سيامة الشماس إلياس صافتلي كاهنًا

سيامة الشماس إلياس صافتلي كاهنًا

26 تموز 2024
سيامة الشماس إلياس صافتلي كاهنًا
 
نهار الأحد الواقع فيه السابع من تموز 2024 ترأّس سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، راعي الأبرشيّة صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في دير سيدة الناطور- أنفه، وبحضور حشد من المؤمنين، تمّت في القدّاس رسامة الشمّاس إلياس صافتلي كاهنًا للدير، فالأب الجديد متزوّج وله ولدان.
 
جاء في العظة التي ألقاها سيادته:
 
باسم الآب والابن والروح القدس آمين
 
أيّها الأحبّاء أولًا نشكر الله الذي يجمعنا في هذا اليوم لكي نشترك في هذا القدّاس الإلهيّ ونتقدّس جميعًا.
 
هذا الأحد أوّل الأمر هو مخصّص للقدّيسين الذين اجتمعوا في المجمع المسكونيّ الرابع الذي انعقد في خلقيدونية في آسيا الصغرى في سنة 451 م وهذا شيء محبّب بالنسبة إلينا نحن الأرثوذكسيّين. في هذا المجمع أقرّ آباء الكنيسة المقدّسة الرسوليّة بأنّ الرب يسوع هو ذو طبيعتين:
 
طبيعة إلهية كاملة وطبيعة بشريّة كاملة، وطبعًا للأسف في التاريخ هذا ما يميزنا عن إخوتنا المسيحيّين الذين يؤمنون بالطبيعة الواحدة الإلهيّة  المؤمنين في مصر والأقباط والسريان والأرمن وهذا بمعرفتكم بما يفرّق بيننا في العقيدة المسيحيّة.
 
ونحن أيّها الأحباء سمعنا هذا المقطع الإنجيليّ الذي يتلى في هذه المناسبة، مناسبة المجمع المسكونيّ الرابع هو مقطع من عظة الربّ يسوع على الجبل:
 
"أنتم نور العالم" ولا بدّ من أن نقول كلمة حول هذه الجملة، أنتم نور العالم، أنتم الجالسين على هذه المقاعد يجب عليكم أن تكونوا نور العالم ليس فقط القدّيسين الذين اجتمعوا في المجمع. ولنتذكّر أنّ المسيح قال أيضًا في إنجيل يوحنا:
 
"أنا نور العالم" كيف يكون الربّ يسوع نور العالم ونحن أيضًا نكون نور العالم، إنّه انعكاس النور، كلّ إنسان ينكسر عليه نور المسيح يصبح هو نورًا.
هذا هو المعنى الرئيسي أيها الأحباء لهذا الإنجيل الذي سمعتموه.
من هنا أنطلق لأقول شيئًا عن هذا الابن الروحيّ الأب إلياس الذي أُعطي اليوم هذه النعمة أن يعرف ويعلّم كلّ ما قاله الربّ يسوع.
 
ونطرح السؤال عليه اليوم، هل يا ترى سوف يعكس نورَ المسيح؟!
وكيف يستطيع أن يعكس نور المسيح في العالم اليوم؟!
كيف يستطيع الإنسان اليوم أن يذكر المسيح في هذا العالم الصعب الذي ابتعد كثيرًا من إيمانه وممّا يقوله آباؤنا القدّيسون وما يقوله الإنجيل نفسه "من عِملَ وعلّم يدعى كبيرًا في ملكوت السماوات".
 
لا يكفي الواحد أن يعلّم ولكن يجب أن يعيش الكلام الذي يقوله. هذا شيء مهمٌ جدًّا بالنسبة إلى من يريد أن ينقل المسيح إلى الآخرين. وهذا أبونا يريد أن يساعد الكثيرين من الشباب اليوم ليعرفوا المسيح.
 
وأقول له ولكم إنّ الذي يريد أن ينقل المسيح إلى الآخرين يجب أن يعيش هو المسيح "من عمِلَ وعلّم"  لا يوجد تعليم من دون عمل، من دون أن يحيا الكلام الذي يقوله، هذا هو معنى الإنجيل اليوم.
 
لذلك نقول له إنّ عمله وقوله وتبشيره لا ينفع إلّا إذا كان هو يعيشه، يعيشه شخصيًّا في بيته. إذا تكلّم على الصلاة هو لا يصلي فهذا لا ينفع.
وإذا تكلّم على المحبّة وهو لا يحبّ حتّى أعداءه كما يقول الإنجيل لا يصل كلامه إلى الآخرين.
لذلك نطلب من الله أن يوفّق أبانا إلياس حتّى يستمرّ في عطائه وفي خدمته وليكون بفضل يسوع نورًا في هذا العالم. آمين.