الأحد 28 أيّار 2023
24 أيار 2023
الأحد 28 أيّار 2023
العدد 22
أحد آباء المجمع المسكونيّ الأوّل
اللحن السادس، الإيوثينا العاشرة
أعياد الأسبوع:
28: آباء المجمع المسكونيّ الأوّل، تذكار القدّيس أفتيشيوس أسقُف مالطية، القدّيس أندراوس المتباله، 29: تذكار الشَّهيدة ثيودوسيّا، القدّيس ألكسندروس رئيس أساقفة الإسكندريّة، 30: تذكار البارّ إسحاقيوس رئيس دير الدلماتن، البارّة إيبوموني، 31: تذكار الشَّهيد هرميوس، 1: تذكار الشَّهيد يوستينوس الفيلسوف، وداع الصعود، تذكار القدّيس نيكيفورس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة، سبت الراقدين، تذكار الشهيد لوكليانوس، الشَّهيدة بافلا.
الماء الحيّ وعطيّة الروح القدس
الماء الحيّ مرتبط بالروح القدس والروح القدس مرتبط بالمعموديّة.
لقد قال بطرس للشعب:
"توبوا وليعتمد كلُّ واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطيةَ الروح القدس" (أعمال 2: 38).
أمّا يسوع فقد وقف ينادي "إن عطش أحدٌ فليُقبلْ إليّ ويشربْ. من آمن بي تجري من بطنه أنهارُ ماء حيّ. قال هذا عن الروح القدس الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأنّ الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد". (يوحنا 7: 38-39).
لقد قال يسوع للمرأة السامريّة: "من يشرب من الماء الذي أُعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أُعطيه يصير فيه ينبوعَ ماءٍ ينبع إلى حياةٍ أبديّة" (يوحنا 4: 14).
هناك، عند المؤمن بالمسيح، عطشٌ soif إلى السعادة الحقيقيّة.
العطش إلى الماء الحيّ أي إلى الروح القدس. نعمة الروح القدس تَذَوّقٌ سابقٌ للحياة الأبديّة.
السعادة الحقيقيّة ما هو الضروريّ والأساسيّ في الحياة ليس هو الغنى ولا حتّى العلم.
ما يروي عطشَ قلبنا هو نعمة الله، نعمة الروح القدس.
"في اليوم الخمسين كان الجميع معًا بنفس واحدة... ظهرت لهم ألسنةٌ منقسمةٌ كأنّها من نار...
وامتلأ الجميعُ من الروح القدس" (أعمال 2: 1-4).
لقد قال يوحنّا المعمدان لكثيرين يأتون إلى معموديّته "أنا أعمّدكم بماء التوبة ولكنّ الذي يأتي بعدي هو أقوى منّي... هو سيعمّدكم بالروح القدس ونار" (متى 3: 11).
نارٌ محرِقة للخطايا، نارٌ آكلة، نار مُقدِّسة، الروح القدس مرتبط بالمعموديّة (راجع بطرس) أعمال 2: 38)
العبادة لا ترتبط بمكان بل ترتبط بشخص يسوع المسيح الحقّ الذي يرافق الساجدين بالروح القدس.
هكذا تصبح حياتُنا كلُّها صلاةً مستمرّةً، تطلُّعًا قلبيًّا دائمًا نحو الله منبعِ سَلامِنا وفَرحِنا:
هذه هي عطيّةُ الله: عطيّةُ محبّةٍ، فرحٍ وسلامٍ في الروح القدس.
+ أفرام
مطران طرابيلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة باللحن السادس
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة، فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.
طروبارية الآباء باللحن الثامن
أنت أيُّها المسيح إلهنا الفائق التسبيح، يا مَن أسَّستَ آباءنا القدّيسين على الأرض كواكبَ لامعة، وبهم هَدَيْتَنا جميعًا إلى الإيمان الحقيقيّ، يا جزيل الرحمة المجد لك.
طروبارية الصعود باللحن الرابع
صَعِدْتَ بمَجْدٍ أيُّها المسيحُ إلهُنا، وفرَّحْتَ تلاميذّك بموعِدِ الروح القُدُس، إذ أيقَنوا بالبَرَكة أنَّك أنْتَ ابنُ اللهِ المنْقِذُ العالَم.
القنداق باللحن السادس
لمّا أتممت التدبير الذي من أجلنا، وجعلت الذين على الأرض متَّحدين بالسماويين، صعدت بمجد أيها المسيح إلهنا غير منفصل من مكان بل ثابتًا بغير افتراق وهاتفًا: أنا معكم وليس أحد عليكم.
الرسالة: أع 20: 16-18، 28-36
مبارك أنت يا ربُّ إله آبائنا
فإنّكَ عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا
في تلك الأيّام ارتأى بولسُ أن يتجاوز أفسس في البحر لئلّا يَعرِضَ له أن يبطئ في آسية. لأنّه كان يَعجَلُ حتّى يكونَ في أورشليم يومَ العنصرةِ إن أَمكَنَهُ. فَمِن مِيليتُسَ بَعَثَ إلى أفسس فاستدعى قسوس الكنيسة. فلمّا وصلوا إليه قال لهم: إحذروا لأنفسكم ولجميع الرعيّةِ التي أقامكم الروحُ القدسُ فيها أساقفة لترعَوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه. فإنّي أعلم هذا، أنّه سيدخل بينكم بعد ذهابي ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرعيّة. ومنكم أنفسِكم سيقوم رجالٌ يتكلّمون بأمورٍ مُلتَوِيةٍ ليجتذبوا التلاميذ وراءهم. لذلك اسهروا متذكّرِين أنّي مدَّةَ ثلاثِ سنينَ لم أَكْفُفْ ليلاً ونهارًا أنصحُ كلَّ واحدٍ بدموع. والآنَ أستودِعُكم يا إخوتي اللهَ وكلمةَ نعمتِهِ القادرةَ أن تبنيَكُم وتمنحَكم ميراثًا معَ جميعِ القدّيسين. إنّي لم أشتَهِ فِضّةَ أحدٍ أو ذَهَبَهُ أو لِباسَهُ، وأنتم تَعلَمُونَ أنَّ حاجاتي وحاجاتِ الذين معي خَدَمَتْها هاتان اليَدان. في كُلِّ شيءٍ بَيَّنْتُ لَكُم أنّه هكذا ينبغي أن نتعبَ لنساعدَ الضعفاء، وأن نتذكّرَ كلامَ الربِّ يسوع. فإنّه قال: إنّ العطاءَ مغبوطٌ أكثرَ مِنَ الأخذِ. ولمّا قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلّى.
الإنجيل: يو 17: 1-13
في ذلكَ الزمان رَفَع يسوعُ عينيِه إلى السماءِ وقالَ: يا أبتِ قد أتتِ الساعَة. مجّدِ ابنَك ليُمَجّدَكَ ابنُكَ أيضًا، كما أعطيتَهُ سُلطانًا على كلِّ بَشَرٍ ليُعطيَ كُلَّ مَن أعطيتَه لهُ حياةً أبديّة. وهذه هي الحياة الأبديَّةُ أن يعرفوكَ أنتَ الإلهَ الحقيقيَّ، والذي أرسلتَهُ يسوعَ المسيح. أنا قد مجَّدتُكَ على الأرض. قد أتممتُ العملَ الذي أعطَيتَني لأعمَلَهُ. والآنَ مَجِّدْني أنتَ يا أبتِ عندَكَ بالمجدِ الذي كان لي عندك من قبل كونِ العالَم. قد أعلنتُ اسمَكَ للناس الذينَ أعطيتَهم لي منَ العالم. هم كانوا لكَ وأنتَ أعطيتَهم لي وقد حفِظوا كلامَك. والآنَ قد علِموا أنَّ كُلَّ ما أعطيتَهُ لي هو منك، لأنَّ الكلامَ الذي أعطيتَهُ لي أعطيتُهُ لهم. وهُم قَبِلوا وعَلِموا حقًّا أنّي منكَ خَرجْتُ وآمنوا أنَّك أرسلتني. أنا من أجلهم أسأل. لا أسأل من أجل العالم بل من أجل الذينَ أعطيتَهم لي، لأنَّهم لك. كلُّ شيءٍ لي هو لكَ وكلُّ شيءٍ لكَ هوَ لي وأنا قد مُجّدتُ فيهم. ولستُ أنا بعدُ في العالم وهؤلاء هم في العالم. وأنا آتي إليك. أيُّها الآبُ القدُّوسُ احفَظْهُم بِاسمِكَ الذينَ أعطيتَهم لي ليكونوا واحدًا كما نحن. حينَ كُنتُ معهم في العالم كُنتُ أحفَظُهم باسمك. إنَّ الذينَ أعطيتَهم لي قد حَفِظتُهم ولم يَهلِكْ منهم أحدٌ إلّا ابنُ الهلاكِ لِيتمَّ الكتاب. أمَّا الآنَ فإنّي آتي إليك. وأنا أتكلَّمُ بهذا في العالَمِ ليكونَ فرَحي كاملًا فيهم.
في الإنجيل
بالرغم من أنّنا ودّعنا خدمة الفصح المجيد في الأسبوع الماضي واحتفلنا بعيد الصعود الإلهيّ، فما زلنا نقول اليوم:
"في هذا الأحد السابع من الفصح..." هذا دليلٌ على أنّ الفصح هو محور حياة الإنسان القائم مع المسيح والذي يشهد في حياته أنّ القائم من بين الأموات هو ابن الله مخلّص العالم.
يأتي هذا الأحد الذي نقيم فيه خدمة آباء المجمع المسكونيّ الأوّل، ويخبرُنا صريحًا عن الإيمان الفاعل الذي كلَّمَتْنا عنه الكنيسةُ في الآحاد الماضية التي تلت أحد الفصح المقدّس.
وهذا الفصل الإنجيليّ الذي سبق أنْ سَمِعناه في خدمة آلام الربّ، والمأخوذُ من الإنجيل الأوّل، يوضح تمامًا العلاقة الأزليّة بين الآب والاِبن من جهة، وبين الاِبن والعالم من جهةٍ أخرى.
إنَّ قَول يسوع "مجِّدْني يا أبتِ بالمجد الذي كان لي عندك من قبل كَونِ العالم" يشيرُ إلى أزليّةِ الاِبن، فَكَونُ الآبِ أزلِيًّا يعني بالضرورةِ أن يكون الاِبنُ كذلك.
هذا المعتقد الإيمانيّ الذي دافع عنه آباء المجمع المسكونيّ الأوّل هو ضروريٌّ للخلاص، إذ لا أحد يقدر أن يُخلِّصَ الإنسان غير الله نفسه فلو كان الابن غير أزليّ وكان شخصًا كبقيّة الأنبياء، لما كان بمقدوره أن يُخلِّصَ الإنسان.
وهنا يقول صاحب المزامير "لا تتّكلوا على الإنسان ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.
وإذا قلنا أيضًا بِعَدمِ أزليّةِ الاِبن وأنّه عندما اعتمد وحلّ عليه الروح القدس أصبح إلهًا أدنى من الآب مرتبةً، كما يدّعي الهراطقة، نقعُ عندئذٍ في الوثنيّةِ وتَعَدُّدِ الآلهة.
هذا بالضبط هو ظلام العقل والقلب معًا. فالإيمان يحتاج قلبًا متواضعًا لا عقلاً منتفخًا، لأنّ الله مالئ الكون لا يمكن أن يُحَدّ في عقل بسيط هو خلقه.
إذًا الاِبن الخارج من الآب، أي الأزليُّ والمساوي له في الجوهر، قد سُرّ الآب وأرسله الى العالم ليمنحهم الحياة الأبديّة والرحمة العظمى.
يقول يسوع عندما كان يصلّي قبل الآلام "هذه هي الحياة الأبديّة أن يعرفوك أنت الإله الحقيقيّ والذي أرسلتَه يسوع المسيح" هذه المعرفة ليست كلامًا فقط، إنّما تحتاج جهادًا منّا لكي ندركها، طبعاً بالكلام نحن نؤمن، لكنّ الإيمان لا ينمو ويكبر إنْ لم نفتَحْ قلوبَنا لله حتّى تمتلئ منه.
تذكّروا حبّة الخردل التي تكلّم عنها الرسل الإنجيليّون فهي أصغر الحبوب لكنّها تصبح شجرةً كبيرة.
هكذا هو الإيمان يا إخوة، يحتاج منّا كلَّ وقتٍ في حياتنا، أن نجاهد ونعمل للربّ، فندرك حقًّا ان يسوع المسيح هو ابن الله المخلص العالم والمانح لنا الحياة الخالدة.
من هم الآباء
في الكنيسة قدّيسون كثيرون، لكنّهم لا يُدْعَونَ آباء. لقب أب يُطلق على فئة معيّنة منهم.
نحن نعتبر أن ّ كل شخص قادر أن ينمّي أشخاصًا في المسيح، كأن يلدهم ويربيّهم، هو أب.
كلّ شخص يتحلّى بموهبة تربية أشخاص في المسيح نعتبره أبًا.
من هنا يُطلق هذا اللقب على القدّيس الذي حقّق شروط القداسة، إذا جاز التعبير، أي تألّه واتّحد بالله وصار مسكنًا للروح القدس، وكان معلّمًا.
لذا، نجد أنّ معظم آباء الكنيسة كانوا يتقنون، على نحو رفيع، علوم هذه الدنيا وعلوم الحياة في المسيح معًا.
هؤلاء القدّيسون الكبار درسوا أهمّ علوم عصرهم مثل الحقوق والفلسفة وأتقنوها، وكانوا يعيشون مع الله في الوقت ذاته.
فدمجوا العلوم الدنيويّة الرفيعة والعلوم الروحيّة، أي الحياة مع الربّ، بحيث صاروا أدوات طاهرة يسكن فيها الروح القدس.
لذلك نسميّهم الآباء المعلّمين، لأنّهم بسبب علومهم الدينيّة والدنيويّة استطاعوا أن يسكبوا بشارة المسيح في لغة العصر الذي عاشوه، أي تكلّموا على المسيح لأبناء زمنهم بلغة أبناء زمنهم حتّى يتمكّن هؤلاء من فهمها.
هناك، طبعًا، فئةٌ أُخرى، لم تكن تعرف علوم هذه الدنيا، لكنّها تقدّست وتطهّرت.
فأضحى المنتمون إلى هذه الفئة آباء روحيّين، أي صارت لديهم الحياة في المسيح الضروريّة لإرشاد الآخرين وتربيتهم.
ولدينا نماذج حتّى اليوم من كلا الفئتين، أي لدينا من يعيش حياة التطهّر والاِستنارة ويُتقِنُ علومَ الدنيا، وعندنا مَن لا يُتقِنُ هذه العلوم ويعيش في الطهارة والاِستنارة.
هؤلاء دورهم روحيّ، أي ما ندعوه "الإرشاد الروحيّ".
في كلا الحالتَين ثمّة تشديد على الحياة في المسيح والقدرة على التعليم، هؤلاء نسميّهم آباء الكنيسة.
كذلك أريد أن أقول إنّ تسمية آباء باتت مبتذلة في استعمالنا لها اليوم بسبب سوء استعمالها.
فكثيرًا ما نردّد بسهولة هكذا يقول الآباء من دون أيّ معرفة.
هذا يؤدّي في الكنيسة إلى شيء من صراع بين المتعلّقين بالآباء والذين يرفضونهم، والذين يفهمون الآباء بطريقة معيّنة.
كلّ شيء مبتذل يغدو سبب تشويش.
أخبارنا
رسامة الشمّاس فادي واكيم كاهنًا
ترأّس راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس) في كنيسة القدّيسَين كبريانوس ويوستينة خدمة السحريّة والقدّاس الإلهيّ نهار الأحد الواقع فيه 14 أيار 2023 حيث تمّت رسامة الشمّاس فادي واكيم كاهنًا.
شارك في الخدمة عدد من الكهنة وقد غصّت الكنيسة بالمؤمنين من أنحاء الأبرشية. والكاهن الجديد متزوّج وله ولد.