الأحد 4 كانون الثاني 2026

الأحد 4 كانون الثاني 2026

31 كانون الأول 2025

الأحد 4 كانون الثاني 2026
العدد 1
الأحد قبل الظهور
اللحن الخامس، الإيوثينا الثامنة


أعياد الأسبوع:

4: تذكار جامع للرُّسل السَّبعين، البارّ ثاوكتيستس، 5: بارامون الظهور، الشَّهيدان ثاوبمبتوس وثاوناس، البارَّة سنكليتكي، 6: الظهور الإلهيّ المقدّس، 7: تذكار جامع للنبيّ السَّابق يوحنَّا المعمدان، 8: البارَّة دومنيكة، البارّ جرجس الخوزيبي، 9: الشّهيد بوليفكتوس، البارّ إفستراتيوس، 10: غريغوريوس أسقُف نيصص، دومتيانوس أسقُف مليطة.
 
بدء إنجيل يسوع المسيح

"بدءُ إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مر 1: 1).
كلمة إنجيل تعني البشارةEvangile ، بشارة يسوع المسيح: البشارة السارّة بغلبة المسيح على الشرّ السائد في العالم، على الفساد والخطيئة، على الموت المسيطر على الجميع.

هناك وحدة بين يسوع والإنجيل، بين يسوع وكلامه. يعتبر مرقس بداية الإنجيل هي في كرازة يوحنّا المعمدان المهيّئة طريق المسيّا، هذا يتمّ عن طريق المعموديّة بالماء والتوبة.
هناك تطابق بين الكلمة الأولى "بدء إنجيل يسوع المسيح" (مر 1: 1)، والعبارة "في البدء كان الكلمة" في إنجيل يوحنّا وأيضًا "في البدء خلق الله السموات والأرض" (أوّل سفر التكوين).

إنّ ظهور المعمدان وأعماله يدلّ على بداية الأزمان المسيانيّة، أي عهد مجيء المخلّص وقرب الملكوت. "توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" (متّى 3: 2).
عمل يوحنّا مزدوج: يعمّد الشعب من جهة ويكرز بالتوبة ومن جهة أخرى. التوبة تعني التغيّر الوجوديّ الكامل والجذريّ، العودة من عبوديّة الخطيئة إلى حرّيّة أبناء الله.

نقول مرّة أخرى إنّ معموديّة يوحنّا لها طابع استعداد للزمن المسيانيّ، أي لزمن المسيّا الذي سيمنح غفران الخطايا.
"وكان يوحنا يكرز قائلًا: يأتي بعدي من هو أقوى منّي... أنا عمّدتكم بالماء وأمّا هو فسيعمّدكم بالروح القدس والنار (مر 1: 7-8).
ويستقرّ عليه روحُ الربّ، روحُ الحكمة والفهم، روح المشورة والقوّة، روحُ العلم وتقوى الربّ" هكذا يقول أشعياء النبيّ في نبوءة كلامه عن المسيح الآتي. (راجع أشعيا 11: 2).

إنّ تفكير يوحنّا المتواضع لم يستسلم لتجربة اعتبار نفسه أرفع ممّا هو عليه. يعرف يوحنّا أنّه يعمّد بالماء وأنّ المسيّا سوف يعمّد بالروح القدس" (مر1: 8).
كانوا يتوقّعون زمن المسيّا كزمن انسكاب الروح القدس.
"وسيكون بعد هذه أنّي أفيض روحي على كلّ بشر فيتنبّأ بنوكم وبناتكم..." (يوئيل 2: 28).

 + أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروباريّة القيامة باللحن الخامس

لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الابتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامتِه المجيدة.

طروباريّة تقدمة عيد الظهور باللحن الرابع

استعدّي يا زُبلون وتهيَّئي يا نفتاليم، وأنت يا نهر الأردن قف وأمسك عن جريك، وتقبَّلِ السيّد بفرح آتيًا ليعتمد، ويا آدم ابتهج مع الأمّ الأولى، ولا تخفيا ذاتكما كما اختفيتما في الفردوس قديمًا لأنّه لمّا نظركما عريانَيْنِ، ظهر لكي يلبسكما الحلَّة الأولى. المسيح ظهر مريدًا أن يجدّد الخليقة كلّها.

قنداق تقدمة الظهور باللحن الرابع

أليوم حَضرَ الربُّ في مَجاري الأردن هاتفًا نحو يوحنّا وقائلًا: لا تَجزَع مِنْ تَعميدي، لأنّني أتيْتُ لأخلِّصَ آدمَ المَجبولَ أوّلاً.
 
الرسالة:
2 تيمو 4: 5-8
خلِّصْ يا ربّ شعبَك وبارك ميراثك        
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ إلهي


يا ولدي تيموثاوس تيقَّظ في كلِّ شيء واحتمل المشقَّاتِ واعمل عمَلَ المبشّر وأوفِ خدمتكَ. أمَّا أنا فقد أُريقَ السكيبُ عليَّ ووقتُ انحلالي قد اقترب وقد جاهدتُ الجهادَ الحسنَ وأتممتُ شَوْطي وحفظتُ الإيمانَ. وإنَّما يبقى محفوظًا لي إكليل العدل الذي يُجزيني بهِ في ذلكَ اليوم الربُّ الديَّانُ العادلُ. لا إيَّاي فقط بل جميعَ الذين يُحبُّونَ ظهورَهُ أيضًا.

الإنجيل: مر 1: 1-8

بدء إنجيل يسوعَ المسيح ابنِ الله. كما هُوَ مكتوبٌ في الأنبياءِ هاءنَذا مُرسِلُ مَلاكي أمامَ وجهِكَ يُهَيّئ طريقكَ قُدّامَك، صوتُ صارخ في البَرِّيَّةِ أعِدّوا طريقَ الرَبِّ واجعَلوا سُبلهُ قويمة. كانَ يوحنَّا يُعَمِّدُ في البَرّيَّةِ ويَكرِزُ بمعموديَّة التوبَةِ لِغفرانِ الخطايا، وكانَ يَخرُجُ إليه جَميعُ أهْلِ بَلدِ اليهوديَّةِ وأورشليمَ فيَعتمِدونَ جَميعُهم مِنهُ في نهرِ الأردُن مُعترفينَ بخطاياهم. وكانَ يوحنّا يَلبَسُ وَبْرَ الإبلِ وعلى حَقويَهِ مِنطَقَةٌ مِن جِلدٍ ويَأكلُ جَرَادًا وعَسَلًا بريًّا، وكانَ يَكرِزُ قائلًا إنَّهُ يأتي بَعدي مَن هُوَ أقوى مِنّي وأنا لا أستحِقُّ أن أنحنِيَ وأحُلَّ سَيْرَ حِذائه، أنا عَمَّدتُكم بالماءِ وأمَّا هُوَ فيُعَمِّدُكم بالروح القدُسِ.
 
في الإنجيل
الجرأة في الحقّ
!

النصّ الإنجيليّ اليوم يهيِّئُنا لعيد الظهور الإلهيّ ومعموديّة الربّ يسوع المسيح بيد القدِّيس يوحنّا المعمدان، حيث السيِّد الخالق يقتبلُ المعموديّةَ من العبدِ المخلوق! وممَّا ورد فيه نتعلَّم أمورًا مهمَّة لحياتنا المسيحيّة وللكنيسة:

كان أهل اليهوديّة وأورشليم يأتون إلى يوحنّا، ويعتمدون منه معترفين بخطاياهم. هذا يذكِّرنا بمعموديَّتنا ونحن أطفال، وبما التزمنا به تجاه الربّ، لنجدِّدَ عهدَ الحبِّ معه، ويكشف لنا أنَّ الأعياد هي ليست بالزينة والأفراح الخارجيّة، بل هي فرصة لنا للدخول إلى أعماق نفوسنا، لتنقيتها من الشوائب والخطايا، بالتوبة والاعتراف، وتزيينها بالفضائل والأعمال الصالحة، لنتهيَّأ للمناولة عن فهمٍ وإدراكٍ ووعي.

كان يوحنّا يلبسُ وبرَ الإبلِ ومنطقةً من جلدٍ على حقَوَيه، ويأكل جرادًا وعسلًا برّيًّا. لباس يوحنّا كان لباسَ نسَّاكِ البرّيَّة، وطعامه كان بسيطًا، ونحن المسيحيّين ينبغي أن نكون نسَّاك العالم، غير متعلِّقين بشيءٍ فيه، ولا بما يُقّدِّمُهُ لنا من مغرياتٍ وتسلياتٍ ومالٍ وسلطة. لِباسُنا، في الكنيسة وخارجها، يجب أن يتَّسمَ بالبساطة والحشمة مع الذوق والأناقة، وكذلك طعامنا يجب أن يكون خفيفًا بعيدًا عن الدَّسم والكلفة.

لقد كان يوحنّا إنسانًا متواضعًا، وتواضعه كان ظاهرًا كما رأينا، في طريقةِ عيشه، في لباسه وطعامه، كما في قوله: "يأتي بعدي من هو أقوى منّي الذي لست أهلًا أن أنحني وأحلَّ سيور حذائه". لكنَّ الأمر الجدير بالانتباه أنَّ تواضعه ونسكه لم يتعارضا مع جرأته وقوَّة شخصيَّته، فقد كان جريئًا في الحقّ! فهو لم يكتفِ بالنُّسك والصلاة والصوم، بل كان صوتًا صارخًا في وجه الفرِّيسيّين والصدوقيّين، ومجلجلًا في ضمائرهم، إذ قال لهم: "يَا أَوْلادَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَب الآتِي؟ فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ" (متّى3: 7-8؛ لو3: 7-8). لم يحابِ الوجوه ولم يهَب الملوك ولا من هم في منصب، إذ وبَّخ هيرودس الملك على شروره ومخالفته شريعةَ الله (متّى14: 4؛ مر6: 18؛ لو3: 19-20).

هكذا كلُّ مسيحيٍّ، سواءٌ أكانَ علمانيًّا أم راهبًا أم إكليريكيًّا، كلٌّ من موقعه، يجب أن يكون صوتًا صارخًا في برّيَّةِ هذا العالم، في وجه الظُّلم والخطأ ومجلجلاً في ضمير المخطئين والظالمين، ينادي بالحقِّ بجرأةٍ، في المجتمع وفي الكنيسة، في بيئته وبين أصدقائه ومكان عمله، في بيته وبين عائلته.

كم نحن بحاجة اليوم إلى وجود العديد من "يوحنّا المعمدان" بيننا! ليكونوا صوتًا صارخًا في وجه كلِّ رئاسةٍ مدنيَّةٍ أو كنسيَّة تضلُّ عن الحقِّ وترتكب الأخطاء وتظلم الناس، أو تمدحُ من ارتكب المظالم والمفاسد. نعم كنيستنا الأنطاكيّة اليوم بحاجة إلى الجرأة في الحقّ وإلى التواضع في الاعتراف بالخطأ.
 
نحو قلب الله


مع فجر عامٍ جديد، تدعونا الكنيسة المقدّسة إلى أن نفتحه كما نفتح أبواب نفوسنا للمسيح، "النور الحقيقيّ الذي يُنير كلّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم" (يوحنا 1: 9) فالزمن ليس مجرّد انتقال من يومٍ إلى آخر، بل هو كما يقول القدّيس باسيليوس الكبير: "مسافةٌ قصيرةٌ تُعطى لنا لنصير مشابهين لله قدر الإمكان".

في بداية هذا العام، لنجعل من الشكر أوّل صلواتنا. الشكر ليس لفظًا، بل هو موقف القلب أمام الله، "اشكروا في كلّ شيءٍ، لأنّ هذه هي مشيئة الله" (1 تسالونيكي 5: 18). ولنقل مع القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "المجد لله على كلّ حال". فالشكر يفتح باب النعمة ويحوّل الماضي، بما فيه من جراح وانتصارات، إلى خبرة خلاص.

لندخل العام الجديد بتوبةٍ صادقة. التوبة، بحسب القدّيس إسحق السريانيّ، هي "سفينة النّجاة وباب الرّحمة".  فلننظر إلى ما مضى من حياتنا ليس بشعور ثقلٍ أو ندمٍ قاتل، بل بروح الابن الشاطر الذي يعود إلى حضن الآب، ليُستقبل لا بالعتاب بل بالاحتضان.

اجعلوا هذا العام عامًا للصلاة العميقة. الصلاة ليست واجبًا، بل تنفّس الروح. يقول القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ: "يجب أن نذكر الله أكثر ممّا نتنفّس".  لتكن صلواتنا اليوميّة روحيّة، بسيطة وقلبيّة، من "يا ربّي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" إلى مزامير داود التي تحيي القلب.

وعيشوا العام الجديد بمحبّةٍ فاعلة. المحبّة هي وصيّة الربّ الأولى، وهي العلامة التي بها يعرف العالم أنّنا تلاميذ المسيح (يوحنّا 13: 35). ويقول القدّيس سلوان الآثوسيّ: "حيث تكون المحبّة، هناك الله". فليكن العام الجديد ساحةً للمصالحة، لخدمة المحتاج، لبسمةٍ تُزرع في قلبٍ متألّم.

وأخيرًا، اقبلوا الزمن كعطيّةٍ مقدّسة. فالكنيسة تعلّمنا أنّ كلّ لحظةٍ يمكن أن تصبح وقتًا للخلاص، إن قدّمنا لله بداية العام، بارك الربّ أيّامه، كما بارك الخبزات الخمس فأُشبِعَ الكثيرون.

نسأل الربّ يسوع المسيح أن يهبكم عامًا ينمو فيه الإيمان، تستنير فيه القلوب وتفيض فيه نعمة الروح القدس. ولنقل جميعًا: "يا ربّ، بارك عامنا الجديد، وامنحنا أن نحيا فيه بحسب مشيئتك".
 
أخبارنا
عيد الظهور الإلهيّ في رعيّة طرابلس


لمناسبة عيد الظهور الإلهيّ يترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، خدمة قدّاس العيد وصلاة تقديس الماء يوم الثلاثاء الواقع فيه 6 كانون الثاني 2026 في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس في طرابلس. تبدأ صلاة السَّحر في تمام الساعة الثامنة صباحًا، يليها القدّاس الإلهيّ، ثُمّ تقديسُ الماء.
 
المركز الرّعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ

تعلن إدارة المركز الرّعائيّ للتراث الآبائيّ عن إنطلاق دورته الدراسيّة، شتاء 2025-2026،
تبدأ الدّروس يوم الثلاثاء 13 كانون الثاني، وتمتدُّ على 10 حصّص لكّل مادَّة على الشّكل التالي:
 

  • مادّة آباء الكنيسة "آباء القرون الثلاثة الأولى"، مع قدس الأرشمندريت غريغوريوس إسطفان،
أيّام الثلاثاء ابتداءً من 13 كانون الثاني، من السّاعة الخامسة والنصف حتّى السابعة والنصف مساءً.
  • مادّة عهد قديم "الأنبياء" مع قدس الأرشمندريت يوحنّا المشرقيّ،

أيّام الخميس 15 كانون الثاني، من السّاعة الخامسة والنصف حتّى السابعة والنصف مساءً.
- تسبق كلّ حصّةٍ صلاةُ الغروب عند الخامسة مساءً.
- يتمّ التسجيل لغاية نهار السبت 10 كانون الثاني عبر هذا الرابط الإلكترونيّ ttd.archtripoli.org
- رسم المادَّة الواحدة هو 25 دولارًا أميركيًّا، ورسم المادّتين 40 دولارًا أميريكيًّا، تُدفع لدى أمين السرّ عند بدء الدروس.
 
شروط الاِنتساب للطُّلَّاب الجُدُد:


•             رسالة توصية من كاهن الرَّعيَّة أو من الأب الرُّوحيّ.
•             أن يتجاوز عمر طالب الانتساب الـ 18 سنة.
•             مَلء طلب الانتساب عبر هذا الرابط الإلكترونيّ ttd.archtripoli.org
•             دفع رسم التَّسجيل عند أوّل صفّ.
العنوان: مطرانيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، شارع المعرض، بجانب طوارئ مستشفى النيني.