الأحد 30 آذار 2025
27 آذار 2025
الأحد 30 آذار 2025
العدد 13
الأحد الرابع من الصوم
اللحن السابع، الإيوثينا السابعة
أعياد الأسبوع:
30: يوحنَّا السلَّميّ، النبيّ يوئيل، آففولي والدة القديس بندلايمون، 31: الشَّهيد إيباتيوس أسقُف غنغرة، 1: البارَّة مريم المصريَّة، الشُّهداء يارونديوس وباسيليوس 2: البارّ تيطس العجائبيّ، 3: البارّ نيقيطا، يوسف ناظم التَّسابيح، خميس القانون الكبير، 4: البارّ جرجس (مالاون)، البارّ زوسيماس، المديح الكبير، 5: الشُّهداء كلاوديوس وديودورس ورفقتهما، ثاوذورة التسالونيكيّة.
القدّيس يوحنّا السلّميّ السلّم إلى الله
"هذا الجنس لا يخرج إلّا بالصلاة والصوم" (مر 9: 29).
في سنّ الثامنة عشرة أتى القدّيس يوحنّا السلّميّ إلى جبل سيناء وتتلمذ حيئنذ على يد معلّم طيلة 19 سنة وكان عمره قد أصبح 37 سنة.
هناك في صحراء سيناء ديرٌ قديم شُيّد في القرن السادس ميلاديّ قبل أن يأتي إليه القدّيس.
على مسافة 70 كم من الدير تواجد رهبان ناسكون يعيشون في مغاور وقلالي بعد 18 سنة.
وبعد وفاة معلّمه توجّه القدّيس يوحنّا إلى مغارة قائمة إلى هذا اليوم وعاش فيها 40 سنة صائرًا أبًا روحيًّا كبيرًا نافعًا لسكّان كثيرين حوله.
بعدها انتُخب رئيسًا للدير في سنٍّ متقدّم وهو الدير الذي يُسجد فيه للعُلّيقة الملتهبة غير المحترقة Buisson Ardent
هذه هي العلّيقة التي شاهدها موسى في العهد القديم.
لقد لخّص القدّيسُ يوحنّا السلّميّ تعليمه كلّه في كتاب السلّم المقدّس، Echelle Sainte.
إنّ موسى استلم الناموسَ، والوصايا من الله في القديم على جبل سيناء. أمّا الآن بعد القيامة فنتلقّى الروحَ القدس في قلوبنا خلال المعموديّة.
في كتابه السلّم الى الله، وفي القرن السابع الذي فيه نشأ الإسلام، جمع القدّيسُ تعليمَ الآباء السابقين كلّهم في كتابه السلّم المقدّس وهو ملخّص الحياة الروحيّة.
وهذا منطبقٌ ليس فقط على الرهبان العائشين بعيدًا عن العالم بل أيضًا على كلّ مسيحيّ عليه أن يبتعد عن صخب العالم
Détachement du monde.
إنّ القدّيس يوحنّا وضع فضيلة الطاعة obeissance في أوّل درجات السلّم. والطاعة الحقيقيّة تُترجم بالتواضع humilité.
يستخدم مثلًا القول الإنجيليّ: "من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاتركْ له الرداء أيضًا" (متّى 5: 40) الصلاة La Priére من شأنها أن تحرّرنا من قبضة الشيطان في كلّ شيء.
صلاة يسوع، صلاة القلب Priére du Coeur
ويوصي القدّيس في كتابه بأنّه لا بدّ لنا من أن نتطهّر من أهوائنا الضارّة لكي تفعل نعمة الروح القدس في أنفسنا وتطلقنا إلى خدمة الله والعمل بمشيئته.
يوصينا القدّيس بأن نصعد السلّم درجة درجة، وهذا يتمّ عن طريق الصوم والصلاة لكي نتحرّر من أهوائنا Passions، من وطأة الشيطان على قلوبنا. عندها نصل إلى الحياة الإلهيّة في المسيح الممجّد إلى الدهر آمين.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللحن السابع
حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّص الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحًا العالم الرحمةَ العظمى.
طروباريّة القدّيس يوحنّا السلّميّ باللحن الثامن
للبرَّيّة غَير المُثمرة بمجاري دُموعِك أمْرعتَ، وبالتنهُّداتِ التي منَ الأعماق أثمرْتَ بأتعابك إلى مئةِ ضِعفٍ، فَصِرتَ كَوكبًا للمَسْكونةِ مُتلألئًا بالعجائِب يا أبانا البارَّ يوحنّا. فتشفَّعْ إلى المسيح الإله في خلاصِ نفوسِنا.
القنداق باللحن الثامن
إنّي أنا عبدَكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُندِيَّة محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقذةٍ مِنَ الشدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّةَ التي لا تُحارب أعتقيني من صُنوفِ الشَّدائدِ، حتّى أصرُخ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.
الرسالة: عب 6: 13-20
الربُّ يُعطي قوةً لشَعبِهِ
قدّموا للرّب يا أبناءَ الله
يا إخوة، إنَّ الله لما وَعَدَ إبراهيمَ، إذ لم يُمكِن أن يُقسِمَ بما هُوَ أعظَمُ منهُ، أقسَمَ بنفسِهِ قائلًا: لأباركَنَّكَ بركةً وأُكثِّرَنَّكَ تكثيرًا. وذاك إذ تَأنّى نالَ الموعد. وإنّما الناسُ يُقسِمونَ بما هُوَ أعظَمُ منهمُ، وتنْقَضِي كلُّ مُشاجَرَةٍ بينُهم بالقَسَم للتَثْبيتِ. فَلِذلك، لمَّا شاءَ اللهُ أنْ يَزيد وَرَثَةَ الموعِد بَيانًا لعدَمِ تَحوُّلِ عزْمِهِ، توسَّط بالقسَم حتَّى نَحصُلَ، بأمْرَيْنِ لا يتحوَّلان ولا يُمكِنُ أن يُخِلِفَ اللهُ فيهما، على تعْزيَةٍ قويّة نحنُ الذين التجأنَا إلى التَّمَسُّكِ بالرَّجاءِ الموضوعِ أمامَنا، الذي هو لنا كَمِرساةٍ للنَفْسِ أمينةٍ راسِخة تَدْخُلُ إلى داخِلِ الحِجاب حيث دَخَل يسوعُ كسابقٍ لنا، وقَدْ صارَ على رُتبةِ مليكصادَق، رئيسَ كهنةٍ إلى الأبَدِ.
الإنجيل: مر 9: 17-31
في ذلك الزمان، دنا إلى يسوع إنسانٌ وسَجدَ له قائلًا: يا مُعَلِّمُ قد أتيْتُك بابْني بِه روحٌ أبْكَم، وحيثما أخذهُ يصرَعُهُ فيُزبْدُ ويصرِفُ بأسنانِه وَييبَس. وقد سألتُ تلاميذَكَ أن يُخرجوهُ فلم يَقدِروا. فأجابَهُ قائلًا: أيُّها الجيلُ غيرُ المؤمِن، إلى متى أكونُ عِندَكُم، حتّى متى أحتْمِلُكُم؟ هَلُمَّ بهِ إليَّ. فأتوهُ بهِ. فلما رآهُ للوَقتِ صَرَعَهُ الروحُ فسَقَطَ على الأرض يَتَمَرَّغُ ويُزبدُ. فسأل أباهُ: منذ كَمْ مِنَ الزمان أصابَهُ هذا؟ فقالَ: مُنذُ صِباهُ، وكثيرًا ما ألقاهُ في النار وفي المياهِ ليُهلِكَهُ، لكنْ إنّ استَطَعْتَ شيئًا فَتَحَنَّنْ علينا وأغِثنا. فقال لَهُ يسوعُ: إن استَطَعْتَ أن تُؤمِنَ فكُلُّ شيءٍ مُستطاعٌ للمؤمِن. فصاحَ أبو الصبيّ مِنْ ساعَتِه بدموع وقالَ: إنّي أُومِنُ يا سيِّد، فأغِث عَدَم إيماني.
فلمّا رأى يسوعُ أنَّ الجميعَ يتبادَرون إليهِ انتهَرَ الروحَ النجِسَ قائلًا لَهُ: أيُّها الروحُ الأبْكمُ الأصَمُّ، أنا آمُرُكَ أن اخرُج مِنهُ ولا تعُدْ تَدخُل فيه، فصرَخَ وخبَطهُ كثيرًا وخرجَ مِنهُ فصارَ كالمَيْت، حتّى قال كثيرون إنَّه قدْ ماتَ. فأخذَ يسوعُ بيدِه وأنهضه فقام. ولما دخلَ بيتًا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نخرجَه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنسَ لا يُمكِنُ أن يخرجَ بشيء إلّا بالصَّلاة والصَّوم. ولما خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدريَ أحَدٌ، فإنّه كان يُعَلِّمُ تلاميذَه ويقولُ لهم: إنّ ابنَ البشرِ يُسَلَّمُ إلى أيدي النّاس فيقتُلُونَهُ وبعد أن يُقْتَلَ يقومُ في اليوم الثَّالِث.
في الإنجيل
يبدأ المقطع الإنجيليّ بإنسان أتى إلى يسوع ساجدًا وطالبًا منه أن يشفي ابنه الذي به "روح أبكم". يصف هذا الأب المتألّم العوارض التي تنتاب ابنه هذا المسكون من الشيطان.
من يقرأ هذه العوارض التي تصيب هذا الصبيّ "كان يصرعه فيزبد ويصرف بأسنانه وييبس" فسوف يعتقد أنّ هذه العوارض هي عوارض شخص مصاب "بالصرع" أو بأيّ مرض عقليّ كالجنون مثلًا.
إذ إنّ عوارض الصَرَع قد تتشابه مع هذه العوارض المذكورة في الحادثة. ولكن ممّا لا شك فيه أنّ هذا الصبّي كان مسكونًا "بروح نجس" كما يُسميه الربّ يسوع.
من الواضح تمامًا أنّ هذا الصبيّ لم يكن يتحكّم بحركاته أو تصرّفاته بل كان خاضعًا لقوّة خارجيّة هي قوّة الشرير. هذا الروح "الأبكم والأصمّ" عدوّ كلّ خير كان يؤذي الصبيّ فكان "كثيرًا ما يُلقيه في النار وفي المياه ليهلكه".
هذه الحادثة تثبت حقيقة وجود الشيطان. إذ إنّ الشيطان أو "الروح الشرير" ليس مجرّد فكرة أو وهم بل الشيطان "كائن" حقيقيّ وموجود. الربّ يسوع نفسه أعلن للتلاميذ قائلًا: "رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لوقا 1: 17). لقد انتهر الربّ يسوع "الروح النجس" قائلًا له:
"أنا آمرك أن أخرج منه ولا تعُد تدخل فيه" لقد أثبت الربّ يسوع سلطانه على الأرواح الشريرة، والذي كان أحد علامات اقتراب ملكوت السموات.
يقول الإنجيل إنّ يسوع عندما سأل تلاميذه أن يأتوا بالصبيّ إليه، لما رآه "للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويزبد". لقد أدرك "الروح الشرير" أنّه يقف أمام ربّ القوّات له المجد فأخذ يتخبّط. لقد أدرك أنّ نهايته قريبة فتصرّف كما يتصرّف وحش مفترس مُصاب إصابة مُميتة، يحاول المحاولة الأخيرة للهجوم والأذيّة.
يبدو جليًّا أنّ ضَعفَ الإيمان كان السبب وراء عدم قدرة التلاميذ على طرد هذا "الروح النجس" لهذا سأل الربّ يسوع أبا الصبيّ قائلًا له:
"إن استطعت أن تؤمن فكلّ شيء مُستطاع للمؤمن". إنّ موقف والد الصبيّ يُعتبر من أجمل مواقف التواضع والإيمان. لقد أجاب بدموع حارّة قائلًا:
"إنّي أؤمن يا ربّ، ولكن ربّما إيماني يتزعزّع في بعض المرّات بسبب هَولِ التجارب وصعوبتها، ولكن أنت شدِّد إيماني وثبّته على صخرة الاعتراف بك.
لقد سأل التلاميذ معلّمهم "لماذا لم نستطع نحن أن نخرجه، فقال لهم "إنّ هذا الجنس" لا يُمكن أن يخرج بشيء إلّا بالصلاة والصوم".
يظهر من هذا التعليم أنّ الصلاة والصوم شرطان ضروريّان للتغلّب في الحرب على الشيطان، هما أساسيّان للحياة الروحيّة وللإيمان وليسا أمرين زائدين أو قيمة مُضافة إلى جهادنا الروحيّ. الصوم والصلاة ليسا حكرًا على الرهبان والراهبات بل هما للجميع وإن اختلفت طريقة ممارستهما ودرجتها بين العلمانيّين والرهبان.
الربّ يسوع نفسه صام أربعين يومًا قبل التجربة ويُذكر في الأناجيل أنّه كان دائمًا ينفرد عن التلاميذ للصلاة (لو 22: 39) و(مرقس 1: 35).
في هذا الأحد الرابع من الصوم الأربعينيّ نكون قد تجاوزنا نصف زمان الصيام المقدّس فتُقدِّم إلينا الكنيسة المقدسّة سلاحين روحيّين فعّالين لنتابع مسيرتنا نحو الكمال هما الصوم والصلاة المذكوران في المقطع الإنجيليّ. كما تضع أمامنا نموذجًا ومثالًا للفضيلة والنسك يُحتذى به في مسيرتنا نحو الكمال وهو تذكار القدّيس يوحنّا السلّميّ التي تدعوه الكنيسة:
"فخر النسّاك، والذي كان على الأرض ملاكًا وفي السماء إنسان الله. زينة العالم، نعيم الفضائل والصالحات". (غروب الأحد)
يوحنّا رجل الارتقاء
إنّ يوحنّا الذي في حياته كان مائتًا بالجسد، ولئن ظهر ميتًا فاقد النسمة فهو حيّ إلى الأبد
وإذ ترك مؤلَّفه الذي به ارتقى إلى العلا وصعد، فأعلن به جليًّا منهج الصعود لكلّ أحد.
سنسكار العيد
المعلومات شحيحة عن حياة رجل الله يوحنّا السينائيّ الملقّب بالسلّميّ. لم يكن شهيدًا مظفّرًا ولا معترفًا شجاعًا ولا رئيسَ كهنة متوشّحًا بالله، بل كان ناسكًا وقورًا، عاش متخفّيًا خلف غمامة التواضع الإلهيّة ملتحفًا بالطاعة.
قدم إلى سيناء، وهو في السادسة عشرة من عمره ونسك في جبلها لمدّة ستّين عامًا. في البدء أمضى تسعة عشر عامًا مطيعًا شيخه وإرشاداته. ثمّ عاشَ أربعين عامًا في مغارة "وحيدًا مع الله الواحد". أمّا السنوات الخمس الأخيرة من عمره فأمضاها أيضًا مطيعًا طلب إخوته في الدير وإلحاحهم في أن يتسلّم رئاسة الدير، وقيادتَهم الروحيّة.
لم يجترح الآياتِ والعجائبَ الباهرة لا في حياته ولا بعد موته، بل كانت سنو حياته المديدة ممهورةً بختم تواضع القلب وسلامِ الروح القدس. كان كصوت النسيم العليل الذي رأى فيه موسى، في الجبل عينه، الله الذي لا يسعه مكانٌ موسوعًا فيه (3 ملو 19، 12). وكما دوّن الشاعر في السنكسار، عاش يوحنّا وكأنّه ميت ناقلًا في جسده، إلى العالم أجمع، إماتة الربّ يسوع لتظهر حياةُ يسوع في جسده المائت والمتقدّس (2 كور 4، 10-11).
ربّما ما كنّا سنعرف شيئاً عن هذا الرجل المتقدّس، كحال الكثيرين من القدّيسين المجهولين الذين عاشوا على هذه الأرض متخفّين وسكنوا أورشليم العلويّة، لكنّ إله المحبّة، ورأفةً بشعبه، قد دبّر لهذا القدّيس أمرًا آخر، إذ منحه موهبة التعليم ولم يشأ أن تبقى حياتُه في الروح القدس مخفيّة عن قلوب المؤمنين. فتدفّق من فمه المحرَّك من الله فيضٌ من التعليم والإرشاد بهدف بنيان إخوةٍ له ومعاضدتِهم.
لكن، وكما يخبرنا دانيال رايثينوس، مدوّن سيرة حياته، عندما نعته بعض الحسّاد والأشرار بأنّه "كثير الكلام وثرثار" أغلق فمَه "وصمت منذ ذلك الوقت" حتّى لا يسيء إلى إخوته السقماء.
لكنّ الله فتح له بابًا آخر ليُصدر منه روائعَ حكمتِه الروحيّة.
فحرّك يده ليدوّن ويُروّي ليس فقط إخوته في سيناء في زمنه بل كلَّ وجه الأرض إلى دهر الداهرين. فدوّن كتابًا وحيدًا نُعِتَ "بالأسد الروحيّ" أي "السلّم".
كلّ من كان له الحظّ أن يحّج إلى سيناء رأى ذلك السلّم المنحوت اللامتناهي وصعده درجة درجة وارتقى من الأرض إلى قمّة الجبل، حيث لاقى موسى الربَّ وتلقّى لوحَيْ الشريعة.
من هذا السلّم استوحى يوحنّا سُلَّمه، المؤلّف من ثلاثين درجة (مقالة) ترتقي بالإنسان من الأرضيّات إلى السماويّات، من العالم إلى أحضان الله. إنّه واحد من أكثر الكتب روحانيّة.
أسلوبه بسيطٌ ومتينٌ، مقتضبٌ وهادفٌ لكنّه يتضمّن ديناميّةً وحلاوةً لا تنضبان. يفتنكَ، يستلبك، يعلّمك، يقودك، يعضدك ويستفزّك ليدفعك إلى سلوك هذه الطريق الارتقائيّة نحو الله.
رقد يوحنّا في 30 آذار عام 600 م. تعيّد له الكنيسة في هذا التاريخ. لكنّ ذكراه تقام في الأحد الرابع من الصوم،
فقد ارتأت الكنيسة أن تضع، في زمن الصوم، هذا القدّيس نموذجًا وقدوةً لهم في الصلاة والصوم والطاعة والصمت.
سُلَّمُه كان صورة عن حياته التي جسّد خلالها للمؤمنين كلّ مُثُلِ الارتقاء نحو الله.
"إِرتقوا، اِرتقوا، يا إخوة منظّمين الارتقاءات بحسن استعدادٍ في القلب. أسرعوا، أرجوكم... لنبلغ وإيّاكم الدرجة الأخيرة، درجة المحبّة، حيث أنّ الله محبّة".(خاتمة كتاب السلّم).