الأحد 9 آب 2009

الأحد 9 آب 2009

09 آب 2009
الأحد 9 آب  2009
العدد 32
السنة الخامسة عشرة
اللحن الثامن   الإيوثينا التاسعة
الأحد التاسع بعد العنصرة
 
أعياد الأسبوع
 
9: الرسول متيّاس، البار بسويي.
10: الشهيد لفرنديوس رئيس الشمامسة. 
11: الشهيد افبلس الشماس، نيفن بطريرك القسطنطينية.
12: الشهيدان فوتيوس وأنيكيتس. 
13: وداع التجلي، نقل عظام مكسيموس المعترف، دوروثاوس أسقف غزّة وتلميذه دوسيثاوس، تيخن زادونسكي. 
14: تقدمة عيد الرقاد، النبي ميخا
15:رقاد والدة الإله الفائقة القداسة 
طروبارية القيامة                باللحن الثامن
 
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامَتَنا، يا ربّ المجد لك. 
طروبارية التجلي               باللحن السابع
 
لما تجلَّيت أيُّها المسيح الإله في الجبل أظهرتَ مجدَك للتلاميذ حسبما استطاعوا. فأطلِعْ لنا نحنُ الخَطأة نورَك الأزلي، بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور المجدُ لك.
قنداق التجلي                    باللحن السابع
 
تجلَّيت أيّها المسيحُ الإله في الجبل، وحسبما وسعَ تلاميذَكَ شاهدوا مجدَك، حتى، عندما يعاينونكَ مصلوبًا، يفطنوا أن آلامَكَ طوعًا باختيارك، ويكرزوا للعالم أنك أنتَ بالحقيقةِ شعاعُ الآب. 
الرسالة: 
1 كورنثس 3: 9-17
 
صلُّوا وأوفوا الربَّ الهَنا         
أَللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا
 
يا إخوةُ، إِنَّا نحنُ عامِلونَ معَ الله وأنتم حَرْثُ اللهِ وبِناءُ الله. أنا بحسَبِ نِعَمةِ اللهِ المُعطاةِ لي كبناءٍ حكِيم وضَعتُ الأساسَ وآخرُ يَبني عليهِ. فَلْينظُرْ كُلُّ واحدٍ كيف يبني عليهِ، اذ لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يضعَ أساساً غيرَ الموضوعِ وهوَ يسوعُ المسيح. فإنْ كانَ أحدٌ يبني على هذا الأساسِ ذهبًا أو فِضَّةً أو حِجارةً ثَمينةً أو خشباً أو حَشيشاً أو تبناً، فإنَّ عملَ كل واحدٍ سيكونُ بيِّنًا لأنَّ يومَ الربِ سيُظهرُهُ لأنَّه يُعلَنُ بالنارِ، وستَمتَحِنُ النارُ عَملَ كلِ واحدٍ ما هو. فمن بقي عمَلُهُ الذي بناهُ على الأساسِ فسينالُ أُجرَةً ومَن احتَرقَ عَمَلُهُ فسَيخسَرُ وسيَخلُصُ هُوَ ولكن كمَن يَمرُّ في النار. أما تعلَمون أنَّكم هيكلُ اللهِ وأنَّ روحَ اللهِ ساكِنٌ فيكم. مَن يُفسِدْ هَيكلَ اللهِ يُفسِدْهُ الله. لأنَّ هيكلَ اللهِ مُقدَّسٌ وَهُوَ أنتم.
الإنجيل: 
متى 14: 22-34 (متى 9 )
 
في ذلك الزمان اضطَرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أن يدخلوا السفينةََ ويسبِقوهُ إلى العَبْرِ حتى يصرِفَ الجموع. ولمَّا صرف الجموعَ صعِد وحدَهُ إلى الجبلِ ليصلّي. ولمَّا كان المساءُ كان هناك وحدَهُ، وكانتِ السفينةُ في وسَط البحر تكُدُّها الأمواجُ، لأنَّ الريحَ كانت مُضادةً لها. وعند الهجَعةِ الرابعةِ من الليل مضى إليهم ماشياً على البحر. فلَّما رآه التلاميذ ماشياً على البحر اضطَّربوا وقالوا إِنَّه خَيالٌ، ومن الخوفِ صرخوا. فللوقت كلَّمهم يسوعُ قائلاً: ثِقوا أنا هو. لا تخافوا. فأجابهُ بطرس قائلاً: يا ربُّ إنْ كنتَ أنتَ هو فمُرني أن آتي إليك على المياه. فقال: تعالَ. فنزل بطرسُ من السفينة ومشى على المياه آتياً إلى يسوع. فلَّما رأى شِدَّةَ الريح خاف. وإذْ بدأ يغرَقُ صاح قائلاً: يا ربُّ نجنّي. وللوقتِ مدَّ يسوعُ يدهُ وأمسك بهِ وقال لهُ: يا قليلَ الإيمان لماذا شككتَ؟! ولمَّا دخلا السفينةَ سكنَتِ الريح. فجاءَ الذين كانوا في السفينةِ وسجدوا لهُ قائلين: بالحقيقةِ أنت ابنُ الله. ولمَّا عبَروا جاؤوا إلى أرض جَنيّسارَتْ. فأجابهُ بطرس قائلاً: يا ربُّ إنْ كنتَ أنتَ هو فمُرني أن آتي إليك على المياه. فقال: تعالَ. فنزل بطرسُ من السفينة ومشى على المياه آتياً إلى يسوع. فلَّما رأى شِدَّةَ الريح خاف. وإذْ بدأ يغرَقُ صاح قائلاً: يا ربُّ نجنّي. وللوقتِ مدَّ يسوعُ يدهُ وأمسك بهِ وقال لهُ: يا قليلَ الإيمان لماذا شككتَ؟! ولمَّا دخلا السفينةَ سكنَتِ الريح. فجاءَ الذين كانوا في السفينةِ وسجدوا لهُ قائلين: بالحقيقةِ أنت ابنُ الله. ولمَّا عبَروا جاؤوا إلى أرض جَنيّسارَتْ.
نقل جثمان المثلث الرحمات  المتروبوليت إلياس قربان من بيروت إلى طرابلس
 
في موكب شعبي حاشد، نقل ، يوم الجمعة 31 تموز 2009، جثمان المثلث الرحمة المتروبوليت إلياس قربان من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الى كاتدرائية القديس جاورجيوس - الزاهرية في طرابلس. وكان متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أقام صلاة لراحة نفس الراحل في مستشفى الجامعة الاميركية وعاونه لفيف من الكهنة. ثم انتقل وفد أبرشية طرابلس والكورة برئاسة الارشمندريت يوحنا بطش مع الجثمان الى طرابلس، حيث استقبلته الجموع، وواكبته السيارات الى دار المطرانية في طرابلس، حيث كان المعتمد البطريركي المتروبوليت جورج خضر في الانتظار مع الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة، وحشد من أعضاء مجالس الرعايا والمؤسسات والمدارس والوجوه الإجتماعي والسياسية وعموم المؤمنين.
وعند وصول الموكب، حمل الكهنة والحضور النعش على الاكف مخترقين شوارع طرابلس وسط ترانيم وتراتيل كنسية، وسارت الحشود بمواكبة أمنية لقوى الامن الداخلي. وحملة الاعلام اللبنانية والكشفية جمعية "جنود الايمان الارثوذكسي"، وجمعية "الكشاف الارثوذكسي" و"حركة الشبيبة الارثوذكسية والجمعيات الأرثوذكسية ".
ولدى وصول الجثمان الى كاتدرائية القديس جاورجيوس، ترأس المعتمد البطريركي المتروبوليت جورج خضر صلاة التريصاجيون، وعقب الانتهاء، تقدم المؤمنون للتبرك من الجثمان الطاهر وسط التراتيل والترانيم لجوقة الأبرشية.
صلاة الجنازة
 
شيعت أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المثلث الرحمات المتروبوليت الياس قربان في مأتم رسمي وشعبي أقيم في كاتدرائية القديس جاورجيوس – الزاهرية – طرابلس، مساء الأحد 2 آب 2009 ، عند الخامسة مساء. ترأس صلاة الجنازة صاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع بمعاونة مطارنة الكرسي الانطاكي المقدس ( زحلة، حمص ، حماه، حلب، اللاذقية، حوران، عكار، بيروت، جبل لبنان، الجنوب، بغداد وأوروبا الغربية) واساقفتها وكهنة الأبرشية ورؤساء الأديار والرهبان والراهبات وشمامستها في حضور ممثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان الوزير طارق متري، وممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب روبير فاضل، وممثل رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الوزير محمد شطح، وممثل رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري النائب عاطف مجدلاني، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ونائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرا وممثل عن الرئيس عصام فارس العميد وليم مجلي وممثل الرئيس عمر كرامي نجله فيصل كرامي،  سمير الجسر، والنائب أحمد كرامي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، ومحافظ الشمال ناصيف قالوش ، ومطارنة الموارنة في طرابلس جورج ابو جودة وقبرص يوسف سويف، ومطران السريان الأرثوذكس جورج صليبا، ومطران الكاثوليك في طرابلس جورج رياشي، وبيروت يوسف كلاس، النواب أحمد فتفت، فريد حبيب، اسطفان الدويهي، نقولا غصن، نضال طعمة، غسان مخيبر، رياض رحال، خضر حبيب، والوزير السابق ايلي سالم ووفد من جامعة البلمند،  والعقيد صباح حيدر ممثلاً اللواء أشرف ريفي، ورئيسي بلديتي طرابلس والميناء المهندس رشيد جمالي وعبد القادر علم الدين، ورؤساء بلديات الكورة والشمال،  والوزير السابق يعقوب الصراف، والأمين العام لحركة الشبيبة الأرثوذكسية رينه أنطون، والأمين العام المساعد في مجلس كنائس الشرق الأوسط إلياس الحلبي، وحشد من الشخصيات والمؤمنين، وأهل الفقيد وقد ألقى صاحب الغبطة عظة قال فيها:
(…) تمتّعَ بنعمة الصوت التي وجهها الله للمتروبوليت الياس قربان وهي نعمة لم تُعْطَ للكثيرين(...) أنا عرفت المطران الياس منذ زمن، عرفته منذ كان طفلا وكان يوحي بأنه طفل، كان خجولاً، لا يتكلم بصوت عالٍ أو يقسو بحركة. إني أذكر هذا لأقول إنه لم ينقطع عن أن يكون ليّناً في كلامه، ليّناً في معاملته، وقد يكون ليّناً اكثر مما يمكن ان يسابقه الى ذلك انسان في اللين". (...) هو يتركنا اليوم، لكن هل تفرغ بيوتنا من نغماته وصوته؟ وحده كان يفرق بين الطرب والوقار، اذ نسمع شخصاً يرتل فتظنه يغني، وتسمع شخصاً يرتل فتعرف أنه يصلي، فكل نوتاته تدل على أنها ترنيمة صلاة وليست للتغني، لأنه لا يتمتع إلاّ بما هو روحي".
(...)  "عرفته هنا. أنا كنت هنا. لست غريباً عن هذه الكنيسة. وأثبت ذلك أني لست غريبا عن هذا الشعب. عندما كنت هنا، كنا معاً نتأمل دون خلاف. كان ليّناً، كان ينتقي في مجالسه ويرتل معه. عرفته في بيروت التي احبته، كنا نذهب الى سوق الغرب، لم يكن بعد مطرانا، كان الكل يجتمع ليسمع صوته. اتى الى ابرشية طرابلس، ولم يقل انه ينقصها رجولة ولكن من يقول رجولة يقول ايضا ان في طرابلس جماعة تحترم نفسها وتتمسك اذا شاءت ببعض الاشياء التي تخصها، بخاصة شؤون الكنيسة، ولا تترك ما تتمسك به بسهولة. في طرابلس يحترمون حياتنا والكل يعرف اننا نبنيها بالصلاة. وان شاء الله نتوصل الى نتيجة حسنة. فجماعتنا تحب السلام، وهذا الانسان الراقد من احب السلام اكثر منه؟ من سمع انه شجّع العنف؟ نحن لسنا جماعة عنف بل جماعة رضى وشكرلله. وهذا ما نعترف به الان والى الابد ولن نتوقف عنه".
(...) ان المطران قربان كان ليّناً وصاحب حكمة. فقد كان رئيس محكمة وراعياً لمؤسسة واحة الفرح التي ترعى الاطفال التي تجمع كل طفل في هذا البلد لاننا نعتبر هذا البلد بلدنا والاطفال اطفالنا، وطائفتنا تتمسك بـهذا".
من كلمات التّعازي
 
- مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار قال:" إنَّ فقيدنا العزيز كان مدماكًا اساسيًّا في بُنيان المدنية، في حياتـها ونسيجها الاجتماعي  والثقافي، فلذلك فإنَّ العزاء في طرابلس عام، وليس لفريق أو طائفة، والدليل على ذلك هذا العدد الكبير من العلماء في هذا المكان المشعّ بالأدب والمؤاساة حتّى نقدّم جميعًا العزاء".
- النائب البطريركي المطران رولان ابو جودة باسم البطريرك مار نصرالله صفير:" أتقدّم باسم صاحب الغبطة وباسمنا بأحرّ التّعازي برحيل المتروبوليت إلياس الرّاعي الصّالح متمنِّياً له الجزاء في عداد الرّعاة الصالحين والكهنة الصدّيقين".
-المطران خضر قال لـ"النهار": "المطران قربان أحبّ طرابلس التي رعاها والكورة منذ قدومه اليهما قبل 47 عاماً. وسطع منه ما هو خفيّ أصلاً وهو التواضع الجمّ الذي جعله خادماً للكنيسة، وخادماً للمواطنين في كل الشمال. كان يحيا ويتحرك ببساطة ويناديك باحتضان القلب ويحبك ابناً وأخاً... وتعلَّق به الاهالي تعلقاً صادقاً اذ كان ينقلهم الى رحابة السماء ويجمعهم بدفء قلبه". 
-  الرئيس نجيب ميقاتي وجّه برقية الى البطريرك إغناطيوس الرابع قائلاً: "أحدث غياب المطران قربان حزناً كبيرا في نفسي، أنا الذي عرفته راعياً محباً ومخلصاً لأبناء طرابلس والشمال ، وجمعتني به مناسبات كثيرة تمكنت في خلالها من معايشة القيم الروحية والانسانية والوطنية التي يتمتع بها هذا الحبر الجليل واندفاعه الدائم في خدمة الاهداف السامية التي نذر حياته من اجلها، وفي مقدمها اعلاء شأن كنيسته الارثوذكسية وتشييد صروحها الذي مكّنه من تحقيق الكثير من الانجازات التي ستبقى شاهدة له ولعطاءاته وحبه اللامحدود للخدمة، فضلا عن عطاءاته الوطنية ومشاركته الدائمة في كل المساعي لتحقيق الاستقرار والامان في طرابلس والشمال... 
واذا كانت الكنيسة الارثوذكسية فقدت، بغياب المطران قربان، حبراً من أحبارها الكبار، فان طرابلس والطرابلسيين والشمال والشماليين، فقدوا أباً عطوفاً واخاً محباً وراعياً جليلا كان معهم دائما في الأحزان، كما في الأفراح، صاحب الرأي الراجح والكلمة المختارة والتأثير الفاعل والقرار الحكيم".
- نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: إنَّ المطران قربان كان راعياً صالحاً لأبناء الكورة وطرابلس والشمال مسيحيين ومسلمين، وكان يحظى باحترام كبير لديهم، نظرا الى تواضعه وصفاته الانسانية والراعوية التي عكست بأفضل صورة التزامه العميق تعاليم المسيح والقيم التي أرساها، ومنها المحبة والتسامح.
- وزير الاعلام طارق متري قال: "كان قربان راعياً عطوفاً، ليس للارثوذكس فحسب، إنما أيضاً للجميع. وفي أمانته، ظل صبوراً وسمحاً ولطيفاً، يرفع صلاته بأحسن ترتيل، وصارت له جذور عميقة في مدينة طرابلس، بمسلميها ومسيحييها، فلم يفارقها يوماًً، مهما بلغت الصعاب والمخاوف. وفي مواقفه الوطنية، ما انفكّ يشدد على التضامن الإسلامي – المسيحي، بل على التآخي في وحدة قيم ومصير، وما انتقصت لبنانيته يوما من عروبته، ولا أضعفت عروبته تعلقه بلبنان، وكان مسكونا بروح السلم والمصالحة".
- اللواء أشرف ريفي: لقد ترك الرّاحل الكبير تراثّا تفخر به مدينة طرابلس وشكّل نموذجًا للعيش الانساني لا يمكن ان تنساه هذه المدينة الوفيّة".
- رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أبرق الى البطريرك هزيم معزياً، وقال: لا ننسى مشاركاته القيّمة في المؤلفات والأبحاث التي وضعها في نطاقه الكهنوتي والتي وطّدت فعل التقارب المسيحي - المسيحي في هذا الشرق...  في النهاية هوخسارة وطنية لا تعوض.
- النائب روبير فاضل قال: «لقد سعى المطران قربان طيلة حياته من أجل تحقيق السلام والاستقرار الدائم في لبنان، وبالأخص في طرابلس والشمال، فكان دائم الاندفاع من أجل المشاركة بحلّ اي خلاف، وكان يقصده الجميع لما عرف به من حكمة وعقلانية".
- وزّعت حركة الشبيبة الأرثوذكسية كتيبًا ضمّ كلمات عن المتروبوليت إلياس لرينه أنطون، الأمين العامّ، وشفيق حيدر وغسّان الحاج عبيد وجان توما. كما وزّعت على المشاركين في صلاة الجناز اكثر من ألف قرص مدمج لتراتيل بصوت المثلث الرحمات المتروبوليت إلياس.
- ووزعت «الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس» بياناً، تقدمت فيه «من غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم والمجمع الأنطاكي المقدس وسائر اللبنانيين، بأحرّ التعازي لوفاة المثلث الرحمات المتروبوليت الياس قربان، راعي المحبة والعطاء والتآخي، اسكنه الله مع القديسين.»
 
ملاحظة: اعتمدنا في توثيق هذا العدد على ما ورد في الصحف اللبنانية وخاصة " النهار" و"الأنوار" و"الدّيار" ، وعلى بعض ما ورد في سجل التّعازي والبرقيات الواردة.
 
إهداء للمثلّث الرحمات المتروبوليت الراحل الياس (قربان)
لروحكَ، سيدّي، هذا القليلُ الواجب
 
"أُسبّح الربّ مدى حياتي، وأرتّل لإلهي ما دُمتُ موجودا...." (مزمور 146/2). يطيبُ لي، سيّدي، أن أقرأك في هذا التسبيح الداوديّ الرائع. فهذا أنتَ، هذا اسمكَ وهذه شهرتك. لكأنّي بك جعلت التسبيح مقامك ونسَجت على نَولِ العبادة جُبّتك. فقد حباكَ رُّبنا صوتًا ملائكيًّا لم يُعطَ لكثيرين" على ما قال صاحب الغبطة في رثائك. وأنتَ، في يقظتكَ الروحيّة، أدركتَ أنّ هذا هبةٌ مجّانيّةٌ ليس لك فيها فضلٌ، وأدركتَ، تالياً، أنّ ما يعطينا إيّاه ربّنا مجّاناً ينبغي أن نقدّمه اليه، لا إلى سواه، عِرفان شكر، عملاً بما نخاطبه به في القدّاس الإلهيّ حيث نقول: "التي لك، ممّا لك، نقدّمها لك على كلّ شيء ومن جهة كلّ شيء". ولذا كرّست للربّ صوتك، منذ فتوّتك، ترتيلاً وتسبيحاً ما زالت أصداؤهما تتردّد في أرجاء دير مار الياس شويّا، في ثناياه وحناياه، على ما يشهد لك به الذين عرفوك، وكذلك في حنايا كنيسة مار نقولا بولاية بوسطن الأميركيّة حيث خدمت الرعيّة لخمس سنوات قبل قدومك إلينا. ولمّا أقامك الله مطراناً على طرابلس والكورة وتوابعهما حوّلتَ الأبرشيّة إلى ورشة ترتيل وتسبيح. فبعدما كان الترتيل في معابدنا فرديًّا، أي وقفاً على مرتّلين أفراد، صار معك جماعيًّا، إذ انزرعت الجوقات في رعايا الأبرشيّة دَوحاتِ تهليل وترنيم ترفع إلى الله التسبيح. فكأن الذَّوق العباديّ االذي متَّعك به ربّك قد انتقل، بالعدوى المباركة، منك إلى الكبار في أبرشيّتك والصغار، حتّى ليَسوغُ القول إنّك أسّستَ في الأبرشيّة مدرسة ترتيلٍ ممهورةً باسم الياس قربان، يميّزها أسلوبٌ خاصٌّ هو أسلوب الياس قربان. ويا ليت وأَنّ عمارة "القلاّية" القديمة في منطقة الزاهريّة بطرابلس ما زالت بعدُ قائمةً لتشهد بذلك، لتشهد لك بأنّك كنت، كلّ سبت، تجمعنا اليك في "قلايتك"، ونحن بعد فتيةٌ صغار، لتعلّمنا التراتيل، فتؤَدّي على أسماعنا ما يحلو لك تعليمُنا إيّاه، ويكون علينا أن نردّد من ورائك ما نسمعه، وأن هذه الوتيرة دامت لسنوات، ولتشهد لك أيضًا بأنّك كنت، بفرح كبير يضارع فرحَ الأب بأبنائه، تصطحبنا معك، دوريًّا، إلى كنيسة هنا ودير هناك، لنقيم الخِدَم السيّديّة الموسميّة (الميلاد، جنّاز المسيح والفصح)، فنتبعُك بثقة واطمئنان بل بفخرٍ واعتزاز، فرحين لفرحك ومرتاحين لارتياحك، فلا تَكِلُّ لنا رُكَبٌ ولا ترتخي لحناجرنا أوتار. ليت أنّ عمارة "القلاّية" القديمة ما زالت
بعدُ قائمةً لتشهد لك، سيّدي، بهذا وبأنّك كنت معنا، في هذه المسيرة، كواحد منّا، تقبل منا الآراء والاقتراحاتِ بل والملاحظاتِ أيضًا، بتواضعٍ مُذهل يحاكي تواضع الكبار، وصبر يحاكي صبر القدّيسين، ولُطفٍ هو، بامتياز، لطفُ الأب والمربِّي. لكنّ القلاّية القديمة دُمِّرت، وللأسف. دمّرتها حفنةٌ من عمّال الإثم الذين يتقنون صناعة الحقد والتفرقة، لمّا شاءت (أي هذه الحفنةُ)، في زمن أسود، أن تقتلعنا من تربة نحن فيها راسخون، إذ ساءَها آنذاك أن يَسُودَ المدينةَ جوُّ العيش الواحد الذي كنتَ رائداً في صياغته، يشاركك في هذا المسعى كثيرون من مُحبّي
السلام، ما جعل المدينة تجتمع على محبّتك واحترامك، ولأجلك على احترام مسيحك الذي كنت أنت صُورته في هذه الأبرشيّة. "كما يشتاق الأيّل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليكَ يا ألله" (مزمور 42/1). لم يحرمك ربّك، سيّدي، هذا الحظّ، فاستردّك اليه في وقت مقبول لتكون في كنفه فوق، في مقام التسبيح الأسمى تُنشد مع ملائكته "لحن المعَيِّدين الذي لا يفتر". لقد شاء ربّك، سيّدي، أن يشملك برحمته فنقلك من عتمة الوجع إلى حيث لا وجعٌ ولا حزنٌ ولا تنهّد، إلى حيث النّور الفصحيّ الذي "لا يعروه مساءُ". خُذنا معك، سيّدي، إلى هذا النور حيث أنت
مُقيم. المطران الياس (قربان) حقبةٌ مُضيئةٌ من  تاريخ أبرشيّة طرابلس طُوِيَت. لكنّنا واثقون من أنّ الله "قد أعَدّ لنا (للأيّام الآتية) شيئًا أفضل"، لئلاّ "ينقطعَ رجاؤنا" ولتبقى مائدةُ الفرح ممدودة