الأحد 19 شباط 2023
15 شباط 2023
الأحد 19 شباط 2023
العدد 8
أحد مرفع اللحم (الدينونة)
للحن الثالث، الإيوثينا الثالثة
أعياد الأسبوع:
19: الرسول أرخيبّس، البارّة فيلوثاي الأثينيَّة، 20: لاون أسقُف قطاني، الأب بيصاريون، 21: البارّ تيموثاوس، أفستاثيوس الإنطاكيّ، 22: وجود عظام الشُّهداء في أماكن أفجانيوس، 23: بوليكربس أسقُف أزمير، القدّيسة غورغوني أخت القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ، 24: ظهور هامة السَّابق للمرّة الأولى والثانية. 25: تذكار جامع للآباء الأبرار، طاراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة.
الدينونة
يكون معنى حياتنا على الأرض في استعدادنا للحياة الأبديّة. لم يخلقنا الله لكي نعيش فقط لمدّة بعض السنين وبعدها لا يوجد أيّ شيء: الفراغ Le néant.
حياتنا لا تقتصر على هذه الحياة الأرضيّة. لقد خلقَنا اللهُ لكي نحيا معه الى الأبد، حياةَ محبّةٍ وأُخُوَّةٍ مع جميع أخوتنا.
العالم اليوم يركّز على الحياة الأرضيّة وحدها. همّ إنسان اليوم هو تأمين السعادة والبحبوحة في هذه الحياة الأرضيّة. إنجيل اليوم يطلب منّا أن لا نركّز حياتنا فقط على الأنا le moi بل على المسيح الحاضر في كلّ إنسان وبخاصّةٍ المحتاج.
تُرى! هل تقتصر الحياة، كما يظنّ البعض، على خيرات هذه الأرض، على التوفيق في أعمالنا وفي تقاعد مريح؟! يقول المطران جورج خضر: هذا العالم لا يكفي!
مَثَلُ الفرّيسيّ والعشّار يركّز على أنّ كلّ حَسَنَةٍ تجاه الفقير لا بدّ أن ترافقَها فضيلةُ التواضع. المقطع الإنجيليّ اليوم يشير إلى الإحسان للقريب المحتاج La charité.
وأنّنا سوف نُدان على مقدار محبّتنا له L’amour. "كلّ ما فعلتموه بإخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتم" (متى 25: 40).
طبعًا يتطلّع الإنسان أوّلًا en priorité إلى مَن كان مِن دِينِه ووطنِه، طالما يحيا بهم بنعمة خاصّة. يقول أحد آباء الصحراء: "رأيتَ أخاك رأيتَ ربّكَ".
سوف نخلص بالمسيح، سوف ندان على مدى تقبّلنا له من خلال إخوتنا الصغار الضعفاء وإحساننا إليهم ورعايتنا لهم.
حكمة الإخوة الصغار تعني الفقراء والمحتاجين: الجائع، العطشان، الغريب، العريان، المريض والمحبوس.
رحمة المسيحيّ تتوجّه لكلّ إنسان مهما كان جنسه وحتّى دينه.
يتماهى المسيح مع كلّ فقير ومحتاج.
+ أفرام
مطران طرابلس والكوؤة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللحن الثالث
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.
قنداق أحد مرفع اللحم باللحن الأول
إذا أتيتَ يا الله على الأرضِ بمجدٍ، ترتعدُ منكَ البرايا بأسرها، ونهرُ النارِ يجري أمامَ المِنبر، والكتبُ تفتحُ والأفكار تشَهَّر. فنجِّني من النار التي لا تطفأ، وأهلني للوقوف عن يمينِك، أيُّها الدَّيانُ العادِل.
الرسالة: 1 كو 8: 8-13، 9: 1-2
قُوَّتي وتَسْبِحَتي الربُّ
أدبًا أدَّبَني الربُّ،
وإلى المَوْتِ لَمْ يُسلمني
يا إخوة، إنّ الطعامَ لا يقرِّبُنا إلى الله، فإنّنا إن أكلنا لا نزيدُ، وإن لم نأكل لا ننقُص ولكنِ انظُروا أن لا يكونَ سلطانُكم هذا مَعثرةً للضعفاء. لأنّه إن رآك أحدٌ يا من له العِلمُ مُتَّكِئًا في بيتِ الأوثان، أفلا يتقوّى ضميرُه، وهو ضعيفٌ، على أكلِ ذبائح الأوثان، فيهلكَ بسببِ علمك الأخُ الضعيفُ الذي مات المسيحُ لأجلِه. وهكذا، إذ تخطِئون إلى الإخوةِ وتجرحون ضمائرَهم، وهي ضعيفة، إنّما تُخطئِون إلى المسيح. فلذلك، إن كان الطعامُ يُشَكِّكُ أخي فلا آكلُ لحمًا إلى الأبد لئلا أُشكِّكَ أخي. ألستُ أنا رسولا؟ ألستُ أنا حُرًّا؟ أما رأيتُ يسوعَ المسيحَ ربَّنا؟ ألستم أنتم عملي في الربّ؟ وإن لم أكن رسولًا إلى الآخرين فإنّي رسولٌ إليكم، لأنّ خاتَمَ رسالتي هو أنتم في الربّ.
الإنجيل: متى 25: 31-46
قال الربُّ: متى جاءَ ابنُ البشر في مجده وجميعُ الملائكةِ القدّيسين معه، فحينئذٍ يجلس على عرش مجدِه، وتُجمَعُ إليه كلُّ الأمم، فيميِّزُ بعضَهم من بعضٍ كما يميِّزُ الراعي الخرافَ من الجِداء. ويقيمُ الخرافَ عن يمينه والجِداءَ عن يسارِه. حينئذٍ يقول الملكُ للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي، رِثوا المُلكَ المُعَدَّ لكم منذ إنشاء العالم، لأنّي جُعتُ فأطعمتموني، وعطِشتُ فسقيتموني، وكنتُ غريبًا فآوَيتموني، وعُريانًا فكسَوتُموني، ومريضًا فعُدتُموني، ومحبوسًا فأتيتُم إليّ. يُجيبُه الصدّيقون قائلين: يا ربُّ، متى رأيناك جائعًا فأطعَمْناك أو عطشانَ فسقَيناك، ومتى رأيناكَ غريبًا فآوَيناك أو عُريانًا فكسَوناك، ومتى رأيناك مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟ فيُجيبُ الملكُ ويقولُ لهم: الحقَّ أقولُ لكم، بما أنَّكم فعلتم ذلك بأحدِ إخوتي هؤلاء الصِّغار فبي فعلتُموه. حينئذٍ يقولُ أيضًا للّذِين عن يسارِه: إذهبوا عني يا ملاعينُ إلى النار الأبديَّةِ المُعدَّةِ لإبليسَ وملائكتِه، لأنّي جُعتُ فلم تُطعِموني، وعطِشتُ فلم تَسقُوني، وكنتُ غريبًا فلم تُؤوُوني وعُريانًا فلم تَكسُوني ومريضًا ومحبوسًا فلم تَزُورُوني. حينئذٍ يُجيبونَه هم أيضاً قائلين: يا ربُّ متى رأيناكَ جائعًا أو غريبًا أو عُريانًا أو مَريضًا أو مَحبوسًا ولم نَخدمْكَ. حينئذٍ يُجيبُهم قائلًا: الحقَّ أقولُ لكم، بما أنَّكم لم تفعلوا ذلك بأحدِ هؤلاء الصِّغار فبي لم تفعلوه. فيذهبُ هؤلاءُ إلى العَذابِ الأبديّ، والصِدّيقونَ إلى الحياةِ الأبديّة.
في الإنجيل
يُقرأ هذا المقطع الإنجيليّ في كلِّ سنة، في الأحد المسمّى:
"أحد الدينونة أو مرفع اللحم". ويبدو أنّنا بتنا نعرفه لدرجة أنّنا قد حفظناه عن ظهر قلب. ولو تمعّنّا جيّدًا نرى أنّ الكنيسةَ لم تضعْ هذا الأحدَ بعد أحدَيِ الفرّيسيّ والعشّار من بابِ الصدفة، بل لأنّها أرادت أن نعرفَ ونُدرِكَ أنَّ هذا الإله الذي هو كثيرُ الرأفاتِ والمراحمِ مع التائبين، هو أيضًا دَيّانٌ عادلٌ، ولن يرحمَ في اليومِ الأخيرِ مَن لم يسمعْ كلامَه.
بكلامٍ آخَر، كان هذان المثلان كإنذارٍ قبلَ الحُكم الأخير. يقول الرّب يسوع: أنا قد أنذرتُكم أن "توبوا" وأنا أَقبلُ توبتَكم، ومِن بعدِها يكونُ حُكمي النهائيّ، الذي هو عادلٌ كالسيف القاطع.
والجديرُ ذِكرُه أنَّ الرّب يسوع قد بدأ كلامه:" ... متى جاء ابن الإنسان..." أي أنا هذا الذي أتى كالإنسان والذي سيتألّم ويموت... هو نفسه في مجيئه الثاني سيكون الملك والإله والديّان، والذي سيترأّس الجلسة، إن جاز التعبير، بحضور الملائكة وجميع القدّيسين وطبعًا بوجود الأمم جميعها.
فما هو الحكم الأخير؟ هو حكمٌ، بكلِّ بساطة، على الذين لم يعرفوا المحبّة، فيضعهم على يساره. أمَّا الذين أحبّوا فإنّهم سيكونون عن يمينه كما هو عن يمين الآب.
معادلةٌ بسيطة: "المحبّة".
هذه المحبّة التي تطلب من كلّ واحد منّا الانتباه إلى أخيه الإنسان. فلا تكفي الصلوات والأصوام...طبعًا هي الطريق التي تمهّد لأعمال المحبّة. إذن ملكوت السماوات والجلوس عن يمين الآب تُحدّده محبّتي لأخي المحتاج. قد لا تكون هذه المحبّة مرتبطة دائمًا بالمال، إنّما هي التفاتة، مساهمة بسيطة: الافتقاد، المأوى أو حتى كوب ماء. ما أحوجنا في هذه الأيّام لمثل هذه الالتفاتات!
رسالة اليوم تشير أيضًا إلى لأخ الذي يَعثُرُ بِسببِنا. الهدف نفسه: "الإنسان"، أي إنّ الآخَر هو جِسرُ عُبُوري إلى الملكوت.
تنقيةُ الذاتِ وحدَها لا تكفي. وبالنهاية الرسائل، الإنجيل، وطبعًا كلّ الآباء القدّيسين يشدّدون على فعل المحبّة. وقد ذهب الإنجيليّ الحبيب بكلامه إلى أن كلّ مَن يحبّ الله عليه أن يحبّ أخاه الإنسان.
لأنّه، والكلام للرسول يوحنّا الحبيب- كاذبٌ كلُّ مَن قال إنّي أُحِبُّ اللهَ، وهو لا يُحِبُّ أخاه الإنسان. لأنه " مَن لا يحبّ أخاه الذي يُبصره كيف يقدر أن يحبّ الله الذي لا يُبصره"(1يو 24).
ويأتي السارق...
زمن التريودي هو زمن التهيئة للولوج إلى الصوم الكبير فالقيامة المجيدة. إنّه زمن مباركٌ نتعلّمُ فيه الفضائلَ العُظمى كالتوبة والتواضع ومحبّة القريب، التي من خلالها نستطيع أن نصل الى قلب الله، داحضين الرذائل المضادّة كالكبرياء وشهوة الجسد وحُبّ العالَمِ وملذّاتِه.
يأتي السارقُ في ساعةٍ لا يُدرِكُها الإنسان، فيحاسَبُ هذا الأخيرُ ويُدانُ على أفعالِه في هذه الدنيا: فإذا كانت أفعالُه خيِّرةً يكون في صفّ اليمين، الخراف؛ وإذا كانت سيّئةً فنصيبُه الصفُّ اليسار، الجِداء.
فهلمَّ يا إخوة نُسارع لكي نكتسب ونمارس الفضائل كما فعل العشّار المتواضع والاِبن الضالّ التائب والعائد إلى حضن الآب، ونسعى جاهدين بأن نكتسب خدمة أبناء الله ونعزّيهم بكلّ الطرق، إن كان بزيارة المرضى منهم أو عيادة السجناء القابعين في السجون أو إعالة الفقراء والمُعوَزِين وكَسْوُهم، لكي نكون كما يقول القدّيس باييسيوس أحياء ومالكين مع الله.
فإنّ هذا القدّيسَ عندما سأل الله: أيجب أن نهتمّ بحياتنا الروحيّة في البرّيّة فقط بعيدًا عن الناس؟ أم يجب أن نخدم الناس ونساعدهم مع الاِهتمام قليلًا بحياتنا الروحيّة؟ كان جواب الله: إنّ الذين يهتمّون بالناس وبحياتهم الروحيّة هم أصدقائي ومالكون معي، أمّا الذين يهتمّون يحياتهم الروحيّة فقط فهم تلاميذ لي. والاثنان لديهما الأَجْرُ نفسُه.
اللهمَّ ساعِدْنا لكي نقتنيَ هذه الفضائل المذكورة أعلاه، ونسعى لها لكي نستأهل أن نملك معك عندما تأتي في نصف الليل وعلى غفلة لكي تدين كلّ العالم. آمين
الطّعام المفيد
عندما يشعرُ الإنسانُ بالجُوع، يَرغَبُ في تَناوُلِ الطَّعامِ لكي يَسُدَّ جُوعَه. وكذلكَ عندَما يَشتَمُّ رائحةَ طعامٍ شَهِيٍّ، فإنَّهُ يرغبُ في تناوُلِ الطّعامِ، لا سَدًّا لِجُوعٍ، بَلْ إشباعًا لِشَهوة.
فالطّعام إذًا لَهُ وَظيفتان: التَّغذية والإرضاء.
على ضوءِ هذه الفكرة، إذا تأمَّلْنا بِقَولِ الرَّبِّ يَسُوع: "لَيْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحيْا الإنْسانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ"، نَتَعَلّمُ أنّ الشَّخصيّةَ الإنسانيّة تَحتاجُ إلى وصايا الله كَحاجَتِها إلى الطّعام.
ولكنَّ الفارِقَ بينَ الإثنَين هُوَ أنْ الأخيرَ مادِّيٌّ، نشعرُ بِهِ بالغريزةِ الطّبيعيّة، وَمِنْ ثَمَّ فَإنَّ نِداءَهُ واضحٌ وصارِخ، بَينما كَلِمَةُ اللهِ خَفيَّةٌ، تُخاطِبُ النَّفسَ خطابًا روحيًّا داخليًّا. نَشعرُ بحاجَتِنا إلى الطّعامِ أكثرَ ممّا نشعرُ بحاجَتِنا إلى كلمةِ الله.
ولكنَّ عدمَ شعورِنا بحاجتِنا إلى كلمةِ الله لا يعني أنَّنا غيرُ محتاجِينَ إليها فعلًا. وَمَثَلُنا في ذلك مَثلُ المريضِ الذي اشتَدَّت عليهِ الحُمّى وأفقَدَتْهُ شهِيَّةَ الأكل، مَعَ أنَّهُ بحاجةٍ ماسّةٍ إلى الأكلِ ليَشتَدَّ، أو مَثَلُ الطِّفلِ الذي يأبى تناوُلَ الدَّواءِ مَعَ أنَّهُ بحاجةٍ ماسَّة إليهِ ليتعافى.
فكثيراً ما ننفرُ من شيءٍ، أو لا نستَسيغُهُ، أو لا نطلبُهُ، وَيَكُونُ هذا الشَّيءُ ضروريًّا ومفيداً لنا.
أمّا السَّبَبُ في انعدامِ رغبتِنا بكلمةِ الله، وَمُجانَبَتِنا لها، وعدمِ الإنكبابِ عليها، فيَكمُنُ في انشِغالِنا عنها بأُمُورٍ كثيرة، أمورِ هذه الحياةِ الوقتيّة. نهتمُّ ونضطربُ بأمورٍ كثيرةٍ، فننسى أنَّ الحاجةَ إلى واحد.
ونكونُ متضوِّرِين جُوعًا ومُلتهِبِينَ عَطَشًا، فَنَتَهالَكُ على مَشارِيعِنا وَمُخَطَّطاتِنا وَمَلاهِينا، وَفي ظَنِّنا أنَّنا نُلبِّي نِداءَ الجُوعِ والعَطَش، فإذا بِنا نُراوِحُ مكانَنا، وَلا نَشعُرُ بِرِضًا، ولا يَقَرُّ لنا بالٌ. لماذا؟ لأنَّنا أكَلْنا كُلَّ شيءٍ سِوى كَلِمَةِ الله، ولأنَّنا شَربنا مِن مَناهِلَ كثيرةٍ غَيرِ ذاتِ جَدوى، وأغفَلْنا ارِتشافَ الماءِ الحَيّ.
فَلْنَعْكُفْ على الكُتُبِ المُقدَّسَةِ، نَتَغَذّى منها ونَرتَوِي، فَهِيَ لَيسَتْ مُغَذِّيَةً وحَسْبُ، بَلْ "أشهى مِنَ الشَّهْدِ وَالعَسَل". آمين.
أخبارنا
رسامة الأخ إبراهيم خزامي شماسًا إنجيليًّا
نهار الأحد الواقع فيه ٥ شباط ٢٠٢٣ ترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس- بشمزين بمعاونة بعض الكهنة وبحضور حشد من المؤمنين. حيث تمّت في القدّاس رسامة الأخ إبراهيم خزامي شمّاسًا إنجيليًّا معاونًا في رعيّة أميون شرقي.
الشمّاس الجديد متزوّج وله ثلاثة أولاد.
جاء في العظة التي ألقاها سيادته:
أيّها الأحبّاء، في هذه الفترة التي نتهيَّأ فيها لمجيء الصومِ الكبير المقدّس، سَمِعنا كلمةَ الربّ في الإنجيل، عبرَ مَثَلِ الفرّيسيّ والعشّار. هذا المَثَلُ يُعلِّمُنا الكثير، وأكثرُ ما يُعلِّمُنا إيّاه فضيلة التواضع. يُعوِزُنا كثيرٌ من التواضع، كُلُّنا دونَ استثناء.
الإنسانُ يَفتخرُ بنفسِه، وأمّا اللهُ فيَطلبُ منّا أن نتواضعَ في هذا المَثَل، لأنّ القصّةَ تنتهي بأنّ الذي يتكبّر ستنخفضُ مكانتُه والذي يتواضعُ سيرتفعُ أمامَ اللهِ وأمامَ الناس.
وبهذه المناسبة أيّها الحبيب إبراهيم لقد اخترناك أن تخدم الرعيّة، أن تخدم الكنيسة، وأن تخدم المجتمع. فما يُعوِزُكَ هو أن تقتديَ بالربِّ يَسُوعَ الذي اتَّضعَ حتّى الموتِ موتِ الصليب، على حدِّ تعبيرِ الرسولِ بولس.
إنّنا نُرسِلُكَ لكي تَجمعَ شعبَ اللهِ بدونِ تفريق، أن تجمعَ رعيّتكَ بدون تفريق، سواءٌ في الكنيسة أو في المجتمع. المسيحُ لم يفرِّقْ بين الناس، والذي يستطيع أن يتمثّلَ بالمسيح الذي اتّضعَ حتّى الموت، له أن يكون متّضعًا، أن لا يفتخر بنفسه، ولذلك عليكَ أن تتّضعَ، عليك أن تحبَّ، عليك في الخدمة أن تضحّي. كلُّ ذلك يساعدُك على التمثُّلِ بالربّ يسوع المسيح الذي قالَ: لقد جئتُ لكي أجمع المتفرّقِين إلى واحد.
هذه هي رسالتُنا أيّها الأحبّاء. الإنسان في كلّ العالم يفتقرُ لهذا التواضع، وهذا هو سببُ كلّ هذه المشاكل الكثيرة، سواءٌ في بلادنا أو في العالمِ كلِّه. آمين