الأحد 17 آذار 2024 

الأحد 17 آذار 2024 

الأحد 17 آذار 2024 
العدد 11
أحد مرفع الجبن
اللحن الثامن، الإيوثينا الثامنة

أعياد الأسبوع:

17: ألكسيوس رجل الله، 18: بدء الصوم الكبير، كيرلّلس رئيس أساقفة أورشليم، 19: الشُّهداء خريسنثوس وداريا ورفقتهما، 20: الآباء الـ 20 المقتولون في دير القدّيس سابا، 21: الأسقُف يعقوب المعترف، البارّ سِرابيون، 22: الشهيد باسيليوس كاهن كنيسة أنقرة، المديح الأوّل، 23: العظيم في الشُّهداء ثاوذورس التيرونيّ، (عجيبة القمح المسلوق) الشّهيد نيكن وتلاميذه الـ 199 المستشهدون معه.

                 
الصوم الكبير المقدّس

الصوم الكبير المقدّس فترةُ توبة واستنارة.

فترة أربعين يومًا يليها الأسبوع العظيم المقدّس. 

باللغة اليونانية التوبة تُدعى Métanoia والترجمة الحرفيّة للكلمة تشير إلى تغيير الذهن أي تغيير نمط الحياة. عند الآباء، حياتُنا على الأرض فرصةٌ للتوبة أي للعودة إلى الله  métanoias kairos 
الصوم الكبير مسيرةُ حياة، تنقيةٌ للذات، تنقيةٌ من الأنانيّة égoisme، من عشق الذات، من حبّ المال، انقطاعٌ عن كلّ ما لا يخصّ الله.

عمليًّا يفترض الصوم انقطاعًا عن اللحم، عن البيض والجبن وتناول وجبة واحدةٍ نباتيّة يوميًّا بعد الثالثة بعد الظهر، أي عند الغروب: هذا ما يشكّل الصومَ الكامل:

"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله" (متى 4: 4 وتثنية 8: 3).

الهدف هو التحرّر من شهوة الطعام. الإنسان كاملٌ نفسًا وجسدًا. الهدفُ هو لقاءُ العريس لا الصوم.

الصوم ضروريٌ لنسجِ علاقة مع الله tisser  هو ترويضٌ     للنفس والجسد، ترويضٌ على النقاوة لاكتساب المحبّة والوداعة. 

الصوم فترةُ تجدّد، ولادةٌ روحيّةٌ جديدة "إن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقة جديدة" (2 كور 5: 17)

الصوم عند الآباء عملُ محبّة بل شعلة محبّة flamme d’Amour

نصوم أيضًا من أجل مساعدة الفقراء لأنّ الصوم مرافَقٌ بالإحسان. 

هو موجودٌ في الديانات الأخرى. لقد تحدّد برنامج الصوم الكبير عبر الزمن تدريجيًّا. 

بدأ ترتيبه في مجمع نيقية سنة 325 كصوم أربعينيّ. 

ذكرته السائحة إيثيريّا Ethérie وأيضًا القدّيس كيرلّس الأورشليميّ لقد تأثر برنامجه من تهيئة الموعوظين إلى مصالحة التائبين.

في العهد القديم أخذ طابع الحزن وإذلال النفس.

العهد الجديد جرّده من ذلك فصار ملاقاة الفرح، ملاقاة العريس.

ليس الصوم حميةً Régime من أجل الصحّة فقط بل هو ترويضٌ للنفس، لملاقاة العريس يسوع، تطهّرٌ جدّيٌّ لملاقاة أو استقبال الفصح، لاستقبال العريس.

ملاحظات عامّة هامّة:

زمن الصوم كان زمنَ تعليم. لا بدّ أن يقوم الكهنةُ بالوعظ والتعليم طيلة الأربعين يومًا المقدّسة.

الاكتفاء بالتراتيل الجميلة يُبقي الشعب في جهل كبير ولا يكفي ليحرّك التوبة في نفوس المؤمنين بل إن الممارسة والواقع يؤكّدان أنّ هذا يدخل الجميع في صنميّة الألحان والمواسم، ويعود بهم إلى الوثنيّة بشكل جديد.

يجب أن تستيقظ الكنيسة وتعود إلى سابق عهدها، عهد القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم والقدّيس باسيليوس الكبير حيث الوعظ والفهم هما سبب في خلاص المؤمنين وتقديس حياتهم. 

ولا أجد سببًا يمنع الأساقفة والكهنة وحتّى الرهبان والعلمانيّين عند الضرورة من القيام بذلك.

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروباريّة القيامة باللحن الثامن

إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامَتنا، يا ربّ المجد لك.
    
قنداق أحد مرفع الجبن باللحن السادس

أيُّها الهادي إلى الحكمةِ، والرازقُ الفَهْمَ والفِطنة، والمؤَدِّبُ الجهّالَ، والعاضِدُ المساكين، شدَّدْ قلبي وامنحْني فَهْمًا أيّها السيَّد، وأعطِني كلمةً يا كلمة الآب، فها إنّي لا أمنعُ شَفتيَّ من الهُتافِ إليك: يا رحيمُ ارحَمْني أنا الواقِع.


الرسالة: رو 13: 11-14، 14: 1-4
رتّلوا لإلِهِنا رتّلوا        
يا جميعَ الأُممِ صَفِّقوا بالأيادي

يا إخوة، إنّ خَلاصَنا الآنَ أقربُ مِمّا كان حينَ آمَنّا. قد تَناهى الليلُ واقتربَ النهار، فَلْنَدَعْ عَنّا أعمالَ الظُّلمةِ ونَلْبَسْ أسلِحَةَ النور. لِنَسْلُكَنَّ سُلوكًا لائقًا كما في النهار، لا بالقصُوفِ والسُّكْرِ، ولا بالمضاجع والعَهَرِ، ولا بالخِصامِ والحَسَدِ. بَل البَسُوا الرَّبّ يسوعَ المسيحَ، ولا تهتمّوا لأجسادِكُم لِقَضاءِ شَهَواتِها. مَنْ كان ضعيفًا في الإيمان فاتَّخِذوه بغير مباحَثةٍ في الآراء. مِنَ الناس مَن يعتقْدُ أنَّ لهُ أن يأكلَ كلَّ شيءٍ، أمّا الضَّعيف فيأكُلُ بُقولًا. فلا يَزْدَرِ الذي يأكل مَنْ لا يأكل، ولا يَدِنِ الذي لا يأكل مَن يأكل، فإنّ الله قدِ اتّخذهُ. مَنْ أنت يا من تَدينُ عبدًا أجنبيًّا؟ إنّه لمَولاهُ يَثبتُ أو يَسقُط. لكنَّه سيُثبَّتُ، لأنّ الله قادِرٌ على أن يُثبِّتهُ.

الإنجيل: متى 6: 14-21

قال الربُّ: إنْ غَفَرْتُم للناسِ زَلاتِهمْ يَغْفرْ لكم أبوكُمُ السَّماويُّ أيضًا. وإنْ لم تَغْفِروا للناسِ زلاتِهم فأبوكُمْ لا يغفر لكم زلاتِكُمْ. ومتى صُمتُمْ فلا تكونوا معبِّسين كالمُرائين، فإنّهم يُنكِّرون وُجوهَهْم ليَظهَروا للناسِ صائمين. ألحقَّ أقولُ لكم إنّهم قد أخذوا أجْرَهم. أمّا أنتَ فإذا صُمتَ فادهَنْ رَأسَكَ واغْسِلْ وَجْهَكَ لئلّا تَظْهرَ للناس صائمًا، بل لأبيكَ الذي في الخِفيةَ، وأبوكَ الذي يرى في الخِفيةِ يُجازيكَ عَلانية. لا تَكنِزوا لكم كنوزًا على الأرض، حيث يُفسِدُ السُّوسُ والآكِلةُ ويَنقُبُ السّارقون ويَسرِقون، لكنْ اكنِزوا لَكمْ كُنوزًا في السّماء حيث لا يُفسِد سوسٌ ولا آكِلَةٌ ولا يَنْقُب السّارقون ولا يسرِقون. لأنّه حيث تكونُ كنوزُكم هناكَ تكونُ قلوبُكم.

في الرسالة والإنجيل
 
أيّها الأحبّاء، اليوم هو أحد الغفران، وغدًا يبدأ الصوم الكبير المقدَّس، ومقطع الرسالة يُظهِر لنا المعنى العميق للحياة المسيحيّة، والطريق الواجب اتِّباعه لنتمِّمَ خلاصنا. 

هذا الخلاص الذي منحنا إيّاه الربّ يسوع لا يتحقَّق في حياتنا إلّا إذا ابتعدنا عن أعمال الظلمة التي يعدّدها بولس الرسول، لأنَّ فيها أذًى عظيمًا وعبوديَّةً مُرَّة، تجعلُ من حياتنا جحيمًا، وتحرمنا السعادة والسلام والفرح الحقيقيّ. 

من أجل ذلك يدعونا بولس الرسول إلى أن نرتديَ "أسلحةَ النّور" استعدادًا لحربٍ يبدو أنّه سبقَ وخاضها! 

نعم إنَّ الحياة المسيحيّة هي حربٌ حقيقيَّةٌ "ضدَّ النَّفْسِ، لأجل النَّفْس"! ضدَّ أهواء الإنسان من أجل قداسته وحريَّته الحقيقيّة، والصوم هو فترة جهادٍ روحيّ نحاربُ فيها ميولَنا الخاطئة، أهواءَنا وطباعَنا السيِّئة، ونحاربُ منطق هذا الدهر الماديّ الفاسد، الذي يعمل بكافّة الأساليب ليُلهينا ويبعدنا عن الله خالقنا، سواءٌ أكان بوسائل التسلية أم بالانشغال الدائم بهموم المعيشة. 

والكنيسة تعطينا كلَّ "أسلحة النُّور" اللازمة لنحقِّق الانتصارَ والغلبة، وهذه الأسلحة هي الصوم والصلاة ومطالعة الكتاب المقدَّس، وكلّ ما يجعل الربّ يسوع المسيح مقيمًا فينا. 

خبرة الكنيسة وقدِّيسيها تقول إنَّ الصومَ عن الطعام ضروريّ، لأنّه وكما أنَّ العربة المحمَّلة بأحمالٍ ثقيلة تصعُبُ حركتها، هكذا فإنَّ الطعام الثَّقيل يجعلُ الإنسانَ ملبَّدَ الإحساس، لهذا نحن في الصوم نترك الطعام الحيوانيّ من لحومٍ وأجبانٍ وألبانٍ وكلّ دسم، ونتحوَّل إلى الأكل النباتيّ الخفيف، مقلِّلينَ عدد وجباتنا في اليوم، لنكتسب قوّة الروح، قوّة الإرادة، كما يكتسب الرياضيّون، بالتمرين والتدريب، قوّةَ الجسد. 

وفي الوقت نفسه فإنّنا نكتسب خفَّة الحركة نحو الله، فنسارعُ إليه، ونطير روحيًّا كالفراشة بين الأزاهير، كما قال القدّيس يوحنَّا الدِّمشقي: 

"طوبى لأهل البراري فإنّهم يتطايَرون بالعشقِ الإلهيّ"، هذا العشق الذي لا يأسُر ولا يستعبِد، بل يطلُق ويحرِّر، يطلقُ الإنسانَ إلى رحاب السموات، رحاب الفضاء الإلهيّ، حيث الربيع الروحيّ بأزاهيره وجماله الفردوسيّ!

أما في المقطع الإنجيلي فإنَّ الربَّ يطلبُ منَّا صومًا حقيقيًّا صادقًا لا شكليًّا، مقترنًا بالمحبّة والغفران وعدم الإدانة، نجمع خلاله كنوزًا روحيَّة لا ماديّة! نجمعُها في البنك السماويّ، لا في بنوك الأرض حيث تفسدُ وتطيرُ الأموال والودائع!

أخيراً أيّها الأحبّاء، حبَّذا لو نحاول أن نخلق في بيوتنا جوًّا صياميًّا يليقُ بالصوم! فنبتعد مع عائلاتنا عن كثرة البرامج والمسلسلات والأخبار، وعن السطحيّة والتفاهة التي تقدِّمها للأسف معظم المحطّات التلفزيونيّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ. 

ولنسمَع بدلاً منها التراتيل والموسيقى الرَّاقية الهادئة، ونقرإ الكتب الأدبيَّة والرُّوحيّة، مغتذينَ مع أولادنا من الثقافة الرَّاقية والمبادئ الإنسانيّة والقيم الروحيّة السامية.

هكذا نجتازُ ميدانَ الصوم، ونذوق حلاوتَه، فنصلُ في نهايته إلى فرحِ القيامة، فرحِ انتصارِ الربّ على الموت، وانتصارنا نحن على إنساننا القديم، وانتقالنا من الظلمة إلى النّور، نور قيامة الربّ وقيامتنا معه. صوم مبارك للجميع.

الصوم الحقيقيّ

الصوم ليس هدفًا بحدّ ذاته، وإنّما وسيلة للوصول إلى الهدف، إلى الله، "خُبز الحَياة". لذا لا يمكن أن ينفصل الصوم عن ذكر الربّ المحرّك الأساسيّ له. 

إنّنا بصومنا نتّجه نحو الربّ الذي ننتظر منه كلّ شيء. 

فمقوّمات الصوم الأربعينيّ هي الرجوع إلى الله وطلب رحمته بكلّ لجاجة من خلال أعمال التوبة والصلاة والصدقة، وبالطبع هناك أعمال روحيّة ذات صلة بهذا المثلّث وهي الاهتداء، المصالحة، الغفران، محبّة القريب، والابتعاد عن الكراهية والحقد والانتقام. 

فنحن بالصيام نؤكّد أنّ الله هو مصدر الحياة والعيش وليس الخبز واللحم. "لَيَس بِالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإِنسان". 

الله هو مصدر وجودنا فعلينا أن نكون مستعدّين أن نفرغ حياتنا لكي نمتلئ منه. 

لنصُمْ جميعًا متّحدين بالربّ ولنشبع أنفسنا منه وحده. إذ إنّ ربّنا يستجيب لنا بالصوم.

الصوم هو زمن العودة إلى بعضنا البعض بأفعال المحبّة والصدقة والرحمة وبالمصالحة. فالصدقة هي موقف القلب، القلب الرحيم، الشفوق، الذي يسعى لتجديد العلاقة مع الآخرين. فلا حبّ بلا تضحية، والتضحية بلا حبّ أمر خارجيّ. 

"الصيام وحده لا يوصلك إلى السماء بل يلزمك لتصعد إليها على أجنحة المحبّة". بالصوم يشعر الإنسان بالجوع وبالتالي يحس مع الجائع. 
 
ما نصوم عنه ليس من حقّنا، وإنّما هو من حقّ الفقير.  

ما تحرم نفسك منه، قدّمه إلى شخصٍ آخر. 

 الصوم المقبول عند الربّ يقول إشعياء النبيّ "أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟" ألم يقل المسيح: "تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم: إنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآويتُموني، وعُريانًا فَكسَوتُموني، ومَريضًا فعُدتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إِلَيَّ … كُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فبي قد صَنَعتُموه". الصوم كالطَّير، لا يطير إلّا بجناحين الصلاة والصدقة. هذا هو الصوم الذي يفضّله الربّ: الصوم الذي تظهر له أيادٍ مليئة بالحسنات وقلبٌ ممتلئٌ بحبّ الآخرين؛ هو صوم مليء بالطيبة.

أخبارنا

+ رعيّة شكّا: اليوبيل الذهبيّ لقدس الأب د. إبراهيم شاهين وتوقيع كتابه
 
 "أقسم الربّ ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رُتبة ملكِي صادق".(سفر المزامير 115: 4)

برعاية وحضور صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الكليّ الطوبى والجزيل الاحترام
يتشرّف أبناء رعيّة شكّا الأرثوذكسيّة بدعوتكم إلى حفل تكريم المتقدّم في الكهنة الأب الدكتور إبراهيم شاهين
بمناسبة مرور خمسين سنةً على سيامته الكهنوتيّة وتوقيع كتابه
"الحركة العلميّة والثقافيّة والحضاريَّة في منطقة طرابلس والجوار".

يتكلّم في الحفل كلٌّ من:
بركة صاحب السيادة المطران أفرام (كرياكوس)
الاستاذ المشرف الأديب الدكتور جان توما           
الأب الدكتور نقولا الشامي 
راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف

كلمة المحتفى به الأب د. إبراهيم شاهين وكلمة افتتاح المتكلّمين الأديب الدكتور ميخائيل مسعود، وذلك يوم الأحد الواقع في 24 آذار 2024 الساعة الخامسة
مساءً في قاعة كنيسة تجلّي الربّ شكّا.


مدرسة البنات الوطنيّة للروم الأرثوذكس، طرابلس الزاهريّة (100 سنة)
الثانويّة الوطنيّة الأرثوذكسيّة، القبّة (75سنة)

بالمناسبة تفقّد صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، راعي هذه الأبرشيّة بمعيّة الأرشمندريت كاسيانوس العيناتي (الوكيل) والشّماس بشارة عطالله يوم الثلاثاء 5 آذار 2024، الصرحين المذكورين، حيث التقوا في القبّة المدير الأستاذ إلياس بيطار والطقم الإداريّ. 

وكانت لهم جولة على الصفوف، وتمّت في كلّ صفّ مداخلة مع التلامذة والمعلّمين في حصص العلوم والفيزياء والرياضيّات. 

وأيضًا توقّفوا في صفوف الروضات في حصص اللغتين الفرنسيّة والعربيّة فأبدوا انطباعًا متميّزًا أثناء المحادثة مع الصغار الذين تميّزوا بالفرح والارتياح في صفوفهم. 

ويلفت الانتباه عدد التلاميذ الموزّعين بارتياح في الصفوف المجهّزة بكلّ ما يلزم للتعليم الحديث. 

براءة التلامذة وفرح المعلّمين وطابع الترتيب والنظافة مع الإنارة والتهوئة يضفي على المدرسة طابعًا خاصًّا من الراحة النفسيّة في الموقع في القبّة. 

وشدّد صاحب السيادة على رسالة المدرسة وروحانيّتها في يومنا هذا: 

"وهي اكتشاف الله رأس كلّ علم وحكمة، الذي به ندرك محبّة الأخوة."

وبالتعامل بروح الله ندرك التقدّم والنجاح ونبني بيتًا صالحًا ووطنًا مستقرًّا.

عند الظهر توجّه صاحب السيادة مع مرافقيه إلى مدرسة البنات في الزاهريّة حيث كان في استقبالهم رئيسة وأعضاء الجمعيّة مع المديرة والهيئة. 

هنّأ صاحب السيادة الجمعيّة التي ستحتفل قريبًا بيوبيلها المئويّ. 

وتمّت مناقشة ومحاورة حول استمراريّة هذه المؤسّسة الفريدة في أدائها في التعليم والتنشئة التربويّة بالاتّكال على نعمة الربّ الضامنة للتقدّم دومًا نحوَ الهدف المنشود، وبعدها كان لقاء أوّل في مسرح المدرسة حيث اجتمع تلامذة المرحلة المتوسّطة مع معلّميهم وقد لفت انتباه الجميع حسن الترتيب والنظافة والانتظام وإتقان اللغات الثلاث عند التلامذة الذين أنشدوا الأناشيد باللغة العربيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة بإتقان لغويّ ولفظيّ. 

أثناء الحوار مع التلاميذ لفت انتباه الجميع جواب أحد التلامذة في صفّ الأوّل المتوسّط عن السؤال التالي: 

"لماذا اتيتم لتطلبوا العلم ولماذا تفتّشون عن التعليم؟" 

في الوقت الذي جاوب الآخرون أجوبة اعتيادية مثل جئنا لننمو في الحياة ونؤمن مستقبلنا، كان جوابه: 

"إنّنا جئنا لنتعلّم ونستطيع أن نكتشف قوّة الله الحقيقيّة في الحياة."

أثنى صاحب السيادة على هذا الجواب الذي بدا وكأنّه إلهام إلهيّ، وشرح للجميع كيف نتدرّج بواسطة العلم إلى التمسّك بقوّة الله الحقيقيّة التي تمنحنا المعرفة والفهم وبهما تكتمل الحياة وتنمو وتتدرّج بعناية الله.

اللقاء الثاني كان مع تلامذة الصفوف الثانويّة الذين ملؤوا ملعب المدرسة، وعندما سأل صاحب السيادة عن ماهيّة الحبّ في الحياة أجاب أحدهم: 

أحبّ الله أوّلاً وأكثر من كلّ شيء، هنا تدخّل صاحب السيادة وشرح لهم وصيّة المحبّة بطريقة هندسيّة. 

"زاوية قائمة مرتبطة ببعضها، الله بالاتجاه الأفقيّ والإنسان بالاتجاه السطحيّ..."

بعد الاستماع إلى أناشيد التلامذة باللغات الثلاث كان لقاء عفويّ بين التلامذة وصاحب السيادة والمرافقين في الملعب بحيث تبادلوا الأحاديث مع صفوف البكالوريا عن رغبتهم المستقبليّة في التخصّص العلميّ والعمليّ، ليغادر الجميع مغتبطين ومعجبين بما سمعوا وعاينوا طالبين السلام والأمان والبركة مع الدعاء للجميع.