خاص للأهالي

نصائح وإرشادات حول العائلة وكيفيَّة تربية الأولاد

للأرشمندريت برثانيوس رئيس دير القديس بولس الآثوسي- جبل آثوس
 
منذ الصغر عليكم أن تربُّوا أولادكم على كلمة الله وبكل تضحية. لأن ما يأخذه الأولاد من الأهل هذا ما سيبقى معهم. لأنه يُقال وراء كل ولد جيّد أو فتاة جيّدة، هناك عائلة جيّدة.
 
إذا لم يكن الأهل صالحين ومسيحيين حقيقيين، وإذا كانوا لا يقومون بتربية أولادهم بشكلٍ جيّد، عندها لا يستطيعون أن يُقدِّموا ثماراً جيّدة. لأنَّ الشجرة إذا كانت مهترئة وكذلك جذورها فما هي الأثمار التي ستعطيها عندئذٍ؟ حتى ثمارها ستكون فاسدة. لهذا السبب، التربية تحتاج لكثيرٍ من الإنتباه!
 
ليست المسألة أن نلد أولادًا فقط، لكن، النقطة الأساسيّة هي: من هم هؤلاء الأولاد الذين سنلدهم ونقدّمهم للمجتمع؟
 
على سبيل المثال، نهار الأحد صباحاً عليكم من الضروريّ اصطحاب أولادكم إلى الكنيسة وتشجيعهم على ذلك، كما من المهمّ أن يعتادوا تحضير أنفسهم للإشتراك في القدسات الإلهيَّة. يجب أن يتعلَّموا أن يصوموا كل أربعاء وجمعة من أيام السنة وفي كلّ الأصوام، وأن يذهبوا إلى أبٍ روحي لكي يأخذوا النصائح الروحيَّة.
 
الكذب قبيح وسيِّء. نحن البشر بحاجة لطبيب ماهرٍ عندنا ثقة به، أي نحن بحاجة لأبٍ روحيّ نثق فيه، كي يُرشدنا في كلّ عملٍ نقوم به! هكذا لن نقع في الظلمة أبداً. لأنه إذا كان لدينا أب روحي جيّد، فنحن، بمعونة الله، نستطيع أن نعرف ما يتوجّب علينا فعله وما لا يجب أن نفعله.
 
عليكم أن تحدِّدوا لأولادكم الأماكن التي يمكنهم ارتيادها، لأنهم يجهلون أشياءً كثيرة، ومن الممكن، بالتالي، أن يقعوا بأخطاءٍ كثيرة وكبيرة إذا ذهبوا إلى أماكن غير مناسبة.
 
علِّموهم منذ الصغر أن يصّلوا. لا يجب أبداً أن يخلدوا إلى النوم دون أن يقوموا بصلاة صغيرة. قبل النوم علّموهم أخذ البركة من الوالِدَين، وأن يطلبوا صلواتهما، وأنتم قولوا لهم “لتكن صلاتنا معك وليُعطيك الله نوماً خفيفاً”.
 
علّموهم رسم إشارة الصليب ثلاث مرَّات على الوسادة. أمَّا الأم، فعليها أن تبقى في غرفة النوم راسمةً إشارة الصليب لكلّ من أولادها. من بعد أن تتأكَّد أنهم خلدوا للنوم عندها تترك الغرفة. هكذا، يساعد الله الأولاد بشفاعة العذراء ولن تمسَّهم أيّة تجربة.
 
في الصباح، حالما يستيقظون، عليهم أن يغسلوا وجوههم طالبين صلوات الأهل، كما في المساء. ثمَّ علِّموهم أن يقوموا بمسبحة صغيرة واحدة للمسيح قائلين هذه الصلاة: “أيُّها الرَّبُّ يسوعُ المسيح ارحمني”، وأخرى لوالدة الإله: “أيَّتها الفائق قدسها والدة الإله خلِّصينا”. بعد ذلك يأتي الفطور.
 
كلّ ولد، سواء ذهب إلى المدرسة أو إلى العمل عليه أخذ بركة الأهل وصلواتهم. هكذا بمعونة الله كلّ الأمور تنتظِم. 
 
عند تربية أولادكم حسب الأصول، عندها، وبمعونة الله، يصبحون أصحَّاء ليس فقط لأنفسهم بل لكلِّ المجتمع من حولهم.
 
الويل للأهل العديمي الإيمان والعديمي الإنتباه وغير المبالين! في هذ الحال، نتساءل ما هي تلك العائلة التي سيأسِّسونها؟! هذا ما يحدث، لأسف، في مجتمعاتنا. الويل للأهل المستهترين بأولادهم! ماذا سيقدِّمون لله جوابًا في اليوم الأخير! الويلُ لنا جميعًا! ليرحمنا الله. آمين.