الأحد 20 نيسان 2025
19 نيسان 2025
الأحد 20 نيسان 2025
العدد 16
أحد الفصح العظيم المقدَّس
أعياد الأسبوع:
21: إثنين الباعوث، الشَّهيد في الكهنة ينواريوس ورفقته، أنستاسيوس السينائيّ، 22: ثاوذوروس السِّيقي، الرَّسول نثنائيل، 23: العظيم في الشُّهداء جاورجيوس اللابس الظفر، 24: البارَّة أليصابات العجائبيَّة، الشَّهيد سابا، 25: ينبوع الحياة، الرسول مرقس الإنجيليّ، 26: الشّهيد فاسيلافس أسقُف أماسيَّة.
رسالة الفصح
هذه مقتطفات من حديث ألقاه القدّيس سمعان اللاهوتيّ الحديث على تلاميذه في عيد الفصح. عاش في القرن العاشر - الحادي عشر في القسطنطينيّة.
وكان راهبًا في دير ستوديون. ثم صار رئيسًا لدير القدّيس ماما: "ها الفصح قد أتى، اليوم البهج، المانح الفرحَ والسرور، يومَ قيامة المسيح. الفصح العائد إلينا في كلّ سنة. لقد ملأ قلوبنا فرحًا وبهجةً لا يوصفان وأنهى في الوقت ذاته مشقّة الصوم الأربعينيّ الوقور.
لا بل أكمله وعزّى نفوسَنا في آن واحد. فلنشكر الربّ الذي أهّلنا أن نجتازَ بحرَ الصوم وهدانا بفرح إلى مرفأ قيامته. ليشكره كلُّ من خاض شوط الصوم بمجد ونشاط، بهمّة وحرارة، بجهادات في سبيل اكتساب الفضيلة. وليشكره أيضًا من تقاعس بسبب الإهمال وصغر النفس. لأنّه يمنح أكاليلَ مضاعفة للمجاهدين الأشدّاء، وأجرًا لائقًا بأعمالهم. ويسامح الضعفاء المتهاملين لأنّه رحيمٌ ومحبّ للبشر.
ترى ما هو سرّ قيامة المسيح إلهنا، السرّ الذي نودّ أن يتمَّ فينا. لنر كيف أنّ المسيحَ مدفونٌ فينا كما في قبر وكيف أنّه عندما يتّحد بنفوسنا، يَنهض ويُنهضنا معه.
لقد ذاق الموت ونزل إلى أسافل الجحيم. ولدى صعوده من الجحيم اتّحد بجسده الطاهر الذي لم ينفصل عنه، وقام للحال من بين الأموات وصعد إلى السماء.
هكذا الآن أيضًا عند خروجنا من عالم الخطيئة ودخولنا على شبه آلام المسيح في قبر التواضع والتوبة، ينحدر هو بالذات من السماء ويدخل في جسدنا كما في قبر. ولدى اتّحاده بنفوسنا ينهضها كونها مائتة بالحقيقة ويؤهّلنا نحن القائمين هكذا معه إلى رؤية مجد قيامته السرّيّة.
قيامة المسيح هي قيامتنا نحن الواقعين في الخطيئة.
كثيرون هم الذين يؤمنون بقيامة المسيح. لكن قليلون هم الذين يرونها بوضوح.
طبعاً الذين لم يروها بالروح لا يستطيعون أن يسجدوا ليسوع المسيح قدّوسًا وربًّا. يقول بولس الرسول: "لا يستطيع أحدٌ أن يقول إنّ يسوع هو الربّ إلّا بالروح القدس (1 كور 12: 3).
وقيل أيضًا : "الله روح والذين يسجدون له ينبغي لهم أن يسجدوا بالروح والحقّ" (يوحنّا 4: 23).
إنّ النصّ الشريف الذي نتلوه دائمًا لا يقول: "إذ قد آمنّا بقيامة المسيح، بل إذ قد رأينا قيامة المسيح، فلنسجد للربّ القدّوس البريء من الخطأ وحده.
كيف يمكن للروح القدس أن يحثّنا على القول: "إذ قد رأينا قيامة المسيح" مع أنّ المسيح قام مرّة واحدة منذ ألف سنة. وحتّى في لحظة القيامة لم يره أحدٌ... إنّ قيامة المسيح تحصل فعلًا في نفس كلّ مؤمن... ذلك أن حضور الروح القدس المنير يكشف لنا قيامةَ السيّد كما في نور صباحيّ... لذلك نقول "الله الربّ ظهر لنا" ونتابع مؤكّدين على مجيئه الثاني: "مباركٌ الآتي باسم الرب".
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللحن الخامس
المسيحُ قامَ من بينِ الأموات، ووَطِئَ الموتَ بالموتِ ووهبَ الحياةَ للَّذينَ في القُبور.
الإيباكويي (الطاعة) باللحن الرابع
سَبَقتِ الصُّبحَ اللَّواتي كُنَّ مع مريم، فَوَجَدْنَ الحجَرَ مُدحْرَجًا عَن القَبْرِ، وَسَمِعْنَ الملاكَ قائِلًا لهنَّ: لِمَ تَطلُبْنَ مع الموتى كإنسانٍ الذي هُوَ في النُّورِ الأزليّ، أُنْظُرْنَ لَفائِفَ الأكْفَانِ وأسْرِعْنَ واكْرِزْنَ للعالَم بأنَّ الربَّ قَدْ قامَ وأماتَ الموتَ، لأنَّه ابنُ الله المُخَلِّصُ جِنْسَ البَشَرِ.
القنداق باللحن الثامن
وَلَئِنْ كُنْتَ نزَلتَ إلى قبرٍ يا مَن لا يموت، إلّا أنَّك دَرَسْتَ قوَّة الجحيم، وقُمْتَ غالِبًا أيُّها المسيحُ الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
الرسالة: أع 8: 1-8
هذا هُوَ اليَوْمُ الذي صَنَعَهُ الربّ. فَلْنتهلّلْ ونَفْرَحْ بِهِ
اعْتَرِفُوا للرَبِّ فإنَّهُ صالحٌ وإنّ إلى الأبدِ رَحْمَتَهُ
إنّي قد أنشأتُ الكلامَ الأوّلَ يا ثاوفيلسُ في جميع الأمورِ التي ابتدأ يسوع يعملها ويُعلِّمُ بها، إلى اليومِ الذي صَعِدَ فيهِ من بعدِ أن أوصى بالروح القدُسِ الرسلَ الذينَ اصطفاهم، الذين أراهُمْ أيضًا نفسَهُ حيًّا بَعْدَ تألُّمهِ ببراهينَ كثيرةٍ وهو يتراءَى لهم مدَّة أربعينَ يومًا ويُكلِّمُهُم بما يختصُّ بملكوتِ الله. وفيما هو مجتمعٌ معهم أوصاهم أن لا تبرحوا من أورشليمَ بل انتظروا موعِدَ الآب الذي سمعتموهُ منّي، فإنَّ يوحنّا عمَّدَ بالماء وأمَّا أنتم فستعمِّدون بالروح القدس، لا بعدَ هذه الأيام بكثيرٍ. فسألهُ المجتمعونَ قائلينَ: يا ربُّ أفي هذا الزمان تردُّ الملكَ إلى إسرائيلَ؟ فقالَ لهم ليس لكم أن تَعْرِفوا الأزمنة أو الأوقاتِ التي جعلَها الآبُ في سلطانِه، لكنَّكم ستنالونَ قوَّة بحلولِ الروح القدس عليكُمْ، وتكونونَ لي شهودًا في أورشليمَ وفي جميع اليهوديَّةِ والسامرة، وإلى أقصى الأرض.
الإنجيل: يو1: 1-17
في البدءِ كانَ الكَلِمةُ والكَلِمةُ كانَ عندَ الله وإلهًا كانَ الكَلِمَة. هذا كانَ في البدءِ عندَ الله. كُلٌّ بهِ كانَ وبغيرِهِ لم يكُنْ شَيءٌ ممَّا كُوّن. بهِ كانتِ الحياةُ والحياةُ كانَتْ نُورَ الناس والنورُ في الظلمَةِ يُضيءُ والظلمَةُ لم تُدْرِكْهُ. كانَ إنسانٌ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يُوحَنّا. هذا جاءَ لِلشَّهادَةِ ليشهد للنُّور. لكي يؤمنَ الكلُّ بِواسطتِهِ. لم يكنْ هوَ النورَ بل كان ليشهَدَ للنورِ. الكلمةُ هو النور الحقّ، الآتي إلى العالم والمُنيرُ كُلَّ إنسانٍ. في العالم كان والعالمُ بهِ كُوِّنَ والعالمُ لَمْ يعرفهُ. إلى خاصَّتِهِ أتى وخاصَّتهُ لم تقبَلْهُ. فأمَّا كلُّ الذينَ قَبِلوهُ فقد أعطاهُم سُلطانًا أن يكونوا أولادًا للهِ، وهم الذينَ يؤمنون باسمِهِ، الذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِنْ مشيئةِ لحمٍ ولا مِن مشيئة رَجُلٍ لكنْ مِنَ الله وُلِدوا. والكلمَةُ صارَ جسدًا وحلَّ فينا (وقد أبْصرْنا مجدَهُ مجدَ وحيدٍ من الآب) مملوءًا نِعمة وحقًّا، ويُوحَنَّا شَهِدَ لهُ وصرَخَ قائلًا: هذا هُوَ الذي قلتُ عَنهُ إنَّ الذي يَأتي بَعدي صارَ قبلي لأنَّهُ مُتَقدِّمي. ومن مِلئِهِ نحنُ كلُّنا أخَذْنا ونعمة عوضَ نعمةٍ. لأنَّ الناموسَ بموسى أُعطِي. وأمَّا النِّعمَةُ والحقُّ فبِيسوعَ المسيح حَصلا.
في الإنجيل
المسيح قام، حقًّا قام.
الآن قد امتلأت كلُّ الأشياء بالنّور: السّماء، والأرض، والأعماق السفليّة… المسيح قام يا أبناء! ما أجمل هذه التحيّة الّتي تفوح بفيضٍ من فرحٍ سماويٍّ لا يوصف، مشتعلٍ بقوّة هذه الكلمات الإلهيّة. لقد انطلق لهيب النّار المقدّسة لهذا الخبر الخلاصيّ مجدّدًا من قبر الربّ المقدّس، لينتشر عبر العالم كلّه.
أيّها الإخوة والأخوات، أيّها الأحبّاء في المسيح، لقد لاحظتم بلا شكّ أنَّ من بين جميع الأعياد المسيحيّة العظيمة والمفرحة، يبرز عيد قيامة المسيح المقدّس كأكثرها بهجةً، إذ هو عيد الأعياد وموسم والمواسم.
لا توجد خدمة في كنيستنا الأرثوذكسيّة أروع ولا أعمق تأثيرًا من صلاة السّحر الفصحيّة. ولهذا السبب، يحرص جميع المؤمنين على المجيء إلى كنيسة الله في ليلة الفصح.
فالخدمات الفصحيّة أشبه بوليمة مجيدة أعدَّها الربّ لكلّ من يدخل تحت سقف بيته الممتلئ بالنّعمة.
تأمّلوا جيدًا محتوى "العظة الفصحيّة" للقدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم. الربّ يستقبل بمحبّة أبويّة وسخاء عظيم أولئك الذين أحبّوه بكلّ كيانهم: "من عمل من السّاعة الأولى" أي أولئك الذين تبعوا خطاه الإلهيّة بثبات منذ شبابهم.
لكنّه أيضًا لا يرفض من تغلّب على الشكّ في قلبه واقترب من الله في الكبر أو حتّى في الشيخوخة. "من أتى في السّاعة الحادية عشرة، فلا يخشَ التأخير… فهو يرحم الأخير كما يهتمّ بالأوّل؛ يعطي لهذا، ويمنح نعمةً لذاك. يكرّم العمل ويمدح النيّة."
بلا شكّ، كلّ من حضر إلى الكنيسة في ليلة الفصح قد اختبر فرحًا لا يوصف، هذا الفرح العظيم كما يقول القدّيس سيرافيم ساروفسكي: "يا فرحي المسيح قام"! لقد امتلأت نفوسنا بشكر ربّنا ومخلّصنا، الذي منحنا الحياة الأبديّة. فالمسيح القائم من بين الأموات قد رفع البشريّة من الأرض إلى السّماء، ومنحها معنًى ساميًا ونبيلًا.
روح الإنسان تتوق إلى حياة أبديّة مملوءة بالسّعادة. إنّها تبحث عنها. ولهذا السبب يسرع الناس إلى هيكل الله في خدمة السّحر الفصحيّة؛ ليس فقط المؤمنون، بل حتّى أولئك الذين هم بعيدون عن الإيمان. إنّهم لا يأتون فقط لمشاهدة مجد الصلوات المسيحيّة وعظمها، بل لأنَّ الرّوح التي منحها الله لكلّ إنسان عند ولادته تنجذب إلى نور شمس البرّ التي لا تغيب (هلمّوا خذوا نورًا من النّور الذي لا يعروه مساء)، وتتوق إلى الحقيقة.
أمّا المؤمنون، فإنّهم يشعرون بفرح قيامة المسيح العظيم بقوّة خاصّة في هذه اللّيلة البهيّة.
من خلال قيامة الربّ يسوع، يمكننا أن ندرك حقيقة ألوهيّته، وسموّ تعاليمه، وقوّة موته الخلاصيّ. فإنَّ قيامة المسيح هي تتويج جهاده الخلاصيّ. لم يكن من الممكن أن تكون هناك نهاية أخرى، لأنَّ القيامة هي النّتيجة الحتميّة للحياة المقدّسة التي عاشها المسيح. يقول الرّسول بولس: "إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم" (١ كورنثوس ١٥ :١٤). ولكنَّ المسيح قام! وبقيامته أقامنا جميعًا معه!
لقد جلب المخلّص فرحًا كاملًا للبشريّة. ولذلك، في ليلة الفصح نسمع هذه الطروباريّة ونشارك في ترتيلها:
"لقيامتك أيّها المسيحُ مخلّصنا، الملائكةُ في السّماء يسبّحون، فأهّلنا نحنُ أيضًا الذين على الأرضِ أن نمجّدَكَ بقلبٍ نقيّ".
في القدّاس نكون في معيّة
المسيح القائم
هناك نوعان من روايات ظهورات المسيح القائم في الأناجيل. فهناك ظهورات لأفراد: مريم المجدليّة (يوحنّا)، مريم المجدليّة ومريم الأخرى (متّى)، تلميذي عماوس (لوقا). وهناك ظهورات لجماعة التلاميذ: على الجبل في الجليل (متّى)، في أورشليم مساء يوم القيامة (لوقا ويوحنّا)، في أورشليم في اليوم الثامن وتوما معهم (يوحنّا)، على بحر طبريّا (يوحنّا).
وتهدف روايات الظهور لأفراد إلى تحديد نوعيّة العلاقة الجديدة التي تربط المسيح القائم بتلاميذه. وهذا ما سنتناوله في هذا المقال.
"عرفاه عند كسر الخبز"
قبل أن يورد لوقا ظهور المسيح القائم، في مساء أحد القيامة، لـ "الأحد عشر والمجتمعين معهم"، الذين هم شهود القيامة الرسميّون: "وأنتم شهود لذلك" (الآية 48)، الذين سيقومون بالكرازة ببشرى قيامة المسيح "وأن يُكرز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم، ابتداء من أورشليم" (الآية 47)، قبل ذلك حرص لوقا على إيراد رواية تهدف إلى إبراز كيفيّة لقاء المؤمن بالمسيح القائم، وهي رواية ظهوره للتلميذين السائرين إلى عماوس (24: 13ـ،35).
يؤكّد الإنجيليّ في هذه الرواية أنّ طريقة المعرفة البشريّة العاديّة بيسوع الناصريّ لم تعد متاحة، فقد "أُمسِكتْ أعينُهما عن معرفته"؛ فبعد القيامة ابتدأ زمن "المعرفة الإيمانيّة". فبالإيمان يُعْرَفُ المسيح.
فما حصل مع يسوع الناصريّ حين "أسلمه رؤساء الكهنة والحكّام إلى قضاء الموت وصلبوه" (الآية 20)، إنّما جرى بحسب التدبير الإلهيّ: "كان ينبغي أنّ المسيحَ يتألّم بهذا ويدخل إلى مجده" (الآية 26)، ذلك التدبير الذي أعلن عنه الله في كتب العهد القديم: "ثمّ ابتدأ (يسوع) من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسّر لهما الأمور المختصّة به في جميع الكتب" (الآية 27). فالمؤمن إذ "يُفتح ذهنه ليفهمَ الكتبَ" (الآية 45)، يدخل بـ "قلب ملتهب" (الآية 32) في علاقة جديدة مع المسيح القائم.
وهذه العلاقة تبلغ ذروتها، مساء كلّ أحد (وهو في ذلك الزمن وقتُ إقامة القدّاس، "عشاء الربّ"، كما يُستخلص من روايتَيْ لوقا ويوحنّا)، حين يأتي يسوع وسط التلاميذ المجتمعين مبادرًا إيّاهم بالسلام: "السلام لكم" (الآية 36، ويوحنّا 20: 19 و26)، و"يفتح أذهانهم ليفهموا الكتب" (الآية 45)؛ ويتّكئون إلى مائدته، مائدة المسيح الفصحيّة، مائدة ذبيحة الصليب. فيأخذ رئيس الجماعة خبزًا ويتلو عليه صلاة بركة ("وبارك") ويكسره ويوزّعه على الحاضرين، فيتناولونه جسدًا للمسيح. وهكذا "يعرف" المؤمنُ المسيحَ، أي يدخل في علاقة كيانيّة شخصيّة معه، عند "كسر الخبز"، أي حين يُشارك في القدّاس الإلهيّ.
"إذهبي وقولي لـِ إخوتي"
لن نتطرّق هنا إلى تفاصيل رواية يوحنّا الرائعة حول ظهور المسيح القائم لمريم المجدليّة عند القبر صباح أحد القيامة، بل سنكتفي فقط بما جاء في قول المسيح لمريم: "ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إنّي أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (20: 17).
لقد انفتح بالقيامة وضع جديد في العلاقة بين يسوع وتلاميذه. فالتلاميذ الذين قبلوا يسوع المصلوب ربًّا ومسيحًا، "أعطاهم أن يصيروا أبناء الله" (1: 20)، وهو إذ صعد إلى الله الآب "أبي وأبيكم"، حيث سيمكث إلى الأبد، فإنّه سيحقّق وعديه لهم: فأوّلاً سيحقّق وعده: "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزّيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد... أقول لكم الحقّ إنّه خير لي أن أنطلق. لأنّه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزّي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم... أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا سيأتي بثمر كثير" (14: 16و17، 16: 7، 15: 5)؛ ومن ثمّ سيُحقّق وعده الآخر: "في بيت أبي منازل كثيرة... وأنا آتي أيضًا وآخذكم إليّ حتّى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا" (14: 2ـ3).
واقتبس الإنجيليّ متّى من إنجيل يوحنّا القول بظهور للمسيح لمريم المجدليّة صباح الأحد، وأورده في رواية تحمل طابعه الخاصّ (28: 9ـ10). فجعل الظهور للمجدليّة ولمريم الأخرى وهما عائدتان من القبر، واهتمّ بأن يوضح أنّ الإمساك بقدمي يسوع القائم من بين الأموات أمرٌ ممكن. فهما قد "أمسكتا بقدميه" ولم يمنعهما، لا بل "سجدتا له" تعبيرًا عن انتمائه إلى عالم الله.
ويُعاوِد يسوع تكليفهما ثانية، بعد أن كلّفهما الملاك الذي تراءى لهما عند القبر، بمهمّة الطلب من التلاميذ أن يذهبوا إلى الجليل للقاء يسوع هناك. ولكن، بدلًا من أن يقول لهما: "إذهبا قولا لتلاميذي أن يذهبوا إلى الجليل، هناك يرونني"، وهو ما يوافق قول الملاك لهما؛ نجد يسوع يقول لهما: "إذهبا وقولا لإخوتي ..."، مستعملًا تسمية "إخوتي" التي استعملها أيضًا يوحنّا. وهذا يدلّ على أنّنا أمام واقع جديد. فبعد القيامة لم يعودوا مجرّد "تلاميذ"، بل أصبحوا "إخوة" المسيح، الذين أرسل الله روح ابنه إلى قلوبهم هاتفًا بالآب: "أبّا"، كما عبّر الرسول بولس، وساكبًا فيها محبّة الله. فلله ولابنه ولروحه القدوس المجد إلى الأبد، آمين.
أخبارنا
قداس الفصح في رعيّة طرابلس
بمناسبة عيد الفصح المجيد، يترأّس راعي الأبرشيّة سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، قدّاس الفصح المجيد صباح الأحد الواقع فيه 20 نيسان 2025 في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس- طرابلس الساعة الخامسة والنصف صباحًا (الهجمة)، ثم صلاة السحر فالقدّاس الإلهيّ.
ويتقدّم سيادته من جميع أبناء الأبرشيّة بالمعايدة القلبيّة، متمنيًّا لهم ولجميع أخصّائهم الصحّة والبركة.
ويستقبل المهنّئين بالعيد نهار أحد الفصح المقدّس من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر حتّى الواحدة بعد الظهر ومن الساعة الرابعة عصرًا حتّى السادسة مساءً في القاعة الملاصقة لدار المطرانيّة.
المسيح قام حقًّا قام