الأحد 25 شباط 2024
21 شباط 2024
الأحد 25 شباط 2024
العدد 8
أحد الفريسيّ والعشّار
اللحن الخامس، الإيوثينا الخامسة
أعياد الأسبوع:
25: طاراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة، 26: بورفيريوس أسقُف غزَّة، فوتيني السامريّة، البارّ ثيوكليتُس، 27: روفائيل (هواويني) أسقُف بروكلين، بروكوبيوس البانياسيّ المعترف، ثلالاوس السّوريّ، 28: باسيليوس المعترف، 29: البار كاسيانوس الرّومانيَّ، البارَّتان كيرا ومارانّا، 1: البارّة في الشَّهيدات أفذوكيا، البارّة دومنينا، 2: الشَّهيد إيسيخيوس.
تحدِّيات الكنيسة بين التطرُّف والحكمة!
كثيرةٌ هي الأمور والتحدِّيات التي تواجهها الكنيسةُ اليوم في العالم كلّه، وكبيرةٌ هي المسؤوليّة الملقاة على كاهلها في مواجهة هذه التحدِّيات، سيَّما في حفظ الإيمان والمؤمنين في آن، من الشوائب التي يمكن أن تتسرَّب إلى حياة المؤمنين والكنيسة.
لا شكّ أنَّ روح العالم، المخالف لروح الإنجيل، هو الخطر الأكبر على أبناء الكنيسة وعلى وجود الكنيسة، وهو كالماء الذي يدخل إلى السفينة من ثقبٍ صغيرٍ فيها فيُغرقها.
للأسف، إنّ روح العالم ومنطق العالم يتغلغلان في أذهان المؤمنين وفي فكر الكنيسة، مما يؤدّي تدريجيًّا إلى تحوّل الكنيسة إلى كنيسة دهريّة، ويجعلها مجرّد مؤسّسة عالميّة اجتماعيّة إنسانيّة، ويغيِّب عنها مهمّتها ورسالتها الأساس في هذا العالم، والتي وُجدت من أجلها، وهي تقديس النفوس وخلاصها.
لذلك فالكنيسةُ الأرثوذكسيّة معنيَّةٌ في الحفاظ على أبنائها من التعاليم الغريبة عن إيمانها الآبائيّ المستقيم، الذي تسلَّمته جيلاً بعد جيل.
إنَّ مواجهة الكنيسة لهذا الوضع يجب أن تكون مواجهة حاسمة لا جدل فيها، ولكن في الوقت نفسه ولكي تكون المواجهةُ ناجحة، يجب أن تتمَّ بتمييزٍ وحكمة، واضعينَ أمامنا هدفَ الحفاظ على الرعيّة من ناحية، وأن نجذب الآخرين إلى الحقيقة من ناحيةٍ أخرى.
ومن أجل ذلك علينا أن نُتقن لغة التخاطب مع أبناء هذا العصر، وأن نعرف كيف نتوجّه إليهم، في عالمٍ يستخدم كلَّ الوسائل ليخدعهم ويجذبهم إليه.
في هذا المجال يمكن القول إنَّ الغيرة الزائدة التي يبديها بعض الغيارى من الرعاة والمؤمنين، تترك أثرًا عكسيًّا، وبدل أن نحمي الرعيّة، نبدِّدها، وبدل أن نجذبَ الآخرين إلى الحقيقة التي ندافع عنها، نجعلهم ينفرون منها.
لذلك إن شئنا أن ندافعَ عن الحقّ في الإيمان، يلزمنا أن نكون "حكماء كالحيّات"، ونقتني الحكمة التي كانت لدى الربّ يسوع المسيح، ولنأخذ مثالاً لنا لقاءَه مع السامريّة، تلك الإنسانة الزانية كانت إنسانة هرطوقيّة في مفهوم اليهود، لكنَّ الربّ لم يستخدم معها أيّة كلمة جارحة، لا من حيث خطيئتها ولا من حيث انحراف إيمانها، بل وخز ضميرَها بلطفٍ ورقَّة، وقال لها الحقيقة بكلمات رقيقة بعيدة عن التجريح، حين أوضح لها أنَّ الخلاص هو من اليهود، وليس من السامريّين، ولكنّه في الوقت نفسه خلَّصها بمحبّته وحكمته من حياتها السابقة ومن إيمانها المنحرف، وأتى بها إلى الإيمان به.
كذلك في مثل "السامريّ الصالح" أظهر الربّ أنَّ السامريَّ المنحرف العقيدة، فاقَ بصلاحه الكاهن واللاوي اللذين كانا على الإيمان اليهوديّ، إذ كان مستقيم السلوك عندما تصرَّف برحمةٍ تجاه أخٍ له في الإنسانيّة!
وفي حادثة شفاء العشرة البرص، مدَحَ الربّ ذاك السامريَّ الأبرص، الذي وحده عاد شاكرًا! كما مدحَ إيمان الكنعانيّة الوثنيّة "يا امرأة عظيم إيمانك" (متّى 15: 22).
وكذلك مدحَ تواضع قائد المئة الوثنيّ "الحقّ أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيمانًا بمقدار هذا" (متّى 8: 10).
وبهذه الحكمة تصرّف بولس الرسول عندما خاطب أهل أثينا الوثنيّين، إذ لم يجرحهم بنعته لهم بالوثنيّين الكفرة أو بغير المؤمنين، رغم أنّ هذا ما كان حالهم، لكنَّه بحنكة وحكمة، بغية أن يصطادهم إلى الربّ، ويجذبهم إلى الحقيقة، قال لهم:
"بينما كنت أجتاز وأنظر إلى معبوداتكم، وجدت أيضًا مذبحُا مكتوبًا عليه: "الإله مجهول"، فالذي تتَّقونه وأنتم تجهلونه، هذا أنا أنادي لكم به" (أع 17: 23)،
فهل كان بولس يكذب أو يمالق؟! أبدًا بل كصيّاد ماهرٍ أراد اجتذابهم إلى الإيمان الحقيقيّ بابن الله.
هذه الحكمة هي أكثر ما يلزم الكنيسة اليوم، من أجل أن تكون قادرة على التعاطي مع عالمٍ يتغيَّر كلَّ يوم، وتقدّم له المحبّة التي يفتقدها، والتي وحدها ستخلِّص العالم، فهل نجدها؟!
طروباريّة القيامة باللحن الخامس
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الابتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.
قنداق أحد الفريسيّ والعشّار باللحن الرابع
لِنهُربنَّ من كلام الفرّيسيّ المتشامِخ، ونتعلَّمْ تواضُعَ العشَّار، هاتِفينَ بالتَّنهُّداتِ إلى المخلِّص: ارحمنا أيُّها الحَسَنُ المصالَحَةِ وحدَك.
القنداق نفسُه موزونًا
بكلامٍ شامخٍ، فاهَ الفرّيسيّ فلنهرُبْ من فِعلِهِ. ولنتواضعْ كالعشّار، إلى المخلص ضارعين أيّها الحَسَنُ المُصالحةِ ارحمنا.
الرسالة: 2 تيمو 3: 10-15
صَلُوا وَأوْفوا الربَّ إلهَنا
اللهُ مَعْروفٌ في أرضِ يهوَذا
يا ولدي تيموثاوس، إنّك قد استقرأت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي وآلامي، وما أصابني في إنطاكية وإيقونية ولسترة، وأيّة اضطهاداتٍ احتملتُ، وقد أنقذني الرّبُّ مِن جميعها. وجميعُ الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوعَ يُضطهَدون. أمّا الأشرارُ والمغوونَ من الناس فيزدادون شرًّا مُضلِّين وضالين. فاستمِرَّ أنتَ على ما تعلَّمتَه وأيقنتَ به، مِمَّن تعلَّمتَ، وأنّك منذ الطفوليّةِ تعرف الكتبَ المقدّسة القادرةَ أن تصيّرَك حكيمًا للخلاص بالإيمان بالمسيح يسوع.
الإنجيل: لو 18: 10-14
قال الربُّ هذا المَثَل: إنسانانِ صعَدا إلى الهيكلِ ليصلّيا، أحدُهما فرّيسيٌّ والآخَرُ عشّار. فكان الفرّيسيُّ واقفًا يصلّي في نفسه هكذا: اللهمّ إنّي أشكرك لأنّي لستُ كسائر الناس الخَطَفَةِ الظالمين الفاسقين، ولا مثل هذا العشّار. فإنّي أصومُ في الأسبوع مرّتين وأعشّر كلّ ما هو لي. أمّا العشّار فوقف عن بُعدٍ ولم يُرِدْ أن يرفع عينيه إلى السماء، بل كان يَقرَعُ صدرَه قائلًا: "اللهمّ ارحمني أنا الخاطئ". أقولُ لكم إنّ هذا نزل إلى بيته مبَرّرًا دون ذاك، لأنّ كلَّ من رفع نفسه اتّضع، ومن وضع نفسه ارتفع.
في الإنجيل
في هذا المثل الإنجيليّ شخصيّتان متناقضتان الأوّل فريسيّ وهو معلّم الشريعة يحفظ الناموس ويفتخر بتطبيقه حرفيًّا، والثاني عشّار يجبي ضريبة العشر وهو ظالمٌ عديم الرحمة يأخذ أكثر مما يحقّ له.
والاثنان يصليّان ويتوجّهان بالكلام إلى الله.
السؤال الذي يطرح نفسه عند قراءة هذا المثل هو: كيف يمكن للعشّار الذي قضى حياته في الخطيئة أن ينال التبرير بينما يخسره الفريسيّ الذي قضى حياته يطبّق الشريعة ويعلّمها؟
في المنطق البشريّ، الفريسيّ هو من يستحقّ التبرير فهو يعيش كما يأمره الله في الشريعة أمّا العشّار فيعيش في الخطيئة.
ولكن متى كانت طرق الله كطرق البشر؟! متى كان الله يخضح للمنطق البشريّ؟!
يسوع الناصريّ قلب قوانين البشر، ومعاييرهم ووضع مكانها قوانينه هو لذلك لم يقبله الناس لأنّه لم يرضِ غرورَهم وشهواتِهم بل طلب منهم أن يغيّروا أنفسهم تغييرًا جذريًّا، تغييرًا في القلوب وليس تغييرًا في السلوك فحسب، طلب منهم أن يكونوا بكليّتهم معه قلبًا وروحًا وطريقة عيش.
إنّ سلوك الفريسيّ سلوك صحيح فهو "يتمِّم واجباتِه الدينيَّة" ولكن أين قلبه؟! ألم يفصل نفسه عن الله حين تكبّر واعتبر نفسه أفضل من العشّار؟!
لقد اعتبر أنّ تطبيقه الحرفيّ للشريعة يكفيه لكي يحظى بمكانة مرموقة تميّزه عن سائر الناس وتُدْخِلُه ملكوت الله.
أما العشّار فحين وقف في حضرة الله أدرك أنّه صغير أمام عظمة الله فلم يرَ إلّا خطيئته، لقد تغيّر قلبه، لقد نسي واقعه وأعماله ووثق برحمة الله الذي لا "يرذل القلب الخاشع والمتواضع" لذلك "نزل إلى بيته مبرّرًا".
الفريسيُّ رفع نفسه ووضعها في مرتبة عليا، أما العشّار فوضع نفسه وقرع صدره وطلب رحمة الله لأنّه أدرك أن الرفعة
الحقيقية تأتي من الله. فمن رفع نفسه نال جزاءه من البشر فهو يحظى بالتبجيل والتعظيم من الناس، أمّا من وضع نفسه فقد نال جزاءه من الله الذي يرى القلوب المليئة بمحبّته وبمحبّة الآخرين.
أيّها السيّد، يا من "أنزل المقتدرين عن الكراسي ورفع المتواضعين" هبنا من لدنك القدرة على أن نعرف خطايانا، ونضع أنفسنا لكي نرتفع في عينيك أنت الإله الحقيقيّ "الوديع والمتواضع القلب"، وتكون قلوبنا دائمًا "متَّجهة إليك" فنحيا بحسب مشيئتك. آمين.
صومنا والمسيح!!...
في حياة الكنيسة عندنا، يبقى الصّوم عربون الدّخول إلى التّعرّف بالمسيح يسوع ربًّا... بل وُجِد الصّوم الكبير لربّنا، لنمشي وراءه، دالّنا إلى أورشليم العلويّة!!...
الرّبّ يسوع صام أربعين يومًا إثر اقتباله المعموديّة من لدن العليّ بسماع صوته، ورفيف الرّوح القدس دالًّا عليه بشكل حمامة ويد السّابق تعلو رأسه... "هذا هو ابني الحبيب الّذي به سُررتُ فله اسمعوا"!!...
كلّ حياة الإنسان على الأرض، تبدأ بسرّ المعموديّة، بالتّغطيس حتّى يختبر المعمَّد جحيميّة الموت، والخروج منه على يد كاهن الأَسرار الإلهيّة المقدّسة، ليقيمه كلّ حياته محافظًا على سرّ التّنقية لكي تتفتّح مآقي قلب الإنسان وحسّ عقله، والرّوح، لمعرفة الحقّ والاعتراف بالخطيئة!!...
أيّة معرفة لم يدركها الإنسان بالعِلم واستقصاء الكتب؟!...
"معموديّة التّوبة" إنّما هي للغرف، أيضًا وأيضًا، من سرّ الحياة الّتي سبقنا إليها ربّنا وإلهنا، في كلمة إنجيله وحياة قدّيسيه.
مأساة السّقوط أَنّ الإنسان فقد روحه وروحانيّة نظرته إلى الحياة البِكر الّتي ملّكه الإله إيّاها، ليعيش، كلّ يوم، بوعي، في الحضرة الإلهيّة حتّى يسعى إليها بالإيمان، وبالصّلاة، وبالتّوبة وبالدّموع لغسل ما علق عليه من أَدران الطّمع وحبّ المال والبخل والنّميمة والكلام البطّال وعدم محبّة الأخ كالنّفس والإدانة والتّعالي والتّفلّت والكبرياء!!...
لماذا لا يحبّ الإنسان أَخاه كنفسه، كما أَوصاه ربّه في وصيّته الأولى، والثّانية الّتي هي أَعظم من الأولى؟!. "أَحبب قريبك كنفسك"!!...
في أَزمنة التردّي الّتي نعيشها، اليوم، علينا أن نسائل أَنفسنا: هل نحن نحبّ بذاك الحبّ الإلهيّ الّذي نفخه المسيح في منخرينا يوم جبلنا من ترابه؟!.
وهل إذا أحببنا نقول له: لست أنا أَحيا بعد، بل المسيح يحيا فيّ؟!.
"المسيح يحيا فيّ"!!.
ما معنى هذا الكلام؟! وهل هذا الواقع "الادّعاء"، هو نبراس حياتنا منه وله لِنَنْصَبَّ فيه بالكلّيّة؟!.
"تكلّم يا ربّ فإنّ عبدك يسمع"... هكذا دعا الرّبّ "صموئيل" ثلاث مرّات وكان "عالي" الكاهن الأكبر يجيبه، لا تركن لتخيّلاتك...
وفي المرّة الثّالثة صّدق عالي الصّوت وقال لصموئيل أَجب... وإذ أَجاب استخدمه ربّه للنبوّة!!.
الحياة في المسيح هي حياة استجابة لصوت الرّبّ يدعونا... مَن الّذي يدعوه الرّبّ بالحقيقة؟!...
إنّه يدعو كلّ مؤمن... لأَنّ كلّ إنسان هو مختار الله؛
وإذ يقول له النَّعَم، يصير مثل والدة الإله حاضرًا ليصبح إناءً مختارًا، فيأتي يسوع ويسكن فيه ويقدِّسه ليبشِّر باسمه!!...
هذا السّؤال هو الأَوّل والأَخير في حياة كلّ إنسان على وجه الأَرض... هذا هو صومنا في المسيح...
إن أَتينا المسيحَ سائلين مَن أَنت وماذا تريد، يدخل إلهُنا معنا في حوار... يكلّفنا، فإن نجحنا يضيف على الوزنة الّتي أُعطيناها وزنات أُخر حتّى يظهر هو هو الحياة، مبرأها ومعطيها لنا...
"فإن سمعتم اليوم صوته فلا تقسّوا قلوبكم"...
"قلبًا نقيًّا أُخلق فيّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدِّد في أَحشائي"...
هذا التّجديد يحصل عليه الإنسان بحبّ الإله من كلّ القدرة والنّفس والكيان، بالتّنقية...
تنقية الجسد والنّفس والعقل والحسِّ والرّوح، من أدران السّقوط!!.
هنا يصير الصّوم مسيرة حياة، لا نحياها فقط في مواسمها بل يصبح الصّوم يوميّةَ حياتنا...
حياةُ الصّوم هي التّنقية من عشق الذّات... من عبادة الأَنا... من السّعي وراء الملذّات والتّفلّت لعيش الحرّيّة الكذوب... من الطّمع وحبّ المال... من النّميمة والحسد... من عدم محبّة الآخر كالنّفس...
لننصبّ في حبّ الإله وكلمته والأَخ... هذا هو صومنا... لا الانقطاع عن الأطعمة... بل الانقطاع عن عشق ذواتنا!!.
الصّوم هو ملازمة المسيح والعيش له ومنه، لنصل إليه مملوئين من بركات رضاه، مع كلّ الّذين أَحبّهم وأَحبّنا فيه وفيهم!!...
سامحني يا أخي
في أحد الأيام اضطر القديس يوحنا إلى قطع شمّاس عن الخدمة مدّةً لأنّه ارتكب مخالفة، فحرد هذا الأخير وأخذ يقول كلامًا جارحًا في حقّ البطريرك حتّى إنه اختلق أخبارًا كاذبة في شأنه وسعى إلى الوشاية لدى الحاكم انتقامًا منه.
فلمّا بلغ القدّيسَ في أيّة حالٍ كان شمّاسه قال:
"من يضعف وأنا لا أضعف؟" (2 كورنثوس 11: 29)، وأيضًا "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء"
(رومية 1: 15).
لذلك قرّر أن يستدعيه ويتحدّث إليه ثمّ يعفو عنه لئلّا يقع فريسةً للشرير.
ولكن، لسببٍ ما نسي البطريرك المسألة وانشغل بغيرها إلى أن جاء عيد الفصح. فتذكّر البطريرك الشمّاس وكان الوقت قدّاس المؤمنين.
وتذكّر أيضًا القول الإلهيّ:
"إن قدّمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكّرت أنّ لأخيك شيئًا عليك فاترك هناك قربانك قدّام المذبح واذهب أوّلاً اصطلح مع أخيك. حينئذٍ تعالَ وقدِّم قربانك" (متّى 5: 23-24).
فأمر للحال شمّاس الخدمة أن يتلو الطلبة وأن يعيدها حتّى يعود.
أمّا هو فخرج إلى غرفة القدسات والملابس، ومن هناك أرسل في طلب الشمّاس المقطوع، وما أن حضر حتّى سجد يوحنّا أمامه وقال له:
"سامحني يا أخي"، فانذهل الشمّاس وفعل مثل البطريرك، دخل الإثنان إلى الكنيسة وأكمل البطريرك القدّاس.