الأحد 31 أيار 2009

الأحد 31 أيار 2009

31 أيار 2009
الأحد 31 أيار  2009
العدد 22
السنة الخامسة عشرة
اللحن السادس   الإيوثينا العاشرة
أحد آباء المجمع الأول
 
أعياد الأسبوع
 
31: هرميوس الشهيد
1: الشهيد يوستينوس الفيلسوف
2: نيكيفورس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينية
3: الشهيد لوكليانوس، الشهيدة بافيلا
4: مطروفانس رئيس أساقفة القسطنطينية، مريم ومرتا اختا لعازر
5: وداع الصعود، الشهيد دوروثاوس أسقف صور
6: سبت الأموات،ايلاريون الجديد رئيس دير الدلماتن، الشهيد غلاسيوس 
طروبارية القيامة                     باللحن السادس
 
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة. فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ، المجدُ لك. 
طروبارية الصعود                     باللحن الرابع
 
صَعِدْتَ بمَجْدٍ أيُّها المسيحُ إلهُنا، وفرَّحْتَ تلاميذّك بموعِدِ الروح القُدُس، إذ أيقََنوا بالبَرَكة أنَّك أنْتَ ابنُ اللهِ المنْقِذُ العالَم.
طروبارية الآباء                          باللحن الثامن
 
أنت أيُّها المسيح إلهنا الفائق التسبيح، يا مَن أسَّستَ آباءنا القدّيسين على الأرض كواكبَ لامعة، وبهم هَدَيْتَنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقي، يا جزيل الرحمة المجد لك. 
القنداق باللحن السادس
 
لمّا أتممت التدبير الذي من أجلنا، وجعلت الذين على الأرض متَّحدين بالسماويين، صعدت بمجد أيها المسيح إلهنا غير منفصل من مكان بل ثابتاً بغير افتراق وهاتفاً: أنا معكم وليس أحد عليكم.
الرسالة: 
أعمال 20: 16-18، 28-36
 
مبارك أنت يا رب إله آبائنا                
فإنك عدل في كل ما صنعت بنا
 
في تلك الأيام ارتأى بولس أن يتجاوز أفسس في البحر لئلا يعرض له أن يبطئ في آسية، لأنه كان يعجل حتى يكون في أورشليم يوم العنصرة إن أمكنه. فمن ميليتس بعث إلى أفسس فاستدعى قسوس الكنيسة. فلما وصلوا إليه قال لهم: إحذروا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه. فإني أعلم هذا، أنه سيدخل بينكم بعد ذهابي ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية، ومنكم أنفسكم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا متذكرين أني مدة ثلاث سنين لم أكفف ليلاً ونهاراًعلى أن أنصح كل واحد بدموع. والآن استودعكم، يا إخوتي، الله وكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتمنحكم ميراثاً مع جميع القديسين. إني لم أشتهِ فضة أحد أو ذهبه أو لباسه. وأنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيء بينت لكم أنه هكذا ينبغي أن نتعب لنساعد الضعفاء وأن نتذكر كلام الرب يسوع، فإنه قال: إن العطاء مغبوط أكثر من الأخذ. ولما قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلَّى.
الإنجيل: 
يوحنا 17: 1-13
 
في ذلكَ الزمان رَفَع يسوعُ عينيِه إلى السماءِ وقالَ: يا أبتِ قد أتتِ الساعَة. مجّدِ ابنَك ليُمَجّدَكَ ابنُكَ أيضاً، كما أعطيتَهُ سُلطاناً على كلِّ بَشَرٍ ليُعطيَ كُلَّ مَن أعطيتَه لهُ حياةً أبدية. وهذه هي الحياة الأبديَّةُ أن يعرفوكَ أنتَ الإله الحقيقيَّ، والذي أرسلتَهُ يسوعَ المسيح. أنا قد مجَّدتُكَ على الأرض. قد أتممتُ العملَ الذي أعطَيتَني لأعمَلَهُ. والآنَ مَجِّدْني أنتَ يا أبتِ عندَكَ بالمجدِ الذي كان لي عندك من قبل كونِ العالَم. قد أعلنتُ اسمَكَ للناس الذينَ أعطيتَه لي منَ العالم. هم كانوا لكَ وأنتَ أعطيتَهم لي وقد حفِظوا كلامَك. والآنَ قد علِموا أنَّ كُلَّ ما أعطيتَهُ لي هو منك، لأنَّ الكلامَ الذي أعطينَهُ لي أعطيتُهُ لهم. وهُم قبلوا وعَلِموا حقًّا أنّي منكَ خَرجْتُ وآمنوا أنَّك أرسلتني. أنا من أجلهم أسأل. لا أسأل من أجل العالم بل من أجل الذينَ أعطيتَهم لي، لأنَّهم لك. كلُّ شيءٍ لي هو لكَ وكلُّ شيءٍ لكَ هوَ لي وأنا قد مُجّدتُ فيهم. ولستُ أنا بعدُ في العالم وهؤلاء هم في العالم. وأنا آتي إليك. أيُّها الآبُ القدُّوسُ احفظهم باسمك الذينَ أعطيتَهم لي ليكونوا واحداً كما نحن. حينَ كُنتُ معهم في العالم كُنتُ أحفَظُهم باسمك. إنَّ الذينَ أعطيتَهم لي قد حَفِظتُهم ولم يَهلِكْ منهم أحدٌ إلا ابنُ الهلاك لِيتمَّ الكتاب. أمَّا الآنَ فإنّي آتي إليك. وأنا أتكلَّمُ بهذا في العالَمِ ليكونَ فرَحي كاملاً فيهم.
في الإنجيل
 
إِنَّ قِراءَتَنا لِنَمَطِ النَّصِّ الإنجيليّ المتلُوِّ اليوم، تُدخِلُنا في إطارِ حَرَكَةٍ بُرهانِيّة، تَكثُرُ فيها ضَمائِرُ المتكَلِّم والمُخاطَب إلى حَدٍّ كبيرٍ جِدًّا، كَما تَكثُرُ أَدَواتُ الشَّرطِ والتَّوكيد. تُرى، لِماذا يتكَلَّمُ يَسُوعُ إلى الآبِ بِهذهِ الطَّريقة؟ الجَوابُ أَنَّ يَسُوعَ لم يَكُنْ وَحدَهُ، لم يَكُنْ في خَلْوَةٍ، عندما تَلا هذه الصَّلاة، بل كانَ تَلاميذُهُ مَعَه. كانَ يُكَلِّمُهُم عَلى الآبِ عَلانِيَةً، وعلى علاقَتِهِ الجَوهَرِيَّةِ بِه، وبعدَ ذلكَ رَفَعَ عَينَيهِ إلى السَّماء، وبدأ يُصَلِّي مُخاطِبًا الآب، على مَرْأًى وَمَسْمَعٍ مِن تَلامِيذِه. هذا يُفَسِّرُ اللَّهجةَ الَّتي تكلَّمَ بِها، والنَّمطَ الَّذي سادَ في كَلامِه. بِكَلامٍ آخَر، كانَ يَسُوعُ يَعلَمُ أنَّ تلاميذَهُ يَسمعُونَه، وَكانَ يُريدُ أن يُسْمِعَهُمُ الطَّريقَةَ الّتي يُخاطِبُ الآبَ بِها، بِدالَّةٍ تَدُلُّ عَلى الاتِّحادِ الجَوهَرِيّ بينَهُما. هذا كُلُّهُ كانَ لِيُشَدِّدَ تَلامِيذَهُ في تِلكَ الفَترَةِ العَصيبة، أَي قُبَيلَ تَسلِيمِهِ للمُحاكَمَةِ والصَّلْب، وَلِيُثَبِّتَهُمْ على قاعِدَةِ الإيمانِ الوَطِيدة، على مِثالِ عَلاقَتِهِ الوَطِيدَةِ بِالآب.
أَمّا العِباراتُ- المَفاتِيحُ في هذهِ التِّلاوَة، فَتَدُورُ كُلُّها حَولَ كَونِ المَسيحِ وَسِيطَ العَهدِ الجَديد، يُقَدِّمُ النّاسَ إلى مَعرفةِ الآب، وَيَسْتَعْطِفُ الآبَ للنّاس: فالآبُ هُوَ مُعطي السُّلطان للابن "على كُلِّ بَشَرٍ"، وهو قادرٌ أن يُعطيَ النّاسَ "حياةً أبديّة"، وَجَعَلَهُم "يَعرفونَ" الآب، إِذ "أَعلَنَ اسمَهُ" لَهم، و"الكَلامُ الَّذي" أَعطاهُ لَهُ الآبُ أَعطاهُ بِدَورِهِ لَهُم. وَفي النِّهاية، يَستَعطِفُ الآبَ لَهُم، أَن يَحْفَظَهُم بِاسْمِهِ وَيُوَحِّدَهُم.
وفي هذا السِّياق، لا يَذْكُرُ يَسُوعُ آلامَهُ بِتَذَمُّرٍ، أَو بِقَلَقٍ، أَو بِأَيَّةِ طريقةٍ مُنَفِّرة، بَل يَعتَبِرُها "مَجْدًا"، إِذْ يَقولُ لِلآبِ: "وَالآنَ مَجِّدْني"؛ ذلكَ أَنَّ يَسُوعَ قَبْلَ الآلامِ والمَوتِ لَم يَكُنْ مَعروفًا بالطَّريقةِ الّتي يُرِيدُها، أَمّا بَعدَ آلامِهِ ومَوتِهِ فقد تمجَّدَ بالقيامة، وَصارَ مَعروفًا جِدًّا، لا في نِطاقِ الشَّعبِ اليهوديّ وحَسْبُ، بَل على صعيدِ الأُمَمِ كافَّةً. إِذًا، في خِطابِهِ للآب، يَدعُو آلامَهُ "مَجْدًا"، لِيُشَدِّدَ عزيمةَ التّلاميذ. إِنَّهُ مِن أجلِهِم يُصَلِّي، وَيَقُولُ ما يَقُول. إِنَّهُ يُشَدِّدُ على رِعايَتِهِ لَهُم، وَحِرْصِهِ على أَلاّ يَهْلِكَ مِنهُم أَحَدٌ. "مِنْ أَجْلِهِم" يَسأَل، مِن أَجلِهِم يُصَلِّي، مِنْ أَجلِهِم يَبذُلُ نَفسَهُ، وأخيرًا، مِن أَجْلِهِم "يَفْرَحُ"، وَعِندَما يَنجَحُونَ في المَسِيرَةِ الرُّوحِيَّة، وَيَعرِفُونَ الآبَ، "يَكونُ فَرَحُهُ كامِلاً فِيهِم".
وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب
 
ورد الكلام على صعود/ إصعاد يسوع إلى السماء وجلوسه/ إجلاسه عن يمين الله الآب ـ خارجًا عن إنجيل يوحنّا ـ  في صيغ أدبيّة ثلاثةٍ:
1. صيغة كرازة/ إعتراف إيمان: كتلك التي نجدها في ختام عظة الرسول بطرس، يوم العنصرة: ”إنّ داود، إذ كان نبيًّا، سبق فرأى وتكلّم على قيامة المسيح أنّه لم تُترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادًا. فيسوع هذا أقامه الله؛ ونحن جميعًا شهود لذلك؛ وإذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه. لأنّ داود ... نفسه يقول: ”قال الربّ لربّي: إجلس عن يميني حتّى أضع أعداءك موطئًا لقدميك“. "فليعلم يقينًا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم ربًّا ومسيحًا“ (أع 2).
2. صيغة نشيد ليتورجيّ: أورد الرسول بولس في الرسالة إلى كنيسة فيليبي نشيدًا ليتورجيًّا في تدبير الله الخلاصيّ بيسوع المسيح، مضيفًا إليه مقاطع قليلة وضعت بين معقوفَين [ ]:I”الذي بـ (كونه) كائنًا في صورة الله، II بـ(كونه) صائراً في شبه الناس غيرَ حاسب (غُنْمًا) غير مخلًى أن يكون معادلاً لله، وموجوداً في الهيئة كإنسان، أخلى ذاته، ووضع نفسه آخذًا صورة عبد؛ صائراً مطيعاً حتّى الموت: [موت الصليب] III لذلك رفعه الله وأنعم عليه بالاسم الذي يفوق كلّ إسم؛ لكي باسم يسوع تجثو كلّ ركبة [ممّن في السماء ومن في الأرض ومن تحت الأرض] ويعترف كلّ لسان أنّ يسوع هو الربّ [(معطيًا) المجد لله الآب].
3. صيغة رواية مسرودة: نجد روايتين أوردهما لوقا لصعود يسوع إلى السماء. الأولى في ختام إنجيله، والثانية في مطلع كتاب أعمال الرسل. ففي إنجيله يذكر أنّ يسوع، في مساء أحد الفصح، تراءى لتلاميذه المجتمعين في أورشليم. وبيّن لهم أنّه ”كان ينبغي أنّ المسيح يتألّم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. وأن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم ابتداء من أورشليم“. وبعد أن جعلهم في خدمة هذه الكرازة: ”وأنتم شهود بذلك“، وعدهم بأنّه سيرسل إليهم موعد الآب، أي الروح القدس، الذي سيؤيّدهم ويهبهم القوّة للقيام بالشهادة والكرازة. ثمّ يواصل الإنجيليّ خاتمًا روايته بقوله: ”وأخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا. ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يُباركهم إنفرد عنهم وأُصعد إلى السماء. فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم“ (لو 24).
أمّا في مطلع أعمال الرسل، فذكر أنّ يسوع، بعد قيامته، استمرّ ”يظهر للرسل الذين اختارهم أربعين يومًا ويتكلّم على الأمور المختصّة بملكوت الله“. وبعدما أوصاهم أن ينتظروا الروح القدس الذي سيهبهم القوّة في خدمتهم كشهود ليسوع، ”إرتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم“ (أع 1).
فالكلام على صعود يسوع يتمّ على صعيدين: صعيد يسوع وصعيد الرسل. فبالنظر إلى يسوع فإنّ الصعود إلى السماء والجلوس عن يمين الآب وتقليد الآب إيّاه ”كلّ سلطان في السماء وعلى الأرض“، كما جاء في إنجيل متّى، ومنحه اسم ”الربّ“ الذي يفوق كلّ اسم؛ كلّ هذا إنّما هو ملازم للقيامة. فالله قد أقامه من القبر في اليوم الثالث وأصعده مباشرة إلى السماء. أمّا بالنظر إلى الرسل، فإنّ رؤيتهم إيّاه صاعدًا إلى السماء في اليوم الأربعين بعد القيامة، فإنّه يعني انتهاء زمن ترائي يسوع لهم وتعليمه إيّاهم التعليمَ الجديدَ المختصّ بتدبير الله الخلاصيّ، وابتداء فترة جديدة. وما الأربعون إلاّ للدلالة على التهيئة والاستعداد. أمّا بالنسبة لنا، فلْنواظب على تقديم ذبيحة التسبيح لله، في كلّ قدّاس، قائلين: ”... وما برحت تصنع كلّ شيء حتّى أصعدتنا إلى السماء ووهبتنا ملكك الآتي“؛ واثقين بوعد الربّ يسوع: ”إنّ في بيت أبي منازل كثيرة، وأنا ذاهب لأهيّئ لكم مكانًا“، له المجد إلى الأبد. آمين.
أخبـــارنــــا
التحضير لزيـارة البطريرك الروسـي إلـى الكرسي الأنطاكي
 
يعتزم البطريرك الروسي كيرللس، بطريرك موسكو وعموم روسيا زيارة البطريركية الأنطاكية. وقد أُعلن عن نية البطريرك الروسي القيام بهذه الزيارة أثناء زيارة رئيس الأساقفة ايلاريون، رئيس قسم العلاقات الخارجية في البطريركية الروسية، إلى بطريركية إنطاكية يوم الثلاثاء الماضي حيث التقى مع صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم ثم مع السفير الروسي لدى دمشق السيد سيرجي كيريتسينكو حيث تمت مناقشة موضوع الزيارة المًزمعة بحسب ما نشرت الصحافة الروسية. ولم يُعلن رسمياً بعد لا عن توقيت الزيارة ولا فيما إذ كان البطريرك الروسي ينوي زيارة سورية فقط حيث يوجد العرش البطريركي في دمشق أم ينوي زيارة دول أخرى. وستكون هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها البطريرك الروسي إلى بطريركية أنطاكية من بعد تنصيبه بطريركاً على روسيا في شهر شباط الماضي.
وتحتل بطريركية أنطاكية وسائر المشرق والتي أسسها القديسان الرسولان بطرس وبولس حوالي العام 37 م المرتبة الشرفية الثالثة في "لائحة الذبتيخا" من أصل خمسة عشر كنيسة أرثوذكسيّة مستقلة في العالم. أما عن ترتيب الكنائس في لائحة الذبتيخا فيعود إلى عدة عوامل أهمها: أقدمية تأسيس الكنيسة والمركز السياسي والحضاري للمدينة التي يتواجد فيها الكرسي الرسولي