الأحد 2 تموز 2023

الأحد 2 تموز 2023

30 حزيران 2023

الأحد 2 تموز 2023
العدد 27
الأحد 4 بعد العنصرة
اللحن 3، الإيوثينا 4


أعياد الأسبوع:

2: تذكار وضع ثوب والدة الإله في فْلاشِرنَس، 3: تذكار الشهيد ياكنثس، أناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة، 4: تذكار القدّيس أندراوس الأورشليميّ رئيس أساقفة كريت، القدّيس أندره روبلاف، 5: تذكار البارّ أثناسيوس الآثوسيّ، لمباذوس العجائبيّ، 6: تذكار القدّيس سيصوي الكبير (ساسين)، 7: تذكار البارّ توما الميليوني، الشَّهيدة كرياكي، 8: تذكار القدّيس بروكوبيوس العظيم في الشُّهداء، الشهيد في الكهنة أنستاسيوس.


سرّ الكنيسة

حياة الكنيسة عنصرةٌ مستمرّة دائمة.

يشير عيد جميع القدّيسين إلى تجلّي الإنسانيّة خلال الزمن حتّى المجيء الثاني  transfiguration de l’humanité

الآن خلال صوم الرسولَين بطرس وبولس تشيرُ بصورةٍ خاصّةٍ إلى البشارة الرسوليّة، وهذا وجهُ تميُّزٍ آخَر لِسرِّ الكنيسة.

إنّه إبرازُ الشهادة لقيامة المسيح عن طريق اِصطيادِ الناس له.

تُرى ما ضرورة وجود الكنيسة ؟ nécessité de l’Eglise
هل وجودُها ضروريٌّ لحياتنا الروحيّة؟ 
لماذا التقليد المقدّس والدرجات الكهنوتيّة؟ 
لماذا الكنيسة بحدّ ذاتها؟ 
ألا نستطيع الوصول مباشرة إلى المسيح بدونها؟! 

الجواب على ذلك سهل، لأنّ المسيحَ نفسه هكذا أراد إذ قال لبطرس: 

"أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي..." (متى 16: 18).

ويقول بطرس في رسالته الأولى "أمّا انتم فجنس مختار وكهنوت ملوكيّ أمّة مقدّسة شعبُ اقتناء..." (1بطرس 2: 9).

ويذكر أيضًا بولس أنتم "رعيّةٌ مع القدّيسين... مَبنيّين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أفسس 2: 19-20)

لقد أراد يسوع نفسه أن يجعلنا أعضاء لجسده الخاصّ الذي هو الكنيسة وهو رأسها ونحن أعضاؤها.

لقد شاء الربّ أن يُبعدنا عن كياننا المفرد الأنانيّ individualiste et égoiste وبات الرسل أساسات للكنيسة أمّا الكهنة والأساقفة فهم مبدئيًّا أيقوناتٌ حيّةٌ للمسيح.

هذا على الرغم من ضعفاتهم طالما أنّ الكنيسة لم تدخل بعد في طور مجدها عند المجيء الثاني.

وإرادة المسيح واضحة من كلامه: "الذي يسمعُ منكم يسمعُ منّي، والذي يَرذلُكم يرذلُني، والذي يَرذلُني يَرذلُ الذي أرسلني" (لوقا 10: 16).

لنتضرّع إذًا في هذا الصوم، صومِ الرسلِ الأطهار، لكي يُبعِدَ المسيحُ عنّا كلَّ انشقاق، كلَّ هرطقة، حتّى نستطيعَ أن نحبَّ بعضنا بعضًا في إيمانٍ واحد، في كنيسةٍ واحدة، وفي وطنٍ أرضيٍّ واحد. 

قال المسيح "هذه هي وصيّتي أن تحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتُكم" (يوحنا 15: 12).

  + أفرام  |
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروباريّة القيامة باللحن الثالث

لتفرح السماويّات ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربّ صنعَ عِزًّا بساعده، ووطئ الموت بالموت، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذَنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمة العظمى.

طروباريّة وضع ثوب والدة الإله باللحن الثامن

يا والدة الإله الدائمة البتوليّة وسترَ البشر، لقد وهبتِ لمدينتِكِ ثَوبَكِ وَزُنّارَ جسدِكِ الطاهرِ وشاحًا حريزًا، اللذَين بمولدك الذي بغير زرعٍ استمرَّا بغير فساد، لأنْ بكِ تتجدّدُ الطبيعةُ والزمان. فلذلك نبتهلُ إليكِ أن تمنحي السلامة لمدينتِك، ولنفوسِنا الرحمةَ العظمى.

قنداق وضع ثوب والدة الإله باللحن الرابع

أيّتها النقيّةُ المنعمُ عليها، إنّ ثوبَك الموقر، الذي به انحجب جسدُك الطاهر، قد منحتِه لجميع المؤمنين سربالًا عادمَ الفساد، وسترًا لِكُلِّ البشر. فنحن نعيّدُ لِوَضعِهِ بِشَوقٍ، ونصرخُ نحوَكِ يا نقيّةُ بِخَوفٍ هاتفين: السلامُ عليكِ أيّتها البتولُ فخرَ المسيحيّين.


الرسالة: عب 9: 1-17
تُعظمُ نفسي الربَّ    

لأنّه نظر إلى تواضع أمته

يا إخوة، إنّ العهدَ الأوّل كانت له أيضًا فرائضُ العبادَةِ والقُدْسُ العالميُّ، لأنّه نُصِبَ المسكِنُ الأوّلُ الذي يقال له القُدسُ وكانت فيه المنارة والمائدة وخبزٌ التقدمة. وكان وراءَ الحجابِ الثاني المسكنُ الذي يُقالُ له قُدسُ الأقداس، وفيه  مستوقَدُ البَخُورِ من الذهب، وتابوتُ العهد المغشَّى من كلِّ جهةٍ بالذهب، الذي فيه قِسطُ المَنِّ مِن الذهب، وعصا هرونَ التي أَفرَخَتْ، ولَوحا العهد. مِن فوقِه كارُوبا المجدِ المُظَلِّلان الغطاء. وليسَ هنا مَقامُ الكلامِ في ذلك تفصيلًا. وحيثُ كان ذلك مُهيَّأً هكذا، فالكهنةُ يَدخلون إلى المسكنِ الأوّلِ كُلَّ حينٍ فَيُتِمُّونَ الخدمة، وأمّا الثاني فإنّما يَدخُلُه رئيسُ الكهنةِ وحدَهُ مرّةً في السنة، ليس بِلا دَمٍ، يُقرِّبُهُ عن نفسِهِ وعن جَهالاتِ الشعب.


الإنجيل :
متّى 8: 5-13 (متّى 4)


في ذلك الزمان دخل يسوع كفرناحوم، فدنا إليه قائد مائةٍ وطلب إليه قائلًا: يا سيّدُ، غُلامي مطروحٌ في البيت مفلوجًا يتعذَّبُ جدًّا! فقال له يسوع: آنا آتي وأَشفيه، فأجاب قائدُ المئة قائلًا: يا ربُّ، لستُ مستحقًّا أن تدخل تحتَ سقفي، ولكن قُلْ كلمةً لا غيرُ فيَبرَأَ فتايَ، فإنّي أنا إنسانٌ تحتَ سُلطانٍ وَلِي جُندٌ تحتَ يدي، أقولُ لهذا اذهَبْ فيَذهَبُ وَلِلآخَرِ ائتِ فيأتي، وَلِعَبدِيَ اعمَلْ هذا فيَعمَلُ. فلمّا سمعَ يسوعُ تعجّبَ وقال لِلَّذِين يتبعونه: الحقَّ أقولُ لكم، إنّي لم أجدْ إيمانًا بمقدار هذا ولا في إسرائيل. أقولُ لكم إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوبَ في ملكوتِ السماوات، وأمّا بَنُو الملكوتِ فيُلْقَونَ في الظلمةِ البَرّانيّة. هناك يكونُ البُكاءُ وصريفُ الأسنان. ثمّ قال يسوع لقائد المائة اذهَبْ وَلْيَكُنْ لكَ كما آمنتَ. فَشُفِيَ فَتاهُ في تلك الساعة.

في الإنجيل
الأُمَمِيّ يسبقُ أبناءَ الموعد.


إنجيلنا اليوم يُشير إلى الأُمم المعذَّبةِ من سلطان الشرّ، الأُممِ الوثنيّة. 

هذه الامم تتجسّدُ في شخص العبد المريض، إنّها اُمم مريضة بسبب عبادتها الوثنيّة وجهلها التامّ لحياة الشركة مع الله، جاءت صارخةً طالبةً الشفاء من المرض الذي أصابَها زمنًا طويلًا، الربّ استجاب لها فهو قد تجسّد من أجل جميع الأُممِ وليس من أجل اليهود فقط.

الرومان كانوا يعاملون العبيد كالحيوان تقريبًا، ولكنّنا هنا نرى قائد المائة قلقًا على عبده يَفيض تواضعًا "لست مستحقًّا"، واثقًا كلّ الثقةِ بالربّ وَبِقُدرتِه "قُلْ كلمةً فَيَبرأَ غُلامي". 

هذا الرجل المملوءُ حكمةً وتواضعًا، لم يُدركْ أنّ يسوع هو الربّ، ولكنّه عرَفَ أنّ لديه سلطانًا على الأمراض وغيرها. 

هو لم يعرف الكتب ولا تخالط مع اليهود، فاليهود لا يدخلون بيت اُمَميّ، ولكنّ المحبّة كانت تملأ قلبه والتواضع يسكنه، فأتى إيمانه بيسوع يفوق كلّ تصوّر. 

إنّ قائد المائة سَبَق كلّ الّذين يدّعون معرفة الله، الّذين كانوا يتعالون على الجميع ويعتبرون أنفسهم وَرَثة الملكوت. 

فكانت النتيجة أن طُرِحوا خارجًا وأتى آخر من أقاصي الأرض وقطف الثمار فشُفِيَ غلامه.

إنّ حلول الربّ في البيت يُحطّمُ الوثنيّة ويَطرُدَ الشرّ وتتهلّل نفوس قاطنيه بسماعها قوله "أنا آتي وأشفيه". 

إنّ الغريب  الأُمميَّ تفوّق على أصحاب المواعيد، فقد رأى أنّه لا يستحقّ دخول الرب بيته، ولكنّه بتواضعه أسكنه قلبه، والربّ لم يَستَحِ من دخول بيوت الخطأة فهو قد جاء ليشفي وليحطّم الوثنيّة ويمنح الحياة الأبديّة.

لقد سُرَّ الربُّ بدخول قلب الضابط أكثر من دخوله إلى بيته. 

الربّ الغائب بالجسد عن بيت الرجل، كان حاضرًا بجلاله وشفى غلامه. لقد تعجّب الربُّ من إيمانه. 

إنّه الايمان الذي فتح للإنسان الأُمميّ حِضنَ إبراهيم وإسحق ويعقوب، الحِضنِ الذي حُرِمَ منه أولادُ الوعد بالجسد، لأنّهم رفضوا الايمان، لقد قَبِلوا الناموسَ ولكنّهم رفضوا واضِعَه، فطُرِحوا في الظلمة الخارجيّة.

إنجيل اليوم يَضعُنا كمؤمنين أمام عدّة أسئلة: 

هل نحن نَعرض أنفسنا على الربّ؟

هل الواحد منّا يعترف بخطاياه وسَقطاتِه ويُقِرُّ بضعفه فيرتمي بكلّ تواضع وانسحاق على المسيح؟

هل نثق أنّه به كلّ شيء، ومن دونه لم يكن شيء مما كوّن؟

هل يا تُرى نحن كاليهود الّذين تغنّوا بالناموس ولم يعيشوه؟

المستقيم الرأي المؤمن، يُدرك أنّ الله هو مصدر كلّ خير، ويَثِقُ أنّه من دونِه لا يستطيع شيئًا. 

المستقيمُ الرأي يُدرِك أنّ الإيمان هبةٌ من الله مُوَجَّهٌ للجميع، ولكنْ على الإنسان أن يتذوّق هذا الايمان، فلا ينسى أبدًا أنّ الله هو الصخرة وعلى هذه الصخرة نبني إيماننا.

بولس حاملُ سماتِ المسيح

1. شاوول (بولس) الفرّيسيّ من مضطهِد للمسيح إلى مضطهَد من أجله.

عرّف بولس عن نفسه بقوله: «أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ، وَلكِنْ رَبَيْتُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ (أورشليم) مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ (المعلّم الشهير) عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ. وَكُنْتُ غَيُورًا للهِ.» (أعمال 22: 3). 

وتكلّم على ماضيه بقوله: 

« 5 مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ، مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. 
مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ. 6 مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ.» (فيليبي 2)؛ 

وبقوله: 

« 13 فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلًا فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 

14 وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي.» (غلا 1)

      ويصف بولسُ اضطهادَه لكنيسة المسيح بقوله: 

«5 إنِّي حَسَبَ مَذْهَبِ عِبَادَتِنَا الأَضْيَقِ عِشْتُ فَرِّيسِيًّا. (...) 9 فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُورًا كَثِيرَةً مُضَادَّةً لاسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ. 

10 وَفَعَلْتُ ذلِكَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ، فَحَبَسْتُ فِي سُجُونٍ كَثِيرِينَ مِنَ الْقِدِّيسِينَ، آخِذًا السُّلْطَانَ مِنْ قِبَلِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. 

11 وَفِي كُلِّ الْمَجَامِعِ كُنْتُ أُعَاقِبُهُمْ مِرَارًا كَثِيرَةً، وَأَضْطَرُّهُمْ إِلَى التَّجْدِيفِ. 

وَإِذْ أَفْرَطَ حَنَقِي عَلَيْهِمْ كُنْتُ أَطْرُدُهُمْ إِلَى الْمُدُنِ الَّتِي فِي الْخَارِجِ.» (أع 26)؛ 

وبقوله: 

«4 وَاضْطَهَدْتُ هذَا الطَّرِيقَ حَتَّى الْمَوْتِ، مُقَيِّدًا وَمُسَلِّمًا إِلَى السُّجُونِ رِجَالًا وَنِسَاءً، 5 كَمَا يَشْهَدُ لِي رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الْمَشْيَخَةِ، الَّذِينَ إِذْ أَخَذْتُ أَيْضًا مِنْهُمْ رَسَائِلَ لِلإِخْوَةِ إِلَى دِمَشْقَ، ذَهَبْتُ لآتِيَ بِالَّذِينَ هُنَاكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدِينَ لِكَيْ يُعَاقَبُوا.» (أع 22) 

      وحين اقترب من دمشق ظهر له الربّ يسوع فانقلبت حياته رأسًا على عقب. 

فمن يهوديّ فرّيسيّ يحيا على أساس "حياتي هي الشريعة"، انقلب إلى حياة على أساس "حياتي هي المسيح المصلوب يسوع الناصريّ": 

«6 فَحَدَثَ لِي وَأَنَا ذَاهِبٌ وَمُتَقَرِّبٌ إِلَى دِمَشْقَ أَنَّهُ نَحْوَ نِصْفِ النَّهَارِ، بَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلِي مِنَ السَّمَاءِ نُورٌ عَظِيمٌ. 

7 فَسَقَطْتُ عَلَى الأَرْضِ، وَسَمِعْتُ صَوْتًا قَائِلًا لِي: شَاوُلُ، شَاوُلُ،! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ 8 فَأَجَبْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟

فَقَالَ لِي: أَنَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. 

9 وَالَّذِينَ كَانُوا مَعِي نَظَرُوا النُّورَ وَارْتَعَبُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ الَّذِي كَلَّمَنِي. 

10 فَقُلْتُ: مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟ فَقَالَ لِي الرَّبُّ: قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى دِمَشْقَ، وَهُنَاكَ يُقَالُ لَكَ عَنْ جَمِيعِ مَا تَرَتَّبَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ. 

11 وَإِذْ كُنْتُ لاَ أُبْصِرُ مِنْ أَجْلِ بَهَاءِ ذلِكَ النُّورِ، اقْتَادَنِي بِيَدِي الَّذِينَ كَانُوا مَعِي، فَجِئْتُ إِلَى دِمَشْقَ.

12 ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلًا تَقِيًّا حَسَبَ النَّامُوسِ، وَمَشْهُودًا لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ 13 أَتَى إِلَيَّ، وَوَقَفَ وَقَالَ لِي: أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ، أَبْصِرْ! فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، 14 فَقَالَ: إِلهُ آبَائِنَا انْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ، وَتُبْصِرَ الْبَارَّ، وَتَسْمَعَ صَوْتًا مِنْ فَمِهِ. 

15 لأَنَّكَ سَتَكُونُ لَهُ شَاهِدًا لِجَمِيعِ النَّاسِ بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ. 16 وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ 

قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِيًا بِاسْمِ الرَّبِّ. » (أع 22).

 يحضر في ذهننا دومًا اختيار المسيحُ لبولس ليكون رسوله إلى الأمم، ولكنّ هناك تفصيل صغير ولكنّه مهمّ جدًّا، أورده لوقا؛ 

وهو أنّ بولس وهو يُتّمّم رسالته كرسول للأمم، سيكون الرسولَ المسحوق بالآلام كما قال المسيح لحنانيا: 

«15 فَقَالَ لَهُ  الرَّبُّ: "اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. 

16 لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي"». (أع 9)

2. بولس يحمل في جسده سمات المسيح.

 وعاش بولس بقيّة حياته رسولاً ليسوع المسيح كارزًا بإنجيله لليهود وللأمميّين من غير اليهود. 

وأثمر عمل الروح القدس على يده كنائس في مقاطعات آسية الصغرى وبلاد اليونان. 

وبعدما أنهى بولس عمله في بناء هذه الكنائس، كتب إلى كنيسة رومية يقول: 

«15كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ جُزْئِيًّا أَيُّهَا الإِخْوَةُ، كَمُذَكِّرٍ لَكُمْ، بِسَبَبِ النِّعْمَةِ الَّتِي وُهِبَتْ لِي مِنَ اللهِ، 16 حَتَّى أَكُونَ خَادِمًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ الأُمَمِ، مُبَاشِرًا لإِنْجِيلِ اللهِ كَكَاهِنٍ، لِيَكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولًا مُقَدَّسًا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.

 17 فَلِي افْتِخَارٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَةِ مَا للهِ. 

18 لأَنِّي لاَ أَجْسُرُ أَنْ أَتَكَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا لَمْ يَفْعَلْهُ الْمَسِيحُ بِوَاسِطَتِي لأَجْلِ إِطَاعَةِ الأُمَمِ، بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، 19 بِقُوَّةِ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، بِقُوَّةِ رُوحِ اللهِ. 

حَتَّى إِنِّي مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى إِللِّيرِيكُونَ (Illyricum : Ἰλλυρικόν)، قَدْ أَكْمَلْتُ التَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ.» (رومية 15)
      
ويعدّد بولس المشقّات والآلام التي احتملها في سبيل الإنجيل، فيقول: 

«23 أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ، فَأَنَا أَفْضَلُ: 

فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً. 

24 مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. 

25 ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلًا وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. 

26 بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُول، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، ...» (2 كو 11).

 ولذا نجده يطلب من الغلاطيّين الذين ضايقوه بعدم ثباتهم أن يكفّوا، إذ يكفيه ما أصابه من آلام على أيدي مقاومي الإنجيل: 

«17 فِي مَا بَعْدُ لاَ يَجْلِبُ أَحَدٌ عَلَيَّ أَتْعَابًا، لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ.» (غلا 6).

3. كيف تحمّل بولس كلّ هذه الآلام والمشقّات؟

 "الرسائل البولسيّة" تكشف لنا، في مقاطع عديدة، الفكرَ الذي كان في بولس "الرسول المتألّم"، ومنها:

+ «18 فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. 

35 مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ 

36 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». 

37 وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. 

38 فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، 39 وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.» (رومية 8)

+ «23 (...) الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ. 

24 الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ، الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ، 25 الَّتِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا، حَسَبَ تَدْبِيرِ اللهِ الْمُعْطَى لِي لأَجْلِكُمْ، لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ اللهِ. 

29 الأَمْرُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَتْعَبُ أَيْضًا مُجَاهِدًا، بِحَسَبِ عَمَلِهِ الَّذِي يَعْمَلُ فِيَّ بِقُوَّةٍ.» (كولوسي 1)

+ «10 (...) مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ.

11 الَّذِي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ كَارِزًا وَرَسُولًا وَمُعَلِّمًا لِلأُمَمِ. 

12 لِهذَا السَّبَبِ أَحْتَمِلُ هذِهِ الأُمُورَ أَيْضًا. لكِنَّنِي لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ. (2 تيمو 1)

8 اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي، 9 الَّذِي فِيهِ أَحْتَمِلُ الْمَشَقَّاتِ حَتَّى الْقُيُودَ كَمُذْنِبٍ. لكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لاَ تُقَيَّدُ. 

10 لأَجْلِ ذلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ أَيْضًا عَلَى الْخَلاَصِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ. 

11 صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. 

12 إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. 
إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا. (2 تيمو 2)

6 فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. 7 قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، 8 وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا.» ( 2 تيمو 4)

أخبارنا

اجتماع كهنة الأبرشيّة

قدس الآباء والشمامسة المحبوبين بالربّ في رعايانا العزيزة، نعمة وسلام

قد يصادف في يوم الإثنين 10 تموز، عيد الشّهيد يوسف الدمشقيّ، الكاهن والمعلّم الإنطاكيّ..

يطيب لي أن نلتقي معًا في مساء هذا اليوم في دار المطرانية في القاعة الكبرى، مدخل مستشفى النيني وذلك ضمن البرنامج التالي:

- صلاة الغروب الساعة الخامسة بعد الظهر.
- كلمة صاحب السيادة.
- عرض وتعريف من الكهنة الجدد بحسب السيامة.
- توصيات من قبلكم الكهنة القدماء.
- توصيات عامّة من قبل صاحب السيادة.
- ضيافة مسائيّة بمناسبة العيد، الحلّ عند السابعة والنصف.

على الرجاء أن يتمّ هذا اللقاء، محبّتي 

+ افرام 
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


رسامة الأخ سمير فارس شمّاسًا إنجيليًّا

ترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) في كنيسة القديس جاورجيوس- أميون غربي خدمة السحريّة والقدّاس الإلهيّ نهار الأحد الواقع فيه 18 حزيران 2023 حيث تمّت سيامة الأخ سمير شمّاسًا إنجيليًّا باسم سيرافيم. 

الشماس الجديد متأهّل وله ولد.