الأحد 27 تمّوز 2025
23 تموز 2025
الأحد 27 تمّوز 2025
العدد 30
الأحد السابع بعد العنصرة
اللحن السادس، الإيوثينا السابعة
أعياد الأسبوع:
27
: الشَّهيد بندلايمون الطبيب الشَّافي، البارَّة أنثوسة المعترفة، 28: بروخورس ونيكانر وتيمن وبرميناس الشَّمامسة، إيريني خريسوفلاندي، 29: الشَّهيد كالينيكوس، ثاوذوتي وأولادها، 30: سيلا وسلوانس ورفقتهما، 31: تقدمة عيد زيّاح الصليب، الصدِّيق أفذوكيمُس، يوسف الرَّامي
.
النميمة والكلام البطّال:
رؤى في ضوء تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية
"أيّها الربّ وسيّد حياتي، أعتقني من روح البطالة والفضول وحبّ الرئاسة
". صلاة التوبة للقدّيس أفرام السريانيّ
.
يا إخوتي في المسيح، النميمة والكلام البطّال هما آفتان روحيّتان تهدّدان نقاء المؤمن، وتعيقان تقدّمه نحو القداسة والشركة مع الله. لقد حذّر آباء الكنيسة من هذه الخطايا، واصفين إيّاها بأنّها من أسلحة الشيطان المدمّرة. فالنمّام، كما يقول القدّيس يوحنّا السلّميّ، "عبد للشيطان، لأنّه يزرع في القلوب ما هو مضادّ للسلام والمحبّة". أمّا الصمت، فهو طوق نجاة، إذ قال القدّيس إسحق السريانيّ: "الصامت ينجو من السقوط في العديد من الخطايا، والنمّام يُثقِل نفسه بخطايا ليست له
".
النميمة: خيانة للمحبّة الإلهيّة
النميمة ليست مجرّد حديث عن الآخرين في غيابهم، بل هي انحراف عن المحبّة الإلهيّة. وصفها الآباء بـ"القتل الروحيّ"، لأنّها تدمّر سمعة القريب، وتقطع روابط المحبّة، وتزرع العداوة. يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "النميمة أشدّ فتكًا من السيف؛ السيف يقتل الجسد، أمّا النميمة فتقتل الروح وتفرّق بين الأصدقاء". ويشير القدّيس أنطونيوس الكبير إلى أنّ النمّام يشترك في عمل الشيطان، فيقول: "الشيطان لا يعمل شيئًا سوى زرع الخصومات بين الناس، وهكذا هو النمّام
".
الكلام البطّال: دليل على فراغ الروح
الكلام البطّال يشمل كلّ حديث فارغ لا معنى له. إنّه علامة على اضطراب داخليّ وفراغ روحيّ. يقول السيّد المسيح: "إنّ كلّ كلمة بطّالة يتكلّم بها الناس سوف يعطون عنها حسابًا يوم الدين" (متّى ٣٦:١٢). ويرى القدّيس نيلوس السينائيّ أنّ الكلمة التي لا تصدر عن الصلاة هي كلمة زائدة تقود الإنسان بعيدًا من الله. أمّا القدّيس إسحق السريانيّ، فقال: "حيث يكثر الكلام، هناك خطيئة. أمّا الصمت فهو تربة الفضيلة
".
آثار النميمة والكلام البطّال
إطفاء الروح القدس: القلب المشتغل بالنميمة لا يمكن أن يكون مسكنًا للروح القدس. يقول القدّيس مكاريوس الكبير: "الروح القدس لا يسكن في قلب يمتلئ بالثرثرة
".
هدم المحبّة: الكلام الجارح، كما يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، "شوكة تطعن جسد المسيح، لأنّنا جميعًا أعضاء فيه
".
تدمير السلام الداخليّ: النميمة والكلام الفارغ يسرقان السلام من القلب. يقول القدّيس أمبروسيوس: "من يعتاد الحديث عن الآخرين، لن يعرف السلام الداخلي
".
وسائل علاج هذه الآفات
ضبط اللسان والصمت المقدّس: الصمت ليس مجرّد امتناع عن الكلام، بل هو حالة روحيّة تولّد الصلاة النقيّة. قال القدّيس يوحنّا السلميّ: "الصمت المقدّس يولّد الصلاة النقيّة، أمّا الكلام الفارغ فيطفئها
".
التأمّل في خطايانا الشخصيّة: يدعونا القدّيس دوروثيوس الغزّاويّ إلى التركيز على ذواتنا قائلًا: "كما نغسل وجوهنا كلّ صباح، يجب أن ننظف قلوبنا من الأفكار التي تقودنا إلى الكلام البطّال
".
الصلاة المستمرة: اللسان المنشغل بالصلاة لا يجد وقتًا للنميمة. قال القدّيس يوحنّا كرونشستادت: "حين ينشغل اللسان بالصلاة، لا يجد الوقت للكلام الفارغ
".
المحبّة الحقيقيّة: المحبّة تغطّي عيوب الآخرين وتحمي من السقوط في خطيئة النميمة. يقول القدّيس باسيليوس الكبير: "القلب الممتلئ بالمحبّة لا يرى في الآخرين سوى الخير
".
الاعتراف بخطايانا: الاعتراف بزلّات اللسان يساعد على ضبطه. يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "اعترف بخطايا لسانك، لأنّ الكلمة التي تتوب عنها اليوم قد تنقذك من عثرة الغد
".
دعوة إلى التوبة والتغيير
لننهض من كبوتنا ونُقاوم هذا الهوى المرير الذي يبعدنا عن الله والقريب. فلنلجأ إلى الصلاة، قائلين مع داود النبيّ: "ضع يا ربّ حارسًا لفمي، احفظ باب شفتيّ" (مزمور ٣:١٤١). ولنجعل كلامنا وسيلة لبنيان الآخرين ومجد الله، متذكّرين أنّ "من فضلة القلب يتكلّم الفم" (متّى ٣٤:١٢)
.
طروباريّة القيامة باللحن السادس
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحًا الحياة، فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك
.
طروباريّة القدّيس بندلايمون باللحن الثالث
يا ذخيرة الإشفاق بندلايمون توزّع الأشفية مجّانًا للنفوس وللأجساد، بالروحِ وبعِلْمِكَ وبطرُقِكَ الإلهيّة، هكذا اشفنا من كلّ مرضٍ وتوسّل أيّها الشهيد المجيد إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى
.
قنداق التجلّي باللحن السابع
تجلّيتَ أيّها المسيحُ الإلهُ في الجبل، وحسبما وسعَ تلاميذَكَ شاهدوا مجدَك حتّى عندما يعاينونك مصلوبًا، يفطنوا أنّ آلامَكَ طوعًا باختيارك، ويكرزوا للعالم أنّك أنتَ بالحقيقة شعاعُ الآب
.
الرسالة: 2 تيمو 2: 1-10
يفرح الصدّيق بالربّ
استمع يا الله لصوتي
يا ولدي تيموثاوُسَ، تَقوَّ في النعمةِ التي في المسيحِ يسوع. وما سمِعتَهُ مِنّي لدى شُهودِ كثيرينَ استَودِعْهُ أُناسًا أمُناءَ كُفؤا لأن يُعلِّموا آخَرِينَ أيضًا. احتَمِل المشقَّاتِ كجُنديّ صالحٍ ليسوعَ المسيح. ليسَ أحدٌ يتجنَّدُ فيرتَبِكُ بِهُموم الحياة. وذلك ليُرضيَ الذي جنَّدهُ. وأيضًا إن كانَ أحدٌ يُجاهِدُ فلا ينالُ الإكليلَ ما لم يُجاهِدْ جِهادًا شرعيًّا. ويَجبُ أنَّ الحارِثَ الذي يتَعبُ أن يشتَرِكَ في الإثمار أوّلًا افهمْ ما أقول. فَليُؤتِك الربُّ فهمًا في كلِّ شيء. اذكُرْ أنَّ يسوعَ المسيحَ الذي من نسلِ داودَ قد قامَ من بينِ الأمواتِ على حسَبِ إنجيلي الذي أحتمِلُ فيهِ المشقَّاتِ، حتَّى القيودَ كمُجرمٍ، إلّا أنَّ كلِمةَ اللهِ لا تُقيَّد فلذلك أنا أصبرُ على كلِّ شيء من أجلِ المختارِينَ لكي يَحصُلُوا هم أيضًا على الخلاصِ الذي في المسيحِ يسوع مع المجد الأبديّ
.
الإنجيل: متّى 9: 27-35 (متى 7)
في ذلك الزمان، فيما يسوع مجتازٌ تبعهُ أعميانِ يَصيحان ويقولان ارحمنا يا ابنَ داوُد. فلَّما دخل البيتَ دنا إليهِ الأعميانِ فقال لهما يسوع: هل تؤمنانِ أنّي أقدِرُ أن أفعَلَ ذلك؟ فقالا لهُ: نعم يا ربُّ، حينئذٍ لمس أعينَهما قائلًا: كإيمانِكُما فليكُنْ لَكُما. فانفتحت أعينُهما. فانتَهرَهما يسوعُ قائلًا: انظُرا لا يَعلَمْ أحدٌ. فلَّما خرجا شَهَراهُ في تلك الأرضِ كلّها. وبعد خروجهما قدَّموا إليهِ أخرسَ بهِ شيطانٌ، فلمَّا أُخرِجَ الشيطانُ تكلَّم الأخرسُ. فتعجَّب الجموع قائلين لم يَظهَرْ قطُّ مثلُ هذا في إسرائيل. أمَّا الفرّيسيّون فقالوا إنَّهُ برئيسِ الشياطين يُخرج الشياطين. وكان يسوع يطوف المُدنَ كلَّها والقرى يعلِّمُ في مجامِعِهم ويكرِزُ ببشارة الملكوتِ ويَشْفي كلَّ مَرَضٍ وكلَّ ضُعفٍ في الشعب
.
في الإنجيل
"يا ابن داود، ارحمنا
!"
في هذا الإنجيل، يلتقي يسوع بأشخاصٍ يعانون من أعمق أوجه الضعف: العمى، الخَرَس، والتسلّط الشيطانيّ. لكنّ هؤلاء لا يطلبون شيئًا معقّدًا، يطلبون الرحمة فقط، ويقدّمون إلى المسيح إيمانًا صادقًا
.
يسوع لا يصنع أعجوبة بطريقة سحريّة، بل يسأل
:
"أتؤمنان أنّي أقدر أن أفعل ذلك؟
"
ويؤكد أنّ الشفاء هو ثمرة الإيمان
:
"ليكن لكما بحسب إيمانكما
."
الإيمان الحقيقيّ هو الذي يرى حتّى وسط العمى، ويصرخ حتّى وسط الصمت. هو الثقة التي لا تتزعزع، بأنّ يسوع قادر أن يلمس واقعنا ويغيّره
.
لكن ليس الجميع يفرح بما يصنعه يسوع: الجموع تندهش، أمّا الفرّيسيّون فيتّهمونه
.
الله حين يتحرّك، يكشف ما في القلوب. القلوب النقيّة تفرح، أمّا المتحجّرة فتنتقد
.
وفي ختام المقطع، نراه "يطوف المدن والقرى"، لا يهدأ، لا يرفض أحدًا، يعلّم ويشفي
.
هذا هو ربّنا: حاضر في كلّ مكان، يفتّش عن كلّ قلب مستعدّ ليستقبله
.
هل نصرخ نحن من عمق عجزنا قائلين:"يا ابن داود، ارحمنا"؟
هل نؤمن أنّه قادر أن يعمل فينا؟ وهل نفرح بخلاص الآخرين، أم نحبّ أن يبقى الله ضمن حدودنا الضيّقة؟
الأطبّاء ومهنة الطبّ
تُشيد تعاليم الكنيسة الأرثوذكسيّة بتقدّم العلوم الطبّيّة. فالطبّ نعمة لأنّه يجلب الصحّة. والحياة هبة مقدّسة نرغب فيها بأن نصل، بالتوبة المتجدّدة، إلى وقت يحيا المسيح فينا. هناك تآزر بين الكنيسة والعلم وهذا ما يشير إليه سفر يشوع بن سيراخ (38: 1-15): "أَعْطِ الطَّبِيبَ كَرَامَتَهُ، لأَجْلِ فَوَائِدِهِ فَإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَهُ. لأَنَّ الطِّبَّ آتٍ مِنْ عِنْدِ الْعَلِيِّ... إِنَّ الْعَلِيَّ أَلْهَمَ النَّاسَ الْعِلْمَ، لِكَيْ يُمَجَّدَ فِي عَجَائِبِهِ. بِتِلْكَ يَشْفِي وَيُزِيلُ الأَوْجَاعَ، وَمِنْهَا يَصْنَعُ الْعَطَّارُ أَمْزِجَةً، وَصَنَعْتُهُ لاَ نِهَايَةَ لَهَا. فَيَحِلُّ السَّلاَمُ مِنَ الرَّبِّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. يَا بُنَيَّ، إِذَا مَرِضْتَ فَلاَ تَتَهَاوَنْ، بَلْ صَلِّ إِلَى الرَّبِّ فَهُوَ يَشْفِيكَ. أَقْلِعْ عَنْ ذُنُوبِكَ، وَقَوِّمْ أَعْمَالَكَ، وَنَقِّ قَلْبَكَ مِنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ
..."
تقدّر الكنيسة الأرثوذكسيّة العديد من الأطبّاء وهؤلاء الذي أسّسوا مشافيَ وعملوا بخوف الله، وتكرّمهم كقدّيسين، كالقدّيس بندلايمون، وتُطلق عليهم اسم القدّيسين الأطبّاء الماقتي الفضّة، أي الذين عالجوا مرضاهم دون أجرة مادّيّة أو مالية، بل مجّانًا، لمحبتهم الربّ، وليقينهم بأنّهم نالوا من الربّ مجّانًا موهبة الشفاء، فيعطونها أيضًا مجّانًا. يخدم الأطبّاء المرضى والمتألّمين بكلّ تفانٍ وتعاطف وتواضع ووداعة، وهكذا يبشّرون بمحبّة الله للبشريّة. لذا، لا يقتصر الأمر فقط على امتلاك الأطبّاء معرفة علميّة ومهارات طبيّة عالية، بل على أن يكونوا أيضًا مُشبَعين بمحبّة المخلّص المصلوب المُضحّية، ومتجذّرين بعمقٍ في حقيقة الكنيسة كجسد المسيح. وهكذا، فمهنة الطبّ مجالٌ للتبشير وعمل الخير والمساعدة في جسد المسيح
.
ما هي ميزات الطبيب المسيحيّ؟ الميزة الأولى هي المحبّة المضحّية على غرار محبّة المسيح (انظر 1 كور 13). وهي لا تقتصر على بذل الذات، بل تتعدّاه إلى حدّ الأخذ على عاتقنا آلام الآخر، ودخولنا إلى عالم يهدّد حياتنا. فالطبيب مدعوّ إلى أن يصغي إلى الآخر الموجوع، أي إلى أن يرى ما في داخله من قلق واضطراب وخوف. والإصغاء هنا ليس مجرّد سماع كلمات المريض، بل عمليّة تتطلّب تركيزًا وانتباهًا بنيّة الفهم والتقدير والتعاطف. الإصغاء يدلّ على الانخراط العقليّ والعاطفيّ، وحتّى الوجوديّ، مع ما يُقوله الإنسان المتألّم. وهذا يتطلّب من الطبيب أن يحمل المسيح في داخله، ويعيش درجة عالية من السلام الداخليّ والهدوء، رغم كونه يعالج مريضًا يتخبّط في خطر الموت. إنّ الطبيب يُفرغ ذاته فيمتدّ إلى الآخر، ويتفهّم حقيقة ألم المريض. بهذا المعنى يحمل الطبيب صليب نكران الذات، يتخطّى نفسه ليكون بسلام داخليّ كي يصغي جيّدًا الى ألم الآخر ومعاناته. هكذا يدخل في معاناة الآخر ويشاركه فيها. إنّه يمارس فضيلة الرحمة فيعطي شعورًا عميقًا بالتعاطف مع الآخر، ويتكوّن لديه رغبة قويّة في فعل كلّ ما يمكن لتخفيف معاناته الجسديّة والنفسيّة والروحيّة. يحاول وضع ذاته مكان الآخر، يعيش حالة الشخص الآخر النفسيّة وكأنّها حالته الخاصّة ويقف إلى جانبه. إن لقاء المتألّم هو سرّ كنسيّ عميق، تظلّله النعمة الإلهيّة، ويحضره الملائكة والقدّيسون ووالدة الإله والربّ يسوع المسيح الذي بذل ذاته لنحيا
.
الربّ يسوع هو "طبيب النفوس والأجساد" ممّا يجعل مهنة الطبّ مقدّسة. لذا، تطلب الكنيسة من المؤمن عند المرض بأن يدعو أولًا "شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسمِ الرَّبِّ، وَصلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، والرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ" (يعقوب 5: 13-15). شفاء النفس بواسطة الصلاة وشفاء الجسد بواسطة الأطبّاء الذين يعمل الله فيهم. يعمل الأطبّاء كوكلاء الله، كما يذكر القدّيس باسيليوس الكبير (القوانين المطوّلة، سؤال 55) الذي أسّس مستشفيات.
يدرك العاملون في الحقل الطبّيّ أنّه لكي يُشفى الإنسان بكلّيّته، لا بدّ من تعافيه جسديًّا وروحيًّا ونفسيًّا. الطبيب المسيحيّ يعمل بتناسق مع إيمانه بالخالق، أي بخوف الله وإيمان ومحبّة. فينظر إلى الجسد كهيكلٍ للروح القدس، هيكل مقدّس وجدير بالاحترام والإكرام. وينظر إلى المريض ليس كمجرّد حاوية بيولوجيّة للأمراض، بل كإنسان لديه أيضًا أمور نفسيّة، وعاطفيّة، واجتماعيّة، وروحيّة تؤثّر عليه. الإنسان شخص ذو جسد ونفس وروح ويتألم بكلّيّته. ومن أجل تعزية مرضاه، يتشفّع إلى الطبيب الأعظم والإله المُحبّ من أجل شفاء النفس والجسد
.
لقد قرّر المجمع المقدّس للبطريركيّة المسكونيّة الاحتفال يوم الأحد الأقرب إلى 17 و18 تشرين الأوّل من كلّ عام بذكرى جامعة للأطبّاء القدّيسين الماقتي الفضّة والقدّيس الرسول والإنجيليّ لوقا الطبيب، تقديرًا للمثال القيّم الذي يقدّمه هؤلاء القدّيسون إلى جميع المسيحيّين العاملين في المجال الطبيّ، "فرحين فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ، مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ، عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ" (رومية 12: 12-15)، حتّى يتمجّد اسم الثالوث الأقدس ومانح كلّ المواهب.