الأحد 30 تمّوز 2023
28 تموز 2023
الأحد 30 تمّوز 2023
العدد 31
الأحد الثامن بعد العنصرة
اللحن السابع، الإيوثينا الثامنة
أعياد الأسبوع:
30: سيلا وسلوانس ورفقتهما، 31: تقدمة عيد زيَّاح الصليب، الصدِّيق إفذوكيمُس، يوسف الرَّامي، 1: عيد زيَّاح الصليب، المكابيّون الشُّهداء السبعة وأمّهم صلموني ومعلّمهم لعازر، بدء صوم السيدة، 2: نقل عظام استفانوس أوّل الشُّهداء ورئيس الشمامسة، 2: الأبرار إسحاقيوس وذلماتس وففستس، سالومة حاملة الطيب، 4: الشُّهداء الفتية السبعة الذين في أفسس، 5: تقدمة عيد التجلّي، الشَّهيد إفسغنيوس، نونة أمّ القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ.
نار الصلاة
الصلاة نارٌ بحسب القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم.
أمّا تلك النار فلا تتأجّج من تلقاء نفسها، بل هي بحاجةٍ دومًا إلى زيتٍ كي يُذكّيَها لكي تبقى متّقدة.
ما هو ذلك الزيت الذي منه سوف تبقى قناديل نفوسنا مُسرَجة؟
بحسب القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، ذلك الزّيت هو الصّدَقة التي سوف نقدّمها لأخٍ قريب منّا أو بعيد!
ويشدّد أيضًا على فعل الرّحمة لأنّها تنبع من المحبّة.
الذي يُحبّ ويرحم يُشابه الربّ في الرحمة، لأنّه إلهٌ رحوم ومحبٌّ للبشر! «فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ» (لو٣٦:٦).
إذًا كما ذكرنا، الصلاة نارٌ، فالربّ إلهنا، بسبب محبّته للبشر جعل لدى تلك الطينة الضعيفة والهشَّة قابليّةَ مُشابهة الملائكة الذّين هم شُهبٌ متّقدة يحومون حول العرش الإلهيّ!
يدعونا الربّ دومًا إلى أن نصلّي، لكنّه يشترط وجود الإيمان.
هذا هو الأساس والقاعدة لفعل الصلاة التي لا يمكن لها أن تُثمر ما لم نحمل في ذواتنا الرجاء.
إذًا، يستند إيماننا إلى الرّجاء، كما يطلب منّا الربّ قائلًا: «كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَه» (مت ٢٢:٢١).
هذه هي وصيّته لنا دائمًا.
حتّى لو كنّا في ضيقٍ أو فرَج، في ألمٍ أو فرح، الصلاة هي رفيق دربنا الطويل على هذه الأرض.
الصلاة هي المُلازمة لحياتنا، من خلالها وفي أثنائها تنهمر نعمة الله على المُصلّي.
هي الوسيلة الوحيدة التي من خلالها نتدرّب لكي نُضحي، بنعمة الله، مسكنًا وعرشًا له!
شواهد الكتاب المقدَّس كثيرة، نرى فيها كيف أنقذَت الصلاة نفوسَ كثيرين وفعلَت فيها:
«وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ» (صموئيل الأوّل ٢٢:١٢).
هنا نرى كيف أنّ النبيّ كانت لديه كلُّ الثقة بفاعليّة الصلاة وأهميّتها، ليس فقط له إنّما للآخرين أيضًا!
لذلك، الصلاة فعلُ تضحيةٍ ومحبّةٍ للآخر. الذي يحبّ لا يمكن له إلّا أن يحمل الآخر في داخله ذبيحةً حيّةً أمام عرش الربّ.
لذلك، من شروط الصلاة ألّا تكون النفس البشريّة في اضطراب، بل في هدوءٍ وسكينة.
لا يمكن للمُصلّي أن يُصلّي وهو في خللٍ داخليّ.
الإنسان المُصلّي يُشابهُ العذراء مريم في صمتها ورصانة شخصيّتها.
هكذا كانت سماتُ الهدوء في القدّيسين والشهداء تُخمد أجيجَ النار المتّقدة من حولهم، كالفتية الأبرار في أتّون النار المتّقد.
من هنا نرى كيف تساعد الكنيسة الأرثوذكسيّة الإنسان الضعيف على بلوغ مراقي الصلاة من خلال الجماعة.
ومن هنا أيضًا نفهم أهمّيّة الصلاة الجماعيّة التي منها ننطلق إلى الصلاة الفرديّة، وأهمّيّة وجود مكانٍ للصلاة، من خلال كلّ هذه الأيقونات والشواهد التي تحثّنا على أن «نُشابه إيليّا الغيور في أحواله والمعمدان في مناهجه».
هذان نموذجان لقوّة الصلاة وفاعليّتها.
هلمّوا ننهض من سباتنا، ولُنسرج قناديل نفوسنا بزيت البهجة والرجاء، ولنُقرن القولَ بالفعل صانعين أعمال الصّدَقة ونجمّلها بالمحبّة.
فالذي يحبّ ويرحم هنا يَجِد هناك الراحة بين أحضان إبراهيم وإسحق ويعقوب!
على الرغم من كلّ ما يحيط بنا، فلنُشدّد قوانا المتراخية بسبب إهمالنا وتقاعسنا، لكي تتحوّل بيوتنا وكلّ قرنةٍ إلى مكانٍ يتطهّر من رجاسة أفعالنا، بالصلاة والدموع المنسكبة لتغسل رجس خطايانا وخطايا العالم!
كان القدّيسون الأبرار يحوّلون المقابر المُظلمة إلى نور، ورائحة الموت إلى عطر الغلبة بالمسيح القائم فيهم، في كلّ مرةٍ سقطوا فيها!
العالم اليوم بحاجةٍ إلى مسيحيّين غالبين ضعفهم بقوّة صلواتهم، لكي يكبحوا الشرّ ويخمدوا أتون التجارب الملتهب من حولهم!
طروباريّة القيامة باللحن السابع
حطمتَ بصليبك الموتَ وفتحتَ للصّ الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلك أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله مانحًا العالم الرحمة العظمى.
طروباريّة التجلّي باللحن السابع
لما تجلّيت أيّها المسيح الإله في الجبل أظهرتَ مجدَك للتلاميذ حسبما استطاعوا. فأطلعْ لنا نحنُ الخطأة نورَك الأزليّ، بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور المجدُ لك.
قنداق التجلّي باللحن السابع
تجلّيت أيّها المسيحُ الإله في الجبل، وحسبما وسعَ تلاميذك شاهدوا مجدك، حتّى عندما يعاينونَك مصلوبًا، يفطنوا أنّ آلامك طوعًا باختيارك، ويكرزوا للعالم أنّك أنتَ بالحقيقةِ شعاعُ الآب.
الرسالة: 1 كور 1: 10-17
الرّبُّ يُعطي قوّةً لشعبِه
قدِّموا للربّ يا أبناءَ الله
يا أخوةُ، أطلبُ إليكم، باسم ربّنا يسوعَ المسيح، أن تقولوا جميعُكم قولًا واحدًا وألّا يكونَ بينكم شِقاقاتٌ بل تكونوا مكتملين بفكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحد. فقد أخبرني عنكم، يا إخوتي أهل خُلُوي أنَّ بينكم خُصوماتٍ، أعني أنَّ كلَّ واحدٍ منكم يقول أنا لبولسَ أو أنا لأبلّوس أو أنا لصفا أو أنا للمسيح، ألعلَّ المسيح قد تجزّأ؟ ألعلَّ بولسَ صُلبَ لأجلكم، أو باسم بولسَ اعتمدتم؟ أشكر الله أنّي لم أعمّد منكم أحدًا سوى كرِسيُسَ وغايوس لئلّا يقولَ أحدٌ إنّي عمّدتُ باسمي. وعمَّدتُ أيضًا بيت استفانوس عدا ذلك لست أعلم هل عمّدت أحدًا غيرهم. لأنّ المسيح لم يُرسلني لأعمّدَ بل لأبشّر، لا بحكمةِ كلامٍ، لئلَّا يُبطلَ صليبُ المسيح.
الإنجيل متّى: 14: 14-22 (متّى 8)
في ذلك الزمان أبصر يسوع جمعًا كثيرًا فتحنَّنَ عليهم وأبرأ مرضاهم. ولمّا كان المساءُ دنا إليه تلاميذُهُ وقالوا إنّ المكان قَفْرٌ والساعةَ قد فاتت، فاصْرفِ الجموع ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا. فقال لهم يسوع لا حاجة لهم إلى الذهاب، أعطوهم أنتم ليأكلوا. فقالوا لهُ ما عندنا ههنا إلّا خمسةُ أرغفةٍ وسمكتان. فقال لهم هلمَّ بها إليَّ إلى ههنا، وأمر بجلوس الجموع على العشب. ثمَّ أخذ الخمسة الأرغفة والسمكتين ونظر إلى السماء وبارك وكسر وأعطى تلاميذه الأرغفة، والتلاميذ أعطوا الجموع فأكلوا جميعهم وشبعوا، ورفعوا ما فضَلَ من الكِسَر اثنتي عشرةَ قفَّةً مملوءة. وكان الآكلون خمسةَ آلافِ رجلٍ سوى النساءِ والصبيان. وللوقت اضطرَّ يسوعُ تلاميذَه أن يدخلوا السفينةَ ويسبقوه إلى العبر حتّى يصرِفَ الجموع.
في الإنجيل
يحدّثنا هذا المقطع الإنجيليّ للبشير متّى، والمخصّص لهذا الأحد المبارك عن حادثة تكثير الخبز والسمك التي قام بها الربّ يسوع، فأطعم بذلك خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد.
وهنا، لا بدّ لنا من التوقّف عند بعض النقاط المهمّة وهي:
- قصدَ يسوع موضع خلاء ليكون منفردًا مع تلاميذه بحثًا عن الراحة وذلك لأنّ هذه الحادثة تقع مباشرة بعد قطع رأس يوحنّا المعمدان على يد هيرودس، ولكنّ الراحة التي أرادها يسوع لم تكن للانعزال وإنَّما لتثبيت التلاميذ وتعلميهم.
وفي كلّ الأحوال حُرِم يسوع من هذه الرغبة لأنّ الجموع تبعته كالعادة، ولكنّه لم يبدِ أيّ امتعاض، بل على العكس نراه يتحنّن عليهم ويشفي مراضهم.
كانت الجموع قد سمعت يسوع يعلّم ورأت وعاينت عجائبه، لذلك تبعته، وكانت مستعدةً أن تبقى معه حتّى ساعة متأخّرة من الليل غير عابئة لا بالطعام ولا بالشراب ولا حتّى بالنوم.
-قلق التلاميذ بشأن الجموع لأنّ الوقت صار متأخّرًا، لذلك نراهم يطلبون إلى يسوع أن يصرفهم ليبتاعوا شيئًا يأكلونه.
وهذا أمرٌ طبيعيّ لأنّ التلاميذ جماعةٌ واقعيَّةٌ تفكّر بحاجات الإنسان الأساسيّة.
في المقابل نرى يسوع يقول لهم "أعطوهم أنتم ليأكلوا" وقد فاجأهم بهذه العبارة لأنّهم شعروا بأنّه لا يكلّمهم جِدِّيًا، خاصّة وأنّهم لا يملكون من الطعام ما يكفي.
لكنّ الربّ يسوع كان يعرف تمامًا ما يريد، لذلك وحسب ما أمرهم به، راح التلاميذ يجمعون ما يستطيعون جمعه من الطعام، فكانت الحصيلة خمسة أرغفة وسمكتين قدّموها إليه، ولما اتّكأ الجمع على العشب راح يسوع يتصرّف وكأنّه مضيف هذه الجموع كلّها.
-أخذ يسوع ما قُدّم إليه من الخبز والسمك، وبارك وكسر وأعطى التلاميذ ليوزّعوا على الجموع.
عمليّة المباركة والكسر سوف تحصل فيما بعد، عند تأسيس سرّ الأفخارستيّا (الشكر)، إذًا هناك ارتباطٌ قويٌّ بين حادثة تكثير الخبز والسمك وسرّ الشكر الإلهيّ.
-حادثة تكثير الخبز والسمك بين يدي يسوع هي أشبه بعمليّة خلق.
فالربّ بقوّة سلطانه الإلهيّ يقدر أن يخلقَ من العدم، وليس فقط أن يكثّر ما هو قليل.
لذلك نراه يوزّع الطعام على التلاميذ لا بحسب حاجتهم وإنَّما بكلّ السخاء الذي له فكانت النتيجة أن بقي من الطعام اثنتا عشرة قفّة مملوءة، علمًا أنّ عدد الآكلين كان خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد.
-أخيرًا، كانت هذه العجيبة مذهلة بالنسبة إلى التلاميذ وإلى الجموع.
لهذا نرى أنّ الربّ ألزم تلاميذه بأن يدخلوا السفينة ويسبقوه ليصرف الجموع.
إنّه لا يريد، أن يقع تلاميذه في الكبرياء والفخر، لأنّ معلّمهم يصنع عجائب كهذه، ولا يريد أيضًا من الناس أن يلهجوا بمثل هذه العجيبة لأنّ كلّ العجائب التي كان يصنعها، إنّما صنعها تحنّنًا وشفقة منه.
ألا نراه في مواضع كثيرة يطلب من الذين شُفوا ألّا يقولوا لأحدٍ ما حدث معهم؟
- الربّ يسوع يعلم احتياجاتنا كلّها من دون أن نطلب منه. يكفي أن نثق به ونسلّمه ذواتنا فتكون النتيجة كما رأيناها في إنجيل اليوم، له المجد إلى دهر الداهرين، آمين.
الاضطهاد الجديد
نعاني في هذه الأيّام من تغييراتٍ مناخيَّةٍ غايةٍ في الخطورة، لها انعكاساتٌ سلبيَّةٌ مدمّرةٌ على الكون بأكمله.
الكرة الأرضيَّة من أقصاها الى أقصاها تلتهب، تأكلُها النيران، تغرق، تغور بمن عليها، تطمرها الفيضانات، حممٌ جوفيّةٌ تندفع بقوَّةٍ مهولة، ترتفع في الجوّ ألسنة لهب، وتستقرّ على الأرض خليطًا حارقًا يدفن تحته مدنًا وقرًى وطرقاتٍ بكلّ ما عليها من بشرٍ ونباتٍ وجماد.
يضاف إلى هذا كلّه، ذوبان الجبال الجليديّة المسمّاة أزليّة نظرًا لوجودها منذ فجر التاريخ واستمرارها حتّى سنواتٍ قليلة خلت.
أمّا الآن، فقد ابتدأ جليدها بالتكسّر والذوبان، ممّا يتسبّب بارتفاع مستوى البحار والمحيطات، وبتهديد العديد من المدن الساحليّة بالغرق.
هذه لمحةٌ خاطفةٌ عن وضع الأرض المناخيّ والجيولوجيّ الذي وصل في هذه الأيام إلى أسوأ حالة عرفها البشر، الذين هم السبب الرئيس لهذا التحوّل الخطير والمدمّر الذي يهدّد وجود الأرض وكلّ ما عليها.
ننتقل إلى التحوّلات الأخطر والأكثر بلاءً وضررًا وإيلامًا للجنس البشريّ والّتي ربّما تتسبّب بفنائه إذا ما استمرَّت وتنامت وتوحّشت.
نقصد هنا النظريّات التي تتناول الإنسان وكيانه وتركيبه وانسجامه الكلّيّ الذي خلقه عليه الله.
لقد جعل أصحاب هذه النظريّات الهدّامة من أنفسهم آلهةً جديدةً تتدخّل في تكوين الإنسان وفي توجيهه نحو سلوكيّات غريبة عن طبيعته.
إنّ مصدر هذه الأفكار وهدفها لا يخفى على أحد، فهو يسعى إلى تشويه العالم الذي خلقه الله جميلًا متناسقًا نقيًّا، وقد طرح نظريّاته المخرِّبة والمشينة في جميع الاتّجاهات، وجمع لأفكاره مناصرين من أعلى المناصب، والسلطات المدنيّة والأكاديميّة وحتّى الكنسيّة والدينيّة، فنجدهم يدافعون عن النظريّات المشار إليها، ويقفون إلى جانب من يطلقها ويتبنّاها حتّى غدت مواقفهم صفة للتقدّم والانفتاح والحرّيّة الشخصيّة وحقوق الإنسان.
لم يتوقّف إطلاق النظريّات الحديثة وتبنّيها عند إطلاق حرّيّة الأشخاص في اختيار جنسهم بغضّ النظر عن تركيبتهم الطبيعيّة، بل تجاوز الحدود إلى فرض هذا الاختيار بشكل قسريّ على الأولاد في المدارس، إلى أن وصل إلى طرح اقتراح قانون ينصّ على إلغاء ذكر جنس المولود في بطاقته الشخصيّة.
هذا طرح موجز جدًّا للوباء الذي ينتشر في عالمنا، وسؤالنا؛
أين نحن من هذا الوباء؟ ما هو موقفنا؟
كيف سنجابه طروحات الشياطين المتجسّدة في أشخاص ذوي مراتب عالية يحملون لواء الحرّيّة وحقوق الإنسان وبينهم وبين هذه التسميات مسافات ضوئيّة؟
يجيب القدّيس بولس عن هذا السؤال في 2 كو ( 14:6) :
"لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنّه أيّة خلطة للبرّ والإثم وأيّة شركة للنور مع الظلمة".
إنّه عصر اضطهادٍ جديدٍ يترصّد المؤمنين ويسعى إلى تحطيم إيمانهم وإبعادهم عن الإله الحقيقيّ.
لقد جاء هذا العصر بآلهة جديدة ماثلت وربّما فاقت أحيانًا خباثةَ وفسادَ آلهة العصور الأولى التي نشأت فيها المسيحيّة.
لهذا، فإنّ المسيحيّين مدعوّون في هذه الأيّام إلى إظهار بسالة وشجاعة وإيمان شهداء المسيحيّة الأوائل الذين وقفوا أمام سلاطين العالم بعزم وثبات.
هل سنقف كما وقفوا هم قديمًا؟
أم سنتخاذل مستسلمين لروح هذا الدهر؟
يكفي أن يكون لدينا إيمانٌ راسخٌ كما يقول الرسول بولس عب(33:11) :
"الذين بالإيمان قهروا ممالك، صنعوا برّا، نالوا مواعيد، سدّوا أفواه الأسود."
أيضًا ربّنا يسوع المسيح الذي تجسّد ليخلّصنا يقول:
"لا تخفْ أيّها القطيع الصغير لأنّ أباكم قد سُرَّ أن يعطيكم الملكوت". (لو 32:12).
ليكن يا ربّ، ولتعضدنا يمينك الكلّيّة القدرة.