الأحد 17 آب 2008

الأحد 17 آب 2008

17 آب 2008
الأحد 17 آب 2008
العدد 34
السنة الرابعة عشرة
اللحن الثامن الإيوثينا التاسعة
الأحد التاسع بعد العنصرة
 
طروبارية القيامة                        باللحن الثامن
 
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامَتَنا، يا ربّ المجد لك.
طروبارية رقاد السيدة                 باللحن الأول
 
في ميلادكِ حَفظْتِ البتوليَّةَ وصُنتِها. وفي رُقادِكِ ما أهملتِ العالم وترَكتِهِ يا والدةَ الإله. لأنَّكِ انتقلتِ إلى الحياة بما أنَّكِ أمُّ الحياة. فبشفاعاتك أنقذي مِن الموتِ نفوسَنا.
قنداق الرقاد السيدة                   باللحن الثاني
 
إنّ والدةَ الإلهِ التي لا تغفَلُ في الشَّفاعات، والرّجاء غيرَ المردودِ في النجدات، لم يضبطها قبرٌ ولا موتُ، لكن، بما أنها أمُّ الحياة. نقلها إلى الحياة الذي حلَّ في مستودعِها الدائم البتوليّة.  
  
الرسالة: 
1 كو 3: 9-17
 
صلُّوا وأوفوا الربَّ إلهَنا                
اللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا
 
يا إخوةُ، إنَّا نحنُ عامِلونَ معَ الله وأنتم حَرْثُ اللهِ وبِناءُ الله. أنا بحسَبِ نِعَمةِ اللهِ المُعطاةِ لي كبناءٍ حكِيم وضَعتُ الأساسَ وآخرُ يَبني عليهِ، فَلْينظُرْ كُلُّ واحدٍ كيف يبني عليهِ، اذ لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يضعَ أساساً غيرَ الموضوعِ وهوَ يسوعُ المسيح، فإنْ كانَ أحدٌ يبني على هذا الأساسِ ذهبًا أو فِضَّةً أو حِجارةً ثَمينةً أو خشباً أو حَشيشاً أو تبناً، فإنَّ عملَ كل واحدٍ سيكونُ بينًا لأنَّ يومَ الربِ سيُظهرُهُ، لأنَّه يُعلّنُ بالنارِ ، وستَمتَحِنُ النارُ عَملَ كلِ واحدٍ ما هو. فمن بقي عمَلُهُ الذي بناهُ على الأساسِ فسينالً أُجرَةً، ومَن احتَرقَ عَمَلُهُ فسَيخسَرُ وسيُخلُصُ هُوَ ولكن كمَن يَمرُّ في النار. أما تعلَمون أنَّكم هيكلُ اللهِ وأنَّ روحَ اللهِ ساكِنٌ فيكم. مَن يُفسِدُ هَيكلَ اللهِ يُفسِدهُ الله. لأنَّ هيكلَ اللهِ مُقدَّسٌ وَهُوَ أنتم.
الإنجيل: 
متى 14: 22-34 (متى 9)
 
في ذلك الزمان اضطرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أن يدخلوا السفينةَ ويسبِقوهُ إلى العَبْرِ حتى يصرِفَ الجموع. ولمَّا صرف الجموعَ صعِد وحدَهُ إلى الجبلِ ليصلّي. ولمَّا كان المساءُ كان هناك وحدَهُ، وكانتِ السفينةُ في وسَط البحر تكُدُّها الأمواجُ لأنَّ الريحَ كانت مُضادةً لها. وعند الهجَعةِ الرابعةِ من الليل مضى إليهم ماشياً على البحر. فلَّما رآه التلاميذ ماشياً على البحر اضطربوا وقالوا انَّه خَيالٌ، ومن الخوفِ صرخوا فللوقت كلَّمهم يسوعُ قائلاً ثِقوا أنا هو لا تخافوا. فأجابهُ بطرس قائلاً يا ربُّ إنْ كنتَ أنتَ هو فمُرني أن آتي إليك على المياه، فقال تعالَ، فنزل بطرسُ من السفينة ومشى على المياه آتياً إلى يسوع. فلَّما رأى شِدَّةَ الريح خاف. وإذْ بدأ يغرَقُ صاح قائلاً يا ربُّ نجنّي، وللوقتِ مدَّ يسوعُ يدهُ وأمسك بهِ وقال لهُ يا قليلَ الإيمان لماذا شككتَ ؟ولمَّا دخلا السفينةَ سكنَتِ الريح. فجاءَ الذين كانوا في السفينةِ وسجدوا لهُ قائلين بالحقيقةِ أنت ابنُ الله. ولمَّا عبَروا إلى أرض جَنيّسارَتْ.
في الإنجيل
 
يقول الرب يسوع في الإنجيل: "ينبغي لي أن أعمل ما دام نهار"، ولقد سمعنا الرسولَ بولس يقول في المقطع الرسائلي "إنا نحن عاملون مع الله". إذاً، يبدو أن العمل في النصوص الكتابية مهمّ، لكن أيّ نوع من العمل هذا الذي تقصده الكنيسةُ اليوم وتريد أن تعلّمنا إياه؟
منذ البدء عمل الله الكون في ستة أيام واستراح في اليوم السابع. وكانت راحته هذه ليست من انتهاء عمله لأن عمل الله مستمر في الكون فلو توقّف اللهُ عن اعتنائه بالكون لَفَنِيَت المسكونة، إنما المقصود أن الله استراح في اليوم السابع هو انتهاؤه من عمل الخلق إذاً الله يعمل دائماً ولا يتوقف أبداً. وعملُه هذا يتمّ بواسطة الإبن في الروح القدس. وقد تجلّى عملُ الله بمجيء ابنه الوحيد ليخلّص الإنسانَ من الخطيئة ويعيده إلى الفردوس، ثم أرسل إليه الروحَ القدسَ لكي يرشده إلى طريق الخلاص ويقدسه طيلة أيام حياته وقد ظهر جليًا عملُ الإبن بين االبشر إذ كان يُتم عمل أبيه وهو عنايتُه بالبشر التي تظهر بوضوح في المقطع الإنجيلي كيف أنه حضر في الوقت الذي كان فيه التلاميذ في وسط البحر يُعانون الخوفَ والرعب من شدة الرياح العاصفة.
ما سمعناه اليوم ينطبق على حالة كل إنسان منا. نحن نطلب في الصلاة الربية من الله أن لا يدخلنا في التجارب. لكن مع هذا يسمح لنا الربُّ أن نمرَّ بها لكي نتعلّم أن لا نستكبر وأن لا ننسى أبداً أنه حاضر معنا دائمًا خصوصًا وقت التحارب. منذ أسّس الرب يسوع الكنيسةََ وما زالت إلى اليوم تتخبّط بالتجارب وسط هذا العالم الذي ريحُه مضادّه لتعليم الكنيسة. ويا للأسف، ولكثرة جهلنا بأمور كنيستنا، كثيراً ما نعمل ضد تعليمها فنعرّضها نحن أبناؤها لتجارب جمّة وهكذا لا نكون عاملون مع الله كما يقول الرسول بولس بل نكون عاملون  لضم هذا العالم الخدّاع. لو أردنا أن نقارب هذا القول على حياة رعية ما من رعايا الكنيسة ماذا نجد؟ هل نجد اليوم أبناء الرعية الواحدة متكاتفة مع بعضها ضد أنواء هذا العالم؟ الجواب مؤلم وهذا يشعر به فقط المؤمن الحق الذي يعمل مع الله. ماذا يسود في الرعية؟ الكبرياء وعدم المحبة والحسد. والمصيبة الكبرى عندما تنشق الرعية على بعضها: أنا من بيت فلان وذاك من عائلة أخرى متناسين أننا وُلدنا كلنا من بطن واحد وهو جرن المعمودية وأصبحنا جميعًا من عائلة الله. فلو بقينا منقسمين على أنفسنا لن يجدي عملُنا نفعًا وسيحترق بالنار وبالتالي لن 
نشهدََ للمسيح.
 
التلاميذ حين كانوا في السفينة لم تزعزعهم الريح بل حاولوا الصمود، ولنتذكر جيدًا أن التلاميذ لم يولدوا من بطن واحد لكنهم مع الرب كانوا يتقاربون من بعضهم وكانت كلمته تجمعهم. والذي لم يُرِدْ أن يسمع كلمةَ الربّ، بل عمل لهذا العالم، تذكروا ما حصل له: لقد شنق نفسه من اليأس أي يهوذا. نحن أبناء الكنيسة الواحدة لا يجب أن نسلك في حياتنا وكأننا أعداء لها. إلام ننظر ونحن في العام الألفين وثمانية للميلاد؟ هل نسينا خلاص نفوسنا أم أن هذا العالم ومشاغله طغت علينا فغدونا دنيويين مهملين ما لأرواحنا وعاملين شهوات أجسادنا؟ إذا لنعمل يا إخوة على خلاص نفوسنا ولنطلب إلى الرب أن يرسل روحه دائماً إلينا لكي نبقى في النور ولا نشك في مسير الطريق وهكذا نغدو عاملين مع الله فنساهم في خلاص الأخرين أيضًا ونكون شهوداً حقيقيين لربنا ولكنيستنا.
تجلّى يا رب في شعبك!
مدخل
 
يشكّل عيد التجلّي محطة رئيسيّة في مسيرة الكنيسة التعليميّة التي تُنْشِئُ شعب الله وتقيمه في العالم شاهدًا وخادمًا. وتعلمنا الكنيسة المقدسة أن هذا العيد هو بمثابة الجسر الذي يربط بين العهدين، عهد العبوديّة للخطيئة وعهد الخلاص بيسوع المسيح الذي يوحّد في شخصه الأبرار في التاريخ. لكن الكنيسة وعت أهميّة الرسالة التي تنقلها الليتورجيا فسكبت جزءًا كبيرًا من تعليمها في القطع التي نرتل وخاصة في الطروباريات والقنداق لكل عيد.
تجدر الإشارة هنا إلى أن فحوى هذه القطع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبعد التجسدي الذي لإيماننا. أهمية ما نرتل لا تقوم على اللحن والأداء (اللذان هما وسيلة ليس إلا!) بل تقوم على البعد التعليمي الذي هو من وراء قصد الكنيسة. في الوقت نفسه تعليم الكنيسة وحدة متكاملة، لا يمكن للمؤمن أن ينتقي منه ما يناسبه ويترك ما لا يتماشى مع آرائه الشخصيّة. لذلك من الأهمية بمكان قراءة القطع الليتورجيّة وربطها بالتعليم ككل. هذا ما سنسعى للقيام به في مقاربتنا لقنداق عيد التجلّي.
... وحسب ما وسع تلاميذك عاينوا مجدك!
ينتهي المقطع الأوّل من القنداق بمعاينة المجد الإلهي من قبل التلاميذ، لكن مع التأكيد التالي: "حسب ما وسع تلاميذك". أي أننا نحن ورثة هؤلاء التلاميذ مدعوون إلى معاينة هذا المجد، وهذه المعاينة مطروحة مجّانًا أمامنا، نشاهدها بأعين قلوبنا. الله لا يحجب نفسه عنّا. فهو هنا، في خليقته جمعاء، يتجلّى في كل ما حولنا، مطروحًا في الكتب، كما في المخلوقات، مطروحًا بلا حساب، واضعًا نفسه بتصرّف محبيه. 
فالمطلوب منا نحن أن نفتح أذهاننا لرؤية مجد السيّد. على جبل ثابور أدرك التلاميذ الثلاثة أنهم يعاينون تكامل العهدين. لكن يقول القنداق بعد ذلك: "حتى عندما يعاينوك مصلوبًا يفطنوا أن آلامك طوعًا باختيارك"، وذلك تشديدًا لإيمان التلاميذ عند محنة الصلب. أما نحن الذين عاينا مجد القيامة، فلنا على التلاميذ (في حينه) أفضليّة اليقين بأن القيامة حصلت، وأن الموت قد غُلِب، ولذا فمن الممكن أن يصبح التجلّي حالة دائمة وليس ظرفيّة.
الفرق الآخر بين التلاميذ عند حادثة التجلّي وبيننا، أنه ومع تأسيس الكنيسة بالعنصرة، أصبحنا نحن جسد المسيح، أي أننا أصبحنا نحن موضوع التجلّي. انطلاقًا من هذا يمكن القول إن تجسيد حادثة التجلّي مرتبط بنا نحن المؤمنين أفرادًا وجماعة: فهو مرتبط بإدراكنا أن المسيح يوحّد العهدين بشخصه، وأنه غلب الموت، وأننا نحن شهود هذه الحقيقة.   ويكرزوا للعالم أنك في الحقيقة شعاع الآب!
يكمّل تعليم الكنيسة لنا في هذه الترنيمة قائلاً: "ويكرزوا للعالم أنك أنت في الحقيقة شعاع الآب". لا يكفي بأن ندرك! الإدراك ضروري طبعًا لأن الإيمان بحاجة إلى معرفة تعبّر عنه وتنقله للعالم. من دون معرفة وإدراك، يمكن أن نشوّه الرسالة، وأن نجعلها على قياسنا وليس على قياس السيّد، وأن ننقل نتيجة أهوائنا وليس نواتج التجسّد. رغم ذلك، فالمعرفة لا تكفي. الكنيسة توصي بأن نكرز للعالم بأن المسيح شعاع الآب. وهذا يعني أمورًا ثلاثة:
1 - هذا يعني أولاً أن الكرازة واجب، وليست محصورة بأحد. كل مؤمن شاهد، وناقل للإيمان، وسيحاسب على هذا وفق ما أعطي من مواهب. ليست الكرازة بالضرورة كلاميّة كما يحلو للبعض أن يفكر. الشهادة الكلاميّة تأتي لتفسّر "الرجاء الذي فينا". أما الكرازة الحقّة فهي كرازة الحياة، كرازة الفعل، كرازة المحبة الخادمة. من غير الممكن أن تكون المسحيّة أمينة للصليب دون تجسّد يسبق الكلام. لذلك أتى ذكر الآلام في الطروبارية بين الشهادة للتجلي، والكرازة. التجسد هو مفتاح الكرازة وليس العكس.
2 - وهذا يعني ثانيًا أننا نكرز بالمسيح شعاع الآب. ونحن، كما تعلّم الكنيسة، ندرك هذه الحقيقة بواسطة انسكاب الروح القدس علينا. لذلك فالكرازة عملاً وكلامًا هي كرازة بالله المثلث الأقانيم. نحن لا نكرز بالمسيح كإنسان متفوق. لا! نحن نكرز بالثالوث الذي أعطانا أقنومُه الثاني نعمة التبني وجعلنا قادرين أن نشارك بالأعمال الإلهيّة بفعل الروح القدس الحيّ في كنيسته وفي أعضائها. لذلك فوسائل الكرازة هي المواهب المسكوبة على المؤمنين والمفعّلة في الكنيسة وفي العالم. كل تخفيف من البعد المواهبي لحياة الجماعة هو تجديف للروح الذي به ندرك، وبه نشهد للرب أنه شعاع الآب.
3 - وهذا يعني ثالثًا أننا نحن الكنيسة صورة هذا الشعاع في العالم. كيف نرتفع بالكنيسة من وجهها المادي، إلى تألّق التجلّي فتكون لابسة لباسًا أبيض أسطع من الشمس؟ هذا هو السؤال – الدينونة. عمليّة الشهادة، والكرازة، والتجلّي ليست فقط عمليّة أخلاق، وسلوكيات، ووعظ تقوي. هي عملية إفراغ للذات حقيقيّة، عمليّة تواضع وقبول بالاختلاف، عمليّة فحص متواصل للنفس، عمليّة خدمة لا تنقطع، عمليّة غسل أرجل مستمرة. هذا أمر يتطلّب منا الكثير كجماعة. لكنه أمر حتمي وضروري، لطالما قبلنا أن نغض النظر عنه مماشاة للعالم. متى نكون، كجماعة حيّة، شعاع الآب؟ سؤال له أن يقض مضاجعنا جميعًا لأن مسؤوليتنا عن الكنيسة متساوية ولو اختلفت مواهبنا وخدماتنا. لكننا كجسد السيّد الحيّ اليوم، كل عضو هو في خدمة الجسد كلّه، وليس لأي عضو أن يزدري بعضوٍ آخر مهما صَغُر. بل علينا أن نعتبر أن الهمّ واحد، والهاجس واحد، والتوق إلى تجلّي الرب بالعلم من خلال كنيسته واحد.  
طبعًا، لله، الذي يمكن أن يجعل من الحجارة أولادًا لإبراهيم، أن يتجلّى في العالم حسب ما يشاء، لأن الروح يهب حيث يشاء. ولكن إن كنّا فعلاً كمؤمنين قد حظينا بنعمة التبني فليس لنا أن نبتعد عن المحراث، بل لنا كالنبي دانيال أن نقول: "تكلّم يا رب فإن عبدك يصغي!"
القديس صموئيل النبي
 
ان صموئيل الرجل القديس الذي كان نبيًا لله منذ نعومة أظفاره وآخر قضاة بني اسرائيل كان من سبط لاوي من مدينة راماتيم مولوداً لهلفانا من امرأته حنة النبية سنة 1155 قبل المسيح. وإذ كانت أمه من ذي قبل عاقراً تطلب من الله ولداً بتضرعات كثيرة ودموع حارّة سمته عند ولادته "صموئيل" الذي تفسيره (المسؤول من الله شحاذة). ولما فطمته أتت به إلى مدينة شيلو التي كان فيها حيئنذ التابوت الإلهي. وإذ كانت قد نذرته لخدمة الله قدمته لله حسب وعدها وهو طفل وأدت الشكر له تعالى مرتلة التسبحة الثالثة من تسابيح العهد العتيق وهي "تشدد قلبي بالرب" ثم عادت إلى بيتها وولدت على التتتابع ثلاثة بنين وبنتين أما صموئيل فلبث في شيلو يخدم الله في قبة الشهادة تحت مناظرة عالي كاهن اليهود الأعظم وكان مرضيًا لله والناس بتهدذيبه وحسن سلوكه كما يشهد لنا عنه الكتاب المقدس بقوله: "وأما صموئيل الصبي فكان ينشأ ويشب وكان صالحاً أمام الرب وأمام الناس" (سفر الملوك الأول) وفي ذات يوم إذ كان هذا الصبي الصالح نائماً في الهيكل الذي كان فيه تابوت الله سمع صوتًا دعاه أربع مرات باسمه قائلاً له "صموئيل صموئيل! وكان الصوت صوت الله. فأخبر صموئيل عما عزم عليه من ابادة بيت عالي المزمعة. وذلك لأن عالي إذ كان له ابنان شريران يأثمان جداً ويزدريان بالله وهما حفني وفنحاس لم يبذل الجهد في استعمال كل طريقة لإصلاحهما. وقد تم هذا القضاء الإلهي في أوانه إذا استؤصلت عائلة عالي الكاهن برمتها في يوم واحد. وهذه عبرة هائلة لمن يتهاون بتربية أولاده وتهذيبهم وما تقتضيه ذنوبهم من التأديب. ثم أن صموئيل انتخب لملاحظة الشعب وتدبيره فقضى له بالبر والعدل وقد صار له قدوة إلى الأعمال الصالحة. وكان يحتسب خطأ، عظيماً أن يكف مصلياً ومتضرعًا من أجله ومستمداً له من الله المغفرة عن جرائمه كما قال هو نفسه أمام الجميع "وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ للرب وأترك الصلاة من أجلكم. بل أعبد الرب وأريكم الطريق الصالح المستقيم" (سفر الملوك الأول ) وقد اعترف كل الشعب بقناعته وعدله اللذين كان يسوسه بهما ويحكم في دعاوي الجميع وذلك لما سأله وأقام الله شاهداً كي يقول بصدق الضمير هل ظلم أحداً قط أ, أخذ من أحد قنية أو شيئاً آخر أو قبل رشوة أو حذاء حقيراً. فأجاب الجميع باتفاق قائلين "لم تظلمنا ولم تضرنا ولم تضيق علينا ولم تأخذ من يد أحد شيئاً (سفر الملوك ) وعند شيخوخته لما طلب الشعب ملكاً مسح لهم شاول. ولكن إذ خالف شاول الأمر الإلهي بعد قليل وبخه من قبل الرب ومضى فمسح داود ملكاً بأمر الله. وقد عاش 98 سنة عيشة لا لوم فيها بشيء، باذلاً نفسه للجميع قدوة إلى السيرة المرضية لله وتوفي سنة 1057 قبل المسيح. واليه يعزى من الأكثرين سفر القضاة وسفر راعوث والأربعة والعشرون فصلاً الأول من سفر الملوك الأول.
أخبارنا
زيارة متروبوليت نيجيريا أبرشية طرابلس
 
زار المتروبوليت الكسندر مطران نيجيريا (بطريركية الإسكندرية) دار المطرانية حيث دعاه سيادة راعينا الجليل إلى الغذاء وجرى تعريف من قبله عن أبرشيته وعن عمله البشاري هناك ومن المشاكل التي طرحها هو بُعد اللبنانيين الأرثوذكس عن الكنيسة هناك وتمنى وجود أحد الكهنة المبتدئين من لبنان عنده يتقن اللغة الإنكليزية. هذا وقد أعجب بدار المطرانية وتعرف إلى العمل فيها على الصعيد البشاري، الرعائي، التربوي والإجتماعي ووعد بأنه سيزور أبرشيتنا زيارة خاصة.
الكرمس السنوي لرعية الميناء
 
يسرنا أن ندعوكم للمشاركة معنا في : "الكرمس السنوي الخامس عشر" وذلك أيام الخميس، الجمعة، السبت والأحد 21-22-23-24/ آب 2008 من الساعة الرابعة والنصف وحتى التاسعة مساءً في الثانوية الوطنية الأرثوذكسية، مار الياس- الميناء. يتضمن الكرمس يومياً ألعابًا ومسابقات للصغار والكبار بالإضافة إلى ماريونات وحفلات للأطفال. مشاركتكم تفرحنا كثيراً، وليقوّنا الربّ جميعًا لخدمة اسمه القدّوس وإبهاج قلوب أخصّائه الصغار.
صدور كتاب جديد
 
صدر عن دير القديس جاورجيوس – دير الحرف، كتاب بعنوان "إنفَتِحْ" للأرشمندريت الياس مرقص، الكتاب من حجم وسط يقع في 40 صفحة، سعره 2.500 ل.ل. كما نعلمكم بأنكم تستطيعون الحصول على جميع الكتب الصادرة عن الدير وهي: يا بني، الدوقة إليزابيت، الرهبنة الأرثوذكسية، على عتبة التكريس، خواطر في الحياة، خواطر في الكتاب المقدس جزء 4 و5 و6، الأب أرساني، السلم إلى الله، القديس نكتاريوس – أسقف المدن الخمس من الأب نقولا الرملاوي في دار المطرانية وعلى الرقم 370068/03