الأحد 5 تشرين الأوّل 2025

الأحد 5 تشرين الأوّل 2025

02 تشرين الأول 2025
الأحد 5 تشرين الأوّل 2025
العدد 40
الأحد 17 بعد العنصرة
اللحن الثامن، الإيوثينا السادسة

 
أعياد الأسبوع:

5: الشهيدة خاريتيني، البارَّة ماثوذيَة، البارّ أفذوكيموس، 6: الرَّسول توما، 7: الشَّهيدان سرجيوس وباخُس، الشَّهيد بوليخرونيوس، 8: البارَّة بيلاجيّا، تائيس التَّائبة، سرجيوس رادونج (25 أيلول ش)، 9: الرَّسول يعقوب بن حلفا، البارّ أندرونيكس وزوجته، أثناسيَّا، إبراهيم الصدِّيق ولوط، 10: الشّهيدان أفلمبيوس وأخته إفلمبية، 11: الرَّسول فيليبس أحد الشَّمامسة السَّبعة، البارّ إسحق السريانيّ (28 أيلول شرقي)، ثاوفانس الموسوم.
 
الطاعَة

"لِتَكُن مَشيئَتُك" علَّمَنا إيّاها الربّ يَسوع المسيح في صَلاة الأبانا (متّى 6: 9-13) ، وأرانا مفعول "لا مَشيئَتي" (لوقا 22: 42) موتًا على الصليب، بعدما قَبِلَ حُرًّا أن يتنازل آخذًا صورة عبدٍ (فيلبّي 2: 7) ، ليَفتَديَ البشر من عبوديّة الخطيئة. الطاعة إذا هي مفتاح خلاصٍ لنا وللآخَرين، بها يَقبَل المؤمِن أن يَموت كلّ يوم، ببذل نفسه محبّةً لله وللقريب.

قولُ الله "أكُون لَكُم أبًا وأنتم تكونون لي بَنِينَ وبناتٍ" (2 كورنثوس 6: 18)، يوضح أنّ الطاعة ليست تبعيّة عمياء أو تَزلُّمًا، ولا الأبوّة الروحيّة هي زَعامة أو رَصّ صفوف. فمن أراد أن يكون أبًا يُطاع، عليه أن يكون أوّلًا إبنًا مُطيعًا، أي أن يَحيا مَشيئة العَلِيّ ويُرشِد إليها، لا إلى نفسه، من خلال إظهارها جلِيًّا في حياته، قولًا وفعلًا، إذ إنَّ فاقدَ الشَيء لا يُعطيه. أمّا القائل "أنا ولدتُكُم في المسيح" (1 كورنثوس 4: 15) فهو نفسه أكّد أن "لستُ أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ" (غلاطية 2: 20).

الطاعة ليست مجرّد تَمَسكُن بغية الحصول على مُبتغى أرضيّ مادّيّ، ولا الأبوّة الروحيّة هي سُلطة من هذا العالم، ولا يجب أن تصير البنوّة الروحيّة جماعة بمواجهة جماعة أُخرى، لأنّ هذا يَقسِم جسد المسيح فتُمسي الكنيسة في مَهبّ ريح المعانِد.

 كيف نُتِمّ مشيئة الله؟ بالطاعة لكلمته. كيف نفهم كلمَتَه في هذا الدهر؟ بأَكلِها (حزقيال 3: 3) كلمةً وجسدًا في القدّاس الإلهيّ. كيف نتصالَح مع أنفسنا؟ بفحص الضمير يوميًّا، وتقييم أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا لتُوافق وصيّة الله. هل نحن في فرحٍ رغم الصعاب؟ هل نغضب أم نُخاصِم؟ أهمّيّة الحياة ليست فقط بما نَملِك، بل وأيضًا بما نحن مُستعدّون لوهبه للآخرين، "أن نُقرِض دون أن نَرجو شيئًا" (لوقا 6: 35) سوى إتمام مشيئة الله في حياتنا، طاعةً.

فالطاعة ليست عبوديّة إنّما قرارٌ حرّ، يعكس حرّيّة وهويّة أبناء الله. تأتي بعد فهم عمقها بالعودة إلى الذات؛ فبطرس أتمّ رعاية خراف الربّ بعد بكاءٍ مرٍّ وتوبة تَلَت نكرانًا ثلاثيًّا، وتوما أطاع حتّى الشهادة ولكن بعد شكٍّ وتوبة. من هنا نفهم أنّ الطاعة والبنوّة الروحيّة قوامهما الحوار الحرّ، حتّى الاختلاف بالرأي مع الأب الروحيّ قبل فهم حكمته. فالابن المختَبَر لا يملك خبرة الأب المختَبِر، ودور الأبوّة أن تُخاطب الابن وأفكاره وتطلّعاته - وإن كان على خطأ كالابن الشاطر-كي يفهم الأب أين هو ابنه في جهاده الروحيّ، وأين تدور حربه وما هي نقطة ثباته ورجائه.

الطاعة تأتي كنتيجة طبيعيّة بعد الثقة بأنّ المؤمن هو ابنٌ وليس مجرّد رقم؛ فحتّى لعازر الرباعيّ الأيّام قام من الموت طاعةً حين ناداه الربّ باسمِه، لأنّه يَعرفه.
 
طروباريّة القيامة باللحن الثامن

إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام، لكي تُعتقنا من الآلام، فيا حياتَنا وقيامَتنا، يا ربّ، المجد لك.
 
القنداق باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودِة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَل تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.
 
الرسالة: 2 كو 6: 16- 18، 7: 1
صلُّوا وأوفُوا الربَّ إلهَنا                          
اللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا


يا إخوةُ أنتمُ هيكَلُ اللهِ الحيِّ كما قالَ الله إنّي: سأسكُنُ فيهم وأسيرُ فيما بينَهم وأكونُ لهم إلهًا وهم يكونونَ لي شعبًا. فلذلكَ اخرُجوا من بينهم واعتزلوا يقولُ الربُّ ولا تمَسُّوا نَجسًا فأقبَلَكم وأكونَ لكم أبًا وتكونونَ أنتمُ لي بنينَ وبناتٍ يقولُ الربُّ القدير. وإذ لنا هذهِ المواعِدُ أيُّها الأحيَّاءُ فَلنتطهّرْ من كلّ أدناسِ الجسَدِ والروحِ ونكمِلِ القداسةَ بمخافةِ الله.
 
الإنجيل: لو 6: 31-36 (لوقا 2)

قال الربُّ: كما تريدونَ أن يفعلَ الناسُ بكم كذلك افعلوا أنتم بهم. فإنَّكم إنْ أحببتُم الذين يُحبوُّنكم فأيَّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضًا يُحبُّون الذين يحبوُّنهم. وإذا أحْسنتم إلى الذين يُحسِنون إليكم فأيّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضًا هكذا يصنعون. وإن أقرضْتُمُ الذينَ تَرْجونَ أن تستوفوا منهم فأيّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضًا يُقرضونَ الخطأة لكي يستوفوا منهمُ المِثلَ. ولكِن، أحِبُّوا أعداءَكم وأحسِنوا وأقرضوا غيرَ مؤَمِّلين شيئًا فيكونَ أجرُكم كثيرًا وتكونوا بني العليّ. فإنَّهُ منعِمٌ على غير الشاكرينَ والأشرار. فكونوا رُحماءَ كما أنّ أباكم هو رحيمٌ.
 
في الإنجيل

في هذه الفقرة من إنجيل لوقا، يقدّم لنا الربّ يسوع نموذجًا مدهشًا للحياة المسيحيّة، يقوم على المحبّة العمليّة والرحمة غير المشروطة. هذه الكلمات ليست مجرّد نصوص للحفظ أو التأمّل، بل دعوة إلى تجديدٍ جذريّ في طريقة تعاملنا مع الناس، لا سيّما أولئك الذين لا يبادلوننا المحبّة، أو حتّى يعادوننا.
القاعدة الذهبيّة: افعلوا ما ترجونه من الناس.

هذه القاعدة التي يُطلق عليها كثيرون "القاعدة الذهبيّة" ليست فقط مبدأً أخلاقيًّا، بل جوهر سلوك المؤمن الحقيقيّ. فالمسيح لا يدعونا إلى أن نعامل الناس كما يعاملوننا، بل كما نحبّ أن يُعامَل الإنسان. إنّها دعوة إلى المبادرة بالخير، وإلى زرع المحبّة، دون انتظار المقابل.

ما الذي يميّزكم؟

يتابع الربّ يسوع حديثه بطرح أسئلة تكشف لنا حقيقة القلب:
•      إن كنتم تحبّون من يحبّكم، فما الفرق بينكم وبين الخطأة؟
•      إن أحسنتم إلى من يحسن إليكم، فأيّ فضلٍ في ذلك؟
•      إن أقرضتم من تتوقّعون أن يردّ، ماذا تصنعون أكثر من غير المؤمنين؟
الربّ يريد أن يقول: ليست المحبّة الحقيقيّة هي تلك التي تتبادل العطاء، بل التي تعطي حيث لا يوجد أيّ ضمان أو مقابل. المحبّة التي يطلبها المسيح من أتباعه لا تُبنى على "الاستحقاق"، بل على النعمة.

أحبّوا أعداءكم، ربّما هي من أصعب الوصايا التي قالها يسوع، لكنّها من أعمقها.
هذا التعليم يصدم طبيعتنا البشريّة، لكنّه يُظهر طبيعة الله التي نحن مدعوّون إلى التشبّه بها. الله لا يحبّ "الطيّبين" فقط، بل يُنعم على الأشرار أيضًا. وإن كنّا أولادًا له، فعلينا أن نسلك في الطريق ذاته. أن تحبّ من لا يحبّك، يعني أن تصنع الخير مع من لا يقدّره، أي أن تعطي دون انتظار، هذا هو سرّ المجد الذي وُعد به أبناء العليّ.
فكونوا رحماء، تتوّج هذه الفقرة بهذه الدعوة العظيمة،
الرحمة ليست فقط عطاءً مادّيًّا، بل هي اتّساع القلب، والقدرة على رؤية الإنسان بعين الله، حتّى وإن كان هذا الإنسان عدوًّا لك، أو مختلفًا عنك، أو لا يستحقّ شيئًا في نظرك.

الرحمة الحقيقيّة تتجلّى في الغفران، في احتمال الآخر، في المبادرة بالسلام، في الكلمة الطيّبة، وفي الصبر على من يصعب احتماله.
الربّ لا يطلب منّا مستحيلًا دون أن يمنحنا قوّة روحه القدّوس لنعيشه.
حين نسلك في هذه المحبّة، لا نكون مجرّد أناس أخلاقيّين، بل أبناءً للعليّ، نُظهر صورته في هذا العالم المليء بالقسوة والانغلاق والانتقام.
 
الحماية المقدَّسة

في الأوَّل من شهر تشرين الأوّل تذكار حماية والدة الإله القدّوسة وهو عيدٌ غير مألوف في بلادنا. يعود إلى القرن العاشر، حين حدث هجومٌ عنيف من البربر على مدينة القسطنطينيّة فأُغلقت على إِثرها بوّابات المدينة العظيمة. وفيما كان النّاس يحرسون المدينة، أُقيمت سهرانيّة في كنيسة والدة الإله في "فلاخرن" حيث يُحفظ وشاحها ورداؤها وجزءٌ من زنّارها. خلال الخدمة، رأى القدّيس أندراوس المتباله من أجل المسيح وتلميذه القدّيس إبيفانيوس، والدةَ الإله مُحاطةً بالقدّيس يوحنّا المعمدان وقدّيسين آخَرين وجمعٍ من الملائكة، تَركع في وسَطِ الكنيسة وتُصلّي ووجهها غارقٌ في الدموع، ثمّ بَسَطَت وشاحها فوق المدينة وفوق المؤمنين. وحين لامس جزء من وشاحها مياه البوسفور، حدثَت عاصفةٌ عظيمة.

عند مشاهدتهم والدة الإله والعاصفة التي حدثت، اضطرب المهاجمون وخافوا ونَجَت المدينة.

إنّ الهراطقة لا يكرّمون سيِّدتنا الكلِّيَّة القداسة كما يليق. ويعتبرونها مجرَّد امرأة عاديَّة، وبالتَّأكيد لا يُصلّون لها. لكن، كيف نُلامُ نحن المسيحيِّين الأرثوذكسيِّين، على تكريمنا والدة ربِّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، وعلى مدحِها لكونِها "أكرم من الشيروبيم وأرفع مجدًا بلا قياسٍ من السيرافيم"؟ أنخطئ عندما نخاطبها في صلواتنا قائلين لها:"خلاص الجنس المسيحيّ"؟ أليست هي، العذراء النَّقيَّة، وهيكل المخلّص؟ ألم يحلّ الروح القدس عليها في لحظة الحبَلِ الطَّاهر بابنِ الله؟ ألم يبقَ الرُّوح معها بقيَّة حياتها؟

إنَّ نعمة الروح القدس الوفيرة، التي ملأَت قلبَ والدة الإله، تُسكَب على كلِّ من أحبَّ ابنَها. نحن نعلم من الخبرة أنَّ الحبّ الإلهيَّ والنَّقيّ يَفيض من قلوبنا نحو أقربائنا. فوالدة الإله لا تعطينا نعمةً من ذاتها، بل الفائض من النِّعمة التي تنالها من الروحِ القدس. لكنَّ هذا الفائض عظيمٌ لدرجة أنَّه يكفي جميع المسيحيّين.
لقد رأى القدِّيس أندراوس وتلميذُه إبيفانيوس والدةَ الإله تسير في الهواء، مصحوبةً بالملائكة، والرُّسل، والقدّيسين.

نزلت العذراء، ودخلَت المذبح وركعَت أمام المائدة المقدَّسة. ثمَّ استدارت نحو الشَّعب، وبسطَت رداءها عليهم، وكان يشعّ نورًا سماويًّا. أليست هذه الأعجوبة دليلًا على افتقادِ والدةِ الإله لطالبي حمايتها؟

إنَّ حاشية الملوك تتكوَّن من أشخاص دونَهم في الرُّتبة؛ أمَّا والدة الإله فقد رافقها في هيكل فلاخرنس: الملائكة، ورؤساءُ الملائكة، والرُّسل، والقدِّيسون المجيدون. وماذا عن ردائها الذي كان يلمع كالبروق، والذي بسطَته على النَّاس، فجثَوا على ركبهم؟ أليست هذه البروق دلالة على انسكاب نعمةِ الرُّوح القدس من قلبها؟

بالطبع، السيِّدة العذراء لا تنشر حمايتَها بطريقةٍ عشوائيَّة على الجميع، بل على المتواضعين، التَّائبين بدموع، أولئك الَّذين يخافون كلمة الله.
نحن إذًا فيما نحتفل بحمايةِ الكلّيَّة القداسة، ونتذكّر ظهورها؛ نركع اليوم أمامها ونطلب شفاعتها العظيمة إلى المسيح، لأنَّها لا تزال تفتقد أولئك الذين يطلبونها باتِّضاع وإيمان، وتحميهم برحمتها الوالديَّة.

نحن خطأة، وكثيرًا ما نخطئ، وبالتَّالي نحن معرَّضون للعديد من الشُّرور، كما يقول المرنّم في المزامير: كثيرة هي أحزان الصدِّيقين. لولا نصرة السَّيدة العذراء الشفيعة الرحيمة، لكنّا هلكنا منذ زمن طويل بسبب آثامنا.

يقول النبيُّ إشعياء إنَّ النَّاسَ كانوا يختبئون فترة من الزمن إلى أن يمرَّ غضبُ الرَّبّ. ولكن أين كنّا سنختبئ من غضب الرّبّ؟ في آلامنا لم يكن لدينا مكان نحتمي فيه، ولم نجد ملجأ سوى في والدة الإله، الَّتي أنبأَ روحُ الرَّبّ القدّوس عنها بفم النَّبيّ القائل: "أغطّي الأرض كسحاب" (إشعياء 24:3). نحن نحتمي تحت سترها الذي يغطّي الأرض كالسَّحابة.

لكن، لماذا تُشبَّه السيدة العذراء بأشياء بسيطة كالسَّحاب؟ أما رأَتِ الشمس والقمر والنجوم؟ أما تستحقّ أن تُشبَّه بشيء أرفع؟ خاصَّة وأن سفر نشيد الأناشيد يتحدَّث عنها بدهشةٍ قائلاً: "مَن هذه الطَّالعة كالصُّبح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس؟" (نشيد الأناشيد 9:6)
إذا لماذا يُشبّهها الوَحيُ بالسَّحاب؟ الجواب واضح: عندما يغطّي السَّحابُ السَّماء، تختبئ الحيوانات، ولا يقدر الصيَّادون على رؤيتها. وهكذا، فإنَّ السيّدة العذراء أيضًا تُشبَّه بالسَّحاب لأنَّها تُخفي الخطأة عن صيَّادي نفوسهم.

نحن الخطأة، بحسب القدّيس يوحنّا الذَّهبيّ الفم، نُشبه الوحوش، لأنَّنا نرضي بطوننا كالدِّببة، ونشتهي مثل الخنازير، ونحمل حقدًا كالجمال، ونفترس كالأسود، وننفث غضبًا كالأفاعي، ونمكر مثل الثعالب، وننقل سمّ الخطيئة كالعقارب.
ولكن، رغم هذا كلّه، فإنَّ حمايةَ السيّدة العذراء الكلِّيَّة القداسة لا تسمح بأن تسقطَ شعرةٌ واحدةٌ من رؤوسنا، إلّا إنْ رفَضْنا نحن أنفسنا هذه الحماية وابتعَدنا عنها بخطايانا.

"الَّذين يجلسون في ستر العليّ، يستظلّون في ظلّ القدير" (مز 90- 1). حتَّى إن مررنا في وادي ظلّ الموت، لا نخاف، لأن الربَّ معنا. وإن كانت أيَّامنا شرّيرة، فنحن نحيا برحمة الله، تحت حماية السيّدة العذراء المملوءة نعمة، والَّتي لا تتخلَّى عنّا.
فلنكن نحن أيضًا متواضعين، ولا نكون ذوي عجبٍ، لكي نستحقَّ أن نكون دومًا تحت حماية والدةِ الإله الكلّيّة القداسة والدائمة البتوليَّة.