الأحد 23 آذار 2025

الأحد 23 آذار 2025

19 آذار 2025

الأحد 23 آذار 2025
العدد 12
الأحد الثالث من الصوم
اللحن السادس، الإيوثينا السادسة


أعياد الأسبوع:

23: السُّجود للصليب المقدَّس، الشَّهيد نيكن وتلاميذه الـ 199 المستشهدون معه، 24: تقدمة عيد البشارة، أرتامن أسقُف سَلَفكية، 25: عيد بشارة والدة الإله الفائقة القداسة، 26: عيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل، إستفانوس المعترف، 27: الشَّهيدة مطرونة التسالونيكيَّة، النبيّ حنانيا، 28: البارّ إيلاريُّون الجديد، المديح الرابع، 29: مرقس أسقُف أريثوسيون، كيرلّلس الشمّاس والذين معه.


كهنوت المسيح إلهنا

يصل الكهنوت المقدّس إلى ذروته في شخص الربّ يسوع المسيح، كما يتجلّى في الرسالة إلى العبرانيّين، التي هي، في جوهرها، أشبه بعظة أكثر منها برسالة. فهي تبدو وكأنّها نصٌّ فريدٌ يجد بعضهم صعوبة في استيعابه، إذ يغلب عليه طابع لغة الشعائر المرتبطة بالهيكل في أورشليم، فضلًا عن صوره المليئة بمفاهيم الذبيحة. 

ومع ذلك، تُقدّم الرسالة إلى العبرانيّين توسّعًا تفصيليًّا في بعض التعاليم المرتبطة بذبيحة المسيح الكهنوتيّة، التي طرحها الرسول بولس في رسائله، مثل الرسالة إلى رومية، والرسالة إلى غلاطية، والرسالة إلى أهل فيلبّي، وغيرها من الرسائل.

ومن الجدير بالذكر أنّ الرسالة إلى العبرانيّين لا تشكّل مجرّد حجّة للاستدلال على أنّ المسيح كاهنٌ، بل تُعدّ خطابًا موجّهًا إلى جماعة من المؤمنين، يتناول موضوع خدمة المسيح الكهنوتيّة، بهدف قطع الصلة بالنظام الدينيّ السابق، الذي فشل في تحقيق الكمال، والدعوة إلى التزام كامل بالسير في تدبير الله الخلاصيّ. 

يهدف الرسول بولس في بعض ما يصفه إلى دعم ما كتبه في بداية الرسالة: «لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعُهُمْ مِنْ وَاحِدٍ» (عبرانيّين 2:11)، ليستنتج لاحقًا: «لأَنَّهُ فِيمَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ» (عبرانيّين 2:18). 

وهكذا، فإنّ الذين يصبرون على الآلام ويرفعون صلواتهم وتوسّلاتهم، يتأكّدون من أنّهم سيُقادون إلى المجد والكمال والخلاص بكاهنهم العظيم، الابن الذي تألّم بالمثل وذاق الموت.

ثمّة حقيقتان أساسيّتان تتعلّقان بكهنوت المسيح تظهران بوضوح في الرسالة إلى العبرانيّين، وهما رتبته ووظائفه. 
تشير الرتبة إلى درجة الكهنوت، بينما تتعلّق الوظائف بمختلف مهامّ خدمته الكهنوتيّة. إنّ رتبة المسيح الكهنوتيّة ليست على رتبة هارون، بل على رتبة ملكيصادق، كما يتّضح جليًّا في الفصل السابع من الرسالة. 

فالمسيح كاهن، مثل ملكيصادق بل وأسمى منه بكثير، فإنّه لا سلف له في هذا المقام العظيم، ولا خلف. وفي هذا يتميّز عن الجميع وهو كامل إلى الأبد.

علاوة على ذلك، ووفقًا لنموذج ذبائح هارون الكهنوتيّة، لكن بما يفوق هارون وذبائحه الحيوانيّة التي كانت تُقدَّم في الهيكل الأرضيّ، يقوم المسيح، «رئيس كهنتنا العظيم»، بتقديم ذبيحة كهنوتيّة أبديّة مرّة واحدة فقط وذلك في الهيكل السماويّ، حيث كان هو «المُقَرِّبُ والمُقَرَّبُ» في آنٍ واحد، كما يخبرنا الفصلُ التاسع من الرسالة.

أقام الله هارون ليُقدّم الذبائح، "وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هَذِهِ الْكَرَامَةَ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ المَدْعُوُّ مِنَ اللهُ، كَمَا هَارُونَ أَيْضًا". 
فالاختيار الإلهيّ عنصر مهمّ جدًّا في تبوّء رتبة الكهنوت. هكذا يعلّمنا الرسول بولس أنّ الله سبق وأقام منذ البدء ابنه كاهنًا إلى الأبد "على رتبة ملكيصادق". 

كان الكهنوت الهارونيّ ظلًّا لكهنوت المسيح الأبديّ، وكان تشفّع الكهنة بضعفات الشعب ليخبر مسبقًا بتحنّن كاهننا العظيم الذي تجرّب مثلنا وخبِر الآلام ويُسرع لمعونتنا، يغفر خطايانا ويمنحنا نعمة روحه القدّوس.
ما أقدس الاحتفال بذبيحة المسيح الأبديّة في الإفخارستيّا، الذبيحة غير الدمويّة. 

هناك نقف أمام مذبح المسيح إلهنا العظيم نفسه، حيث يُقرّب هو الذبيحة بدموع المحبّة والرأفة على شعبه الواقف المصلّي إليه، يرفع تضرّعه أمامه ويُخبر قدّامه بأحزانه. هذه هي اللحظة الأقدس التي سبق الآب فدبّرها لخلاص جميع المؤمنين بابنه الأزليّ الكاهن العظيم.

الأرشمندريت يعقوب خليل
عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ


طروباريّة القيامة باللحن السادس

إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحًا الحياة، فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.

طروباريّة الصليب باللحن الأوّل

خلِّصْ يا ربِّ شعبكَ وبارك ميراثك، وامنح عبيدَكَ المؤمنين الغلبة على الشرير، واحفظ بقوّةٍ صليبِك جميعَ المختصّين بك.

القنداق باللحن الثامن

إنّي أنا عبدَكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُندِيَّة محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقذةٍ مِنَ الشدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّة التي لا تُحارب أعتقيني من صُنوفِ الشَّدائدِ، حتّى أصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.


الرسالة: عب 4: 14-16، 5: 1-6
خلِّص يا ربُّ شَعبَك وباركْ ميراثك
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ إلهي


يا إخوة، إذ لنا رئيسُ كَهَنةٍ عظيمٌ قد اجتازَ السماواتِ، يسوعُ ابنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بالاعترافِ. لأنْ ليسَ لنا رئيسُ كهنةٍ غيرُ قادرٍ أن يَرثيَ لأوهانِنا، بل مُجَرَّبٌ في كلِّ شيءٍ مِثلَنا ما خَلا الخطيئة. فَلْنُقْبلْ إذًا بثقة إلى عرشِ النعمةِ لنِنالَ رحمةً ونجدَ ثِقةً للإغاثةِ في أوانها. فإنَّ كلَّ رئيسِ كهنةٍ مُتَّخَذٍ من الناسِ ومُقامٍ لأجلِ الناس في ما هو لله ليُقرّبَ تَقادِمَ وذبائحَ عن الخطايا، في إمكانِهِ أنْ يُشفِقَ على الذينَ يجهَلونَ ويَضلّونَ لِكونِهِ هو أيضًا مُتَلَبِّسًا بالضَعْفِ. ولهذا يجب عليهِ أنْ يقرِّبَ عن الخطايا لأجلِ نفسِهِ كما يُقرِّبُ لأجلِ الشعْب. وليس أحدٌ يأخذُ لِنَفسِهِ الكرامةَ بَلْ من دعاه الله كما دعا هارون. كذلكَ المسيحُ لم يُمَجِّدْ نَفْسَهُ ليصيرَ رئيسَ كهنةٍ بل الذي قالَ لهُ: "أنْتَ ابني وأنا اليومَ ولدْتُكَ". كما يقولُ في مَوضِعٍ آخرَ: أنْتَ كاهنٌ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ ملكيصادق.


الإنجيل: مر 8: 34-38، 9: 1

قال الرَبُّ: مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني فَلْيَكْفُرْ بنَفْسِهِ ويَحمِل صَليبَه ويَتبَعْني. لأنَّ مَنْ أرادَ أنْ يُخَلِّصَ نفسَه يُهْلِكُها، ومَنْ أهلكَ نفسَهُ مِن أجلي وَمِنْ أجْلِ الإنجيل يُخَلِّصُها. فإنَّهُ ماذا يَنْتَفِعُ الإنسانُ لو رَبحَ العالَم كُلَهُ وخَسِرَ نفسَهُ؟ أمْ ماذا يُعطي الإنسانُ فِداءً عن نَفْسِهِ؟ لأنَّ مَن يَسْتحي بي وبكلامي في هذا الجيلِ الفاسقِ الخاطئ يَسْتحي بهِ ابْنُ البَشَر متى أتى في مَجْدِ أبيهِ مَع الملائكةِ القِدِّيسين. وقالَ لهُمْ: الحقَّ أقولُ لكم إنَّ قَوْمًا مِنَ القائمين ههنا لا يَذوقونَ الموْتَ حتّى يَرَوا مَلكوتَ اللهِ قد أتى بقُوّةٍ.


في الإنجيل             

يدعونا يسوع في هذه القراءة من إنجيل مرقس إلى أن نقوم بثلاثة أشياء أساسيّة لكي نخلص كمؤمنين: أوّلاً أن نكفر بأنفسنا، ثانيًا أن نحمل صليبنا وثالثًا أن نتبعه. 
لكلّ من هذه الأمور الثلاثة معنًى وأهميّة. فالأمران الأوّلان، الكفر بالذات وحمل الصليب، يُفسّران في الآية التالية بإهلاك الذات بهدف الاتّحاد بالمسيح وتحقيق البشرى السارّة.
الكفر بالذات هو نفسه نكران الذات. وهذا عكس ما يبشّر به مجتمعنا اليوم وبخاصّة علم النفس الذي يدعو إلى حبّ الذات والقيام بكلّ ما ترغب فيه أنفسنا بحجّة أنّنا نعيش مرّة واحدة. 

فهذا الفكر الدهريّ والعالميّ هو الذي يسيطر على البشر اليوم، كبارًا وصغارًا.
أمّا دعوة المسيح والكنيسة للمؤمنين هي دعوةٌ نسكيّة إلى الزهد في العالم والممتلكات وتجنّب الرغبات الشهوانيّة والإعراض عن الأهواء. 

حتّى إنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة تحثّ مؤمنيها على ترويض الفكر وضبطه عن الجنوح إلى أفكارٍ ملتوية مشبعة بالغرائز والأهواء الشهوانيّة وعدم محاورتها ولا محاججتها، بل إلى محاربتها حربًا ضروسًا بسلاح الصلاة القلبيّة والسجدات والأصوام.

إنّ إشباع الرغبات والشهوات الذاتيّة والسعي وراء المال والممتلكات هو ما يقول عنه المسيح هنا إنّ الإنسان يربح العالم، ولكنّه بالحقيقة يخسر الملكوت، إذ إن المسيح وضع شرطًا لكي نخلص وهو أن ننكر العالم وشهواته وممتلكاته كلّها.

وأمّا حمل الصليب الذي يدعونا إليه المسيح فهو أن نصلب إرادتنا مع أهوائنا ورغباتنا وشهواتنا وجموحنا الخاصّ. 

وهذا يعني الموت عنها ونكرانها ورفضها ورذلها ووضعها في قمامة هذا الدهر. لماذا هذا كلّه؟ 
لأنّ هذه الأمور كلّها تجذب الإنسان إلى التراب وإلى كلّ ما هو أسفل. وأمّا حمل الصليب، فيرفعنا كما ارتفع المسيح على صليبه الخاصّ من الأرض إلى السماء.

إنّ نكران الذات ورفض كلّ ما يخصّ الجسد من شهوات ورغبات هو ليس عملًا روحيًّا رومانسيًّا نقوم به لنتبجّح به ونتعالى على باقي البشر لكوننا نُسكيّين. بل إنّه عملٌ محفوفٌ بالآلام، لأنّه حرب ضدّ أنفسنا، ضدّ وعكس كلّ ما نرغب فيه ويريحنا.
كلّ ما سبق ذكره لا يكتمل من دون الشرط الثالث، ألا وهو اتّباع المسيح. البشر كلّهم يحملون صلبانًا بأشكال وألوان ومضامين مختلفة. 

ما يميّز المسيحيّ هو القدرة على تلبية دعوة الله له وبالتالي أن يقبل صليبه ويحمله ويتحمّله وأن يتبع المسيح، أي أن يحبّه ويطيع أوامره ويعتمد عليه ويصوم رغبة به ويسير بحسب تعاليمه ويناجيه ويخاطبه ويتناول جسده الطاهر ودمه الكريم ويعيش حياة الكنيسة والجماعة والأسرار ويشترك في ما له ويعطي من دون أن ينتظر من الآخرين مقابلًا. 

أن يتبع المسيح هو أن يسير وراءه على درب الجلجلة المؤدّي إلى القبر والقيامة. هذا هو الإنجيل الذي يذكره يسوع في هذه القراءة، أي البشرى السارّة، بشرى القيامة والخلاص.


الألم الشافي

منذ شبابي آلام (أهواء) كثيرة تحاربني.
نسمع هذه الآية من المزمور في معظم ترانيم سَحَر يوم الأحد. 
الآلام ترافق الإنسان منذ اللحظة الأولى لولادته فهو بالألم والشدّة يأتي من بطن أمّه، وعلى مدى سنوات عمره سواءٌ أطالت أم قصرت يمرّ بمتاعب وأمراض متنوّعة الخطورة والثقل. 

لا ينجو من الألم ابن بشر، ولكن، ما يميّز فردًا عن آخر هو كيفيّة قبوله الألم. هناك من يتضايق ويتبرّم ويستنكر، وغالبًا ما يصل البعض إلى لَوم الربّ ومعاتبته على ما يلاقيه من ألم، "يا ربّ ماذا فعلت أنا لكي يصيبني هذا المرض؟". 

جملة كثيرًا ما نسمعها من أناس يتذمّرون ويسائلون الله ويعتبرونه سبب آلامهم.

لا يمكن أن يكون الله مصدرًا للآلام والأوجاع، إنّما هو الشرير عدوّ الإنسان المتربّص به دائمًا لإيذائه، كما أنّ الإنسان نفسه يمكن أن يكون سبب آلام وأمراض له ولغيره، ربّما بسلوكه واستغراقه في ملذّات عابرة مؤذية، وحتّى باختراعاته وعلومه التي ينحرف بها ويستخدمها للسيطرة وتحقيق أطماعه، والسبب الأهمّ هو بعده عن الله ومخالفته لوصاياه.

كيف يكون الله سبب شقاء الإنسان وهو كليّ الرأفة والمحبّة والحنان؟ 
هو الذي قبل موت الصليب من أجل خلاص البشر، ألم نسمع الربّ يسوع المسيح قائلًا لتلاميذه: 
"من منكم وهو أب يسأله ابنه خبزًا فيعطيه حجرًا، أو سمكة فيعطيه حيّة بدل السمكة، أو إذا سأله بيضة أفيعطيه عقربًا. 

فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيّدة، فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه. (لو11: 11).
بالمقابل هناك أناس يجدون في الآلام والمرض فرصة للتقرّب إلى الله أكثر، فيبحثون عن فائدة روحيّة يجنونها من خلال صبرهم وشكرهم.

ها هو الرسول بولس يقول في (2 كو12: 7 - 9) "لئلّا أرتفع بفرط الإعلانات، أُعطيتُ شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني لئلّا أرتفع"، لم يتأفّف ولم يحتجّ بل أدرك الهدف من وراء ألمه. هكذا يتصرّف المؤمن الحقيقيّ الذي يسلك بنور تعاليم الإنجيل.
 
كم من مرضى كثيرين يقبلون الأمراض والآلام، بفرح، ويشكرون الربّ دائمًا؛ لقد سلكوا بشُكرهم هذا طريق الحياة الأبديّة وهم على الأرض، إنّهم يفرحون بمشاركتهم المسيح في صليبه، ورسله وشهدائه وقدّيسيه في أوجاعهم، لقد استوعبوا القول الإنجيليّ "بصبركم تقتنون أنفسكم" (لو21: 19)، هذا الصبر ليس قدرة خاصّة لدى الإنسان، لكنّه يحصل عليه من قوّة إيمانه بالله واتّكاله عليه وانتظار ملكوته، بيقينه أنّ أيام حياته على الأرض معدودة وقليلة بالقياس إلى ما ينتظره هناك، لذلك يجاهد محتملًا ومترقّبًا؛ كمَن يقف على رصيف محطّة ينتظر قطارًا يحمله إلى وجهة دائمة أكثر راحة وحلاوة وأمانًا حيث الأبرار والقدّيسون يعاينون مجد الله.

حقًا إنّه ألمٌ شافٍ، ألمٌ ينقل الإنسان من الأرض التي يعيش عليها إلى السماء، إنّه ألمُ التنقية والتطهير والسموّ والانتقال بالنفس إلى ما هو حقيقيّ ودائم وأبديّ.
إنّها لأيّام مجيدة ومباركة (أيّام الصوم الأربعينيّ). 

فلتكن فرصة للتدريب على اقتناء الصبر بضبط الحواسّ والميول والرغبات التي تجرّنا إلى الأرضيّات الفانيات، وبقدر ما نحقّق من إنجازات في اقتناء الصبر، نقبل كلّ شيء على أنّه خطوة في المسيرة نحو الشركة مع المسيح، وندرك أنّ آلامنا ليست سوى، عقاقير شفاء نفوسنا.