الأحد 23 شباط 2025
19 شباط 2025
الأحد 23 شباط 2025
العدد 8
أحد مرفع اللحم
اللحن الثاني، الإيوثينا الثانية
أعياد الأسبوع:
23: بوليكربس أسقُف أزمير، القدِّيسة غورغوني أخت القدِّيس غريغوريوس اللاَّهوتيّ، 24: ظهور هامة السَّابق للمرّة الأولى والثانية، 25: طاراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينيَّة، 26: بورفيريوس أسقُف غزَّة، فوتيني السَّامريَّة، البارّ ثاوكليتُس، 27: بروكوبيوس البانياسيّ المعترف، ثلالاوس السوريّ، 28: باسيليوس المعترف، البارّ كاسيانوس الرُّومانيّ، البارَّتان كيرا ومارانَّا.
أحد الدينونة
"أحد الدينونة" المُسمّى أيضًا مرفع اللحم، لا يتضمّن فقط، دعوةً للامتناع عن أكل اللحوم، بل فيه دعوة للتطهُّر الروحيّ من خطايانا وأهوائنا بالإضافة إلى توبتنا الحقيقيّة لكي لا نكون متشائمين بل نضع رجاءنا على الله ونتوب إليه.
إنّ هدف الصوم يا إخوة، هو الاهتمام بالآخر وإعطاؤه حاجته، لأنّ الصومَ ليس فترة انقطاع عن الآخرين من أجل تقوية العلاقة مع الله، بل هو فترة مباركة لإعادة التواصل مع الآخرين والسعي الجادّ لتلبية حاجاتهم. لذلك، نحن نصوم وننقطع عن الطعام لنحوّل هذا الطعام إلى المحتاج، لأنّ همّ السيّد المسيح: العريان والجائع والعطشان (متّى:5) حيث يقول "طوبى للجياع والعطاش".
لقد وحّد يسوع نفسه مع المحتاجين، فمن أطعمهم يكون قد أطعمه ومن سقاهم يكون قد سقاه، فقال في (متّى،25 "لأنّي جعتُ فأطعمتموني، وعطِشتُ فسقيتموني وكنت غريبًا فأويتموني..." وتابع " الحقَّ أقول لكم بما أنكم فعلتم ذلك بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه.)
الكنيسة اليوم أيُّها الأحبّة، تذكّرنا في هذا المقطع الإنجيليّ، بهدف من أهداف الصوم ألا وهو كسر النفس وتليينها وجعلها قريبة من الآخر، لنقترب من الله، والمحبّة وحدها هي التي تقرّبنا من يسوع، وبها وحدها يتعرّف إلينا.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ "الدينونة" لا تعني عقوبة للجريمة أو الخطيئة، هي ليست عقابًا ينزله الله بمن أساء إليه.
إنّ الدينونة في الكنيسة هي فرصة للعودة إلى الله، إنّها اللحظة التي يقيم فيها الله العدالة. إنّ الدينونة اليوم، وكلّ يوم حاسمة لتصرّفاتنا في كلّ لحظة لأنّ الربّ يسوع لا يدين بل يلاحظ، نحن من يدين، من يحكم ومن يقرّر. أمّا المقصود بالدينونة الأخيرة في المقطع الإنجيليّ فهي حكم يتعلّق بنا ويتوقّف علينا، فالأمر لا يتعلّق بالمشاعر والأحاسيس بل بالأفعال، وبالقرارات الحاسمة.
لذلك، لا يظنَّنّ أحدٌ أنّ الدينونة بعيدةٌ عنّا وأنّها ستجري في المستقبل، لأنّ الدينونة وليدة اللحظة الحاضرة، فالله سيديننا اليوم وفي كلّ وقت على المحبة التي نعيشها. وما يقوله واضح ولا يتطلّب تفسيرًا، ونحن نصوم لنتحرّر من القيود كلّها لنصل إلى الحرّيّة الكاملة التي ترافق أفعالنا وقراراتنا.
صحيح أنّنا لا نستطيع أن نحبّ كما أحبّنا المسيح لكنّنا نعلم أنّ الله أفاض روحه القدّوس في قلوبنا، وأنّنا لبسنا المسيح يوم معموديّتنا، وحصلنا على مواهب الروح القدس، وبالتالي فليس من المستحيل أن نحبّ. وعليه، علينا أن نتعامل مع أخينا كأنّنا نتعامل مع السيّد المسيح نفسه، وعندما نرى أخانا يبدو لنا كأنّنا نرى المسيح نفسه، لأنّ يسوع يريدنا أن نكون معه في الملكوت وهو يطلب منّا أن نتبصّر ونعرف أنّ محبّة الله باطلة إن لم نحبَّ ونحترمِ الآخر ونرَ فيه صورة المسيح.
أمّا الكلمة المُقلِقة في المقطع الإنجيليّ فهي ''رأيناك'' التي تدلّ أنّ ميزان التمييز في نظرتنا هو يسوع نفسه، فنفكّر في أنّه بعيد عنّا بينما هو بقربنا ومعنا وفيما بيننا.
إنّ أعظم فضيلة نتزيّن بها فيما نستعدّ للجهاد في مسيرتنا الفصحيّة هي المحبّة وهي الوصيّة الوحيدة التي أوصانا بها ربّنا يسوع المسيح.
فلنحبّ بالقول والفعل حتّى نرتقي إلى القداسة ونملك مع المسيح ونبلغ إلى ملء قامته له المجد إلى الأبد.
الأسقف قسطنطين
رئيس دير مار الياس شويا البطريركيّ
طروباريّة القيامة باللحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.
قنداق أحد مرفع اللحم باللحن الأوّل
إذا أتيتَ يا الله على الأرضِ بمجدٍ، ترتعدُ منكَ البرايا بأسرها، ونهرُ النارِ يجري أمامَ المِنبر، والكتبُ تفتحُ والأفكار تشَهَّر. فنجِّني من النار التي لا تطفأ، وأهّلني للوقوف عن يمينِك، أيُّها الدَّيانُ العادِل.
الرسالة:
1 كو 8: 8-13، 9: 1-2
قُوَّتي وتَسْبِحَتي الربُّ
أدبًا أدَّبَني الربُّ، وإلى المَوْتِ لَمْ يُسلمْني
يا إخوة، إنّ الطعامَ لا يقرِّبُنا إلى الله، فإنّنا إن أكلنا لا نزيدُ، وإن لم نأكل لا ننقُص ولكنْ انظروا أن لا يكونَ سلطانُكم هذا مَعثرةً للضعفاء. لأنّه إن رآك أحدٌ يا من له العِلمُ مُتَّكِئًا في بيتِ الأوثان، أفلا يتقوّى ضميرُه، وهو ضعيفٌ، على أكلِ ذبائح الأوثان، فيهلكُ بسببِ علمك الأخُ الضعيفُ الذي مات المسيحُ لأجلِه. وهكذا، إذ تخطِئون إلى الإخوةِ وتجرحون ضمائرَهم، وهي ضعيفة، إنّما تُخطئِون إلى المسيح. فلذلك، إن كان الطعامُ يُشَكِّكُ أخي فلا آكلُ لحمًا إلى الأبد لئلّا أُشكِّكَ أخي. ألستُ أنا رسولًا؟ ألستُ أنا حُرًّا؟ أما رأيتُ يسوعَ المسيحَ ربَّنا؟ ألستم أنتم عملي في الربّ؟ وإن لم أكن رسولًا إلى الآخرين فإنّي رسولٌ إليكم، لأنّ خاتَمَ رسالتي هو أنتم في الربّ.
الإنجيل: متى 25: 31-46
قال الربُّ: متى جاءَ ابنُ البشر في مجده وجميعُ الملائكةِ القدّيسين معه، فحينئذٍ يجلس على عرش مجدِه، وتُجمَعُ إليه كلُّ الأمم، فيميِّزُ بعضَهم من بعضٍ كما يميِّزُ الراعي الخرافَ من الجِداء. ويقيمُ الخرافَ عن يمينه والجِداءَ عن يسارِه. حينئذٍ يقول الملكُ للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي، رِثوا المُلكَ المُعَدَّ لكم منذ إنشاء العالم، لأنّي جُعتُ فأطعمتموني، وعطِشتُ فسقيتموني، وكنتُ غريبًا فآوَيتموني، وعريانًا فكسَوتموني، ومريضًا فعُدتموني، ومحبوسًا فأتيتم إليّ. يُجيبه الصدّيقون قائلين: يا ربُّ، متى رأيناك جائعًا فأطعَمناك أو عطشان فسقيناك، ومتى رأيناكَ غريبًا فآوَيناك أو عُريانًا فكسَوناك، ومتى رأيناك مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟ فيُجيبُ الملكُ ويقولُ لهم: الحقَّ أقولُ لكم، بما أنَّكم فعلتم ذلك بأحدِ إخوتي هؤلاء الصِّغار فبي فعلتُموه. حينئذٍ يقولُ أيضًا للذين عن يسارِه: اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبديَّة المُعدَّةِ لإبليسَ وملائكتِه، لأنّي جُعتُ فلم تطعِموني، وعطِشتُ فلم تسقُوني، وكنتُ غريبًا فلم تؤووني وعُريانًا فلم تكسوني ومريضًا ومحبوسًا فلم تزوروني. حينئذٍ يُجيبونَه هم أيضًا قائلين: يا ربُّ متى رأيناكَ جائعًا أو غريبًا أو عُريانًا أو مَريضًا أو مَحبوسًا ولم نخدُمْك. حينئذٍ يُجيبُهم قائلًا: الحقَّ أقولُ لكم، بما أنَّكم لم تفعلوا ذلك بأحدِ هؤلاء الصِّغار فبي لم تفعلوه. فيذهبُ هؤلاءُ إلى العَذابِ الأبديّ، والصِدّيقونَ إلى الحياةِ الأبديّة.
في الإنجيل
هذا هو الأحد الثالث من التهيئةِ للصومِ الكبير. وفيه تُعلِّمُنا الكنيسةُ أنَّ اللهَ الذي عَرَفْنا محبّتَهُ الفائقةَ الوصف في مَثَلِ الابنِ الشاطر، هُوَ أيضًا دَيّانٌ رهيب، وسوفَ يُجازِي كُلَّ إنسانٍ حسبَ أعمالِه. اللهُ رَحِيمٌ وعادِلٌ في آنٍ مَعًا.
وبما أنَّ الرحمةَ والعدلَ لا يتّفقان، رتّبَ اللهُ لِكُلٍّ منها زمانًا، فحدَّدَ الزمنَ الحاضرَ لِيَرحَمَ الإنسانَ ويغفرَ لَهُ خطاياهُ إذا تابَ عنها، مُطِيلًا أناتَهُ علينا بكثرةِ حنانِه.
وأمّا الزّمنُ المُقبِلُ فهو للمُحاسَبة. فعلى الإنسانِ أن ينتبهَ إلى نفسِه في الحياةِ الحاضرة، فيتوبَ قبلَ فَواتِ الأوان، لكي ينجوَ في يومِ الدّينونةِ الرَّهيب.
يقولُ الرَّبُّ إنَّ قبائلَ الأرضِ ستنوح. لماذا؟ لأنّها عائشةٌ في الخلاعةِ والظُّلمِ والكَسَل، غيرُ مُطيعةٍ لِوَصايا الله.
إنّ جميعَ الملتصقينَ باللذّاتِ الأرضيّة وأمجادِ الدُّنيا وغِناها، مع جميعِ المُلحِدِين، سيكونُ مصيرُهم شنيعًا يومَ الدَّينونة. أمّا العائشونَ بحسبِ المسيح، فسيفرحونَ في ذلك اليوم "لأنَّ نَجاتَهُم قد اقتربَت" كما يقولُ الرّبّ.
لقد استعملَ الرَّبُّ تشبيهَ "الخِرافِ" للصّالحِين، لأنّهم وُدَعاءُ وَمِطواعون، سلكوا طريقَ الفضائلِ القويمة على خُطى الرّبّ، وكانوا أُمَناءَ له. ولا ننسى أنّ يوحنّا المعمدان وصفَ يسوعَ بالحَمل قائلًا: "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الرافعُ خطيئةَ العالَم".
أمّا الخطأةُ فشبّهَهُم بالجِداء لأنّهم وَقِحون وغيرُ مِطواعِين، يسلكونَ دائمًا في دروبِ الخطيئة.
مَن سَيَرِثُ الحياةَ الأبديّةَ إذًا؟ همُ النّاسُ الّذِينَ ساروا في خطى الربّ يسوعَ المسيح، في أثناءِ حياتِهم على الأرض، فكانوا رُحماءَ. وهذه الفضيلةُ تتضمّن سائرَ الفضائل، كما تتضمّنُ إخلاصَ هؤلاءِ للرّبّ واستعدادَهم للموتِ مثلَ الخِرافِ في سبيلِه.
والدَّليلُ على نقاوَتِهِم، أنّهم متواضعونَ، ولا يعتبرونَ أنفسَهم أبرارًا (متى رأيناكَ جائعًا فأطعمناك...) هُم لا يُزَكّونَ أنفسَهم، لذلك يُزَكِّيهِم الرّبّ.
والعكسُ صحيحٌ بالنسبةِ إلى الّذين لم يمتلكوا الرحمةَ ولا سائرَ الفضائل.
يصبحونَ جَشِعين، متكبّرِين، متذمّرِينَ مِن عدالةِ الله.
إذًا يا إخوة، لِنَرحَمِ الآن، لكي نُرحَمَ في وقتِ الدّينونةِ الأخيرة. آمين.
صورة المسيح
كثيرون يظنّون أنّ الدينونة بعيدةٌ عنّا، وأنّها ستجري في المستقبل. الدينونة التي يتكلّم عليها يسوع هي دينونة اليوم، دينونة البرهة الحاضرة.
فالله سيديننا اليوم وفي كلّ وقت على المحبّة التي نعيشها.
ما يقوله المسيح واضح جدًّا ولا يتطلّب الكثير من التفسير. من المؤكّد أنّه لا يمكننا أن نحبّ كما أحبّ يسوع.
لكنّنا نعلم أنّ الله أفاض روحه القدّوس في قلبنا وهو يفيضه بشكلٍ مستمرّ فلماذا ننسى أنّنا لبسنا المسيح في معموديّتنا؟ ولماذا ننسى أنّنا حصلنا على الرّوح القدس؟
علينا أن نتذكّر اليوم ونحن على أبواب الصّوم كلمتين من إنجيل اليوم، الكلمة الأولى هي النظر (رأيناك)، هذا يعني أنّ ميزان التمييز في نظرتنا هو يسوع نفسه، نفكّر أنّه بعيد عنّا بينما هو بقربنا ومعنا.
في إنجيل اليوم المسيح يُشبّه نفسه بالمتألّمين والمحرومين ويطلب منّا أن نراه في الجائع والعطشان والعريان والمحبوس والغريب.
ماذا يقصد يسوع عندما يقول: جعت فأطعمتوني، وعطشت فسقيتموني، كنت غريبًا فآويتموني، وعريانًا فكسوتموني، ومريضًا فعدتموني، وكنت محبوسًا فأتيتم إليَّ؟ سأقول لكم ماذا يعني يسوع بهذا؟
كلّنا نشترك في أعمالٍ خيريّة، نساعد المعوزين والفقراء، نشترك في حملات ماليّة لمساعدة الكنيسة...إلخ هذا عظيم، ولكنّها أعمال غير منتظمة، تأتي بحسب المناسبات، وهذا شيء عظيم. لكنّ المسيح ليس إله مناسبات، والمسيحيّ لا ينتظر أن يَمدّ أحد يده ليملأها له خبزًا، المسيحيّ هو أكبر بكثير من أن يعطي بعض نقوده وأحيانًا كثيرة ممّا يفيض عنه! المسيح يطلب منّا اليوم أن نعيد النظر في مسيحيّتنا.
يريد منّا – وهذا هو المعنى الحقيقيّ للإنجيل – أن نتعامل مع أخينا الإنسان، قريبًا كان أم بعيدًا، كأنّنا نتعامل معه. وكأنّه يقول: "عندما ترى أخاك! أريدك أن تراني فيه".
يقول البعض: أنا لم أفعل الشرّ لأخي. وآخر يقول: أنا لا أحقد على أخي. هذا جيّد! الوثنيّ يفعل ذلك! غير المؤمن يتصرّف هكذا! ما الفرق؟ أنْ تكونَ مُحِبًّا وكريمًا فهذا جيّد ويَستحقُّ الثَّناء، ولكنَّ الأفضلَ أن تكونَ كذلكَ من أجلِ المسيح. كما أنَّ أبسطَ الأعمالِ المتَمَّمَةَ باسمِ المسيحِ تَكتَسِبُ معنًى آخر: "مَن سقى… كأسَ ماءٍ باسمي، فإنَّ أجرَه لن يَضيع" (متّى10: 42).
الكلمة الثانية التي تلفت انتباهنا في هذا الإنجيل هي الفعل:
"كلّما فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه". أو "كلّما لم تفعلوا ذلك بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه".
خلاصة هذا الإنجيل أنّ يسوع المخلّص يريدنا أن نكون معه في ملكوته السماويّ. هناك وسيلتان يقدّمهما لنا، الأولى هي أن نتبعه ونضع ثقتنا به، والثانية أن نثبّت علاقتنا به من خلال علاقتنا بالإنسان الآخر.
وضع المسيح هذه العلاقة في إطار طبيعيّ وحياتيّ، الشعور مع الآخر ومساعدته وتقاسم خيراتنا مع المحتاج "جعت فأطعمتموني"، استقبال الآخر دون النظر إلى لونه ودينه وطائفته، "كنت غريبًا فآويتموني" الحنان والشعور تجاه الإنسان الضعيف، "ومريضًا فعدتموني"، المحبّة والتضامن مع بؤس الآخر "وسجينًا فزرتموني".
لقد شبّه المسيح نفسه بكلّ واحدٍ منّا، فكلّ ما نفعله للإنسان الآخر نكون قد فعلناه للمسيح. لذا علينا أن نتبصّر ونعرف أنّ محبة الله باطلة إن لم نحبّ ونحترم الآخر ونرَ فيه صورة المسيح.
أخبــــــارنا
زيارة المتروبوليت أفرام كرياكوس الرعائيّة لرعيّة البشارة في الكويت
قام صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، بزيارة رعائيّة لرعيّة البشارة في الكويت، يرافقه قدس الأب نقولا داود خادم رعيّة القدّيس نيقولاوس حقل العزيمة، وكان في استقباله راعي الأبرشيّة صاحب السيادة المتروبوليت غطّاس هزيم، وكهنة الرعيّة، وأبناء الكنيسة.
وخلال زيارته، التقى صاحب السيادة بشبيبة الرعيّة وأهلها، حيث دار حوار روحيّ تناول التحدّيات التي يواجهها المؤمنون في حياتهم اليوميّة، وأكّد سيادته على أهمّيّة الثبات في الإيمان والمحبّة في الخدمة.
كما شدّد على دور الشباب في الكنيسة ودعاهم إلى التمسك بالقيم الإنجيليّة، والتفاعل الإيجابيّ مع المجتمع.
كما كان له حديث روحيّ مع السيّدات في موضوع تمحور حول مفهوم العائلة والحياة الروحيّة.
وفي محطّة روحيّة مميّزة، شارك المتروبوليت أفرام في خدمة القدّاس الإلهيّ الذي تمّت فيه سيامة الشمّاس مرقص البيطار كاهنًا على مذبح الربّ بوضع يد صاحب السيادة المتروبوليت غطّاس هزيم.
وقد شكّلت هذه السيامة حدثًا فرحًا لأبناء الرعيّة، الذين عبّروا عن امتنانهم وشكرهم لله على نعمة الكهنوت التي مُنحت للأب مرقص. شارك في الرّسامة لفيف من الكهنة: الأرشمندريت أفرام الطعمي(الكويت)، الأب فليمن الصيفي(الكويت)، الأب يونان يعقوب(العراق)، الأب سابا هايدوسيان (البحرين)، والأب نقولا داود من أبرشيّة طرابلس.
في كلمته خلال الرسامة، أكّد صاحب السيادة المتروبوليت أفرام على أنّ الكهنوت هو دعوة إلى خدمة الله والشعب، وأنّ الكاهن يجب أن يكون مثالًا للرحمة والمحبّة في كلّ مكان وزمان. كما دعا الأبَ مرقص إلى أن يكون قلبه مفتوحًا دومًا لخدمة شعب الله، محاولًا أن يكون نورًا لهم في حياتهم الروحيّة اليوميّة.
من جانبه، عبّر صاحب السيادة المتروبوليت غطّاس هزيم في كلمته عن فرحته العميقة بهذه السيامة، مشيرًا إلى أنّ الكنيسة هي أمٌّ للجميع، وأنّ الأب مرقص سيحمل عبء الخدمة بكلّ محبّة وإخلاص، متمنّيًا له خدمة مثمرة وبركة في كهنوته.
يُذكر أن الأب مرقص هو من أبناء أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، ومن بلدة كفرحبو-الضنيّة، وهو خريج معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند.
وفي اليوم الأخير من الزيارة، زار المطران أفرام مع المطران غطّاس والكهنة منطقة الأبراج في الكويت، كما كانت له محطّة ثانية وهي زيارته كنيسة الأقباط الأرثوذكس والتي تعكس العلاقات الروحيّة والإنسانيّة بين الطوائف المسيحيّة المختلفة في المنطقة.
واختُتمت الزيارة بجوّ من الفرح الرّوحيّ، حيث قدّم أبناء الرعيّة الشّكر لصاحبي السّيادة على رعايتهما الأبويّة، متمنّين للأب مرقص خدمة مباركة ومثمرة في حقل الربّ.