنتم في أورشليم إلى أن تُلبَسوا قوّةً من العلاء" (لو 24: 49).
   إذًا، ها قد تحقَّقَ الوَعدُ، إذْ لمّا كان التّلاميذُ ينتظرونَ في الغُرفةِ في اليَومِ الخمسين، وعندَ السّاعةِ الثّالثةِ من النّهار (أي السّاعة التّاسعة صباحًا بحسب التّوقيتِ المعمولِ به في أيّامِنا) حدثَتِ الأعجوبة:
- سُمِعَ صَوتٌ كَصَوتِ رِيحٍ عاصفةٍ: لقد أُعلِنَ الرُّوحُ القُدُسُ بالصَّوتِ، بِدَوِيٍّ قَوِيّ، لِكَي يُسمَعَ مِنَ الجميع. ذلكَ أنّه يَدعو العالَمَ كُلَّهُ إلى الإيمان، والَّذينَ يُقبِلُونَ إليهِ بإيمانٍ يمنحُهم نعمةً. وَقد شُبِّهَ هذا الصَّوتُ بِصَوتٍ ريحٍ عاصفة، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُدَمِّرُ العَدُوَّ ويكسِّرُ مَكائدَهُ، وَيَدُكَّ حُصُونَه. إنّه رُوحُ القُوَّةِ الّذي ينتصر على كُلِّ شيء.
 
- ملأ كُلَّ البيتِ الّذي كانوا جالسِينَ فيه: ها قد تحقّقَ وعدُ الرّبّ، إذْ تحوّلَ البيتُ الّذي كانوا فيه إلى بِركةٍ ملأى بالرّوحِ القُدُس، جُرنِ معموديّةٍ كبير.
 
- ظَهَرَت لَهُم أَلْسِنَةٌ مُنقسمةٌ كأنّها مِن نار: كان الرّوحُ القدسُ يعملُ قَبلاً، ويتكلّمُ مِن خلالِ الأنبياء، منذِرًا بما سيأتي. والآنَ يظهرُ كأُقنومٍ خاصٍّ بشكلِ ألسنةٍ ناريّة، مستقرًّا على التّلاميذ، وَمُحَوِّلاً ايّاهم إلى أدواتٍ لِقُوَّتِه. والنّارُ بطبيعتِها تُنيرُ وتُحرِق، وهكذا فإنّ كلمةَ البشارةِ تُنيرُ الّذين يَثِقُونَ بها، وأمّا الّذين لا يَثِقُونَ بها فيُسَلَّمُونَ في النّهايةِ إلى النّارِ الأبديّة. إلاّ أنّ النصَّ يقولُ "كأنّها مِن نار"، لكي لا نظنَّ أنّها نارٌ حِسِّيّة. إنّها صورةٌ حسّيّةٌ تُرشِدُنا إلى ظُهُورِ الرُّوحِ القُدُس.
 
- استقرَّتْ على كُلِّ واحدٍ مِنهم: المسيحُ وحدَهُ هُوَ الذي يُمنَحُ له من الآبِ الرُّوحُ القدسُ بدونِ انقسامٍ وغيرَ مُوزَّع، أمّا الآخَرُونَ فتُعطى لهم نعمةُ الرّوحِ القدس مُجَزَّأَةً، بحيثُ يَنالُ كُلُّ واحدٍ جزءًا. تتنوّعُ مَواهِبُهم، لِكَي يُكَوِّنُوا، مُجتمِعِينَ، كنيسةَ الرُّوحِ القدس.
 
- طَفِقُوا يتكلّمونَ بِلُغاتٍ أُخرى كما مَنَحَهُم الرّوحَ أن يَنطِقوا: أصبحوا أدواتٍ لِلرُّوحِ القدس، يعملونَ ويتحرّكونَ وَفقًا لإرادتِهِ وَقُوَّتِه.
الآنَ تحقَّقَ الوعدُ، ونزلَ الرّوحُ القدسُ على التّلاميذِ القدّيسِين، وجعلَ منهم كواكبَ تُنيرُ المسكونةَ بأسرِها. آمين.
الشهادة والإبداع
 
موضوع الشهادة اليوم هو نفسه الّذي نقله الرسل والشهداء القديسون منذ فجر المسيحيّة، إنّه الرّبّ يسوع المسيح "الّذي هو هو أمس واليوم وللأبد" (الرسالة إلى العبرانيين 13: 8). ليس عندنا رسالة جديدة ننقلها إلى العالم. رسالتنا قديمة تسلّمناها من الرسل والآباء والشهداء القدّيسين الّذين رَوَّوا الكنيسة بدمائهم واستحقوا هكذا إكليل الشهادة. من هنا ضرورة الأمانة لما تسلّمناه فيما نشهد اليوم للمسيح هنا وثمّة.
والشاهد يخبر عمّا ذاق وعاين. لذا لا بدّ من معرفة المسيح الّذي نشهد له، واختبار الحياة معه وذوق حلاوة تلك الحياة. هذا من ضرورات الشهادة الصادقة، "لأنّ الحياة ظهرت فرأينا ونشهد ونبشّركم بتلك الحياة الأبديّة الّتي كانت لدى الآب فتجلّت لنا" لتتجلّى بواسطتنا للعالمين (1يوحنا 1: 2)، ولا بدّ من المعاينة لأنّ "الّذي عاين شهد وشهادته حق" (يوحنا 19: 35). ولا بدّ أيضًا من الإحاطة الدقيقة بالتحدّيات الواقعية المطروحة أمامنا اليوم والأوضاع الرّاهنة حتى نتمكّن من أن نجعل نور المسيح يسطع في ظواهرها وخفاياها.
الأمانة واجبة لموضوع الشهادة نفسه، تلك الشهادة "الأولى" الّتي أدّاها السلف. لا موضوع جديدًا نبشّر به، ولا شخص غير المسيح نذيع بشراه. ولكنّ الزمن يعبر وتتبدّل الوقائع ويتغيّر الرّاهن. فلا بدّ والحالة هذه من أن يتحلّى الشاهد بميزة الإبداع الّتي تمكّنه من التكيّف مع الوضع الجديد وابتكار الطرائق المناسبة الكفيلة بتبليغٍ فصيحٍ. إن الوقائع غير متناهية، فإزاءها تتنوّع الأساليب وتتعدّد مع المحافظة على مضمون الرسالة نفسه دون أيّ تشويه. سبيلنا إلى ذلك معرفة واقعنا بدقّة ودراية وعلم. وإنّ ذلك يعوزه العقل الرّاجح، الموضوعيّ الحرّ، المتمكّن من القياس استنادًا إلى تصرّفات الرسل والشهداء والقدّيسين، والقادر على الصياغة الجديدة لمضمون هذه الرسالة.  
والأكيد الأكيد أن الإنسان عاجز عن القيام بهذه المهمّة ما لم يلهمه الرّوح القدس ويعضده. يستمدّ القوة من الروح لـمّا يسكن فيه  "ولكنّ الرّوح القدس ينزل عليكم فتنالون قوّة وتكونون لي شهودًا..." (أعمال 1: 8). ولقد أكّد ذلك السيد له المجد في إنجيل يوحنّا بقوله "روح الحق المنبثق من الآب فهو يشهد لي" (يوحنا 15: 26).
المسيحيّ في العالم وإن كان ليس من العالم. ولأنه يحب هذا العالم يجتهد لينقل له بشرى الخلاص إذ الله "لم يرسل ابنَه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلِّص به العالم" (يوحنا 3: 17). فالشاهد الحق ينخرط في العالم ليقدّسه. هو يتكرّس حيث هو، في مهنته ووظيفته وعمله، وبهذا يساهم في تقديس العالم وزرع بذور الخلاص فيه، ولا بدّ له من التطهّر الدّائم حتّى ينجح  في مهمته، وتنتقل بواسطته الحياة الإلهيّة إلى العالم فتروّيه وتنشر في دياجيره قبس النّور ووهج القيامة.
علينا أن نشير هنا إلى أنّ مهمّة الكنيسة أن ترفع العالم إلى عتبات الملكوت، ولكنّ الكنيسة ليست إلاّ الجماعة المؤمنة كلّها. لذا مهمّة تقديس العالم ليست وقفًا على الإكليروس، وإنّما هي مسؤوليّة "الأمّة المقدّسة" برمّتها. من هنا واجب كلّ مؤمن بالربّ يسوع إلهًا ومخلِّصًا أن يتكرّس من أجل خدمة العالم. وإذا حصر أحدهم التكريس بالكاهن والرّاهب يخون مهمّة الكنيسة الكهنوتيّة ويخالف الكتاب المقدس الّذي يدعو المؤمنين "جماعة كهنوتيّة مقدّسة" (1بطرس 2:5).   
 لقد شبّه الكتاب المقدّس المسيحيَّ بالملح غير الفاسد الّذي يملّح الطعام، وشبّهه أيضًا بالخميرة الّتي تخمّر العجين كلّه، وهو خميرة جديدة لينثر الجدّة في أرجاء العالم- العجين. الطهارة والجدّة هما السلاح الّذي يتمنطق به الشاهد العامل في العالم حتى لا يغرق في رماله المتحركة وأوحاله المعشش فيها الشر. وكذلك ارتباطه بالجماعة المصلّية ومواظبته على الحياة السرّيّة الجارية فيها يحولان، إلى حدّ كبير، دون أن يقع في الشّطط، ويقوّمان فيه اعوجاجًا قد يطرأ على تصرّفه.
أخبـــارنــــا
تأسيس أخويّة رهبانيّة في دير سيدة بكفتين
 
إلى أبناء أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، جئنا بهذه الرسالة نعلمكم عن قرارنا بتعيين الأرشمندريت أنطونيوس (الصوري) رئيسًا جديدًا لدير سيدة بكفتين، وذلك بدل الأرشمندريت اسحق (الخوري) الذي نشكره جدًّا على أتعابه في الدير لأكثر من أربعة سنوات.
وقد جاء هذا القرار بنيَّة إنشاء أخويّة رهبانيّة جديدة في الدير المذكور تبعث الحياة الليتورجيّة أوَّلاً ومن ثمّ تنفتح على جوار الدير من رعيّة ومؤسَّسات واستثمار الأراضي التابعة له.
أطلب من الله أن تجلب هذه الخطوة المتَّخذة الخير للأبرشيّة التي يشكّل فيها دير سيدة بكفتين تراثًا روحيًّا وعلميًّا بالغ الأهميّة.
يجري تنصيب رئيس الدير الجديد ودخول الأخويّة إلى الدير في صلاة غروب إحتفاليّة يوم السبت في 18 حزيران 2011 في صلاة الغروب التي تبدأ عند الساعة الرابعة والنصف مساءً في كنيسة رقاد السيدة في الدير. وبهذه المناسبة ستتم رسامة الأخ جورج يعقوب إيبوذياكونًا في الدير.
 
                             + أفرام
                مطران طرابلس والكورة وتوابعها
حديث روحي في رعية بترومين
 
يسرّ رعية بترومين أن تدعوكم إلى حديث روحي يلقيه قدس الأب نقولا مالك بعنوان "العنصـرة والروح القدس" وذلك مساء الإثنين الواقع فيه 13 حزيران 2011 الساعة السادسة في قاعة كنيسة السيدة- بترومين.
ندوة في رعية فيع
 
ببركة وحضور سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) يسرّ مجلس الرعية وفرع فيع لحركة الشبيبة الأرثوذكسية دعوتكم للمشاركة في ندوة حول "الشيخوخة: رعاية ووقاية" يشارك فيها كلّ من الدكتور ناظم باسيل (طب عائلة وطب شيخوخة) وقدس الأب باسيليوس دبس. يلي ذلك بركة وتوجيهات صاحب السيادة. تدير الندوة الأخت ثريا عبدالله. وذلك مساء السبت الواقع فيه 18 حزيران 2011، تبدأ صلاة الغروب الساعة السادسة مساءً في كنيسة مار سمعان العمودي- فيع.
تكريم الأب جورج داود لمرور خمسين سنة على كهنوته
 
ببركة وحضور صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) يسرّ رعية حقل العزيمة الضنية دعوتكم لحضور الحفل التكريمي لعميد الكهنة قدس المتقدم في الكهنة الأب د. جورج داود وذلك بمناسبة مرور خمسين عاماً على كهنوته المقدس وذلك نهار الأحد 19 حزيران 2011 في كنيسة القديس نيقولاوس- حقل العزيمة الضنية. تبدأ صلاة السحر الساعة التاسعة صباحاً.
حلقة دراسة إنجيل يوحنا مع راعي الأبرشية
 
يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية مركز طرابلس- فرع الميناء دعوتكم للمشاركة في حلقة "تفسير إنجيل يوحنا" مع سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشية، وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 17 حزيران 2011 الساعة السابعة والنصف في بيت الحركة- الميناء