الأحد 2 نيسان 2023
30 آذار 2023
الأحد 2 نيسان 2023
العدد 14
الأحد الخامس من الصوم
اللحن 1- الإيوثينا 9
أعياد الأسبوع:
2: البارّة مريم المصريّة، تذكار البارّ تيطس، 3: تذكار البارّ نيقيطا، والقدّيس يوسف ناظم التسابيح، 4: تذكار البارّ جاورجيوس (مالاون)، والبارّ زوسيماس، 5: تذكار الشُّهداء كلاوديوس وديودورس وررفقتهما، والبارّة ثيوذورة التسالونيكيّة، 6: تذكار القدّيس آفتيشيوس بطريرك القسطنطينيّة، والقدّيس غريغوريوس السينائيّ، 7: تذكار الشَّهيد كليوبيوس، والقدّيس جرجس أسقُف ميتليني، 8: تذكار الرسول هيروديون ورفقته وهم من السبعين .
صلاة يسوع
وصلاة القلب
هناك فرقٌ بين التعبيرَين: صلاة يسوع وصلاة القلب. إنَّ صلاة يسوع مركّزة على اسم يسوع. "أيّها الربّ يسوع يا ابن الله ارحمني أنا الخاطئ" الاسم يسوع هو بمثابة أيقونة كلاميّة icone verbale
من هذه الأيقونة تشعّ قوّةُ المسيح القائم من بين الأموات: هو سرّ حضور المسيح الفاعل في أنفسنا. ترى متى يمكننا أن نقول إنّ صلاة يسوع هي صلاة القلب؟!
لا بدّ من أن نغصب أنفسنا في الصلاة Se faire violence من أجل اكتساب الصلاة القلبيّة.
يقول القدّيس مكاريوس المصري: "على المصلّي أن يغصبَ نفسه على الصلاة لكي ينال صلاة القلب الحقيقيّة، لينال المحبّة الحقيقيّة، الوداعة والرحمة (كولوسي 3: 12) وكلّها من ثمار الروح (1) . علينا أن نجدّف لكي ينطلق القاربُ في البحر nous devons ramer (2)
هذا الجهد حسب القدّيس مكاريوس عليه أن يتوفّر ويمارس في كلّ الحالات وليس فقط في نطاق ممارسة الصلاة، ينطبق على موضوع التواضع وكيفية كتسابه وكذلك الوداعة، الرحمة هذه الاجتهادات كلّها تشكّل ما يدعوه إفاغريوس البنطيّ Evagre الممارسة praxis في الحياة الروحيّة: أن نغصبَ أنفسنا على عمل الخير إلى أن يمنحنا الله الروح القدس المعونةَ لكي نصل الى الحياة القلبيّة أو إلى فضيلة أخرى.
عند ذلك لا يعود الإنسانُ بحاجة الى التجديف ramer لكي يسيرَ القارب أو المركبُ في البحر، إذْ ذاك يكتفي بِتَركِ الأشرعةِ les voites حرّة.
عندئذْ، حسب تعبير القدّيس يوحنا السلّميّ (اصحاح 26: 5) يسير القارب بنفحة الروح القدس.
لذلك علينا في البدابة أن نغصبَ أنفسنا على الصلاة قبل أن ننال الصلاة القلبيّة التي ننالُها بنعمة الروح القدس. عندها الروح القدس سوف يدرّبنا على الصلاة الحقيقيّة وأيضًا على ممارسة فضيلة أخرى.
(1) راجع القدّيس مكاريوس المصري: العظات الروحيّة (إصحاح 19: 3).
(2) راجع كتاب السلّم للقديس يوحنّا السلّميّ (28: 17).
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللحن الأوّل
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمت في اليوم الثالث أيها المخلِّص، مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا اليك يا واهب الحياة: المجد لقيامتك أيّها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محبَّ البشر وحدك.
طروباريّة القدّيسة مريم المصريّة باللحن الثامن
بكِ حُفِظَت الصورةُ بإحتراسٍ وَثيق أيَّتها الأمُّ مريم، لأنَّكِ حملتِ الصليبَ وتبِعْتِ المسيح، وعَمِلتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسَدِ لأنَّه يزول، ويُهتمَ بأمورِ النفسِ غير المائتة. لذلك تَبتهِجُ روحُكِ مع الملائكة.
القنداق باللحن الرابع
يا شفيعَةَ المَسيحيِّين غَيرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِقِ غيرَ المردودة، لا تُعْرِضي عَن أصواتِ طلباتِنا نحنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمَعونةِ بِما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارِخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَة، وأسرِعي في الطلبة، يا والِدةَ الإلهِ المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرّميكِ.
الرسالة: عب 9: 11-14
صَلُّوا وأَوفُوا الربَّ إلهَنا
اللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا
يا إخوة، إنَّ المسيحَ إذ قد جاءَ رَئيسَ كَهَنَةٍ للخيراتِ المستقبلةِ، فبمسكنٍ أعظَمَ وأكملَ غَيرَ مصنوع بأيدٍ، أي ليس من هذه الخليقة، وليسَ بدمِ تيوسٍ وعجولٍ بل بدمِ نفسِهِ دَخَلَ الأقداسَ مرَّة واحدةً فوَجَدَ فِداءً أبَديّا، لأنَّهُ، إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتيوسٍ ورَمادُ عِجلةٍ يُرَشُّ على المُنجَّسينَ فيُقَدِّسُهُمْ لتطهيرِ الجسد، فكَمْ بالأحرى دَمُ المسيح الذي بالروح الأزليّ قَرَّبَ نفسَهُ للهِ بلا عَيبٍ، يطَهِّرُ ضمائرَكُم منَ الأعمالِ الميتة لِتَعبُدوا اللهَ الحيّ.
الإنجيل: مر 10: 32-45
في ذلك الزمان، أخَذَ يسوعُ تلاميذَهُ الاِثنَي عَشَر، وابتَدَأ يَقولُ لَهُم ما سيَعرِضُ لَهُ: هُوذا نحنُ صاعِدونَ إلى أورَشليمَ، وابنُ البَشَرِ سَيُسلَمُ إلى رؤساء الكَهَنَةِ والكَتَبَة، فيحكُمونَ عَلَيهِ بِالموتِ وَيُسَلِّمونَهُ إلى الأمَم فَيَهزَأونَ بِهِ ويَبصُقونَ عَلَيهِ وَيَجلِدونَهُ وَيَقتُلونَهُ، وفي اليَومِ الثالثِ يَقوم. فَدَنا إليهِ يَعقوبُ ويَوحَنّا ابنا زَبَدى قائلينَ: يا مُعَلِّمُ نريدُ أنْ تَصنَعَ لَنا مَهما طَلَبنا. فَقالَ لهُما: ماذا تُريدانِ أنْ أصنَعَ لَكُما. قالا لَهُ: أعْطِنا أنْ يَجلِسَ أحَدُنا عَنْ يميِنكَ والآخرُ عَنْ يسارِكَ في مَجدِك. فقالَ لَهُما يسوعُ: إنَّكُما لا تَعلَمان ما تَطلُبان. أتستطيعانِ أنْ تشرَبا الكأسَ التي أشرَبُها أنا وأنْ تَصطَبِغا بالصِّبغَةِ التي أَصطَبِعُ بِها أنا. فقالا لَهُ نَستَطيع. فقالَ لَهُما يسوعُ: أمّا الكأسُ التي أشرَبُها فَتَشرَبانِها وبِالصِّبغةِ التي أَصطَبِغُ بِها فَتَصطَبِغان. أمَّا جُلوسُكما عَنْ يميني وَعَن يَساري فَلَيسَ لي أنْ أُعطِيَهُ إلاّ للذينَ أُعِدَّ لَهُم. فَلَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ ابتدَأوا يَغضَبونَ على يعقوبَ ويوحنّا، فدَعاهُم يسوعُ وقالَ لَهُم: قدْ عَلِمتُمْ أنَّ الذينَ يُحسَبونَ رُؤَساءَ الأمَم يَسودونَهَم وَعُظماءَهُم يَتَسلَّطون عَليهم، وأمّا أنتُم فَلا يَكونُ فيكم هكذا، ولكِنْ مَنْ أرادَ أن يكونَ فيكم كبيراً فليَكُنْ لَكُم خادِماً، وَمَن أراد أن يكونَ فيكُم أوَّلَ فَلْيَكُنْ للجميعِ عَبداً. فإنّ ابنَ البَشَرِ لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ. وليبذل نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين.
في الإنجيل
"الأنا" ومشروع ربّنا الخلاصي
تكلّم الربُّ يسوع المسيح عن ملكوته، وعندما سمعه تلاميذه ظنّوا أنّ هذا الملكوت يقوم قبل موته، ولكنّه سرعان ما راح يتحدّث عن موته، وذلك حتّى يستعدّوا لما سيأتي بعده.
التلاميذ يفكّرون بالكرامات، بالمراكز والسلطة، بينما الربُّ يتكلّم عمّا سيواجههم من مصاعب ومشاكل، لم يفقهوا بادئ الامر أنّ الوقت وقت الدم والمخاطرة. لم يُدركوا حينها، انّه من أراد أن يكون مع المسيح عليه أن يتبعه حاملًا صليبه، فلا يمشي أمامه أو بجانبه.
إبنا زبدى اعتقدا أنّ الخير يَكمُنُ في ما يُفكّران به، ولم يفطنا لفكر الله ولمشروعه، لهذا قالا له "نريد"، وما يريدانه كان الوصول إلى المجد دون الدخول في الطريق المؤدّية إليه، وهذا يختلف تمامًا عمّا يريده يسوع الذي كان يفعل مشيئة الآب.
الربّ دخل بحوار معهما ليرفعهما إلى المستوى الذي يريد، ليفهما حقيقة مشروعه، حقيقة هدف تجسّده، ليفهما أنّ المجد هو في الصليب.
لذلك خاطبهما قائلًا "لستما تعلمان ما تطلبان"، في إشارةٍ إلى أنّهما لا يفهمان ماهيّة الملكوت. عمله قائم على أسلوب فريد من نوعه يحملنا إلى حضن الآب ويهبنا الخلاص، إنّه اسلوب العيش من أجل الآخرين وليس من أجل "الأنا"، لهذا أوضح لهما أنّ الشركة معه تكون "بالصبغة" و "الكأس"، وهنا أتى جواب التلميذَين متسرّعًا (نستطيع)، إنطلاقًا من محبّتهما له، جاهلَين قصده، لم يُدركا المعنى الحقيقيّ لكلامه.
فقد اعتبرا أنّه يتحدّث عن كأس منظورة وعن معموديّة اليهود القائمة على غسل الأيدي قبل الاكل. أمام هذا الفكر الارضيّ جاء جوابُ الربِّ إنّكما ستنعمان بالآلام والاستشهاد وستتكرّمان بالمجد السماويّ الذي يُوهَبُ لِكُلِّ مَن يترك الفكر الماديّ وهذا هو مخطّط الله الخلاصيّ.
التلاميذ الآخرون الذين سمعوا طلب ابني زبدى إستاؤوا، إنّها مشاعر الغيرة والحسد، لم يسمعوا جواب الربّ بل سمعوا الطلب، إنّها أيضًا الرغبة بالسلطة والرئاسة.
هو التنافس السلبيّ الهدّام، لذلك وجّه يسوع كلامه للجميع وعلّمهم أنّ المطلوب هو التنافس القائم على الخدمة وقِيَمِ الانجيل ونبذ الارضيّات، فالعظيم في ملكوت السماوات هو من ينسى نفسه ويخدم الآخرين.
إنّ طريق الربِّ طريقٌ صعبٌ، لا يكون إلّا بتحمّل الآلام والموت والاستشهاد، وهو ما ذاقَهُ ابنا زبدى. فيعقوب مات شهيدًا بقطع رأسه على عهد هيرودوس؛ ويوحنّا وُضِع في قدر زيت مغليّ خَرَج منه ظافرًا ثُمَّ نُفِيَ إلى بطمس.
نعم، لقد خضعا لشروط الربّ الخلاصيّةِ لِبُلوغِ المجد، فشربا الكأس التي شربها الربّ بموته على الصليب واصطبغا بمعموديّة الدم والاستشهاد أي الموت مع المسيح.
من يريد أن يتبع المسيح عليه أن يتقدّم إليه جسدًا وروحًا، لا لطلب راحة أرضيّة وكرامة باطلة، مُتخلّيًا عن حبّ الرئاسة والسلطة، ساعيًا لخدمة الجميع متشبّهًا بسيّده حاملًا سِمات القائم من بين الأموات الذي تجسّد لخلاصنا له المجد الى أبد الدهور، آمين.
من وحي الرسالة إلى العبرانيّين
يسوعُ في كيانه الأوّل، ليس الأوّلَ بين الملائكة، بل هو "ابن الله"، "الابنُ" الذي هو أعظم من الملائكة، هو "الربُّ" الجالس عن يمين الله حائزًا الجلال والسلطان اللذين للطبيعة الإلهيّة.
يسوعُ في كيانه الأوّل، ليس خليقةً من خلائق الله، بل هو الذي به صنعَ اللهُ الدهورَ وهو الذي يحمل كلّ شيء بـ "قول قوّته".
يسوع في بشريّته، ليس غيرَ قادرٍ أن يرثيَ لضعفاتنا وأوهاننا، بل إذ هو مجرّب في كلّ شيء مثلنا، ما عدا الخطيئة، فهو قادر أن يهبنا رحمةً وإغاثةً في أوانها.
يسوع في بشريّته، لم يكن بعيدًا عن معاناتنا ومآسينا، بل طلباتٍ مع تضرّعات بصراخ شديد ودموع مدرارة نجده مقدّمًا إلى الله الآب، إلى القادرِ أن يخلّصه من الموت؛ وتعلّم الطاعةَ ممّا تألّم.
يسوع في كهنوته، لم يكن مثلَ هارون وبَنِيه محتاجًا أن يقدّم ذبيحة عن نفسه كما يُقرّب لأجل الشعب، بل هو "البارّ" الذي ما صنع خطيئة ولا وُجد في فمه غشّ، الذي كان على الدّوام مرضيًا لله حائزًا على مسرّته.
يسوع في كهنوته، لم يكن محتاجًا أن يقرّب ذبائح صباحيّة ومسائيّة في كلّ يوم ولا ذبيحة يوم التكفير في كلّ سنة، بل قرّب ذاته على الصليب مرّة واحدة، فنتج عن ذلك فداءٌ أبديّ.
يسوع في كهنوته، لم يدخل قدس الأقداس لبرهة يسيرة في يوم واحد من السنة (يوم الكفارة)، بل هو على الدوام أمام الله الآب شفيعًا لأجلنا.
فلنسلك بتعقّل ويقظة لئلّا نحزنه مهملين الخلاص العظيم الذي أنالنا إيّاه، له المجد إلى الأبد آمين.
الإحسان والرحمة
"إنّ الأوانَ أوانُ التوبة، وجهادَ الصيام يسبِّبُ لنا حياةً أبديّةً إنْ بَسَطْنا أياديَنا إلى الإحسان، لأن ليس شيء ينقذ النفس كمؤاساة المحتاجين، والرحمةُ إذا امتزجت بالصيام تُنقذُ الإنسان من الموت..."
"من صلوات التريودي"
إنّ الصلاة هذه مأخوذة من كتاب "التريودي" وهو الكتاب الذي نستخدمه في هذه الفترة المقدّسة في الكنيسة، في فترة الاستعداد للصوم الأربعينيّ المقدّس، وفي فترة الصيام، وفي الأسبوع المقدّس من سبت لَعازر حتّى عشيّة الفصح.
وها نحن اليوم قد قطعنا شوطًا من هذا الزمن الذي ندعوه: "أون التوبة"، وبلغنا إلى الإسبوع العظيم المقدّس وما كان صيامُنا إلّا استعدادًا للبلوغ إلى هذه الأيّام الخلاصيّة، فنشترك مع المسيح في آلامه وموته وقيامته، ونصبح كائنات جديدة لابسة الربّ يسوع، الناهض من القبر، وهو الإنسان الجديد: "آدم الجديد"، بكر الخليقة الجديدة.
لن نعرف هذا التجدّد الروحيّ لمجرّد انقطاعنا عن بعض المآكل لا بدّ لنا من أن نذوق الموت لنحيا مع المسيح. ونذوق الموت بالتوبة، بأن نميت فينا الإنسان العتيق، إنسان الخطيئة.
"إنّ الصوم الحقيقيّ هو سجن الرذائل، أعني ضبط اللسان، وإمساك الغضب وقهر الشهوات الدنسة". يقول القدّيس باسيليوس ويكتب أيضًا القدّيس إسحق السريانيّ: "الذي يصوم عن الغذاء، ولا يصوم قلبه عن الحنق والحقد، ولسانه ينطق بالأباطيل فصومه باطل، لأنّ صوم اللسان أفضل من صوم النفس، وصوم القلب أفضل من الإثنين".
ويعبّر عن التوبة وصدقِها الأعمال، إنّها "ثمار التوبة". وأهمُّ ما يعكسُ توبتَنا هو الإحسان الذي تذكّرُنا به صلواتنا ومنها القصّة المدوَّنةُ أعلاه.
الصوم لا يسبِّبُ لنا الحياة الأبدية، الحياة مع الله، إلّا إذا رافقَهُ الإحسان. الرحمة إذا امتزجت بالصيام تؤمّن له الغاية التي من أجلها كان، ألا وهي أن ننجو من الموت فنذوق القيامة.
إذا تذكّرنا هذه الحقيقة ونحن على أبواب الفصح، وعَمِلْنا على عَيشِها، نشتركُ اشتراكًا حقيقيًّا مع الربِّ يسوع في موته وقيامته.
له المجدُ إلى أبدِ الدُّهور. آمين.
أخبارنا
+ رسامة الشمّاس أندراوس سابا كاهنًا لرعيّة رأسمسقا
نهار الأحد الواقع فيه 26 آذار 2023 ترأّس سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشيّة صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيسة بربارة رأسمسقا - الكورة، وبحضور حشد من المؤمنين تمّت في القدّاس رسامة الشمّاس أندراوس سابا كاهنًا للرعيّة.
فالأب الجديد متزوّج وله ثلاثة أولاد.
جاء في العظة التي أَلْقاها سيادته:
لقد عيّدنا البارحةَ لعيدِ البشارة، واليومَ نَذكُرُ رئيسَ الملائكةِ جبرائيلَ الذي بشّرَ العذراءَ بمجيءِ المسيح. واليومُ في كنيستِنا هو الأحدُ الرابعُ من الصوم، نُعيّدُ فيه لقدّيسٍ مهمٍّ في كنيستِنا، القدّيس يوحنّا السلّميّ. سُمّيَ هكذا نسبةً إلى كتابِه الشهير "السلَّم إلى الله".
عاش هذا القدّيسُ في القرنِ السابعِ للميلاد، وترهَّبَ في دير سيناء، ثمّ تنسّكَ في الصحراء القريبةِ من الدير، وبعدَ ذلك أجمَعَ الرُّهبانُ على انتخابِه رئيسًا للدير. ضمّنَ كتابَه خبرتَه النُّسكيّة، لِيُعِينَ الرُّهبانَ، وسائرَ المؤمنين، في جهادِهم لاِكتسابِ الفضائل شيئًا فشيئًا.
لقد وضعتِ الكنيسةُ هذا القدّيس العظيم ضمنَ مسيرةِ الصوم لكي نتمثّل به. نحن المسيحييّن الحقيقييّن الشرقييّن الأرثوذكسيّين نتمثّل بآباءنا القدّيسين، لا بمشاهيرِ هذه الدُّنيا. نتمثّلُ بالقدّيسين لأنّهم عاشوا بالمسيح على الأرض.
والآن، نُوَجِّهُ الكلامَ إلى أخينا الحبيب الأب أندراوس الذي هو خادمُكم، الخادمُ الجديدُ لهذه الرعيّة. نحن عائلةٌ واحدة، الأبناء والآباء.
هذا الشخص هو مجاهد ونطلب منه أن يتابع جهاده لأنّ الأيّام شرّيرة، أن يتابع جهاده كأبٍ كما يقول الإنجيل، بالتمثُّلِ بالربِّ يسوع الذي قال: "الراعي الصالح يَبذُلُ نفسَهُ عن الخِراف".
يوحنّا السُّلَّمِيُّ يعلِّمُنا أن نجاهد؛ والإنجيلُ يُعلِّمُنا أن نَغصُبَ أنفُسَنا في كُلِّ شيءٍ لكي نَربحَ الملكوت، ونَذُوقَ مُسبَقًا فرحَ الملكوتِ وسَلامَه.
ولذلك، نحن نَرجو أن يسلك الأبُ أندراوس في هذه الحياةِ ناجحًا في جهادِه، حتّى يذوقَ هذا الفرحَ وهذا السلام، فيُقدِّمُه بِدَورِهِ إلى الآخَرِين مِن أبنائه. آمين.