الأحد 1 كانون الأوّل 2024

الأحد 1 كانون الأوّل 2024

27 تشرين الثاني 2024
الأحد 1 كانون الأوّل 2024
العدد48

الأحد (23) بعد العنصرة
اللحن السادس، الإيوثينا الأولى
 
أعياد الأسبوع:

1: النبيّ ناحوم، فيلاريت الرَّحوم، 2: النبيّ حبقوق، بورفيريوس الرائي، 3: النبيّ صوفونيا، 4: الشَّهيدة بربارة، البارّ يوحنّا الدمشقيّ، 5: سابا المتقدّس المتوشّح بالله، الشَّهيد أنستاسيوس، 6: نيقولاوس العجائبيّ أسقُف ميراليكيّة، 7: أمبروسيوس أسقُف ميلان، عمَّون أسقُف نيطريَّا.
 
دخول السيّدة إلى الهيكل أفضل مقدّمة لعيد الميلاد
إنّ عيد دخول السيّدة إلى الهيكل يشكّل أفضل مقدّمة لعيد ميلاد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح.
أفضل خبرة لولادة الطفل الجديد الإلهيّ في قلوبنا: لقد تهيّأت العذراء مريم بصورة مثاليّة لكي تصبح والدة الإله: دخلت إلى الهيكل وهي طفلة لكي تصبحَ بقوّة إلهيّة هيكلاً مقدّساً للجنين الطفل الإلهيّ.

لقد عاشت العذراء مريم دائماً في الخفية  dans l’effacement كما يظهر في الإنجيل على غرار مريم أخت لعازر "جالسة عند قدمي يسوع ابن الله تسمع كلامه" (لوقا 10: 39).
الدخول إلى الهيكل الإلهيّ مع هذا التأمّل الداخليّ في صلاة متواصلة بلا شرود dissipation يُعطينا صورةً مثالية نقتدي بها من أجل أن نتهيّأ للدخول في الموسم الميلاديّ.

ما يساعد على ذلك ترداد صلاة يسوع بتواصل "أيّها الربّ يسوع المسيح يا ابن الله ارحمني أنا الخاطئ"، ارحم عالمك الذي يعاني ويتألّم جدًّا.
ارحمني وخلّصني، طهّرني، افعل ما فعلته في نفس العذراء هكذا لكي نستنير دائماً بهذا الطفل يسوع المخلّص الإلهيّ الآتي بهذه الطريقة المتواضعة جدّاً والعجيبة جدًّا من أجل خلاصنا.

لا شيء يضاهي مثل هذه التهيئة لاقتبال العيد، لاستقبال المخلّص الآتي بصورة عجيبة.
الرهبانيّة عيدها اليوم، عيد كلّ مؤمن يتوارى عن الأنظار، يختلي مع نفسه بدعاء مستمرّ. لن يرتوي إلّا بظهور المخلّص، يطلّ لتعزيتنا في هذه الأحوال الضيّقة الحرجة. لا بدّ للإنسان من أن يمّحي، أن ينكر نفسه، أن يتعرّى من موجوداته وحتّى من حضوره.
هذا لكي يذوق شيئًا من الحضور الإلهيّ عجيبًا معزّيًا، فيروي عطشه، يخرج من شكّه، يتجدّد بعد شعوره بالخيبة واليأس.

فجأة يظهر له السيّد، يقوّي عزمه، ويعيد له الرجاء فينتعش من جديد بعد خلوة، بعد اختفاء عن الأنظار، بعد فترة صوم وامتناع عن كلّ ما لا يخصّ الله.
الصوم هو الامتناع عن كلّ ما لا يخصّ الله، وما لا ينفع الإنسان من أجل خلاصه. عندئذ يفهم المؤمن، يستوعب سرَّ العذراء والدة الاله. عندئذ ندخل معها إلى الهيكل، إلى أعماق نفوسنا إلى صحراء الكتب الإلهيّة الخلاصيّة بعيداً عن الاهتمامات الدنيويّة.
طبعاً لا يمكننا أن لا نفكّر في الأمور الأرضيّة لكن علينا أن لا ننشغل بها عبثًا. تبعدنا عنها النباهة الداخليّة التي تهيّئنا لاستقبال السيّد.
الحاجز لا يكمن في الأشغال الدنيويّة بحدّ ذاتها. الحاجز هو السقوط في الهموم الدنيويّة الزائلة Préoccupations terrestres. المهمّ أن لا نفقد هذه النباهة الداخليّة، هذا هو المبدأ الأساسيّ في الرهبنة.

لنا أن نتدرّب على كيفيّة الدخول في هيكل الربّ، أن نتجنّب الشرود dissipation، الانشغال بالأمور الخارجيّة دون الأمور الداخليّة.
المهمّ ليس في الصوم فحسب، علينا أوّلاً أن نستخدم الصوم سبيلاً لكي نشترك في هذا الجهاد الداخليّ، والأهمّ أن ندخلَ إلى هيكل قلبنا في صحرائه المقدّسة بعيداً عن العالم المشوّش.

هذا ما يساعدنا على التواصل الداخليّ المستنير مع السيّد الآتي إلينا في عيد الميلاد.

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 
طروباريّة القيامة باللحن السادس

إنّ القوّاتِ الملائكيّة ظهروا على قبرك الموقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريم وقفت عند القبر طالبة جسدك الطاهر. فسبيت الجحيم ولم تجرَّب منها، وصادفتَ البتولَ مانحًا الحياة. فيا من قام من بين الأموات، يا ربُّ المجدُ لك.
 
قنداق تقدمة الميلاد باللحن الثالث

اليوم العذراء تأتي إلى المغارة لتلد الكلمة الذي قبل الدهور، ولادة لا تُفسَّر ولا يُنْطَق بها. فافرحي أيّتها المسكونة إذا سمعت، ومجّدي مع الملائكة والرعاة الذي سيظهر بمشيئته طفلًا جديدًا، الإله الذي قبل الدهور.
 
الرسالة: أف 2: 4-10
خلِّص يا ربُّ شعبَكَ وبارك ميراثك
إليك يا ربُّ أصرُخُ إلهي

 
يا إخوةُ، إنَّ الله لكونِهِ غنيًّا بالرحمَةِ ومن أجل كثرَةِ محبّتِه التي أحبَّنا بها حينَ كُنَّا أمواتًا بالزَّلاتِ، أحيانا مع المسيح. (فإنَّكم بالنِعمَةِ مخلَّصون). وأقامَنا معهُ وأجلَسنا معهُ في السماويَّاتِ في المسيحِ يسوع ليُظهِرَ في الدهور المستقبَلَةِ فَرْطَ غِنى نِعمَتِه باللطفِ بنا في المسيح يسوع، فإنَّكم بالنِعمَةِ مخلَّصونَ بواسِطةِ الإيمان. وذلك ليسَ منكم إنَّما هُوَ عَطيَّةُ الله، وليسَ من الأعمال لئلّا يفتَخِرَ أحدٌ. لأنَّا نحنُ صُنعُهُ مخلوقينَ في المسيحِ يسوعَ للأعمال الصالِحةِ التي سبَقَ الله فأعَدَّها لنسلُكَ فيها.
 
الإنجيل: لو 18: 35-43 (لوقا 14)

في ذلك الزمان، فيما يسوع بالقربِ مِن أريحا، كان أعمى جالسًا على الطريق يستعطي، فلمَّا سمع الجمعَ مجتازًا سأل: ما هذا؟ فأُخبرَ بأنَّ يسوعَ الناصريَّ عابرٌ، فصرخ قائلًا: يا يسوع ابنَ داودَ ارحمني. فزجره المتقدّمون لِيِسكتَ فازداد صراخًا: يا ابنَ داودَ ارحمني. فوقف يسوع وأمر أنْ يُقدَّمَ إليهِ، فلمَّا قرُب سألهُ: ماذا تريد أنْ أصنعَ لك؟ فقال يا ربُّ أن أبصِر، فقال لهُ يسوع: أبْصِر. إيمانك قد خلَّصك. وفي الحال أبصرَ، وتبعهُ وهو يمجّد الله. وجميع الشعب إذ رأوا سبَّحوا الله.
 
في الإنجيل

صرخةٌ إيمانيّة مدوّيةٌ من فم أعمى يستعطي بالقرب من أريحا ومن قلبه، سمع بأنّ الناصريّ عابرٌ، "يا يسوع ابن داود ارحمني" الرحمة بالنسبة إلى هذا الأعمى هي أن يعود إليه بصره، لذلك عندما سأله الربّ يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك"؟
قال له للتوّ: يا ربّ أن أبصر، فكان له ما أراد نتيجة إيمانه القويّ بقدرة الربّ يسوع، ابن داود، طبيب النفوس والأجساد، على الشفاء من الأمراض النفسيّة والجسديّة.

الأعمى حصل على نعمة الشفاء ولكن بإيمانٍ وصبرٍ ورجاءـ إذ زجره المتقدّمون ليسكت، "لكنّه ازداد صراخًا طالبًا الرحمة من لدن أبي الأنوار والرحمات، فكانت النتيجة أن غبّطه الربّ، ابن داود، "إيمانك قد خلّصك" وللحال أبصرَ، وتبع يسوع ممجّدًا الله، جاعلًا جميع الناس يمجّدون الله أيضًا.
ما أراده الربّ يسوع من خلال هذه المعجزة هو تعليم الجمع المرافق ونحن أيضًا أن نؤمن، أي أن نبصر بعيون قلوبنا وأن لا نغلقها أمام أيّ معوزٍ أو فقير أو مريض فنصبح بدورنا صانعي عجائب على مثال سيّدنا، وهذا ما قاله القدّيس باخوميوس الكبير لسائليه عن كيفيّة اجتراح العجائب: "إن رأيتم عابد وثنٍ، وأنرتم أمامه السبيل الذي يقوده إلى معرفة الله فقد أحييتم ميتاً.

وإذا رددتم أحد المبتدعين إلى الإيمان المستقيم الرأي فتحتُم أعين العميان، وإذا جعلتم البخيل كريمًا شفيتم يدًا مشلولة، وإذا حوّلتم الغضوب وديعاً أخرجتم شيطاناً..." كلّ هذا يعتمد على إيمان الإنسان بأنّ النعمة والرحمة هما من السيّد، فيصرخ إليه: "يا يسوع ابن داود ارحمني" ولأنّنا إن لم نفعل هذا نكون على عكس هذا الأعمى المستنير، أعمى البصر لا أعمى البصيرة، نكون كمن لهم عيون ولا يبصرون.

صلاة أعمى أريحا تبنّتها الكنيسة المقدّسة، كما تبنّت صلاة العشّار: "أللهم ارحمني أنا الخاطئ"، وسمّتها صلاة الربّ يسوع فأضحت بذلك صلاة قلبيّةً دائمةً ترافق المؤمن في كلّ لحظةٍ من لحظات حياته على هذه الفانية، لأنّ فيها طلباً دائماً للرحمة الإلهيّة التي إذا حلّت علينا أنارت عقولنا وقلوبنا وجعلتنا نبصر الربّ أمامنا في كلّ حين ونسبّحه ونمجّده دائماً قائلين: "يا ربّي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ، آمين".
 
خبرات عمليّة

عبارة "مجلس الرعيّة" تعني أنّ أمر الرعاية غير منوط بشخص فرد.
قبل أن أذكر خبرتي ورأيي في مجلس الرعيّة وسير عمله، أرى من المفيد أن أشرح هذه العبارة. فعبارة "مجلس الرعيّة"، تعني أنّ أمر الرعاية غير منوط بشخص فرد، سواءٌ أكان كاهن الرعيّة أم وكيل الوقف، كما كان يسمى سابقًا.

إذًا عبارة "مجلس رعيّة" تعني أنّ مجموعة من أبناء الرعيّة برئاسة راعيهم يكوّنون مجلس الرعيّة، وهذا هو الوجه الأمثل للرعاية. إذ تتوفّر في مجلس الرعيّة عدّة آراء وخبرات وطاقات تتآزر فيما بينها لخدمة جسد الربّ المتجلّي في الجماعة المؤمنة "الرعيّة".

ولكن ولسوء الحظّ نرى أنّ بعض مجالس الرعايا قد بعدت عن هدفها الحقيقيّ الذي من أجله وجدت، وهو خدمة الربّ. فأخذ بعض أعضائها في الانجراف وراء ميولهم الشخصيّة، فمنهم من وجد فيها نافذة يطلّ من خلالها على "جماهيره" لفرض وجهة سياسيّة معيّنة، أو تسلّط جديد على الكاهن لأنّه يرى الحلّ والربط بيده، وهو مصدر معاشه.

فهذه كلّها التِواءات وشواذات يجب أن نُقلع عنها. فهي ليست الهدف الأساسيّ الذي أُنشئت لأجله مجالس الرعايا. نحن نعتبر أنّ مجلس الرعيّة هو "صورة مصغّرة" عن أبناء الرعيّة كلّهم بغضّ النظر عن ميولهم الشخصيّة والعقائديّة وما شابه.

نحن نعتبر كلّ أرثوذكسيّ من أبنائنا ممثّلًا معنا ومدعوًّا إلى الخدمة وإذا لم يستطع ذلك فيمكنه انتداب شخص عنه. فمجلس الرعيّة يجب أن يضمّ مجموعة خدّام الربّ وأبنائه، لا مجموعة نافذين أو متسلّطين. ومجلس الرعيّة يجب أن يضمّ نخبة من أبناء الرعيّة الذين كرّسوا نفوسهم لخدمة رعيّتهم، وأن يكون صورة مصغّرة وحقيقيّة عن الرعيّة، فهو يمثّل جميع جمعيّاتها وعائلاتها وهذا ما يسرّ ويفرح.
ونحن علينا ألّا نرفض أحدًا يتقدّم للخدمة، كما أنّنا نعفي من يرى نفسه غير أهل لذلك من دون أيّة حزازات أو إشكالات، فالكنيسة يجب أن تبقى فوق الجميع، وفوق مصالحهم الشخصيّة.

والحمد لله، فإنّ الثمار يجب أن تكون جيّدة "ومن ثمارهم تعرفونهم"، فالأعمال التي نراها محقّقة في الرعيّة يجب أن تكون حصيلة الجهود الجبّارة التي يبذلها أعضاء مجلس الرعيّة وهذا ما يشجّع على المضيّ قدمًا في حقل الربّ الذي نعتبره موجّهنا الوحيد في كلّ ما نعمل ونقول.
تطلّعاتي المستقبليّة هي في أن يتحرّر أبناؤنا من القيود الدنيويّة التي تكبّلهم وتعيقهم عن الوصول إلى المسيح، الذي يجب أن يضعوه دائماً نصب أعينهم فهو الغاية الوحيدة والأساسيّة.

وهكذا يتمجدّ الله من خلال أعمالهم التي يقومون بها، وبدورهم يمجّدون أباهم الذي في السموات لأنّه وحده المسبّح والممجّد إلى الأبد. آمين.
 
أخبارنا

+
عيد القدّيس نيقولاوس في رعيتي برسا وحقل العزيمة

يترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، الجزيل الاحترام صلاة غروب وكسر خمس خبزات عيد القدّيس نيقولاوس في كنيسة القدّيس نيقولاوس في برسا- الكورة وذلك مساء الخميس الواقع فيه 5 كانون الأوّل 2024 الساعة الخامسة مساءً.
ويحتفل سيادته بقدّاس العيد نهار الجمعة الواقع فيه 6 كانون الأوّل 2024، في رعيّة القدّيس نيقولاوس -حقل العزيمة. تبدأ السحريّة الساعة 8.30 ويليها القدّاس الإلهيّ.

أما صباح الأحد الواقع فيه 8 كانون الأوّل 2024 فيحتفل سيادته بقدّاس العيد في رعيّة برسا وتبدأ السحريّة الساعة الثامنة صباحاً ويليها القدّاس الإلهيّ 9.30 وبعدها مائدة محبّة.